رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم ماهي أحمد
رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الجزء التاسع والأربعون
رواية عروس الالفا (الهجينة 2) البارت التاسع والأربعون
رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الحلقة التاسعة والأربعون
صُدق من قال بعض الكلمات كالقبور ، تُدفنك حياً على الرغم من إنك على قيد الحياه .. وهذا ما فعلته جمله “ياسين” بـ “فريد” وهو يتابع قوله:
_ أنا وشمس اتجوزنا ودى ورقه جوازنا
———————
كان “فريد” يقود سيارته ولكن عقله ذهب في جوله للمواجهه التى تمت منذ قليل مع “ياسين ” ومع هذه الجمله تحديداً .. حاول “فريد” انتزاع ورقه الزواج من يد “ياسين” ولكنه فشل في انتزاعها من كف يده فنطق “ياسين” متهكماً:
_لو هسمح لحد يشوف ورقه جوازنا فا أگيد مش هيبقى أنتَ
تطلعت “مشيره ” الى “ياسين” وقد انكمش حاجبيها بريبه تطلب اجابه عما يحدث ولكن تلك النظره التي اصابتها من “ياسين” كانت الأسرع حيث فرضت على “مشيره” الصمت طالعت “شمس” تلك المتشبثه بكف يدهُ فكانت نظراتها لها ليست إلا ناراً وشراراً تشتعل في الخفاء تنظر إليها نظرة مفترس يترقب فريستهُ كان الجميع مصوب نظراتهم اليهم كالسهام لا تستطيع عقولهم استيعاب ما يحدث يطالع احدهم الأخر بنظرات من الجلي معرفه بأنها نظرات عدم رضا
هبت “زُهره” واقفه تحاول أن تستوعب ما يحدث ولكن أنهتها “الخاله” عن فعل شىء أمام الحضور قام “والد فريد” وهو ينظر هنا وهناك بعينيه فوجد جميع من بالمكان ممسك بهاتفه ويقوم بتصوير ما يحدث ضغط على أسنانه ولكنه حافظ على ثباته الأنفعالي زرر چاكيث بدلته السوداء يستعد للرحيل فأوقفه “فريد” ينطق بقهر وهو يرى والده يبتعد ناحيه الباب:
_بابا أنتَ هتسيبني كده احنا لازم نعلمه الأدب شمس دي بتاعتي.. شمش ليا مش لغيري
قاطعه “ياسين” وهو يقترب منه وجعل كل من بالغرفه يوجه أنظاره عليه يطالعه بتحدي وهو يقول:
_شمس من اللحظه دي بقت عقيده محرمه على أمثالك
عاد والد “فريد” يقترب من “ياسين” بنظرات مشتعله لو كانت ناراً لأكلت الأخضر واليابس تصنع البسمه على وجهه وهو يقول بهمس:
_أنا صحيح مكنتش موافق على الجوازه دي بس وحياه القهره اللي شرخه قلب ابني وشوفتها في عيونه لا هخلي المو ت من ضمن احلامك اللي مش هتعرف تحققها في يوم
هنا حيث ظهر على وجه “ياسين” تقاسيم مسترخيه على عكس ماتوقعه “والد فريد” فقد انتظر غضـ ـبه وثورته على ما قاله ولكنه لبس قناع البرود وهو يقول باستفزاز مع ابتسامه ساخره زينت ثغره:
_إن شاء الله.. مستني
طالعه “والد فريد” الذي اشتعلت ثورته من هذا المتبجح الذي يتحدث معه بطريقه لا تتناسب مع مركزه يراقب الحضور بعينيه وهو يحاول تنظيم تنفسه رحل ومن خلفه “والدة فريد” وهي تقول بصوتٍ عالِي نسبياً عل صوتها يصل إليه:
_استنى يادمنهوري خدني معاك
أشارت برأسها بنبره صارمه الى فريد قائله:
_يلا بينا يافريد
فأجاب يحثها على الأنتظار:
_استني ياماما ماتمشيش
عاد يطالع “ياسين” بعيون ثابته تابعها بقوله:
_هتندم.. أنتَ ماتعرفش ايه اللي مستنيك لو تعرف كنت فكرت ألف مره قبل ما تعمل حركه زي دي
فأجاب بما هو بعيداً تماماً عن سؤاله يشير الى والدته بعينيه:
_ماما حلوه يافريد
تسارعت أنفاسه وهو يخبره بقهر:
_انا عايزك تفرح بنفسك دلوقتي عشان هتزعل عليها بعدين
طالعه “ياسين “وتحدث بنبره ذات مغزى أدت دورها جيداً في جعل “فريد “يستشيط غضباً :
_أتكل
كلمه واحده فقط قالها ببطىء شديد وهو يشير برأسه ناحيه الباب يحثه على الخروج فطالعه
” فريد”بنبره تحمل من التوعد ما يكفي:
_بكره تشوف يا ياسين
جذبته والدته من مرفقه تحاول اخراجه للخارج قائله:
_ماتحرقش دمك مع ناس زي دول لا هما مننا ولا من مستوانا
استدار “ياسين” بجسده يطالعها وقال بابتسامته الماكره :
_نورتي ياطنط كان نفسي افرحك بابنك بس مبسوط انى معرفتش افرحك
مما ادى الى اشتعال ثوره “فريد” ووالدته تجذبه من ذراعه وهو يقول:
_أنا هوريك.. انا هندمك.. انا هخليك تشوف النجوم في عز الضهر… انا
صفق “ياسين” بيديه في حركه مسرحيه وهو يقول ساخراً:
_ ماشي يا ابن الأحبه
طالعته والده فريد بغضب فاصطنع ابتسامه مزيفه وهو يقول:
_الغاليين طبعاً .. الأحبه الغالييــن
رحل “فريد” وترك المكان ولم ينطق بحرف بعدما رحل.. الصمت اصبح رفيقه الاول والغضب رفيقه الثاني
افاق “فريد” من تلك الذكرى التى حدثت منذ دقائق على صوت والده يستغيث بصوت مرتفع:
_حاسب.. حاسب يافريد أنتَ كده هتموتنا
أستفاق “فريد “من ذاكرته يضغط بقدمه على دواسه الوقود بقوه ولكن دون جدوى فقد اصطدم بجرو صغير على الطريق هبط من السياره يصفع الباب من خلفه يرى ما الشىء الذي قام بالأصطدام بهِ فوجده جرو غارق بدمائه جلس القرفصاء بجواره لم تعد تتحمله قدماه يتكىء بظهره على السياره وهو يبكي.. يبكي بحرقه عما حدث فهبط والداهُ من خلفه فقامت والدته باحتضانه تراهُ يبكي من جديد فدمعت عيناها وبدأت بقول:
_قولتلك من زمان يافريد البنت دي مش عايزاك ولا عمرها حبيتك بس أنتَ ماسمعتش كلامي
طالعه والدهُ بنظرة استحقار مما يفعله بنفسه قائلاً:
_أخس على الرجاله حته بت فلاحه مالهاش لازمه تعمل فيك كده.. تعمل في فريد ابن الدمنهوري وزير الداخليه كده.. قوووم.. قووم اقف على حيلك ولو ماجيبتهاش راكعه تحت رجليك وجييتلك الواد ده يبوس جزمتك مابقاش الدمنهوري
انتعشت روح فريد وكأن عادت إليهِ الحياه عند سماع حديث والده وقد عاد الأمل لهُ يقول وهو يقف على قدميه :
_بجد يابابا .. بجد مش هتتخلى عني
أشار لهُ والده بالأيجاب يتابع بقوله:
_الأيام دي في حركه تنقلات في الوزاره والعين مفتحه عليا حبتين اصبر عليا شويه لحد ما ابقى في الوزاره الجديده واياك ثم اياك تعمل أي شىء قبل ما ابقى ضامن انى من ضمن الوزاره الجديده وقتها بس هجييهولك راكع
تطلع لوالده وهو يقول بقهر:
_وانا لسه هستنى يابابا.. وافرض مكنتش من ضمنها هنسيبه
فأكد عليه والده بقول:
_انا ماقولتش اني هسيبه بأي حال من الأحوال بس لازم نستنى اليومين دوول انا محطوط تحت المكرسكوب الايام دي و اي شوشره عليا هطلع منها خسران
أخذ يربت على كتف ابنه مسترسلاً حديثه ينطق كلماته الأتيه ببطىء:
_اصبر يافريد.. الصبر حلو يابني
——————-(بقلمي ماهي احمد)—————
ما زال الحضور و كذلك المأذون الجالس على الأريكه في صدمه مما حدث أما عن “ياسين” فبمجرد رحيل “فريد” تأفف بأنزعاج ، فكل شىء يضغط على أعصابه أكثر
مدت “شمس” كفها وقبضت على ستره “ياسين” من الخلف كانت تنتفض من نظراتهم الملامه على ما حدث تحاول الهرب بعينيها من نظرات الجميع وبالأخص نظرات والدتها لها فاختارت أن تختبىء خلف ظهره تشعر بالأمان بوجوده ذلك الأمان الوحيد الذي نشعر به في لحظات خوفنا.. وكأنه سد منيع بينهم وبينها وقد قطع صمتهم الرهيب صوت “الخاله” وقد اقدمت على الحديث:
_كتب الكتاب واتكتب واليوم وخلص.. مشكور كل واحد جه وبارك نردها لكم في افراحكم ، وواجب كل واحد فيكم هيتردلكم يارجاله في يوم
خرجت كلمات “الخاله” حاسمه لهذا الموقف فغادر كل من بالمنزل من خارج عائله ” ال صاوي ” ومع خروج أخر شخص من المنزل أشارت الخاله بعينيها الى “حسان” تحثه على غلق الباب خلفه أسرع “حسان” لغلقه واصبحوا بمفردهم من جديد اقتربت “زهره” من “شمس” وهي تصيح بنبره لاذعه.. نبره متهكمه ضربت “ياسين” في مقتل سائله ابنتها بقول:
_ياسين اعتدى عليكي يابت المهدي؟
بانت الصدمه على ملامح “شمس” دون ان تنطق فرد “ياسين” وكان رده ينم عن وجع كبير من سؤالها:
_أنتِ اتجننتي يازهره.. أنتِ بتقولي ايه؟
اعترضت “زهره” بقولها على كلامه بنبره ساخره من طريقه حديثه :
_ايوه.. ايوه اتصنع البراءه اللي في عينيك واكنك معملتهاش عشان تغصب بنتي انها تتجوزك ، تقدر تقولي فستانها متقطع ليه؟ وشعرها وشكلها وانت كمان شايف نفسك عامل ازاي
_انتِ بتقولي ايه !! انا لا يمكن أأذي شمس بالشكل ده
اتهام ونفاه عنه ، فضربت “الخاله” على الطاوله ناطقه باسمها بنبره محذره فهي تحدثت بما لا يصح قوله فاعترض زوجها هو الأخر وحاول منعها ولكنها استكملت ما بدأته تردد بقول:
_مكنتش مصدق نفسك انها ممكن تعيش وتتجوز وتبقى مبسوطه، تعيش حياه طبيعيه مع بني ادام زيها زيه قولت تجيب مناخيرها الارض وخطفتها واعتديت عليها و
قاطع حديثها”الطبيب” وكأنه كان ينتظر دوره حتى يجعلها تندم أشد الندم على اللحظة التي قالت فيها هذه الكلمه بقول:
_أنتِ زودتيها أوي يازهره.. كفايه كده.. انا استحملتك كتير بس الظاهر مافيش فايده فيكي
ردت “زهره” بأصرار:
لاء مش كفايه تقدر تقولي ايه السبب اللي يخليها تتجبر انها تتجوز ياسين بعد ما كانت موافقه ومصممه انها تتجوز “فريد” لاء وكمان يوم كتب كتابها
طالعت “مشيره” تتابع حديثها بضيق:
_وأنتِ ياست مشيره أنتِ مش المفروض خطييته وهتتجوزوا ساكته ليه؟ ماتنطقي
وقفت “مشيره” ولكن بعدم ارتياح وصدق ظنها حين رأيت أعين الجميع مصوبه تجاهها فأشار “ياسين” لها بعينيه يحثها على قول الحقيقه يطمئنها بنظراته فقالت بتردد:
_بصراحه.. بصراحه انا.. انا وياسين
قاطعتها “الخاله “بقول:
_عمرك ما كنتى هتبقى مراته ولا خطيبته في يوم صح يابتي
اندهشت” مشيره ” بمعرفتها للأمر فتابعت “الخاله” بقول:
_كنت عارفه بكذبتك وملامحك اللي حاولتي تداريها وأنتِ بتعرفينا انك مراته وياسين جه ودارى عليكي.. نظرته اللي اتسحبت ونبرته اللى اتغيرت وهو بيوافق على كلامك بينت انه بيكذب زيك بالظبط انا مش عايزه اعرف انتِ كذبتي ليه قد ما عايزه اعرف استفدتي ايه؟
لم يتدخل “يزن” بالحديث معهم بل قال بعد ان انهت حديثها:
_مش وقت ياخاله الكلام ده دلوقتي عايزين نسأل الاسئله المهمه واتمنى مشيره ماتبقاش وسطنا واحنا بنسألها
تركتهما “مشيره” بأنفعال فأشارت “الخاله” الى حسان بعينيها حتى يلحق بها الى الخارج في محاوله بائسه لأعطائها بعض الهدوء
أتت “زهره” لتتحدث ولكن منعتها نبره “الخاله المحتده:
_أنتَ صحيح اتجوزت شمس ياياسين
فأشار ياسين برأسه بالأيجاب يطالعها بعينين صادقه:
_ايوه يا امي بس طبعاً لسه ورقه الجواز ما طلعتش والورقه اللي في ايدي دي مجرد ورقه فاضيه مافيهاش شىء
اشار بكف يده للخارج وهو يقول:
_انا حتى كنت هرميها بره مش عارف جيبتها منين.. بس اللي جت في ايدي والاتهام اللي زهره بتتهمني بي مش انا اللي رد عليه
استدار يطالع” شمس ” يحاول طمئنتها يضع وجهها بين كفيه يخبرها وعيناه تحاوطها يخبر نقاؤها عن صدق حديث صاحبه وكأنه يمارس السحر فيسلب نظراتها بقول:
_لو عايزه تحكي اللي حصل احكي وهتلاقيني هنا
أشار على ظهرها فأتبع بقوله:
_عايزك بس تعرفي انك دايماً هتلاقيني جنبك وفي ضهرك ياشمس .. وزي ما اتفقنا قبل ما نيجي لو مش مستعده تحكي وتقولي اللي حصل فانا هفضل استنى لحد ماييجي اليوم اللي تحكي فيه من غير ما حد يجبرك على الكلام
بان تأثير كلماته عليها حين لانت تقاسيمها انتظر ردها وبقت هي صامته فقط تطالعه حتى نطق هو بحسم وقد ابعد عينيه عنها يوجه حديثه لزهره:
_عموماً لو أنتِ شايفه اني وحش أوي وممكن أأذيها بالشكل ده.. فمعنديش مانع.. يبقى افتكري اللي أنتِ عايزه تفتكريه
وتابع بقوله الذي اثار غيظها:
_ياحماتي
هبت “زهره” من مكانها وأبعدتها عنه وقد طفح الكيل وقد نطقت:
_ده بعيد عن عينك أنك ممكن تحلم ابقى حماتك في يوم ياياسين
فطالعها بنظره ساخره مما تقول وقد نجح باستفزازها فالاستفزاز شىء يبرع هو فيه:
_غريبه !! مع ان المأذون واحنا بنكتب كتب الكتاب اكدلي وقالي ياياسين زهره كده بقت حماتك رسمي
مطت “زهره” شفتيها بضيق وقد وصل الأمر لنقطه لم ترد أن تصل اليها ابداً فنطقت بحزم:
_أنتَ فاكر انك بتلوي دراعي بعملتك السودا دي ده انا اروح فيك في داهيه حق بنتي مش هسيبه
فنطقت “شمس” من بين دموعها تحاول تجميع كلماتها على شفتيها:
_ماما ياسين ماقربليش زي ما أنتِ فاكره وفستاني المتقطع وشكلي المتبهدل ده.. ده عشان انا
حاولت سرد ماتبقى من حديثها ولكن نظرات الجميع المصوبه ناحيتها زادت من ارتباكها فنطقت زهره بحده وهي تقترب منها:
_ده عشان ايه ماتنطقي يابت المهدي؟
انتهت “زهره” من سؤالها وانتبه الجميع حين سمعوا “شمس” تقول ما جعل “ياسين” يطالعها:
_لولا ياسين اللي واقف قدامك وبتتهميه تهمه بشعه زي دي مكنتش انا هبقى موجوده ياسين انقذ روحي بعد ما حكمت عليها بالمو ت
ارتخت تقاسيم وجه “ياسين” بلين بينما ظهرت على وجوههم علامات الاستفهام كانوا ينتظروا المزيد وأرضت هي انتظارهم بقول:
_أنا هربت من الفرح بأرادتي هربت بعد ما اخدت قرار أني لازم انهي حياتي بأيدي واللي انتي شيفاه قدامك ده وفستاني المتقطع وشعري المنعكش ده عشان نطيت بالعربيه من فوق الجبل وياسين هو اللي ماسمحش بموتي
انهت حديثها وظلت محاوطه بنظرات من الجميع “والخاله” التي سألت بخوف مستفسره:
_ليه يابتي عايزه تنهي حياتك هو حد غصبك على فريد بالعكس أنتِ الوحيده اللي كنتي ماسكه فيه
حاله الانهيار التي اصابتها جعلت الكل يشفق عليها فخرجت “ساره”عن صمتها تجذبها من مرفقها بلين:
_تعالي.. تعالي معايا ياشمس ندخل اوضتك عشان ترتاحي شويه
تبعتهم” زهره” بعدما ألقت بنظرات الاتهام عليها وعيناها بها من الأسئله ما يكفي
فوجه “يزن” حديثه للجميع :
_مش مهم دلوقتي نعرف هي ليه شمس وافقت من الاول واضح انها مش حابه تحكي.. بس الأهم ان احنا داخلين على حرب جديده قصاد الدمنهوري وابنه ، انتوا فاكرين ان الدمنهوري هيسكت بعد الاهانه اللي حصلتله هو وابنه ده وزير الداخليه.. عارفين يعني ايه وزير الداخليه يعني ممكن كلنا نروح ورا الشمس ومحدش يعرفلنا طريق
نطق “ياسين” بعدوانيه وقد نجحت عيناه في بثها ببراعه:
_اللي عندهم يعملوا .. وبعدين ياريت تشيل نون الجماعه دي محدش فيكم يدخل في الموضوع ده ولا حد فيكم يقول لشيخ عجوه حاجه من اللي حصلت
وجه نظراته التحذيريه لغدير:
_ولا حتى رعد وميرا ياغدير سيبهوهم يعيشوا في امان دي مشكلتي وانا هعرف احلها كويس
قال كلماته مما جعل شقيقه يزداد غضبه عليه فنطق متهكماً:
_ومن أمتى لما حد فينا بيقع بنسيبه يقع لوحده ياياسين احنا لازم نفكر كويس في اي خطوه هنعملها واللي انا متأكد منه ان الايام اللي جايه دي الدمنهوري مش هيقدر يعمل حاجه
جلست “الخاله” على المقعد مستفهمه حديثه:
_ليه بتقول كده ياولدي
فرد عليها بنبرة ثقه مما يقول:
_في حركه تنقلات الايام دي في الوزاره والدمنهوري الكلام كان بيشوشر عليه الايام اللي فاتت ومافتكرش انه هيعمل اي حاجه تضره الايام دي لحد ما يبقى متأكد انه مكمل فيها
هز “يزن” رأسه بالموافقه وهو يقول:
_عشان كده جه من غير حراسه يادوبك هو والسواق بتاعه
تحدث”ياسين “مدركاً تماماً لحقيقه الأمر:
_سواء كمل فيها او مكملش نظرات عينيه والاهانه اللي حس بيها تخليني متأكد انه مش هيسكت عشان كده قولتلكم أبعدوا انتوا عن الموضوع ده انا مش عايز حد يتأذي بسببي كفايه اللي انتوا فيه
انهى ” ياسين “جملته يهرول الى الخارج يمتلك عاده سيئه وهي عاده”الاختفاء المفاجىء” ولكنها تريحه قليلاً عند شعوره بالأنزعاج يعلم بأنها تغضب من حوله ولكن هذا ما يريحه ولن يؤذي من أحب سيتجه الى عزلته دوماً
——————-( بقلمي ماهي احمد)—————–
جالسه على المقعد في احدى زوايا الحاره بجانب عم مدبولي صاحب قدرة الفول تنتظر قدومه بفارغ الصبر وعند رؤيته طلبت من “عم مدبولي” احضار طلباتها التي طلبتها قبل مجيئه فارتسمت بسمه على وجهها وهي تقول:
_اتأخيت ليه يابيدقوس
جاء يلهث بأنفاس مقطوعه طالعها جيداً حالتها عاديه لا دليل على انها ليست بخير ولكنه أراد ان يطمئن قلبه اكثر فسألها بخوف:
_أأنتِ بخير يامارال
حاولت طمأنته قليلاً:
_اي يابيدقوس التوتي اللي باين على وشك ده
كل ده عشان اتصلت بيك وقولتلك عايزه اشوفك
فأكمل هو حديثها يخرج اول كلماته من فمه ببطىء:
_ضــــروري.. لقد انهيتي جملتك بكلمه ضروي
اشارت له على المقعد المقابل لها بالجلوس فتسائلت ساخره:
_أتعشيت.. انا بصياحه ماتعشيتش وماصدقت ماما نامت واخويا النهايده هيبات في الشغل قولت نتعشا سوا ووصيت عم مبلولي يعملنا طبق فول وعليه التحابيش بتاعته
ابتلع ريقه وعلامات الاشمئزاز تظهر عليه يطالع عم مدبولي الذي بادله النظرات هو الأخر بضحكه مرعبه يضع القليل من الزيت في الفول بعدما وضع اصبعه بمنخاره وهو يقول:
_ماتقلقيش يا انسه مارال مانسيتش التحابيش
_ربــــــاه
كان هذا صياح “بربروس” ووقف على الفور بأنزعاج والأشمئزاز يظهر على تفاصيل وجهه ممسكاً به من ظهره يرفعه بيد واحده وهو يقول:
_يارچل.. يارچل ماذا تفعل بحق الله فوالله وبعقد الهاء لولا ان الله حرم القتـ ـل لكنت ذبحتك بيدي العاريتان ووضعت جثتك على اول الحاره حتى تكون عبره لمن يعتبر مثلما تأتي بالذبحه الصدريه للخلق تبـــاً لك ايها المزندع السفيه
تسائلت مارال بعدم فهم:
_في ايه يابيدقوس
اشار لها بكف يده يحثها على الوقوف:
_هيا.. هيا من هنا ولا اريد ان اراكِ تضعين بفمك شىء من هذا العجوز
ارتفع صوت عم مدبولي وهو يقول:
_استنى بس ياشيخ بربروس طب هعملك طبق تاني يعجبك
تمتم بربروس بغيظ شديد وهو يدخل لأحدى الشوارع الجانبيه يلعن عم مدبولي وقدرة عم مدبولي ويلعن حياته هو شخصياً
وسرعان ما وقفت مارال أمامه وانفرجت شفتيها ببسمه واسعه تنظر اليه قائله:
_بيدقوس نسيت اقولك
انتبها “بربروس” ينتظر تكمله حديثها فاخبرته قائله:
_مش انا جايلي عييس
انكمش حاجبه باستغراب وقد كانت ملامحه عابسه اشار بكف يده وهو يقول:
_عي.. ماذا
فنطقت هي تستكمل الكلمه:
_عييييس.. انا قولت اقولك.. ها هتعمل ايه دلوقتي؟
وكيف لكِ ألا تخبريني بهذا الخبر التعيس من قبل
أنهى حديثه فبررت له:
_انا لحقت يابيدقوس انا لسه شيفاك دلوقت ها هتعمل ايه؟
تحدث “بربروس” بجديه:
_سأتي بالتأكيد حتى أتقدم لخطبتك من شقيقك
ابتسمت بلطف واخبرته وهي تبتعد عنه
_ماشي هاتيوح على البيت ولا هاتيوح الجامع
اجابها وهو يزفر فقد اشتعلت غيرته مما اخبرته الأن فنطق بتهكم:
_لا شىء سأكمل جلسه الأطفال فمن المؤكد بأنهم بانتظاري الأن
اشارت برأسها بالأيجاب وعادت وهي تخبره ما تذكرته للتو:
_اه بيدقوس نسيت اقولك اوعى تيجي لوحدك يعني هات دكتوي على وياسين معاك على اساس انهم اخواتك وكده اللي في القييه اوعى تنسى
أشار بربروس بالموافقه يعود للمسجد من جديد يتذكر ما قالته للتو بأن جاء لها عريس دلف الى المسجد ليجد اهالي الأطفال بأنتظاره يمسك كل والد طفل بكف أبنه متهكماً طالع ابو المعاطي بمعني “ماذا يحدث” فأشار له أبو المعاطي بكتفه بعدم المعرفه فنطق والد طفل منهم يقول:
_الأطفال اتأخرت اوي النهارده ياشيخ بربروس احنا خوفنا على أطفالنا وابو المعاطي مانعهم يطلعوا عشان يروحوا ينفع كده
طالع ابو المعاطي بلوم بعدما اعتذر لأولياء أمورهم وهو متعصب بعض الشىء ولكن جلس الجميع من حوله كالدائره فنطق والد اخر يسأله:
_بما أننا اتجمعنا على غير معاد فعايزين نسألك شويه اسئله ياشيخنا
جلس “بربروس” بالمنتصف شاعراً بنار تندلع داخله يتخيل مارال وذاك العريس الغبي ولكنه نفض ذلك عن ذاكرته يستمع الى اسئلتهم فبدأ رجل بقول:
_انا اتزوجت أمرأه وطلعت عرجاء اطلقها ولا انت ايه رأيك؟
زفر بربروس يهمس بداخله بقول استغفر الله فأكمل حديثه وهو يقلب حباته بأصابعه:
_أذا انت تزوجتها حتى تتسابق معها فانصحك تطلقها
فسأله أخر:
_انا بدخل بالتليفون الحمام ياشيخنا وطبعا بيبقى في قرأن كده يبقى حرام ولا حلال
تحدث “بربروس” بضيق مجاوباً:
_يا أخي بعقلك ايضاً تحفظ القرأن ضعه بالخارج أيضاً قبل أن تدخل الى المرحاض
ابتسم الجميع فزفر ذاك السائل فقام اخر بسؤاله:
_برأيك ياشيخ بربروس الشيطان بيولد ولا بيبيض
تصنع بربروس البسمه قائلاً بسخريه من سؤاله:
_والله وبعقد الهاء لم يعزمني على عرسه حتى اعرف اذا يولد او يبيض
قهقه الجميع بضحكات عاليه إلا هو ولكن لم يكن يعلم أحد بأن بداخله نار لا يستطيع احد اخمادها فسأل اخر بمرح:
والدتي كبيره بالعمر وما تقدرش تمشي وهي دلوقتي بتزحف كده هي من القواعد ياشيخنا:
_بل هي من الزواحف
قالها بربروس بعينين باحثه عن هاتفه بعدما استأذن الجميع بالأنصراف اخرج هاتفه يبحث عن الرقم الخاص بياسين حتى يستطيع الحضور بأسرع وقت
——————–(بقلمي ماهي احمد)—————-
في أكثر الأوقات نريد الأختلاء والعزله والبقاء بمفردنا يتفنن المزعجون في افساد خلوتنا
يقتـ ـلها فضولها لمعرفه الحقيقه الكامله وهذا ما تفعله “زهره” الأن تحاول اجبار ابنتها على الحديث بالقوه بقول:
_انطقي ياشمس ايه اللي خلاكي تسيبي كتب الكتاب بعد ما كنتي موافقه على فريد .. كده مره واحده تهربي من كتب الكتاب كده تحطي وشنا في الأرض قدام اهل القريه كلهم.. اوعي يابت ياسين يكون دخل عليكي ولا لمس شعره منك
حاولت شمس الأبتعاد عنها ولكن منعتها يد “زهره” التي قالت:
ما انا مش هسيبك يابت المهدي غير لما اعرف الحقيقه
لم تكن الا نبره مليئه بالبغض من فعلتها الكارثيه هذه ولو طالت الأن لأزهقت روحها بدم بارد
حررت “شمس” ذراعها من كف زهره بعنف ثائره تنطق من بين دموعها:
_مالمسنيش ورحمه ابويا ما لمسني ولا دخل عليا ولا حتى حاول انه يقربلي
كلماتها هذه هدئت من روع “زهره” قليلاً فأتت “ساره” من خلفها ممسكه بفستان شتوي قائله:
_سبيها ياطنط زهره دلوقتي ارجوكي خليها على الأقل تغير هدومها كده هتموت من البرد تهدى كده وأكيد هتحكيلك على كل حاجه
احتدت نظرات “زهره” وهي تعلق بغيظ تكرر كلماتها بسخريه:
_هتموت من البرد.. وهي لسه هتموت ياساره ماهي خلاص ماتت من وقت ما وافقت بكتب كتابها على ياسين
_ليه بس كده ياطنط زهـ
غادرت “زهره” ولم تترك لـ “ساره” الفرصه لأستكمال حديثها صافعه الباب خلفها أغمضت عيناها بقوه أثر صفعه الباب الحاده فمدت يدها لـ “شمس” التى ما زالت تجلس على الأريكه بجانب النافذه تسرق النظرات لها وعلى حالها المبعثر بقول:
_ماتزعليش من طنط ياشمس اللي حصل مكانش حد يتوقعه خدي غيري هدومك عشان خاطري وانا هاروح اعملك كوبايه شاي سخنه تدفيكي في الساقعه دي
مدت “شمس” كف يدها تأخذ منها الرداء بيد مرتعشه تتبعت أثرها بعينيها حتى خرجت من الغرفه تغلق الباب خلفها أدارت وجهها بصمت تطالع النافذه سندت وجهها بكف يدها تنظر للسماء الصافيه المرصعه بالنجوم تلقي بألامها وأمالها في بئر عميق تركت نفسها لتسترجع ذكرى لم يمض على حدوثها سوى ساعات قليله وهما اسفل المياه
يطالع كل منهما الأخر ممسك بكف يدها حول عينيه الى اللون الأحمر ليستطيع الرؤيه وسط العتمه بهذه المياه أما عنها فقد استطاعت الرؤيه بوضوح كما علمها من قبل وهي صغيره هنا ابتسمت وهي تلفظ انفاسها الأخيره عندما عادت بذاكرتها بالماضي تسترجع ذكرى لهما وهما بالقبو يخبرها بقوله:
_مش عايزك شخص ضعيف الدنيا بره ما بترحمش عايزك استثنائيه تفتحي في النور والضلمه حتى لو هتفضلي تكرهيني طول عمرك بكره تعرفي قيمه اللي بعمله عشانك حتى لو على حساب كرهك ليا
عادت بذاكرتها تطالعه من جديد وهي مازالت اسفل الماء تخرج فقاقيع الهواء من فمها تلفظ انفاسها الاخيره لم يتحمل رؤيتها هكذا لتجده يركل باب السياره بقدمه بقوه اعترضت على فعلته هذه بنزع كف يدها من يده بالقوه انعدمت الرغبه في الحياه وفي كل شىء ولكن منعها هو من أن تتركه فاستدار ينظر لها يحاوطها بعيناه
فنطقت روحه بما لا يستطيع لسانه نُطقه ، فكانت تحادثها عيناه يخبرها نقاء عيناه بصدق:
_”أنا الذي لا يهزني برقً ولا رعدِ ، بعينيكِ الخضراء فقد تاهت سُفني لم يعد لي مرسى فبحر عيناكِ قد هزم ثباتي ”
بان تأثير نظراته عليها وكأنها وضعت تحت تأثير سحر عيناه الصافيتان صدق من قال ان للعيون لغه وهي الوحيده التى استطاعت فك شفراته وقراءة ما بهما لانت تقاسيمها بعد نظراته فهدأت حركتها استدار هو ومازال ممسك بكف يدها بقوه لا يقدر على تركها فأخذ يسبح للأعلى يجذبها للسطح من خلفه فشهقت بعمق حين خرج بها من المياه تلك الأنفاس التي كانت تريد أن تتركها بأرادتها منذ قليل تعود لها من جديد رغماً عنها أخذت أولى أنفاسها فابتسم هو ابتسامه ظهرت على محياه يراها تتنفس أمامه من جديد فقال هامساً بداخله:
_ده أنتِ حبيبه العين ياشمس
أرتعش جسدها الصغير من بروده الماء وشفاها الزرقاء التي لا تستطيع التحكم بهما من رعشتهما المتتاليه استفاق من نظراته لها وأخذ يسبح بقوه حتى استطاع الخروج بها فهو يعلم جيداً بأنها لا تستطيع السباحه وصل اخيراً على الشاطىء مسد على عنقه بتعب استقامت تضم جسدها بيدها من كثره رعشته وجدها هكذا فاقترب منها ببطىء يحاول ضمها اليه حتى تنعم بحرارة جسده ولكنها دفعته بيدها عاد خطوه للوراء وهو يقول:
_شمس أهدي.. أطمني.. أنتِ بخير ياشمس
فصاحت بهِ بشراسه فقد كانت على حافه الأنهيار وهي تقول:
_بخير!! مين قالك أني بخير.. أنتِ نفسك مش هتبقى بخير بعد عملتك السودا دي وانقاذك ليا مش هتبقى بخير ياياسين.. محدش فيكم هيبقى بخير.. أنا مهما احكيلك مش هتفهم
انكمش حاجبه باستغراب فلم يستطع فهم ما تقول ولكنه أدرك من ردود فعلها بأنها تؤمن بأن احتضان الماء لها افضل من عالم قاسي لم يرحمها فأكملت من بين شهقاتها وارتعاشه جسدها:
_أبعد عني ياياسين قربك مني هيأذيك مش هينفعك.. أبدأ حياه جديده مع مشيره كفايه اللي حصلك بسببي في يوم أنتَ وعمار
شعر بألامها فاقترب منها ببطىء جذبها من مرفقها
يضع يده على خصرها ، دفعته بانفعال لتبعده بعيداً عنها:
_مالكش دعوه بيا انتَ ايه مافيش فايده فيك لو مابتخافش على نفسك فخاف على غيرك
فرد هو بانفعال نابع من عدم صبره:
_لو كان جوازك من فريد ده كان بالنسبالك خطه عشان تحميني منه تبقي عبيطه.. عبيطه وهبله كمان وماتعرفيش “ياسين” ليه مش راضيه تفتحيلي قلبك احكيلي هددك بأيه “فريد” الزفت ده عشان توافقي على جوازك منه عرفيني ياشمس
لم يتلقى رد ابتلعت ريقها بعيون حائره استدارت تبتعد عنه وتتركه خلفها فتنهد هو بعمق يسير خلفها فعرقل حركتها وأحكم الأمساك بها فلم يعد أفلاتها ممكن تجمدت أطرافها حين لاحظت اقترابه اكثر وقد احتضن عينها بعينيه ولكن بنظراته الأسيره تم أجبارها ان تنظر اليه لم تعلم ماذا تفعل حتى يبتعد عنها أخذت تضرب صدره بعنف بضربات متتاليه حتى يتركها..
نعم هو تركها ولكنه تركها تخرج غضبها بين أحضانه دمعت عيناها وهو يتلقى ضرباتها قائله:
_سيبني.. سيبني ياسين.. أبعد عني.. مش عايزه اجيبلك تهمه.. كفايه اللي انت فيه..
لم يتزحزح انش واحد بل اقترب منها اكثر حتى اصبح وجهها على مقربه من وجهه أعاد خصلات شعرها الجانبيه الى الخلف و هدئت قليلاً بعدما افرغت كامل غضبها به شعر بألامها فقال بأنفاس متقطعه وقد مال بجبينه على جبينها وقد ثبت رأسها بكف يده من الخلف:
_اسف ياشمس.. مش هسمع كلامك ولو التهمه هتيجي منك فامسحي التهمه دي في قلبي
لم تستطع قول شىء بعدما قال أخذت تضرب برأسها على فؤاده تنهمر دموعها على وجنتيها رفع كف يده ببطىء بتردد وما مر سوا ثواني حتى مسد بأصابعه بين خصلات شعرها وكأن كل شىء سكن من حولها.. نعم كانت تريد الموت ولكن قلبها يستغيث طالباً من ينتشله من كل هذا .. مر دقائق وما زالت بنفس الوضعيه مائله برأسها على فؤاده يحاوطها بذراعه بحنان افاقت مما فيه وابتعدت عنه بذعر قائله:
_أنا.. انا عايزه اروح
اشار برأسه بالأيجاب يجذبها من ذراعها خلفه صعد على الموتور فحاولت هي الصعود من خلفه فعركلها ذيل الفستان انحنى “ياسين” ومزق لها ذيل الفستان يلقيه بعيداً وهو يقول:
_ في ستين داهيه مش لايق عليكي الفستان ده
قاد الموتور واتجه الى “عم نصير” على الفور قائلاً:
_مأذون القريه فين ياعم نصير
استغرب عم نصير مما يحدث ولكنه ابتسم قائلاً:
_عمك حسين لسه ماشي من عندي كان قاعد بيتسامر معايا روح الحقه هو لسه ماطلعش على الطريق
ابتلعت “شمس” ريقها باعتراض:
_مأذون.. مأذون ليه ياياسين أنت بتعمل ايه
لم تتلقى منه رد جذبها من ذراعها داخل الكوخ وأغلق بابه عليها اخذت تطرق الباب بكل قوتها
_افتح الباب ياياسين.. انت فاكر نفسك بتعمل ايه.. ياسين افتح الباب بقولك
تجاهلها “ياسين” يوجه كلامه لعم نصير بتحذير:
_ عارف لو فتحتلها الكوخ ياعم نصير هعمل فيك ايه؟
فرد يتتبع فضوله:
_هتعمل ايه؟
فرد ساخراً يغمز له بطرف عينيه:
_هجوزك كوكي
اختفى من أمامه فسمع صياحها من ضربات الباب المتتاليه:
_افتح الباب ياعم نصير ماتسمعش كلامه هو مش فاهم بيعمل ايه
لم يستمع لها بل أسرع بالجلوس على المقعد المقابل له قائلاً:
_وانتِ مش فاهمه لو فتحت الباب هيعمل فيا أنا أيه؟ ده ياسين مجنون ويعملها ويجوزني حكيمه وما أدراكي ما حكيمه
فحسمت أمرها بقول:
_حتى لو جاب المأذون انا لا يمكن اوافق على الجوازه دي ياسين ده مجنون و
لم تكمل حديثها حتى وجدته فتح الباب قائلاً:
_المأذون بره وياريت توكلي عم نصير عشان جوازنا
ياسين أنتَ مش عارف بتعمل ايه على الأقل اسمع كلامي
قابلها بلهجته المنفعله وقد امتزجت بالسخريه:
_ مابسمعش كلام حد ودي قله ادب مني وانا قليل الادب كوكي ماعرفتش تربيني..
يبدو الأمر وكأنه حسمه فترددت بالقبول فابتسم وهو يقترب منها يربت على ذراعها بحنان:
_اسمعيني ياشمس انا عمري ما هقربلك ولا هلمس شعره منك في يوم ولا جوازنا ده هيبقى جواز حقيقي واضح انك في خطر وانتِ مش عايزه تقوليلي عشان اساعدك قربك مني هو الحل مش بعدك.. الورقه اللي هتربطنا ببعض هتبقى فيها أمانك وحمايتك من فريد انا مش هغصبك تقولي هو بيجبرك على جوازك منه بأيه بس هقولك زي ما انتِ كنتِ عايزه تموتي نفسك عشان تحميني انا وغيري انا هتجوزك عشان احميكي منه
فابتسم ساخراً يحاول تهدئتها قليلاً:
_وده بالنسبالي موت برضوا
عادت ملامحه للجديه من جديد وهو يقول:
_ القرار قرارك يابنت الناس وعايزك تثقي فيا عشان ياسين ابن الصاوي مابيقولش أي كلام انا خارج ياشمس وهبعتلك عم نصير وهستنى قرارك معاه
دلف عم نصير الى الكوخ وجلس هو ينتظر مع المأذون بالخارج كانت دقايق معدوده ولكنه شعر بها تمر كالساعات حتى خرج يخبره بقرارها النهائي وهو الموافقه
———————-
ابتسمت “شمس” بسمه حانيه دون قصد شارده بما حدث منذ ساعات فأتت “ساره” بكوب الشاي الساخن على الحامل المعدني تمد يدها بالشاي قائله:
_أنتِ لسه ماغيرتيش ياشمس كده هتبردي خدي اشربي الشاي ده يدفيكي وبعد كده غيري هدومك على طول
أفاقت “شمس” من شرودها تمد كف يدها تأخذ منها كوب الشاي وهي تقول:
_أيه.. اه.. ايوه نسيت
جذبت “ساره” المقعد المقابل لها تجلس عليه وهي تقول:
_لاااا.. أنتِ مش هنا خالص
أشارت برأسها بالأيجاب وهي تخبرها:
_أنا خايفه أوي ياساره
بدأ الأهتمام على وجهها وهي تسألها:
_ما أنتِ لو تحكيلي اللي حصل ممكن اقدر اساعدك
استجابت “شمس” لها تهز رأسها بالأيجاب:
_هحكيلك
——————(بقلمي ماهي احمد)—————–
الغل والحقد هي مشاعر امتزجت ببراعه على وجه “مشيره” وهي تركض بين الطرقات حتى وجدت حظيره بالقرب منها دلفت اليها مسرعه ولم يستوعب عقلها ما حدث للتو كانت تحادث نفسها بصوت مسموع قائله:
_أتجوزها.. اتجوزها يعني أيه.. يعني كل السنين اللي فاتت واللي عملته ده كله عشان يبعد عنها راح على فشوش دي اكيد سحراله
وقع على مسامعها صوت رنه هاتفها فأجابت على هاتفها بيد مرتعشه ودموع على وجنتيها ترد على الفيديو كول قائله:
_شوفت ياسين اتجوز يامنير.. ياسين اتجوز
حاول تهدئتها بعض الشىء بقوله:
_اهدي يامشيره من ساعه ما بعتيلي الرساله على الواتس وانا بحاول اتصل بيكي وانتِ مش بتردي
فأجابت بما هو بعيداً عن سؤاله:
_أنا لازم اخلص منها.. البت دي ماطلعتش سهله يامنير زي ما كنت فاكره.. فيها ايه زياده عني.. انا عملت كل حاجه عشانه لميته من الشوارع وخليته عليه القيمه.. مستناه عشر سنين ووقفت جنبه وفي ضهره وفي الأخر يروح يتجوزها كده بكل سهوله وانا.. انا فين يامنير
_عصبيتك دي مش هتحل شىء خلينا نفكر هنعمل ايه ونرجعه تاني ألمانيا ازاي الشركه من غيره بتنهار والعملاء كلهم بيثقوا فيه
فصاحت به صارخه بانزعاج:
_هو ده كل اللي يهمك طب وانا
ماهو لما يرجع يامشيره هيرجع ياسين تاني بتاع زمان الا قوليلي انتِ بطلتي تحطيلوا الحبوب في المشروب بتاعه ولا أيه وفين الشخصيه الوهميه اللي بتظهرله
قاطعته مشيره تصرخ بحقد راكمته السنوات:
_مافيش حاجه نافعه معاه ولا حبوب ولا شخصيه عمار من ساعه ما بنت ال*** دي بقت معاه.. اقسم بالله لو وصلت اقتلها بأيدي لا هقتلها ولا اخليها تتهنى بي في يوم
وصل غيظ مشيره وحقده الى ذروته فحاول من تهاتفه تهدئتها من جديد فصرخت به قائله:
_ماتقوليش اهدى.. انت سامع ماتقوليش اهدى
القت بهاتفها بعرض الحائط بأيد مرتعش تبحث بعينيها عن اي شىء معدني بالأرضيه حتى وجدت قطعه من الزجاج المكسور أخذتها مسرعه ترفع كم ذراعها للأعلى تقطع يدها بالزجاج حتى تشعر بالألم فهدئت قليلاً بعد فعلتها تلك
——————-(بقلمي ماهي احمد)—————-
لا يعلم كم مر من الوقت سوى هو الأن يجلس بمكانه المفضل أمام البحيره يفكر فيما سيحدث بعد اتخاذه لهذه الخطوه كم سيخسر بعد الأن فوجد من يجلس بجواره قائلاً بهدوء وكأن شيئاً لم يكن:
_عارف ياياسين انا حذرتك أنك ماتقربش منها قد أيه وانت قولتلي انك مش هتقرب ورغم وعدك ليا اديك دلوقتي اتجوزتها.. طب عارف انك من ساعه ما رجعت القريه وأنتَ بقيت ترفض طلباتي.. ومابقيتش مهتم بيا زي الأول.. هو ده اللي كنت بقولك عليه وانت ماصدقتنيش
_اسكت
لم ينطق سوى بهذه الكلمه نطق بها ببطىء شديد فأكمل عمار حديثه:
_المشكله مش فيها المشكله فيك أنتَ.. أنتَ اللي مش قادر تبعد عنها مش هي.. شوفت كنت بتتذللها ازاي عشان تتجوزك كان منظرك يضحك بصراحه
كان ينظر للبحيره وما ان نطق حتى رفع رأسه يطالعه وهو يقول:
_قولتلك اسكت
فأكمل حديثه الساخر:
_هتفضل تحبها لحد امتى ياياسين قولي لحد ما الجاموسه بتولد والطور مش عارف بيعمل ايه
فصرخ ياسين صرخه صدحت بالأجواء وهو يقول:
_اسكـــــــت
هنا تجمدت صوره عمار لم ينطق بشىء لم تتحرك صورته وكأنه ولأول مره هو الذي يتحكم بهِ رفع ذراعه دون ان ينظر جانبه ودموعه تنهمر على وجنتيه يشعر بالفراغ بجانبه ولم يجده بجواره فنطق حروف اسمه بصوت مرتعش:
_عمـــَـار
حتى وجد من جلس بجواره طالعها بحزن يملىء عينيه فقالت تمسح الدموع من على وجنتيها:
_أنتَ خسرت عمار ياياسين.. مكانش ينفع تخسره
استدار بوجهه لمشيره متحدثاً بهدوء:
_انا مش عايز اخسره
اقتربت منه سائله بهدوء:
_بعد ايه ياياسين.. بعد ما راح منك
كان الرد جاهزاً سريعاً:
_أنا ممكن اعمل اي حاجه عشان ارجعه الا اني ابعد عنهم وعن
فقاطعته بيقين:
_وعن شمس
اقتربت منه تقول بود تجبر نفسها على الابتسام بوجهه :
_وانا هعمل اي حاجه عشان تفضل معاها ياياسين وجنبهم انت عارف انا طول عمري هفضل في ضهرك وفي نفس الوقت نحاول نقنع عمار انه يفضل معاك ومايسبكش
طالعها بامتنان على ما تفعله لأجله:
_أنتِ دايماً جنبي يامشيره ومش هنسالك شىء عملتيه معايا في يوم
ابتسمت بوجهه بحب:
ماتقولش كده ياياسين انت أغلى حاجه عندي في الدنيا دي واللي يبسطك يبسطني
——————(بقلمي ماهي احمد)——————
يقولون أن الركض نصف الجدعنه ولكن في حالتها هذه فالركض معناه النجاه بحياتك تركض “غدير” بين الذرع بمنتصف الليل بأنفاس مقطوعه تدور بعينيها تبحث عن الملجأ لها منهم ومن شرهم بعدما تجمعوا على الفتك بها وبعرضها لم تعرف من هؤلاء فهذه هي المره الأولى التي تراهم بها بالقريه ومن الجلي بأنها لن تكوم الأخيره ابتسم لها أحدهم بخبث بابتسامه مزيفه وهو يقول:
_أخيراً مسكنا واحده من عيله الصاوي
صرخت بعلو صوتها ولكن ليله صاخبه كهذه لن يسمعها أحداً بها
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عروس الالفا (الهجينة 2) )