رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم ماهي أحمد
رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الجزء التاسع والثلاثون
رواية عروس الالفا (الهجينة 2) البارت التاسع والثلاثون
رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الحلقة التاسعة والثلاثون
“فإن غزه لا يدميها صوت جلادها، بقدر مايدميها صوت أخوتها، فلطالما كانت غزه كيوسف في أخوته ذنبه الوحيد أنهُ كان جميلاً ”
________________
📌 حبايبي تاني للمره اللي مالهاش عدد انا حالياً بمر بزحمه كتير في حياتي من كل شىء وبالرغم من ده مش حابه اوقف الروايه فمعلش اتحملوني شويه عشان خاطري الفتره دي ولو كده الفتره دي بس ننزل الروايه كل جمعه عشان الناس اللي بتحب اننا نحدد مواعيد هي الفتره دي بس وبعد كده نرجع لمواعيدنا الطبيعيه اتنين وخميس يعني بعد كده ان شاء للله هتنزل كل جمعه فتره مؤقته مش اكتر يلا نبدأ ياحبايبي
———————————-
“من تسبب في سحب أنفاسنا وأنهيار قلوبنا، من تفنن حقاً في صنع الأكاذيب من حولنا، اليوم ربما نعلم طريقنا، ولكن هل نعلمه غداً ، سؤال محير لا أحد يعلم أجابته ”
مرت عشر أعوام والحقيقه الوحيده أنهم تألموا ، أعوام ثقال تحسب من أعمارهم ، أصبحت قلوبهم هشه داخل صدورهم، فقد تمكن الألم من نهش قلوبهم
في شروق يوم جديد يأمل كل فرد منهم أن يصبح افضل مما كان عليه بالأمس، وما من افضل أن تبدأ يومك بسماع كلمات أذان الفجر
الله أكبر.. الله أكبر..
اللــــــه أكـــبر.. اللــــه أكبــــر..
أشهـــدُ أن لا الـــه إلا اللــــه
أشهــــدُ أن محمـــــداً رســــــول الله
گانت جالسه على الأريكه تسند وجهها بكف يدها تسمع صوت أذان الفجر ، فتحت النافذه تطالع الشروق مع لفحات الهواء البارده يتناهى لمسامعها صوت الأذان يملأ عبق كلمات الأذان المجبره للقلوب ، لتتناغم معه صوت أجراس الكنيسه التى تقع في بدايه هذا الحي الصغير.. ليأتي شقيقها الأكبر ينشف وجهُ بالمنشفه ويجدها تسرح بخيالها شارده في جمال الصوت وعذوبته فنطق هو بصوت مرتفع حتى يفيقها من شرودها:
بس تعرفي يامارال
انتفضت بذُعر بعدما شهقت و أفاقت من شرودها واضعه كف يدها على صدرها تتنفس بعمق فاسترسل أخيها حديثه:
مش أنا مسيحي بس من ساعه ما الشيخ بربروس ده ما جه الحاره وانا بقيت أحب اسمع صوت الأذان أوي صوته بيطرب الودان و يدخل القلب على طول عذب ويشرح القلب بصحيح
ابتلعت ريقها وبان التوتر على ملامح وجهها حاولت تغيير مسار الحديث وجاوبت على كلامه بسؤال اخر :
_تحب احضيلك الفطاي ياميوان قبل ماتيوح الشغل
ألقى بالمنشفه بقوه على الأريكه فهو يبغض هذا الأسم صك على أسنانه ونظر لها بغـ ـضب:
_قولتلك ألف مره ماتنادنيش بمروان ، انا ماسميش مروان
رجعت خطوه للخلف تتفادى المنشفه التى ألقاها للتو طالعته بذعر وهي تنظر إليه تحاول تهدئته بقولها:
خلاص، خلاص اهدى حقك عليا، مش هقولك ميوان تاني أنا بس
قاطعها هو والشر يمليء عينيه:
_أنتِ بس عايزه تحسي أن أخوكي اللي ماطلعش أخوكي عايش معانا مماتش عشان كان بيحب يناديني بأسم مروان بس أنا عايز أقولك فوقي ياهانم عمار حتى مش أخونا وخلاص ما ت واحنا اصلاً ملناش دعوه بي دخوله حياتنا بوظلنا عيلتنا الهاديه، لو مكانش دخل حياتنا مكانتش أمك ارتدت عن دين المسيحيه دين الحق وأسلمت ، مكانتش زمانها قاعده على السرير واتشلت دلوقتي بسبب اللي اتعمل فيها زمان من الرجاله اللي جم وخطفوكي ومكنتيش أنتِ نفسك اتخطفتي بسببه، طبعاً انتِ لما اتخطفتي افتكرتي ان أمك ما تت، ولما رجعتي اتفاجأتي بأنها عايشه، أه هي لسه عايشه بس عايشه ميته وانا اللي أنقذتها مش أنتِ ولا عمار وبالرغم من كده هي مافيش في قلبها غير عمار وبس الغريب ابن الغُرب هو اللي في قلبها واللي منها وحته منها مش حطاه في حساباتها
ضحكت بسخريه على قوله وهي تستعد للمغادره:
عميك ما هتتغيي، هيفضل حقدك وكيهك لعماى عايش جواك حتى بعد ما ما ت عماي ، انا يايحه افطي ماما الكلام معاك مش هيجيب نتيجه زي كل ميه
تركته وغادرت الغرفه يطالعها هو تبتعد عنه حتى دخلت الغرفه المقابله للصاله تستطيع أن ترى المكان الذي تسكن بهِ «مارال» تعيش بمنزل بسيط في الدور الثالث قديم مكون من غرفتين وصاله ومطبخ صغير، الدهان بالشقه قديم تستطيع أن ترى مابداخل السقف من خلال الفتحات بهِ يحتاج حقاً للتجديد، وأثاث بسيط يمتلك شقيقها غرفته الخاصه بهِ وتمتلك هي ووالدتها غرفه واحده تتسع لفراش صغير يلتصق بالحائط ومن خلفه نافذه صغيره تدخل أشعه الشمس البسيطه من خلالها، والمكان المتبقي من الأرضيه تنام بهِ بعدما تقوم بتهيئته للنوم كل ليله، تذهب الى والدتها تحاول أن تمسح دموعها قبل دخول الغرفه حتى لا تضايقها كالعاده فترفع والدتها يدها بلطف تربت على كتفها وتقول لها بحنان بعد أن جاهدت في نطق كلماتها:
_حقك عليا انا يامارال
تحاول أن تخفي ألمها وترسم بسمه مزيفه على شفتيها:
ليه بس ياماما بتقولي كده هو حصل حاجه أنا معيفهاش
ابتسمت والدتها ابتسامه حزينه مكسوره بعدما وضعت عينيها بالأرض فهذه الأم المسكينه لا تستطيع فعل شىء لها خصوصاً بعد الذي أصابها فعادت بذاكرتها عشر أعوام الى الماضي لتتذكر ما حدث لها:
كانت تجلس هي وأبنتها مارال فدق الباب عليهم بعنف، أعتقدت بأنه أبنها الأكبر ولكن تم تحطيم باب المنزل عليهم ليجدوه “صابر” ومعه عصابته أختطفوا مارال وضر بها هو ضر به قويه اصطدم رأسها بالأرضيه مما تسبب بنزيف في المخ أدى الى شلل دماغي وأصبحت من هذه اللحظه لا تستطيع الحركه وتتكلم بصعوبه وجسدها بكامله أصبح بلا حركه وبعد معاناه وجلسات بالعلاج الطبيعي أصبحت تستطيع أن تحرك يدها اليمنى حركات بسيطه
عادت بذاكرتها وابنتها تحاول أن ترفعها حتى تستطيع ان تجلسها على المقعد المتحرك لتذهب بها الى الحمام لتقضي حاجتها وتتوضأ حتى تصلي فهمست مارال بأذن والدتها:
_أنا عايفه أنك عايزه تصلي الفجي أتوضي دلوقتي وأول ما أبنك ينزل ييوح شغله صلي بياحتك معلش صلي صبح النهايده مش عايزين منه مشاكل
ابتسمت الأم لأبنتها تهز رأسها بالموافقه فأسرعت مارال بالدخول الى الحمام
المسجد قريب جداً من مسكنها تستطيع سماع مايتليه «بربروس» من أيات الله عز وجل بوضوح تام فقالت الأم بحسره بكلمات متقطعه تجاهد حتى تستطيع ان تنطقها :
_ياخساره كان نفسي أصلي ورا الشيخ بربروس صوته بيجبر القلب بالخشوع في الصلاه يامارال
مالت عليها تنظر يساراً ويميناً تبحث بعيناها عن أخيها لتجده قد غادر للتو صافعاً الباب خلفه بقوه فأتت لوالدتها بالخمار سريعاً بعدما أغلقت عليه المشبك (الدبوس) قائله:
خلاص اهوه مشي ياست الكل يلا صلي بقى بياحتك
نظرت الى الهاتف الخاص بها ثم اردفت:
ناقص ٣٠ ثانيه وبيدقوس يقيم الصلاه
أبتسمت لها والدتها فأقام بربروس صلاة الفجر ومن ورائه أشخاص كثيره تحب أن تؤدي صلاه الفجر مع سماع صوته العذب فتلى أيات الله عز وجل قائلاً بعد تلاوة الفاتحه:
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
ابتلعت مارال ريقها بعدما شعرت بأن هذه الأيه يتلوها فقط لتكون رساله لها فهذه ليست المره الأولى التي يتليها بصلاة الفجر ، أنهى «بربروس» الصلاه بعدما سلم على الجانبين وأخذ يدعي بالأدعيه المعتاده فانشرحت القلوب بيوم جديد بدعائه وصوته النقي، رحل الجميع وظل هو بالمسجد ممسكاً بمسبحته يقلب حباتها بين أصابعه يستغفر الله كثيراً ليأتي لهُ صديقه بالسكن « عبد المعطى » ليقول وهو يجلس أمامه بعدما جلس التربيعه:
_تقبل الله ياشيخنا
منا ومنكم بأذن الله
أنهى «بربروس» جملته وهو مازال ممسك بالسبحه يستكمل استغفاره حتى تذكر شيئاً فوضع المسبحه الخاصه به بجانبه وقبض بكف يده على صديقه بالسكن « عبد المعطي» من ياقة قميصه وهو يصك على أسنانه بغيظ وهو يقول:
_ أمسكت بك أيها اللعين المحتال
فقلد« عبد المعطي» لهجه « بربروس» بسخريه وهو مطبق العينين:
ويحك، ويحك، ياشيخنا ماينفعش الألفاظ دي تتقال في المسجد لينا بيت يلمنا ياعمنا
نظر «بربروس» حوله فوقف واستقام وغادر المسجد وهو مازال يقبض بكف يده على ياقة قميصه سائلاً أياه:
لماذا لم تأتي لصلاة الفجر لقد تهربت كالمعتاد وجئت كي تثرثر كالمزندعات:
رفع «عبد المعطي» أصبعه يشاور بالرفض ناطقاً:
لا ياشيخنا مزندعات ايه بس، ماتقولش كده ده انا حتى
بتر بربروس حديثه:
_أنت حتى ماذا ؟ هيا ، فأنا انتظر الكذبه التاليه كالمعتاد
ابتلع ريقه بعدما شعر بالتخبط كالمعتاد أخذ وقته لكي يبتكر كذبه أخرى فسأله «بربروس» بحده وهو يرفع حاجبه الأيمن :
ألم تجد كذبه مختلفه هذه المره عن الكذبات التى سبقتها
هز رأسه بالأيجاب، فتركه «بربروس» ببطىء وهو ينظر له بحنق:
_حسناً ، سأتركك هذه المره أتعلم لماذا؟
ابتسم عبد المعطي بسمه واسعه بلهاء:
لأني والله ما كذبت
أشار «بربروس» بعينيه اليه:
_هذا صحيح ، أيها الأحمق فالصدق ينجي صاحبه من المهالك ياعبد المعطى
سار «بربروس» الى الامام يتوجه الى منزله وبجواره
«عبد المعطي» قائلاً:
_طيب هطير أنا أجيب الفول من عم عبده المبلول قبل ما الناس تقف بالطابور ويروح علينا الفطور
اشار بعينيه لعبد المعطى حتى يغادر مسرعاً وقال له بعلو صوته وهو يراه يغادر من أمامه:
_لا تدع «عم مبلول» يضع يده بمنخاره ثم يقلب طبق الفول بيديه العاريتين فـ والله وبعقد الهاء هذا يثير اشمئزارى
استدار له «عبدالمعطي» وهو يرجع بظهره الى الوراء يضع أصبعه بداخل منخاره علامه على ما سيقوله:
_وهناكل الفول ازاي من غير بهاريزه ياشيخنا
اشمئز بربروس من فعلته هذه واستدار واستكمل
«عبد المعطي» طريقه وذهب «بربروس» الى مسكنه وقبل وصوله لمنزله ببضع خطوات وجد الست «كريمه» تقف بسيارتها العريضه ترتدي بدله الرقص ومن فوقها عباءه سوداء تبرز تفاصيل جسدها بدقه واضعه مساحيق التجميل بكثره على وجهها تمضغ اللبانه بصوت مرتفع قائله بدلع:
_مالك ياشيخ بربروس مكرمشلنا ملامح وشك ليه ياكبدي
غض هو بصره ونظر في الأرض يحاول تجاهلها ويمد بخطوته فقاطعته هي تقف أمامه مسرعه تضع كف يدها على صدره بحنيه ترفع حاجبيها تتغزل بهِ و تسترسل حديثها بدلع:
_تمن سنين، تمن سنين ياشيخنا من ساعة ما جيت الحاره وانا بحايل وبدادي ومسكناك جوه فؤادي ، وجيت أنتَ وفتحتهولك
قالت جملتها الأخيره بصوت مرتفع حتى خرج بعض من السكان الى الشرفات الخاصه بهم فنظر بربروس الى الأعلى ليرى الجميع ينظر لهُ مما زاد توتره وابتلع ريقه قائلاً بتقطع:
_ وما، وما الذي فتحتهولي أيتها الراقصه الطيبه
بيـتــــــي
تنهد« بربروس» باطمئنان ونظر للأعلى أشار بأصبعه للأشخاص الذين يقفون بالشرفات يوجه حديثه إليهم:
_تقصد بيتها ، نعم فهي فتحت لي بيتها كأي مستأجر طبيعي لا شىء أخر
فردت أحدى الواقفين في الشرفه بصوت عالي:
_ماتسيبي بربروس في حاله ياكريمه هو قدك
نظرت كريمه الى الأعلى بعدما أمسكت بخفها تشير به للأعلى:
_وأنتِ مالك أنتِ ياوليه أنا عارفه التربي تايه عنك فين خش يا اخويا انت وهو جوه بدل يمين بالله أطلع لكل واحد فيكم أطلع كبده في أيدي ياكــــــبدي
قالت كلمتها الأخيره وهي تضغط عليها بعدما أرتفع صوتها أكثر فأكثر فهي كريمه لا أحد يستطيع أن يقدر عليها في المنطقه
يامارال ، مارال
كانت هذه والدة مارال تستدعيها لكي تناولها دوائها تركت مارال الدلو الذي بيدها فكانت تمسح الأرضيه فأتت مارال وهي تمسح بكف يدها على جبينها من العرق
_جايه ياماما اهوه
مدت «مارال» يدها لوالدتها ممسكه بحبه الدواء واليد الأخرى بها كوب من الماء أخذت والدتها الدواء فسمعت صوت كريمه من الأسفل:
_يـــــــوه، هي كييمه دي تيجي من الكباريه بتاعها كل يوم على الصبح بخناقتها كده ياتيي ماسكه في مين الميه دي
خرجت مارال تنظر لهما من الشرفه لتراهُ يقف مع كريمه وكادت نار الغيره تشعل قلبها فنظرت الى ذاك الدلو الذي أمامها التي استعملتهُ سابقاً في تنظيف الغرفه فالمياه في ذلك الدلو اصبحت سوداء من كثره الأوساخ التى نظفتها فيها، رفعت يدها وقامت بسكب الدلو عليهما هما الأثنان سوياً فشعروا فجأه بسيل من الماء يسقط على رأسهما سوياً ليشهق بربروس بصوت عالي وهو يرجع للخلف ينظر فوقه مباشرةً قائلاً:
وحسرتــــــــــــاه
اطلت برأسها لتجدههما هو وهي متجمدان مكانهما تنظر لها كريمه برفعه حاجب تذم على شفتيها فتترك« مارال» الدلو تتصنع الدهشه وتضع يدها على فمها شاهقه:
_ياخبي، هي جت عليكم ازاي انا مكنتش اقصد ياشيخ بيدقوس
قالت كلمتها الأخيره ببطىء وهي تصك على أسنانها فابتسم بربروس بسمه بلهاء وهو ينظر الى جلبابه بحسره على ما حدث بهِ للتو:
_أصدقك يامارال
دفعته كريمه للوراء بيدها بقوه فلم يهتز هو( سم) واحد فعقدت حاجبيها باستغراب على عدم تحركه فكانت دفعتها لهُ قويه ولكنها لم تهتم فأكملت حديثها:
_تصدقها أيه البايره العايبه دي ياشيخنا انا عارفه الأشكال دي كويس ، وديني لا اروح اجيبها من شعرها
استدارت لكي تصعد لها فدب الرعب بقلب مارال فلم تسلم اليوم من شر كريمه فجذبها« بربروس» من ذراعها وتكلم بهدوء تام مع نظره جعلتها تقف بثبات:
_فـ والله وبعقد الهاء اذا مستيها بسوء ، عيشتك ستسوء
ابتلعت ريقها فنبرة صوته يتضح بها الجديه فابتسمت
« كريمه» بابتسامه عريضه تملىء وجهها تغمز لهُ بطرف عيناها اليسرى:
يالهوي يامستهوي أموت انا في النبره الجد اللي مالهاش حد
_لا فــــائده
تنهد بربروس وهو يقول كلمته الأخيره بيأس وترك ذراعها ودخل المنزل لتأتي هي خلفه مسرعه تنادي عليه ففتح باب شقته بالمفتاح الخاص بهِ وأغلق بابه من خلفه مسرعاً فدقت «كريمه» باب الشقه حتى يفتح:
_افتح ياشيخنا ، ياشيخنا افتح حرام عليك عايزه اسألك سؤال مهم في الدين ، يرضيك كده معرفش اجابه لسؤالي مش يمكن ربنا يهديني لما تجاوب عليا ياشيخنا
أخذ بربروس يسمع ماتقوله من الداخل فلم يهتم وقف بغرفة نومه يفتح دولابه ليغير ثيابه فأدار وجهُ الى الشرفه فوجد «مارال» تقف في غرفتها تأكل نار الغيره من روحها تقظم أظافرها بغيظ فالشرفه الخاصه به مقابله للنافذه الخاصه بغرفتها ابتسم ابتسامه بسيطه على حركاتها ثم أتى بالهاتف الخاص به ليهاتفها وهو يطالعها من داخل غرفته فأمسكت هي بالهاتف بغيظ وضغطت على زرار القفل ووضعت الهاتف بجوارها انكمش حاجبه باستغراب ثم أحضر ورقه وقلم وكتب رساله لها:
“غريب وطأت قدماه الى هنا ولم يكن يوماً عنك غريباً ، فـ والله وبعقد الهاء أنتِ بكل النساء”
كور الورقه بيده والقاها من شرفته الى نافذتها نظرت مارال خلفها بعدما أمسكت بالورقه تقرأ ما بها ورفعت عيناها طالعته وابتسمت لهُ بحب ثم أنمحت البسمه من على ملامحها ببطىء ومزقت الورقه أمامه وأغلقت النافذه بقوه، أطبق بربروس عينيه تزامناً مع غلق النافذه ثم أبتسم على تصرفاتها الطفوليه بالرغم من كبر عمرها
______________(بقلمي ماهي احمد)________________
ترتدي ملابس ملائمه للمكان الذي تقصده ، فستان أزرق قاتم طويل الأكمام قصير من الأسفل بعد الركبه تقريباً ، مطرز تطريزات بسيطه تضفي عليه رونق وجمال خاص مع القليل من مساحيق التجميل، مع تسريحه شعر مرفوعه ، دخلت الى المطعم لتجده ينتظرها بالداخل أنبهر بجمالها من اللحظه التى رأها بها فاليوم يوم مميز لها بعدما أخبرتها «ميرا» التى علمت من «رعد» بأن اليوم سيعرض عليها «يزن» الزواج فأتت متأنقه لهذه المناسبه وقلبها يخفق من فرحته حاولت أن تخفي بأنها تعلم ما سيفعله للتو وقف يزن عند رؤيتها بهذا الجمال سحب لها المقعد فجلست وهي مبتسمه وأخذ يطالعها فلم يستطع أن يبرح بنظره من عليها فجلس وهو يقول:
_ايه الجمال ده
وضعت كف يدها على شعرها من الخلف
_عجبتك
ابتسم ابتسامه رضا:
_أنتِ طول عمرك عجباني ياساره
غزت الحمره وجهها فصمتت وبعد صمتها الذي طال رمقته بعيون زائغه ولجأت لقول:
أنا رفعت شعري عشان عارفه انك بتحب شعري وهو مرفوع
_عارفه انتي دلوقتي بالنسبالي زي أيه
طالعته وسبقها فضولها:
_زي ايه؟
عارفه لما تصحي بالليل بعد الفجر ويبقى نفسك تاكلي حاجه مسكره وفجأه تلاقي قطعه كيكه سايحه في الشيكولاته بتاعتها والشيكولاته بتبظ منها
لوت فمها ولجأت بقول:
بتبظ!! وشيكولاته
قبض هو حاجبه باستغراب:
اه مالها الشيكولاته
_كلها سكريات وممكن تجيبلك السكر وتموت ياحبيبي
بتر حديثهما النادل الذي أتى حتى يأخذ طلبهما:
_تحبوا تطلبوا ايه يافندم
اشار «يزن» بعينيه لـ «ساره»:
_تحبي تتغدي أيه؟
كان الحماس بداخلها فهي لا تريد أن تأكل ولا تشرب تريد رؤيه الخاتم أولاً فردت مسرعه:
_لا لا ، مش مهم ناكل دلوقتي
استغرب النادل فنظر يزن اليه ثم عاد ليطالع ساره بنظراته فردت قائله :
_اقصد ماليش نفس دلوقتي يايزن خلينا نتكلم شويه
غمز يزن للنادل بعينيه دليل على شىء ما، فأشار النادل برأسه بالموافقه دليل على فهمه ذهب النادل فتحدث يزن:
_ساره أنتِ عارفه أنا بحبك قد أيه
ابتسمت وقد زاحمت الضحكه ملامحها فهذا هو الكلام الجميل الذي يأتي بعده كل الاشياء التي سوف تجمعهما سوياً فهزت رأسها تقول:
_اه طبعاً عارفه
ليسترسل هو حديثه:
انا من حظي اني عرفتك السنين دي كلها ، حقيقي أنتِ أفضل شىء حصلي في حياتي ومش عارف من غيرك كنت هكمل ازاي وخصوصاً بعد عمار
اشارت برأسها والحماس يملىء داخلها:
الله يرحمه ، ماتقولش كده يايزن أنت عارف أني ماليش غيرك من بعد ماما الله يرحمها ودلوقتي خالي اللي عايشه معاه
أتي النادل ومعه صينيه مفروشه بالورود وفي منتصفها علبه قطيفه حمراء توسعت عيناها من الفرحه تضع يدها على فمها كادت أن تنطق عيناها من السعاده التى تملؤها الأن فاسترسل يزن حديثه وهي ترفع كف يدها لتمسك بالعلبه:
_عشان كده حبيت اشكرك على كل حاجه عملتيها معايا كل السنين اللي فاتت واتمنى ان اللي جوه العلبه يعجبك
قالت وهي تدعم كلماته بلهفه:
أكيد ، أكيد يايزن هيعجبني
ابتسم يزن من فرحتها التى تملىء وجهها ، أخذت العلبه تقول وهي تفتحها:
انا اصلا اللي محظوظه ان فضلت جنبك و…
فتحت العلبه لترى ما بداخلها لتجد انسيال من الذهب لم يكن هذا ما تنتظره فصكت على اسنانها بغيظ وهي تضغط على كلماتها تسترسل حديثها بعدما تغيرت نبرة صوتها الرقيقه:
قعدت مع خنزير زيك يايزن
في اي ياساره انتي اتحولتي كده ليه؟
فردت هي على سؤاله بسؤال اخر:
فاكر اليوم اللي دخلت ڤيلتنا فيه وشوفتني فيه
اشار برأسه بالموافقه فأكملت هي حديثها:
_الله يلعن اليوم ده يا أخي
القت بالأنسيال في وجهُ وجحظت عيناه باستغراب وهو مازال ينظر لها:
في ايه بس ياساره انا عملت ايه دلوقتي ده حتى ده الانسيال اللي انتِ كنتي هتموتي عليه وقولتي نفسك فيه
ضربت بيدها بقوه على الطاوله فأنتفض هو، ووقفت هي تسند بيدها الأثنتين على الطاوله تنظر له بتوعد فـ أنتبه لها جميع من في المطعم على الطرابيزات المجاوره فأردف وهو ينظر حوله:
ساره أهدي الناس بتبص علينا
اهدى، اهدى ايه؟ لاء ورفعالك شعري ولابسه فستان حلو طب اهوه
فكت هي شعرها فأصبح ينسدل على ظهرها:
أنتَ عارف احنا نعرف بعض من كام سنه، عارف بقى عندك كام سنه وانا بقى عندي كام سنه، كل يوم اقول يابت اصبري بكره يعرض عليكي الجواز، اصبري، اصبري لحد ما زهقت من الصبر والصبر جض مني
نظر لها وهو يحاول تهدئتها بقوله:
حبيبتي انتِ ناسيه أن براد بت وانچلينا چولي اللي انتِ بتحبيهم قعدوا مع بعض كام سنه وخلفوا ست عيال عشان يتجوزوا
قال جملته ببرود فنطقت هي بعدم صبر تجز على أسنانها وقبضت على الورد الموجود بداخل الزهريه على الطاوله تلقيه بوجهُ:
نـــــعم ، وأنتَ بقى عايزنا نخلف ست عيال عشان نتجوز وبعدين ده براد بت وأنچلينا چولي، وبعدين هو أنت براد بت اصلاً ولا انا اشبه أنچلينا چولي
فحك رأسه بأصبعه ببرود:
_اه رسمه عينيكي فيكي منها
لاء انا بقى أشبهلها وأحلى منها كمان
قالت جملتها بصوت مرتفع فدعم هو كلامها:
اكيد طبعا ياحبيبتي أكيد وهي تيجي جنبك ايه
أمتعضت ملامحها وجحظت عيناها:
كل مره تشبهني وتقولي مره شبه البطه المحشيه بالفريك ومره تانيه تقولي شبه الشيكولاته وانا في الحقيقه فضلت جنبك لحد مابقيت زي برطمان المخلل لحد ما خللت وعفنت وريحتي طلعت
ضربت بكفها على الطاوله بقوه مره أخرى وهي تمسك حقيبتها الصغيره:
_خلاص كده خلصنا، هي أصلاً خلصت ، كفايه كده يايزن
غادرت المكان تسرع بخطواتها فظل ينظر لها وهي تبتعد عنهُ فابتسم ابتسامه زادت من وسامته ورحل خلفها ينادي عليها:
_ساره ، ساره استني بس
وصلت هي الى الخارج عند الحديقه بخارج المطعم تضر ب بقدمها الأرض من غيظها لتجد صف من النساء يقفون أمامها يرتدون قمصان بيضاء وبناطيل سوداء كلهم على حدى نفس الملابس اعتقدت بأنهم من طاقم المطعم حاولت أن تعبر من خلالهم ولكنهم اوقفوها:
_ لو سمحت عايزه أعدي ممكن
أستداروا واعطوها ظهورهم يقفون صف بجانب بعضهم البعض لتجد على كل ظهر فتاه منهم يوجد حرف رجعت خطوات للخلف بظهرها حتى تقرأ ما على ظهورهم لتجد كلمه (marry me) أنزلقت الحقيبه الصغيره من يدها وانكمش حاجبيها سرعان ما استوعبت ما يحدث فعادت الأبتسامه الى ملامحها من جديد ببطىء واستدارت تنظر خلفها لتجد «يزن» يجلس على ركبته ويمسك بين اصابعه بالخاتم به حجر كبير من الألماظ تقع عليه أشعه الشمس فتزيد من بريقه وضعت هي يدها على فمها تشهق من المفاجأه وترقرقت عيناها بالدموع فسألها هو السؤال الذي طالما تمنى أن يسألهُ لها:
_تتجوزيني
وعندما نطق هو هذه الكلمه فوقع على مسامعها أغنيه
“تتجوزيني، مش عايز غيرك في الحياه أوعي تسبيني، من غير ما اتكلم أنتِ بتسمعيني، عشانك اطول السما ”
وعند وصول الأغنيه لكلمه السما ، وقف واستقام أشار على السماء بأصبعه لتنظر هي في حالة ذهول مما يحدث لتجد طائره تلفظ دخانها بجمله:
” حبك عشش جوه قلبي بضمير ”
كل هذا كثير عليها لم تتوقع أن يحدث لها كل هذه الأمور
وبعدما أختفى الدخان بهذه الجمله اتكتبت كلمه أخرى وهي:
” تتجوزيني ياساره ”
ظلت تنظر الى السماء تنهمر دموعها على وجنتيها بغزار نظرت مره أخرى بجوارها تراهُ مازال يرفع الخاتم بين أصابعهُ فنطق وهو ينظر لها بحب فكانت كلماته نابعه من قلبه بصدق:
عايز اقولك شكراً على كل حاجه عملتيها معايا وانك ميأستيش ، شكراً انك أدتيني فرصه أني أفضل جنبك من جديد ، شكراً انك حاولتي أن علاقتنا تكمل في عز أنكساري وتعبي شكراً أنك دايما في ضهري ودايماً سندي وعايزك تفضلي طول العمر جنبي ونجيب ست عيال زي براد بت وأنچلينا چولي، هــــا تتجوزيني ياساره
قرأت ما أرسله بعيون دامعه فكلماته نابعه من قلبه بصدق أشارت برأسها بالموافقه كانت الدنيا بأكملها لا تكفي سعادتها في هذه اللحظه الأن ، ألبسها الخاتم بحب يضمها الى صدره فحملها والتف بها مراراً فصفق الجميع لهما يشكلون دائره من حولهم فأتت ميرا لتحتضنها وبارك رعد ليزن فأتت شمس تحتضن ساره بحب وتنظر ليزن بفرحه كبيره فأتت غدير ولكن لم تعد طفله بعد الأن فأصبحت فتاه جميله ذات التاسعه عشر من عمرها هنىء الجميع بعضهم البعض فأصبحت السعاده تغمرهم من جديد تذكرت شمس عمار في هذه اللحظه وتخيلته وهو يهنىء يزن بزواجه يقف بجانبه بهذه اللحظه السعيده ترقرقت عيناها بالدموع ولكن سرعان ما لاحظت ميرا ذلك فجذبتها من ذراعها لتنضم إليهم من جديد
___________( بقلمي ماهي احمد)___________________
يظل المرء منا قليل الكلام هاديء الطباع حتى يأتي أناس تخرجه عن حالة صمته وهدوئه
هي الأن تجلس بين الزرع والخضرا ، وقت الغروب تستعد الشمس للرحيل وكان الطبيب ينادي عليها من بعيد
_زهـــــره
نظرت خلفها ورأته فعادت تنظر أمامها من جديد أسرع هو لها فاصبح امامها يسألها:
_ايه يازهره مش بنادي عليكي
عايز ايه ياعلي؟
تحدثت زُهره بنبره جاده مما جعله يشعر بشىء ما فأنتابه فضوله لسؤالها:
أنتِ مضايقه من حاجه ، في حد مزعلك
نظرت زُ هره للفتيات خلفه وهما ينظرون لهُ بأعجاب يهمسون قليلاً فابتلعت ريقها وجاوبته بسؤال أخر:
_أنتَ ماسافرتش ليه القاهره مع شمس عند ساره ويزن
ما انا قولتلك يازهره يزن كان عايزنا كلنا نبقى جنبه اليوم ده وأنتِ مارضتيش تروحي وفضلتي ماتسافريش وأنا أخترت أكون جنبك عشان مش هينفع أسافر واسيبك لوحدك
همست الفتيات وهما ينظرون الى الطبيب:
_دي أكيد عملاله عمل بقى الشاب الصغير الحلو ده يتجوز العجوزه دي، دي قد أمه
لترد عليها الثانيه بمكر:
_أمه ايه قولي قد جدته دي في اواخر الاربعينات وهو بالكتير في اوائل التلاتينات ازاي يعمل في نفسه كده
الحب، الحب يعمل اكتر من كده
لترد عليها الأخرى ناطقه:
_لا وأنتِ الصدقه السحر أكيد سحراله ، تخيلي ده لو كان جوزي انا
لترد عليهم الفتاه الثالثه :
_اومال لو شوفتوا ياسين هتعملوا أيه؟
ليه وانتِ شوفتيه فين؟
_البت غدير لما كانت بتيجي هنا كل اجازه زياره للخاله كانت بتحكيلي انه قمر وحاجه كده مايختلفش عليها اتنين ، وبعدين شباب عيله الصاوي كلهم قمرات حتى حسان
بس ياسين ده مسافر ومش هييجي خلينا في اللي موجود
_على رأيك
لتضحك الفتيات سوياً ويذهبون وهما يتغامزون عليها
ابتعدت زهره سريعاً وهربت وهي تمسح دموعها فجذبها الطبيب اليه من ذراعها:
_هتروحي مني فين؟
تطالعه بعيون دامعه:
_علي انا زهقت أديك سمعت بودنك الأول كنت بسمع الكلام من تحت لتحت دلوقتي بقى بيتقال في وشي أنتَ شكلك مابيكبرش
ليرد عليها هو قائلاً:
_لاء شكلي بيكبر يازهره انا مابقيتش اشرب د م بني ادمين ما انتِ عارفه وده بيخلي شكلنا يكبر وبنضعف أكتر
تنهدت بحنق فطالعته وهي تقول:
اه بيكبر ياعلي بس التغير بيبقى بسيط بص عليا بص على التجاعيد اللي في وشي وبص على نفسك
نظر لها وسألها وهما يتبادلان النظرات تحدث بنبره مليئه بالهدوء والحب:
_مالها تجاعيدك؟
دي تجاعيدك دي بالذات احلى حاجه فيكي كفايه اني كل ما ابصلك اشوف في كل خط تحت عنيكي السنين والشهور والأيام الحلوه اللي عشناها سوا، كل تجعيده من دول بتزيدك حلاوه مابتنقصكيش
عقدت ذراعيها واستدارت ليبتسم هو يسترسل حديثه بحنان:
_تحبي أقولهم أني أكبر منك ب 78 سنه وأن أنا اللي ابقى قد جد جدگ تحبي أعرف الدنيا كلها أنا أيه في الحقيقه وغلاوتك عندي لو ده هيريحك لهعمله يازهره
شعرت بالتخبط أثر سؤاله ونطقت بنبره منخفضه:
لاء طبعاً ، أنت بتقول أيه، أنت عارف اني مشسطحيه للدرجه دي كل الحكايه أني بغير عليك لا تبص للبنات الصغيره دي
فابتسم هو يضر ب بكتفه كتفها:
لو عندهم تجاعيد زيك هبصلهم في يوم، تجاعيدك اللي بتظهر في وشك مابتعملش شىء غير انها بتزيد غلاوتك في قلبي كل تجعيده من دول انا كنت معاكي فيها كل شعره بيضا ظهرت في شعرك انا فاكر ظهرت أمتى وفين.. كل شىء فيكي يازهره بيحببني فيكي أكتر بعيش معاكي اللي عمري ما هعيشه في يوم، وبعيدين ده انتي “بنتي الصغيره ”
____________(بقلمي ماهي احمد)_________________
أما كان حته يوم ، انا ماتخيلتش أبداً أن ممكن اليوم النهارده يبقى بالجمال ده
ارتمت« ساره» بجسدها على الفراش بعدما انهت جملتها ووقعت عيناها على السقف تأملته بشرود ثم رفعت كف يدها تنظر للخاتم بأصبعها توجه كلامها لـ «غدير»:
_حلو مش كده قولي أنه حلو
فصعدت «غدير» على الفراش بجوارها تتأمل الخاتم وتنظر لهُ فقالت وهي تتنهد:
_ تحفه، قمر، جميل عقبالي يارب ، عقبــــالي
وضعت «ميرا» اكواب النسكافيه الساخنه على الطاوله تنظر لغدير بتعجب:
_عقبالك ايه يامقصوفة الرقبه أنتِ ، مش لما تخلصي تعليمك الأول ده أنتِ حيالله لسه هتدخلي أولى جامعه السنه دي
مدت ميرا كف يدها بالكوب لغدير فأخذته منها ووضعته بجانبها بزهق:
_وهو ده يمنع يعني أني أحب واتحب
وهو أنتِ كمان بتحبي؟
قالت شمس جملتها وهي تعلق فستانها على الشماعه فردت عليها غدير بعدما وقفت أمام المرآه تنظر لنفسها:
_وماحبش ليه بقى ياست شمس ، وحشه ده انا حتى قمر وبقيت أحلى منك ومن هدير
فتحت «شمس» الدولاب الخاص بـ «ميرا» وضعت بهِ فستانها واسترسلت حديثها:
هي هدير وداغر عاملين ايه صح
_زي الفل كويسين اوي وعمار ابنهم بقى قمر كمل عشر سنين اهوه وبقيت عمتو الحربايه رسمي
ضحك الجميع ماعادا شمس فبمجرد ذكر أسم «عمار» تنفتح جراح قلبها صمت الجميع عند رؤية ملامحها وشرودها فكسرت “ساره” الصمت بقولها:
تعالوا نقرأله الفاتحه كلنا على روحه وروح المسلمين
رفع الجميع أيديهم لقراءه الفاتحه وبعدما أنتهوا استرسلت غدير حديثها:
_هو فين رعد اخويا ياميرا؟
جلست بالفراش بجوارها وهي تضع الغطاء عليها:
_راح يبات مع يزن النهارده بما أنكم قرفني الليله
أحنا قرفينك بقى كده
_قالت ساره جملتها بعدما ألقت الوساده على ميرا رفعت ميرا الوساده لكي تلقيها على ساره ولكن أوقفها رنين هاتفها لتجد مارال:
نظرت ميرا للجميع قائله:
_ اي ده دي مارال؟
لترد ساره قائله:
_افتحي الاسبيكر وردي عليها ازاي ماتجيش النهارده ده انا هخر ب بيتها
تضغط ميرا على الهاتف وتضعه بالمنتصف فيجتمع الجميع حول الهاتف لتبدأ ساره الحديث قائله:
_على فكره يامارال انا زعلانه منك بقى كده ماتجيش النهارده يزن قالي انه اتصل بيكي وانتي اعتذرتي ، ماجتيش ليه بقى
_أخبرتها وهي تحاول التبرير لها:
والله ياسايه ماقديتش اجي خالص عشان خاطى ماما أنتِ عايفه ميضها عامل ازاي بخاف اسيبها لوحدها تكون عايزه تدخل الحمام او يجيالها حاجه ومكونش جنبها بس انا فضلت اتصل بيكي طول النهاي ماكنتيش بتيدي وفي الأخي الفون فصل بجد حقك عليا وألف ألف مبيوك بس اكيد ان شاء الله هحاول أجي الفيح
_أنتِ يابنتي لسه لادغه لسانك مش هيتعدل أبداً
قالتها غدير بضحك فردت عليها مارال بحزم:
_اه يامقصوفه اليقبه لسه لادغه ولما اشوفك هبقى أقطعلك لسانك عشان تبقي لادغه زيي
قرصت ميرا غدير بلوم فقالت:
ماتزعليش منها ام نص لسان دي يامارال
لاء طبعا مابزعلش من عيال صغييه ، الا قوليلي ياسايه هتعملي الفيح فين
لترد عليها ساره قائله:
في القريه مع الخاله أنتِ عارفه الخاله كبرت ومش بتقدر تسافر وكمان يزن عايز يعمله هناك عشان يحس أن عمار معاه مع أن انا مش عارفه هعمله هناك ازاي انا كان نفسي اوي اعمله في قاعه كبيره ويبقى بالنهار ويبقى فرح مودرن بس هو مصمم
اخبرتها شمس وهي تحاول أنهاء الأمر بأكمله:
_طالما مصمم يبقى اسمعي كلامه وبعدين الأفراح في القريه عندنا بتبقى حلوه أوي ، وهاتي wedding planner تصمملك الديزاين اللي أنتِ عايزاه وبعدين الخاله هتزعل أوي لو يزن عمله بره أنتِ عارفه الخاله بتحب يزن قد ايه وخصوصا عشان من ريحه عمار
اشارت سارت برأسها بالموافقه فأنهت مارال الحديث:
_طيب أشوفكم على خيى بقى وألف الف مبيوك ميه تانيه
الله يبارك فيكي ياقلبي وعقبالك يارب يامارال
أنهت ساره جملتها فأغلقت ميرا الهاتف وضربت غدير على قدمها بخفه:
_مش تخللي بالك من كلامك
قامت غدير من على الفراش تغير ثيابها الى ثياب النوم:
_ايه انا كنت بهزر ، ايه ماهزرش
لا يااختي هزرى بس مش كده
انهت ساره جملتها فجلست غدير وهي تزرر زر البيچامه تجلس على الفراش لتستعد للنوم:
_أنتوا عارفين ، أنا ياسين واحشني أوي
انكمش حاجب شمس وتغيرت تعابير وجهها فغادرت الفراش قائله:
_طيب انا مش جايلي نوم هقعد بره اقرأ شويه
طيب تصبحي على خير ولما تيجي تنامي تعالي نامي جنب الزبله دي على رأي ياسين
أنهت ميرا جملتها فرفعت غدير رأسها تقول بتحذير لميرا:
ماتقوليش يازبله مابحبش حد يقولهالي غير ياسين
أشارت شمس برأسها بالموافقه فغادرت الغرفه وهي تحمل مذكراته بين يديها جلست بالخارج على المقعد الهزاز فشردت بين كلماته وطيات صفحاته بعدما فتحت المذكره مره أخرى لتقرأها من جديد وكانت أول صفحه كالأتي:
“ما هي الحياة غير طريق نسير فيه ، وكل يوم نفقد منا شيء على هذا الطريق الى أن نصل لنهايته ، والنهايه هي موت كل شيء داخلنا قبل موتنا، لا أعلم ماذا حدث لي منذ أول يوم جائت هي الى دارنا بعثت الروح ودبت الحياه في هذا المنزل بعد موته بعد أخذ الروح منه ، فبعض المنازل كالقبور ، ودارنا كان القبر المقيت حتى جائت هي كنور الشمس لتضىء عتمه القلوب”
قلبت هي صفحات كثيره من المذكره حتى وصلت للصفحه المفضله لديها:
_اليوم الثلاثاء 12 ديسمبر سنه 2007 الساعه 12 بعد منتصف الليل حصلتلي حاجه غريبه اوي حاجه مابتحصلش أبداً خرجت اصطاد عشان أروي عطشي للد م كالمعتاد أنا والضبع ، لاقيت كوخ أول القريه قريب من المقابر كان في شعله لسه ماطفتش دليل على أن اللي جوه الكوخ صاحيين ماناموش ، الضبع ابتسملي ابتسامه عمري ماهنساها أبداً وفي لحظه كان عندهم وقبل ما يدخل الكوخ سمعت ست جوه الكوخ بتقول لجوزها وانت ليه مش عايز تطلقني يانصير انا مابخلفش روح اتجوز وعيش حياتك مع غيري
واللي سمعته منه كان اغرب رد سمعته في حياتي قالها
– لاني رايد العشرة قبل الخِلفة. يهمني الود قبل الوِلد ومستعد أحلفلك على مصحف أني عمري في يوم ماهجيبلك سيره الخلفه، حضنك داري وونسك ليا هيبقى عزوتي
كلامه دخل قلبي قبل ما اسمعه بودني انا سمعت منه الكلام ده وحسيت ان كلامه مس القلب بصحيح، لحظه أنا مش مصدق ، أنا أول مره أشعر أني عندي قلب وبحس والكلام بيمسني ازاي اتغيرت وايه اللي حصلي ؟ من لحظه دخول شمس البيت وانا بتغير خايف اكون بتغير للأضعف انا مش عايز أبقى ضعيف بس للأسف ضعفت ودافعت عن الراجل ده هو ومراته ووقفت قصاد الضبع عشانهم
جائت غدير وهي تدعك بكف يدها عينيها قائله:
_أنتِ لسه صاحيه ياشمس
اتسعت عينيها برعب وجسدها أنتفض بأضطراب وذعر اغلقت المذكره على الفور ووضعتها بجانبها تحاول أن تنظم تنفسها:
_يعمر بيتك ياغدير خضتيني
جلست بالمقعد بجوارها :
_أنا عملت أيه ، وبعدين انا لحقت أصلاً أنتِ اللي كنتي مركزه أوي في القراءه محستيش بيا وأنا طالعه يعني مش ذنبي
هدئت شمس قليلاً بعدما ابتلعت ريقها تحاول أن تتصنع النوم:
_طيب انا هدخل أنام بقى
امسكت غدير معصم يدها وبدأت بقول:
_لاء ما تستهبليش أنتِ مش عايزه تنامي خليكي قاعده معايا شويه
طالعتها شمس وبدأت بالحديث:
_مالك في حاجه مضيقاكي
أخذت تجلس التربيعه ونظرت بجوارها لشمس:
بصراحه أه
طيب ماتقولي ايه اللي مضايقك
انا عرفت مكان ياسين فين
وقفت شمس مكانها وارتجفت شفتها السفليه وكان أول سؤال يخطر على بالها :
عرفتي مكانه ازاي؟
رفعت غدير رأسها وهي جالسه على المقعد:
_شوفته وانا رايحه المدرسه في المانيا من كام شهر راكب حته عربيه سودا تحفه ولابس بدله وكان هو اللي بيسوق، وفي واحده جنبه كانت زي القمر
بترت حديثها على الفور:
_واحده، واحدة مين
وقفت خلفها لتجيب على سؤالها:
_معرفش طبعاً، بس أنا خليت صحبتي تمشي وراهم بالعربيه ووقف قدام شركه كبيره اوي مكتوب على الشركه من فوق أسمه و متزخرف بالعربي مش بالألماني وكانت باللون الدهبي « ياسيـــــن » و نزل والست دي نزلت وراه ومتغير خالص مش هو ياسين اللي نعرفه شياكه ايه ولبس ايه قمر قمر كده حاولت اني ادخله الشركه بس الأمن مانعني اني ادخل طبعاً ، بس على مين أخدت نمرة العربيه بتاعته بس معرفتش اعمل بيها حاجه اديتها ليزن ورعد لما نزلت على مصر الاجازه دي ويزن قالي انه هيتصرف ويعرف مكانه
حاولت شمس اضفاء بعض الهدوء فتصنعت البسمه:
طيب وأيه بقى اللي مضايقك من كل ده
فأجابت غدير مسرعه:
خايفه لا يكون نسينا وباين عليه أنه نسينا ياشمس، وبعدين الست اللي جنبه دي مش مرتحالها خالص
انتظرت شمس أن تنتهي غدير من حديثها ثم أخبرتها بعينين أنهكهما التعب محاوله الهروب من استكمال حديثهما:
أنا صاحيه النهارده من بدري أوي أنا هدخل أنام تصبحي على خير
هزت غدير كتفيها بعدم فهم:
_وأنتِ من أهل الخير
______________(بقلمي ماهي احمد)________________
الوضع كالتالي ذهب رعد للمبيت بشقه يزن وبعد سهره يوم طويل وشاق على كلاً منهما من أجل تحضيرات هذا اليوم ذهب كلاً منهم الى الفراش اخيراً ، اقتربت الساعه من الرابعه فجراً ليجد كلاً منهم يأتي له رساله صوتيه على الجروب الخاص بهم والذي يجمع كلاً من بربروس والطبيب علي ويزن ورعد فهذا شات جماعي خاص بهما أتت الرساله من بربروس فتح يزن الرساله هو ورعد وفي هذه اللحظه استفاق الطبيب على صوت الرساله هو ايضاً ليجد محتواها:
لا صباح ولا سلام..الى اصدقائي عديمي النفع.. الى اقربائي عليهم اللعنه.. لقد راع انتباهي أنكم جميعاً حقراء.. إذاً فلتكن هذه امسيه لعينه عليكم ايها المنافقين.. هيا قم أنت وهو لتاديه صلاة الفجر ايها الملاعين
” فالصلاه ليست لأجل الله، الصلاه لأجلك أنت ، الله لا يحتاجك أنتَ تحتاج الى الله ”
رد يزن برساله صوتيه اخرى بعدما طالع رعد:
صباح الخير يابربروس.. جرا ايه يابربروس مالك أنت شاحن بعشره جنيه بقى تشتم بالعشره جنيه كلهم ولا أيه مش تخلي اتنين جنيه كده نصبح بيهم على بعض يابيدقووس واصطبح على الصبح يابيدقووس وحاضر هنقوم نصلي يابيدقووس
ابتسم رعد عند سماع ماقاله يزن للتو وابتسم كلاً منهما الى الأخر فابتسم الطبيب ايضاً وهو يستمع الى رساله يزن فبعث الطبيب برساله صوتيه:
خلاص ياعم بربروس هنقوم اهوه بارك الله فيك مش عارف من غيرك كنا هنعمل ايه والله وبالمناسبه الف مبروك يايزن وعقبال الليله الكبيره ان شاء الله الخاله مستنياك تعمل فرحك في القريه:
رد عليه يزن برساله صوتيه اخرى:
الله يبارك فيك ياعلي واكيد طبعاً انا مش هفوت حاجه زي دي فرحي لازم يبقى جنب عمار عشان احس انه معايا وعشان احس بي أكتر واحس انه معايا انا عرفت اجيب رقم تليفون ياسين طلع عايش في المانيا لما لما غدير شافته بالصدفه هعزمه على الفرح واتمنى انه ييجي كفايه انه من ريحه عمار
بعث بربروس برساله صوتيه:
سيأتي ان شاء الله حاول لا مشكله بهذا
فرد الطبيب برساله أخرى:
ماتتعبش نفسك يايزن ياسين مش هييجي الفرح انا عرفت مكانه من بدري حاولت اكلمه كتير انه يرجع بس للأسف مافيش فايده
فرد رعد برساله وهو بجوار يزن:
_احنا مش هنخسر حاجه احنا هنكلمه بكره من المعرض وتبقى محاوله كلنا عارفين ياسين مجروح قد ايه من اللي حصل
فرد الطبيب:
اتمنى انه ييجي حاسس ان في حاجه ناقصاني من غيره يلا تصبحوا على خير
فبعث بربروس برساله صوتيه أخرى ففتحها الجميع:
أعلم بأني سأغلق الهاتف من هنا ، وسينام الجميع على الفور لذا لن أغلق الهاتف إلا بعد ان تبعثوا لي بصور وأنتم بداخل الحمام تقفون على الحوض تستعدون للوضوء
نظر رعد ليزن باستغراب:
_ايه ده بيقول ايه ده مش فاهم
فحثه يزن على النهوض:
يلا قوم مش عايزين زن منه أنت هتصورني وانا هصورك
قام الطبيب من فراشه يتجه الى الحمام يتوضأ فبعث بفيديو له شاهده بربروس وابتسم ابتسامه رضا
وبعد ثواني بعث يزن صوره تجمعه هو ورعد يتوضأون بجانب بعضهما بعضاً
_____________(بقلمي ماهي احمد)_________________
أتي الصباح ومعه الهواء النقي الذي حرك الأشجار الموجوده بخارج المنزل الذي تقطن بهِ «ميرا» هنا وهناك أستيقظت شمس وأرتدت ملابسها بهدوءً تام وغادرت المنزل دون أن يشعر بها أحد هي الأن بمنتصف البلد تقف أمام مقهى يسمى “الفيشاوي” بمنطقه الحسين تنظر الى المقهى جيداً تمعن النظر إليه كل شىء بهذا المقهى قديم يتضح على جدرانه معالم الزمن فتحت المذكره مره أخرى وهي تقف بالجهه المقابله للمقهى بنفس المكان الذي كان يقف به «ياسين» لتقرأ ما كتبه عن هذا المقهي بمذكرته:
“مقهي الفيشاوي ، لا أعلم الى متى سأظل أأتي الى هنا ، الى متى سيظل يصطحبني الحنين الى ذاك المقهى القديم ، أأتي الى هنا بالجهه المقابله للمقهى أقف ساعات طويله أمامه لم تكن لدي الشجاعه الكامله ولا أعلم لماذا، كل ما أعلمه جيداً أني أشعر بذكريات تحوم بداخلي حول المكان ولكن ذكريات مدفونه بداخلي لا أعلم عنها شيئاً ، اظل اطالعه ساعات طويله ولكنها بالنسبه لي كالدقائق القليله يخبرني قلبي بأن هذا المقهى لي معه العديد من الذكريات الجميله يخبرني عقلي بأني يوماً ما سأتذكر وأنا اثق بحدثي كثيراً”
أبتسمت «شمس» على ثقه «ياسين» بنفسه وأغلقت الدفتر تستعد للمضي قدماً حتى يأتي هو من خلفها يهمس بأذنها مستفسراً:
_أيه اللي كنتي بتقريه ده؟
انتفضت هي بذعر تنظر خلفها لتجده الضابط «فريد» وضعت يدها على صدرها تحاول تنظيم أنفاسها قليلاً فتحدثت والنهجه تعتلي كلماتها:
_أنت ، أنت عرفت مكاني منين؟ وجيت ورايا هنا ازاي؟
اشار برأسه وتحرك خطوات الى الأمام بأتجاه سيارته يفتح الباب الأمامي لها:
_اركبي الأول عايز اتكلم معاكي شويه أنا ماصدقت لاقيتك لوحدك ، كل مره لازم يبقى معاكي حد أيه مابتمشيش غير بحرس
ابتلعت ريقها بغيظ ثم تحركت الى الأمام فأشارت لسياره أجره تتجاهله تماماً أوقفت السياره ففتحت الباب الخلفي تستعد للصعود إليه ليأتي هو مسرعاً يقبض بكف يده على ذراعها وينطق كلمه واحده فقط:
_انزلي
طالعت هي كف يده وهو يقبض به على ذراعها فنطقت بصوت مرتفع:
_ أنتَ أتجننت أنتَ ازاي تمسكني كده
فتحدث سائق السياره الأجره قائلاً:
_جرى ايه يااستاذ عيب كده مايصحش
فنطق هو مسرعاً يتحدث بنبره أَمَره:
أنا المقدم فريد الدمنهوري وخليك في حالك احسنلك وكل عيش
ابتلع السائق ريقه فرد قائلاً:
_انزلي معاه يا أنسه خلينا نشوف اشغالنا على الصبح
ضغطت شمس على أسنانها وانتزعت ذراعها منه بقوه وغادرت السياره الأجره وهي تقول والغـ ـضب يملؤها :
_أنا مش هركب معاك عربيتك ان شالله لو قتـ ـلتني فيها دلوقتي
نظر حوله فوجد كافيه على الشارع فطالعها من جديد:
_تمام تعالي نقعد على الكافيه ده اقولك اللي عايز اقولهولك وبعد كده هخليكي تمشي
___________(بقلمي ماهي احمد)___________________
هما الأن بداخل معرض الأزياء الخاص بهما يمتلكون عماره من ثلاث أدوار ضخمه جوانبها من المرايا السوداء العاكسه للضوء بهِ جميع أنواع الملابس (نساء ـ أطفال ـ رجال) على أعلى مستوى يعمل بهِ كلاً من رعد ويزن فهما شركاء به ِ يضعون أسم «عمــــار» بكل مكان فأصبح اسم عمار ماركه مميزه
دخل يزن ومن خلفه رعد الى غرفه مكتبه جلس يزن على المكتب المصنوع من الزجاج ونظر الى ساعه يده فسأله رعد قائلاً:
_أيه ناوي تتصل بياسين دلوقتي
فرد عليه وهو ممسك بالهاتف بين يديه:
_على فكره دي مش أول مره أكلمه فيها انا كلمته قبل كده بس هو دايماً مابيردش لو ماردش المره دي هسيبله رساله وبراحته بقى
ضغط «يزن» على زر الأتصال ينتظر الرد ولكن دون فائده كالعاده فترك لهُ رساله صوتيه على هاتفه:
_ياسين ازيك مش عارف اذا كنت لسه فاكرنا ولا لاء ، بس احنا مش ناسيينك عايز اقولك اني هتجوز انا وساره الخميس اللي جاي في القريه «قريه الصاوي» هنعمل حنه ودخله
ابتسم رعد فرفع صوته قائلاً:
_الخاله مصممه تمشي على عوايد القريه وعلى عوايد عيله الصاوي وتعمل ليزن حنه ياياسين وبالمناسبه انا رعد لو كنت نسيتني
استكمل يزن حديثه:
_عايزك تكون موجود يوم الحنه ياياسين ، حاسس انك لو بقيت موجود هحس بوجود عمار معايا عشان هو حته منك، عايزك تحنيني وتحط الحنه عليا مش دي عوايدكم اللي عمري ما شوفتها غير في عيله الصاوي واللي بتقول عليها الخاله ، هستناك ياياسين
اغلق يزن الهاتف يأمل بقدوم ياسين ليحضر معه حنته ويوم زفافه
______________(بقلمي ماهي احمد)________________
وضعت حقيبتها على الطاوله بزهق وجلست تنظر له بضيق فقالت متسائله:
_نعم عايز ايه؟
فرد هو ببرود تام:
مش لما نطلب حاجه الأول وبعد كده نتكلم
بس انا بقى مش عايزه
اشار هو بأصبعه للنادله فأتت على الفور:
_اتفضل تطلب ايه يافندم
انا عايز واحد قهوه ساده وشوفيها تشرب أيه؟
نظرت النادله الى شمس بابتسامه بسيطه:
وحضرتك؟
مش عا
كانت ستستكمل حديثها ولكنها نظرت الى الثلاجه فوجدت بها زجاجه الشيري كولا المفضله لياسين فقالت:
عايزه واحده شيري كولا
اشارت النادله برأسها بالموافقه فابتسم فريد لأستجابه شمس له ُ فطالعته شمس بهدوء:
_اتفضل عايز ايه.؟؟
فقال هو بكل بجاحه:
عايزك
انقبض حاجبيها وشعرت بالتخبط أثر كلمته:
_ايه اللي أنتَ بتقوله ده أنتَ اكيد اتجننت
ضرب بيده على الطاوله بقوه:
عليا الطلاق منك من قبل ما توافقي حتى عليا أنتِ لو كنتي حد تاني وكان قالي كلمه أتجننت دي لكان عمره ما هيشوف نور الشمس تاني بعنيه بس عارفه معاكي أنتِ بعديلك كل حاجه حتى لو قولتي أيه
تحدثت شمس بنبره جاده:
ولو قولت أني مش موافقه
صارحها فريد وعيناه تواجهها بكل صدق:
_يبقى هتعنسي ياست البنات عشان مافيش كلب هيتجرأ وهيقدر يقرب من ناحيتك طول ما انا حواليكي ، سمعاني ياشمس
أتت النادله لتضع الطلبات على الطاوله فأنزلقت القهوه على الطاوله دون قصد اعتذرت النادله كثيراً:
_أنا اسفه بعتذر والله انا اسفه انا عمري ما وقعت مني حاجه قبل كده بجد أسفه
حاولت ان تنظف الطاوله سريعاً فأمسك فريد بمعصم يدها بقوه وبغـ ـضب عارم:
كفايه.. ماتمسحيش حاجه
وقفت النادله وهو مازال يضغط على معصم يدها بقوه مما جعلها تشعر بألم شديد فاستكمل حديثه بعدما نجح في جذب انتباهها:
أنتِ عارفه ياحلوه انتِ.. أحنا بنتعب قد أيه علشان اللي زيك يعيش في أمان وأنتِ مجرد واحده كل شغلانتها في الحياه أنك بتحطي شويه طلبات على الطرابيزه من غير ما تعملي أي فوضى مجرد أنك تنزلي الطلبات على الطرابيزه
بس كده.. حاجه بسيطه أوي مش كده ، فأنك حتى في الحاجه البسيطه دي تفشلي فيها وماتعرفيش تعمليها فاعرفي أنك فاشله ، وهتفشلي في كل حاجه بتحلمي أنك تحققيها بعدين وهتفضلي مجرد ويتر ومش هتتغيري أبداً عشان الفشل باين في عنيكي
تلألأت الدموع بأعين النادله تأبى النزول فنظرت شمس له بأستغراب عما فعله الأن فوقفت واستقامت تطالع النادله بحب:
_حقك عليا انا ماتزعليش ، انا عارفه انهُ مكانش قصدك احنا بشر وبنغلط
أمسكت شمس بحقيبتها الصغيره وبالمذكره تحركت خطوات للأمام فقال لها:
_أحنا لسه مخلصناش كلامنا
وقفت هي واستدارت تنظر لها:
_احنا عمرنا ما كان في بينا كلام عشان نخلصه
____________(بقلمي ماهي احمد)__________________
تجمع الجميع بالقريه من جديد يستعدون لمراسم الزفاف أخيراً بعدما حاولت ساره بكل ما تستطيع أن تجعل القريه مكان جميل ومرتب بمساعده ال( wedding planner)
رأتها الخاله والتوتر يملؤها:
_مالك ياساره متوتره كده ليه يابتي
جلست ساره على المقعد فابتسمت للخاله وهي تقول:
_أول مره أتجوز ياخاله مش عايزه يبقى فيه غلطه في الفرح عايزه ليله الحنه تبقى مترتبه وكل حاجه تبقى في مكانها
جلست الخاله بجوارها تتكأ على العصا الخاصه بها:
_ماتقلقيش يابتي كله هيبقى تمام أنتِ على أرض عيله الصاوي يعني كل رجالتها هتبقى تحت خدمتك
ابتسمت ساره بامتنان للخاله:
_متشكره أوي ياخاله طيب هسيبك أنا بقى عشان أشوف اللي ورايا
وقفت ساره واستقامت فشعرت بثقل بجسدها فلم تستطع النهوض وضعت يدها على رأسها تشعر بالتعب مما جعلت الخاله تتسائل:
مالك يابتي فيكي ايه؟
فردت عليها ساره بصوت يكاد يكون مسموع:
_مش عارفه ياخاله بقالي فتره بتجيلي دوخه وبحس بتعب شديد ببقى مش قادره اقف على حيلي
وماروحتيش كشفتي ليه يابتي؟
_مش مستاهله ياخاله هو بس أكيد ارهاق من كتر الحركه انتِ عارفه اليومين دوول تعب أزاي عشان الفرح
ربنا يتمملك على خير يابتي بس برضوا لازم تكشفي
أشارت ساره برأسها بالموافقه قائله:
_أن شاء الله
جاء الطبيب علي يسأل الخاله:
بقولك ياخاله ماشوفتيش حسان
طالع ساره فوجدها تمسك رأسها بكف يدها:
_مالك ياساره أنتِ كويسه
أشارت برأسها بالموافقه:
_اه كويسه ، هي فين شمس
طالعتها الخاله تجاوب على سؤالها:
هتلاقيها فوق السطوح عند غيه الحمام يابتي
رحلت ساره فنظر الطبيب لها وهي تغادر فاستكمل حديثه مع الخاله:
_فين حسان ياخاله ماشفتهوش النهارده
نظرت الخاله تشير برأسها الى الباب المفتوح على مصرعيه:
_أهوه جه ياريتك كنت جيبت سيره عدله مكانتش جت
ضغط حسان على شفته السفلى بغـ ـضب:
_ليه وانا عملت ايه دلوقتي ياخاله بس؟
شعر الطبيب بالذعر من نبرته فقال بنبره ملتويه:
_حسان أتكلم مع الخاله كويس
جائت زهره تمضي قدماً نحو حسان لكي تدافع عنه كعادتها:
_بتزعق لحسان ليه ياعلي بس
دعم حسان حديث زهره:
_مش عارف يا امي تعالي شوفي كل مايشفوني يفضلوا يبكتوا فيا
_أنا لحقت اكلمك يابني
قالها الطبيب بحنق فردت عليه زهره بحنان بعدما اخذت حسان بداخل صدرها تحنو عليه كالعاده :
_معلش ياعلي اصبر على حسان شويه صغير ومايفهمش
طيب ودروسه وعلامه مايفهمش فيه هو كمان
ضربت الخاله بكفها على العصا بقوه:
عشان خايب سقط السنه دي كمان مع أن قدمتله هو وشمس، شمس كانت بتاخد سنتين في سنه واحده، وهو السنه الواحده كان بيسقط فيها سنتين
اشار بيده بعدم مبالاه:
_عشان انا ماليش في العلام قولتلكم الف مره انا فلاح ابن فلاح ، شمس اختي ليها في العلام وانا لاء خلاص سيبوني براحتي بقى، بين الزرع والغيطان وبلاها علام انتوا بس اللي مخليني اروح المدرسه غصب عني وده ظلم على فكره
تركهم وغادر المكان تأفف الطبيب مما يفعله حسان فقال لها:
_كل ده من دلعك فيه يازهره
فردت عليه قائله:
_ومادلعهوش ليه أبوه وامه ميتين ومالهووش غيرنا ده انا ماصدقت بقى بيناديني بأمي انت شوفت انه بيقول على شمس انها اخته ازاي بلا تعليم بلا كلام فاضي هو حابب الأرض وببحب يزرع فيها سيبه يعمل اللي هو بيحبه ياعلي
___________(بقلمي ماهي أحمد)___________________
جاء الليل سريعاً واشتعلت القريه بالأنوار فكل مكان بالقريه اصبح مضيئاً أرتدى يزن ملابسه والكل يستعد فذهبت غدير الى يزن مسرعه
اوبــــا ، ايه الشياكه دي كلها الجلبيه هتاكل من عليك حته
ابتسم يزن وهو يلقي بالمنشفه بوجهها:
_اتريقي يا اختي اتريقي ، مش كله من تحكمات الخاله
طيب قولي مين هيحط الحنه في أيدك
هز كتفيه بعدما فقد الأمل:
كنت عامل حسابي على ياسين بس الظاهر انه مش هييجي فالخاله هي اللي هتحط كبشه حنه قد كده في كف ايدي
هي العوايد دي بتتعمل في مصر؟
جاء رعد من خلفها:
_وحياتك ولا في الصين دي عيله الصاوي بس اللي بتعملها
قوليلي قررتي هتدخلي جامعتك هنا ولا هترجعي المانيا؟
_هنا طبعاً ، انا حابه اقعد هنا معاك انت وميرا ايه عندك مانع
_لاء وانا اقدر افتح بوقي برضوا
_طيب اسيبكم انا بقى
كانت هذه جمله يزن فرد عليه رعد بسؤال اخر:
_رايح فين
على عمار لازم ازوره في يوم زي ده
___________(بقلمي ماهي احمد)__________________
في غرفه العروسه يتجهز الجميع لهذه الليله ارتدت ساره فستانها البسيط فستان باللون الزهري مجسم على جسدها
طويل الأكمام أنيق تفرد شعرها للخلف مع ميكب هادي بسيط نظرت شمس لها هي وميرا فسألت ساره عن مارال
هي مارال لسه ماجاتش؟
دخلت مارال من باب الغرفه وهي تفتح ذراعيها تحتضنها بحب قائله:
_ماقديش ماجيش أكيد لازم أجي طبعاً
ضمتها ساره اليها وهي فرحه بقدوم الجميع واصبحوا حولها يتمنوا لها حياه سعيده
__________( بقلمي ماهي احمد)__________________
الهدوء والسكون والظلام يملىء المكان على عكس القريه التى بها من الضوضاء ما يكفي يقف هو بجانب قبره ينظر الى ذلك اللوح المنقوش عليه اسمه فيبدأ بقول:
_وحشتني أوي ياعمار ، حاسس أن يومي ناقص من غيرك ، مكنتش اتخيل أن اليوم ده ييجي من غيرك ياصحبي وياعشرة عمري كله اوعى تفتكر اني نسيتك في يوم أنت مابتروحش عن بالي ولو للحظه ياصحبي ، عملت حنتي هنا عشان ابقى جنبك واحس بروحك في المكان الله يرحمك غيابك واكل من روحي كتير
ظل الجميع يسأل عن يزن فقد بدأت مراسم الحناء فذهب رعد وبربروس والطبيب اليه قائلاً:
_غيابه مأثر فينل كلنا يايزن مش فيك لوحدك
مسح بربروس دموع يزن بعدما ضمه الى صدره:
_عمار لو كان عايش كان هيزعل اوي انك بتبكي في يوم زي ده
فأمسك رعد بيده يجذبه للخارج:
يلا يايزن الكل مستنيك
عاد الجميع الى الفرح وجلس يزن وساره بالمنتصف فقامت الخاله وامسكت كتله من الحناء وسط الزغاريط والأغاني وضعت الكتله بيد ساره فسقطت باقي الحناء على الأرضيه قبل أن تضعها بيد يزن فقالت:
_الحنه وقعت وده فال مش حلو أجري ياشمس هاتي الحنه الباقيه من فوق يابتي
اشارت شمس برأسها بالموافقه وخرجت من الزحام ترجع بظهرها للخلف فاستدارت لكي تكمل طريقها للخارج لتصطدم بهِ وتجد نفسها بداخل صدره رفعت عيناها تطالعه لتجده يقف أمامها فقالت والصدمه تعتلي وجهها:
_يا سـيــــن
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عروس الالفا (الهجينة 2) )