روايات

رواية ظلمها عشقا الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم ايمي نور

رواية ظلمها عشقا الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم ايمي نور

رواية ظلمها عشقا الجزء الرابع والعشرون

رواية ظلمها عشقا البارت الرابع والعشرون

ظلمها عشقا
ظلمها عشقا

رواية ظلمها عشقا الحلقة الرابعة والعشرون

وقف بجمود يراها امامه بوجهها الشاحب وعيونها زائعة النظرات وهى تمررها عليه بأشتياق يبدو عليها الاضطراب وهى تهمس له بصوت ضعيف متوتر
: ازيك يا صالح .. وحشتن…
قاطعها قبل ان تكمل كلمتها تلك يسألها بحدة وخشونة
:جاية هنا ليه يا امانى وعاوزة ايه؟
ازدادت اضطرابا ترتسم الصدمة فوق ملامحها كما لو كانت لم تتوقع منه تلك المعاملة لها ، لكنها اسرعت بالتماسك قائلة بنبرة متوسلة باكية
: عاوزة اتكلم معاك .. انا عارفة انى غلطت فى حقك كتير .. بس صدقنى مفيش ادامى غيرك انت علشان يلحقنى .
زفر صالح بقوة يظهر على وجهه انه بين صراع بان يقوم برفض طلبها وطردها من امامه او الاستسلام لطبيعته والقيام بمساعدتها ، بينما وقفت هى مكانها تراقب هذا الصراع بأطمئنان وثقة تعلم جيداً من المنتصر فى النهاية وقد كان حين رأته يشير لها ناحية الداخل لأستقبالها لتبتسم خفية بانتصار تدخل الى الشقة تنظر فى انحائها بأشتياق..
حتى وصلت الى غرفة الاستقبال لتقف فى متتصفها وهى تتطلع فى كل ركن بها قائلة
:وحشتنى الشقة ووحشنى كل حاجة فيها…
ثم التفتت اليه تكمل قائلة بلهجة ذات مغزى و نظرات خبيثة
: بس واضح انك لسه محتفظ بكل حاجة زى ماهى .. مش غريبة دى !
ادرك صالح ما ترمى اليه بكلماتها ليجيبها ببرود وجفاف شديد
:اظن انك مش جاية الساعة دى علشان تتأملى فى جمال الشقة والعفش .. فى ياريت تدخلى فى الموضوع على طول علشان مستعجل وورايا شغل.
جفلت امانى بشدة يزداد شحوب وجهها من طريقته واسلوبه الجاف هذا معها … نعم هى لم تكن تتوقع منه ان يقابلها بالورود والترحاب بعد كل ما حدث بينهم ، لكنها أيضاً لم يكن فى حسبانها تلك الطريقة منه لتزدرد لعابها بصعوبة قائلة بتلعثم شديد
: انا كنت جاية علشان .. اعرفك ان اخويا شاكر .. جايب ليا عريس .. مصمم انى اوافق عليه وعاوز….
قاطعها مرة اخرى عاقدا ذراعيه فوق صدره يسألها بتلك النبرة الجليدية
:وانا ايه دخلنى ويخصنى فى ايه اعرف ولا معرفش ؟
امانى بلهفة مستنكرة وهى تقترب منه بخطواتها
:ازى يا صالح انت مش جوزى .. يعنى لازم اعرفك !
اخفى صالح ذهوله من حديثها وقد وضح امامه الآن سبب مجيئها اليه ليجيبها بغضب مكبوت وصوت خرج عنيف شرس رغم ما تكبده للسيطرة على انفعالاته
: وادينى عرفت ووصلتى ليا المعلومة .. المطلوب منى ايه بقى !
اتسعت عينيه بذهول وهو يحاول التراجع للخلف بعيدا عنها بعد ان فجأة ودون مقدمات القت بنفسها بين ذراعيه بقوة جعلته رغما عنه يتمسك بها خشية السقوط هو وهى أرضاً وقد اخذت تبكى وتنوح وهى تلقى برأسها فوق كتفه قائلة
: رجعنى ليك يا صالح رجعنى وانا هعيش خدامة تحت رجليك .. رجعنى وانا مش عاوزة حاجة منك تانى لا عيال ولا مال ولا الدنيا كلها .. انت بس كفاية عندى بس رجعنى ليك.
فى اثناء ذلك كانت فرح قد وصلت لمكان وقوفهم ترى بعيون مصدومة هذا المشهد امامها تشعر بقبضة تعتصر قلبها بقسوة كادت ان تزهق روحها تحاول التراجع للخلف والهروب من المكان بعد ان صدر عنها شقهة مخنوقة انتبه لها صالح ، فيلتفت نحوها يتطلع اليها ولاول مرة ترى الخوف والاضطراب فى عينيه قبل ان يدفع عنه امانى بقسوة كادت ان تلقيها أرضاً وهى تتعثر للخلف..
لكنه لم يبالى بها بل تقدم بخطواته نحو فرح وعينيه مثبتة على عينيها الملتمعة بدموع كانت تكبتها بصعوبة يناشدها بنظراته الراجية ان تثق به وتنتظر منه التوضيح ، لكنها تراجعت للخلف بخطواتها مبتعدة عنه وهى تهز رأسها له بعدم تصديق وصدمة جعلته يتوقف مكانه متجمدا وعلى وجهه خيبة امل ، وقد تهدل كتفيه بهزيمة..
لتتوقف خطواتها رغما عنها وقد تأثرت ومست قلبها وقفته تلك ورؤيتها له فى تلك الحالة ، لتثبت فى مكانها بعد ان كانت فى طريقها للفرار من المكان كله..
تدفع عن وجهها ملامح الصدمة والرفض وتحل بدلاً عنهما الثقة والثبات برغم ما تشعر به بعد رؤيتها ما حدث منذ قليل ، لكنها اختارت الايمان والثقة به.
يشجعها قلبها على قرارها هذا وهى تتقدم مرة اخرى نحوهم بطريقة جعلت ابتسامة اعجاب وسعادة ترتفع لشفتيه وهو يتابع تقدمها منهم قائلة
: مش تقول يا حبيبى ان عندنا ضيوف .. علشان كنت اخرج استقبلهم معاك.
مد يده نحوها يستدعيها لجواره ، لتدس يدها بها مرحبة به وهو يقوم بجذبها نحوه يضمها الى جانبه وثم يحيط كتفيها بذراعه مقبلا جبينها ببطء وتبجيل تحت مراقبة عيون امانى المشتعلة بالحقد والغيرة وقد احتقن وجهها بالدماء حتى اصبح على وشك الانفجار بعد ان تحدث برقة قائلا
: مش مستاهلة يا حبيبتى .. امانى كانت ماشية تانى على طول.
ثم التفت الى امانى ببطء وعينيه تطلق سهام الغضب والتحذير وهو يطالبها بهما بالانصراف ، لكنها لم تبالى بل اندفعت نحوه صارخة بغيظ
:لا مش همشى يا صالح .. ولازم الهانم دى تعرف انا ايه بالنسبة ليك وانت اتجوزتها ليه وعلشان ايه!
شعرت فرح بجسده يتشدد بجوارها واظافره تحفر عميقا في لحم ذراعها بقوة ، وقد طغى على وجهه الغضب الشديد بطريقة ارعبتها وجعلتها ترتعش بخوف منه تحمد الله ان غضبه هذا ليست هى مركزه بل كانت امانى والتى من الواضح رفضت او قررت تجاهل استقبال تلك الاشارت منه ، ومازالت تقف امامه الى الان ولم تفر هربا بعد حل ذراعه عن فرح يتقدم منها ببطء وهو يفح من بين انفاسه بشراسة
:عاوزة تعرفى انتى بالنسبة ليا ايه يا امانى .. حاضر هقولك .. وكويس ان فرح موجودة علشان تسمع زى ما انت عاوزة.
انحنى نحوها على حين غفلة بسرعة جعلتها تشهق عاليا تتراجع برأسها بعيدا عنه بخوف وارتعاب وقد تسارعت انفاسه بخشونة من شدة كبحه لنفسه ولغضبه ، حتى لا يطالها بيديه يهشمها بهما قائلا ببطء شديد وقسوة حتى تحفر كلماته عميقا فى عقلها وتبدد غيمة ثقتها المنفرة له فى مكانتها عنده وفى حياته قائلا
:جوازى منك كان او*** حاجة حصلت ليا فى حياتى .. انتى الشخص الوحيد اللى بدعى ان لا اشوفه لا فى دنيا ولا اخرة من كتر كرهى ليكى .. ولو كان بأيدى امسح السنتين اللى كنتى فى حياتى فيهم وادفع مقابل ده عمرى كله هعملها يا امانى مش هتردد لحظة واحدة ..
انا بكره اليوم اللى ربطنى بيكى .. وبشكر ربنا صبح وليل انه خلصنى منك ومن جوازتنا خالص .. كفاية كده ولا اوضح كمان..!
كانت مع كل كلمة تخرج من بين شفتيه يزداد شحوبها وهى تتراجع للخلف تهز رأسها برفض وعدم تصديق كأن عالمها ينهار من تحت قدميها تحت ثقل ما يتفوه به.
لتشعر فرح رغما عنها بالشفقة نحوها فقد كانت كلماته قاسية حادة كالسكين تدمى بلا رحمة او شفقة ، لكنه لم يتراجع بل استمر بالتقدم منها رغم تراجعها عنه يكمل دون تردد او شفقة وعينيه كلها تشفى كأنه كان فى انتظار تلك اللحظة ليفرغ عن صدره كل ما جعلته يعانيه بسببها قائلا
: اه وبالنسبة لفرح .. فالشعرة منها بس برقبة مليون ست زيك ومن صنفك.
حاولت تمالك نفسها تظهر طباعها الحقيقية وهى تلوى شفتيها بأبتسامة ضغيفة ساخرة تسأله بتهكم واذلال ، تحاول ان تدميه وتكسر عنفوانه امام غريمتها بالضغط على نقطة ضعفه بعد ان انهيار اى فرصة لها معه
:ويا ترى بقى الست فرح عارفة انك ملكش فى الخلفة وعمرها ما تشوف منك حتة عيل يقولها فى يوم يا ماما ولا خايف وخبيت عليها مصيبتك ال…
اسرع يقاطعها بسخرية وتلتوى شفتيه هو الاخر بتهكم رغم المه الظاهر بعينيه من اثر كلماتها المسمومة
: ايوه عارفة يا امانى هانم وراضية تعيش مع راجل معيوب زايى .. مش دى كانت برضه كلمتك ليا دايما فى اى مشكلة تحصل بينا .. يبقى ياريت توفرى اخبارك لنفسك ، وتعرفى بقى ان الفرق بينها وبين واحدة زيك زى الفرق اللى بين السما والارض بالظبط.
انهارت قدميها تجلس فوق الاريكة وقد انتهت قدرتها على الوقوف بثبات امامه ، تنهار فى البكاء بشهقات عالية هسترية بعد ان خسرت أخر ورقة كانت تعلق عليها الكثير وتنتهى معها كل امالها ، وقد اخذت بلطم وجنتيها تنعى حياتها معه بطريقة كادت ان تدميها..
لكنه لم تهتز له شعرة شفقة او رأفة بها بل وقف بجمود يتابع انهيارها هذا بلا اهتمام او مبالاة ثم يلتفت بحدة ناحية فرح وقد شعر بها تتحرك من مكانها دون تفكير لتقترب منها وعلى وجهها ترتسم الشفقة على حالها ينهرها بعينيه من الاقدام على ذلك ، لتتجمد مكانها خوفا من حدة نظراته وغضبه فى تلك اللحظة تمر اللحظات بصمت وبطء حتى تحدث أخيراً بنبرة جافة وضيق يتطلع لساعته فى معصمه قائلا
:لو الليلة دى هتطول يبقى ياريت تكمليها فى بيتكم ، علشان انا ورايا مصالح ومش فاضى لشغل الحريم ده.
رفعت وجهها اليه وقد توقفت دموعها فجأة تنظر اليه للحظات مشحونة بالكثير قبل ان تومأ له برأسها بأنكسار وهى تنهض من مكانها وتتحرك بخطوات متعثرة تمر بسرعة من جواره برأس منحنى بخجل حتى وصلت الى مكان فرح ، لتتوقف خطواتها امامها ترفع وجهها نحوها فترى الشفقة فى عينيها لما حدث لها.
فلم تحتمل تقتلها تلك النظرات وتألمها اكثر من نظرات التشفى والانتصار المتوقعة منها فى تلك اللحظة لتف لها بغل وصوت متحشرج من اثر بكائها
:مبروك عليكى يابنت لبيبة .. والله وعرفتى تلعبيها صح وطلعتى انتى الكسبانة.
ثم انهارت بالبكاء مرة اخرى تفر هاربة من المكان نحو الباب الخارجى تفتحه بسرعة ولكن وما ان فتحته حتى صرخت بألم ، بعد ان امتدت يد من خارجه تقبض فوق خصلات شعرها بقسوة وغل ومعها صوت شقيقها الصارخ بغضب وشراسة
:يابنت ال**** يا فا*جرة .. جاية تتحايلى عليه يرجعك يا و**** يا رخيصة دانا هطلع عين اهلك النهاردة.
اخدت تصرخ تستنجد بصالح ان ينقذها من بطش شقيقها ، لكنه وقف مكانه دون ان يتحرك ولو لخطوة واحدة تحت انظار فرح المصدومة والمرتعبة وهى تسمع صوت شاكر الغاضب الحانق يصرخ بقوة
: والله لو مين ما حد هينجدك من ايدى النهاردة…
ثم التفت الى صالح يصرخ به محذرا بعنف
: وانت اياك تتحرك من مكانك ولا تدخل بينى وبين اختى انا بقولك اهو.
ابتسم صالح بسخرية يهز كتفيه وهو يضع يديه فى جيبه فى اشارة لعدم اهتمامه بما يجرى بينهم ، جعلت شاكر يشتعل بالغضب والجنون اكثر و اكثر وهى يجذب امانى من شعرها نحو الدرج صارخا
:شايفة يا بنت ال*** شايفة بعنيكى اد ايه كارهك انك ولا تهميه ولو حتى لو موتى ادامه .. يلا انجرى ادامى يا فضحانى وكاسرة عينى بعمايلك.
وبالفعل جذبها من ذراعها بقسوة للخارج واختفوا من امامهم وقد صمتت امانى عن الصراخ كانها فقدت كل امل لها ، يسود الصمت والهدوء بعد كل هذه الاعاصير والمفاجأت ، حتى قطعه صوت فرح وهى تهمهم بحيرة وصدمة وعينيها متسمرة على الباب المفتوح
: انا مش فاهمة حاجة .. مش انت بتحبها وكنت عاوزها ترجعلك طيب ليه …؟
انتبه على صوتها الحائر ليخرجه من دوامة افكاره يسرع نحوها يجذبها نحوه بقوة هاتفا
:ارجع لمين ومين دى اللى بحبها…؟
رفعت عيون حائرة نحوه هامسة بارتجاف
:امانى.. سمر قالت لى انك كنت هتتجن وترجع لها وهى اللى كانت رافضة .
دمدم من بين انفاسه بكلمات حانقة سريعة علمت بأنها سباب موجه لسمر قبل ان يتنفس بعمق قائلا ببطء بعدها
: فرح انا عمرى ما حبيت ولا فى واحدة دخلت قلبى من يوم ما عرفت يعنى ايه حب .. غير واحدة بس سكنت قلبى واتربعت جواه لدرجة انه خلاص مبقاش قلبى انا وبقى ملك ليها وفى اديها هى .. عارفة هى مين يا فرح !
هزت رأسها دون وعى بالنفى وقد كانت كل حواسها متنبهة له عينيها مسمرة فوق شفتيه كأن حياتها معلقة بما ستتفوه به ، تتعالى خفقات قلبها بصخب حتى كادت ان تصم الاذان فى انتظار الباقى من كلماته…
ولكن وكعادة حظها معه تعال فى تلك اللحظة صوت شقيقه حسن يسأل بقلق وهو ينهج بقوة بأنفاس متسارعة كأنه صعد الدرج اليهم فى خطوتين
:فى ايه يا صالح .. ايه صوت الصريخ ده .. وشاكر والمخفية اخته كانوا هنا بيعملوا ايه…؟
اغمض عينيه بقوة يدمدم مرة اخرى من بين اسنانه بحنق قبل ان يلتفت الى شقيقه هاتفا بحدة
:مفيش يا حسن .. متشغلش بالك انت .. ده حكاية كده واتحلت خلاص.
وقف حسن ينقل نظراته بين صالح وفرح بفضول قبل ان يهز رأسه بتفهم وقد تصور له ان صالح لا يرغب فى التحدث والتوضيح له امام فرح قائلا له
: طيب تمام .. بس معلش انا كنت عاوزك فى كلمتين على جنب كده.
زفر صالح بأحباط وقد علم ان اى فرصة للحديث بينهم انتهت فما هى لحظات حتى يصعد اليه والديه أيضاً لذا .. التفت اليها يعطى ظهره لاخيه هامسا لها برجاء
:انا هنزل دلوقت .. بس هما كام دقيقة وهطلع تانى…مش هتاخر عليكى .. اتفقنا !
لم تجد امامها سوى ان تهز راسها له بالموافقة وعينيهم معلقة ببعضهم وبينهم الف حديث وحديث ، قبل ان يلتفت نحو اخيه مرة اخرى يشير اليه حتى يتقدمه للخارج.
تعلم جيداً انها ستقضى تلك الدقائق فوق الجمر ينهكها التفكير والتوقع حتى حضوره اليها .
________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ظلمها عشقا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى