روايات

رواية وسام الفؤاد الفصل الثاني 2 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الفصل الثاني 2 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الجزء الثاني

رواية وسام الفؤاد البارت الثاني

رواية وسام الفؤاد الحلقة الثانية

“إوعوا تفهموني غلط”
وضعت فرح إحدى يديها على فمها تحاول مضغ ما به بسرعه وتمسك قطعة من الحلوى باليد الأخرى وضعتها سريعًا مكانها واختبأت خلف خزينة الطعام كي لا يرونها، نكست وسام رأسهما لأسفل بخجل كطفله صغيره فعلت ما حذرهما منه والدها، ونظر فؤاد لجده وخاله وابن خاله نوح الذي بكتم ضحكاته بصعوبة على منظر فؤاد المضحك، وأيضًا الطباخ الذي ينظر إليهما بوجه مكفهر من شدة الغضب اتجه نحوهما و هتف قائلًا بوجه بنبرة حزينه:
– تعبي كله على هدومكم
نظر الجد لفؤاد وسأله بجديه:
-بتعمل إيه إنت ووسام هنا!
عقب فؤاد بتبرير:
-والله يا جدي أنا كنت جاي بالصدفه ولقيتها هنا
ليقول الجد بغضب وهو يشير نحو الباب:
-اتفضلوا اطلعوا
ازدردت وسام ريقها ولوت شفتيها لأسفل قائله:
-أنا آسفه مكنش قصدي والله
تنفس هشام بعمق وضرب يده على إحدى الطاولات بقلة حيله قائلًا:
-إلي حصل حصل اتفضلوا
نظر هشام للطباخ مردفًا:
-معلش يا شيف أعملنا واحده تانيه
ليعقب الطباخ قائلًا بحسره:
-الصبح بقا لأن مكوناتها مش هنا هكتبلكم قائمه بالطلبات تجيبوها ونعملها تاني أمرنا لله
أشار نحو فؤاد ووسام قائلًا:
-أهم حاجه طلعلي الإتنين دول بره
نظر فؤاد ووسام لبعضهما وانفجر بالضحك على منظر وجهها وملابسها الملطخة بالتورته، وشاركهما الجميع أيضًا ليهتف الجد من بين ضحكاته:
-الحمد لله إنها چت في التورته أهي عين ورشقت في التورته وراحت لحالها
أشار هشام لهما بيده ليخرجا قائلًا:
-اتفضلوا نظفوا هدومكم
سار فؤاد أمامها وتبعته لتخرج وهي تنظر لملابسها بدون تركيز للطريق فتعرقلت قدمها مرة أخرى لكن تمسك بملابس فؤاد لتتزن التفت إليها على الفور ليضمها بحركة لا إراديه لكن يتعرقل هو الأخر ويسقطا معًا بمنتصف الجلاش المفروش على قطعة قماشة نظيفة بالأرض، نظر لهما الجميع صارخين ليفيق سيدات البيت أثر هذا الإنقلاب، كان فؤاد راقدًا على ظهره وفوقه وسام التي يحاوط ظهرها بكلتا يديه همس لها بحسره:
-أنا حاسس إننا نيلنا الدنيا يا وسام
لوت شفتيها لأسفل كأنها ستبكي قائله:
-حاسس مش متأكد
ارتفعت صرخات السيدات جوارهما على منظر غرفة الطعام، أدرك فؤاد حالتهما فهتف قائلًا بجديه:
-قومي عشان هنتفهم غلط
عقبت بنبرة قلقه:
-لأ مش هقوم أنا خايفه
همس قائلًا:
-ومين سمعك دا أنا مرعوب
دفعها بخفه لتنهض واقفة منكسة الرأس لا تستطيع رفع عينيها بأحد، وقف فؤاد ينظر للجميع واضعًا سبابته على فمه قائلًا:
-أنا مستعد أعوض أي خساير…. أي تكاليف عليا
أشاح الجد بيده وغادر الغرفه وتبعه هشام، نظرت وسام للجلاش المحطم، وهي تلوي شفتيها لأسفل كانت على وشك البكاء، نظر لها فؤاد ووضع يديه بجيبي بنطاله قائلًا:
-يلا نخرج أعتقد كفايه لحد كدا
خرجا من الغرفه وعيني وسام مليئة بالدموع التي لم تطلق لها العنان، وسط نظرات الوجوه المتجهمه، كانت فرح تقف خلف الخزانه خرجت هي الأخرى وهي تنظر لمظهر الغرفه وشهقت ببلاهه وهي تنظر حولها قائله بنبرة مرتفعه:
-إيه ده! يا نهار أبيض لا إحنا اتحسدنا اه والله اتحسدنا يا ناس
سارت بحذر لكن سحبتها قدميه لتسقط بوجهها في وعاء الچيلي وهنا صرخ الطباخ قائلًا:
-برررره
ركض الجميع للخارج ووقف الطباخ يندب حظه على هؤلاء المعاتيه….
_________________________________
وفي اليوم التالي وقفت فرح أمام غرفة مائدة الإطعام تتظاهر أنها تساعد في التحضيرات لكنها تأكل من كل طبق يدخل للمائدة، كان أحد مساعدي الطباخ يحمل أطباق للداخل فنادته فرح:
-بسسسس وريني الطبق دا كدا إيه ده؟!
رد الشاب قائلًا:
-كباب حله
كانت تحمل ملعقة بيدها فصوبتها الطبق وأخذت ملعقة من الطبق ثم هتفت وهي تلوك الطعام بفمها قائله:
-لا حلو اوي
خرج الشاب بأطباق من الچيلي فهتفت:
-طبق الچيلي دا خارج ليه هاته أنا هتصرف فيه
اكلت الطبق بنهم شديد، ثم بعده أخذت ملعقتين من السلطه، ظلت هكذا لساعتين تأكل مما يدخل للمائدة أو يخرج منها حتى شعرت بألم شديد يضرب معدتها فتركت المكان وركضت لشقتة والدها وهي تتأوه من الألم
-اااااه بطني الحقوني شوفولي مسكن بسرعه
تعرق وجهها من الألم، رأتها وسام التي عقبت بعدم اهتمام:
-ما إنتِ الي طفسه ومفجوعه وبتاكلي من الساعه ١٠ الصبح لحد دلوقتي
ضغطت فرح على بطنها وهي تقول بصوت مكتوم:
-كدابه أنا مش باكل من الساعه ١٠ أنا بدأه ١٠ ونص والله
ابتسمت وسام قائله:
-تستاهلي عشان تبطلي أكل شويه دا أكيد تلبك معوي
وقفت فرح تلهث من شدة الألم وقالت:
-بس بس أنا عرفت بطني مالها إنتِ بصالي في الأكل ااااااه يا بطني هاتولي جوزي فين يوسف قولوله فرولتك بتموت
وضعت فرح يدها على فمها وركضت للحمام لتفرغ ما بمعدتها، وهنا انتبهت وسام لحالتها ووقفت أمام باب الحمام لتسألها بقلق:
-فرح إنتِ تعبانه بجد ولا إيه؟!
تركتها وسام وركضت لتنادي شاهيناز كان البيت يعج بالنساء وأصوات الأغاني ترتفع بكل مكان فلم تسمع شاهيناز ندائها، وأخيرًا وجدتها وهتفت:
-إلحقي يا طنط فرح بترجع وتعبانه أوي
تهلل وجه شاهيناز بسعاده ورفعت زغرودة عاليًا وهي تقول:
-دوخه من يومين وترجيع النهارده البت دي أكيد حامل
قطبت وسام جبينها متعجبه من تصرفات شاهيناز التي بدأت تخبر كل من يقابلها أن إبنتها حامل…
عادت وسام لغرفة فرح لتطمئن عليها لتجدها جالسه على السرير تبتسم لهاتفها، وكأنها لم تتالم قبل قليل، أقبلت نحوها قائله:
-إنتِ بقيتِ كويسه يبنتي؟
ردت فرح دون أن تنظر إليها:
-أيوه متقلقيش المغص خف بعد ما رجعت
هزت وسام رأسها باستنكار وخرجت من الغرفه..
___________________________________
“هجوزهالك يا سالم بس اصبر”
قالتها عبير بعد أن نفخت بحنق من تصرفات ابنها المتهور ليرد عليها قائلًا بنفاذ صبر:
-أيوه أنا صابر من زمان هصبر لحد امته؟!
هتفت قائله برجاء:
-رجعلي الدهب وأنا أجوزهالك الاسبوع ده!
ابتسم بفخر لانه أحرز هدفه حين أخذ منها الدهب لتتحرك بجديه هتف بخبث:
-الدهب موجود بس مش هتاخديه إلا لما اتجوزها
نفخت بحنق قائله:
-وافرض موافقتش يا سالم!… إنت عارف إنها مش قابله تكون زوجه تانيه
ضحك ساخرًا وهو يقول:
-مش كفايه هاخدها على عيبها مفيش راجل في الدنيا دي هيكتفي بيها لوحدها..
ربتت على ظهره قائله برجاء:
-طيب هات الدهب وسيبني يومين كدا وأنا اوعدك….
قاطعها قائلًا:
-أنا خدت وعود كتير يا ماما
زفر بقوه وأردف وهو يحدق بعينيها:
-أنا مستعد أديكِ الدهب وفوقيه دهب كمان بس لما تجوزيهالي!
ابتسم بمكر وهو يتوجه ليفتح الباب ثم التفت ليلقى لها قبله في الهواء قائلًا:
-باي باي يا أمي هستنى تلفون منك عشان أجيب المأذون وأجي
صفع الباب خلف ظهره ووقفت عبير تلطم وجهها وتضرب صدرها قائله بخفوت:
-ربنا ياخدكم إنتوا الإتنين ويريحني منكم
___________________________________
بحث فؤاد على نوح حتى وجده يرتشف المياه وقف جواره قائلًا:
-تعال يا نوح نطلع الشقه عايزك في موضوع كدا
عقب نوح وهو ينزل الكوب من على فمه:
-الشقه! عاوز إيه يا منحرف
غمز فؤاد قائلًا بمشاكسه:
-عاوز بوسه حن عليا بقا واديني بوسه يا عسل
كانت وهيبه تقف أمام الباب تسمع حديثهماضربت صدرها بصدمه وهي تقول:
-العيال ضاعوا… عوضنا عليك يارب…
تبعتهم وهي تسير على أطراف أصابعها حتى لا يشعرون بها، لكنهما أغلقا الباب ابتسمت بانتصار حين رأت المفتاح بباب الشقه لكن قررت الإنتظار قليلًا قبل الدخول لتمسكهما بالجرم المشهود.
على جانب أخر صعدت وسام لسطح المنزل بعيد عن الضوضاء فرأت وهيبه تقف أمام الشقه تضع أذنها على الباب فسألتها:
-واقفه كدا ليه يا تيته؟
ضربت وهيبه على صدرها قائله بنواح:
– العيال ضاعوا يا بت ضاعوا
قطبت وسام جبينها قائله:
-عيال مين الي ضاعوا إنتِ توهتي تاني ولا إيه يا تيته شكلك مأخدتيش العلاج!
نفخت وهيبه بحنق وهي تهمس:
-اصبري بس تعالي معايا لازم نمسكهم متلبسين
فتحت وهيبه الباب بخفوت وهي تشير لوسام بالهدوء، ليصل لمسمعهما صوت نوح:
-إلي اتكسر عمره ما هيتصلح يا سي فؤاد
ليقترب فؤاد منه فؤاد ويقبله من إحدى وجنتيه قائلًا بمرح قد بدأ لوهيبه حقيقة:
-متقلقيش يا بيضه هصلحلك كل حاجه
وهنا صرخت وهيبه خلعت حذائها لتقذفه بوجه نوح وهي تصيح:
-إيه إلي اتكسر يا واد؟
نظرت لفؤاد مردفه:
– وإنت يخويا هتصلحه ازاي؟! هتتجوزه وتصلح غلطتك يخويا؟
هتف فؤاد وهو ينظر لوسام التي تضحك:
-يا تيته إنتِ فاهمه غلط أنا بس كنت بهزر معاه
تجاهلت الجده كلامه ونظرت نحوه باشمئزاز قائله:
-اسفخس عليكم شباب ضايع
ألقت جملتها وغادرت وتبعتها وسام التي تضحك بقوه…
___________________________________
“يا جماعه بقا افصلوا الأغاني دي وبطلوا رقص الواحد مش عايز يبدأ حياته على معصيه”
قالها نوح وهو ينظر لعائلته وهو يصفقون بحراره ويتراقصون مع المهرجانات، عقبت شاهيناز وهي ترفع شفتيها لأعلى بسخريه:
-هو إحنا كل يوم عندنا فرح ولا إيه!
تدخلت الجده وهيبه وامسكت يده قائله بنبرة مرتفعه سمعها كل الحضور:
-تعال يا واد يا شاذ رقصني
انفجر فؤاد بالضحك فأمسكت يده هو الأخر قائله:
-تعال يا شاذ إنت كمان ارقص معانا
نظرت للجميع وصاحت قائله وهي تشير نحو وسام:
-دا أنا قفشتهم متلبسين أنا والبت الأموره دهيه
نظر الجميع لوسام التي هزت رأسها نافيه وهي تقول:
-تهيؤات يا جماعه تهيؤات
وهنا هتف نوح على الفور ليهرب من نظرات الجميع:
-جرا إيه يا جماعه شغلولنا الأغاني عاوزين نرقص
صدعت الأغاني عاليًا واندمج نوح ليرقص مبتسمًا، والجميع يصفقون له بحراره، شاركه يوسف وفؤاد الرقص وتعالت الزغاريد وكبار العائله يشاركون بالرقص والتصفيق الحار، انتهت الأغنيه فتنحنح نوح وهو يعدل من ثيابه قائلًا:
-كفايه فسق بقا زمان الشياطين بيصقفولنا… دا إيه العيله دي إلي مبتصدق دي!
ضحك فؤاد قائلًا:
-فرحانين بيك يا عريس
ليعقب يوسف بمرح:
-عيلتك دول بيجرجروا الواحد للرزيله
ليعقب نوح بهمس ضاحكًا:
-وأنا الصراحه بموت فيها
ضحك الثلاثه وخرجوا لينظر نوح للحديقه المزينه بطريقة رائعة إستعدادًا للزفاف، ابتسم بسعاده فكلها ساعات معدودة وستكون مريم ببيته، لفت نظره شيئًا فاختفت ابتسامته وتجهم وجهه فجأة وصرخ قائلًا:
-إنتوا ناوين على إيه لااااااا أنا لايمكن أقعد في الكوشه والأغاني شغاله حوليا….
عقب فؤاد:
-جدك إلي أصر على كده
ركض نوح لجده وهتف:
-يا جدي لأ إحنا اتفقنا مفيش كوشه
ليرد والده قائلًا:
-يابني خلينا نفرح دي هتبقا اهليه
عقد نوح يديه معًا قائلًا:
-حضرتك عايز تفهمني إن أهل البلد مش هيحضروا
عقب الجد بجديه:
-الله! ما هما برده أهلنا يا نوح
زفر نوح بحنق قائلًا بقلة حيله:
-تمام… يبقا أنا إلي هختار الأغاني
-إنت عارف إن أنا راجل ديمقراطي إختار إلي إنت عايزه
ابتسم الجد وهو يلف وجهه للإتجاه الأخر قائلًا بهمس:
-وأنا هنفذ إلي أنا عايزه
تركهم ودخل البيت مجددًا، فضحك فؤاد وهمس ليوسف قائلًا:
-عايز يشغل أغاني إسلاميه يبقا يقابلني بقا لو عرف
قاطعهما فرح التي أقبلت نحو يوسف قائله:
-يوسف أنا نسيت لبسي في البيت تعالى وديني ألبس
ربت يوسف على كتف فؤاد قائلًا:
-طيب بعد إذنك يا فؤش
ابتسم فؤاد معقبًا:
-اتفضل يا كبير
غادر يوسف برفقة فرح ودخل فؤاد يبحث بعينه عن وسام فلم يجدها فصعد لشقة خاله ليرتدي ثيابه طرق بابها عدة طرقات حتى فتحت له وسام سألها:
-هو مفيش حد هنا ولا إيه؟
عقبت وسام وهي تشير نحو المطبخ:
-طنط شاهيناز وأختها في المطبخ
-طيب أنا عايز ألبس شوفيلي الطريق كدا لأوضة نوح
أشارت له مبتسمه قائله:
-تعال ورايا
دخل الغرفه وهمت وسام أن تغادر لكنه أوقفها قائلًا:
-وسام بتعرفي تكوي؟
أومأت رأسها قائله:
-أيوه بعرف عايز تكوي حاجه؟!
أكمل وهو يخرج ملابسه قائلًا:
-ينوبك ثواب خدي القميص ده اكويهولي
ابتسمت لتسأله باستفهام:
-هو إنت مش المفروض أخو العروسه يعني تكون عند العروسه قاعد هنا ليه؟
رفع إحدى حاجبيها وهو ينظر لها قائلًا:
-العروسه في الكوافير وأمي نفسها هنا هقعد أنا هناك أعمل إيه؟
تجاهلت كلامه وهي تسحب القميص من يده قائله:
-طيب هات القميص
دخلت غرفة فرح لتكوي له قميصه وبعد أن انتهت نظرت القميص مبتسمه وقربته من أنفها تشم رائحته التي تألفها منذ الطفوله فلم يغير رائحة عطره أغلقت عينيها باستمتاع فقد سحبتها الرائحة لعالم الطفوله المليء بالحيوية والحياه تناست تمامًا أن باب الغرفة مفتوح، ليراها وهي تحتضن قميصه بين يديها فيبتسم متنهدًا بارتياح ويخرجها من شرودها صوت تنحنحه، انتفضت أثر صوته وتركت القميص من يدها ليهوى أرضًا، انحنى ليأخذ قميصه وهرولت هي لتغادر الغرفه فهي تريد أن تختفي الآن، لكن اصطدم إصبعها الصغير بطرف المكتب فصرخت ووقفت تتمتم بكلمات غير مفهومه، أقبل نحوها قائلًا بقلق:
-مالك؟!
تاوهت قائله دون أن تنظر إليه:
-صوباعي اتخبط
انحنى ليفحص قدمها فسحبتها بإحراج قائله:
-إنت هتعمل إيه؟
-متخافيش هشوف صوباعك
تنحنحت بإحراج قائله:
-لأ مفيش داعي
-على راحتك
وقف مجددًا وغادر الغرفه دون النظر خلفه مرة أخرى، ابتسمت وهي تنظر لأثره ثم تجهم وجهها فجأة وهي تقول:
-مينفعش يا وسام… مينفعش تحسي بأي حاجه غير إنه في مقام أخوكي الكبير
تنهدت بألم واتجهت نحو حقيبتها لتتجهز فقد اقترب أذان العشاء
____________________________________
خرجت فرح من شقتها تمسك يد يوسف مبتسمه بسعاده، غمز لها بمشاكسه قائلًا:
-معقوله أنا متجوز القمر ده
ابتسمت بحياء وهي تنظر أرضًا، شدد من قبضته على يدها ونزلت معًا ليطرق باب صفاء قائلًا:
-يلا يا صفصف عشان منتأخرش
-حاضر يا حبيبي
نظرت صفاء لتلك السياره التي توجه يوسف نحوها قائله:
-إي دي؟
فتحها يوسف قائلًا:
-عربيه مأجرها الزفه
سألته متعجبه:
-وليه المصارف دي يبني
ابتسم قائلًا:
-يا ماما هو إحنا عندنا فرح كل يوم! اركبوا يلا
اتجهت صفاء لتركب في المقعد الخلفي فمسكت فرح يدها قائله بجديه:
-رايحه فين يا ماما اركبي جنب يوسف
هزت صفاء رأسها بعنف قائله:
-لأ لا اركبي جنب جوزك
هزت فرح رأسها قائله:
-لأ يا ماما اركبي إنت
أصرت صفاء على الركوب في المقعد الخلفي فقررت فرح أن تركب جوارها هي تحبها وتعاملها كما تود أن تعامل زوجة أخيها والدتها، وأثناء الطريق هتفت صفاء قائله:
-إيه مفيش حاجه جايه في السكه
ردت فرح بعدم فهم:
-سكة إيه؟!
ابتسمت صفاء معقله:
-قصدي حمل!
تلعثمت فرح قائله:
-ل… لا لسه مفيش
لكزت صفاء يد يوسف قائله بسعاده:
-علفكره يسر حامل
ابتسم يوسف قائلًا:
-ما شاء الله…. اللهم بارك
عقبت صفاء وهي تبدل نظرها بينهما:
-عقبالكم يا حبايبي
نظرت فرح ليوسف الذي كان ينظر لها عبر المرآه مبتسمًا، لم تكن ترى غير عينيه لكنها رأت بهما الإبتسامه فابتسمت…
____________________________________
“إيه رأيكم؟”
قالتها وسام قبل أن تدور بفستانها وهي تمسك أطرافه مبتسمه كطفلة صغيره فرحة بملابس العيد، لم ترى هذا الذي ابتسم فور حركتها، فقد خطفته ببرائتها وخفتها، فعندما يراها يشعر أنه قد عاد طفلًا لا يحمل للحياة عبئًا.
تفحصتها شاهيناز من أعلى لأسفل وقالت مبتسمة بإعجاب:
-بجد حلو أوي يا وسام زي القمر
لمست شاهيناز طرحتها قائله باستفهام:
– بس ليه الطرحه سمرا يا بت لوني إنتِ لسه صغيره!
هتفت وسام بجديه:
-لأ يا طنط انا بعشق الأسود أصلًا
لتتدخل أخت شاهيناز وتقول بإعجاب:
-أصلًا إنتِ زي القمر يا سمسم وبتحلي أي حاجه…
ابتسمت وهي تمسكها من وجنتيها بمرح مردفه:
– دا أنا لو عندي ابن كنت جوزتهولك يا بت
ابتسمت وسام قائله بمرح:
-الحمد لله إن معندكيش عشان أنا أصلًا مش ناويه أتجوز خالص
عقبت شاهيناز بشهقه:
-بعد الشر عليكِ يا بت متقوليش كدا ربنا يرزقك بالي يريح بالك
انشغلا بعملهما وتركاها تفكر في حالها تجهم وجهها وقالت بصوت هامس لم يسمعه أحد:
-للأسف مينفعش أنا بالذات مينفعش اتجوز!
استدارت ومسحت دمعه فرت من عينيها، وسىرعان ما عادت لتبتسم كي لا يلاحظ أحد، فأقبل فؤاد نحوها وتنحنح قائلًا:
-تحبي تيجي معايا الزفه؟!
نظرت له وتصنعت الإبتسامه لتسأله:
-إيه؟!
حك عنقه بارتباك وهو يغض بصرها عنها بصعوبة قائلًا بتلعثم:
-أ..قصدي تركبي معايا هنروح نجيب مريم!
ابتسمت بسعاده قائله:
-أيوه طبعًا هاجي أنا كنت محتاره أروحلها إزاي!
ابتسم قائلًا:
-طيب يلا بينا
أومأت رأسها مبتسمه وتبعته، وقف أمام سيارته وقبل أن يفتحها رمقها بنظرة سريعة قائلًا:
-عقبالك يا وسام
اختفت ابتسامتها لكن جمعت كلماتها لترد دون أن تنظر لوجهه قائله بتلعثم:
-أ… عقبالك إنت الأول
ابتسم ولم يعقب، فتح السياره فاتجهت لباب المقعد الخلفي فهتف قائلًا:
-اركبي قدام يا وسام عشان عيال عمي هيركبوا معايا
أومأت رأسها وهي تفتح باب السياره الأمامي قائله:
-ماشي
استقل سيارته وانطلق وبعد دقائق ركب شابان بالمقعد تتوسطهم فتاة جميلة الملامح بأعين خضراء يبدو أنها أختهما، وأثناء الطريق اخرج أحد الشباب هاتفه قائلًا:
-خد يا فؤش شغلنا دي
-هات يا سيدي ربنا يتوب علينا بقا
صدعت الأغنيه عاليًا وبدأ الشباب بالتصفيق والغناء مع الأغنيه، تمنت وسام لو تحرب شعور أن يكون لها أخوه يحبونها وتستند عليهما ولو ليوم واحد، نظرت عبر النافذه ودخلت إلى عالمها السلبي لتحدث حالها:
– لمَ يا قلب أثقلتك أعباء الحياة؟ ليتني ظللت طفلة لا أدرك خطورة الحياة، ليتني لم أتي إلى تلك الحياة من الأساس، ليتني أعود للماضي لأغير قدري المشؤوم، ليتني كنت سندريلا كما تصفني زوجة أبي على الأقل سيكون لي فارس يربت على قلبي! أيا ليت!!!
أفاقت من شرودها على صوت الأغنية:
“لو جاي في رجوع إنساني شوفلك موضوع تاني..”
نظر فؤاد في مرآة السيارة لأحد الشباب الذي يمسك قلبه بمرح كأنه يتألم لفقدان حبيبته وقال ضاحكًا:
-جرا إيه يا أحمد هي الإكس جرحتك أوي كدا ولا إيه ؟
ليتنهد أحمد معقبًا:
-ايوه يا فؤش مجروح أوي يا ابن عمي
لتضحك الفتاه التي تجلس جواره قائله بسخريه لطيفه:
-الواد مجروح أوي يا فؤش إساله بقا مين الإكس كدا!
ليهتف الشاب الأخر:
-تلاقيها بطلة روايه من الي متابعهم أصل بعيد عنك الواد أحمد عامل لنفسه عالم خيالي كدا وعايش فيه طول الوقت
زم أحمد شفتيه هاتفًا:
-اسكت عشان زعلان أوي البت أم عيون خضرا اتجوزت البطل امبارح وأنا متأثر
ضحك فؤاد على كلامهم وابتسمت وسام كم تغبطهم على سعادتهم! تجهم وجهها وزفرت بألم وهي تنظر نحو فؤاد الذي كان ينظر نحوها عاقدًا حاجبيه بتسائل عن حالتها، ابتسمت وأومأت رأسها بأنها بخير حال، وصلوا أمام الكوافير فنظر فؤاد نحو وسام قائلًا:
-مش هتنزلي؟
-ل…لأ أنا هستناهم هنا
لاحظ أنها محرجه فقال بابتسامه:
-لأ تعالي معايا
ارتجل فؤاد من السياره وتبعته وسام فهتفت هبه” تلك الفتاه التي تجلس في المقعد الخلفي”
-استنى يا فؤش خدني معاك
لكزت أخيها الأكبر “محمود” بذراعه قائله:
-وسع كدا خليني أنزل
ارتجل محمود وانجذب لينظر نحو وسام التي خطفة هدوئها ورقتها، فربت أحمد على كتفه قائلًا:
-مين المزه إلي ماشيه مع فؤاد دي؟
عقب محمود ومازال نظره مسلطًا عليها:
-مش عارف اول مره أشوفها!
تعلقت هبه بذراع فؤاد قائله:
-أكيد مريم هتكون زي القمر
ابتسم فؤاد وهو يقبض على يدها:
-أكيد طبعًا
نظرت وسام بيدها التي تعلقت بفؤاد، وشعرت وكأن هناك نار تخرج من عينيها وكامل جسدها فرغم برودة الجو إلا أنها شعرت بلهيب الغيره يصفع مشاعرها ولأول مرة بحياتها، همست لنفسها:
-دا أخوكي وبس يا وسام اهدي
كانت تتابع فؤاد الذي يتحدث مع هبه ويضحك معها دون أي اهتمام لوسام التي كانت على وشك البكاء، حتى دخلوا لمريم….
_________________________
وقف نوح أمام الكوافير فسيرى محبوبته الآن، وأخيرًا سيجتمعان ببيت واحد، وقبل أن يدخل، ارتجلت فرح من السياره لتصوير تلك اللحظه بالكاميرا الخاصه بها فهي فوتوجرافر رائعه فمن صغرها وهي تهوى التصوير إلى حد الإحتراف، انتظرها يوسف بالخارج مع والدته، وعندما رأها نوح ضمها وبادلته قائله:
-علفكره إنت عريس زي القمر بس مش خساره في البت مريوم أنا فرحانه بيك أوي
أدمعت عيناها فمسح نوح تلك الدمعه قائلًا:
-وأنا بحبك أوي اوي يا فروحه
ابتسمت فرح قائله:
-وفر بقا كلام الحب ده لما ندخل
دخلوا الكوافير كانت مريم تقف بوجهها وبمجرد أن رأها ابتسم بفرحة لهدوء ميكاجها، وذالك الفستان الأبيض الذي زادته جمالًا، اقترب منها وضمها ثم دار بها بفرحه وسط زغاريد الجميع وتصفيقاتهم، قبلها من مقدمة رأسها قائلًا:
-زي القمر
مد يده ليأخذ يدها ويخرجا وخلفهما الزغاريد والهتافات…
_________________________________
كان هناك عيون تتابع وسام وحركتها الهادئه إنه محمود الذي اقترب من فؤاد قائلًا:
-مين دي؟!
نظر فؤاد لوسام قائلًا:
-دي وسام مش فاكرها
ليعقب محمود مبتسمًا:
-وسام بنت خالتك وجدان
اومأ فؤاد رأسه فأردف محمود:
-هي اتخطبت ولا لسه؟
نظر له فؤاد بطرف عينيه قائلًا:
-شيلها من دماغك يا محمود عشان مرتبطه
نظر محمود لها بحسرة قائلًا:
-يا خساره دا أنا كنت ناوي أتقدملها
ربت فؤاد على كتفه قائلًا وهو يضغط على أسنانه بغيظ:
-لأ شيلها من دماغك يا حبيبي
رمقه محمود بمكر قائلًا:
-انا ليه حاسس بحاجه كدا!
زم شفتيه وهو ينظر له بحده:
-حاسس بإيه؟
ابتسم قائلًا بغمزه:
-حاسس إنك واقع يا فؤش
نظر له فؤاد قائلًا:
-متتدخلش في الي ميخصكش
عقب محمود بابتسامه:
-يبقا واقع يا معلم
غمز له مجددًا قائلًا:
– لاخلاص طلما مرات أخويا مقدرش أبصلها
ابتسم فؤاد وهو ينظر نحوها وهي تقف بوجه متجم تنظر أمامها بشرود، ثم صوب نظره نحو محمود قائلًا:
-أنا عايز أعرف بتتدخل في ملكش فيه ليه؟
تجاهل محمود حين رأى شخص يقترب من وسام وهي ترجع للخلف خوفًا منه، هرول نحوها بخطوات أقرب للركض ليصل لسمعه جملة الشاب:
-مهما حصل مش هتتجوزي غيري يا وسام!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسام الفؤاد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى