روايات

رواية ضراوة عشق الفصل التاسع 9 بقلم دهب عطية

رواية ضراوة عشق الفصل التاسع 9 بقلم دهب عطية

رواية ضراوة عشق الجزء التاسع

رواية ضراوة عشق البارت التاسع

ضراوة عشق
ضراوة عشق

رواية ضراوة عشق الحلقة التاسعة

قال عمرو بعد ان وضع الكامرا جانباً……
“كدا خلاص ياوعد خلصنا…….”
عقدة حاجبيها باستغراب وضيقت عينيها في خطٍ مستقيم …
“يعني إيه خلصنا دا اول فستنان لسه…”
رد ببساطه خبيثه…
“مش مشكله(آنَا) هتكمل مكانك…”
انفجرت كلماتها الحانقه بسرعه…
“انتَ بتقول إيه… آنَا مين دي… دا سيشن بتاعي وشغلي انا….. ولا نسيت…”
ذادت بساطة الكلمات اكثر وهو يقول…
“لا منستش بس ده قبل ماصاحبت المشروع تغير رأيها… وتوافق على آنَا…”
هتفت بغيظ هاكمة…
“ااه دا بعد مانتَ اقترحتها عليها…. لو مكنتشي ساندي شفتها كُنت هكمل شغلي عادي…”
رد ببرود اشعل اوردتها…
“كُنتي!!….الشغل ده مبقش بتاعك دلوقتي ياوعد ياريت بقه تسبيني اشوف شغلي اللي اتعطل بما فيه الكفايه بسببك…”
“بسببي؟؟…” اقتربت منه ووقفت امامه وجهاً
لوجه وهي تقول بسخط…
“بسببي ازاي… امال الصور اللي كُنت بتاخده دي كانت لي إيه بظبط؟…”
“عادي… كُنت بكتشف فيكي الانوثه والجمال اللي موجودين عند اي عارضة أزياء… بس بصراحه ملقتش حاجه فيكي تخليني اغير آنَا عشانك!..”
اشعل سجارته امام وجهها وهو يكمل بطريقة مُهينه تشعل اي انثى مكانها…
“يعني حطي نفسك مكاني واحده موديل شيق جمالها غربي.. قصاد واحده موديل شيق برضه بس جمالها شويه شرقي …. لكن التانيه جمالها الغربي طاغي على الأولى…. قوليلي عشان انجح مشروعي اختار مين فيهم… يعني بعد ما قيمة جمالهم نظرين كده…”
اشارت على نفسها بصدمه…
“انتَ بتفضلها عليه ياعمرو..”
مط شفتيه بطريقه مستفزه اكثر…
“آآه!… يعني الشغل مفهوش بنت عمي وبنت خالي الاولويه للأفضل…وانتي لو مكاني هتعملي كده ”
“يسلام…. ماشي ياعمرو… اعمل اللي انتي شيفه صح….” ابتعدت عن المكان بعصبية مفرطه..
دلفت لهذا الركن الخاص بتغير الملابس ونزعت الفستان من عليها بتشنج ثم مسحت زينة وجهها
بغل واضح…
بعد مايقارب الساعه قد انتهت وعادت هيئتها الأول كما كانت في سابق ولكن رماديتاها تشتعل بالغضب
والحقد وقد خدش انوثتها ببساطه و زعزع ثقتها في
نفسها من ناحية ما تمتلكه من جمالاً ..لطالما كانت تتمتع بمدح الجميع لها من بداية سن السابعه…
الآن يراها قبيحة ، حقاً؟؟..
هل تلك الشقراء تتمتع بجمالاً يفوقها بمراحل
لتجني عليها رأيه الفظ لها ….
لماذا لم يقل هذا سابقاً هل استنزف كل هذا الوقت ليختبر جمالها الذي حصل على أسفل درجه من وجهت نظره…
ياله من غبي احمق خبيث… يفعل بي انا هذا…
صرخت بتشنج كلما فكرت بالوقت الذي هدر معه واحاديثه الفظه عن جمالها المعدوم!…
______________________________________
على الناحية الاخرى رمق تلك الصور الذي التقطها لها باعجاب صارخ في بُنيتاه…
فاتنه حد اللعنه.. جميلة الشكل والملامح كل ذرة بها
تحكي طغي انوثه فتاكة تمتلكها…. قد تُصيب متذوقها بمرض الداء… تمنى في الماضي ان يكون مرضه ليداوي إياه بقربها وتصيبه علة اوجاعه
في بُعدها…
برغم من قبلة واحده حصلت بينهم في سابق جعلته يتلوى عامين على نيران الشوق.. اصبح داء عشقها مرض لعين يتغذى على اوجاعه كل ليله يذهب فيه
لفراشه ويتخيلها بجواره وبين احضانه…
وقد ذاد الأمر سوءاً حين اصبح يراها طوال اليوم ومن المفترض ان تشفى الأمراض برؤيتها ولكن اللعنه تلك الأمراض تتكاثر وتتزايد بضراوة داخل
جسده وروحه….
الا متى سيظل يعاني من ضراوة هذا العشق؟؟…
تنهد بتعب وهو يغلق الكامره ويرفع هاتفه منادي طاقم العمل لموقع التصوير مره اخرى…
خرجت وعد للمكان فوجدت الجميع يتابع عمله بجدية..تفقدت تلك الشقراء فوجدتها اخذت موقعها في التصوير وبدأ (عمرو)بعمله ايضاً بمنتهى الحزم
يبدو انه لا يطلب منه.. عتاب او آثاره…. كما
فعل معها؟!…
برمت شفتيها واشتعلت عينيها بالغضب العارم
وبرغم كل شيء تريد ان تنتقم من هذا الخبيث والشقراء خاصته…
“وعد…كُنتي فين….انا بدور عليكي من بدريه…”اتت عليها نهى بقلق وهي تسأل صديقتها..
“اي الي حصل….. مالك ياوعد وشك مقلوب كدا ليه…”
نظرت لها بغيظ وهي تقص عليها كل ماحدث…
بعد الانتهاء رمقتها نهى بغرابه مُعلقه..
“ابن عمك ده تصرفاته غريبه اوي…بس اللي واضح من كل اللي حكتيه ده انه مش عايزك تشتغلي موديل..يمكن خايف عليكي.. ”
صاحت وعد بهياجاً متغطرسه…
“خايف عليه إيه….. هو ولي امري… هو ماله أصلاً بيه…”
حاولت نهى ان تهدئها بـ..
“طب اهدي بس وسبقيني على المكتب وانا هخلص شغلي هنا وجيلك…”
صاحت كالمجنونه بغلاً..
“انا مش راحه في حته انا قعده على قلبه….. وبعدين انا لو مردتش كرامتي النهارده يانهى ممكن اطق…. سمعاني هطق…”
توسعت عيني نهى بزعر…
“لا اله إلا الله… اهدي ياوعد انتي ممكن يحصلك حاجه انتي مش شايفه شكلك…”
لاحت من وعد نظره على المرآة التي بجوارها فوجدت وجهها احمر بطريقة ملحوظه وعينيها تكاد تنفجر من شدة الاحمرار والغيظ.. اما بنسبه لتقلبات جسدها داخلياً، فهي تشعر بسخونة جسدها ونبضات قلبها المتسارعه من شدة العصبية…..
يالها من حالة مُزرية وكل هذا بسببه هو… لم يفعلها احد من قبل معها؟؟….
هتفت بنبرة شر..
“انا مش هرتاح غير لم اقلب الوكيشن ده على دماغه ودماغ الصفره بتاعته…”
تكلمت نهى بقلة حيله…
“انا معاكي في اي حاجه… وربنا يستر من اللي جاي… بس قوليلي عندك خطه تقلبي بيها الوكيشن على دماغه…”
رفعت وعد عينيها على تلك الفتحة المعلقه في الجدار الخاصة بانذار الحرائق والذي سيصدر من بعدها صوت مزعج ينذر بوجود حريق في تلك الشركه المرموقه…ربما ذلك حلاً مناسباً لافساد
عمله والانتقام منه !!..
عضت على شفتيها وهي ترمق نهى بخبث…
“عرفت انا هعمل إيه…”
رفعت نهى حاجبيها بشك..
“إيه…”
مالت عليها وعد وهمست بـ..
“هقولك…”اختفى صوتها داخل اذني نهى التي سمعت الخطه وتوسعت عينيها بصدمه وهي تقول بزهول..
“بتهزري…….انا هاخد رفد بدون رجعه…”
ابتعدت عنها وعد وقالت بضجر..
“يعني انتي معايا ولا مش معايا….”
مطت نهى شفتيها بقلة حيله….
“معاكي ياوعد….هعمل إيه يعني غير كده…”
نظرت وعد لها وهي تقول بتفكير…
“احنا كده عايزين ولاعه عشان الإنذار يشتغل…”
قالت نهى بريبه وهي تشير على جسدها…
“طب انتي بتبصيلي كدا ليه…. مانتي عارفه ان ده مش منظر جسم بياخد سموم…..مش بدخن شوفي غيري… “رفعت كتفيها وانزلتهم سريعاً بقلة حيله…
زفرت وعد بضيق…
“مانا عارفه انك مش بدخني.. وانا كمان مليش في الجو ده… بس احنا عايزين ولاعه هنجبها منين…”
قالت نهى ببساطة..
“هنشحت…”
هتفت وعد بعدم فهم…
“نشحت…”
“ااه من اي واحد من اللي وقفين دول…” اشارت على بعد الرجال من حولهم…
تفقدت وعد الموجودين فوجدت المنشود من بينهم
“طارق….”
نظرت نهى بعد كلمة وعد مؤكده ..
“صح (طارق لخمه) ده احسن واحد نشحط منه ولاعه…” ثم نظرت الى اقتراب طارق من مكانهم..
“نادي عليه ياوعد بس برقه….اوعي تجعري…”لكزتها وعد بضيق…
“اي اجعر دي…حسني الفاظك يانهى …”
برمت نهى شفتيها هاكمه…
“ياختي بطلي عوجت لسان ونادي عليه الوقت بيجري… ”
فعلتها على مضض ونادت عليه بصوتها الانثوي الناعم…
“لو سمحت ياطارق ممكن ثانيه…”
ابتسم له طارق بالباقه وهو يقترب منهم بحرج…
“افندم يامدام وعد في حاجه…”
مررت وعد يدها على جانب عنقها بحرج مضحك وهي تقول…
“يعني انا كُنت عايزه و…….. ولاعه…”
رفع طارق حاجبيه بصدمة وسأله بدهشه…
“ولاعه…….هو حضرتك بدخني….”
“لا…. لا…مش انا دي نهى…”اشارت على صديقتها التي توسعت عينيها بحدة وهي تصيح …
“نعم نهى مين اللي بدخن…لا طبعاً انا بقرف من ريحتها اصلاً…”خبطتها وعد في قدميها وهي تبتسم بتصنع في وجه طارق…فصاحت الأخيره بسرعه…
“آآه… ايوه… أيوه…. ياطارق انا بشرب سجاير…. ”
توسعت أعين الشاب بدهشه وعدم تصديق…
تحدثت وعد من تحت اسنانها بخفوت…
“شكله مش مصدقك…”
نظرت نهى نحو طارق الذي يرمق كلتاهما بريبه….
ثم لم تتريث الا قليل وقالت بطريقة مُغريه من وجهت نظرها المتوضعه !!..
“طروقه ابو عيون خضره ياجامد… ممكن ولاعه
بقه عشان مدخنتش من الصبح….”
ضربت وعد جبهتها بصدمه واحراج…
احمرت وجنتي طارق بحرج وهو يمد يده بجيبه مخرج القداحة بهدوء…
“اتفضلي يانسه نهى… بس على فكره يعني التدخين لحضرتك مش كويس…”
رفعت نهى حاجبيها بضيق وظنت انه ينبه إياها لأجل
وزنها الزائد..
“لي بقه ان شاء الله… هما اللي بيدخنه احسن مني في إيه….”
تحدث طارق ببعضاً من الحرج والخوف من هجومها الضاري..
“حضرِتك انا اسف لو زعلتك بس بجد انا مقصدش حاجه.. انا قصدي انك زي القمر وحرام تهدري جمالك في سموم زي دي…”
إبتسمت نهى بانوثه وهي تقول بمكر…
“طب وانتَ بتهدر شبابك ليه في سموم زي دي…”
قال بسرعه ونفي…
“حضرِتك انا مابدخنش دي بتاعت هاني صاحبي نسيها معايا بالغلط….”
إبتسمت له بتسليه اكبر…
“ياحبيبي…وانا اللي ظلمتك اخص عليا…”
ابتسم له طارق باعجاب لا يخلو من التوتر وهو يمسح بمنديله قطرات العرق المتعلقه في جبهتها…
“طب تؤمريني بحاجه تانيه يانسه نهى…”
ردت عليه بمراوغه…..
“متنستغناش ياطروقه…..ابقى بس عدي وشقر عليا…”
رفعت وعد حاجبه وهي تتابع حديثهم بغرابه..
اخرجت نهى تنهيده عميقه حاره…
“يسلام….شكلنا كده دخلين على قصة حب مع
طارق لخمه….”
اقتربت منها وعد بعدم فهم…
“لخمه؟؟..يعني إيه لخمه…ماترجمي كلامك يانهى عشان افهم …”
ردت عليها نهى بشرود…
“لخمه يعني زي مانتي شايفه كده… خجول بيعرق وبيتوتر من اقل كلمه ونظره…لو وقف جمب واحده مبيعرفش يجمع كلمتين على بعض …. يعني خام ولخمه في نفسه كده طول الوقت…. ونوعيه اللي زي دي يابيتصلح حالها بعد الجواز يابتفضل كده وطبعاً الطبع غلاب…”
سألتها وعد باستفهام…
“قصدك ان طارق هيتغير لم يتجوز…”
هزت راسها بنفي وهي تبتسم باعجاب فهي تروقها شخصيته جداً تناسبها وبشدة !!..
“بقولك اسمه طارق لخمه يعني مفيش حاجه هتغيره بعد الجواز…ولو اتجوز ستات العالم دا كله هيفضل لخمه كده في نفسه…” صمتت لوهلة وهي تكمل باعجاب واضح… “بس لخمه بطيبه ونوع ده نادر الوجود وبذات في رجاله…. ”
زمت وعد شفتيها بغرابه اكبر….وظلت ترمقها بشك
من وتيرة حديثها الغريب عن هذا الشاب؟..
______________________________________
لحظات قليلة وتحول المكان الهادئ المنظم الى فوضى عاليه إنذار الحريق دوى صوته في المكان بقوة جعل الجميع يركض للخارج بخوف واصواتهم
متداخلة ببعضها بفزع….منهن من يصرخ برعب ومنهن من يتسأل بذهول عن اي مكان أصابه الحريق…لكن الكل يلوذ بالفرار قبل ان ينفجر المكان بهم…
حتى عمرو بدأ يساعد البعض في الخروج من غرفة التصوير وكانتى بنيتاه تبحث عنها في كل مكان لكنه لم يراها بسبب هذا الازدحام….
على الناحية الاخرى هتفت وعد بتردد بعد ان تسرعت في تلك الفعله…
“اي ده…دي بوخت اوي..”
هزت نهى راسها بتأكيد…
“آآه…بس هتبوخ اكتر لو حد عرف ان إحنا اللي عملناها….”
“طب يلا نطلع معاهم…لحسان يشكو فينا…”قالتها وعد وهي تسحب صديقتها وسط الزحام وبداخلها كانت تلوم نفسها فهي لم تعاقب عمرو بتلك الفعله
بل اصابة جميع من في الشركة بالزعر التام…
فعله حمقاء وان اكتشفها عمرو لن تلومه ان تحدث بفظاظ كما يفعل حين يغضب…
لكن هل سينتهي الامر بتلك الطريقة ؟؟….
ركضت بين الزحام لخارج الشركه نظرت حولها فوجدت انها قد اضاعت الطريق برفقة صديقتها كادت ان تتوقف وتبحث عنها بخوف فممكن ان
تكون تعثرت ووقعت وسط هذا الحشد الكبير…
لمحة ظهرها وهي امامها ببعض خطوات لكن يفصلهم عدة أشخاص…تنفست براحه وهي
تسير مع الجميع.. ولكن في لحظه هي التي تعثرت
في زحام بسبب حذائها العالِ وهذا ماجعل توازنها
يختل وتفقد السيطره على ثبات قدميها….
كاد ان يستسلم جسدها للأرض الصلبه بسرعه وقد اخرجت شفتيها مقدماً شهقت الخوف وصدمه..ولكن
تلك اليدين القويتان قد سيطرة على جسدها قبل الوقوع…
في لحظه وجدت جسدها بين احضان احد لم تتعرف عليه إلا عندمآ استنشقت عطره الرجولي المميز…
هتفت بخوف..
“عمرو…”
رفعت راسها له بخوف ورماديتان تتاسفان بحرج…
هتف عمرو بخوف وسط الزحام المستمر حولهم….
“انتي كويسه ياوعد…حصلك حاجه…”
قد شحب وجهها اضعاف من شدة الندم والخوف ان علم انها سبب كل تلك الفوضى المحاطه بهم…
وضع يداه حول وجنتيها وهتف بدون تفكير….
“مالك ياحبيبتي…وشك عامل كدا ليه…”
تغير الخوف لصدمه ونبضات سارت اقوى باحساس آخر….
حبيبتي؟؟..
ماهذا الاهتمام… تلك الهفه في عينيه التي دوماً بها لامعه براقه كلما تطلع عليها عن قرب…
هز وجهها بخفة بين يداه…
“مالك ياوعد ردي عليا…..إيه اللي حصل…”
هزت رأسها بسرعه ونفي وهي تقول بتوتر…
“مفيش بس عايزه اخرج برا…”
نظر عمرو للازدحام المستمره من حولهم ثم أحاط خصرها بيده بقوة وامتلاك وهو يقول بهدوء…
“طب يلا بينا…..بس براحه عشان متقعيش تاني…”
بلعت ريقها بتوتر اكبر وهي تشعر بيده تعتصر خصرها.. يبدو انها تبالغ قليلاً ولكنه حقاً يبث
امتلاكه بها وخوفه عليها في تلك المسكه القوية…
قد شعرت انه اول عقاب لها بعد تصرفها الاحمق…
ولكن اي أمرأه سترأف بحالها ان علمت القصه، حقاً هو من اوصلها لذروة جنونها…
اي أمراه ممكن ان تشعر بكِ جيداً..
لكن ماذا ان كان رجلاً مثل عمرو الاباصيري…
لطم وجهها الهواء البارد فنظرت حولها وجدت نفسها خارج الشركه اي أمام بابها مباشرةً….
“انتي كويسه ياوعد…”
نظرت له بحرج وهزت راسها بنعم…. ثم لاحت منها نظره على خصرها الذي لا يزال بين يده…
نظرت له بمعنى….
(انتهينا…. اتركني…)
فهم نظرتها فابعد يده عنها بهدوء وهو يسألها باستفهام…
“انتي كُنتي فين لما إنذار الحريق أشتغل…”
تبدل حالها من شحوب الى احمرار وتوتر ….
“كُنت..كُنت….كُنت مع نهى…خرجنا سوا…مع الناس يعني…”
زفر بحنق وهو ينظر لشركه بشك…
“مش عارف إزاي الأنظار أشتغل ازاي ….يمكن من دخان السجاير اللي شربتها…”
نظرت لناحيه الاخرى وهي ترجع خصلة شعرها للخلف بانشغال مصطنع…
“ااه ممكن…”
غرز هو اصابعه في شعره وكانه يفكر بصوتٍ عالي..
“بس انا مخلص السجاره من اكتر من ساعه..وانذار الحريق…”زفر بحنق واكمل…
“اكيد دي غلطه غير مقصوده…الأمن دخل جوا وهيشوف الحريق دا فين بظبط… ”
نظرت وعد بتوتر حولها ولم تتحرك من جوار عمرو حتى لا يشك في شيء…
سمعت خلفهم صوت طارق وصديقه (هاني) الذي هتف بحنق…
“هات الولاعه ياطارق اشرب سجاره على اي جنب.. لحد مانشوف الشركه فيها إيه…”
توسعت عيني وعد وهي تسمع طارق يتحدث بحرجه المعتاد..
“معلشي ياهاني الولاعه ادتها للانسه نهى وملحقتش اخدها منها عشان انذار الحريق ضرب بعد ماخدتها مني على طول…”
تافف صديقه بحنق وهو يذهب ليستعير قداحه من اي شخصاً آخر…
قد سمعهم عمرو واختلس نظره عليها فوجدها تنظر للجهه الأخرى بحرج…
شعرت باصابعه انغرزت في ذراعها وهو يهتف بضراوة…
“انتي ليكي يد في اللي بيحصل ده… ”
هزت راسها برعب حقيقي…
“انا ؟… لا !… هعمل كده ليه يعني…”
“وعد…” شد على ذراعها أكثر..
ظهر الالم على قسمات وجهها وهي تقول بتوجع…
“آآه ياعمرو….. سيب ايدي حرام عليك…”
ترك ذراعها حين اقترب منه رجال الأمن وقال
أحدهم بخشونة..
“مفيش حريق في اي مكان في شركه ياعمرو بيه… حتى الكهربه فتشنا عنها ولقينا كل تمام مفيش اي خطر جوا…”
نظر ببنيتان غاضبتان نحو وعد وهو يقول بحنق..
“شكراً….”
سحبها سريعاً لداخل الشركه وسط تراقب الجميع ودهشتهم من تشاجرهما الدائم معاً وكانهم أعداء…
“سيب ايدي واخدني على فين… “صاحت وعد بتعب من همجيته الذكوريه عليها…
هدر عمرو امام وجهها بغضب….
“اخرسي.. ليكي عين تكلمي بعد عملتك السوده
انتي وصاحبتك اللي اخر يوم ليها في شركه هيكون انهارده….. عشان تبقى تشجعك على النصايب حلو…”
هتفت بغيظ…
“نهى ملهاش دعوه انا اللي عملت كل حاجه… وبعدين انتَ ملكش اي حق ترفد الناس اللي شغاله معايا… ولا شكلك ناسي ان انا كمان ليه حصه في الشركه زيك…”
فتح باب مكتبه ونفض يدها بعصبيه بعيداً عنه…
“مش ناسي بس انتي واحده مش مسئوله…
واحده مستهتره…. مش فلحه غير في المسخره….”
صرخت بعناد…
“انا شغلي مش مسخره….ودي اخر مره هسمحلك تقلل من شغلي…. انا ا..”
قاطعها بحدة…
“اخرسي.. انتي هتجدليني كمان… ليه عملتي القرف دا كله…”
برمت شفتيها ببرود…
“قرف اي بظبط مش فاهمه…”
اوصلته لذروة غضبه فصاح باسمها..
“وعد…”
ردت باستفزاز…
“نعم… انا سمعاك مش لازم تعلي صوتك…”
توسعت عينيه بضيق وهو يهتف بتهكم…
“بلاش تستفزيني… وردي عليه عدل… انتي مش صغيره لتصرفاتك دي…”
“ولا انتَ كمان صغير عشان تبوظ شغلي وتستبدله بغيري….”
قد فهم أذان سبب فعلتها السخيفه…
هز راسه بهدوء لم يخلق داخله بعد…
“تمام… خلينا نتكلم بالعقل…”عقدة ذراعيها بضيق وهي تنتظر اكمل كلامه…
” لو انا فعلاً غلط من وجهت نظرك… مش المفروض نتكلم ونتناقش… ”
ردت عليه ببرود..
“نتنقاش ازاي وانتَ بتقولي… هي جمالها غربي
و انتي مش قد كده…هي هتنجح الدعاية دي انتي لا…. عايزني بعد دا كله اقولك إيه…… برافو “رفعت جزء من شفتيها هازئه..
مسح على وجهه بنفاذ صبر وتكلم بضجر…
“آآه فهمت…فانتي بقه قررتي تنتقمي على قد
ذكاءك المحدود..”
“مسمحلكش…”رفعت سبابتها بعصبية امام وجهه جعلته يرفع حاجبه وهو يحدج بها بغضب هائل…لكنها لم تهتم بل حركت سبابتها الرفيعة
امام وجهه بقلة تهذيب..
“انا مسمحلكش تقل مني اكتر من كده….وعلى فكره بقه كل اللي حصل ده بسببك انتَ…آآآآآه”
وجدت ذراعها الذي كانت ترفعه امام وجهه خلف ظهرها مباشرة بفعل يديه القوية… غمرها بانفاسه الساخنة عند اذنيها وهو يقول بلهثة غضب…
“قولتلك مية مره اكتر حاجه بكرهه تشويحت الايد والصوت العالي…إيه مبتفهميش…”
“سيب ايدي..آآه.. حرام عليك…”
لم يهتم بتاوهات الالم التي تصدر منها….. وهتف معلق على جملتها السابقه…
“كُنتي بتقولي إيه…اللي حصل ده كل بسببي…يعني انا اللي خليتك تشغلي انذار الحريق وعملت فوضى في المكان…”
صاحت بعناد حاد….
“لا بس انتَ اللي بوظت شغلي ودخلت الصفره بتاعتك فيه…وطلعتني انا بكل سهوله لا دا غير كلامك السخيف عن جمالها…..”
“دا ميدكيش الحق انك تعملي الهبل اللي عملتيه ده …”ترك ذراعها وادارها إليه لتكن في موجهة وجهه المخيف من شدة استياءة وحنقه منها..
صاحت بنفس العناد أمامه…
“يديني الف حق طالما بتعاند في شغلي..انا عايزه أفهم انتَ وقف ليه في طريق الحاجه اللي بحبها ها فهمني…”
نظر لها وقد قارب على فقدان المتبقي من الصبر أمامها….
اقتربت منه اكثر ولكزته في صدره بضيق….
“رد عليه ياعمرو فهمني بتعمل ليه كدا معايا.. فهمني….. ساكت ليه رد عليه.. ” صرخت بصوت اعلى.. فوجدته يقبض على ذراعيها بيداه الإثنين وهدر بها بعد ان خارت قوى التظاهر البارده أمامها…
” عشان بغير عليكي ارتاحتي….”تريث برهة من الصمت المريب عليهما….لتجده يقرب وجهه اكثر
منها قائلاً بضعف يذيب القلوب…
” بغير عليكي ياوعد… “اختفت الكلمات داخل فمها حينما داعبها بشفتيه برقه…قد اخذ تلك القبله الذي تلهف لنيل منها في احلامه.. تعمق بها وبملمس شفتيها الناعمة تذوق هذا النعيم معها ويالهُ من نعيم….
تسارعت دقات قلبها وهي تجده يقبلها باحساس عاشق ولكن شفتيه كانت شرسه في تذوق كل زاوية من شفتيها الفاتنة…
اللعنه عليها لماذا تقف كصنم امامه لم يتحرك جزء منها لم تبدي القبول او حتى الرفض…
ماذا يحدث لها…
جسدها اصبح كالدمية شعرت ان من عمق قبلاته المتلاحقه ببعضها اصبحت تسير بدون ان تتحرك…
حقاً تحركت قدميها للخلف لتشعر ببرودة الحائط على ظهرها فكان بارد مقارنة بجسدها الساخن بفعل
مايحدث لها…
تشعر ان شفتيها تعتصر من مداعبته العنيفه لها ويده التي تقبض على خصرها بامتلاك والاخرى توضع على
مؤخرة عنقها لتثبت إياها حتى لا تبتعد عنه، ويقتحم بشرسه اكثر ثغرها الشهي ….
ماذا يحدث اين هذا المتظاهر بالبرود وعدم الاكتراث لها ..هو الان ينغمس في رحيق الحياة بضراوة وكانه آخر شيء سيفعله الآن…
من يراه يقبلها بتلك الطريقه يظن انها اخر نساء العالم…وانه جائع لتذوق رحيق الانوثى من شفتيها الجميلة… أأ لم يكن هناك من عرض عليه اكثر من
هذا بكل سخاء آلاف المرات ورفض هو بمنتهى البرود..
اين هذا البرود وهو معها هو يشتعل ويشعلها معه حتماً ستدمن هذا الداء بقربه وستتمنى ان لا تشفى منه ابداً !..
طرق الباب يالله من إنقاذ حل عليها وهي تجد تجمدها اختفى وحل مكانه الصدمة واستيعاب
كل ماقيل وماحدث…
ابتعد عنها عمرو وهو لا يصدق انه نال تلك اللحظات
معها ينقص الفرحه قطعه كبيره وهي تجمدها بين يداه وكانه فعلها عنوة عنها… لكن هي ايضاً لم تعترض؟؟…
اولها ظهره وهو يشير على باب متواجد بالغرفه…
“ادخلي الحمام اغسلي وشك….”
نزلت دموعها عنوة عنها وهي تفتح باب مكتبه وتخرج منه وقد اصطدمت في الطارق عليهم والذي لم يكن إلا صديقتها نهى التي ركضت خلفها وهي تنادي عليها بقلق
لكن الاخرى لم ترد.. مثل عادته حين تضيق بها الدنيا
تسير ركضاً مُبتعده عن الجميع…
_____________________________________
بعد مرورو ساعات…
لا تزال تجلس على فراشها شاردة العينين المبللين من آثار الدموع…
عقلها مشوشه فيما حدث بينهم تجمدها بين يداه.. كلماته قبل ان يقبلها في لحظة مفاجأه لها…
لم تتوقع ان يفعلها يوماً خصوصاً بعد ماحدث في الماضي…
يغار…
هل قال انه يغار عليها…
من وسط تلك الدموع شقت شفتيها ابتسامة حزينه..
لم يغار عليها احد من قبل…
حتى هشام كان بارد المشاعر في ان يثور كاي رجل على زوجته كانت أوقات تتعمد كثيراً اشعال غيرته
بملابسها المفتوحه ولاصقه عليها وكانت تخرج معه بشكل ملفت للانظار حتى ترى اية ردة فعل سيتبعه معها ليعبر عن غيرته عليها ولكن للأسف في كل مره يصدمها ببرودة افعالها وعدم المبالة المكتسبة
لديه…
حين تجرات يوماً وسالته لماذا لا تشعر بالغيره علي مثل اي رجل يعشق زوجته.. ولما لا تبث اهتمامك وتعليقك على شكل مارتديه وتعارض يوماً ما لا يليقُ
بي وبك….. كان رده أبرد من برودة رجولته
ان أثق بكِ !!..
هل يعني ان الشعور بالغيره عدم ثقه؟..
ظنت هذا وقررت ألا تتكلم في هذا الأمر معه…
ولكن جملة عمرو كانت كانيران التي توهجت داخل قلبها وهو يعترف بغيرته عليها…
هل معنى هذا انه يحمل لي مشاعر…
عقدة حاجبيها حين وصلت لتلك النقطه…
أين تلك المشاعر بعد كل ماوصلت له…
هي لن تنفع احد بعد الآن وبذات هو.. بعد تلك التجربه المخزية اصبحت معطوبة القلب كارهه لاي نوع من المشاعر… تلك الدموع التي تنزل واحده تلو الأخرى تسقط فقط خوفاً من الحب و الوثوق في رجلاً آخر
هل اصبحت مُعقدة… ام مجرد خوف من اذاقة تجربه مشابهه لسابقه؟….
كلاهما يناسبني !!…
زفرت بحنق ومسحت دموعها وهي لا تصدق انها تبكي لساعات…..
نظرت في المنبه بجوارها فوجدتها التاسعه مساءاً…
ظلت كثيراً في غرفتها لم تخرج من الرابعه عصراً ألا هذا الحد لم تشعر بمرور الوقت…
نزلت من على الفراش وسارت نحو شرفتها لتقف بها قليلاً لعلى الهواء يطفئ نيران لا تخمد عن التفكير
به…
نظرت للمكان المظلم والمحاط بخضراء الطبيعه…
اغمضت عينيها وهي تتنفس باستمتاع لهذا الجو الليلي النقي….
فتحت عينيها ونظرت للأسفل بلا أهداف…
وجدته يجلس على احد المقاعد البلاستيكية الانيقه
ويتحدث في الهاتف بجدية…
برمت شفتيها بحنق.. تجلس هي هنا وتبكي لساعات
على شيءٍ لم تكتشفه بعد؟… ويجلس هو هنا يتابع أعماله بهدوء وكانه لم يفعل شيءٍ مخزي معها… هل يراها من احد عاهرتها…هو حتى لم يبدي أسفه بما فعله معها…. قد افسدت أخلاقه تلك البلاد الغربيه وغيرت طباعه الشرقية الأصيله….
اخرجت انفاسها بحنقٍ وهي ترمقه بنظره غاضبه وتلك المره رفع هو عينيه على شرفة غرفتها بتحديد
فوجدها تحدج به بغضب فلم يعلق بنظره تترجم لها شيءٍ كل مافعله انه اسلب عينيه واخذ الهاتف مجري
اتصال بشخصاً ما…
اشتعلت من تجاهله لها فدلفت لداخل بغيظ ولا تعرف أيضاً سببه…
اتريد منه ان يحادثها بعد ما حدث بينهم؟….
اصبحت مشوشه ولا تعرف ماذا تريد؟!…
صدح هاتفها في تلك الأوقات فنظرت على شاشه فوجدت رقم مجهول..فالعادة ترد ممكن ان تكون عروض عمل او احد الأصدقاء..لكنها اغلقت الهاتف كلياًّ وتجاهلته فهي اصبحت بمزاجٍ لا يسمح للتحدث لاي شخصاً ايان كان ..
طُرق الباب عليها فتوجهت له بتردد فهي تخشى ان يكون هو…ستموت حرجٍ ان تواجدت معه في مكاناً مغلقٍ …
فتحت الباب فتحه صغيره بتردد فوجدت هند امامها تبتسم بلطف وهي تقول بمزاح….
“فتحه الباب كدا ليه ياوعد…..”ضحكت هند وهي تتابع..
“هو في حرامي هنا ولا إيه…”
ابتسمت لها وعد بحرج وهي تفتح الباب اكثر..
“هند….عامله إيه ادخلي…”
دلفت الاخرى وهي تتفقد وجهها…
“مالك ياوعد عينك حمره كدا ليه…”
بلعت وعد مابحلقها وتصنعت انها تنظر في المرآة…
“فين……ااه دي شكلها حساسيه…”
ضيقت هند عينيها بشك وهي تجلس على الفراش..
“حساسية ولا معيطه…”
شحب وجه وعد وهي تجلس بجوارها من الناحية الأخرى…
“هعيط من إيه يعني…مفيش حاجه”
نظرت لها هند بحزن وسألتها…
“بتحبيه؟؟…”
توسعت رماديتيها وهي تحدق بصديقتها بصدمة وقد
شعرت بسقوط قلبها في قدميها من حدة سهام كلمتها…
“بحبه…بحبه ازاي يعني….لا طبعاً…..هو كلمك في حاجه.. “سألتها وعد بتراقب…
ردت هند بأستغراب…
“هيكلمني في إيه..هو انا هشوف فين يعني ياوعد ماهو مرمي في السجن….”
نظرت لها وعد بشك..
“مرمي في سجن…انتي بتكلمي عن مين…”
أبتسمت هند واحتل وجهها علامات الدهشة وهي تقول…
“هشام طليقك… انتي نسيتيه ولا إيه…”
هزت وعد رأسها بتفهم وهي تُجيب…
“أكيد نسيته… بس منستش اللي عمله…”
تنهدت هند بعمق وهي تقول بعتاب…
“انتي برضو اللي غلطانه ياوعد… لو كنتي اخدتي موقف من اول مره مد ايده عليكي فيها أكيد كان ممكن حاجات كتير تتغير مابينكم … انا مش عارفه انتي سكتي ليه وانتي أصلا عكس كده…”
اجبتها بصوت شجن…
“دروس ماما كانت مأثره فيه شويه.. يعني الست لازم تستحمل عصبية جوزها الست لازم تمشي المركب وتكون قادرة تنجح جوازها مهم حصل مابينهم… الست لازم تتاقلم على عيوب جوزها تحاول تحبها وتتقبلها زي ماهو كمان هيتقبل كل
حاجه فيكي… الست مش لازم تخرب بيتها لو دخلت
في حيات جوزها واحده تانيه لان دي نزوه وبكره يرجع لبيته وعياله…..”
توسعت اعين هند وهي تقول بزهول…
“انا اسفه لو بقول ان التفكير ده رجعي… مش كل حاجه على الست كمان الراجل لازم يقدر الست اللي معاه.. فيها إيه لو يكتفي بمراته اللي اختارها عن اقتناع…. فيه إيه لو يحاول يغير من نفسه عشان مراته و ولاده وحياتهم الجايه.. فيه إيه لو كل واحد عمل اللي عليه….
” تعرفي ياوعد لو تسألي اي واحده عن سبب الطلاق تقولك… مش حاسس بيه.. ومعظم الرجاله ردهم انها نكديه وطلبتها كتير….وفي النهاية الإتنين بيكونه مأثرين مع بعض وكل واحد عايز ياخد من التاني
أكتر مابيدي…. بجد دا ملخص نهاية الحب بعد الجواز…… فبجد احلى حاجه اني لسه سنجل..”
انهت كلماتها الجدية بابتسامة ساخره…
علقت وعد بهدوء….
“على فكره الجواز مش نهاية الحب…إحنا اللي مش قدرين نوفق بين مشاعر الحب ومسئولية الجواز.. والعلاقه اللي بينتج من بعدها اطفال…تعرفي ياهند
انا لم كنت مرتبطه بهشام كان نفسي اوي اجيب
منه طفل…وبعد الجواز واحده واحده بدأت عيوبه
تظهر وتبان زعيق مد ايد وحاجه فمنتهى القرف
كان يجي يعتذر ويتاسف… واخر مره… وصدقيني كنت متعصب شويه…. وغصب عني…. وانا لم بتعصب مبشوفش قدامي…
بعدها ابقى زي الهبله وانا بعيط في حضنه…”تنهدت
بحزن اكبر حين وصلت لتلك النقطة معلقه باسى …
“الغريبه اني عمري ماحسيت براحه في حضنه…ولا حسيت بالامان وانا نايمه جمبه… وكل مابسأل نفسي طب بكمل ليه….. مبلقيش أجابه مقنعه….”
نظرت امامها وتابعت…
“بعد جوزنا بشهرين حسيت ان جوزنا مش هيستمر ومش هيكمل..بدأت اخد حبوب منع حمل..وكنت مرعوبه لايعرف ويحصل مشكله….لكن بعدها
بكام شهر وقعت تحت ايدي تحليل بتثبت
انه مبيخلفش….وكتشفت بعدها ان عملها بس
عشان يهني ويمن عليه بتضحيه كبيره مش
موجوده أصلا….يعني كان فاكر اني انا اللي مبخلفش !!… بس شوفتي عدل ربنا طلعت انا اللي بضحي بس من غير ماعرف ….”ابتسمت هازئه على نفسها ونزلت دمعة قهر وهي تتابع بنبرة اشبه بالنحيب…
“بعد ماعرف اني شفت التحليل وعرفت اللي كان مخبيه عليه…بقه زي المجنون زادت قسوته ذاد شره بكلام ولافعال…. بقه بيسرقني عيني عينك كده
وكانه بياخد فلوسه حقه….”
توسعت اعين هند وهي تعلق بدهشه…
“عشان كده صبرتي عليه سنه بحالها….”
هتفت بسرعه وكانها تحسبهم بالثانية…
“سنه ونص…..اسوء سنه ونص ممكن تصبر فيهم واحده على علاقة جواز فشله مهم قوحت عشان تنجحها…”نظرت لصديقتها وهي تمسح دموعها المنسابة..
“محدش يعرف التفصيل دي غيرك ياهند ارجوكي مش عايزه حد يعرف حآجه…..في نهايه انا اللي
غلط من الأول…”
تحدثت هند بتنهيده حزينة…
“هو عمل كده من الأول عشان عمرو وخدك انتي
في رجلين…”
هزت وعد رأسها ولم تعلق على شيء…
بعد دقائق بدأوا يخضون احاديث أخرى بعيده عن هذا الحزن والأسى…ودقائق تشبكها دقائق حتى استجابة وعد لمزاح هند وحوارها المرح..فبتسمت
وندمجت معها في الحديث مثل السابق حين كانت
مقبله على الحياة بكل ذره بها ، ومرحها يصل لابعد الحدود …. استطاعت في تلك الجلسه ان تعيد ذكريات صداقتها التي هجرتها بقسوة منذ عامين مضو…
على اي حال قد عادوا مره اخرى وكل
بفضله هو….
عمرو !!!….
صدح هاتف هند اثناء حديثهم فالقت عليه نظره وهو بين يدها….
“دا عمرو… يترى عايز إيه؟ ….” نظرت لوعد وهي ترفع الهاتف على اذنيها بفتور…..زحفت حمرة الحرج وتردد على وجه وعد وهي تسمع حوارهم عبر الهاتف…
“الو…ياعمرو….”نظرت أمامها بأستغراب ثم تابعت..
“ان الحمدلله كويسه….”التفتت لوعد وهي ترفع احد حاجبيها بدهشه…
“وعد….عايزه تكلمها…”
تعالت دقات قلبها حين وصل الحديث لتلك النقطه فنظرت لهند بتوتر متسائلة برماديتان قد بهت لونهم سريعاً…
مدت هند لها الهاتف ولا تزال الدهشه والفضول
يحتل وجهها…
“عمرو عايز يكلمك…”
لو امامها الان لصرخة في وجهها وسبت إياه بافظاع الكلمات…مجنون هو ليضعها في هذا الموقف
ماذا جنت ليفعل هذا بها….
اخذت الهاتف منها على مضض وهي تقول…
“أيوه…”كلمه مختصرة وبدون مقدمات…
تعني…. ماذا تريد مني الان !!…
كذلك ترجمها على الناحية الأخرى لذلك اكفهر وجهه وهو يقول أمراً بغطرسه..
” افتحي التلفون وردي عليه… “صمتت لوهلة وهي تترجم كلماته وتتذكر سبب اغلاقها للهاتف كلياًّ
بعد مكالمة مجهوله لم ترد عليها…
” هو انتَ….”
زفر بحنق ورد هازئاً…
“ااه انا…افتحي التلفون…. وابقي ردي..”
احتقن وجهها بحمرة المقت وهي ترى كلماته المرسله إليها التي لا تتغذى إلا على الوقاحه …
ردت بتعالي مقصود…
“التلفون فاصل شحن…..Sorry….”
عض على شفتيه من الناحية الأخرى بغيظٍ.. وتمالك نفسه سريعاً وهو يقول ببرود…
“فاصل شحن… تمام!…هكلمك على تلفون هند…بس وطي صوت تلفونها شويه من عندك اصل صوته
عالي وانا بصراحه مش حبب هند تسمع اللي
هنتكلم فيه…”
بهت وجهها ورتجفت أصولها من هذا المتبجح الذي لا يخشى شيءٍ….
أتى صوته وهو يقول بتسليه…
“ها قولتي إيه….أكلمك على تلفون هند ولا تلفونك شحن خلاص…”
زفرت بحنق من سيطرته عليها وتنفيذ ما يريده بمنتهى السهوله…
“تمام….هكلمك.. “اكتفت بتلك الكلمات وهي تغلق الهاتف في وجهه….
نظرت لها هند بدهشه يصحبها الفضول…
“كان عايز اي ياعمرو…”
للمره الألف تخرج من حصار اسئلة هند الفضولية بكذبه فاتره…
“هيكون عايز إيه اكيد حاجه في شغل…”هي أيضاً كانت تكذب على نفسها وتتمنى ان يكن الحديث خارج اي أطار مما فعلته اليوم وما انهى هو إياه قبل رحيلها من الشركة…
بعد مايقارب النصف ساعة خرجت هند من الغرفة لتخلد للنوم….وكذلك فعلت وعد ولكنها فتحت هاتفها
على مضض فهي تشك في أفعال هذا الوقح المتغطرس ان لم تنفذ ما أمر به….
صدح الهاتف بعد فتحه بعشر دقائق…
زمت شفتاها الجميلة وهي تتعتدل في نومتها تعمدت ألا ترد على اول رنين..انتظرت الثاني الذي صدح بعد ثواني من إنهاء الأول…
تنحنحت قليلاً وهي ترفع الهاتف على أذنيها…
“ألو….”
“كُنتي نايمه…”كان صوته عذب جذاب بطريقه
توصل الرجفة للجسد…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضراوة عشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى