رواية ضراوة عشق الفصل الأول 1 بقلم دهب عطية
رواية ضراوة عشق الجزء الأول
رواية ضراوة عشق البارت الأول
رواية ضراوة عشق الحلقة الأولى
دلفت للغرفة برفقة والدتها وهي تبتسم بحزن فقد
قررت المكوث معها لعدة أيام لعلها تهرب من شجارها
المستمر مع زوجها الذي كان يوماً من الأيام حلماً صعب المنال؟……….
هتفت والدتها (نادية) بصوتها الحنون..
“قعدي ياحبيبتي وحشتيني أوي… بقالي أسبوعين
مشوفتكيش كل دا غياب على امك ياوعد.. هونت عليكي برضو…”
إبتسمت وعد وهي تجيب والدتها بصوتها الرقيق..
“غصب عني ياماما… مانتي عارفه شغلي مع بابا وموضوع الموديل والاعلانات إللي في شركه عندنا
مفيش حد بيجي غير لما بيطلب بنتك بالاسم عشان
تكون وجه إعلامي للمنتج بتاعهم…”
تاملتها والدتها بحنان وهي تقول بعاطفية فاترة…
“وان مكنوش يجيبه وعد ثروت الاباصيري هيجيبو
مين يعني…”
نظرت وعد برماديتان حزينتان نحو والدتها…
هي فعلاً جميلة، تمتلك جسد غض مُبرز مفاتن الأنوثة
لديها يشبه عارضات الأزياء التي هي تعد واحده منهن، وجهها ذو ملامح رقيقه خلابه شفاه مكتنزة حمراء ، عينيها رماديتين ذات شعاع ساحر لكل من يقع عيناه عليهم،أما شعرها فهو شلال ناعم شديد السواد يكمل هيئة جمالها، هذا الجمال المميز الذي لا يشبه أحد غيرها فهي تمتلك ما يميزها عن جنسها فـ
(وعد ثروت الاباصيري) لا أحد يشبهها ولا تشبه أحد !…
“مالك ياوعد سرحانه في اي ياحبيبتي….”
سألتها والدتها بشك وهي تتأمل شرودها المفاجئ..
هزت رأسها وهي تجيب والدتها…
“مفيش حاجه ياماما…يعني…”صمتت وهي لا تعرف ماذا تقول فوالدتها تستنشق كذبها من قبل ان يخرج..
“هو زعلك تاني…”
عضت على شفتيها السفلى وهي لا تعرف ماذا تقول بل وطأطأة برأسها للأسفل كي تخفي تلك الدمعة المهددة بنزول الآن أمام سؤال والدتها والحاح نظراتها الثاقبة عليها….
هزت( نادية)رأسها وهي تزفر ثم مدت يدها لرفع رأس ابنتها حتى تواجه رماديتاها المتردده من
إجابة سؤالها….
“انتي مخبي علي إيه بس ياوعد هو ا…”بترت جملتها وهي ترى تلك الكدمة المحتلة صدغ ابنتها
والتي لم تراها بسبب احاطت خصلات شعر وعد عليها والتي من المؤكد كنت متعمدة إخفاء إياها
عنها….
“هو مد إيده عليكي….هي حصلت يمد إيده
عليكي كمان بعد كل اللي عملتيه عشانه…دا انتي
كنتي هتقطعي ابوكي عشان خاطره…دا انتي فسختي خطوبتك بابن عمك عشان خاطره…”
كانت تبكي مع كل كلمه تهتف بها والدتها فهي محقه
قد تخلت عن الجميع لأجله وقد دمرت
(عمرو رؤوف الاباصيري)لأجل الزواج من صديقه كلما تذكرت تلك الفعله التي صُنفة عند أبن عمها بالخيانة تشعر بغصة حادة تحتل عنقها، الكل يلوم
إياها بضراوة الكل يحاول ان يجفل وينسى عمداً
ما فعلت في الماضي، لكنهم يفشلون في نهاية الأمر !!…
لا أحد يعلم أنها كانت تحب(هشام)منذ سنوات كثيرة وتمنت الزواج منه وهو ايضاً تمنى او تظاهر بأنه يتمنى ما تدعيه !…
لكن والدها كان صارم فمنذ نعومة اظافرها وهو يراها
زوجة لابن اخية(عمرو الاباصيري)وهي لا ترى عمرو
الا أخا لها فكانت مغرمة بصديق طفولته الذي هو اليوم زوجها امام الجميع…
قد عافرت الجميع بضراوة لتصل لمبتغاها وتكن زوجه له ولكن بعد مرور عاماً ونصف على
زواجهم تشعر بندم على ما قترفته،فهي اكتشفت
منذ مدة قصيرة أنها تعيش مع شخص حقود نذل بمعنى الكلمة قد اغرقها بحب كاذب حتى يملئ الفراغ الذي سببه له عمرو…فهو دوماً يغار منه
ويحقد على كل ما يمتلكه وكانت يوماً ما (وعد)
أحد املاكه التي انتزعها منه بحيلة الحب والكلام المعسول الذي كان يبخل دوماً (عمرو)باعطائه لها..
كانت كوردة متعطشه للحب والمشاعر الرجولية ولم
تجد (عمرو)معها كان دوماً يتجاهل قربها ولا يفصح عن مشاعره لها وكأنه يهرب من شيئاً ما أو يخشى عليها من حقيقة مشاعره نحوها…
قد خدعتها مشاعرها وتمسكت بالهواء وظنت انه أحد اطرف الجنة التي ستصعد لها قريباً…
لكن مجرد هواء تركها تسقط في أسفل الجحيم لتكن خائبة وسط الجميع بقرار لم يكن صائباً كما ظنت
هل تفصح عن حياتها وما يعتريها من مشاكل بين زوجها لوالدتها..لا تظن أنها ستفعل فهي كلما لمحت بأمر مشاكلها معه وشجارهم المستمر تسقط عليها كلمات العتاب والغضب من قرارها المتسرع من الزواج من هذا الهشام الذي لم يكن مناسب لعائلة (الاباصيري)تلك العائلة من صفوة المجتمع مثلها كغيرها لا تناسبها إلا الذي يفوقهم في المستوى او يكن من ذات الطبقة ولكن ابنتهم اصرت على هذا الشاب الذي لم يرتاح الجميع لقراره من الزواج من ابنتهم…
برغم من اعتراض والدها إلا انه وافق بعد اصرارها
وحديث والدتها معه والتي وقفت بجانب ابنتها فقط لكي تراها سعيدة…
“سكت لي ياوعد هتفضلي لحد امته على الوضع ده…”صمتت والدتها وهي تكمل بحدة…
“انتي لازم تطلبي الطلاق…انتي مش أول واحده
ولا آخر واحده تطلق…”
انتفضت وعد عن جلستها وهي تقول بصدمة…
“انتي اللي بتقولي كده ياماما…”
نهضت نادية بغضب وعتاب…
“ومقلش ليه…هيحصل اي يعني لو اطلقتي…”
“هيحصل كتير الكل هيشمت فيه واولهم عمرو…”
هزت نادية رأسها بحنق…
“شماته اي وزفت إيه….وعمرو مين اللي شغله بالك بيه..عمرو بقاله سنتين عايش برا مصر شغال ومكمل
هناك ومش ناوي يرجع تاني هنا….”
قست ملامحها وهي تتذكر انه قرر السفر سريعاً بعد معرفته بعلاقتها مع هشام صديقه وبعد مقابلتهم التي كانت غريبه تحمل عواصف ممزوجه بأشياء لم
تفسر إياها حتى الآن…لم تراه منذ هذا اللقاء الذي ان تذكرته الآن حتماً سينتابها الضعف والغضب من اهانته لها….
مسكتها والدتها من ذراعها وهي تقول بحدة…
“وبعدين تعالي هنا وقوليلي مد إيده عليكي ليه
عديمة الرجولة ده….”
ترددت في ان تسرد ما حدث بينهم ولكن نظرت أمها الثاقبة والحادة جعلتها تهتف بصوت متحشرج..
“اتخنقنا سوا..عـ…عشان باع عربيتي من غير ما يقولي و…”
صاحت والدتها مقاطعه إياها بصدمة
“عربيتك؟…باع عربيتك ليه…وازاي باعها وهي مكتوبه بأسمك…”
فركت في يداها وهي تقول بتردد…
“مش عارفه ياماما…مش عارفه خد امضتي عليها إزاي…”
خبطت نادية على صدره بغضب…
“مش عرفه ياماما؟؟مش عارفه نصب عليكي ازاي ياوعد…ياخبتك في بنتك يانادية ياخبتك في بنتك…”
حاولت تهدئة والدتها بتوتر…
“وطي صوتك ياماما لو بابا عرف هتبقى مشكـ…”
توقفت عن الحديث فور دخول والدها إليها بمنتهى
الوقار وصلابه الذي دوماً يعرف بها…كانت علامات وجهه تدل على الغضب وضراوة العتاب نحو ابنته
بعد ان سمع آخر جزء قالته(وعد)لوالدتها…
“اي اللي مش عيزاني اعرفه ياوعد…”
اسلبت عينيها بخوف فالطالما خشت من والدها ومن طريقته القاسية معها…بللت شفتيها وهي تجيبه بخفوت…
“مفيش يابابا دا موضوع مش مهم…”
صاحت والدتها بغضب…
“انتي هداري على عملته السوده دي كمان….ابوكي لازم يعرف…”
“ماما…..”نادت امها تترجى إياها بصمت…
هدر بهم ثروت بغضب..
“هو انا هفضل زي الاطرش في زفه كده كتير ما تنطقه إيه اللي حصل…”
“مفيش حاجه يابابا دا…”
بترت حديثها والدتها وهي تقول بتشنج وحزن على ابنتها…
“لا فيه انتَ لازم تشوفلك صرفه في جوز بنتك ده…دا طلع نصاب باع عربيتها من وراها لا ولم اتكلمت مد إيده عليها…”
توسعت أعين ثروت وهو يسأل ابنته بخشونة..
“اكلام دا حصل …”
طاطاة برأسها بحرج…
هدر ثروت بحدة في ابنته التي ورطت نفسها بزيجة فاشلة بكل معنى الكلمة لمجرد أنها تحب (هشام)
او توهم نفسها بهذا حتى تهرب من واقع فعلتها الشنيعة…
“تستهلي كل اللي يجرالك.. كل اللي بيحصلك ده ذنب عمرو أبن عمك اللي كـ…”
صرخت وعد بضيق…
“كفاية يابابا حرام عليك كل ما مشكله تحصل بيني وبين جوزي تفضل تحرق دمي بكلام ملوش لازمه..
انا مش أول واحده تفركش خطوبتها عشان بتحب
حد تاني….ولا أول واحده تفشل في جوزها…لي
كل حاجه بتحصل بيني وبين هشام بتحملني ذنب مش ذنبي..انت اجبرتني على الخطوبة من عمرو من الاول وهو كان عارف اني مش بحبه وصمم يكمل معايا بحجة اني بنت عمه واننا مكتوبين لبعض من
واحنا صغيرين….”
نزلت دموعها وهي تكمل بندم…
“أيوا غلط لم اتجوزت هشام بسرعه ومدتش نفسي فرصه أفهمه وقرب منه اكتر…..بس أنا مش غلطانه
لم سبت عمرو…لاني عمري ما حبيتو ومستحيل أحبه هو كان بنسبالي ابن عمي وزي أخويا الكبير أكتر من كده مفيش…”
هتف والدها بنفاذ صبر وتحدث ببعض من القنوط..
“انا تعبت منك ومن دماغك الناشفة..وزمان سبتك تعملي اللي على مزاجك وموقفتش في وشك وده
مش من عادتي معاكي….لكن دلوقتي لازم تختاري
مابين أهلك والحرامي النصاب اللي متجوزاه…”
توسعت رماديتاها بصدمة…
“انتَ بتقول اي يابابا…”
“اللي سمعتيه خليكي قعده معانا هنا.. وانا هطلقك منه ونقفل الصفحة دي خالص…وكفاية بقه قلة قيمة من الناس ومن الصحافة اللي مش بيتكلمه غير عنك وعن جوزتك بواحد مينفعش يشتغل سواق عند ابوكي… ”
هتفت بحدة بعد ان فهمت سر اهتمامه بطلقها من زوجها فقط لأجل المجتمع والصحافة ليس لأجل
راحتها وحياتها بما أنها ابنته؟!…
” أنا مش هخرب بيتي…. عشان حضرتك عايز تقفل بوق آلنآس والصحافة…ويبدأ شغلك يمشي من غير شوشره… ”
تقدم ثروت منها بغضب وهتف بدهشة من عنادها..
“يعني إيه بتتحدي ابوكي…دا انا بعمل دا كله عشانك… ”
هتف نادية بخوف..
“أهدى بس ياثروت وعد متقصدش ديـ…”
نظر نحو زوجته بحدة جعلها تبتلع باقي حديثها المتردد…
حول انظاره إلى ابنته التي نظرت له بحنق وقالت بضراوة…
“انتَ مش بتعمل دا كله عشاني انتَ بتعمل دا كله عشان نفسك وشغلك وبس ا…”
صرخت نادية بعد ان رأت ثروت يصفع ابنته بقوة فور إنتهى جملتها الحادة…
هتف ثروت ببرود…
“غبيه ومعندكيش ذرة كرامة واحده ….”
وضعت يدها على وجنتها ونزلت دموعها ثم رفعت عينيها وهي تقول بنزق…
“عندك حق… بس تعرف جهنم هشام ولا جنة الاباصيري…”
ركضت لخارج الغرفة بعد ان حملت حقيبة يدها وذهبت بدموع تهبط بدون توقف….
صرخت نادية بعتاب في زوجها قبل ان تلحق بابنتها..
“لي عملت كده ياثروت ليه حرام عليك يأخي حرام عليك….”
غادرت خلف ابنتها التي لم تلحق بها مع الأسف هبطت سريعاً على سلالم القصر الكبير لتعرقل سيرها (هند) شقيقة (عمرو)…
“براحه ياطنط حاسبي هتقعي…”
نزلت دموع نادية وهي تهتف بنحيب…
“وعد… وعد ياهند مشوفتيهاش…”
هتفت هند بستفهام…
“لا مشوفتهاش هي كانت هنا؟…”
“كانت هنا وتخنقت مع عمك تاني وخدت بعدها ومشيت…”
هزت هند رأسها باستياء…
“تاني؟.. ربنا يهديهم..على العموم مستحيل تلحقي وعد دي ماشاء الله مركبه عجل في رجليها مش
بتشغله غير لم تكون مش طيقه المكان بالي فيه..”
اغمضت نادية عينيها وهي تنتحب بقوة…
“مبقتش عارفه اعمل إيه ياهند…عمك بيقسى
عليها اوي من ساعات سفر عمرو وبعده عنه
“انا عارفه ان بيحب عمرو وبيعتبره ابنه اللي مخلفوش بس برضو وعد بنته ومن حقها تشوف
خوفه وحنانه عليها…”اكملت نادية بحزن..
“انتي عارفه ياهند ان وعد مش بتيجي بلوي
الدراع هو بس لو كان اتكلم معها براحه وفهمها
ان خايف عليها كان زمنها وفقت ورضيت…
انا عارفه بنتي هي ذات نفسها تعبت من الجوازه
دي ونفسها تطلق….بس خايفه من عمك ومن كل اللي حوليها ليفضله يلموها عشان عمرو وخطبتهم زمان…”
تنهدت هند بحزن…
“سبيها على ربنا ياطنط…لو لسه ليها نصيب مع هشام هتكمل معاه غصب عننا كلنا ولو نصبها اتقطع لحد كده يبقى خلاص بقه محدش لي حاجه عندها..
واذا كان على عمرو فهو عايش في فرنسا ومكمل
في شغله هناك..وانا على اخر السنه دي هحصله
ونعيش هناك بس اخلص الجامعه ادعيلي بقه لحسان الإمتحانات على الأبواب…”
“ربنا ينجحك ياهند يابنتي انتي تستهلي كل خير…”
إبتسمت لها هند بحنو وداخلها حزناً على كل ما سببته (وعد) للعائلة ولنفسها بسبب شخصاً
قد خدع شقيقها واذاقه كأس الخيانة بمساعدة
(وعد) تلك التي كانت يوماً ما حبيبة قلب أخيها وحلماً يستحق السعي لتحقيق إياه ؟!..
_____________________________________
سارت في طريق على قدميها بسرعة فهي حينما تشعر بالغضب والاختناق من امراً ما تسير في
طرق العامة او تركض كما تفعل دوما..
كان المطر يهبط فوق راسها مُبلل شعرها الأسود وملابسها الخفيفة فقد امطارت فجأه ، فتلك الأوقات
الجو متقلب ومصدم للبعض مثل حياتها تماماً..
نظرت برماديتان يذرفان الدموع بكثره… المكان خالي من البشر فقط السيارت تسير بسرعه بجوارها..
اخرجت زفير غاضب وهي تتذكر ما فعلته بحياتها ما اقترفته حتى يلوم الجميع إياها بقساوة وجفاء…
الجميع يلوم إياها إلا هو
عمرو؟!
هذا الذي كان يوماً ما مرتبط بها وعلى وشك الزواج منها…
حرقة مقلتيها الدموع وهي تتذكر مقابلتهم الحاسمة التي من خلالها علم بهواية مشاعرها اتجاهه….
منذ عامين..
جذبها من يدها بقوة وادخلها الى غرفته مُغلق الباب خلفهم بمنتهى الهمجية..
ارتعد جسدها قليلاً من ملامحه المتهكمة وفضلت الصموت حتى يبادر هو بما يعتريه نحوها…
نظر لها عمرو بوجهاً مكفهر وهو يهتف بحدة…
“انتي في حآجه بينك وبين هشام…”
رفعت عينيها عليه لثواني ثم انزلتهم بتوتر
وهي تقول بحرج…
“حآجه.. حاجه زي اي مش فاهمه….”
“انتي هتستهبلي… انطقي في اي بينك وبين الزفت ده…” اقترب منها وبنيتاه تشتعل بقساوة …
رفعت عينيها وهي تبتلع ما بحلقها بتوتر..
“انا… انا…”
“انتي إيه اتكلمي…” كانت عينيه مُتسعة بصدمة وكأنه قراء الإجابة من على قسمات وجهها المشدودة خوفاً…
تحدثت بخفوت…
“انا وهشام بنحب بعض و…” صمتت لترفع رماديتاها وترى تأثير كلماتها القاتله عليه…
هتف بصدمة..
“بتحبيه إزاي يعني… بتحبي صاحبي…بتخونيني معاه…. وانا بقه كيس الجوافه اللي في وسطكم …. ”
هتفت بضراوة وكأنها رأت الفرصة في الإفصاح عن حقيقة مشاعرها له…
“انا عمري ما حبيتك… انا وفقت على الخطوبة بعد ضغط ثروت الاباصيري عليا… لكن انا وهشام بنحب بعض و…”
“انتي وهشام بتحبو بعض…. لا بجد برافو…” ضحك باستخفاف وهو يكمل..
“احلى نكته سمعتها… هشام بيعرف يحب وده من أمته بقه ان شاء الله…”
احتدت ملامحها وهي تقول بضيق…
“ممكن تبطل تريقه… انتَ متعرفش هشام زي مأنا عرفاه…”
نظر لها باعين ثاقبة وهو يقول ببرود…
“بالعكس انتي مش عارفه اي حاجه… زي بظبط
إنك لحد دلوقت مش عارفه انتي عايزى مين فينا…”
فركت في يداها وهي تقول بإنكار
“مش حقيقي انا بحبه…”
“لو بتحبيه مش هتقبلي تلبسي دبلة واحد غيره..ولو فعلاً بيحبك مش هيقبل يشوفك
معايا….”
تطلعت عليه بضيق…متوترة من طريقته الماكرة معها من كونها مهزوزة القرارات ولا تعرف مسار
حياتها الحقيقي دوماً يوصل له تلك النقطة بضراوة لسانه الفظ ..
“انتَ شايف إني لسه صغيرة إني مينفعش أكون
مع حد غيرك… ”
وضع يداه بجيب بنطاله وهو يرمقها بصلابة..
“دي الحقيقة حياتك متنفعش تكون غير معايا ياوعد…”
هتفت بنفاذ صبر له…
“انا مش واحده من املاكك ياعمرو… انا من حقي أختار حياتي بعيد عنــ”
قاطعة حديثها وهي تجده يقترب منها بقسوة ارتعد جسدها وهي ترجع ادرجها للخلف لتجد ما يعرقل
قدميها وتسقط فوق شيءٍ غض….
وقعت على سريره لتجده يقف أمامها وينظر لها ببرود قائلاً بمكر ليبث الخوف بها…
“انتي فعلاً مش من املاكي يابنت عمي…بس ممكن دلوقتي اخليكي من املاكي…”
قيد حركتها حينما انقض عليها بغضب محيط جسدها بساقيه ليعيق حركتها ثم كبل يداها خلف رأسها وتحسس بيداه الاخرى وجهها هبوطاً بشفتيها المكتنزة بمنتهى الاهانة ثم رمقها بنظرات
ماكره لا تخلو من الخبث الذكوري…
ابتلعت ريقها وهي تهتف بخوف…
“انتَ بتعمل إيه… انا….”
هسهس من بين أسنانه بنبرة مهيبه…
“اخرسي…..ووطي صوتك كده وعقلي…لسه بدري أوي على مالكل يشوف وسختك….”
صاحت بعفوية وغضب…
“انتَ اكيد اتجننت احنا مش متجوزين..وبعدين انا بنت عمك حرام عليك مـ”
ابتسم باستخفاف على ساذجة جملتها…
“بنتي عمي؟ هو انتي حطيتي ده في الاعتبار!!!..”
تريث برهة ببرود قبل ان يهتف بستهزء..
“بس تعرفي يابنت عمي!؟ احلى حاجه في الموضوع دا كله ؟ اني بعد ماخلص هتبوسي أيدي اني اتجوزك وانا اللي هرفض…”
توسعت عينيها بخوف وهي تجده يقترب منها ويغمر انفها برائحة انفاسه وعطره الرجولي…
نظرت لناحية الاخرى محرره شفتيها من قبله تكاد تقع الان عليها…لكنها لم تنجح ووجدت كلتا يداه
تطبق على وجهها لتديرها إليه مُرتوي من ظمأ
عشقه لها…
مجرد ملامسة شفتيه من خاصتها سلمت ولم تبدي المقاومة وكانها كانت تنتظر فعلته منذ زمن !!
كانت عديمة الخبرة في تلك النقطة تركته يقود
قبلتهم الأول بمنتهى الضعف المُخزي وداخلها
عدة مشاعر متخبطة من استسلامها الغريب..
كانت بين طيات الضعف تترنح لم تبعده عنها بل انهمرت معه في تلك اللحظة الغريبة ذو المشاعر التي يصعب تفسير إياها…
غرزت اصابعها في شعره بقوة فقد شعرت ان جسدها باكمله ينتفض لمجرد ملامسته لجسدها
الغض بيداه العابثة …
كان يقبلها بشوق حزين وضراوة العتاب كانت الأشدّ عليهم فقد كانا منبوذ ممن عشقها قلبه
وتمناها زوجه وام لأولاده لتضح الرؤيه أمامه
لتكن الحبيبة عاشقه لغيره وتتمنى غيره بمنتهى الأنانية…
كم تالمه تلك الحقيقه ليته لم يعرفها بل ليته لم يعشقها كل هذا العشق…
خائنة؟!!
قد خانته بمشاعرها لاقرب الناس له …
المؤسف أنها معترفه ولم تبدي اي ندم على ما اقترفته في حقه الى هذا الحد كان لا يعني
لها شيء ، ولم تبالي يوماً بما فعلته به ؟!….
فصل قبلتهم بقوة وكانه يفيق على صوت جراحه
الملتهبة داخله والتي تضخم حجمها داخله بشدة كلما ظل يلامسها بهذا الشكل الحميمي …
لهث بقوة وهو ينظر لها ليجدها مسبلت العين
بحرج وعلامات الغضب ولوم تحتل وجهها
وكانها تانب نفسها على هذا الضغف المبهم
معه….
تلك قبلتها الأول وكانت من نصيبه هو !..
رمقها ببُنيتان ثاقبتان مُهين إياها بجفاء…
“سهله اوي يابنت عمي … طلعتي اسهل واحده عرفتها…”
رفعت عينيها الحمراء إليه وظلت ترمقه بصدمه ممزوجه بالغضب والعتاب….
لم يتحمل تلك النظره والدموع التي انهمرت من مقلتيها سريعاً فور تلك الجملة…
أولها ظهره وهو يحارب مشاعره يحارب أمرأه قتلة
أجمل ما خلق من أجلها !!، هل عليه ان يتم الزيجة عنوة عنها الآن؟ حتى ينال انتقامه منها؟..
لا كرامته وكبرياء رجولته لن يسنح له بالزواج من امرأة خائنة عاشقة لرجل غيره بل وتتمنى الزواج منه والاسواء أنها معترفه له بذلك بأي وجهاً سينظر
لها فكلما تطلع عليها تذكر خيانة مشاعرها لغيره
ويتذكر هذا الوغد الذي فعل كل هذا حتى يفوز عليه بجولة واحدة
لم تكن جولة بل كان عمر بأكمله كان ينتظر العيش به معها هي!؟ …
قد حارب مشاعره ورغبته دوماً بها بالبعد عنها فهو يشتاق لها كزوجه جسداً وقلباً يرغب بها بضراوة ويكبح تلك الرغبات بالبعد عنها…
قد فهمت بعده عنها بالخطأ وقد رأت الارتواء من كوب آخر سينهي ظمأ مشاعرها ولكن الظمأ يريد
كوباً من الماء لا كوباً من الهواء….
قبض على كف يده بقوة واعتصر عينيه محاول كبح المزيد من الغضب وكرامته الممزقه امامها وامام نفسه….
نهضت بتردد محاولة الهروب من تلك الغرفه فقد
تعرضت للكثير ولن تتحمل اهانته ونظراته الفجه لها، وحتى تلك
القبلة؟!..
التي كانت مسالمه معه بها بمنتهى الغباء والخزي..
الهروب افضل الآن!!..
سارت خطوتين وهي تذرف الدموع بغضب منه ومن نفسها…
مدت يدها لفتح مقبض الباب لكنها سمعت صوته
يدوي من خلفها بمنتهى الإهانة ولاستهزاء …
“مبروك!….هشام يستحق واحده زيك….وانتي تستحقي واحد زيه…مبروك…. ليقين على بعض..”
مط شفتيه ببرود وهو يرمق ظهرها مُنتظر ان تستدير وتوجهه ليخرج أسوء ما بداخله عليها
لكنها لم تعطي له الفرصة بل مسحت دموعها وبلعت اهانته الواضحه وخرجت من غرفته سريعاً ….
لم تراه منذ هذا اليوم وكانه قرر ترك اسواء ذكرى بينهم لتتعلق داخلها حتى وقتها هذا…
_____________________________________
( بأريس) في أحد شركات الاعلانات المشهورة
حديثاً كان يقف(عمرو رؤوف الاباصيري)في استديو
الشركة ممسك بين يداه كاميرا لالتقاط بعض الصور لعارضة أزياء أجنبية… والتي ستوضع بعض صورها على أشهر مجلات الموضة لهذا الأسبوع…
انزل الكاميرا وهو يشير بيده بهدوء…
“استرحه نصف ساعة..ولاحقاً سنكمل العمل…”
خرج الجميع ومعهم عارضة الأزياء لتقبل عليه
(دارين )سكرتيرته الخاصة وآحد الاصدقاء المصرين
له هنا ، والتي تعرف عليها بعد مكوثه في فرنسا ..
رمقته دارين وهي تقول باستفهام…
“انتَ مش هتسترحي ولا إيه…انا فكرتك ادتهم راحه عشان انتَ تعبان…”
مرر (عمرو)يده على رقبته بارهاق وهو يقول بتعب…
“انا فعلاً تعبان…بس انا مش هرتاح غير لم أطمن على التصميمات المجلّة…. دي اول مره تتعامل معانا
ولازم ناخد ده في عين الاعتبار دا غير انها ليها
إسمها وشهرتها…. ولم اسم الشركة يضاف على
المجله الربح هيبقى حاجه تانيه…والعروض
هتزيد.. ”
هتفت دارين بثقه…
“كل دا معروف ياعمرو… أصلا انتَ أسمك مش قليل وسطهم انتَ بجد موهوب ومعظم اللي في المجال ده أعترف بموهبتك من ناحية التصوير وتصميمات
إللي بتعملها دا غير موضوع أخراج الإعلانات اللي لسه متعلمه جديد…. تصوير إعلان عطر(N….) وصل أرباح كويسه جداً لشركة وشهره كمان دا غير الممثل الفرنسي اللي كان وجهه إعلامي جتله عروض هيله على شغله وعلي أجره كمان وكل بسبب شغلك والفكرة الجديدة اللي ضفتها فيه…. ”
مسك عمرو الأوراق وهو يجيب إياها بثقه..
“لسه دي البداية… المهم في اجتماع كمان ساعتين هنتكلم في على تصميمات مجلة (g…)
التصميم بتاعهم جهز….”
توسعت عينان دارين الخضراء بدهشة يصحبها الإعجاب الصارخ…
“معقول قدرت تخلصهم… ويترى عملتهم زي ماهما عايزين…”
رفع عينيه وهو يجيبها بفتور…
“لا طبعاً…. عملت تصميم جديد وانا متأكد أنه هيعجبهم…”
“بس ياعمرو هما مصممين على تصميم مُعين و…”
مد يده له بورقتين واحده بها تصميم العملاء المطلوب تنفيذه ولاخر من ابداعه هو…
“واو لا بجد دا هايل…التصميم جديد فعلاً دا متعملش قبل كده… ”
“المهم يعجبهم زي ماعجبك…”سحب الأوراق وهو يتحدث ببساطة لكنها ظنت أنها بدأت تثير إهتمامه
بها….
“معنى كلامك إنك بيهمك رأيي…”
رفع بُنيتاه عليها بهدوء مردداً بالباقة..
“أكيد مش شغالين سوا ولا إيه…..”
نظرت له بعتاب…
“شغالين سوا بس ياعمرو….”
“دارين…”تقوس فمه بضيق ونهض من على مقعده
واقفاً أمام الزجاج الأزرق الشفاف والذي من خلاله
يرى جزءاً ليس هين من المكان الذي تقبع به
شركته…
تقدمت منه ووقفت بجواره رمقته بعينيها الخضراء بهيام…
كان ذو قامة طول مناسبه لا تخلو من الجاذبية
قسمات وجهه تبرز وسامةً رجولية بمعنى الكلمة..
شعره بني اللون يوازن للون عينيه البنية
وتلك اللحية النابتة تذيد صورة الجاذبية الحادة
لديه…عريض الصدر قليلاً لديه ذراع قويتان….هو كلاسيكي الشكل والذوق والملابس كل شيء كلاسيكي راقي جذاب به…
تراه من بعيد شخصاً هادئ لم يعرف يوماً للغضب والعصبية طريق لم يثور على احد يوماً
لكن حقيقةً داخله عكس ما يظهره للبعض….
يعشق التظاهر بغير الذي عليه فقط لكي لا يرى احد
ثورة مشاعره وجراحه القديمة….
من المؤكد ان المنبوذ من حبيبته يهرب لاخرى او يؤذي آخرى او حتى يؤذي صاحبة القلب الحجري
لم يؤذي احد بل هرب وترك النصيب يسير كما هو
عليه..أهتم بعمله وحياته المهنية وترك تلك العاطفة
جانباً حتى لا يقع في بئر الخيانة مره اخرى!..
وضعت دارين يداها على كتفه ونظرت لعينيه وهي تقول بنعومة…
” عمرو…. انا بحبك…. ومش مستعجله إنك تحبني بس بلاش تبعدني عنك… أرجوك “بدات تقبل
عنقه ووجهه بمنتهى الاثارة حتى يسلم الرايا
البيضاء لها لعلها تقدر ان تجذبه باللحظات
جسديه عابره…
ولكن باتت محاولتها بالفشل فكلما اقتربت منه ابعدها عنه…
أبتعد عنها بضيق وهو يمسح أحمر الشفاه من على وجهه ورقبته قائلاً ببرود…
“قولتلك مية مره بلاش الأسلوب الرخيص دا معايا..
وبعدين انا قولتلك قبل كده اني لا عايز اتجوز ولا عايز أحب… ولا حتى عايز امشي في الحرام…”
نظر لها باستخفاف مُكمل بخفوت…
“انتي السكرتيرة بتاعتي يادارين … وواحده من الناس اللي ساعدوني اقف على رجلي في بأريس… وكل ده مش نسيه وشيلهولك لكن لو قررتي عملتك دي تاني… احتمال انسى اني قابلتك أصلا…”
اكفهر وجهها بعد رفضة المتكرر لها…
“تمام ياعمرو… بس لازم تعرف اني بحبك وانا مش همحي الحقيقي دي من علاقتنا..”
ذهبت سريعاً من أمامه بعصبية مُفرطة….
زفر بضيق ونظر أمامه بحنق فهو يعلم ان (دارين) تشبه النمرة الشرسة التي لا تتهاون فيما تريد
لن يراوض إياها ولن ينفذ مطالبها وسيظل
معها على تلك الحالة حتى تمل من رفضه
وتبحث على من يشبع حبها مثلما فعلت
حبيبته معه في الماضي…
أبتسم بضراوة واستهزء حينما اتى تفكيره لتلك الخائنة !؟…
_____________________________________
وصلت امام المبنى الذي تقطن بها مع زوجها تبللت
ملابسها تحت الامطار الغزيرة سارت كثيراً على اقدامها ولم تشعر أنها وصلت الى المبنى…
قد عصفت بها الأفكار حتى وصل بها الحال انها فقدت القدره على الشعور باوجاع قدميها وبرودة جسدها…
استلقت المصعد وهي ترتجف وبدات بفرك يداها ببعضهم لعلها تشعر ببعض الدفئ…
دلفت الى شقتها ووضعت المفتاح في المزلاج وهي
على يقين ان( هشام)في عمله الان ولا يعود إلا ليلاً..
أثناء دخولها الشقة واغلاق الباب سمعت صوت ضحكات أنثوية تصدر من غرفة نومها…
رفعت حاجبيها بشك لياتي صوت زوجها الذي يداعب المرأة ببعض الكلمات الواقحة وتطلق الأخرى ضحكات مائعه تدل على الاستمتاع بما يقوله عنها بل وتبادله الأمر…
شعرت بتقزز من هذا المشهد الذي لم تراه بعينيها فقط سمعته باذنيها، تقدمت بخطوات متمهله يصحبها الصدمة من رأيت هذا الوضع الذي لم
تتخيله يوماً حتى في احلامها….
وضعت يدها على فمها تكتم شهقات البكاء والصدمة
فور سماع تاوهات الأخرى واستمتاعها بعلاقتها الرخيصة مع زوجها…
نزلت دموعها وهي تصل أخيراً الى باب الغرفة كادت
ان تضع يدها على مقبض الباب حتى تقتل قلبها الابله وتقتل عنادها واصرارها باكمال حياتها مع
هذا الخائن ..
قد كنتي خائنه قبله وها قدد تذوقتي من نفس الكأس
صرخ ضميرها بها ان هذا ذنب عنادها وكذبها على الجميع قد خانة بمشاعرها وقد خانها بجسده وقلبه
الذي لم يعرف الحب له طريق مثلما اخبرها عمرو سابقاً وهي لم تلتفت لحديثه ….
انزلت يدها عن المقبض بسرعه وتراجعت بقدميها للخلف ، وانهمرت دموعها بكثرة تبلل وجهها الشاحب شحوب الأموات.. كانت عيناها لا تفارق باب غرفة نومها المُغلقة….
لم تنتظر أكثر فهي تشعر ان الهواء ينسحب من حولها بمجرد سماع اصواتهم المثيرة للاشمئزاز…
ركضت لخارج الشقة والرؤية أمامها تكاد تكون ضبابية من كثرة البكاء وصدمة في من كانت تظنه عكس حقيقته !….
نزلت على الدرج سريعاً تكاد تفقد توازنها أثناء السير ولكنها تماسكت بقدر الإمكان حتى تبتعد عن هذا المكان ومن يمكث به….
خرجت من المبنى وكادت ان تمر طريق السيارات
بسرعة لكن اصطدم جسدها الهش بقوة في أحد السيارات جاهلة الهواية ..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضراوة عشق)