رواية ظلمها عشقا الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم ايمي نور
رواية ظلمها عشقا البارت الثاني والثلاثون
رواية ظلمها عشقا الجزء الثاني والثلاثون
رواية ظلمها عشقا الحلقة الثانية والثلاثون
بعد مرور عدة ايام عادية وهادئة ودون احداث اجتمعت عائلة الحاج منصور لمناقشة طلب هذا الخاطب ليد ابنته ياسمين ليهتف حسن عاقدا حاجبيه بقلق بعدم علمة بهويته
: بس يا حاج بسمع عنه وبيقولوا عليه بخيل ومش بيهون عليه يطلع قرش من جيبه.
ياسمين وهى تطلق شرارات الغضب والحنق نحو اخيها رفضا لحديثه قائلة له بتحدى و دون خجل
: بس انا موافقة ياحسن .. وعرفت بابا بكده.
نهض حسن عن مقعده صائحا بغضب وحنق
: يعنى ايه يا حلوة… كلامنا ملهوش لازمة عندك ولا ايه؟
رمت ياسمين بنظرة متستهزء وضعت بها ردها على سؤاله ومعها ابتسامة مستفزة جعلت حسن ينهض من مقعده بعنف وقد استفزته ما تراه عينيه منها يهم بالانقضاض عليها صارخا بحنق يسبها ولكن تأتى صيحة والده حتى وتوقفه فى مكانه مرة اخرى قائلا
:جرى ايه يا حسن انت هتمد ايدك عليها وانا قاعد ولا ايه؟
ارتبك حسن يتراجع الى الخلف باضطراب ولكن مازال وجهه محتقن قائلا بخفوت
:انت مش شايف يا حاج كلامها ردها عليا عامل ازى..؟
اسرعت انصاف تتحدث قائلة فى محاولة لتهدئة الاجواء
:هى يا حبيبى … تقصد انها شايفة انه عريس حلو وكويس وبتعرفك انت واخوك برأيها زى ما عرفت ابوك … بس طبعا الرأى يرأيكم انتوا وابوكم واللى تشوفوه صح هى اللى هتعمل.
زفر حسن بقوة فى محاولة للهدوء وهو يعاود الجلوس فى مقعده مرة اخرى يتلتف الى صالح الجالس منذ بدء الحديث صامت وهادئ يضع سبابته فوق فمه و هو ينظر الى ياسمين بتفكير يسأله بنفاذ صبر
: ايه رأيك صالح .. ولا انت هتفضل قاعد ساكت كده؟!
صالح ومازالت نظراته فوق ياسمين يتطلع اليها وقد كانت هذه هى المرة الاولى التى يجتمع بها فى مكان واحد من ما حدث منها اخر مرة يسألها بصوت رصين هادئ
:قوليلى يا ياسمين بعيد عن انه بخيل ولا لا … مش شايفة ان عشرين سنة فرق ما بينكم كتير اووى.
اجابته ياسمين بنبرة ذات مغزى ومعها ابتسامة خبيثة
: وده عيب بالنسبة لك يا صالح ان يبقى فى فرق كبير بين اى اتنين هيرتبطوا … مع انه مكنش كده يوم ما فكرت تتجوز فرح وهى من نفس سنى ويمكن اصغر كمان سنة…ولا هو حلو ليك وعيب عند غيرك.
توتر المكان فى الحال بعدها ينهض الحاج منصور ويندفع نحوها يهم بضربها هو هذه المرة لولا اسراع صالح والوقوف كحاجز بينهم وايقافه عن فعلها يهدئه هو وحسن بعد ان انتفخت عروقه واحتقن وجهه يوجه لها السباب والشتائم يحاول الافلات منهم حتى ينالها
وقد احتضنتها انصاف بين ذراعيها بحماية خوفا من بطشه بها حتى استطاعوا أخيراً تهدئته واجلاسه فوق مقعده صارخا بها بعدها بشراسة
:خلاص يابنت ال**** كده مفيش كلام تانى فى الموضوع ده … وانا هبلغ العريس ده اننا مش موافقين.
انهارت ياسمين فى البكاء قائلة بصعوبة وبكلمات مبعثرة غير مفهومة
:بس … انا موافقة … انا عاوزة … حرام عليكم .. انا عاوزة .. اخرج من الحارة المخروبة دى.
نظرت الى والدها ووالدتها بتضرع ورجاء
: يا بابا ده مهندس ومن عيلة .. وعنده شركته.. ترفضوه ليه.. انتوا عاوزينى افضل قاعدة جنبكم كده مستنية عريس من جوة الحارة العرة اللى عايشين فيها دى … اللى انضف مافيها كان محامى ميسواش رضيت بيه سد خانة … وفى الاخر هو اللى مش عجبه و فسخ الخطوبة وقال مش عاوز ض.. قولولى هستنى ايه تانى..؟
ساد الصمت التام المكان بعد كلماتها الا من شهقات بكائها ويتطلع اليها الجميع حتى تقدم منها صالح ببطء ووجه غير مقروء التعبير تتابعه هى بنظراتها المرتعبة ظنا منها انه سيعاقبها على ماقالته لكنه جلس على عقبيه امامها ينظر اليها بثبات وهدوء للحظات تحدث بعدها قائلا
: الفرق اللى بينى وبين فرح ١٣ سنة مش عشرين وانتى عارفة ده كويس … وكون انك عاوزة تتجاهلى الفرق ده فده حاجة ترجعلك .. بس لسانك لو طول عليا مرة تانية هقطعولك واظن ادام الكل انا عديت ليكى كتير.
: اما بالنسبة للمحامى اللى ميسواش ورضيتى بيه سد خانة .. مش انتى اختى وهو صاحبىوبس هو عندى احسن الف مرة من واحدة من عينتك .. وبجد ربنا نجده ورحمه انه موقعش حظه فى واحدة زيك انانية ومدلعة وعمرها ما كانت هترفعه بالعكس كانت هتهد فيه واظن احنا شوفنا عينة صغيرة من اللى تقدرى تعمليه لما كان خطيبك.
شحب وجهها من شدة اهانته لها تراقبه وهو يعاود الوقوف على قدميه يلتفت نحو والده قائلا بحزم
: وافق يا حاج على العريس زى ما هى عاوزة .. انا كنت خايف عليها وشايف انه مش مناسب لها ؛ بس الظاهر ده عند بنتك حاجة غلط .. وافق بدل ما تشيلك وتشيلنا ذنبها طول العمر.
وبعدها وفورا تحرك مغادرا يغلق خلفه الباب بعنفه ارتجت له ارجاء المكان فينهض والدها بعد عدة لحظات صامتة قائلا بوجوم وملامح اسفة
:اخوكى عنده حق فى كل كلمة قالها .. الظاهر ان دلعنا فيكى خسرك ومبقاش منك رجا .. يالف خسارة على الخلفة اللى زيك.
سأله حسن مستنكرا باستغراب
: يعنى ايه يابا هتوافقها وتمشى كلامها علينا؟
والده وهو يحنى رأسه فى الارض قائلا بأسف
:اه يابنى هوافق وهى اللى اختارت .. وزاى ما اخوك قال بدل ما تشيلنا الذنب طول العمر.
حدق حسن نحوها بغيظ يراها وقد تبدل حالها تماما تبتسم بسعادة وعينيها تلتمع بأنتصار كأنها قد ملكت الدنيا بفوزها بهذه الزيجة فيدرك بأن لاحديث سيجدى معها نفعاً.
**************************
وقفت فى مطبخها تحضر الغداء وهى تتمايل فى وقفتها وهى تدندن احدى الاغنيات القديمة بصوت حنون رقيق كأنها تعنى كل كلمة تقولها منها
: عمرى ما دقت الحب غير لما حبيتك
ولا شوفت راحة قلبى الا وانا فى بيتك
تسلم تسلم تسلم لقلبى .. وتعيش لحبى
تسلم لقلبى ياحبيبى .. تسلم لقلبى.
ضحكت بسعادة ودلال حين شعرت به خلفها يلف خصرها بذراعه ويقربها لصدره هامسا بحب وهيام فى اذنها
:تسلمى لقلبى انا .. يا فرحته وكل مناه.
وببطء شديد انحدرت شفتيه من اذنها بقبلات بطيئة ناعمة فوق بشرة عنقها لتهمس له بانفاس لاهثة متسارعة تهمهم باعتراض واهى
: صالح كده الاكل هتحرق ومفيش غدا النهاردة
صالح وهو مازال منشغل فيما يفعله
: لا ماهو كده او كده مفيش غدا هنا النهاردة… علشان هنروح لسماح ونتغدى معاها
شهقت وعينيها تتسع بعدم تصديق تلتف لمواجهته تقاطع ما كان يفعله صارخة بسعادة قائلة
: بجد يا صالح هنروح … طيب شوف هى ثوانى … وهكون لابسة وجاهزة حالا.
وبالفعل كانت فى طريقها الى الخارج تتركه مكانه مذهول قبل ان تلتفت اليه قائلة
: معلش اطفى بقى على الاكل ده … على ما البس… اه واقفل الغاز … و…
واخذت تعدد له عدة اشياء بسرعة لم يكن قادر على مجاراتها واستعابها ثم اختفت من امامه حتى تعد نفسها وما هى سوى دقائق قليلة وكانت امامه مستعدة فرحة كأنها طفلة وفى طريقها لنزهة طال انتظارها لها بطريقة جعلته يبتسم لها بحنان يتقدم نحوها وهو يشير لها بأن تتقدمه.
لتقفز بفرحة قائلة له
: سماح وحشتنى اووى .. من يوم ما كريمة مشيت وهى يا قلب اختها قاعدة لوحدها .. اكيد هتفرح اووى لما نروح نتغدى معاها النهاردة.
عقد صالح حاجبيه يتظاهر بالحزن
:مااشى يا ستى .. ماهى اول ما سيرة سماح جت نسيتى كل حاجة حتى انا.
جرت عليه ترتمى فى حضنه تقبل وجنته بنعومة قائلة له بحزم
: انت مفيش حاجة فى الدنيا ممكن تشغلنى عنك ولا تخلينى انساك للحظة .. انا بس…
قاطعها بسرعة وعينيه تلتمع بعشقها
: متقوليش حاجة … انا عارف انتى عاوزة تقولى ايه.. بس انا اللى بحب اسمعها منك كل شوية.
تتلاقت الاعين فى حديث صامت بينهم للحظات قيل فيه كل شيئ تنطق به قلوبهم حتى تنحنح قاطعا اللحظة قائلا بتذمر
: بقولك ايه تعالى نتحرك ونخرج من هنا .. بدل ما والله اقفل الباب عليا وعليكى وما نشوفش الشارع ولا حد لمدة شهر اكون خلصت فيه كل اللى عاوز اقوله واسمعه.
ابتعدت عنه وهى تضحك بتدلل تتراجع للخلف وهى ترفع كفيها امامها باستسلام وموافقة قبل ان تسبق لطريق للخروج بسرعة تتظاهر بالخوف من ان ينفيذ تهديده.
وما هى سوى دقائق معدودة وكانت بالفعل تجلس مع شقيقتها فوق الاريكة فى صالة الشقة الخاصة بهم تسألها سماح بسعادة
: طب ما طلعش معاكى ليه … مش بتقولى هنتغدى سوا.
اجابتها فرح قائلة
: راح يجيب حاجة سريعة نتغدى بيها … علشان متتعبيش نفسك.
سماح باستنكار
: طب ليه كده يا فرح تكلفيه دانا حتى عاملة اكلة النهاردة حلوة اووى وهتعجبكم.
ربتت فرح فوق كتفها قائلة
: خليها لبكرة .. احنا جايين نقعد معاكى مش نتعبك.
حضنتها سماح بشوق قائلة
: وحشتينى اوى يابت عاملة ايه معاهم بيعملوكى ازى بعد اللى عمله المنيل خالك.
اسرعت فرح تقص عليها كل ما حدث فى الايام القلائل الماضية حتى اتى ذكر زواج ياسمين الوشيك ؛ ليتبدل حال سماح تسألها بسعادة لم تستطع اخفائها
: يعنى مش هترجع لعادل تانى..؟
عقدت فرح حاجبيها تسألها بذهول
: هو انتى كنت بترفضى عادل كل ده علشان فكراه لسه بيحب المخفية دى وانه ممكن يرجع لها تانى؟
اشتعل وجه سماح خجلا قائلة بتلعثم
: اه .. اقصد لااا .. انا اصلا ميهمنيش … بعدين انا كنت خايفة عليكى لصالح يزعل منك وهو واهله … لما يعنى…
قاطعتها فرح بحزم
: سماح انتى بتحبيه .. وبتحبيه اووى كمان.
اخفضت سماح رأسها قائلة بحزن
: بحبه بقى ولا مبحبوش ، مبقتش تفرق .. اهو راح لحاله…
وبعدين بينى وبينك هى ماكنتش تنفع من
الاول .. لا جوزك كان هيوافق ولا اهله كمان.
فرح بشدة وقد اغضبها ان تتخلى شقيقتها عن سعادتها حتى ولو فى سبيلها
: اللى يزعل يزعل .. معلش يعنى هما شافوا بنتهم واللى عملته .. واظن انك مكنتيش السبب دى عمايلها السودا هى….
قاطعتها سماح تنهض واقفة قائلة باضطراب
:خلاص يا فرح ملهوش لازمة الكلام .. انا رفضت وسمعته كلام اظن عمره ما هينساه ليا وزمانه شاف بنت الحلال اللى تسعده غيرى.
صمتت فرح لا تعلم كيف تقنعها ولكنها قررت عدم تخليها عن الامر بعد ان عملت بمشاعر شقيقتها عاقدة العزم على ايجاد حلا ما.
تعالت طرقات خفيفة فوق الباب لتسرع فرح واقفة تسرع نحوه وقد علمت هوية الطارق تفتح الباب فورا دون ان تضع حجابها ليهتف بها فور رؤيته لها
:مش تسألى مين الاول مش يمكن حد تانى غيرى؟
رفرفت له برموشها قائلة بدلال ونعومة
: لا عارفة انه انت .. قلبى قالى وانا قلبى عمره ما يكدب عليا .. وهو طلع انت زى ما قالى.
تنحنح صالح يلتفت خلفه بحرج قبل ان يقترب منها هامسا
: طب ادخلى حطى حجابك على شعرك وعرفى سماح ان معايا ضيف .. وابقى تعالى.
اتسعت عينيها بصدمة تتراجع للداخل على الفور وقد اشتعل وجهها بخجل تدخل الغرفة معها شقيقتها والتى سألتها عن هوية الزائر لتخبرها بأنها لم تلمحه حتى وبعد ان اصبحت هى وشقيقتها بمظهر لائق خرجتا من الغرفة فى اتجاه غرفة الاستقبال لتتسمرا مكانهم بذهول حينها و وجدتا عادل وهو زائر صالح والذى قال فورا ودون لحظة تردد واحدة
: سماح عادل جاى يطلب ايدك منى النهاردة .. قلتى ايه؟
تعاقبت المشاعر فوق وجهها حتى سيطرت الصدمة والذهول أخيراً عليها تفتح فمها وتغلق عدة مرات وعينيها تتطلع اليه لتجد واقف مكانه مضطرب خائف يتوسلها بنظراته ان توافق ولا يكون رفضها مصير طلبه ؛ لكنها لم تستطع قولها ينعقد لسانها وهى تلتفت نحو فرح تسألها المساعدة.
لتهتف فرح فوراً وبأبتسامة سعيدة وصوتها يتهلل من الفرحة
: وهى موافقة .. نقول مبروك .. ونقرأ الفاتحة.
ودون ان تمهل احد الفرصة لاعتراض اسرعت تطلق الزعاريد الواحدة تلو الاخرى بطريقة جعلت صالح يهز رأسه بعدم تصديق وعلى وجهه ابتسامة سعيدة اصبحت تلازمه منذ ان دخلت حياته وانارتها.
************************
بعد مرور عامين على تلك الاحداث
جلست تتحدث مع شقيقتها فى الهاتف داخل شقتها وهى تنهد بحزن قائلة
: خايفة اوى يا سماح الشهر اللى فات كان انا السبب وتعبت وكل حاجة باظت…المرة دى قلبى مقبوض وخايفة يحصل حاجة تانى.
حاولت سماح التهوين عليها قائلة لها
: هو يعنى انت كنت قاصدة دى حاجة غصب عنك…واظن صالح عارف كده.
عند سماعها لاسمه لانت ملامحها والتمعت عينيها بحبها وعشقها له قائلة بحنان
: تعرفى انه طول طريق رجعونا من عند الدكتور وهو بيطيب خاطرى ولا كمان اخدنى يفسحنى وبليل وهو راجع واشترى ليا خاتم يجنن يفرحنى به.. بس ده خلانى احس بالذنب اكتر واكتر.
زفرت سماح تهتف بحنق مصطنع
: فرح يا ملكة الدراما بقولك ايه كل حاجة وليها اوانها.. وعوض ربنا كبير وكرمه عالى.
اختنق صوت فرح بغصة البكاء لكنها حاولت تمالك نفسها وهى تقول وبدون مقدمات
: سمر حامل تانى…
شهقت سماح بذهول وعدم تصديق قائلة
: تانى.. دى لسه بنتها مكملش السنة ونص حرام عليها نفسها.
ابتسمت فرح بمرارة قائلة
: عاملة زى اللى داخلة مسابقة اول ما عرفت ان اخت صالح ياسمين حامل شهر والتانى وحملت هى كمان فاكرة انها بكده بتربط حسن بعد ما المشاكل بينهم زادت وكل شوية يقول عاوز اتجوز ولولا ابوه وصالح كان عملها من زمان.
انهت حديثها تتوقع ردة فعل من شقيقتها على ماقالت لكن قابلها الصمت من الطرف الاخر لتهمس تناديها باستفهام ليأتى صوت سماح المرتبك تجيبها لتكمل فرح حديثها رغبة فى تفريغ همومها الجاثمة فوق صدرها قائلة
: انا والله مش زعلانة بس….
سماح بصوت خفيض متعاطف
: عارفة وحاسة بيكى .. وحاسة بصالح كمان.. بس كل حاجة بأمر ربنا … انتى بس حاولى متفكريش فأى حاجة وسلمي امرك لله علشان النفسية ليها تأثير على الحاجات دى..
اومأت فرح برأسها تنفس بعمق تحاول العمل بنصيحة شقيقتها تسرع فى تغير الموضوع تسألها بجدية
: سيبك بقى من الكلام عنى.. وقوليلى عاملة ايه مع الولية حماتك لسه عقربة زى ماهى؟
ضحكت سماح بمرح تهتف بها
: يابت لمى لسانك.. وبعدين الست عندها حق اى ام مكانها هتعمل كده.
فرح وهى تعتدل فى مكانها بتحفز قائلة
: ليه ياختى هى كانت تطول عروسة حلوة زيك.. دانتى حتى هتحسنى لهم النسل بلا خيبة.
لم تستطع سماح مقاومة الضحك مرة اخرى على كلماتها تلك وهى تكمل
: انا ساكتة عنها بس علشانك وعلشان ابنها.. بس لو عملت فيكى حاجة ولا كلمتك نص كلمة ابعتيلى وانا ليا صرفة معاها الحيزبونة دى.
سماح بكلمات تخرج بصعوبة من شدة ضحكاتها
:ماشى ياعم جامد .. بس برضه الست ليها حق.
ثم تغيرت طبيعة صوتها للجدية قائلة
: واحدة لقيت ابنها المحامى ابن الناس عاوز يتجوز سماح بنت اخت مليجى اللى…
قاطعتها فرح بحزم
: واللى برضه من اجمل واطيب بنات الحارة … انتى مش قليلة ياسماح ولا احنا ضربنا ابنها علشان يجى يتجوزك ده ابنها حفى علشان ترضي بيه.
سماح بصوت متردد خافت
: هى اتغيرت خالص معايا عن الاول كتير وبقيت بتتعامل معايا كويس خصوصا بعد … بعد..
فرح وهى تحثها على الكلام تلتمع عينيها بفضول
: بعد ايه يابت ما تنطقى .. عملت فيكى حاجة؟
سماح بصوت مرتعش كانها فى طريقها للبكاء
: لااا.. اصل انا انا … انا حامل فى الشهر التانى … انا والله منكتش عاوزة دلوقت ولا عادل كمان بس والله…
قاطعتها فرح تنهض بسرعة وهى تسألها بفرحة طاغية
: بجد يا سماح بجد .. طب معرفتنيش ليه بقى كده تخبى عليا؟
سماح وصوتها يزاد ارتعاشته
: كنت عاوزة اقولك اول ما عرفت على طول بس قولت استنى لما انتى كمان ربنا يرضيكى بس مقدرتش اخبى عليكى اكتر من كده علشان عوزاكى تفرحى معايا.
فرحة ودموع الفرحة تتسابق فوق وجنتها تهتف بسعادة
: انا حاسة انى طايرة من الفرحة ونفسى اخدك فى حضنى دلوقت.
ثم فجأة تغير وجهها للحزم والشدة تهتف بها
: بت تاخدى بالك من نفسك وتاكلى كويس .. واشربى لبن .. اه ولو عوزتى حاجة ابعتى ليا وانا ثوانى وهكون عندك بس انتى ترتاحى خالص.
اجابتها سماح بالموافقة على جميع اوامراها وهى تبكى على الاخرى يتكلمان سويا لعدة دقائق اخرى ثم انهت المكالمة بينها وبين شقيقتها تجلس مكانها وهى تحتضن الهاتف لصدرها وعينيها تنطق بالفرحة والسعادة الطاغية.
حتى سمعت صوت فتح الباب لتسرع نحوه تلقى بنفسها بين ذراعيه كعادتها فى استقباله ولكن هذه المرة اطالت من لحظة احتضانه وجسدها يستكين بين ذراعيه براحة ليسألها بحنان وهو يقبل رأسها
: ايه يا قمرى .. عاملة ايه.. لسه تعبانة!
هزت رأسها بالنفى ببطء قائلة بصوت خافت
: انا كويسة بعد ما اخدت المسكن اللى كتب ليا الدكتور عليه بعد الحقنة.
ابعدها عنه ببطء يسألها وعينيه تدور فوق وجهها بقلق يسألها بعدها بتوجس
: فرح انتى كنتى بتعيطى .. لو حاسة بوجع احنا ممكن نروح لدكتور ولا اقولك بلاش منه الموضوع ده خالص.
اسرعت تهز رأسها بالنفى تهتف له مؤكدة
: لا .. انا كويسة يا صالح صدقنى .. انا بس كنت بكلم سماح من شوية وقالت ليا انها….
قاطعها صالح وانامله تمتد تزيح الباقى من اثر دموعها هامسا بحنان ورفق
: قالت لك انها حامل مش كده!
اتسعت عينيها بذهول تسأله
: انت كنت عارف .. طيب مقولتش ليا ليه يا صالح؟
لم يجيبها بل امسك بيدها يتجه بها نحو الداخل حتى وصل الى الاريكة فيجلس ويجلسها فوق ساقيه يحيط وجنتيها بكفيه يقربها منه ثم يقـ.بلها بتهمل شديد ونعومة اذابتها واذابت اى مشاعر اخرى سوى لفتها له.
هامسا يجيبها بعدها بتهمل وحنان
: خفت تزعلى .. انا عارفة نفسيتك تعبانة من اخر مرة كنا فيها عند الدكتور ومحبتش ازودها عليكى .. كفاية مهرجان الحمل اللى انطلق عندنا فى البيت
ضحكت رغما عنها من مزحته بينما يكمل هو يتنهد بطريقة مسرحية حزينة
: ولسه المهرجان مخلصش .. ياسمين اختى جاية وجايبة معاها زعابيب امشير بتاعت كل مرة…وطالبة الطلاق من جوزها للمرة المليون من يوم ما اتجوزت.
استقامت فى جلستها بأنتباه تسأله بفضول
: وليه تانى المرة دى … ده لسه راجعة بيتها مكملتش اسبوع.
تنهد صالح وجهه يرتسم عليه امارات الاسف
: هى جوازة غلط من الاساس .. بس هقول ايه اختيارها وتتحمله بقى .. دى لسه لحد النهاردة مش عاوزة تعترف انها غلطت ولسانها بيحدف دبش لاى حد بيحاول ينصحها.
تنهد مرة اخرى بنفاذ صبر ولكنه اسرع بعدها يسألها كأنه ادرك انه قد ابتعد عن حديثهم الاساسى يسألها بحزم
:سيبك بقى من الناس والعالم ده كله … وقوليلى القمر بتاعى كان بيعيط ليه … علشان عرفتى ان سماح حامل؟
سألها سؤاله الاخير وعينيه تنطق بالخوف و التوتر لتسرع تجيبه فوراً قائلة بأبتسامة فرحة سعيدة
: لا طبعا .. دانا طايرة من الفرحة علشانها .. مع ان العبيطة كانت فاكرة انى هزعل لو قالت ليا .. شوفت العبط بتاعها.
سكن صالح فى جلسته وعينيه تلتمع بعشقها بعد اجابتها تلك عليه يشعر كم هو محظوظ بها وبوجودها المشع بالبهجة فى حياته يحيط بوجنتيها مرة اخرى يقربها منه هامسا بحب وارتجافة العشق فى صوته
: لا … بس شوفت اد ايه انتى جميلة .. وان ربنا عوضنى بيكى عن الدنيا كلها .. وان انا مش عاوز من دنيتى دى غير انتى وبس.
ق،بلها فوراً يحتضن بش، فتيه شفت، يها يبثها من خلال قبلاته كل ما يعجز لسانه عن نطقه فى لحظاتهم تلك يزداد شغفه وجنون بها الى ابعد حد والذى اطار بعقله وتفكيره تمام حتى جذبته هى بصوتها الضعيف المرتعش من داخل اعاصير المشاعر التى عصفت به تحاول الاعتراض بضعف
: صالح .. مش هينفع .. الدكتور قايل .. بكرة.
اخذ يتنفس بصعوبة وهو يدفن وجهه فى منحنى عنقها يحاول السيطرة والعودة لطبيعته مرة اخرى للحظات طوال قال بعدها بطاعة
:حاضر هسمع كلام الدكتور …
وربنا يصبرنى لحد بكرة والا هبقى شهيدك وشهيد اوامر الدكتور.
وبالفعل التزم التزام تام بتعليمات الطبيب طيلة تلك الايام التالية ومع كل يوم يمر عليهم يدعو من اعماق قلبهم ان تتحقق لهم هذا الشهر حلم ورغبة طلما اشتاقا لها بجنون.
_______________________
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ظلمها عشقا)