روايات

رواية جمال الأسود الفصل الحادي عشر 11 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود الفصل الحادي عشر 11 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود الجزء الحادي عشر

رواية جمال الأسود البارت الحادي عشر

رواية جمال الأسود الحلقة الحادية عشر

أوصلت “مريم” فرستها الجميلة إلى منزلها وعادت إلى القصر وهى تعلم بأنه عاد من سفره فرأت سيارته من قبل تدخل القصر، أخذت نفس عميق ودلفت للقصر لتراه يقف هناك مع “حنان” التى ترحب بعودته بحرارة وسعادة وتنزع عن أكتافه البلطو الخاص به، وقع نظره عليها لتتقابل عيونهما معًا وهى تقف محلها على بُعد منه رغم أرتطام قلوبهما فى عناق طويل قتل كل المسافات بدقاتهما، قلبها لا يقل حاله عن حال قلبه المُتسارع بجنون لأجل رؤيتها، همس بنبرة خافتة مُرعبة:-
-خست يا حنان
أبتلعت “حنان” لعابها بخوف منه وهو يلومها هى على فقد وزن “مريم” لتقول بتوتر:-
-والله يا مستر جمال بأكلها كويس جدًا
سارت “مريم” بخطوات ثابتة بعد أن تحاشت النظر إليه وأتجهت إلى الدرج دون أن تستمع لتمتمه مع “حنان” وأتجهت إلى غرفتها، دلفت للداخل وأوصدت الباب جيدًا ثم وضعت يدها على قلبها وهى تلهث كأنها كانت تغرق أسفل المحيط وقالت:-
-أهدا يا قلبي، أنا قولتلك تنساه
لم يستمع قلبها إليها، بل ظل يصرخ لأجل هذا الحب الكامن بداخله فتمتمت ب”مريم” بسعادة خفية بداخلها:-
-كل ما كبر أحلوي أكتر
قفزت فوق الفراش بحماس وسعادة تغمرها لعودته فهى كانت كالوردة المُشتاقة لراويها حتى تحيا من جديد وظلت تنتظره كثيرًا حتى تراه خفيًا دون أن يعلم بأنها تراقبه خلسًا،
______________________________

 

“داخل الملهي الليلي”
عاد “حمزة” إلى مكتب “سارة” وقال بجدية:-
-مبعتيش الحاجة مع الواد ليه؟
نظرت “سارة” له بضيق شديد من أخذه للمخدرات دومًا دون أن يدفع بحجة أنه سيقتل “مريم” لأجلها لكن لقد فاض بها الأمر وقالت بأختناق:-
-مش لما تدفع اللى عليك يا حمزة
-قولتلك هقتلها
قالها بأنفعال وهو يفرك جبينه بضيق من شدة حاجته لجرعة المخدرات فى الحال لتضحك “سارة” ساخرة منه وقالت:-
-اه أمتي أن شاء الله، أنت جبان يا حمزة وخايف تموتها عشان هى بنتك
جلس على المقعد أمامها وقال بأختناق سافر:-
-أنا مش خايف، أنا لو عايزاها دلوقت يكفى أني أتصل بها وأنتِ أكتر واحدة عارفة دا
تبسمت “سارة” بمكر شديد وأقتربت للأمام قليلًا ثم أخرجت كيس صغير يحمل جرعة من المخدرات وقالت:-
-أيوة جينا للمهم، أنت مسيطر عليها كلينا بأيه، ماسك عليها أيه وبتهددها بقي لما قولت أنك هتقول لجمال
نظر إلى كيس المخدرات بطماع ومرر لسانه على شفتيه بحماس ثم قال:-
-هقولك

 

أخذ منها كيس المخدرات وتناول جرعته ليسترخي جسده كثيرًا وعاد بظهره إلى الخلف وبدأ يقصي لها الحكاية من ناحيته…
( فــــــلاش بـــــاك )
عندما ذهب إلى المنزل بيوم قتل “مختار” ووجده هناك مع أصدقائه يحاولون الأعتداء على ابنته “مريم” لكن بمجرد أن رأه وجهه فروا هاربًا ليبقي “مختار” الذي نظر له بأشمئزاز، نظر “حمزة على ابنته فاقدة للوعي وملابسها ممزقة كليًا ليدخل فى شجار مع “مختار” ثم سحب المسدس من أسفل وسادته كما أخبرته “سارة” بمكانه من قبل وأطلق الرصاصة فى رأسه وجلس ينظر كثيرًا إلى ابنته وماذا يفعل ليقرر أن يشركها فى هذه الجريمة حتى لا تتفوه بكلمة واحدة وتخطع لخطته مع “سارة” فى أخذ الورث بالأكراه وتوافق على الذهاب إلى “جمال”، وضع المسدس فى يدها وغادر الغرفة وظل ينتظر فى الخارج حتى سمع صوت بكاءها وأدرك بأن “مريم” أستيقظت ليدخل إلى غرفة مُصطنع الجهل كأنه يرى الجثة لأول مرة، قال بصدمة مُصطنعة بأتقان:-
-قتلتيه
لم تتفوه بكلمة واحدة بل ظلت ترتجف كثيرًا حتى فقدت الوعي من وهل الصدمة وأنها قتلت أحد، عندما أستيقظت رأت “حمزة” جوارها وقد تخلص من الجثة وقال:-
-أنتِ قتلتيه يا مريم
ظل يردد هذه الكلمة كثيرًا حتى أقنعها تمامًا بانها مرتبك الجريمة الكاملة وأنه تخلص من الجثة لأجلها لكن إذا عارضته فى الحصول على الورث سيخبر الجميع بأنها القاتلة وأين الجثة وسلاح الجريمة الذي يحمل بصمات أصابعها وتذهب للسجن….
(عـــودة للــواقـع )
ضربت “سارة” كفيها معًا بسخرية من حاله ثم قالت:-
-ههههه دا أبليس يصفقلك يا راجل بس حلوة منك، اتصل بيها بقي وقوليها تيجي للمكان اللى هقولك عليه وفى نفس الميعاد وإلا هتتصل بالبوليس
نظر “حمزة” مُطولًا إليها لترفع حاجبها إليه كأنها تجبره بنظرتها على فعل ذلك…

 

________________________
“قصـــر جمــــال المصــــري”
وصلت سيارة سيدان صفراء من ماركة المرسيدس أمام بوابة القصر، نفس السيارة التي أهداها لها بمناسبة نجاحها ورفضتها، لكن مع “جمال المصري” هل هناك سبيل للرفض أو معارضة رغبته، ألتف “حسام” للخلف بعد أن توقف عن القيادة ليراها جالسة محلها لم تترجل من السيارة فقال:-
-حضرتك كويسة؟
حملت حقيبتها بملل شديد يجتاحها من الداخل وتأففت من طريقته فى الحديث لتقول:-
-تعرف يا حسام أنت بتكبرني بكام سنة ومع ذلك طريقة كلامك بتعصبني، أنا كام مرة قولتلك أنى بكره الرسميات
تبسم “حسام” بعفوية إليها ثم قال بنبرة جادة:-
-وكام مرة قولت لحضرتك أن فى راجل جواه ممكن يقتلني لو تنازلت عن الرسمية لأنه بيغار
ضحكت بسخرية على غيرته التى يتحدث عنها الجميع ويخشوا الحديث معها خوفًا من غضب هذا الرجل، ترجلت من السيارة بعد أن عادت من جامعتها ودلفت للقصر مُتمتمة بضيق شديد:-
-بيغار!! والله لو بأيدي لطلعت قلبه المتحجر من صدره
فاقت من تمتمتها على صوت “حنان” التى تقف جوارها وقالت:-
-مين اللي زعل القمر بتاعنا
تأففت “مريم” بأغتياظ شديد ثم قالت بنبرة قوية:-
-محدش يا حنان
مرت من جوارها كي تصعد الدرج لكن توقفت قدميها عن الحركة عندما قالت “حنان”:-
-هحضرلك الغداء مع جمال بيه على ما الضيوف يمشوا

 

ألتفت “مريم” إليها بصدمة مما سمعته وهل يملك الآن ضيوف فى منزله فهذه من الحالات الناردة جدًا داخل هذا القصر وقالت بتعجب:-
-ضيوف!!
تبسمت “حنان” بخبث وهى تعلم ما تحمله هذه الفتاة بداخلها تجاهه تمامًا مثله، لكن الأثنين كلا منهما يكابر ويرفض الأعتراف قائلة:-
-اه سلمي صديقته المفضلة أو زي ما بتقوله البيست فرند
كزت “مريم” على أسنانها وقد ظهرت غيرتها التى أكلت قلبها من الداخل على ملامحها وقالت بسخرية وغضب مكبوح:-
-سلمي!! قولتلي
تبسمت “حنان” على غيرتها التى رأتها فى وجهها الآن وراقبتها بعينيها، أقتربت “مريم” منها بعد أن نزلت درجات الدرج الذي صعدتها للتو ووقفت أمامها ثم قالت:-
-ودي حلوة
تبسمت “حنان” غليها بعد أن هزت رأسها بنعم وقالت:-
-جدًا وبعدين مش مهم الحلاوة كفاية انها الوحيدة اللى بتقدر تضحكه دى معجز أن مستر جمال يضحك وبعدين مش زمليته يا مريم ويلا بقي أطلعي غير هدومك بسرعة عشان انا ورايا تحضيرات كتير ليها عشان الغداء دا مستر جمال موصي عليه بنفسي

 

ألقت “مريم” حقيبتها فى وجه الخادمة التى تقف بالخلف بأغتياظ وقد وصلت للتو إلى أقصي درجات الغيرة وربما تلتهمها هي وصديقتها، تعجبت “حنان” من عصيبتها الزائدة فى حين أنها غادرت وهى تقول:-
-هي فين؟
تبسمت “نانسي” صديقتها التى أصبحت تتخذ صفها فى هذه الحرب وقالت بمكر:-
-فى الأسطبل وتقريبًا كدة هتركب على إيلا
قالتها عمدًا حتى تفجر هذه القنبلة الموجودة بداخلها من صٌنع الغيرة، خرجت شهقة من “مريم” بصدمة الجمتها والآن يجعل صديقته المُحببة تلمس فرستها هي، نكزت “حنان” “نانسي” فى ذراعها وقالت بغيظ:-
-شايفة أنها ناقصة جملتك، أمشي حضري الغداء
مرت “نانسي” مع الخادمة بمكر نسائي وقالت بتمتمة سمعتها “حنان”:-
-دا إذا كان هيبقي فى غداء النهار دا
أتجهت “مريم” إلى الأسطبل وهناك رأت “سلمي” تقربه فى العمر وجميلة بهيئتها وتهتم بنفسها كثيرًا ووضح هذا فى مساحيق التجميل والموضة فى ملابسها، رأت “حاتم” يخرج من الداخل بحصان “جمال” المُفضل كم يسميه “مرجان” و”إيلا” من أجل “سلمي” تمامًا كم أخبرتها “نانسي” لتشتعل غضبًا وهى تشعر بأن هذه الفتاة تتعدي على أملاكها أولًا هو والآن حصانها، أقتربت منهم لكن سرعان ما توقفت فجأة عندما رأت “جمال” يمسك يدها يساعدها فى الصعود على ظهر “إيلا” التي تتذمر الآن بعد أن وضع اللجام فى فم “إيلا” لأول مرة من أجل “سلمي”، الغضب والغيرة تحكما بها نهائيًا وظلت تراقبهما

 

حتى دخلوا معًا إلى السياج وهناك تبسمت بخبث بعد أن وقفت على السياج الخشبي مُكتئة بذراعيها عليه ببرود أعصاب وأطلقت صافرتها إلى “إيلا”، نظر “جمال” نحوها ورأها تراقبهم وتبتسم بمكر إليه ليفهم أنها ستعاقبه على فعلته وقبل أن يتحدث إلى “سلمي” ركضت “إيلا” بسرعة جنونية و”سلمي” على ظهرها لتنفجر “مريم” ضاحكة بعفوية ووضعت يديها على فمها من شدة الضحك، أسرع “جمال” بحصانه إلى “إيلا” التى لم تتوقف محلها بعد هذه الصافرة كأنها أخذت إشارة بأن تنتقم لصديقتها من هذه الفتاة التى على ظهرها، حاولت “سلمي” التشبث جيدًا باللجام لكن بسرعة “إيلا” أخذته منها بفمها لتكاد “سلمي” أن تسقط لكن ألتقطتها “جمال” بذراعه قبل أن تفعل، توقفت “مريم” عن الضحك بغيرة تأكلها وهى تراها بين ذراعيه، وصلت “إيلا” إلى صديقتها لتنزع عنها “مريم” اللجام وقالت بلطف:-
-أحسنتي يا جميلتي
توقف “مرجان” قربها وترجل “جمال” أولًا ثم أخذ “سلمي” من خصرها وعينيه تحدق بـ “مريم” ثم قال:-
-أنتِ جيتي أمتي؟
تسللت أصابعها بين شعرات “إيلا” الجميلة بعفوية مُحاولة إخفاء غيرتها عنه وقالت:-
-ميخصكش
كاد أن يفقد أعصابه عليها لكن منعته “سلمي” عندما مدت يدها إلى “مريم” تصافحها وقدمت نفسها إليها قائلة:-
-هاي أنا سلمي كابتن طيران وصاحبة جمال من سنين
أدارت “مريم” رأسها إليهم بسخرية ثم نظرت إلى يدها الممدودة وقالت:-
-صاحبته!! خليني نمشي يا إيلا

 

أخذت فرستها بتجاهل تام إلى “سلمي” وعينيه تراقبها أثناء رحيلها فقالت “سلمي” بعفوية:-
-أنا عيد ميلادي النهار دا لازم تيجي مع جمال الحفلة
سمعتها “مريم” وهى تسير بجوار “إيلا” التى أصدرت صهيلها فقالت بضيق شديد:-
-مش هروح يا إيلا….
وقف “جمال” أمام الدرج ينتظرها مُطولاً وقد تأخر بالفعل على الحفل، سمع صوت طقطق كعبها العالي على الدرج ليرفع نظره عن الساعة إليها فرأها ترتدي فستان أحمر طويل يخفي أخمص قدمها يظهر نحافتها وجسدها الرفيع بقط يظهر عنقها وعقدها المصنوع من اللولو الخالص ويأخذ شكل أفعي، تحمل فى يدها حقيبة بحجم هاتفها تلمع ذات اللون الفضي كعقدها وحلق أذنها الطويل الواضح تمامًا بعد أن صفف شعرها فى مؤخرة رأسها تمامًا فلم ينسدل منه خصلة واحدة سوى غرتها الطويلة التى تصل لذقنها وتصففها على الجانب الأيسر تزيدها جمالًا، تضع مساحيق التجميل وأحمر شفايف باللون الأحمر البارز، خجلت “مريم” من نظراته المُثبتة عليها وأحمرت وجنتها خجلًا فممرت سبابتها مع غرتها من التوتر، وصلت أمامه وهو يحدق بها بإعجاب شديد وقلبه كاد أن يقفز من مكانه ويرتطم بها، لا يشعر بشيء سواها ورائحة عطرها التى وصلت لأنفه مع طلتها، رفعت نظرها أخيرًا إليه لتتقابل عيونهما معًا ويضربها قلبها بقوة غاضبًا من تجاهلها وتصرفاتها التى تفعلها كي تبتعد عن حبيبه الواقف أمامها للتو، عينيه الخضراء تفقدها الوعي رغم عينيها المُفتوحتين، رائحته الجذابة ووسامته، لا يعلم كم دقيقة مرت على هذه النظرة الطويلة والعناق الذي تقابل فيه أعينهم معًا، رأي يدها ترفع قليلًا لتقترب من لحيته فنظر إليها بينما أناملها أستقرت على لحيته ونزعت عنها الخيط الصغير الذي تشابك مع شعرات ذقنه من المنشفة تقريبًا، ظل ينظر إليها فى صمت حتى قاطع هذا الصمت ظهور “نانسي” من الأعلي تحمل البلطو الخاص بـ “مريم” لتقدم للأمام بخطواته ووضعت “نانسي” البلطو على أكتاف وقالت:-
-أنتِ جميلة أوى يا مريم الله يحفظك يا حبيبتى

 

تبسمت “مريم” بلطف ثم خرجت من القصر خلفه ليأخذها بسيارته الطويلة البيضاء التى بلغت ثلاثة أمتار وأنطلق “صادق” بهما إلى مقر الحفل..
فور وصولهم بدأ الجميع بالترحيب ب”جمال” رجل الأعمال الذي يجتاح السوق العربي والغربي فى مجاله للألكترونيات ونادرًا ما يذهب إلى حفلات كهذا فبعضهم جاء من أجل لقائه وليس لمباركة “سلمي” بعيد ميلادها، ظلت تقف جواره بحرج من كثرة الرجال المُلتصقين به حتى وصلت “أصالة” وأنطلقت معها فى المكان …
كانت تقف هناك مع “سلمي” وبعض الفتيات يتسامرون معًا والضحكات لا تخلو من بينهم، بسمتها الساحرة لا تفارق وجهها فأراد أن يشكر صديقته على فعلتها التى جعلت هذه البسمة تنير وجهها العابس وتقتل حزنها، لطالما أشتاق لوجهها المُبتسم لتنير حياته وقلبه بهذه الإبتسامة، رغم وقوفه هنا عن بُعد ويتحدث مع رجال من مكانته المرموقة فى العمل لكن عينيه لا تفارقها نهائيًا لا يعلم أهو خوف عليها أم عشقًا بها وهذا العشق من يجبره على النظر إليها ولا يستطيع تحاشي النظر عنها..
أقتربت “أصالة” منهم وهمست فى أذنيه بلطف:-
-عارفة أنا لحد من ساعة مكنتش متوقعة أنك هتيجي معاه
ردت “مريم” بهمس وهى تذهب بعيدًا عن الفتيات:-
-سلمي جت البيت وعزمتني، أنا واثقة أن دا بأمر منه أكيد
سارت “أصالة” معها بعفوية وبسمتها لا تفارقها من هذا الثنائي ثم قالت بجدية:-

 

-أكيد، لأن أى حد يعرف مين هو جمال المصري مستحيل يطلب دا غير بعد موافقته، صدقينى يا مريم أنا عمري ما شوفته مهتم بحد الأهتمام اللى هو بيقدمه ليكي، أنا أكتر واحدة تشهد على دا من كتر الطلبات اللى بيطلبها مني عشانك، هدايا وكتب وأول ما يسمع أن نفسيتك وحش أو مخنوقة فور بيقولي أتشقلبي المهم أعمل حاجة عشانك، رغم أنكم مقعدتوش على سفرة واحدة لكن أقسم لك أن جمال عارف كل حاجة عنك بتحبي أيه وبتكرهي أيه، ألوانك المفضلة، حتي لحظات خوفك أنا واثقة أن جين بينقلوا كل ضربات قلبك المُختلفة عن معدلها الطبيعي، الحساسية اللى عندك شريف قالي أنه بطل سجاير فى القصر عشانك، غيرته عليكي اللى بتخليه يعاقبني مجرد ما يشوفك لابسة فستان حلو أنا اللى أشتريته، عينيه اللى مش مش مفارقكى دلوقت وفى أي مكان أنتي فيه..قوليلي لو مكنش كل حب يبقي أيه
صمتت “مريم” قليلًا لتجمع شجاعتها بعد أن تذكرت رفضه لها قائلة:-
-أسفة يا أصالة بس أنا مش محتاجة لمراقبة ليا، كل اللى بتقولي دا عندى معناه كلمة واحدة أنه بيراقبني بس..
تركتها وخرجت من المكان فى صمت وحدها، تنفست بأختناق ثم قالت:-
-أن كان حب فأنا فى غني عن بطريقته دى..
ظلت فى البهو وحدها تسير دون توقف حتى ينتهي هذا الحفل وتستطيع العودة للمنزل، شعرت بخطوات خلفها تقترب تحفظها جيدًا لتأخذ نفس عميق قبل أن تشعر بالبلطو الخاص به يوضع على أكتافها، نظرت للبلطو بصمت ثم رفعت نظرها إليه، وقف جوارها ينظر للأمام لتقول:-
-أنا مش سقعانة!
حاولت خلع البلطو عنها لكنه أوقفها بكلمته البسيطة التى تفوه بها:-
-لكنك جميلة

 

عادت “مريم” بنظرها إليه بأندهاش فهل أستغرق كل هذا الوقت حتى يجمع شجاعته ويخبرها بأنها جميلة اليوم فى حين أن كل من رأها قالوا هذا الشيء، لكن قلبها الأحمق أنتظرها منه والآن تراقص فرحًا بين ضلوعها ورغم سماعها لهذه الكلمة كثيرًا اليوم إلا أن منه كانت كالسحر الذي وقع عليها ليهزم لكل حصونها والحواجز التى صنعتها بينهما..
تابع “جمال” كلماته بنبرة هادئة يسخر من موظفيه دون النظر إليها:-
-الأغبياء قولتلهم متخلهوش جميلة جداً، تفتكري دا غلطهم ولا غلطتك أنتِ لأنك جميلة
نظرت للجهة الأخري مُبتسمة خفيًا عليه وهو يحاول أن يعلم سر جمالها اليوم حتى يعاقب المُسبب على هذا الجمال الذي جعل الجميع ينظرون إليها بإعجاب، تنحنحت بجدية تحاول أن تخفي سعادتها حين قالت:-
-عن أذنك!!
ألتفت لكي تغادر فأستوقفها بنبرة هادئة مناديًا إياها:-
-مريم!!
توقفت محلها لتُصدم عندما ألتصق بها من الخلف وأصبحت أنفاسه تضرب خديها بسبب قربه ويديه تتسلل إلى خصرها برفق فهمس إليها بنبرة أفقدتها المتبقي من صمودها أمام قلبها المُتسارع:-
-لحظة من فضلك!!
أغمضت عينيها بأستسلام لطلبه وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة فى حضرته وعطره الرجولي يغتصب أنفها مع أنفاسها وتشعر بدفئه الذي لطالما أحبته وأخبرته به، أبتعد عنها مُبتسمًا بمكر بعد أن أفقدها قوتها أمامه وأشعل نيران العشق بداخلها بتصرفه عن عمد لتفتح عينيها بعد أن ترك أسرها ونظرت له فأشار إليها بعلبة سجائره والقداحة التى حصل عليها من جيب البلطو فكزت على أسنانها غيظًا منه وذهبت من أمامه، ضحك “جمال” عليها وأشعل سيجارته بينما دلفت هى للداخل غاضبة وتشتعل من الضجر منه بسبب ما فعله بقلبها وكأنها هزمت أمامه من جديد وقالت بعتاب لحالها:-
-غبية كان لازم تردي له القلم، لكن أنتِ يا مريم أستسلمي لقلبك الغبي..
______________________________

 

حاول “حمزة” العثور على رقم هاتفها الجديد حتى يتصل بها ويخبرها بما طلبته “سارة” لكن لا أحد يساعده فى ذلك فقرر مراقبتها حتى تسنح له الفرصة بالحديث معها، ظل يجلس فى سيارته قرب القصر حتى رأي سيارة “جمال” تمر من امامه وهى تجلس بداخلها فتأفف بضيق من هذه الفرصة التى فشلت قبل أن يفعل شيء بسبب وجود “جمال”، دخلت السيارة للقصر بعد أنهوا الحفل وترجلت هى أولًا غاضبة منه وأتجهت للأعلي وقدميها تكاد تكسر الأرض من ضربتها فى المشي لتقول “حنان” بقلق:-
-فى أيه؟
تأفف “جمال” بأختناق من تصرفاتها العنيدة والغضب الذي أصبح جزءًا منها وقال:-
-مفيش، أنا طالع أنام
صعد إلى غرفته بأختناق وأخذ حمام دافئ ثم صعد للفراش ووضع الهاتف جوراه على الكمودينو فوقع نظره على هذه الدمية التى صنعتها له فى عيد ميلاده وأحتفظ بها قرب فراشه وهذه العلبة السوداء ليلتقطها بحيرة ثم فتحها وظل ينظر إلى خاتم الزفاف الذي أشتراه من فرنسا فى سفره لأجلها، أعتقد أن طلبها للزواج والأعتراف بمشاعر شيء سهلًا وأشتري الخاتم لكن الأمر صعبًا عليه تمامًا كلمس نجمة فى السماء، وضع الخاتم مكانه على الكمودينو وأشعل سيجارته ينفث بها غضبه ….
______________________________

 

كانت “سارة” تقود سيارتها فى الطريق وتوقفت فجأة لتصطدم السيارة الموجودة بالخلف فى سيارتها وترجل منها رجل فى أواخر الأربعينات من عمره يرتدي بدلة سوداء ويصفف شعره الأسود للأعلي بجسد نحيف وعيني سوداء ببشرة فاتحة قليلًا ونظر للسيارة الخاصة به بعد أن كُسر مصباحها الأمامي فتأفف بضيق وهو يغلق زر سترته وسار نحو السيارة ليطرق بأصابعه على النافذة، فتحت باب السيارة وترجلت “سارة” سكيرة وجسدها يهتز يمينًا ويسارًا تكاد تفقد توازنها وقالت بلطف:-
-أنا أسفة جدًا
تتطلع الرجل بها امرأة جميلة تصغره بالعمر تضع مساحيق التجميل وشعرها الأسود القصير يداعب عنقها المُثير، ترتدي فستان أسود اللون قصير يصل لفخذيها وبدون أكمام يظهر أكتافها النحيفتين وعظام رقبتها الجميلة، تبسم بإعجاب بهذه المرآة وقال:-
-ولا يهمك دى فانوس المهم أنتِ كويسة
أومأت إليه بنعم وهى تتعمد الأرتطام بيه مرات متتالية ليتشبث بخصرها بلطف وقال:-
-تحبي أوصلك
أجابته بنبرة ناعمة مُثيرة تليق بعملها كراقصة سابقًا ومديرة نوادي ليلية حاليًا:-
-عشان متعبكش
هز رأسه بلا برحب شديد فى التقرب لهذه المرأة وأغلق سيارتها ثم أخذها فى سيارته وأنطلق بها إلى حيث منزلها وقبل أن تنزل قدم لها بطاقة عمله وقال:-
-أتمني أشوفك مرة تانية

 

تبسمت إليه ثم قبلت بطاقته أمامه ونزلت بجسدها الهزيل من سيارته لينطلق فى طريقه فضحكت “سارة” بمكر كأنها حققت هدفها ونظرت إلى البطاقة وقرأت أسمه بخبث ووجه يخفي خلفه الكثير من الخطط الشيطانية عكس وجهها الجميل:-
-نادر الهواري… أكتملت أول خطوة يا جمال… أستناني
صعدت وهى تحمل فى طياتها الكثير من الخطط وكأنها تصبو إلى طريق لا يعلم ماهيته سواها…..
_______________________________
“قصــــر جمــــال المصـــري”
كان الجميع يستعدون لأستقبال هذا الشاب الذي تقدم لخطبتها ورفضه “شريف” بسبب غياب “جمال”، رأت “مريم” وجوه الجميع كأنه يخشوا الأبتسام فى هذا اليوم خوفًا منه فسألت “نانسي” بقلق:-
-نانسي، هو جمال…
قاطعتها “نانسي” بنبرة هادئة تخشي أن يسمعها أحد:-
-أبعدي عنه الساعة دى يا مريم لحد ما الضيوف دول يمشوا، من ساعة ما أستاذ شريف قاله أمبارح على الميعاد ولحد دلوقت طرد 7 خادمات لأسباب مش هتتخيلها زى أن نقطة من القهوة وقعت على الفنجان من برا، التانية فى شعرة خرجت من الكحكة فطردها لأن هيئتها غير مشرفة للقصر والثالثة ظفرها جرح التفاحة اللي متفهمش فين الكارثة فى كدة عشان يقطع عيشها… فالله يخليكي أبعدي عنه عشان أنا حاسة أن القصر دا هيتصفي على أيدك ومش هيفضل غير حنان
ضحكت “مريم” بعفوية على تصرفاته فهل الغيرة أكلت عقله عوضًا عن قلبه فقالت ببسمة تنير وجهها:-
-هو فين؟
-فى المكتب
أتسعت عيني “مريم” على مصراعيها بصدمة الجمتها وقالت:-
-من ساعة ما رجع من الشركة، مغيرش هدومه الناس على وصول
تأففت غيظًا من تصرفاته وهل الآن سيستقبل الضيوف ويظهر أمامهم فوضوي لأجل غيرته دلفت للمكتب ورأت الغرفة معبأة بالكثير من الدخان بسبب كم السجائر التى حرقها كقلبه المُحترق فبدأت “مريم” فى السعال ليطفي سيجارته سريعًا وضغط على زر تنقية الهواء وفتح النوافذ لأجلها، مررت يدها على أنفها بضيق ثم قالت:-
-أنت ملبستش؟ الناس على وصول
-كفاية أنتِ تلبسي وتتأنقي

 

قالها بسخرية لتذهب إلى المكتب وألتفت حوله ثم مسك ذراعيه وبدأت تسحبه بقوة قائلة:-
-قوم يا جمال
لم يتحرك له ساكنًا فجسدها الضعيف لن يقوى علي تحرك بنيته الجسدية القوية لتتوقف عن سحبه بالقوة ونظرت إلى عينيه ويدها تمسك يده بدفء ثم قالت ببراءة:-
-ممكن تقف
لبي طلبها بتأفف شديد فتبسمت وهى تعلم ان القوة ليست سبيله بل باللين سيفعل لأجلها أي شيء، لتمسك أكتافه وتُديره إليها حتى يصبح مُقابلها تمامًا وبدأت تهندم له بدلته ورابطة عنقه بلطف وقالت:-
-ممكن تفرد وشك شوية، أنت مش رايح تحارب ولا تعزي فى موتي
تنحنح بلطف وتنازل عن غضبه قليلًا ورأسه مُنخفضة إلى حيث وجهها وقصرها جواره وقال بتمتمة:-
-بعد الشر عنك
رفعت يدها إلى شعره ترفع خصلته الفوضوية للأعلي بلطف ثم تبسمت إليه ليقول بنبرة خافتة:-
-أنتِ عايزاه يا مريم؟
نظرت إلى عينيه الحزينة لكنها تحمل من الغضب أضعاف هذا الحزن لتقول بنبرة خافتة:-
-اه على الأقل مش هشيل هم المكان اللى هروحه بعد ما أمشي من هنا ولا مش واخد بالك أن باقي سنة إلا شهرين ووصيتك عليا تخلص، هو أكبر مني بسنة وإنسان كويس وطموح ومعايا فى كلية إعلام بيحضر ماجستير ونزل تدريب فى أكثر من قناة وصنع لنفسه برنامج على اليوتيوب وبيكسب كويس جدًا من قبل ما يتخرج ودلوقت بيقدم برنامج كورة وعنده بيته ومامته متوفي وعنده أخ واحد، وبيحترمنى جدًا وبيساعدنى فى دراستي ومُتفهم أنى أرملة يعنى في كل المميزات اللى بتدور عليها أى بنت فى أى راجل عايزة تعيش معاه……
قاطعها بتنهيدة بأختناق سافر من حديثها عنه وكأنها سقطت فى غرامه، أنزل يدها عن رابطة عنقه بضيق شديد وعينيه تحدق بها ثم قال:-
-كل دا شعر فيه، أنتِ بتحبيه يا مريم
رفعت رأسها بسخرية إليه وتطلعت به بنظرة صامتة ثم قالت:-
-وأنا خدت أيه من الحب يا جمال؟ ولا حاجة غير الوجع والفراق وعياط طول الليل، الحب عشان أعيشه لازم أعيش قسوته وأنا أستكفيت قسوة

 

شعر بنظرتها وحديثها بأن تلقي بالحديث عنه عندما أخبرته بأنها تحبه ماذا فعل غير الهجر والقسوة ورفضها رفض قاطع، كز على أسنانه بضيق ثم قال ببرود شديد:-
-ما دام مش بتحبيه يبقي مش هتتجوزيه
كاد أن يمر من أمامها لتمسك ذراعه بقوة غاضبة من قراره وقالت:-
-بس أنا موافقة أنت مين عشان تعترض…….
قاطعها للمرة الثانية لكن هذه المرة بقبلة على شفتيها التى تثرثر بالكثير عن هذا الزواج ورجل أخر غيره لتُصدم “مريم” من فعلته ورفعت يدها تبعده عنها ليمسك يديها بأحكام ويضغط عليهم بقوة حتى كاد أن يعتصر رسخيها فى قبضته القوية، أبتعد عنها ثم قال ببرود بينما يمر سبابته على شفتيها بلطف:-
-أنا حذرتك أشوف قلم روج فى وشك يا مريم… كدة بقيتي أحلى
أستشاطت غضبًا منه وهى تكتم أنفاسها من الغيظ وتراه يذهب بعيدًا فقال ببرود شديد يزيد من أستفزازها وهو يسير للخارج دون أن يتطلع بها:-
-حاولي تجيبي واحد بالبطيخ هيبقي طعمه أحلي…
أغلقت قبضتيها بأحكام قبل أن تذهب وتضربه فى وجهها من الغيظ الذي ألقاه بداخلها، أتجهت للأعلي رغم غضبها لكن قلبها الأحمق غارقًا فى حب هذا الرجل مسحت أحمر الشفايف ووضعت لون غيره أخف من الدرجات البنية ونزلت بسرعة عندما أخبرتها “نانسي” بحضور ضيوفها، وقفت على الدرج تستمع لحديثهما ليقول الشاب بلطف وبسمة لا تفارقه:-
-أنا بصراحة… معلش سامحنى على توتري أصلها أول مرة… أنا جاي طالب أيد أنسة مريم…
توقف عن الحديث مرة أخرى لكن هذه المرة بسبب وقوف “جمال” من مكانه وأغلق زر سترته ببرود شديد ثم قال بلهجة جادة:-

 

-هعتبر نفسي مسمعتش جملتك… وصله يا شريف للباب
وقف الشاب بأرتباك ثم قال بحيرة من رد فعله:-
-هو أنا عملت حاجة؟ أو حضرتك سمعت عني حاجة وحشة
ألتف “جمال” له بهدوء أعصاب كأنه جبل جليدي وقال:-
-لا طبعًا بس أزاى جاي تطلب أيد خطيبتى مني
أتسعت أعين “مريم” على مصراعيها بصدمة ألجمتها ثم نظرت إلى “نانسي” التى تقف جوارها وهكذا “حنان” وقالت مصدومة كأنه صعقها بالكهرباؤ للتو وتشير على نفسها:-
-خطيبته!! مين خطيبته….. أنا!!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جمال الأسود)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى