روايات

رواية ضروب العشق الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم ندى محمود توفيق

رواية ضروب العشق الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم ندى محمود توفيق

رواية ضروب العشق الجزء التاسع والثلاثون

رواية ضروب العشق البارت التاسع والثلاثون

ضروب العشق
ضروب العشق

رواية ضروب العشق الحلقة التاسعة والثلاثون

فتحت عيناها ببطء شديد لا تتذكر شيء ولا تدري مالذي يحدث فقط رأت ضوء الشمس المتسلل من النافذة إلى الغرفة فهمست بخفوت :
_ كرم .. كرم فين ؟
ابتسمت رفيف بفرحة وقالت في تلهف :
_ شفق إنتي كويسة ؟
نظرت لها عندما انتبهت لصوتها وتمتمت بصوت ضعيف ومتألم وهي تضع يدها على رأسها :
_ هو إيه اللي حصل يارفيف ، أنا راسي وجعاني أوي
استقامت الأخرى واقفة وهتفت باهتمام :
_ أنا هروح اندهلك الدكتور وأجي
وبظرف لحظة هرولت رفيف للخارج حتى تنادي الطبيب ليطمئن على وضعها الصحى ، بقيت شفق تحدق في الغرفة من حولها كتائه تحاول تذكر ماحدث بالأمس وأول شيء تذكرته هو مشهد زوجها وهو ملقي على الأرض والدماء تسيل من جسده ومن ثم توالت على ذهنها بقية أحداث الأمس لتتذكر كل شيء بالتدريج ، لم تهتم لأي شيء عن ماذا حدث أو كيف أتت لهنا وماذا حدث لابن عمها ! .. فقط انشغل ذهنها وازداد رعبها قلقًا وخوفًا على زوجها ، فتحاملت على نفسها واعتدلت في نومتها لكي تنهض وتذهب لتطمئن عليه ، كانت بيد تستند على الفراش لتقوم وباليد الأخرى تمسك بها رأسها التي زاد ألمها عندما حاولت النهوض وبينما كانت على وشك أن تغادر الفراش دخل الطبيب بصحبة رفيف .
اسرع الطبيب نحوها وهو يقول بحزم بسيط :
_ بتعملي إيه يامدام شفق مينفعش تقومي من السرير دلوقتي خالص ، لازم ترتاحي شوية عشان الجرح اللي في راسك
هرولت رفيف إليها فنظرت شفق إليها وقالت بأعين دامعة وبنبرة صوت مرتعدة :
_ أنا عايزة اروح اشوف كرم وحشني أوي وعايزة أطمن عليه يارفيف
ملست رفيف على ذراعها بحنو مغمغمة بابتسامة صافية :
_ اطمني الحمدلله كرم بخير وزي الفل ارتاحي إنتي زي مابيقولك الدكتور بس
قالت باصرار وعناد :
_ لا أنا لازم اروح اطمن عليه بنفسي
اقترب الطبيب منها متمتمًا بوجه بشوش محاولًا تهدئتها :
_ طيب ممكن اطمن أنا عليكي الأول وعلى وضعك وبعد كدا اعملي اللي تحبيه
نقلت نظرها بينهم بتفكير ثم استسلمت للطبيب الذي بدأ يفحصها ويطمئن عليها ، ثم هتف بعذوبة :
_ الحمدلله إنتي زي الفل بس محتاجة ترتاحي على السرير على الأقل ليوم عشان ألم الرأس ميتضاعفش عليكي
_ شكرًا جدًا يادكتور
قالتها رفيف ممتمنة بابتسامتها اللطيفة ليجيب عليها هو :
_ العفو على إيه ده واجبي ، ألف سلامة عليها
استدار وغادر الغرفة بأكملها ولاتزال شفق مصرة على الذهاب حيث همت بالوقوف فقبضت رفيف على ذراعها تقول بدفء ورزانة :
_ شفق ارجوكي اسمعي الكلام وبلاش عند ، والله العظيم كرم كويس وزي الفل وفاق كمان الصبح ونقلوه لغرفة عادية
تهللت اسرايرها وأشرق وجهها المنطفيء بضحكة غمرتها بالسعادة :
_ بجد والله فاق
_ أيوة بجد .. بس بقى متتعبهوش وتروحيله وإنتي تعبانة كدا ، صدقيني هيتعب أكتر اصبري شوية تفوقي كويس بس وبعد كدا نروحله ، احنا قولنا ليه لما سأل عليكي أول مافاق إنك تعبتي شوية وارهقتي واجبرناكي تروحي البيت وتريحي شوية ، مقولناش ليه حاجة عن اللي حصل وإلا كان هيتعصب وهيتعب أكتر
عادت وادمعت عيناها من جديد لتقول بصوت باكي ومبحوح :
_ يعني هو كويس بجد يارفيف متخبيش عليا بالله عليكي
ضحكت رفيف بخفة وهتفت بشيء من المرح :
_ احلفلك بإيه اكتر من كدا ، والله كويس بعدين إنتي مش شيفاني بضحك وبهزر إزاي ، معقول هو لو تعبان هبقى مرتاحة ومبسوطة كدا
رفعت كف يدها إلى عينيها تجفف دموعها المتجمعة بهم وهي توميء برأسها بالإيجاب مهمهمة بنبرة رقيقة :
_ طيب أنا هصبر شوية لغاية ما اقدر اقف على رجلي حتى وبعدين هتوديني ليه
اجابتها مبتسمة وهي تشير بسبابتها إلى عيناها :
_ من عنيا
***
_ زين فين ياحسن ؟!
_ بيخلص كام حاجة في الشركة وجاي .. أنا لسا جاي من عند رفيف وشفق وتعبانة أااااا
وسعت هدى مقلتيها في حزم وأشارت بسبابتها إلى شفتيها تقطعة عن استكمال كلامه ، ونظرت إلى الباب واغلقته جيدًا حتى لا يصل كلامهم إلى مسامعه ، وهتفت بنبرة جادة ومنخفضة :
_ شششش اوعي تجيب سيرة قدام أخوك عن اللي حصل لمراته ليتعب اكتر ، هو بيكتم في نفسه ومش بيظهر حاجة لو تشوفه عامل إزاي من وقت ما قال الدكتور إنه هياخد فترة مش هيمشي على رجله
سكتت عن الكلام وانهمرت دموعها لتكمل ببكاء ووجع :
_ اللهم لا اعتراض عليك يارب ، أنا مش عارفة بيحصل معانا كدا ليه .. الأول زين وحصل معاه برضوا زي كرم كدا ، ودلوقتي خايفة عليك إنت ياحبيبي
ضمها إلى صدره وقبل رأسها وهو يملس على ظهرها بحنو وهمس مداعبًا إياها حتى يضفي بعض المرح ويخرجها من حزنها :
_ إيه يادودو إنتي بتفولي عليا ولا إيه ؟!!
هدى بصوت باكي :
_ بعد الشر عليك ياحبيبي ، ربنا يحفظكم ليا وميورنيش فيكم حاجة وحشة أبدًا
أبعدها عن صدره وقبّـل رأسها بحب هامسًا بنظرات حانية :
_ طيب امسحي دموعك دي ياماما خلاص عشان ندخله متخلهوش يشك في حاجة ، والحمدلله إنه بخير وموضوع رجله ده هين وبالعلاج الطبيعي هيرجع زي الاول واحسن متقلقيش
رفعت يدها للسماء ودعت الله بأن يشفي لها ابنها ويعود كما كان ، بينما حسن فلف ذراعه حول كتفيها ودخل معها له .
وجودوا كرم ينظر لهم بنظرة مريبة قليلًا وكأنها ساخطة أو قلقة ، تبادلت هدى مع حسن النظرات المستغربة حتى سمعوا صوته الغليظ وهو يسألهم :
_ شفق مالها ياماما
ارتبكت هدى وقالت باسمة بطبيعية مصطنعة :
_ مالها ؟!!
بدأ الضجر الحقيقي يظهر عليه حيث أجابهم بصرامة :
_ أنا سمعت حسن وهو بيقول إنه كان جاي من عندها ولسا مكملش كلامه قاطعتيه وقفلتي الباب عشان مسمعش
تنهد حسن بعدم حيلة ولم يجيب عليه بل اتجه وجلس على مقعد وثير متوسط الحجم دون ان يتفوه بنصف كلمة ، أما هدى فقالت مخترعة كذبة فاشلة :
_ هيكون مالها يعني يابني .. حسن كان جاي من البيت وبيطمني عليها وأنا قفلت الباب عشان افتكرتك نمت وخفت تصحي على صوتنا
حرك عيناه عليهم في نظرات ثاقبة ثم قال بهدوء لا يبشر بالخير :
_ ماما أنا مش عبيط عشان تضحكوا عليا بالكلمتين دول ، في حاجة بتحصل وإنتوا مخبين عني ، مهو مش معقول شفق تعبت ومشيت تريح في البيت ومش هتاجي تطمن عليا لما فوقت حتى
شعرت بأنها احتجزت في المنتصف فنظرت إلى حسن وهتفت شبه منفعلة :
_ ماتقول حاجة ياحسن لأخوك ده .. مصمم يعصب نفسه على مفيش وهو تعبان
_ وأنا مش هتعصب لو شفت مراتي ، عشان اللي بيحصل ده مش داخل دماغي ومش هرتاح غير لما اشوفها قدامي
هدى بنفاذ صبر ونبرة هادئة ولطيفة :
_ وهتروح تشوفها إزاي بس يابني ، إنت مسمعتش الدكتور قال إيه
صاح بهم منفعلًا وبعصبية :
_ أنا مليش دعوة بكلام دكتور ، إن شاء االه تجبولي زفت كرسي متحرك .. مش هفضل قاعد ……
توقف عن الكلام ووضع يده على موضع جرحه الذي ألمه عندما أنفعل ورفع صوته ، ليهب حسن واقفًا ويقول بإذعان لرغبته :
_ خلاص هدي نفسك ياكرم هروح اجبلك كرسي وأجيلك
اسرعت نحوه هدى وجلست بجواره على الفراش تهتف بأسى وإشفاق :
_ بتعمل في نفسك كدا ليه يابني .. مش عايز تريح نفسك ليه لغاية ما ربنا يتمم شفاك على خير
أغمض عيناه بألم وهمس بخفوت متحملًا الألم بصعوبة :
_ أنا كويس ياماما
هدى بقلق وخوف :
_ أنا هروح اندهلك الدكتور
همت بأن تقف ولكن خرج صوته محتشرج وقوي وهو يرفض رفض قاطع بخنق :
_ مش عايز دكاترة أنا
أصدرت هدى تنهيد حارة بشجن واستقامت ثم انحنت عليه وطبعت قبلة حانية على شعره متمتمة بصوت جاهدت في إظهاره طبيعيًا :
_ طيب مش هندهه بس ابوس إيدك متعصبش نفسك ياحبيبي ، إنت شوفت أهو لما اتعصبت تعبت إزاي
رفع نظره إلى أمه وطالعها بدفء أخيرًا يحتضنها بنظراته ثم التقط كفها وقبل ظاهره بلطف وهو يبتسم لها بحب فبادلته إياها ولكن ابتسامتها هي كانت أمومية تحمل كل ضروب الحنان في ثنايها .
***
فُتح الباب ببطء ودخل وهو يسير على كرسي متحرك وخلفه أمه تدفع به الكرسي في رفق ، وثبت رفيف واقفة باندهاش وكانت على وشك التحدث لولا كرم الذي أشار إلى شفتيه بسبابته حتى لا تتكلم وتوقظ ” شفق ” ، فنقلت نظرها بين أخيها وأمها بحيرة لتهز هدى كتفيها لأعلى بعدم حيلة وتتنهد رفيف الصعداء بعدما فهمت إصرار أخيها في اطمئنانه على زوجته بنفسه .. اقتربت منه وانحنت علي أذنه تهمس بعينان متعلقة على شفق النائمة في الفراش بهدوء :
_ فضلت تقاوم وكانت مصممة إنها تاجيلك في الأوضة بس مقدرتش تقاوم ونامت من التعب
هز رأسه بالتفهم ثم رفع عيناه إلى شقيقته وتمتم بخفوت تام :
_ طيب خدي ماما يارفيف واطلعوا وسيبوني معاها وحدي شوية
انتصبت في وقفتها ونظرت لأمها بانفطار قلب على وضع أخيها ولم يكن حال هدى أفضل منها ولكنهم امتلثوا لطلبوا وغادروا الغرفة ليتركوه ينفرد في الحديث مع زوجته على انفراد ! .
تحرك بمقعده ليقترب من فراشها أكثر فأصبح أمامها مباشرة ، دقق النظر في جبهتها المجروحة واللاصق الطبي الذي يخفي جرحها .. كذبوا عليه وأخبروه بأنه مجرد إرهاق وتعب ولكن يبدو أن ليلة غيابه عن الواقع حدث فيها الكثير وهم يخفوا عنه الحقيقة ، مد يده وملس بأنامله على وجنتها بلطف قاصدًا إيقاظها مع ابتسامة مشتاقة على شفتيه .. فتحت هي عيناها تدريجيًا وحين ادركت صورته أمامها ، وثبت جالسة كالذي لدغه عقرب !! ، حدجته بصدمة وهمست بأعين تلمع بوميض السعادة :
_ كرم
ابتسم لها بحب فغامت هي عيناها بالعبارات في لحظتها وغارت عليه ترتمي بين ذراعيه ، تعانقه بقوة وحميمية دافنة وجهها بين ثنايا رقبته ، المته بشدة عندما ارتمت عليه بكامل حمل جسدها ، فأصدر هو أنينًا خافتًا متألمًا .. ارتدت مبتعدة عنه بهلع هاتفة بأعين باكية :
_ أنا آسفة مقصدش والله
ثم امسكت بوجهه وادارته يمين ويسارًا مغمغمة بنبرة مرتعدة ومرتشعة :
_ إنت كويس ياحبيبي ، طمني عليك
امسك بكلتا كفيها وقبَّل كل كف على حده هامسًا بحنو امتزج بمشاكسة لطيفة :
_ أنا كويس ياقلب حبيبك .. بعدين أنا متصبتش في وشي ياشفق
لم تهتم لما قاله أو حتى مشاكسته حيث عادت وعانقته ولكن هذه المرة بحرص وهتفت باكية بعنف وصوت متقطع :
_ إنت وحشتني أوي .. كنت هتجن من الخوف عليك ، إنت عارف إني مليش غيرك ولو حصلك حاجة مش هقدر أعيش من بعدك ، أنا أساسًا مكنتش عايشة إمبارح .. لو هتمشي خدني معاك متسبنيش وحدي ، إنت وعدتني إنك مش هتسبني في الدنيا دي وحدي
لثم كتفها ورقبتها برقة هامسًا في هيام :
_ بعد الشر عليكي ياحبيبتي مسمعكيش بتقولي الكلام ده تاني .. ثم إني مسبتكيش واديني قدامك أهو ياشفق ، وأنا عند وعدي طول ما فيا نفس مش هسيبك أبدًا
اكملت نوبة بكائها العنيفة واحتضنته تُقبل كل أنش في وجهه من بين بكائها تهتف بارتجافة :
_ ربنا يخليك ليا .. متسبنيش تاني ياكرم ولو لحظة أنا من غيرك اضيع
استسلم تمامًا لقبلاتها الرقيقة والناعمة من شفتيها على وجهه وأغمض عيناه متلذذًا ليجيبها مداعبًا :
_ أنا بعد الكام بوسة دول حاسس إني بقيت زي الفل
_ إنت إيه اللي قومك من سريرك ياكرم .. إنت لسا طالع من عملية إمبارح ومحتاج ترتاح
قالت كلامها بحزم واهتمام فهتف هو بكل بساطة :
_ كنت قلقان عليكي ومكنتش هرتاح إلا لما اشوفك قصاد عيني ، وممكن بقي تفهميني إيه اللي حصل معاكي
مد أنامله وجفف دموعها في لطف ثم اقترب وقبلها من جانب ثغرها هادرًا بنظرات جادة ونبرة دافئة :
_ مين اللي عمل فيكي كدا ياحبيبتي ؟
اجفلت نظرها أرضًا وقالت بكذبة فاشلة وواضح اختراعها في محاولة بائسة لكي تلهيه عن الحقيقة :
_ محدش عملي حاجة أنا وقعت واتعورت
رمقها بنظرات حادة ومريبة يحذرها من الكذب عليه وهدر في صوت قوي :
_ شــــفــــق !!!
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت محاولة تغير مجري الموضوع ولكن بذكاء :
_ طيب أنا مش هخبي عليك والله ، بس هحكيلك لما وضعك يتحسن أكتر عشان متتعصبش وتتعب ياحبيبي
لمعت عيناه بمويض ناري مخيف وهو يسألها بصوت خشن :
_ عمك وجاسر اللي عملوا معاكي كدا صح ؟!
_ كرم ابوس إيدك ياحبيبي ماتشغل بالك بالمواضيع دي دلوقتي أنا كويسة وبخير الأهم إنت ، وأنا وعدتك إني هحكيلك كل حاجة .. ممكن بقى نروح اوضتك عشان تريح على سريرك لأنك ممكن تتعب كدا
قرب رأسها من شفتيه ليقبل جبهتها موضع جرحها بحب ويهتف بوعيد حقيقي امتزج بحنانه :
_ أنا آسف كان لازم أخد احتياطاتي عشان مديش الفرصة لعمك الحيوان ده أنه يقرب منك أو يأذيكي ، بس اقسم بالله مش ……
وضعت سبابتها على شفتيه تمعنه من استرسال حديثه وتنحني لترتمي بين ذراعيه هامسة بهيام :
_ أنا مش عايزة حاجة غير إنك تكون كويس وجمبي ، ممكن بقى كفاية مشاكل وخلينا نركز في حياتنا ياحبيبي .. أنا معنديش استعداد اخسرك إنت كمان
لم يعقب على كلامها وتركها تنعم بلحظاتها الغرامية والمشتاقة له وهي بين ذراعيه ، وحاله لم يكن يختلف عنها حيث أنه ضمها أكثر إليه يستنشق رائحتها متلذذًا بشعور الراحة الذي يداهمه وهي بين ذراعيه ……
***
وصل زين إلى قسم الشرطة وقاد الردهة الطويلة المؤدية لمكتب الرائد حسام ، وصل أمام باب المكتب وسأله الصول من هو وماذا يريد وبمجرد ما أخبره اسمه فتح له الباب بعدما اخبره بأن سيادة الرائد في انتظاره .
استقام حسام واقفًا وصافح زين بحرارة مبتسمًا بعذوبة وهو يقول :
_ اتفصل يازين .. طمني على كرم اخباره إيه
جلس زين على المقعد الخشبي الوثير المقابل لمكتبه وقال متنهدًا براحة :
_ الحمدلله فاق ووضعه بقى زي الفل
ردد حسام براحة ” الحمدلله ” ثم انتصب في جلسته وظهرت معالم الرسمية والجدية على وجهه قبل أن يبدأ في حديثه الذي كان كالآتي :
_ إنت طبعًا ادتني ورق وسيدهات كنت ماسكها على كمال الحسيني توديه ورا الشمس وهو في السجن دلوقتي ، وامبارح بعد ما ممسكنا جاسر لقينا ده في جيبه
رفع أمامه SD فعقد زين حاجبيه مستغربًا وقال بفضول ونظرة ثابتة :
_ إيه SD ده وفيه إيه ؟!
_ لحظة هخليك تسمعه بنفسك
كان بجانبه جهاز الحاسوب النقال فوضع بداخله ذلك SD وماهي إلا لحظات وبدأ فسمع صوت جاسر وهو يهتف بعصبية :
_ وإيه الحل دلوقتي ، أنا خلاص هقبل بالأمر الواقع وهستسلم مثلًا يابابا
هتف كمال بسخرية وغضب :
_ احمد ربك بأن سيف اكتفي باللي عمله فيك ، إنت متوقع إنه هيسمحلك تتجوز اخته بعد اللي عملته ده إنت حاولت تعتدي عليها يا أستاذ وإنت سكران
صرخ منفعلًا بجنون :
_ شفق خطيبتي وميقدرش يفسخ الخطوبة .. أنا مكنتش في وعي
_ إنت تكتم خالص وتحمد ربك إن محدش عرف لغاية دلوقتي إنك حاولت تقتل سيف وأنا مداري عليك كل ده
توقف الصوت وانتهي التسجيل فبقي زين مذهولًا يحدق أمامه في عدم استيعاب لما سمعه ، حتى أتي صوت حسام المستاء وهو يهتف بنظرة نارية :
_ محاولة قتله لظابط ومن اكفأ الظباط دي جريمة وعقابها مش سهل ده غير محاولة اعتدائه على مدام شفق زي ما سمعت ، وفوق ده كله الكلام ده هيصعب موقف كمال اكتر لأن فوق كل اللي عمله هو يعتبر مشترك مع ابنه في اللي عمله ده كمان
وقف زين وهو يزفر النيران من بين شفتيه ويترنح من فرط الغيظ متمتمًا :
_ دول متعودين على القتل بقى أه ياولاد ال…..
مسح على وجهه متأففًا يستغفر ربه ولم يكمل سبه فيهم ، استقام حسام هو الآخر وسأل بحيرة :
_ اللي مستغربه هو يشيل حاجة زي كدا معاه ليه ؟!
_ أكيد شفق اللي كان معاها التسجيل ده وهي كانت عايز تسلمه للبوليس وهو لما عرف خطفها
حسام بنظرات بها وعيد شيطاني :
_ اطمن أنا هوصي عليهم كويس أوي
***
في مساء ذلك اليوم ……
انفتح الباب وظهر من خلفه علاء ، كان وجهه عابس ومهمومًا يبدو عليه علامات الإرهاق والتعب ، لتهتف أمه بسرعة في قلق :
_ أخبار كرم إيه ياعلاء .. أبوك اتصل بيا الصبح وقالي إنه فاق
تحرك باتجاه الأريكة وجلس عليها يتمتم بخنق :
_ كويس ياماما الحمدلله بقي كويس
_ امال مالك يابني مضايق كدا ليه ؟
_ طبيعي اضايق ياماما على وضعه ، هما ولاد ال**** دول نفدوا منينا لما اتسجنوا
ملست على كتفه بحنو مردفة بدعاء يخرج من صميم قلبها :
_ ربنا يشفيه يارب .. وكدا أفضل لما القانون يعاقبهم
كانت ميار تجلس على أحد المقاعد وتطالعه بتأثر وأسى فهب هو واقفًا وانتبه لها فقال بإيجاز وهو يسير باتجاه الدرج :
_ تعالي ورايا ياميار عايزك
خرج صوت الأم قوي وهي تهدر :
_ لا أنا عايزة اتكلم مع ميار شوية ، اقعدي
أصدر علاء تنهيدة حارة باختناق ثم قال بلهجة حازمة بعدما فهم والدته جيدًا :
_ وأنا عايز مراتي دلوقتي ياماما ، معلش اجلي كلامك معاها بعدين لو سمحتي
وقفت ميار في المنتصف وهي تنقل نظرها بينهم هم الأثنين ، تتفهم علاء ولما يرفض حديثهم وبنفس اللحظة هي أيضًا تريد التحدث معها ، فنظرت لزوجها وهزت رأسها بإيحاب واعين دافئة وهي تهمس :
_ خلاص اطلع ياعلاء وأنا هشوف طنط عايزة إيه وهاجي وراك
وقف يتطلع في كلاهما بعدم حيلة ثم تركهم وصعد الدرج متجهًا لغرفته ، تحركت ميار لتجلس على الأريكة بجانب زوجة عمها وتهمهم بهدوء تام :
_ نعم
_ اظن إنه كفياكي أوي لغاية كدا مع ابني
أخذت نفسًا عميقًا واخرجته زفيرًا متمهلًا لتجيبها بصوت رخيم وأعين منطفئة :
_ أنا نفسي افهم إنتي ليه بتكرهيني !!
قالت بجفاء وعدم مبالاة بأمرها :
_ أنا مش بكرهك ياحبيبتي ، بس مش عايزاكي تكوني مرات ابني .. عشان علاء يستاهل واحدة تكون أفضل منك بمية مرة ، مش واحدة شرفها بقى في الأرض بصورها اللي شافها الكل
كانت عيناها على وشك زرف الدموع ولكنها شدت على محابسهم وأجابتها بقوة ولكن صوتها به غصة مريرة :
_ أنا مظلومة ومعملتش حاجة غلط .. عارفة إنه علاء راجل وكويس وألف من يتمناه ويستاهل الأحسن مني ، بس أنا بحبه بجد ومش عايزة أبعد عنه وهحاول أعمل كل حاجة عشان اسعده ، إنتوا من قبل ما يحصل اللي حصل ومحدش فيكم كان بيحبني هو الوحيد اللي حسيته عايزني بجد ، ارجوكي يامرات عمي متفرقهوش عني ، وسبيني اثبتلكم واثبتلك إني استاهله
طالعتها زوجة عمها بصمت ونظرات ثاقبة كالصقر دون أن تتحدث ببنت شفة وهي تفكر في حديثها وتعقله في ذهنها جيدًا بينما هي فاستقامت وهرولت إلى الأعلى تفر هاربة منها قبل أن تفقد زمام نفسها وتنفجر أمامها باكية !! ……
***
انفردت بنفسها في الغرفة وأجابت على الهاتف بنبرة عادية :
_ الو
_ أيوة يارفيف عاملة إيه ؟
جلست على الفراش وتنهدت بتعب متمتمة :
_ الحمدلله يا إسلام بخير وإنت
أجابها بخفوت واهتمام :
_ أنا كويس .. إنتي تعبانة ولا إيه مال صوتك ؟
رفيف بصوت مرهق :
_ أهاا شكلي داخلة على دور برد بس اخدت علاج وبقيت احسن عليه الحمدلله
تمتم في تلقائية ونبرة صوت تنسدل كالحرير ناعمًا ودافئًا :
_ الف سلامة عليكي خدي بالك من نفسك
خجلت بعض الشيء ولم تجيبه فتسمع صوته من جديد وهو يقول براحة وصلتها من نبرة صوته :
_ أنا كنت عندي كرم الصبح والحمدلله كان زي الفل ، حمدلله على سلامته
عبس وجهها من جديد بعد أن كانت على وشك أن تدخل السكينة لنفسها وتمتمت بقلب منفطر :
_ الله يسلمك .. والله يا إسلام أنا خايفة عليه أوي ، خايفة ميكونش الموضوع بسيط وخلاص زي ما قال الدكتور ومع العلاج هيرجع يمشي
_ لا متخافيش طالما قال الدكتور أنه بالعلاج الطبيعي هيبقى زي الفل يبقى اطمني .. ثم إني شفت وضعه بنفسي هو وضع رجله من سيء للدرجة دي كل مافي الموضوع أن في صعوبة ومش بيقدر يحركها بسهولة وده شيء بسيط الحمدلله وبالعلاج بيتحسن
اتاه صوتها المترجي من الله وهي تتمني بصوت مسموع :
_ يارب .. يسمع من بقك ربنا يا إسلام
عم الصمت بينهم للحظات حتى هتف هو بصوت رجولي هاديء يحمل كل ضروب اللطف والرقة :
_ طيب أنا كنت جايبلك هدية والمفروض إنها مفاجأة كنت هبعتهالك بكرا على البيت بس بما إنك متضايقة وده واضح من صوتك فهبعتلك صورتها دلوقتي يمكن تفرحك وتخرجك من المود
ابتسمت بتلقائية وقالت بعفوية :
_ بجد هدية إيه ؟!
_ ثانية خليكي معايا هبعتلك صورتها في رسالة على الواتس آب
امتثلت لطلبه وبقيت تنتظر وصول الرسالة ومازال الاتصال مفتوح بينهم ولكن لا يوجد صوت ، وأخيرًا وصلت الرسالة فاسترعت وفتحتها لتجد صورة بها ” دبدوب ” ضخم من اللون الأبيض الناصع ، بهرت به وأعحبها بشدة فوضعت الهاتف على أذنها وقالت بسعاظة غامرة واضحة في صوتها :
_ الله جميييل أوي أنا بحب الدباديب جدًا ، ميرسي يا إسلام على الهدية الحلوة دي
ضحك بخفة وأجابها مداعبًا :
_ الحمدلله إنه عجبك أنا جبته وكنت خايف تكوني مبتحبيش الدباديب ، بس بعد ما سمعت صوتك كدا أنا اتأكدت إن هدفي من الهدية وصل
ابتسمت باستحياء ولم يأتيه صوت منهة ففهم أنها خجلة بعض الشيء ليقول مبتسمًا بخفوت :
_ هيوصلك إن شاء الله بكرا الصبح
_ إن شاء الله مستنياه بفارغ الصبر
عم الصمت بينهم من جديد وكل منهم يبحث عن شيء ليقوله ولكن كلاهما لا يجدوا ما يقولوه ، فتشجعت هي وهتفت بحياء واضطراب ملحوظ في صوتها :
_ طيب تصبح على خير بقى
_ وإنتي من أهله
بمجرد ما أن سمعت هذه الجملة انهت الاتصال فورًا وعادت تفتح الرسالة من جديد وتمعن النظر في هديته وهي مبتسمة بفرحة طفولية !! ……..
***
فتحت باب الغرفة ودخلت ثم اغلقته خلفها بهدوء تام وسارت باتجاه الفراش لتلقي بجسدها عليه وتنفجر باكية بصوت مرتفع وصل لأذنيه في الحمام .. حيث كان يأخذ حمام دافيء ليزيح عن جسده تعب النهار الطويل فسمع صوت شهيقها وبكائها ، عقد حاجبيه بدهشة وقلق وفورًا خرج من أسفل الماء ولف حول نصف جسده منشفة وخرج لها ، اسرع إليها وجلس على الفراش يمسك بها ويبعد خصلات شعرها عن وجهها هاتفًا بقلق :
_ ميار مالك .. ماما قالتلك إيه ؟!
لم تجيبه واكملت بكائها العنيف دون أي أجابة فعاد يسألها ولكن هذه المرة بجدية وهو يحاول أن يرفع وجهها ليراه :
_ ميار ردي عليا !!
اعتدلت وارتمت بين ذراعيه واضعة رأسها على صدره العاري غير مهتمة بالماء التي على جسده بسبب أنه لم يجفف جسده وخرج لها مهرولًا .. هتفت ببكاء قوي :
_ ليه محدش بيحبني ياعلاء .. ليه كلكم بتكرهوني !!
ملس على شعرها وخرج صوته رجولي صلب وهو يسألها بحدة :
_ طيب ردي عليا وقوليلي ماما قالتلك إيه ؟!!
ابعدت رأسها عن صدره ورفعت عيناها إلى وجهه تقول بخفوت رقيق ونظرات دامعة وبريئة :
_ مقالتش حاجة أنا مضايقة إنها مش بتحبني وشيفاني وحشة وهأذيك ، ومش هي بس لا الكل شايفني كدا
أبعدها عنه تمامًا واستقام واتجه إلى خزانة الملابس ليخرج له ملابس ليرتديها ويقول باستياء :
_ أنا هنزل اتكلم معاها
وثبت واقفة ومنعته بصرامة وضجر حقيقي وهي تنهاه بتحذير :
_ عارف لو نزلت واتكلمت مع مامتك في أي حاجة هتبقى خسرتني أنا .. هي مقالتش حاجة غلط أساسًا ولا زعلتني أنا زي ماقولتلك زعلانة بسبب إني نفسي تحبني ومتبقاش بتكرهني كدا
حدجها بصمت للحظات وبدا لها أنه استسلم لرغبتها ولكنه عاد يكمل إخراج ملابسه فهتفت هي بخنق :
_ علاء أنا بتكلم بجد
_ ماشي يا ميار مش هنزلها خلاص
_ امال إنت بتعمل إيه ؟!!
نظر لها وقال ببساطة شديدة :
_ بطلع هدوم عشان البس ولا هقعد كدا يعني !!
قالت منصدمة وباقتضاب :
_ وإنت هتلبس قدامي يعني ولا إيه مش فاهمة ؟!!
حول رأسه ناحيتها وقال مبتسمًا بلؤم :
_ إيوة فيها إيه يعني !
_ نعم هو إيه اللي ايوة ده !!! .. ادخل البس في الحمام ياعلاء بلاش قلة أدب
غمز لها بعيناه في وقاحة وهمس :
_ أنا بحب البس هنا ، إنتي مضايقة ليه مش فاهم .. غمضي عينك وخلاص الموضوع اتحل
رفعت نظرها للأعلى وتأففت بقوة وهي تهتف بغيظ :
_ استغفر الله العظيم يارب
كتم ضحكته وامسك بالمنشفة يوهمها بأنه سيفعلها كنوع من مناكشتها ، فشهقت هي بصدمة واستدارت فورًا توليه ظهرها وتخفي عيناها بكفها صائحة به بسخط :
_ علااااااء .. إنت dirty أوي على فكرة
انفجر ضاحكًا وأجابها من بين ضحكه :
_ أنا مكنتش هعملها .. كنت بشتغلك بس وإنتي صدقتي طبعًا ، بس ما علينا أنا داخل البس في الحمام عشان ترتاحي
ظلت كما هي على وضعها توليه ظهرها حتى سمعت صوت خطواته يتجه إلى الحمام وعندما سمعت صوت غلق الباب التفتت بجسدها وهي تضحك مغلوبة على أمرها وتهمس :
_ منحط بصحيح !
***
جذبت مقعد صغير ووضعته أمام الفراش وجلست عليه ثم ظلت تتأمل ملامحه الهادئة والجذابة وهو نائم ، كيف أنه وسيم حتى في تعبه ، معالم وجهه تنضج بالحنو والدفء عندما تراه هكذا لا تصدق أن هو نفس ذلك الرجل المرعب الذي يتحول إليه عندما يغضب ، يستطيع في لحظة الخروج من قوقعة لطفه وحنانه إلى حقيقة مخيفة عنه ، لكنها لا تبالي بأي شيء سوى وجوده بجوارها أحبته بطلف وحنانه وستظل تحبه حتى في لحظات سخطه وتحوله للشخصية القاسية والمريبة ، كان دومًا رجلًا معها بما تحمل الكلمة من معاني .. لم يتركها للحظة منذ وفاة أخيها ، اهتم بها كأنها ملزمة منه ، حافظ عليها وأحبها وكان لها كالحصن المنيع الذي تحتمي خلفه ، والآن هي أكثر من مجرد متيمة به ! .
مدت أناملها الرقيقة وغلغلتها في خصلات شعره وعبثت به في رقة ، ثم انحنت عليه وطبعت قبلة على جبهته ونزلت بشفتيها إلى وجنته تلثمه بكم مفرط من اللطافة والرقة ، لدرجة أنه فتح عيناه من النوم على أثر لمساتها وهو يبتسم ، لاحظ أن الشمس لم تشرق بعد وأنهم بالمساء فقال بخفوت وصوت ناعس :
_ صاحية ليه لغاية دلوقتي ؟!
هزت كتفيها بعبث وهمست في رقة أنوثية مغرية :
_ مش جايلي نوم ، فقولت افضل صاحية عشان لو صحيت وعوزت حاجة تلاقيني موجودة
افسح في فراشه وتحرك بصعوبة على الجانب وببطء ثم أشار على الجزء الفارغ بجواره وهتف بعاطفة جيَّاشة :
_ تعالي نامي في حضني
قاست حجم الفراش بعيناها وقالت بعبوس :
_ السرير صغير ياكرم مش هيكفينا وبعدين أخاف انام جمبك وإنتي لسا جروحك ملتأمتش
رفع كفه وملس على وجنتها بنظرات تنضج بالعشق وبصوت يذيب القلب :
_ مفيش حاجة بتأذيني إلا بعدك عني ، يلا تعالي
لم تتمكن من الاعتراض بعد جملته الغرامية التي قالها ففعلت على الفور والتفتت لتتمدد بجواره فيفرد هو ذراعه بجواره على الفراش لتضع رأسها على صدره ويلف هو ذراعه حول جسدها يضمها إليه أكثر وبشفتيه يثلم شعرها بقبلات متتالية ثم استحوذ عليهم الصمت لدقائق حتى هتفت هي بصوت خافت :
_ كرم هو ممكن حد يدخل !
_ محدش هيدخل وحتى لو حد دخل هيخبطوا الأول اطمني
اكتفت بالصمت ليتمتم هو بخبث شبه ضاحكًا :
_ أنا في حجات كتير نفسي أعملها دلوقتي بس زي ما إنتي شايفة وضعي ورجلي يعني الصحة يدوبك الحمدلله
لو تركت نفسها تفكر في حديثه لعبست وحزنت بشدة ولكنها ارادت إضفاء جو مرح على جلستهم حيث أجابته بمداعبة ضاحكة :
_ لا صفي النية ياكوكو عشان ربنا يشفيك بسرعة ويقومك ليا بالسلامة وصدقني أنا اللي هظبطك بس إنتي قوملي بالسلامة كدا
_ طيب إنتي مش شايفة إن كدا أنا هخلل .. خصوصًا إن العلاج الطبيعي لرجلي هيطول شوية فنستني ليه ماتظبطيني دلوقتي !
لم تتمكن من تجاهل حزنها وشعورها بنبرة الحسرة والمرارة في صوته ، لتعتدل في نومتها وترفع رأسها عن صدره لتلثم جانب ثغره وتتمتم بحنان جارف وأعين كلها عشق :
_ أنا معاك وجمبك لغاية ما ربنا يقومك ليا بالسلامة وترجع تمشي على رجلك من تاني .. والدكتور قال الموضوع بسيط فمتضايقش نفسك ياحبيبي ، ثم إن لو موقفتش أنا جمبك في محنتك مين هيقف جمبك .. صدقني هكون ليك السند والضهر اللي هتسند عليه في فترة علاجك ، احنا الاتنين بنكمل بعض ياحبيبي .. مش عايزاك تشيل هم خالص وطول ما احنا مع بعض هنجتاز الامتحان ده إن شاء الله
ابتسم لها بهيام وقرب رأسها منه ليقبل رأسها مطولًا بحب ويهمس :
_ ربنا يخليكي ليا ومحرمنيش منك ياقلب حبيبك ، أنا كفاية عليا تكوني معايا بس
عادت لمرحها من جديد وغمغمت بمكر أنوثي لطيف ومضحك :
_ أيوة كدا أضحك ، تعرف إن أحد الأسباب اللي كانت بتجذبني ليك وخلتني أحبك هي ضحكتك وابتسامتك
دهشه ردها قليلًا فضحك وقال من وسط ضحكته :
_ لا والله !!!
غمزت له بعيناها في نظرات ليست بريئة أبدًا وهي تتغزل به في تغزل صريح قاصدة إضافة المرح عليهم :
_ يعني مش كفاية وسيم ومز وكمان عليك ضحكة جنان ، حرام عليك القلب اشتكي
انطلقت منه ضحكة رجولية متأججة وهتف من بين ضحكاته وهو يبادلها اللؤم :
_ طيب ماتيجي اهشتكهولك بما إن قلبك اشتكي
شفق بمشاكسة ضاحكة :
_ لا متخفش هو قلبي اتعود على كتلة الوسامة دي خلاص ، كنت بواجه مشاكل عويصة في البداية الحقيقة ومش عارفة الاقيها من فين ولا من فين .. من سامتك لا ابتسامتك ولا لطافتك ولا حنيتك ولا إيه فمكنتش عارفة اتلم على نفسي وبهنج من مجرد بس نظرة منك .. بس الحمدلله قدرت اسيطر على الوضع
لم يتوقف ضحكه حيث هتف باندهاش :
_ ياااه للدرجة دي .. مكنتش أعرف إني عاملك المشاكل ده كلها
_ شوفت بقى وسامتك عملت فيا إيه !!
_ طيب بقولك إيه ماتجيب بوسة ياجميل إنت
تصنعت الخجل والدهشة من طلبه حيث قالت وهي تجحظ عيناها :
_ كرم عييييب .. لا إنت مكنتش كدا أنا عايزة الكوكو بتاعي اللي بيتكسف
_ لا كسوف إيه بقى خلاص كان زمان وجبر ، مفيش وقت للكسوف دلوقتي ياحبيبتي
انفجرت هي الأخرى ضاحكة وعادت تدفن وجهها بين ثنايا صدره وهي تضحك فيضحك هو على طريقة ضحكها اللطيفة ! ……
***
وجدته جالس على الفراش وبيده المسبحة يذكر الله وغير منتبه لها مطلقًا ، فابتسمت بدفء واقتربت منه لتتمدد على الفراش وتضع رأسها على حجره وتسحب الغطاء على جسدها هامسة برقة جميلة :
_ زينو اقرالي قرآن بصوتك
وضع كفه على شعرها وجعل يملس عليه بحنو مبتسمًا ثم بدأ يرتل لها بصوته العذب آيات من القرآن الكريم ، فأغمضت هي عيناها متلذذة بالسكينة التي دخلت على قلبها ، مرت ما يقارب النصف ساعة وهو لا يزال يقرأ وأناملها تعبث بخصلات شعرها في لطف مما بعث لها الاسترخاء الجسدي وكانت ستغفل بين ذراعيه وعلى صوته الجميل ، لولا أنها سمعت صوته وهو يهتف ” صدق الله العظيم ” رددت خلفه ولكن بهمس غير مسموع ، مما جعله يظن أنها نامت فانحنى برأسه عليها ينظر لها بتدقيق ويتمتم :
_ ملاذ إنتي نمتي ولا إيه ؟!
هزت رأسها بالنفي ثم اعتدلت في نومتها ونامت على ظهرها فاصبحت مقابلة لوجهه تمامًا وهتفت بصفاء :
_ كنت على لحظة وهنام خلاص ، بحب اسمع صوتك أوي وإنت بتقرأ قرآن .. ماشاء الله عليك ياحبيبي
انحني عليها برأسه يخطف قبلة على مقدمة شعرها مغمغمًا بمداعبة :
_ عايزين نبدأ حفظ بقى ومن غير تلكيع ولا كسل مفهوووم
أشارت بسبابتها إلى كلتا عيناها وهي تضحك وتجيبه بابتسامة مشرقة :
_ إن شاء الله مش هتشوف الكسل ده أبدًا .. وبعدين هو أنا أطول لما الشيح زين بنفسه هو اللي يديني إحكام تجويد و يحفظني قرآن
هتف زين بضحكة بسيطة :
_ يابكاشة .. بتاكلي عيش وبتثبتيني بالكلمتين دول
تصنعت البراءة وقالت مدهوشة بوجه مبتسم :
_ أنا .. ابدًا ده إنت اللي دايمًا فاهمني غلط
اصدر ضحكة خفيفة ثم خرج صوته جادًا وتغيرت نبرته وهو يقول :
_ صحيح بعد بكرا هسافر أنا وإسلام عشان الدكتور حدد معاد العملية وهتكون يوم الخميس والنهردا الأثنين فيدوب نسافر من بكرا
اعتدلت جالسة وهزت رأسه بتفهم مردفة :
_ أيوة ماما قالتلي الصبح .. خايفة عليه والله ربنا يقومه بالسلامة ويعدي العملية دي على خير
_ متخفيش هي عملية مش خطيرة ولا صعبة وإن شاء الله هتعدي على خير
مدت كفها ومررت أناملها برقة على لحيته الكثيفة وهي تهمس ممتنة بعشق جارف :
_ ربنا يخليك ليا ياحبيبي .. مش عارفة أشكرك إزاي على وقفتك مع إسلام دي بجد
رفع حاجبه مستنكرًا كلامها السخيف والذي ضايقه حيث تشدق بغلظة صوته الرجولي :
_ تشكريني !!! .. اهلك هما أهلي ياملاذ ومفيش شكر بين الأهل ، بلاش هبل ومتقوليش الكلام ده تاني عشان متعصبش
انفجرت شفتيها باتساع ومالت برأسها على الجانب في نظرات كلها خبث ودلال أنوثي مثير حد اللعنة ، ومدت كفها الآخر تعبث بأناملها في لحيته وتقترب منه تحرك ارنبة أنفها على لحيته بطريقة جذابة :
_ من عنيا إنت تأمر .. أنا مقدرش على زعلك أصلًا
التقط أنفاسه ببطء وأبعدها بلطف عنه بعدما أحس بأنه سيفقد زمام شهواته :
_ طيب ابعدي وسيبي دقني يابنت الناس .. لازم التلامس ده
مالت شفتيها بابتسامة ماكرة والتصقت به أكثر تلف ذراعيها حول رقبته هامسة بصوت به بحة أنوثية مغرية :
_ إيه ده يازينو إنت من إمتى بتتأثر من مجرد لمسة ياحبيبي
هو ليس بحجر .. من الطبيعي كأي رجل أن يفقد سيطرته هلى نفسه عندما تكون زوجته امرأة فاتنة مثلها ، حدجها بنظرة كلها رغبة وبالرغم من ذلك تمالك نفسه بصعوبة واكتفي بالقبلة التي خطفها من جانب ثغرها وهو يجيبها بنبرة ذائبة :
_ ملاذ أنا معايا شغل الصبح بدري ياحبيبتي والله ، متخلنيش اتأخر على شغلي زي المرة اللي فاتت لما صحيت متأخر وكان معايا اجتماع .. تصبحي على خير ياملاذي
ثم مدد جسده على الفراش وتدثر بالغطاء موليًا إياها ظهره وهو يهتف ببساطة :
_ نامي ياحبيبتي الوقت اتأخر كفاية
حجبت ضحكتها وهتفت بتذمر مزيف عاقدة ذراعيها أمام صدرها :
_ طيب أنا عايزة أنام في حضنك
أخرج زفيرًا حارًا فهي تفعل كل هذه الحركات عمدًا لكي تثيره ، تسطح على ظهره وبسط ذراعه بجانبه يقول مغلوبًا علي أمره :
_ تعالي ياملاذ نامي في حضني
اظهرت عن ابتسامة عريضة وانضمت لأحضانه ، تضع رأسها على صدره الواسع والدافيء وتعانقه بقوة تستمد منه حرارة جسده لتدفئها ، فيضمها هو بذراعه ويرفع الغطاء عليهم مبتسمًا بغرام على أفعالها التي تبدو له طفولية في بعض الأحيان !! …..
***
عيناها تدور في كل ركن أمامها .. تتفحص المنزل وكأنها للوهلة الأولى تراه ، ذلك المنزل الذي شهدت فيه تعاسة لأيامها تلاحقها حتى الآن كلما تتذكرها .. تحاول التركيز على حياتها الجديدة معه وأن وضعهم لم يعد كسابقًا ، هي أصبحت يسر مختلفة وهو لم يعد ذلك الشخص القاسي وعديم المشاعر التي كانت معه .. وعدها أنه سيعوضها وهاهو يوفي بوعده حقًا .
لكن الماضي لا يتركها تنعم بالحياة التي دومًا تمنتها ، يستمر في تعكير لحظاتها ، فكيف للمرء أن يتخلص من ماضي ترك بصمة في نفسه وغيره .. هل هو بكل هذه السهولة التي يعتقدها البعض ، البعض الذين لم يعانوا من نفس الماضي !! .
رأته ينضم ليجلس على المقعد بجوارها ويسألها بتعجب :
_ قاعدة كدا ليه ؟!
ابتسمت بمرارة وقالت :
_ مفيش .. بستعيد الذكريات مع نفسي ، لما خرجت من البيت ده كنت مقررة إني مستحيل ادخله تاني ومش هرجعله ولا حتى إنت ، واديني فيه من تاني أهو
_ يسر لو مش حابة تقعدي في البيت هنا وشايفة إنه بيفكرك باللي حصل بينا .. نشتري بيت جديد ياحبيبتي ونبدأ فيه من البداية
هزت رأسها بالنفي واحتضنت كفه تتمتم بنظرات بها رجاء :
_ ده البيت اللي بدأت فيه حكايتنا وهتنتهي فيه ، أنا بس كل اللي بطلبه منك إنك متخذلنيش ياحسن
_ يعني بالله عليكي ياحبيبتي بعد كل اللي عملته عشان ارجعك ليا واخليكي تسامحيني هل ممكن اخذلك تاني .. ده أنا ابقى حمار أوي لو عملت حاجة تخليني اخسرك من تاني ووقتها استاهل كل اللي تعمليه فيا
حدجته بأعين تطلق شرارات العشق ثم عبس وجهها من جديد وهتفت بيأس :
_ المشكلة دلوقتي هقول لبابا وماما إزاي إني لسا حامل
تعكر مزاجه هو الآخر بمجرد تذكره لأمر حملها وقال مقتضبًا :
_ أنا نفسي أفهم كنتي بتفكري إزاي لما خبيتي عنينا حاجة زي كدا ، فهمت إنك كنتي ناوية تخبي عليا بسبب إني مكنتش عايزه الطفل ده بس حتى بعد ماغيرت رأى ورجعت لوعي إنتي فضلتي مستمرة في كذبتك يايسر .. أنا كل ما بفتكر بتنرفز حقيقي
_ لإن إنت السبب ياحسن .. إنت اللي خلتني معنديش ثقة فيك ، كنت خايفة على نفسي منك .. متخيل إنتي وصلتني لمرحلة إيه !!
رد عليها ضاحكًا بسخرية :
_ تخافي على نفسك مني ! ..ده على أساس إنك بريئة اوي يايسر وكنتي هتسمحيلي أصلًا إني اقربلك مثلًا ، ده إنتي كنتي بتقوليلي هقتلك لو قربت مني لو فاكرة يعني .. إنتي عملتي كدا عشان تحرقي قلبي وبذات بعد ما عرفتي إني تراجعت فحبيتي تنتقمي مني بالطريقة دي صح ولا لا ؟!
استقامت واقفة وصاحت به منفعلة بغضب عارم :
_ صح ولا غلط هتفرق بأيه .. إنت شوف أنا بكلمك في إيه وإنت بتتكلم في إيه ، غطلي ميجيش حاجة قصاد غلطاتك اللي كنت بتغاضي عنها ياحسن .. بعدين أنا بقولك مش عارفة أقول إيه لبابا بدل ما تقف جمبي وتساعدني بتتعصب عليا ، ماهو الموضوع مش هياجي فوق راسي أنا لوحدي لازم ابرر لبابا موقفي اللي خلاني اخبي عليهم وأكيد مش هروح اقولهم اللي حصل بينا وإلا هتتفتح مشاكل ملهاش آخر ، بس حضرتك ماسكلي في الغلطة اللي غلطتها وكل دقيقة والتانية تفضل تتعصب عليا بسببها ، بدل ما تفكر معايا في حل .. بس بجد حقيقي شكرا إنك اثبتلي إن إنت عايزنا نفتح صفحة جديدة مع بعض وننسي القديم فعلًا
قالت آخر كلماتها واندفعت إلى غرفتهم تدخل وتغلق الباب عليها بالمفتاح من الداخل حتى لا يتمكن من الدخول عليها ، أما هو فمسح على وجهه متأففًا .. لا يعرف كيف فقد أعصابه بهذا الشكل ، دومًا يتصرف بحماقة ومن ثم يندم ويقرر الاعتذار وهاهو سيذهب لها ليعتذر كالعادة !! .
مسك مقبض الباب واداره أكثر من مرة ولكنه لا يفتح فطرق على الباب وهتف بصوت هاديء :
_ افتحي الباب يايسر
اتاه صوتها المستاء تهدر بعصبية :
_ لا مش هفتح ياحسن عايزة افضل وحدي ممكن .. وكمان روح نام في الأوضة التانية
حسن بكل بساطة ورفض :
_ لا مش هينفع اروح انام في أوضة تاني
_ ياسلام .. وده ليه بقى إن شاء الله !!
أكمل ببرود تام وصوت خافت :
_ عشان بخاف أنام وحدي
ابتسمت باستهزاء وقالت بقرف :
_ هاهاهاها ظريف ودمك خفيف
_ عارف .. افتحي يلا بقى
صاحت بإصرار ورفض قاطع :
_ قولت لا ياحسن مش هفتح
تغيرت نبرتها من المرح إلى الجدية وهو يعتذر منها بصدق وصوت مهموم :
_ أنا آسف صدقيني مقصدش اتعصب عليكي والله ، بس أنا أعصابي تعبانة اليومين دول ومرهق بسبب كرم واللي حصل معاه .. غصب عني انفعلت عليكي اعذريني ياحبيبتي
لوت فمها وأشفقت عليه ، فهي تعرف أنه حقًا
ليس بمزاجه الطبيعي بسبب المشاكل الأخيرة ، لان قلبها عليه واتجهت نحو الباب لتفتح له ثم عادت للفراش وجلست التربيعة في منتصفه وهي لا تنظر له ، فتحرك هو باتجاهها بعد أن اغلق الباب وجلس بجوارها لينحني برأسه ويطبع قبلة على كتفها هامسًا :
_ متزعليش وهقولك أنا آسف مرة وأتنين وتلاتة كمان
نفرت بكتفها تبعد ملمس شفتيه عن جسدها وتلتفت نصف التفاتة لتعطيه جزء من ظهرها توضح له رفضها لاعتذاره ، فضحك هو بصمت واحتضنها من الخلف يضع كفه على بطنها هامسًا أمام أذنها :
_ طيب عشان خاطر المفعوص اللي من قبل ما ياجي وهو عامل مشاكل بينا ، شكله هيطلع هادي خالص ومش هتعبنا أبدًا
يسر بغيظ ونظرات بها غل :
_ هيطلع عينك ويطفشك عشان ياخد حق أمه منك
هتف مبتسمًا وهو ينزل بوحهه يدفنه بين ثنايا رقبتها :
_ وماله .. هو من دلوقتي أصلًا ومخلي هرموناتك ماشاء الله عليها وكله طالع عليا أنا للأسف ، بس مش مشكلة كله يهون عشان خاطركم
دغدغتها انفاسه الدافئة التي تلفح رقبتها وأثارت رعشة في جسدها فابتسمت ومالت برأسها للجانب تهتف بحياء بسيط :
_ ابعد ياحسن الله خلاص .. أنت ما بتصدق وتستغل الفرصة
تجاهل كلامها وشدد عليها يقربها منه أكثر ويتمتم بلؤم :
_ إنتي دلعتيني باسم غريب واحنا في امريكا .. فكريني بيه كدا
لفت رأسها تجاهه نصف التفاتة وقالت ضاحكة :
_ سنسن !
سكت للحظات يردد الاسم بين شفتيه وكأنه يتذوقه ثم قال بنظرات ليست بريئة أبدًا :
_ كمان مرة
فهمت مغزاه المنحرف وقررت السير معه لنهاية الطريق لترى نهايته حيث قالت برقة انوثية جميلة :
_ ســنســن
مد يده دون أن تشعر لضوء الغرفة واكمل همسه الماكر :
_ آخر مرة بقى
وفي اللحظة التالية فورًا وجدت الغرفة أظلمت فشهقت بفزع وضحكت بخفة تنعته بالوقح !! …
***
بعد مرور يومان ….
هرولت ملاذ مسرعة على رنين هاتفها حتى تجيب عليه بعدما توقعت أن المتصل هو زوجها فقد سافر صباح اليوم هو وأخيها للندن من أجل العملية ، وقد وصته بأنه بمجرد وصوله سيتصل بها ليطمأنه عليهم وها هو يفعل ! .
أجابت على الهاتف بصوت جميل :
_ ايوة يازين اخباركم إيه ياحبيبي وصلتوا بخير
_ بخير الحمدلله ياملاذ وقاعدين في فندق كمان .. خلي بالك من نفسك ومتقعديش وحدك في البيت البسي وروحي لمامتك تمام
_ حاضر هلبس دلوقتي واروحلها والله متخفش ااا…
توقفت عن الكلام عندما احست بدوار فجأة والاشياء من حولها دارت بها بحركة دائرية لتسمع صوته في الهاتف غير واضح وبعيد :
_ الو ملاذ إنتي معايا
تمتمت بصوت خافت وضعيف :
_ ايوة أنا معاك يازين
اكمل حديث معها ولكن انقطع صوتها تمامًا ولا يجد منها رد فهتف بصوت مرتعد :
_ ملاذ .. ملاذ

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضروب العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى