رواية طريقي إلى قلبه الفصل الرابع 4 بقلم هنا عادل
رواية طريقي إلى قلبه الجزء الرابع
رواية طريقي إلى قلبه البارت الرابع
رواية طريقي إلى قلبه الحلقة الرابعة
شهقت روز من عياطها لدرجة انها كانت مش قادرة تاخد نفسها، كنت مش عارف المفروض ارد اقول ايه؟ انا اصلا لا شوفت فيها حروق ولا تشوهات اساسا، لا عارف اقولها تبطل عياط، ولا عارف اقولها حتى تفهمنى حروق ايه اللى فيها دي؟ لقيتها هي اتكلمت وصوتها بيقطع من عياطها:
– بعد..بعد اذنك انا هقفل…سلام.
لسه كنت هرد عليها واقولها:
– استن…
كان الخط فصل وفعلا قفلت التليفون، حاولت اتصل بيها تاني لكن هي قفلت تليفونها كله، كنت هتجنن، فييين وفييين لما رجع سيف وانا مغمضتش عيني ولا عملت اي حاجة غير اني قاعد عايز اسأله مليون سؤال، هو فعلا كان مستغرب جدا من اعجابي ب روز، وحتى اصحابها كانوا مستغربين، لكن الاقرب ليا اني اسأل صاحبي انا، واخيرااااا رجع سيف اللى جريت اول ما سمعت صوت مفاتيحه فى الباب ووقفت قدامه لدرجة انه اتخض وقاللي:
– فى ايه يا غسان؟ واقف كده ليه؟ خضتني….
قاطعته:
– سيف، هو ايه اللى في روز مخليك انت واصحابها مستغربين اعجابي بيها؟
اخد سيف نفسه براحة بعد ما كان مخضوض من وقفتي قصاده كده، دخل وقعد على كرسى السفرة وهو بيقول:
– الله يسامحك، بقى دى واقفة تخضني بيها وانا لسه راجع من يوم ما يعلم بيه الا ربنا، علشان تسأل سؤال زي ده؟
رديت عليه وانا مستعجل:
– مش وقت اسئلتك يا سيف، جاوبني علشان خاطري، ايه الغريب فيها اللى مخلي اعجابي بيها مش مُقنع؟
سيف بيمسح وشه بأيديه وطلع تليفونه من جيبه وحطه على الترابيزة مع المفاتيح بتاعته، وبص ليا وهو بيقولي:
– هو عادي انها تعجبك يا غسان، لكن انبهارك بيها وبجمالها هو اللى غريب الحقيقة، اصل يعني….
قاطعته:
– ايه حكاية الحرق ده؟ انا مخدتش بالي منه اصلا؟
رد عليا سيف بأستغراب:
– ازاي مش واخد بالك منه؟! ده واضح وضوح الشمس، وده اللى خلاني مستغربك، دي رقبتها لحد دقنها الجلد كله مكرمش واسود بلون الفحم يا غسان، عايز تقولي ان اعجابك بيها خلاك مش شايف ده؟
رديت عليه بصدمة:
– حرق واضح؟ّ يعني انت شوفته؟
سيف:
– بقولك ده من رقبتها لدقنها، حتى لما سألت نغم كانت قايلالي انه فى جسمها كمان، هي بتحاول تداري رقبتها كتير لكن هتداري وشها ازاي؟
رديت عليه بغضب:
– بس انا مشوفتش ده، انا مشوفتش اللى انت بتقول عليه ده يا سيف…
سيف قاطعني:
– ازاي يعني؟ طبيعي تكون مشوفتش اللى فى جسمها، لكن اللى فى وشها ده اكيد يعني مش مستخبي.
رديت عليه وانا هموت من الاستغراب:
– والله ما شوفت حاجة، البنت قدام عيني مفيهاش غلطة يا سيف، ولا وشها ولا رقبتها ولا خدت بالي من اي حاجة غريبة فيها ابدا، كل اللى فيها انها خطفتني من اول عيني ما جت عليها، ولو مش هي اللى قالتلي ان فيها حاجة مكنتش سألتك اصلا.
سيف:
– يعني كمان هي اللى قالتلك على الحرق؟! يعني انت مشوفتهوش بنفسك؟ ازاي طيب؟ ده محدش بيشوفها مش بيلاحظ!
رديت عليه وانا مش عارف اوصف كم اللخبطة اللى جوايا:
– مش عارف ولا فاهم حاجة، انا….
سيف بتعب وارهاق:
– طيب بص يا غسان، خلينا نأجل الكلام فى الحوار ده للصبح لاني مش شايف قدامي، انا كان المفروض ابات فى الموقع اصلا بس مقدرتش الحقيقة وممكن تصحى الصبح تلاقيني سبقتك علشان الحق اخلص الشغل المتكوم عليا ده، اهدا كده ونام دلوقتي انت برضو يومك كان مليان، وبكرة نتكلم ونشوف ايه الحكاية دي.
مستناش سيف ارد عليه، دخل اوضته وساب بابها مفتوح ورمى نفسه على السرير بهدومه زى ما هو وراح فى سابع نومة فى نفس اللحظة، كنت انا بقى حاسس اني تايه، مش مشكلتي فى الحاجة اللي فيها، لكن مشكلتي فى اني مشوفتش كل اللى الناس شايفاه اصلا، دخلت اوضتي، بس الغريبة اني لما دخلت الاوضة حسيت اني فتحت الباب على عالم خيالي، فتحت الباب على شاطيء البحر، البحر اللى موجه كان عالي لكن بيوصل لحد حافة اوضتي ويقف، برغم ان منظر الموج يرعب ويخليني اقول اني هغرق وبيتي هيغرق معايا الا ان الموج كان بيهدا بمجرد ما يوصل على عتبة اوضتي، مقدرتش اتحرك من مكاني ولا انطق بكلمة، لقيتها ظهرت فجأة قدامي واتكونت ذرة ذرة من حبات المياه اللي بتهدا مع هدوء الموجة، ابتسمت ليا وقالتلي:
– ( انا من أشرقت الشمس من أجلي)
هي روز، جمالها وابتسامتها وعيونها العسلي اللى بتلمع، سمارها اللى بيسحرني، فستانها الابيض الجميل، حسيت بكركبة كل الافكار فى دماغي لدرجة اني مش قادر اتكلم معاها، لكن هي قالتلي:
– مش قولتلك اننا مش واحد يا غسان؟
قولتلها بذهول:
– انا مش فاهم!
ردت وقالتلي:
– انا ورد، هي روز، انت مش مبهور بيها هي، انت مبهور بيا انا…هي مشوهة.
اتضايقت من الكلمة:
– هي مش مشوهة، بس انتي مين؟ وعايزة ايه مني؟ وليه شايفك هي؟
اتكلمت ورد بأبتسامة وصوت بيزود ضربات قلبي:
– او شايفها انا!!!
كنت متردد اقتنع بكلمتها، لكن هي قالتلي:
– مش عايز تصدق كلامي؟! انت شايفها انا يا غسان، شايفها بالكمال اللى انا عليه، مشوفتش فيها العيوب اللى كل الناس شايفاها لأنك مش شايفها هي، ولا عنيك شايفة كل اللى هيشوفوا البشر.
مديت ايديها ليا وابتسمت، مديت ايديا ليها وسحبتني ناحيتها وقربت معاها، كنت واقف برجلي على رملة البحر اللى مش عارف ازاي هي فى اوضتي اصلا؟ ولا ازاي البحر ده كله بيوصل لحد اوضتي وبيرجع يبعد تاني من غير ما يغرقني؟ بصيت فى عنيا بتركيز خلاني مش قادر ارمش عيني، بصيت جوة عنيها شوفت حاجة غريبة جدا، شوفت واحدة ست واقفة قدام بنت صغيرة جميلة جدا وبتقولها:
– هقتلك لو نطقتي، هقطع جسمك بالسكينة لو حد عرف حاجة.
البنت الصغيرة كانت واقفة بترتجف قدامها وبتعيط وبتقولها:
– مش هقول حاجة، هسكت مش هقول لحد، مش هقول لبابا.
الست صوتها كان كله حقد وهي بتقول:
– انتي كدابة وانا مش مصدقاكي.
عيطت البنت اكتر وهي بتقول:
– مش هتكلم، صدقيني يا طنط من هقول حاجة، بس لو سمحتي بلاش تخوفيني، مش هقول مش هقول.
فى اللحظة دي خرج راجل من الاوضة اللى ورا الست دي وهو بيعدل هدومه وباصص للبنت بغضب غريب، واتكلم وهو بيقول للست:
– البنت دي هتفضحنا يا ليل، اخوكي لو عرف هيقتلنا.
هنا مسكت الست البنت اللى منهارة من العياط ومشيت بيها ناحية البوتجاز اللي كان والع على براد شاي، اتكلمت الست وهي بتقول بغضب باين فى ضغطتها على شعر البنت ونظراتها كلها تهديد:
– يعني لو ابوكي سألك يومنا ماشي ازاي؟ هتردي تقولي ايه؟
البنت:
– مش هقول حاجة، مش هرد خالص.
اتكلمت الست:
– شوفي يا روز، لو غلطتي بحرف، ولا قولتي لأبوكي ان عمو كارم كان عندي ولا جه فى بالك تتكلمي فى اللي شوفتيه انا هولع فيكي، ولو المرة دي مش هحرقك وبخوفك بس بالنار، ساعتها انا هموتك بجد….
روز خافت وحسيت فى اللحظة دي ان البخار بتاع البراد طالع عليها بيلسعها وحاسة بسخونيته، ابتديت تعيط وتحرك رجليها وهي بتقولها:
– ماليش دعوة، مش هتكلم، انا هقول لبابا ياخدني هناك، ومش هقول ان فيه حد بييجي عند عمتو خالص.
حركة روز فى ايد ليل خليتها مش قادرة تتحكم فيها ففلتت من ايديها وقعت على وشها، البنت لما وقعت مقدرتش ليل تبعدها عن البوتجاز، نزلت بصدرها على البوتجاز الوالع والبراد اللى اتقلب بمياه مغلية كان سبب فى نفس روز يتقطع من الصوات والوجع، وفى اللحظة دي كانت ليل واقفة مصدومة من المنظر والراجل اللى معاها هو اللى قال جملة واحدة:
– انا لازم مكونش موجود دلوقتي، لازم تلاقي حل للموضوع ده قبل ما اخوكي يعرف.
يتبع…
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية طريقي إلى قلبه)