روايات

رواية ضراوة عشق الفصل الثاني 2 بقلم دهب عطية

رواية ضراوة عشق الفصل الثاني 2 بقلم دهب عطية

رواية ضراوة عشق الجزء الثاني

رواية ضراوة عشق البارت الثاني

ضراوة عشق
ضراوة عشق

رواية ضراوة عشق الحلقة الثانية

طرق على الباب الخشبي بكل قوته يكاد من شدة ضراوة الغضب يخترقه كالهواء….
فُتح الباب بعد صياح الطرف الاخر بانزعاج،وقبل ان يرفع عينيه الحاقده على مخترق خلوته بتلك
الهمجية عاجله الطارق بلكمة قوية اطاحته ارضاً
رفع (هشام) عينيه بغضب على الطارق الذي لم تتضح صورته أمامه بعد…
سرعان ما ارتفع حاجبه بدهشة وهو يجد(عمرو) يقف أمامه صدره متضخم من شدة الغضب وعينيه من شدة الاحمرار تظنهم سيقذفان حمماً بركانيه
على هذا الملقي ارضاً أمامه ، كانت جبهته متعرقه
وكانه خرج من حرب لتوه حتى انفاسه الذي يمررها
لرئتيه يبغضها بقوة وكانه لا يود مشاركة الهواء مع هذا الوغد..
مسح هشام قطرات الدماء المتعلقه في انفه وهو يعلق بسخرية غير مبالي بملامح عمرو المخيفة..
“اي المقبله دي هو انا قتلتلك قتيل ولا إيه…”
تقدم منه عمرو بصمت والغضب ذاد اكثر عليه
سحبه بقوة وهو يعجل بلكمه قوية في معدته
ومن ثم بفكه ليتاوه(هشام) بغضب ويبدأ بدفاع
عن نفسه….
سدد الكمات لعمرو في وجهه والاخر لم يبخل بوضع كل ما يعتريه به…
وبرغم من ان جسد هشام الرياضي يفوق عمرو إلا ان عمرو كان المسيطر والاكثر قوة في تلك الأوقات …
فالقوة لم تتكون من عدة عضلات وجسد ضخم
قد تاتي القوة حينما يخذلك احدهم.. حينما
تحمي احب الناس لقلبك.. حينما تحتاج لك لا لاحتياجك انتَ لها !…
“عملت كده ليه….عملت كدا ليه…ملقتش غير وعد..
مكنش قدامك غيرها عشان تشفي غليلك وتمل النقص اللي جواك من ناحيتي..ملقتش غيرها…عملت كدا ليه…انطق يابن الـ*****…”كان يزمجر فيه بغضب ولكمات تتزايد بينهم…
ابتسم هشام بتشفي وهو يراه في ذروة غضبه وخذلانه ، وكان يتلذذ برأيته بهذا الشكل…
مجرد خروجه من قوقعة الصمت وانهيار صياحه الحاد والذي لا يثبت إلا الغضب منه ومن تلك الحبيبة التي لم تكن حبيبةً كما تصور بل كانت
ملكاً لصديقه منذ فترة ليست بقصيرة…
كم يصعب تذوق الخيانة والخداع بحيل شياطين مثلهم….
تحدث هشام بعد ان ترجم سريعاً أنه علم بكل شيء بينه وبين وعد !…أراد اشعال قلبه بنيران لم تخمد بعد….
“ما تعترف بقه إنك خسرتها..أي مش قادر تصدق انها فضلتني عليك مش قادر تصدق انها كانت بتقبلني وبتكلمني تحب فيه وهي لبسه دبلتك…”صمت هشام وتوقف عمرو من بداية حديثه..
ادعى هشام بالكذب مُتابع بخبث وهو يشير على غرفته …
“ياراجل دي اوقات كانت بتبات في حضني وهي مفهماكم انها عند واحده من صحابها…”
لكمه عمرو بقوة وهو لا يصدق ما سمعه للتو…
وضع هشام يده على فكه بحنق ولكن داخله كان سعيد من هذا الارتجل فهو يسد اي ثقب ولو صغير
في تلك العلاقة التي حكم عليه بالفشل بمجرد دخوله بينهم !…
مجرد انهُ يريد تمزيق كرامته ودعس على رجولته الملطخه بسبب تلك الحقيقة الكاذبة!…
حقد !!!!!…
ووجود الحاقدين في حياتك ياكل الاخضر وليابس بها….
“حقك تعمل اكتر من كده…بس انا مستعد اشيل شيلتي واستر عليها….وبرضو لو مش عايز براحتك
كده كدا انتَ ابن عمها وسترك عليها واجب عليك..”
رمقه بسخرية وغضب وكانه لم يشوه صورة أمرأه قد كنة له اجمل المشاعر وعجلها هو باسواء صورة ممكن ان تتخيلها منه …
رمقه(عمرو) بإزدراء وهو يشتعل اكثر داخله،لم يتصور انها بتلك الصورة تلك الصغيرة التي كانت
تخشى ان توسخ ثوبها الوردي الجديد في طفولتها
قد لطخت شرفها وشرف العائلة بالعار والخزي بمنتهى السهولة
قد تلاشت البراءة وحل مكانها أمرأه خائنة عديمة الكرامه قد تنازلت عن انقى شيءٍ بداخلها فقط لترضي شخصاً قد شوه صورتها أمامه باسهل الطرق وبعدة كلمات للعينة تحمل افزع الاهانات
له ولها …
قد تالم أكثر من السابق ولم يستوعب بعد تلك الحقيقة وكأنه في حالة من الفهم المتأخر برغم من ترجمة عقله لتلك الحقائق المفجعه…
تحدث عمرو بعد مدة من الصمت وكان الصدمة هزته كلياًّ ليقف متجمد للحظات كانتى كادهر
بنسبه له…
رفع عينيه على هذا الوغد وهو يقول كلمات مهينه له ولمن ارتدت ثوب العار بصدر رحب !…
“أنتو الإتنين اوسخ من بعض…سوى اتجوزتها او متجوزتهاش هي كدا كده ماتت بنسبالي….”
صدح الهاتف بقوة مخترق عواصف الماضي الذي ان هرب منها في الواقع راودته في احلامه التي تتحول لكوابيس لا تنتهي…
فرك في عينيه وهو يحاول الاعتدال في جلسته بكسل….
مسك الهاتف وهو يجيب بتافف…
“ايوا…. يادارين….”
تحدثت دارين بصوت انثوي معاتب…
“اي ياعمرو كل ده نوم أصحى كده وفوق انتَ نسيت الحفله ولا إيه..”
مد يده لياخذ علبة السجائر ليضع واحده في فمه وهو يقول بملل…
“حفلة إيه اللي عايزاني اصحى عشانها؟..”
“اخص عليك ياعمرو….عيد ميلادي انتَ نسيت….”
اخرج الدخان الرمادي وهو ينهض بكسل من على الفراش ليسير في شقته الشاسعه المساحة ذو الذوق الرفيع والثراء الناصع في كل ركن بها….
دلف للمطبخ مُحضر قهوته من خلال تلك المكينة الكهربائية وهو يجيب عليها عبر الهاتف بستهزء لاذع..
“عيد ميلادك؟..انا فاكر اني من شهرين كُنت بحضر عيد ميلادك…”
زفرت دارين بحنق من برودة اعصابه وهي تقول بحنق…
“دا كان حفل تمهيديّ للحفله الكبيرة….”
همهم بلا مبالة وهو يعود الى غرفته وفي يده فنجان القهوة الفرنسية ذو الرائحة الشهية….
“كل سنه وانتي طيبه….”هتف بصوت خالي من المشاعر…..
ولو كانت رهيفة الإحساس لكانت أغلقت بعد تلك الطريقة الباردة ولكنها اكملت بمنتهى الؤم..
“هتيجي ياعمرو مش كده….”
حك عمرو في لحيته البارزة وهو يجيب بعدة اعذار..
“لا مش هعرف اجي…يعني لو كنتي قولتيلي قبلها يمكن كنت عملت حسابي اني هخرج النهارده…لكن انا تعبان ومحتاج أنام وكمان احنا عندنا شغل بدري الصبح….”
علقت بصدمة من ما قيل منه…
“يعني إيه ياعمرو معملتش حسابك إنك هتخرج يعني انا بقالي اسبوع قيلالك…ومبارح بليل فكرتك…”سمعت زفرت الملل بوضوح عن طريق سماعة هاتفها…اغمضت عينيها وهي تهدأ من حنقها منه محاولة استعطاف إياه بطريقة أخرى….
“عمرو أرجوك انا حبه تكون معايا في يوم زي ده..عشان خاطري حاول تيجي…انا مش هطفي
الشمع غير لم تيجي….”اغلقت الخط بدون ان تسمع تعليق منه….
القى الهاتف بملل وهو يشعل سجارةً اخرى وفنجان القهوة لا يفارق يداه….حين انتهى من طعامه الذي
يتكون من…. سجارة…وقهوة…..تمدد على الفراش
بتعب وهو يسترجع ذكريات لم ينساها يوماً…
بعد عدة ايام قليلة من عودته من منزل هشام وحقيقة عهر ابنة عمه مع هذا الحقير…
دلف للغرفة وهو يضع حقيبة السفر على الفراش
ليهم بعدها بوضع ملابسه بها…
” خلاص هتمشي وتسبني… ”
رفع بُنيتاه على الباب ليجد صغيرته وشقيقته (هند) احب الناس لقلبه بعد موت والديه …
“طب اقفلي الباب وتعالي ساعديني….” قالها بابتسامة مشاكساً إياها بلطف…
اقتربت منه بحنق…
“مش وقت هزار…. ممكن متسفرش…” نزلت دموعها وهي تهتف اخر كلمه ..
ترك مابيداه وهو يجذبها الى احضانه بحنان أخوي…
“طب وللهِ انا قلبتها هزار عشان عارف إنك هتموتي وتنكدي عليه ولازم شوية دراما من بتوعك…”
“عمرو.. عشان خاطري متسفرش انا محتجاك جمبي…”
اخرج أنفاسه باستياء وغضب فهو يكبت كل شيء حتى لا يشعر احد بحجم تلك المصيبه التي عرفها
والذي سينسى إياها حتى يعاقب من خلقتها بمنتهى الفُجر !…
ابعد شقيقته عن احضانه وهو يقول بهدوء…
“ممكن تبطلي عياط وتسمعيني كويس…”
مسحت دموعها وهي تنظر له بحزن…
تنهد وهو يسحبها من يدها جالس معها على حافة الفراش وهو يقول بهدوء…
“أنا اتفقت معاكي.. ان ان شاء الله بعد ما تخلصي الجامعه هتحصليني على فرنسا ونعيش كلنا سوا”
نظرت له باعين دامعه وهي تسأله بتريث
“كلنا مين؟…”
رد ببساطة…
“انا وانتي…”
سالته وهي تستشف الاجابة من بُنيتاه القاتمة..
“طب وعمي…. ومرات عمي و… و وعد…”
بلع ما بحلقه وهو يحاول السيطرة على تشنج عضلات صدره…
“هم هيعيشو هنا…. وبعدين انا وانتي أولى ببعض
ومش مهم حد تاني كفايه ان انا معاكي… ولا إيه؟..”
هزت رأسها بالايجاب سريعاً وهي تقول…
“طبعاً ياعمرو… انت مش أخوي وبس دا انتَ عيلتي كلها…”
شك شفتيه بصعوبة ابتسامة لم تصل لعينيه ثم مال عليها وقبل مقدمة رأسها وهو يقول بحنان…
“وانتي مش اختي بس ياهند… انتي بنتي…” اكتفى بتلك الكلمات وهو ينهض ليعد حقيبته
نهضت (هند) وساعدت إياه وهي تحاول التفكير بمهارة للامساك بأول خيط الحديث معه…
“شكلك عاوزه تقولي حاجه قولي انا سمعك…”
رفعت عينيها لتجده يرمقها باعين ثاقبة مُنتظر التحدث بما تريد…
تريثت برهة قبل ان تقول بتردد…
“وعد؟…”
نظر لناحية الاخرى وهو يقول بهدوء…
“مالها؟…”
“سبتها ليه….”
رد عليها بهدوء وهو يكمل ترتيب اغراضه في الحقيبة….
“محصلش نصيب…”
“بس انتَ بتحبها و…”
“كُنت…لكن دلوقتي هي..بنت عمي…وزي ما قولتلك محصلش نصيب..”
تقدمت منه ووقفت امامه وهي تقول بشك…
“عمرو هو انتَ مخبي عليه حآجه…”
“حاجه زي إيه….”
تحدثت هند بشك…
“مش عارفه بس واضح ان هي اللي فركشت وفركشت عشان حد تاني مـ….”
قاطعها بصرامة….
“بلاش الكلام دا ياهند مهم كان اللي بتكلمي عنها دي بنت عمك…..وبعدين زي ماقولتلك محصلش نصيب بينا ومش هكررها تاني…ياريت بقه نقفل على الموضوع ده… ”
استدار مبتعد عنها عدة خطوات…
اقتربت منه هند بقنوط…
“خلاص متزعلش انا مقصدش…بس بجد مش طيقاها…انا حسى انها سبب سفرك ده…”
التفت لها وهو يزفر بنفاذ صبر..
“لا إله إلا الله…ياهند الله يرضى عليكي..انا مش بحب اعيد الكلمه مرتين ما بالك معاكي انتي بعدها
الف مره وبرضو مبتفهميش…”
زمت شفتيها بحزن من حديثه الذي لا يعني إلا معنى واحد…
غبية ، بطيئة الفهم !….
تابع وهو يتحدث بهدوء…
“وعد ملهاش علاقة بحاجه….محصلش نصيب ياهند…مفيش نصيب بيني وبينها…بتحصل على فكره ومش مستهله انك تشيلي منها كل ده…مهم
كان ..وبعدين انا عارف انتي بتحبيها وهي كمان
بلاش تخلقي عداوه وكره من الهوا…وزي مافهمتك
انا رايح شغل هحقق نفسي في بلد هتقدر اكتر مجالي وهضفلي عليه…ودعيلي يمكن أنجح
هناك وعرف اقف على رجلي وسط شركات
الاعلانات إللي هناك…”
هتفت بسرعة محاولة منع سفره…
“انتَ ممكن تحقق نفسك هنا…شركة جدك الله يرحمه وهي ورث بابا كمان بكره تكبر اكتر لو
حطتها هدف قدامك و…”
هز راسه وهو يبتعد بقلة صبر…
“مفيش فايده فيكي… اللي في دماغك في دماغك…” صمت وهو ينظر لها باصرار مُكمل…
“بس انتي عارفه انك ورثه العند مني… يعني انا اعند منك…. وطالما صممت اني هسافر يبقى هسافر…”
مطت شفتيها باستياء وهي تزفر بحنق..
“ماشي… بس اعمل حسابك انا هزورك في أجازة اخر السنه….”
“ونص السنه كمان….” اقترب منها وعانقها وهو يقول بحنان…
“هتوحشيني اوي ياحبيبتي…”
ابتسمت بحزن..
“وانتَ كمان…توصل بسلامة… ”
رفع راسه لسقف الغرفة وهو يبتسم بحزن…
قد هرب وكانه هو المذنب ليس هم قد ترك شقيقته بمفردها عامين قد تخل عن وطنه لاجل وطن اخر قد خانه بقسوة….
هل كان وطنك ام انك كُنت دخيل عليه ؟!..
شرد بعد هذا السؤال..
لم تحبه ولم تكن كما تمنى لمَ يلومها؟…
لِمَ لانها خائنة لوثت شرف العائلة بالوحل بعد تلك الفعلة المخزية…
ان كانت غير( وعد) الحبيية هل كُنت ستتزوجه وتستر تلك الفضيحة بكل شهامه ام كنت ستتخلى
عنها كما فعلت؟؟….
كُنت قتلتهت !!…
هتفها داخله…
ان رآه البعض انه رجلا لا يعرف حرف عن التحضر
فبعض الناس نسجت من عدم الحياء مقولة عن التحضر وتفتح الحياة وحرية المرأه والخ الخ…
هناك حرية وحق لكن كلاً اعمى عن رؤيتها فقط قولها اسهل الأشياء؟!…
نسج عقله عدة تخيلات عن رؤيتها في خانة تلك النساء اللواتي ياخذون من حرية المرأه طريق لبدأ العهر تحت مسمى التحضر !…
تافف وهو يهرب من تلك الأسئلة والاجوابة وتخيلها بابشع الصور وكانه لم يعرفها يوماً ولم تعيش معه تحت سقف واحد…
لكنه يعطي لافكاره الف عذر فهي شوهة كل شيء
يشفع لها في الماضي….
زفر باختناق وهو يحاول الهروب من تلك العواصف
اللعينة….
مسك هاتفه مره اخرى محاول الاتصال بشقيقته
(هند) فمن المؤكد الحديث معها سيصمت شيطانه
ويخمد نيران الماضي وافكاره المتعثره…..
رفع الهاتف مُنتظر الرد عليه….
انتهى الرنين الاول ولم تفتح الخط… عاود الاتصال مره اخرى وقد انتابه القلق….
______________________________________
في القاهرة في احد المستشفيات الخاصة….
“حمدال على سلامتك يامدام وعد…”
قالها الطبيب بعد ان اكمل فحصها للمرة الأخيرة بعد تجبيس قدميها وربط ذراعها برباط طبي لتخفيف من الكدمات المتواجده به….
وضع الطبيب الضمادة على جبهتها مثبتها جيداً…
“الحمدلله مفيش اي مضاعفات داخل الجسم مجرد كسر بسيط في رجلك وكدمات في دراعك… وان شاء الله مع الوقت هتخف…حمدال على سلامتك مره تانيه… “ابتسم الطبيب لها بلطف…
رفعت هي عينيها الغائمة بالحزن والندم إليه لترد أخيراً بصوتٍ ميت…
” شكراً….. ”
هتف الطبيب بفتور وهو يهم بالخروج…
“انا هخرج اطمن اهلك عليكي هما مستنين برا..”
“لا…”
التفت لها ناظراً بغرابه نحوها…
تابعت هي بصوت خافض..
“يعني…. ياريت تقولهم انك ادتني حقنه مهدئه واني مش هصحى دلوقت….”
ظل مكانه يرمقها بفضول…
حدجت به برماديتان متوسلتان..
“لو سمحت يادكتور مش عايزه اشوف حد دلوقتي..”
تريث برهة قبل ان يهز راسه بتفهم ويذهب من الغرفة مغلق الباب عليها تارك إياها جالسه على فراش المشفى الكئيب ، مُريحه قدمها الملفوفة(بالجبس)
امامها والتي تشعر بوجعها بشدة بل ان جسدها باكمله يالمها…
هل الوجع جسدي حقاً ام نفسي كما تظن…
مسحت دموعها وهي تتذكر تلك البدايات السعيدة كانت وردية وسهلة المنال لدرجه تُخيف القلب..
كما توقعت بعد الزواج..
لن تنجح علاقتها به ولم يستمر زواجهم!..
كم تالمها تلك الحقيقة كم يتعس قلبها نهاية علاقتهم
انتهت بفاجعه جعلت جسدها بحاله من الشلل والصدمة التي لن تتركها الى الآن…
هل حقاً كان وهم كان سراب اركض وراه بصدر رحب..
ليتني؟!…
كم تكره صوتها وهي تهتف بها بداخلها بكل هذا الندم …
ليتها لم تفتح قلبها وتحب! ، الجميع يخون…
وهي كانت اول الخائنين..
وان كانت خيانه مشروعه وتبرر لنفسها الماضي..
فسيفعل (هشام) المثل فالكل ذنب مشروع صاحب
يصنع المتاح لنفسه ويحرمه على غيره…
قد خانة بمشاعرها ولم توعده بالحب ، وكانت مجبره على الارتباط منه بعد اصرار والدها عليها !
لكن ماذا عن من تظاهر امامها بمشاعر لم تخلق يوماً في قلب عقيم كقلبه؟!…
نزلت دموعها وهي تتذكر اول اعتراف له بالحب وبداية علاقتهم وتطورها….
____________________________________
خرج الطبيب مُغلق الباب خلفه بهدوء…
تقدم منه (ثروت) بهدوء لا يبث القلق والخوف الذي يعتريه الآن… اما (نادية)و(هند) فقد ركضوا عليه بفزع…..
هتفت نادية بانهيار…
“طمني يادكتور…. بنتي وعد عامله إيه دلوقتي…”
هتفت هند بخوف
“قولنا يادكتور صارحنا الحدثه اثرت على حاجه…”
تحدث الطبيب بجدية…
“متقلقوش ياجماعه… المريضه بخير مجرد كسر في رجليها اليمين وجرح بسيط في راسها…. ومتقلقيش يانسه مفيش اي مضاعفات في الجسم.. احنا عملنا اشاعه وتحليل وطمنى….”
تحدث ثروت أخيراً بعد تنهيدة راحة…
“يعني هي كويسه… نقدر ندخلها يادكتور….”
تردد الطبيب قليلاً قبل ان يقول…
“لا… يعني انا من رأيي نستنا شويه لحد ماتفوق…”
هز الجميع راسه بتفهم وغادر الطبيب بعد عدة كلمات لطيفة….
جلس الجميع على مقاعد امام المشفى…
اتى اتصال لـ(ثروت) فبتعد عنهم وهو يجيب المتصل
ويبدو انه عمل كالعادة…
نزلت دموع نادية بحزن وخوف على ابنتها الوحيدة
ولسانها لا يتوقف عن الشكر والدعاء أيضاً لها…
ربتت هند على كتفها وهي تقول بحنان…
“كفاية عياط ياطنط… احنا مش خلاص اطمنى عليها…”
هزت ناديه راسها بنفي يصحبه الحزن وشك…
“مش مطمنه ياهند… طول مابنتي بعيد عني مش هطمن ولا هرتاح…. وعد اتغيرت اوي… مش هي دي بنتي اللي كانت ضحكتها ملي البيت فرحتها وشقوتها
عمرها ما كبرت وشالت الهم وحزنت بشكل ده…. عمرها ما كانت ضعيفه كده….
” وعد اتغيرت من ساعات ما تجوزت اللي اسمه هشام ده… منه لله… منه لله يارتها ما تجوزته
ولا شفته….يارتني ماوقفت معها في الجوازه دي يارتني… ”
تتحدث نادية بامومية مفرطة…
برغم من المستوى الذي تحيا به إلا انها لم تنسى يوماً
كونها فتاة بسيطة عاشت في الاحياء الشعبية وتواجدت به لتتكون البساطه بالفطرة داخلها…
قد تزوجت من(ثروت) عن حب بعد ان عملت لفتره في احد شركات تخص احد اصدقائه والذي حين رآها بصدفه هناك خلق بينهم علاقة عاطفية انتهت
بالزواج منها وبعد ان تجاهل(ثروت) أحاديث الجميع عن المستويات المادية بينهم !…
احد اسباب وقوفها بجانب ابنتها في تلك الزيجه
هي انها ظنت ان ابنتها ستعيش قصة حب شبيهه
بها ، وان الفقر ليس عاراً لتلك الدرجة ، وان الحب اقوى من تلك المعتقدات السخيفة!!
لكنها لم تتعلم من مثال قديم يقال
(اصابع يدك لا تشبه بعضها)
فعلاً الفقر لم يكن عاراً !! بل اخلاقنا ونفوساً المريضه العار بذاته وهي من تقود البعض لطرق متهالكه !..
نظرت لها هند بحزن وهي تقول بحنان…
“عشان خاطري بلاش تحملي نفسك فوق طاقتك ده نصبها ومحدش بياخد اكتر من نصيبه…”
هزت ناديه راسها بتفهم وهي شاردة العينين…
“عندك حق يابنتي محدش بياخد اكتر من نصيبه…”
نظرت باتجاه الغرفة المغلقة والتي تمكث بها ابنتها الآن…
“ياترى الايام مخبيالك إيه يابنتي….”تريث برهة قبل ان تهتف بداخلها بخوف من القادم…
“ويترى لحد امته هتفضلي تتعقبي بشكل ده!؟….”
صدح هاتف (هند) اخرجته من جيبها وهي تنظر في شاشة الهاتف….
“طب بعد اذنك ياطنط….”
هزت نادية راسها بتفهم…
ابتعدت هند قليلاً لترد على الهاتف…
تقدم ثروت في هذا الوقت من زوجته ليجلس بجانبها بصمت…
تنهد وهو ينظر باتجاه باب غرفة ابنته ومن ثمَ حول انظاره على زوجته الباكية….
“كفاية عياط ياناديه…. مش الدكتور طمنى عليها…”
مسحت دموعها بمنديلاً ورقي وهي تقول بحزن..
“صعبانه عليه أوي….”
تافف بمقت وهو يقول ببغض…
“هي اللي اختارت… وتستاهل كل اللي يجرالها…”
التفتت له سريعاً وصدمة تعتريها..
“لدرجادي شمتان فيها….. انا مش مصدقه ان الكلام ده بيخرج منك انتَ.. طب سيب الكلام ده لهند ولا عمرو او لاي حد غريب عنها…”
نظر لها ببرود وهو يقول بجفاء…
“لا غريب ولا قريب بنتك تستاهل كل اللي يجراله… وكفاية عياط بقه عشان مش هيرجع اللي بنتك هببته..”
عالى صوتها قليلاً معلقه على جملته وكان ابنتها فعلت شيءٍ مُشين…
“انتَ بتكلم كده ليه…. بنتك معملتش حاجه غلط بنتك اتجوزت اللي قلبها اختاره اتجوزت على سنة الله ورسوله وبرضانه ليه بتقول كده وبتعمل كدا ليه فهمني….
” كل ده عشان ابن اخوك؟؟… هو اللي سافر وسابك.. هي مقلتلوش امشي… لو هو فعلاً معتبرك زي ابوه
عمره ما هيسافر ويسيبك….. ولا حتى هيتخلى عن اخته…. مفيش واحد بيسافر وبيتغرب عشان محصلش نصيب بينه وبين واحده… ”
هتف ثروت بخزي…
“بس بنتك مش اي واحده دي بنت عمه وللي اتجوزته ده صاحبه…. بلاش تخلقي اعذار ليها اكتر من كده…كل اللي بيحصل ده بسبب تربيتك ليها
وبسبب القصه البايخه اللي حكتيها عن جوازنا…”
رفعت عينيها بصدمة نحوه واشارت على نفسها بعدم تصديق….
“قصه بايخه؟…حبنا وجوازي منك كان قصه بايخه ياثروت….”
نظر لها بحنق لا يخلو من الاعتذار فقد تمدى معها في الحديث من شدة غضبه منها ومن ابنته….
والتي لم يكن يرغب بها يوماً؟؟؟….
نهض بعد عدة ثواني مُغلق أزرار سترة الحله وهو يهتف بخشونة…
“انا ماشي….. مش هقدر استنى اكتر من كده…عندي شغل واجتماعات مهمه… ”
لم ترد عليه ظلت مطاطاة براسها للأسفل وصدى كلماته الفجة تصم اذنيها من شدة قسوتهم…
في ركن ليس ببعيد عن مكانهم كانت تتحدث (هند)عبر الهاتف مع اخيها (عمرو)…
“ايوا ياحبيبي عامل إيه….واي الأخبار عندك.. ”
هتف عمرو عبر الهاتف ببعض الهدوء…
“انا كويس ياحبيبتي الحمدلله… انتي في البيت ولا برا…”
ترددت قليلاً ووصل صوتها مهزوزاً بعض الشيء…
“انا…. انا في المستشفى اصـ…”
“في إيه ياهند.. مالك؟… عمي حصله حاجه…”
اجابته هند سريعاً…
“لا ياعمرو عمي كويس.. بس… بس…”
اعتدل في جلسته وكانه يجلس على جمار مشتعلة…
“بس إيه انطقي…. اي اللي حصل عندكم…”
عضت على شفتيها وهي تجيبه بتردد..
“وعد…”
هب واقفاً في جلسته في لمحه خاطفة وهو يهتف بصعوبة…
“”مالها وعد إيه اللي حصلها؟…”
تالمت بعد سؤال اخيها قد لا يزال يحمل لها مشاعر يصعب محي إياها حتى بعد تلك السنوات…
“هي عملت حادثه….بس متقلقش هي كويسه..الدكتور طمنى مفيش مضاعفات جامده كسر بسيط بس في رجليها….أطمن….”
عض على شفتيه وهو يعتصر عينيه بصدمة،حاول تهدئة أنفاسه المتسرعه وخوفه الواضح وتلك اللهفة
المتناثرة في سؤال عنها…
فالخائنه لا تستحق كل هذا !!…
“ربنا يشفيها….المهم انتي كويسه…عامله إيه في الدراسة..”تحدث وهو يشعل سجارته بحنق…
ابتسمت هند بحزن قد فهمت انه يغير مجرى حديثهم عن ابنة عمهم….
“الحمدلله تمام فتره قصيرة وهنبدا امتحانات اخر السنة…ومـ”
“إزيك ياهند….”استدرات هند نحو الصوت لتجد هشام امامها يبتسم بهدوء وهو يكمل حديثه بعدما
وجدها ترمقه بامتعاض…
“هي وعد عامله إيه…. فاقت ولا لسه…”
رمقته ببرود وهي تجيبه بمقت…
“وعد….في الاوضه دي ممكن تدخلها وتطمن عليها بنفسك …”اشارت له بتافف وهي تشيح بوجهها لناحية الاخرى مكمله المكالمة مع أخيها الذي حتماً سمع صوت وسؤال هذا البغيض….
“الو…عمرو…انتَ معايا…”
رد بعد عدة ثوانٍ…
“ايوا معاكي!….هند شوي وروحي مطوليش في المستشفى….ولما تروحي رني عليه…سلام..”
لم تسمع شيءً اخر مجرد صدح نغمة إنتهى المكالمة ليس إلا…
زفرت بحنق وغضب من تلك الوعد التي تسببت في كل هذا البعد بينها وبين شقيقها العزيز….
______________________________________
القى الهاتف بحنق وهو ينظر أمامه بغضب اتجه للاسفل ليصنع فنجان قهوة له وعقله لا يتوقف
عن التفكير بها وبهذا الوغد…
صدح جرس الباب اتجه له وفتحه بوجه خالي من التعبير وجد (دارين) امامه بثوب ذهبي براق يظهر
تفصيل صدرها ملتصق بجسدها باكمله ذو فتحه في منتصف ساقيها اليسرى….
“دارين؟؟…”
ابتسمت بشفتيها الامعه…
“وحشتني….”
القت بجسديها عليه محاوطه يداها بعنقه من الخلف….
ابعدها عنه وهو ينظر لها بصدمة…
“في إيه يادارين….انتي سكرانه…”
هزت راسها بايجاب وهي تبتسم بثمل…
“آآه سكرانه….وجيبالك معايا عشان نسهر سوا…بما انك طنشتني ومجتش… ”
ابعدها عنه وهو يحاول السيطرة على حنقه منها…
“روحي يادارين دلوقت …وصبح نتكلم…”
“لا هنتكلم دلوقتي….متسبنيش وتمشي وانا بكلمك…”امسكت بذراعه لتوقفه عن الإبتعاد…
عالى صوته بنفاذ صبر…
“دارين بقولك روحي انا مش فايق للهبل ده…”
“امال فايق لمين….قولي مين هي دي اللي عمله فيك كل ده…”اقتربت منه وهي مثملة بشكل كبير…
“انا بحبك ياعمرو…انتَ مش فاهم انا بحبك قد إيه…
انا مفيش راجل رفضني غيرك مفيش واحد متاثرش
من قربي غيرك….”مسحت دموعها الذي هبطت وهي تهتف بلهفة…
“عمرو انا مستعدة نبقى مع بعض من غير جواز…مستعده اعمل إي حاجه بس نفضل سوا..انا مش عايزه حاجه غير انك تحبني وتفضل معايا…”
ابعدها عنه وهو يقول بضيق…
“دارين انتي مش في وعيك…تعالي معايا”
ذهبت معه وهي تبكي بصمت فهي تشعر بنيران تلتهم صدرها كلما سعت للقرب منه وجدت السعي
يجلب عكس المطلوب فـ(البعد) محور علاقتها به..
وضعها على الفراش في غرفة بالقرب من غرفة نومه…
“ارتاحي هنا يادارين…والصبح نتكلم…”
رفعت عينيها المثملة نحوه وهي تقول بنعومة…
“خليك معايا ياعمرو متسبنيش…”
رمقها باستهجان وهي يزفر بغضب…
“دارين….انتي عارفه انا بعمل دا كله ليه…صدقيني لولا العشرى اللي مبينا ووقفتك جمبي زمان…انا كان زماني بتصرف معاكي تصرف تاني عمره ما هيعجبك….”
نهضت سريعاً ووقفت أمامه وكان لا يفصل بينهم شيء…
“اتصرف التصرف اللي يعجبك..بس ارجوك خليك جمبي….”
بدات بتقبيل وجهه بشغف وحب وبكل نعومة وسحر تملكه القته عليه لعله يستجيب لها تلك المره….
اغمض عينيه وتحرك بروز عنقه هبوطاً وصعوداً وهو يشعر بحاجته لتلك اللحظات والآن تحديداً…
مد يده ووضعها على خصرها مقربها منه اكثر ويده الاخرى وضعت على رأسها من الخلف…
قرب وجهه منها محاول إيجاد الملاذ بها محاول ملئ النقص الذي سببه اقرب الناس له…
“وعد….”لفظ الإسم بضعف وهو مغمض العينين
محاول التقاط تلك الشفاه الناعمة الذي لم ينسى ملمسها يوماً …
فتحت دارين عينيها وقد شعرت بدلو من الماء البارد يسكب على جسدها باكمله ليفيق إياها دون
مجهود يُذكر…..
تجهم وجه دارين وهي تبتعد عنه بغضب…
“مين وعد دي؟….”
رفع عينيه عليها قد فاق أخيراً من تلك النشوى والشهوه المُسيطرة عليه….
غرز اصابعه بشعره البني الغزير وهو يقول بهدوء..
“ارتاحي دلوقتي وصبح نتكلم…”
ركضت خلفه لتوقفه عن الذهاب وهي تصرخ بغيرة..
“رايح فين وسيبني قولي مين وعد دي…”
وقف امامها بمنتهى الهدوء البارد وبنيتاه الثاقبة تشاهد ثورتها بلا مبالاه…
“بلاش تسكت كده ياعمرو مين دي.. هي دي اللي مش مخلياك شايف غيرها… فيها إيه احسن مني
اجمل مني مثلاً… شاطره في شغلها زيي وقفت جمبك ودعمتك قدي…” هتفت بغل واهانة للاذعة…
“اكيد واحده رخيصه جايه من الشارع….”
صرخ في وجهها بقوة وهو يعصر ذراعها بين قبضة يده القوية سريعاً…
“ولا كلمه زيادة متنسيش نفسك انتي مش مراتي عشان تحسبيني ولا في اي حاجه بينا… واذا كان على وقفتك ودعمك وشاطرتك في الشغل فاده انتي بتاخدي تمنه وبزياده كمان….
“وبعدين انتي مش مستكفيه بشغلك وبالفلوس اللي بتاخديها قولتي تزودي دخلك اكتر لما تجوزي مديرك في شغل…. ” القاها على الفراش بحنق وهو يقول ببرود…
“مش عايز اشوف وشك تاني..لا في شركه ولا في البيت….”
خرج من الغرفة مُغلق الباب بقوه خلفه تاركها خلف الباب مكانها مصدومة من سرعة تخليه عنها
وكانها لا تعني له شيء…
هل انتهى كل شيء الآن؟؟
لا لن ينتهي فـ(ادارين أكمل)لا تقبل الهزيمة أبداً مهم كلفها الثمن !!…
______________________________________
دلف الى الغرفة وجدها جالسها على فراش المشفى
شاردة بشدة في عقدة معقودة تحاول فك إياها حتى يتكمن عقلها من الخروج منها….. كان وجهها شاحب ورماديتاها تذرف الدموع بكثره بدون شعور منها …
“وعد…”اقترب منها هشام مُتصنع التاثر والحزن عليها…
“مالك ياحبيبتي الف سلامه عليكي إيه اللي حصل…
وزاي تعدي السكه من غير ماتاخذي بالك اكتر من كده…”
نظرت له وعد برماديتان بادرتان…
رمقها هشام باستغراب وهو يسألها بريبه…
“مالك ياحبيبتي بتبصيلي كدا ليه؟….في حاجه حصلت…. ”
هزت راسها بنفي ميت وهي تساله بسخرية ملحوظه..
“خلصت شغلك بدري يعني؟”
تنحنح قليلاً بتوتر من تلك الطريقه الغريبة وهو يجيب إياها…
“آآه…خلصت..يعني انا استأذنت اول ماعرفت الحادثه….”
توسعت ابتسامة السخرية وهي تقول…
“معقول أكيد زعلتها….بس اكيد عوضتها و زودت
في اجرتها….مش كده…”
فتح اول أزرار قميصه وهو يقول بتوتر..
“انتي بتكلمي عن مين ياوعد انا مش فاهم حاجه…”
رفعت حاجبيها وهي تتحدث بنزق…
“مش فاهم؟…قدرت تنسى انك كُنت بتخوني في سريري من ساعتين بس….
توسعت عينيه بصدمة وهو يحدج بها بعدم تصديق
كانت هادئه في الحديث ولكن هدوء ميت وتلك اصعب المشاعر التي تُخلق داخل أمرأه قد علمت
ان العلاقة التي تضحي لاجل صمودها كانت تستنزف
ما تبقى من كرامتها ومشاعرها لاجل تضحيه خائبه
تضعها بين يدي شخصاً خائن لا يستحق !…
بلعت مرارت حلقها وهي تخرج جملتها الميته بصعوبة…
“طلقني ياهشام….. طلقني وكفايه لحد كده…”
ظنت انه سيندم بعد جملتها او ممكن ان ينكر او يفعل اي شيء يناسب هذا الموقف الحساس الذي تسبب به ولكنها تفاجأت به يضحك بصوتٍ عالٍ بشع
وهو يقول بخبث…
“اطلقك….”ضحك بقوة اكبر وهو يتابع…
“وانتي مفكره ان طلاق واحده زيك هيبقى بساهل كده…دا انتي من عيلة الاباصيري…ولي ميستغلش
اسمك واسم عيلتك يبقى غبي…”صمت وهو يرمقها بمكر…
“وانا مش غبي ياحبيبتي..زي متجوزتك بتمن هطلقك بتمن بس المرادي التمن مش كام مليم لا دا لازم يكون مبلغ نهاية الخدمة….”
نظرت له بامتعاض وهي تصرخ بغضب عليه ورفعت يدها السليمة لصفع إياه..
“ااه يابن الكلب يازباله ياحقير يا…”مسك يدها بقوة قبل ان تلمس وجهه وهتف ببرود…
“لسانك ياحلوه…إيه عايزه حب وجواز ودلع ببلاش كده إيه هنطافس….هو مش كل حاجه بتمن ولا إيه…”صمت وهو يرمقها بخبث…
“عشان الواحد يقول اللي ليه ولي عليه…انتي كمان ورتيني ايام وليالي مشفتهاش مع واحده غيرك..بس خلاص كفايه كده استكفينا !…..عايزه تطلقي ادفعي تمن حريتك وانا مستعد اطلقك ودلوقتي كمان بس كل بتمنه!… ولا إيه؟….”
نظرت له بصدمة ممزوجه بالتقزز من كل ذرة في وجهه وعدم التصديق لا يزال يحتل اذنيها بعدما سمعت كل كلمة خرجت من لسانه اللئيم….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضراوة عشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى