رواية طريقي إلى قلبه الفصل الأول 1 بقلم هنا عادل
رواية طريقي إلى قلبه البارت الأول
رواية طريقي إلى قلبه الجزء الأول
رواية طريقي إلى قلبه الحلقة الأولى
بما ان عيد الحب جاي بعد كام يوم، حبيت احكيلكم حكايتي، اصل حكايتي فيها شوية مشاعر كده مينفعش مجيبش سيرتهم اليومين دول، اصل انا من الناس اللى بتحب عيد الحب وبتحتفل بيه الحقيقة، ومُعترف بأن شهر فبراير ده شهر الحُب، بعيد طبعا عن ان الحب مش محتاج يوم واحد علشان نحتفل بيه، الحب ده المفروض يكون هو اللى بيحركنا طول الوقت، ولو هو اللى بيحركنا ساعتها كل حاجة هتبقى رايقة وهادية وحلوة وماشية بهدوء، ودي طبيعتي وقناعتي حتى لو هتقولوا اني ملزق شويتين، لكن ده مش تلزيق والله خالص، انا بس تفكيري دايما يقولي:
– الحب طول ما هو موجود مش هيخلي فيه مشاكل، مش هنسمع اصوات عالية، مش هيدخل الحقد قلوبنا، ولا الغيرة هتعرف طريقنا.
برغم ان طبيعي اللى بيحب بيغير، لكن الغيرة على اللى بنحبه غير الغيرة من بني ادم عنده اللى مش عندي، طول ما قلبك مليان بالحب مش هتحس بغيرة او حقد ناحية حد، الحب لو فى قلبك مش هتعرف تخاصم وتزعل وتاخد وقت لحد ما تصفى، هتلاقي دايما اللى بيخليك تتنازل وتتهاون وتبسط الامور، وبرضو دي قناعتي انا مش بفرضها على غيري، بس بتعامل بيها فى حياتي، تقدروا تقولوا كده بحب اي حد حواليا ايا كان هو مين، اصحابي فى الحضانة حتى اللى كانوا بيتنمروا عليا بسبب وزني، فى المدرسة كنت بحب المدرسين كلهم حتى اللى كان علطول بيطلعني برة الفصل بسبب اني مش باخد معاه درس خصوصي، فى الكلية كنت بحب كل اللى حواليا مهما كانوا استغلاليين وبيتعاملوا معايا علشان الملخصات اللى بعملها بس، حبي ليهم ده كان بيحول علاقتهم بيا من علاقة سلبية ممكن تأثر عليا بشكل مؤذي، لعلاقة قوية تخليهم يوصلوا للي هما عايزينه من مصلحة بكل سهولة ومن غير ضرر وبحب كمان ورضا، اه طبعا احيانا كنت بتأثر بالكلام خصوصا وانا صغير، لكن امي كانت تقولي:
– متشغلش بالك باللي يتكلم عن الشكل، اثبتله انك احسن منه باللي فى قلبك.
علشان كده كان دايما قلبي هو اللي يحركني، لحد ما ثقتي فى نفسي زادت جدا، وزني مهمنيش، لوني الاسمر مشغلنيش، حتى شعري الخشن ده كان عاجبني جدا، كل ده فى فترة الطفولة، لكن لما ابتديت اكبر شوية ودخلت ثانوي، ابتديت اعرف اهتم بنفسي ازاي، الحقيقة امي مقصرتش فى تعليمنا وتربيتنا انا واختي خاصة ان بابا شغله كله سفر ومعظم السنة مش معانا، لكن كأهتمام بالوزن والكلام ده امي مهتمتش بيه، هي من وجهة نظرها:
– وزنك ده عز ابوك يا حبيبي، طول ما انت تخين ومبقلظ كده يبقى شبعان وعينك مليانة.
هي اه امي ست ب100 راجل، تعبت علينا ومعانا، لكن كان لها وجهات نظر مش صح طول الوقت، ابتديت اعرف يعني ايه جيم، يعني ايه فرد شعر، يعني ايه دايت، يعني ايه البس على ذوقي، ولأن احنا ماديا كويسين الحمد لله، لما كنت بقول لأمي على حاجة من الحاجات اللى عرفتها دي ومحتاجها، مكانتش بترفض خالص خاصة لما بتتأكد انها هتنفعني فعلا، علشان كده قدرت اشترك فى الجيم واعرف امشي على نظام وجسمي المبقلظ اللى كنت بتعاير بيه زمان بقى مفيهوش غلطة، شعري الخشن الافريقي زي ما كانوا بيسموه زمان بقى مظبوط وعرفت اعتني بيه ازاي ولا اشطر بنت بتعرف تعمل روتين لشعرها، لكن لوني بقى ده مفيش فيه نقاش، انا بحب سماري وبحب السُمر ومش بيلفت انتباهي غير البنات السمرة، نجحت فى دراستي بفضل ربنا وتعب امي معايا، وابويا برضو وشقاه وغربته كانوا سبب فى نجاحي، اختي كمان دخلت صيدلة الحمد لله، انا كنت ادبي وعلشان كده دخلت تجارة لكن كنت بحب الموسيقى جدا، ونجاحي فى دراستي كان سبب فى اقناع امي اني ادرس موسيقى كمان، حياتنا هادية انا وامي وغرام اختي، حتى لما بابا بيرجع من السفر يقعد معانا شهر ولا عشرين يوم بيكونوا حلوين جدا، حياتنا حلوة كده مفيش فيها مشاكل الحمد لله، لحد ما بقى عندي 26 سنة، خلصت كليتي واشتغلت بالواسطة الحقيقة لأن ابويا معارفه كتير، ودرست فى معهد موسيقى وكنت مبسوط جدا باللي اتعلمته ووصلت له لكن كان هواية بالنسبالي حابب اني ابقى فاهمها مش مجرد بحبها وبس، لكن مفكرتش اشتغل بيها، كده انا حكيتلكم نبذة عن حياتي من طفولتي لحد ما وصلت لمرحلة اني ابني نفسي بنفسي بقى وبدأت اشتغل فى مرسى علم..والغردقة..وراس غارب، اه شركتنا كان معظم شغلها فى البحر الاحمر، ودي حاجة جميلة بالنسبالي، كنت طول الوقت بشوف جمال البحر وروعته وانا بعشق البحر الحقيقة، لحد ما لقيت واحد صاحبي فى يوم بيقولي:
– غسان، ايه رأيك لو تشتغل فى باند فى فندق فى الممشى؟
ضحكت وانا بقوله:
– باند ايه يا سيف؟ لاء طبعا يا عم مينفعش، وشغلي اعمل فى ايه؟
سيف:
– بص، الشغل مش طول الاسبوع، ده هيكون يوم الخميس والجمعة والسبت بس من كل اسبوع، فلوسهم حلوة وانا عارف انت بتحب الموسيقى ازاي، وسألوني لو اعرف حد علشان فيه واحد من الفرقة سافر برة مصر وبيدوروا على حد مكانه، قولت اقولك.
رديت وانا برفض طبعا:
– مش هعرف اوفق بين شغلي وبين الباند اصلا يا سيف، وبعدين انا علشان هنا فى الغردقة الفترة دي، افرض اتصلوا بيا قالولي انزل اخلص شغل فى مكان تاني هعمل ايه ساعتها؟
سيف:
– طيب بص انت لسه قاعد هنا 3 شهور، تعالى نقعد معاهم واسمع منهم وشوف ايه الكلام، جرب كده ونسمع مش هنخسر حاجة.
بصراحة انا اه بحب الموسيقى جدا، لكن مفكرتش ابدا اني اشتغل فيها، بس بطبيعة الحال كان عندي فضول، وعلشان كده قولتله:
– ماشي نقعد معاهم، بس مش اكيد اني هنزل معاهم، الحوار مش هينفع علشان تبقى فاهم.
وفعلا رتب معاهم ميعاد وقابلتهم كلهم، الفرقة كانت 5 افراد، كلهم شخصيات لذيذة جدا…لكن روز كان لها وضع تاني خااااالص، روز كانت هي سبب قبولي لعرض الفرقة من قبل ما اعرف اي تفاصيل، روز كانت هي بداية حياتي، كانت هي بداية حكايتي.
اكلمكم عن روز، اسم على مسمى، سمرا بلون يخطف العين، عيونها العسلي الواسعه اللى يركز جواهم يغرق فيهم، رموش طويلة سودا تقيلة بحواجب مرسومة، شعرها البني القصير اللى رفعاه لفوق وهايش من ورا مزود جمالها، جميلة جداااا من اول عيني ما وقعت عليها وانا حاسس اني مش شايف غيرها، مع انها تقريبا مش مركزة معايا بنفس تركيزي، لكن صاحبي لاحظ اني اتشديت، قعدنا كلنا سوا وانا عيني معاها وكأني بذاكر ملامحها، الطبيعي بتاعي البنات السمرا بتشد انتباهي لكن انا مش برتبط او بتعلق بحد يعني، بحس ان العلاقات طول ما هي فى إطار الصداقة بتدوم اكتر، ومقتنع ان الارتباط مش هييجي غير بقرار الجواز والا هنبقى انا وهي بنتسلى وبنضيع وقت طول ما اللى جوانا مش اكيد ومجرد احاسيس كل واحد مننا بيعبر عنها بطريقة ممكن تكون مش صح، وعلشان كده برغم علاقاتي الكتير الا انهم كلهم اصدقاء واصحاب والحمد لله مفيش اي حد منهم جواه حاجة وحشة ليا ولا انا كمان، اتكلم سيف وقال:
– اهو ده بقى يا شباب غسان صاحبي اللى قولتلكم عليه، مجنون موسيقى.
ضحكت انا وردت نغم على كلامه:
– بلاش بس الثقة الاوفر دي يا سيف، لازم نسمع الاول ونحكم، انت تلاقيك بتجامله علشان صاحبك.
ضحك مجد هو كمان وقال:
– اومال ساكت ليه طيب يا عم غسان؟ دمنا تقيل ولا ايه؟
هنا قبل ما ارد اتكلمت روز بصوت زود ضربات قلبي:
– هما الفنانين كده كلامهم قليل.
ضحكت انا وانا باصص فى عنيها لكن هي بعدت عنيها عني وبصيت لسيف اللى قال:
– اولع الدنيا انا بقى واقول ان قصدك اصحابك مش فنانين؟
ضحكوا كلهم وضحكت معاهم وانا بقول:
– كبرتوا السالفة يا شباب، انا بس لسه متفاجيء من اني قاعد مع فنانين بجد، اصل انا متعاملتش مع حد فى المجال حقيقي غير فى المعهد، مقعدتش برة المعهد مع حد له فى الموسيقى.
نغم بأبتسامة جميلة:
– ده دمه خفيف كمان، احنا لسة مش فنانين اوي يعني، بس عموما انا نغم من اسكندرية.
مجد اتكلم:
– وانا مجد من القاهرة، والاخ اللى بيتكلم فى التليفون ده سامي من القاهرة برضو.
اتكلمت روز وقالت:
– وانا روز، نص مصري والنص التاني برازيلي.
كنت لسه هسأل لكن اتكلم سامي وقال:
– وانا كيمو من اسكندرية، خريج هندسة.
استغربت وانا بقوله:
– هندسة؟! وشغال فى الباند؟
رد كيمو بضحكة:
– لاء ده انا مؤسس الباند اصلا، خلصت هندسة علشان خاطر بابا وماما وهما احترموا رغبتي فى اني اشتغل فى المجال اللى بحبه، المهم المؤهل بالنسبالهم محترم.
كان خلص سامي تليفونه وجه حط ايديه على كتفي ب ود وهو بيقول:
– ها يا شباب اتفقتوا ولا لسه؟
هنا رديت وانا مش عارف المفروض اقول ايه، لكن بصيت لروز ولقيت نفسي بقول من غير تفكير:
– انا معاكم طبعا، بس مش تسمعوني الاول يمكن مبقاش نافع.
طبعا سيف صاحبي باصص ليا بدهشة وهو بيقول:
– ايه ده؟ ايه السهولة دي؟ على فكرة يا شباب الراجل ده قبل ما ندخل عليكم دلوقتي قاللي انا اكيد مش هوافق، انت كنت بتسرح بيا ولا ايه؟
اتحرجت من سؤال سيف، لكن كان لازم الاقي حاجة اقولها:
– الصراحة التيم كله روحه حلوة اوي والمقابلة اللى قابلونا بيها خلتني عايز اتعامل معاهم ونبقى اصحاب، مقدرتش اقول لاء يا عم سيف.
القاعدة طولت شوية وابتدوا كل واحد فيهم يقولي دوره ايه فى الفرقة وطلبوا مني اني اسمعهم الموسيقى بتاعتي، وفعلا لما سمعوا عجبهم جدا، وانا فى كل ده مش هاممنى غير اني هعرف روز وابقى قريب منها، خلصت القاعدة واخدنا ارقام بعض انا وسامة ومجد وكيمو، وهبدأ معاهم من يوم الخميس…بعد يومين، مشينا انا وسيف واخيرا لقيت المجال اني اقول كل اللى حسيته:
– ايه روز دي يا سيف؟
سيف بأستغراب:
– مالها؟! ايه السؤال ده؟
رديت عليه بهيام:
– ايه البنت دي؟ ايه القمر اللى ماشي على الارض ده؟
بص ليا بأستغراب:
– هي مين؟؟ انت بتتكلم عن مين؟
ركزت معاه وانا بقوله بحدة:
– روز يابني، بتكلم عن روز.
استغربني مش عارف ليه:
– روز؟! القمر اللى ماشي على الارض تقصد بيها روز؟!
رديت عليه بتأكيد:
– البنت عليها عيون ربطت لساني، مقدرتش اقول حاجة غير اني موافق ابقى معاهم، مش عارف ايه اللى حصل!!!
سيف:
– اذواق، انا برضو استغربت موافقتك برغم انك كنت رافض الفكرة، بس متوقعتش انك توافق بسبب روز يعني، يمكن لو نغم كنت قولت….
قاطعته:
– ولا اديلك امارة فى شكل نغم، انا عرفت اساميهم كلهم، ومش حافظ غير ملامح روز وبس، وعايز مشوفش بعيني ملامح حد غيرها لحد ما اشوفها يوم الخميس.
سيف ضحك عليا وهو بيقول:
– سبحان الله، اذواق والله فعلا، يلا كله فى الضلمة زي بعضه.
بصيت لسيف بأستياء وانا بقوله:
– ايه السوقية دي؟ اختار الفاظك بقى عيب عليك، انا مروح.
سيف بيضحك:
– ايه ده؟! احنا مش كنا متفقين اننا هننزل نشتري هدوم؟
رديت بسرعة:
– لالا، مش النهاردة، ممكن بكرة بعد الشغل، عايز اناااااااااااااااااااااام، يمكن احلم بيها.
ضحك سيف بصوت عالي وقاللي:
– يلا يا مجنون، هروح انا طيب اشوفلي اى كوتشي اجيبه لأن الكوتشي بتاعي اتقطع، وبكرة نجيب الهدوم سوا.
سابني سيف وراح هو يجيب اللى محتاجله، وانا روحت على البيت دخلت اخدت الدش بتاعي وروحت على سريري اتصلت بماما وبغرام اختي اطمنت عليهم زي كل يوم وقعدت بقى ادور على اكونت روز على الفيسبوك، طبعا بأرقام الشباب قدرت اوصل لأكونتاتهم وعندهم لقيت اكونت روز، كل الصور اللى على الاكونت بتاعها للفرقة وهي معاهم، معندهاش اصحاب كتير خالص حتى اللايكات تقريبا موصلتش ل15 لايك على كل صورة ومنهم الفرقة بتاعتها، مفيش كومنتات، مفيش اي حاجة تساعدني اعرف عنها اي تفاصيل، لكن كل صورة من صورهم افتحها واعمل زووووم عليها واسرح معاها، تقريبا اكتر من ساعة ونص وانا على الحال ده بسرح فى الصور، اتحرجت ابعتلها اد علشان كده اجلت الموضوع ده لحد ما نتقابل مرة تانية وتالته، افتكرت اني عندي شغل الصبح قررت انام، انا بنام بسرعة الحقيقة مش من الناس اللى بتاخد وقت تتقلب فيه على المخدة لحد عنيها ما تروح فى النوم، فى لحظات كانت معايا فى الحلم، بس معايا من بعيد، كنت واقف فى البحر بس مش على الشاطيء، وهي كانت قدامي لكن على مركب صغير بعيد عني، واقفة على حافة المركب من ناحيتي والمركب بتبعد وانا بنادي عليها:
– روز، تعالي، رايحة فين؟ المركب بتبعد.
كنت بقولها كده وانا بمشي فى المياه وطولي مع مستوى ارتفاع البحر بيقل بالتدريج، لكن هي مبتسمة وبصالي بعيونها اللى بتلمع مع الشمس وبتبعد اكتر، وانا ماشي وراها لدرجة ان طولي اختفى تماما، وفى الحلم برغم اني مش بعرف اعوم لكن كنت بحاول الحقها، بحاول اطلع تاني على وش المياه، جالي صوتها وكأنه حبل النجاة وهي بتقولي:
– حاااااول، لو وصلت هنقذك، حاااااول يا غسان.
لقيت نفسي برفع نفسي وبطلع على وش المياه وانا عندي امل تسحبني للمركب بتاعتها، لكن لقيتها اختفيت، مالهاش اثر، لقيت الدنيا ضلمة بعد ما الشمس كانت فى نص السما، البحر اسود مرعب، المياه الدافية بقيت تلج، حسيت بخوف ورعب وانا بنزل تحت المياه من تاني وكأن الدوامة بلعتني جواها لحد ما …….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية طريقي إلى قلبه)