روايات

رواية ظلمها عشقا الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ايمي نور

موقع كتابك في سطور

رواية ظلمها عشقا الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ايمي نور

رواية ظلمها عشقا الجزء الخامس والعشرون

رواية ظلمها عشقا البارت الخامس والعشرون

ظلمها عشقا
ظلمها عشقا

رواية ظلمها عشقا الحلقة الخامسة والعشرون

تقدم بخطوات سريعة غاضبة ووجه حانق نحو المحل الخاص بانور ظاظا بعد ان امضى النصف ساعة الاخيرة فى منزلهم يفرغ ثورة غضبه فى توجيه الضربات واللكمات الى امانى حتى سقطت منه أرضاً بأعياء وانهاك ، وقد استطاعت والدته ان تنقذها من بين براثنه قبل ان يفتك بها ويزهق روحها بيديه..
يدلف الى داخل المحل يلقى عليه بسلام مقتضب حاد قابله انور بهدوء ودون ان ينهض من مكانه يتنفس عميقا دخان ارجيلته وهو يتابع شاكر ، وقد يلقى بجسده فوق المقعد المقابل له قائلا بوجوم ودون مقدمات
: انا موافق يا انور على جوازتك من امانى اختي .. شوف ايه الميعاد اللى يناسبك وهات المأذون.
جلس انور كما هو للحظات يتجاهل تماما ما قاله شاكر له وكأنه لم يسمعه او حتى تفوه بشيئ ليصرخ به شاكر بغضب من تجاهله هذا
: جرى ايه أنور .. انا بكلمك يا جدع .
اعتدل انور فى جلسته يلقى
بمبسم ارجيلته فوق مكتبه بعنف ثم ينحنى نحوه شاكر يسأله بسخرية
: قولى يا معلم شاكر .. فى حد قالك انى مختوم على لمؤاخدة قفايا !
عقد شاكر حاجبيه معا بقوة يسأله بحيرة
: مش فاهم .. لزمته ايه كلامك ده يا انور ؟
نهض انور عن مقعده يلتف حول المكتب ببطء ومازالت تلك الابتسامة الساخرة فوق وجهه قائلا بتهكم
: لزمته فضايح اختك يا معلم انور بعد ما كل الحارة شافتك النهاردة وانت جررها وراك زى الدبيحة ونازل بيها من بيت المعلم صالح .. جوزى الاولانى.
قال جملته الاخير بتشفى ثم صدحت عالية ضحكته الساخرة فجعلت من وجه شاكر يشحب بشدة يتفصد وجهه بالعرق الغزير ، لكن انور لم يكتفى بذلك..
بل تقدم بجسده منه يستند بمرفقيه فوق ساقه قائلا
: وجايلى انا دلوقت وتقولى موافق على جوازتك من اختى .. لا معلش انسانى .. وشوف لاختك حد غيرى يرضى بيها وبفضايحها.
ضربت دماء الغضب داخل رأس شاكر ينهض عن مقعده بثورة يقبض فوق عنق انور بقبضته ضاغط عليه بقوة وهو يصرخ بشراسة به
:بتقولى انا الكلام ده يابن ال**** اختى اللى بتتكلم دى متحلمش تشتغل فى بيتها وعندنا خدام يابن ال***يا واطى.
برغم اختناقه والضغط القوى فوق عنقه ، الا ان انور لم يستسلم يسأله بصعوبة وبصوت مختنق شامت
:ولما هو كده جايلى تقولى اتجوزها ليه يا سيد المعلمين !
ارتعشت يد شاكر فوق عنق انور تنحل من حوله بعد كلماته تلك يشعر بالخزى كأنه يقف امام الحارة كلها عارى دون ملابس تستره عن الاعين ، يبتعد عن انور بخطوات متعثرة للخلف جعلت ابتسامة انور تزداد اكثر واكثر ومعها تلك النظرة من التشفى والشماتة..
يقف شاكر امامه للحظات مقيد مكبوت لا يدرى كيفية التصرف .. وفجأة وبدون مقدمات اختطف احدى المقاعد يلقى بها نحو واجهة العرض الخارجية للمحل لتتهشم لقطع ثم بمقعد اخر القى به ، ولكن هذه المرة نحوه المعروضات بداخله يفرغ شحنة غضبه وثورته من كل ما حدث وسمعه اليوم على المحل ومحتوياته بطريقة جعلت انور يفر هاربا من امامه للخارج..
يقف يراقب خسائره وقد تجمع من حوله الاهالى يتسائلون عما حدث ، لكنه لم يجيب اى منهم ، بل وقف يتابع ما يحدث دون ذرة حزن او ندم ؛ فكل شيئ فداء ما يسعى له حتى ولو كانت جميع امواله وممتلكاته..
فكل ما يملك فداء الفوز بها.
*********************
كان يقف امام محل عمله يتابع سير العمل وهو يصرخ فى العمال بعصبية شديدة حتى يسرعوا فى تفريغ الحمولة ، فكلما اسرعوا بالانتهاء ، كلما قربت لحظة اجتماعه بها..
حتى يستطيع أخيراً ان يبثها كل ما فى قلبه لها ولن يخفى عنها شيئ بعد الان ، ولكن ما باليد حيلة.
فليس امامه الان سوى الانتظار اما انتهاء العمال او حضور شقيقه حسن حتى يتابع هو مجريات العمل.
لتمر نصف الساعة اخرى على هذا الحال وكأنها مرور دهر عليه ، حتى تنفس الصعداء حين لمح شقيقه يهل عليه من ناحية المنزل بوجهه مكفهر وحاجبين منعقدين بشدة.
يلقى بجسده فوق المقعد ، ليظل يتابعه صالح بطرف عينيه قبل ان يسأله وعينيه لا تفارق سير العمل
: مالك يا حسن .. حصل حاجة جديدة .. مراتك مش عاوزة ترجع مع امك ولا ايه؟!
لوى حسن شفتيه بسخرية مريرة قائلا
: ياريت .. بس لا ياخويا اهى راجعة مع امك فى الطريق .. كلمونى من شوية وكلها نص ساعة وتهل بنورها عليا وابوك هيجيب شيخ الجامع علشان ارد يمين الطلاق وارجعها.
استدار صالح اليه يسأل بشك وقد استغرب حالة اخيه ولم يستطع التصديق انه رافض بالفعل رجوعها اليه ، قد ظن ان تصميمه الشديد امامهم لم يكن سوى محاولة منه لحفظ ماء الوجه يخفى بها نيته
: حسن انت فعلا مش عاوز ترجعها .. بجد كنت ناوى تكمل فى موضوع الطلاق ده ؟!
حسن وقد انقلبت ملامحه للنفور ومع نظرة قاسية لم يراها صالح فى عينيه من قبل وهو يتحدث قائلا بغلظة
: عارف انك مش هتصدقنى…انا نفسى مش مصدق انى ممكن كنت فى يوم اقولها .. بس انا فعلا مش طايقها ولا طايق حتى اسمع سيرتها ولا حتى اشوفها ادامى.
تنهد بعمق يحنى رأسه يكمل باستسلام
: بس هعمل ايه .. علشان خاطر العيال واللى جاى فى السكة ده .. هستحمل .
اقترب منه صالح يربت فوق كتفه بتعاطف قائلا
: عين العقل يا حسن .. ولادك اهم حاجة واى حاجة تانية تهون علشانهم .. ربنا يهديلك الحال يا خويا.
رفع حسن وجهه اليه وعلى شفتيه ابتسامة امتنان وهو يمسك بكف صالح الموضوع فوق كتفه ضاغطا فوقها بقوة قائلا
: ويخليك ليا صالح .. ويهديلك الحال انت كمان.
ظلوا كما هما للحظات تلتقى الاعين بحديث صامت كان ابلغ من الكلمات ، حتى قطعه صوت احدى العمال ينادى صالح لينهض حسن من مكانه قائلا
:خليك انت انا هروح اتابع معاهم…
صالح كأنه كان ينتظر منه تلك الكلمات يتجه نحو باب المنزل قائلا بلهفة
:طيب مدام انت معاهم هطلع فوق اتغدى وساعة كده ونازل.
بالفعل كان قد اختفى داخل المنزل دون ان يمهل شقيقه فرصة للرد ، لينظر حسن لساعته مبتسما بأستغراب قائلا
: غدى ايه اللى ساعة عشرة الصبح ده….
هز رأسه يكمل وقد التمعت عينيه بالمعرفة هامسا بمرح
:ماشى هعديها .. ما هو ياما عدى ليا اوقات غدى زى دى كتير.
**********************
صعد الدرج كل اثنين مع حتى وصل أخيراً لشقته يفتح بابها بسرعة يدلف للداخل ثم يلقى بمفاتحيه باستعجال وعينيه تدور فى ارجاء المكان بحثا عنها وهو يناديها بصوت عالى ملهوف حتى هلت عليه أخيراً من داخل المطبخ تمسح يديها فى منشفة..
وقد وقفت امامه تخطف القلب والعين برؤيتها يتأملها ببطء وشوق شديد للحظات ، حتى لم تعد تكفيه المشاهدة فقط ، يفتح ذراعيه لها على اتساعها فى اشارة فهمتها على الفور…
فتسرع بألقاء المنشفة أرضاً وتجرى نحوه ترتمى عليه تحتضنه بقوة اليها بعد ان احاطها بذراعيه حتى كادت ان تختفى بينهم ثم رفعها اليه وقد تعلقت بعنقه ويدس وجهه فى عنقها يتنفس بعمق رائحتها والتى بات يعشقها هامسا بتحشرج
: وحشتينى اوووى فى الشوية اللى بعدتهم عنك دول.
تراجعت للخلف برأسها تنظر اليه بتدلل قائلة بعتب.
: لا انا زعلانة منك .. بقى هما دول الدقايق اللى قلت عليهم !
غمز لها قائلا بخبث مرح
: ازعلى يا عيونى زى مانت عوزة .. وانا عليا انى اصالحك.
ثم انحنى يلثم خدها الايمن هامسا برقة
: كده زعلانة!
هزت رأسها له بالايجاب لينحنى على الخد الاخر يلثمه هو أيضاً بشفتيه هامسا
:طب كده برضه زعلانة؟
هزت رأسها لها بالايجاب مرة اخرى تتصنع الحزن لتنفرج شفتيه عن ابتسامة صغيرة وعينيه تلتمع اكثر وهى تقع فوق هدفه التالى قائلا لها ببطء
:لااا ده كده الموضوع كبير .. مفيش حل تانى ادامى غير كده علشان اصالحك.
وبدون ان يمهلها سوى فرصة لالتقاط نفس قصير من الهواء بشهقة منها عالية قد انقض على شفتيها بشفتيه يقبـ.لها قبلة كانت مثل انفجار من السعادة بداخلها ، وهى تزيد من التعلق به تبادله اياها بعاطفة مجنونة وقد اختفى بينهم ولم يعد هناك مجال لاى حديث بعد ان جرفهم سيل المشاعر للحظات طوال اوقفه هو فجأة وهو يبعدها عنه بصعوبة قائلا بصوت اجش حازم
:لا … احنا لازم نتكلم الاول.
هزت له رأسها بالموافقة على مضض وتشعر بالاحباط لابتعاده عنها ، لكنها وجدت ان معه كل الحق لذا لم تقاوم او تعترض حين قام بأنزالها أرضاً ثم يمسك بيدها متوجها ناحية غرفة الاستقبال يشير برأسه ناحيتها قائلا بجدية
:نتكلم هناك احسن واضمن .. تعالى.
لوت فرح شفتيها هامسة بسخرية قائلة
:ده على اساس بيفرق معانا اووى المكان..
التفت نحوها بنظرة محذرة خطرة جعلتها تخفض رأسها بخجل تسير معه بطاعة كطفلة صغيرة حتى توقفت خطواته فجأة يترك يدها يعود من حيث اتى ، لتزفر بأحباط وقد ظنت انه تذكر احدى اعماله والتى تظهر كالمعتاد كلما حانت بينهم لحظة المصارحة..
لكنه وتحت عيونها المذهولة م يخرج من الباب كما توقعت بل رأته يقوم بفتح اللوحة الكهربائية المسئولة عن توزيع الكهرباء داخل الشقة يقف امامها ينظر لها بتفكير وحيرة عدة لحظات قبل ان يمد يده ويقوم بنزع شيئ من داخله ثم يقوم بغلقها مبتسما بنصر ، عائد لها مرة اخرى لتسأله بفضول عما فعله فيجيبها وكأنه صنع انجاز
:فصلت الجرس خالص … والاحسن يفضل مفصول كده على طول .. دانا كرهته وكرهت انى فكرت اعمله والله.
تعالت صوت ضحكتها المرحة من اثر كلماته لتعالى معها صوت دقات قلبه وهى تتراقص على انغامها وتفعل به الاعاجيب ليهمس لها محذرا
:لا بقولك ايه مش وقت ضحك خالص .. خلينا نقول الكلمتين قبل ما حسن هو كمان يرن عليا و….
توقف عن الحديث يرفع سبابته كأنه تذكر امر ما يخرج بعدها هاتفه من جيبه ويعبث به لثوانى ثم يغمز لها بخبث وغموض
: كده بقى اطمنا ان ساعة الغدا تبقى ساعتين تلاتة ولا حد يقدر يقاطعنا.
اقتربت منه تسأله بحيرة وهى تمر من جواره قائلة
: غدا ايه .. انت جعان؟!
طيب مقولتش ليه .. ثوانى وهكون محضرة الاكل حالا.
جذبها من يدها نحوه يوقفها عن الحركة يدس اصابعه فى شعرها يثبت رأسها وعينيه تأسر عينيها تتعالى انفاسه بصخب قائلا بسرعة وبدون تفكير
: بحبك .. لا مش بس بحبك .. دانا بدوب من حبى ليكى .. بعشقك وبعشق كل حاجة فيكى.
اتسعت عينيها بذهول تفغر فاها من صدمة اعترافه المباغت لها تشعر كأن ساقيها مصنوعان من الهلام لا تقوى على حملها يرتعش كل عصب بها من التوقع وهجومه الصاعق على حواسها.
وهو يكمل … ملامحه قبل لسانه تنطق بكلمات بدلا عنه
: بعشق وبدوب فى حتة عيلة كانت ادامى بتكبر ادامى يوم
ورا يوم لحد ما لبست المريلة الزرقا وتعدى عليا فى المحل تضحك ليا وتخطف قلبى معاها وتمشى .. وسنة ورا سنة لحد ما قلبى خلاص مبقاش ليا بقى ليها وملكها هى وبس…
___________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ظلمها عشقا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى