روايات

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سارة الحلفاوي

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سارة الحلفاوي

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) الجزء الخامس والعشرون

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) البارت الخامس والعشرون

ضراوة ذئب (زين الحريري)
ضراوة ذئب (زين الحريري)

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) الحلقة الخامسة والعشرون

– لسه عايشة يا يُسر .. أكتر ست بكرهها في الدنيا طلعت لسه عايشة، بعد ما كُنت فاكر إني خلاص خلصت منها .. طلعت لسه بتحوم حواليا و حوالين مراتي و وصلت لجناحي و أذتني في أغلى بني آدمة عندي!!!
سكتت مقدرتش تتكلم، و رغم إنها متعرفش حاجه عن علاقتُه بأمُه لكن الوجع اللي كان في صوتُه خلَّاها تسكُت، لقتُه بيقول بـ صوت مُرهَق:
– يُسر .. متبقيش إنتِ و هي و الدنيا عليا!!
غمّضت عينيها و تلقائيًا حاوطت وشُه، فـ إتنهد و نزل بشفايفُه مُقبلًا خدّها، بصتلُه يُسر بحزن فـ بِعد عنها و قال بهدوء ظاهري فقط:
– خليكِ هنا .. شوية و جاي!
أومأت له و متكلمتش، لقتُه بيخرُج من الجناح و سمعت صوت باب الڤيلا بيتقفل بعُنف، وقفت في البلكونة بلهفة لقتُه ماشي بخطوات غاضبة مجرباها قبل كدا، إتصدمت لما لقتُه بيضـ.ـرب في جسم واحد من الحُراس اللي كان شِبه مُغمى عليه من قبلها، و إتصدمت إن الحُراس كُلهم مغشي عليهُم تمامًا، صوتُه الجهوري و هو بيزعق في التليفون وصِلها:
– يا عــابــد!!!! وصلوا لبيتي و أوضة نومي يا عـابـد!! ضـ.ـاربين الحُراس كلهم بـ رُصـ.ـاص من مُـسـ.ـدس كاتم للصوت يا عابد!!! تجيبلي طقم حراسة حالًا و تجيلي!!!
حسِت يُسر إنه هيجرالُه حاجه من عصبيتُه و إنفعاله و عروقُه النافرة منُه، فضل واقف بيمشي في كُل الإتجاهات بيتأكد إن مافيش حد مستخبي، لاحظ سِلم واقع تحت البلكونة فـ زمجر بعُنف و مسكُه ضربُه في الأرض، يُسر خافت عليه أكتر فـ همست بحُزن:
– يا حبيبي!
فضل واقف بيجوب الجنينة يمين و شمال لحد ما وصلت عربية ورا التانية و نزل منها أحد عشر رجُل بمِثل طول زين الفارع، تحدث معهم زين بإقتضاب و تحدث مع عابد بكلمات مقدرتش تسمعها، دخلت من البلكونة و قعدت على السرير بتفكر في كلامُه قبل ما ينزل، و رغم إنها لسه مش قادر تنسى إتهامُه ليها لكن هيئتُه الواهنة خلِتها زعلانة عليه، الباب إتفتح فـ رفعت عينيها لقتُه هو، دخل من غير ما يتكلم حرر أزرار قميصُه و شالُه من على جسمُه رماه أرضًا، قعد على الكنبة مرجّع راسُه لـ ورا مغمّض عينيه، إترسم الحُزن في عينيها و قامت وقف قُدامُه و همست بتردد:
– إنت كويس؟
رفع راسُه و بصِلها للحظات، فرد دراعُه اليمين و هتف بـ وهن:
– خُديني في حُضنك يا يُسر!
معرفتش إزاي لبِت طلبُه و قعدت على رجلُه فـ حاوط خصرها ساند راسُه على صدرها أسفل رقبتها و شفايفُه لامسة جسمها بيتنفس بصعوبة، حاوطت راسه و غمرت أطراف أناملها داخل خُصلاتُه مغمّضة عينيها بأسى و هي حاسة بوجع غريب في قلبها يشبِه وجعُه! مسحت على شعرُه بحنان فـ سمعتُه بيهمس بتعب:
– قوليلي إمتى هرتاح؟ إمتى هعرف أنام و أنا مطمن إن مافيش حد هيطعني بـ سكينة تِلمة في ضهري!!
غمّضت عينيها و نزلت ببراءة باست جبينُه فـ إبتسم و قال و هو بيحاوط خصرها أكتر:
– محدش بيعرف يعمل اللي بتعمليه في قلبي ده غيرك!! الحُضن ده دلوقتي عندي بالدنيا!! أخسر أي حد في سبيل بس إني أريّح راسي عليكي كدا! إنتِ الوحيدة اللي شوفتي زين الحريري وهو بييجي يترمي في حُضنك بعد كُل ضربة بياخُدها!
إتنهدت و مسحت على ضهرُه العريض بتغمّض عينيها و متكلمتش، طبع قُبلات عديدة فوق رقبتها و عظمتي الترقوة، و بعديها قال بهدوء مُنافي لتأجُج نيران صدرُه:
– يلا يا حبيبتي، تعبتي النهاردة .. نامي و أنا عندي مشوار هخلصُه و أرجع!!
هتفت بقلق و هي بتبصلُه:
– هتروح فين؟!!
– هصّفي حساب قديم!
قال بشرود، نفت برأسها و حاوطت وشُه بتقول برجاء:
– لاء يا زين خليك هنا .. خليك جنبي يا زين!!
و حاوطت خصرُه ساندة راسها على كتفُه تُردف بحُزن:
– متسبنيش .. لوحدي هنا!!
إتنهد و حاوط راسها بيمسح على شعرها قائلًا بهدوء:
– متخافيش، الڤيلا كُلها حراسة .. و أنا مش هتأخر!
زفرت بقلة حيلة و يأس و قامت من على رجلُه وقفت قُدامُه ناكسة الرأس تعبث بأناملها، وقف قُدامها و مال يُقبل جفنيها، ثم أناملها المرتعشة و قال بحنان:
– والله ما هتأخر يا حبيبتي!!!
– ماشي!
قالت و هي بتبصلُه بعيون بريئة، إبتسم و سابها ومشي، و أول ما لَف ضهرُه ليها إختفت إبتسامتُه و حَل محلها ملامح ترعب اللي يشوفها!
• • • • • • •
– إبــعــدوا عــنــي!!! أنا .. أنا أُمــه يا زبـالـة مـنـك لي!! أنا أم زيــن بـاشـا الحـريـري!!!
هتفت بـ صوتٍ عالي و هي بتتجر من إتنين رجالة أجسامهم ضخمة لـ جوا مخزن نائي في مكان بعيد، دخل زين مُبتسم حاطت كفيه في جيب بنطالُه، يقول بصوتُه الجهوري:
– و هي في أُم بردو تحاول تقـ.ـتل إبنها يا ريّا!!!!
إتصدمت ريّا و وقفت تبصلُه من مجيئُه المُفاجيء، إتوترت ملامحها لما رمى الكلام في وشها زي القُنبلة، فـ إتلعثمت و هي بتقول:
– إنت إتجننت يا زين!! بتقول إيه .. أنا أمــ.ـوِّت إبني!!
ضحك بخصب ضحكة كُلها سُخرية، و وقف قُدامها و هو بيقول بإبتسامة كلها مكر:
– و العربية اللي طلعتلي فجأة من اللاشيء و خبطتني دي و سواقها هِرب تفسريها بإيه؟ لكن خطتك باظت لما مموتش .. و معرفتيش تاخدي الفلوس اللي كُنتِ هتاخديها من ورايا فـ جاية تحومي حوالين مراتي .. ده أسميه إيه!!!!
مردتش .. نزلت عينيها الأرض و هي بتحاول تدور على كلام ترُد بيه عليه، إنتفض جسمها لما صرّخ في وشها بعُنف خلاها تترعب منُه:
– مـــا تــــرُدي!!!!
إنفجرت فيه و صرّخت بقسوة:
– أيوا يا زيـن!!! أيوا كنت عايزه أخلَص منك عشان الإمبراطورية اللي عاملها كلها تبقى ملكي أنا!!! أيوا كُنت عايزة أموتك و أموتها معاك عشان محدش يورثك بعدك غيري!!! أنا بكرهك يا زين و عُمري .. عُمري ما حسيت بعاطفة أمومة نِحيتك!! أنا اللي أجرت سواق عربية نقل تقيل يــفــ.ـــرُمــك إنت و هي بعربيتُه لكن للأسف طلع غــبــي و إنت فلَت منُه!!! أجّرت ناس يدخلوا المستشفى اللي كنتوا فيها و يعرف إنت مُت و لا لسه، و لما عرفت إنك بردو قُمت منها و أقوى من الأول كُنت هتجنن، لما قالولي إن الزفتة بتاعتك فقدت الذاكرة مكنش عندي حل غير إني أكرّهك فيها، روحتلها بيت جدتها بعد ما عرفت إنكوا هناك و قولتلها إنك زبالة و كنت بتـ.ـضـ.ـربها و كنت بتضــ.ـربني أنا كمان و حاولت أكرّهها فيك بكُل الطرق و حذّرتها منك عشان تبقى في صالحي أنا و تبقى لعبة في إيدي أحرّكها زي م أنا عايزة، أنا اللي جيبت حد يضرب ناس على الحَرس بتوعك و طلعت من على السلم لبلكونة جناحك عشان أهدد مراتك … وقسمًا بربي لو كُنت إتأخرت بس دقيقة كمان أنا كان زماني مـ.ـوِّتها بإيديا!!
إترسمت الإبتسامة على وشُه بتخفي وراها وجع عُمرُه ما هيظهرُه ليها! قرّب بـ وشُه من وشها و همس في ودنها بصوت يشبِه فحيح الأفعى:
– إبقي فكّريني أزورك في الســ.ـجن .. و أجيبلك عيش و حلاوة .. بس حلاوة مُعتبرة!!!
عينيها جحظت لما لقت البوليس داخل عليها، بصِت لـ زين اللي بِعد عنها بصدمة بينما هو إبتسم إبتسامة شامتة، صرّخت فيه بأعلى صوتها مصدومة:
– إنت عملت إيه!!! عــــمــــلــــت إيــــه يـــا زيـــن!!!!!
فسح المجال لـ رجال الشُرطة حاطت إيديه في جيبُه و لسه الإبتسامة الباردة المُعتادة معاها مرسومة على وشُه، كانوا ماسكينها وبيشدوها على عربية الشُرطة وسط صياحها و صراخها عليه و توّعُدها ليه! خرحوا من المخزن و العربية مشيت بعيد عنُه، خرج ركب عرببتُه و راح لـ مكان عالي فوق جبل، نزل من العربية وقعد نُقص قاعدة عليها بيتأمل الكون الفسيح قُدامه، وفضل واقف فيه ساعة و إتنين لحد ما الصُبح طلع، إفتكى يُسر اللي وعدها إنُه مش هيتأخر عليها، فـ ركب عربيتُه و إتحرك مُتجه لـ ملاذُه الخاص!
• • • • •
لما مشي دخلت الحمام نزعت عنها ملابسها، سدت البانيو و غمرتُه بالميا لآخرُه، كبت عليه شاور چيل لحد ما رغاوي الصابون ملتُه، دخلت فيه بعد ما إتملى و سندت راسها على المكان المُخصص لوضع الراس فوقُه، أخدت نفس عميق و سندت بإيديها الإتنين على جانبي البانيو، غمّضت عينيها و إحساس الميّا الدافية و هي محاوطة جسمها ودّاها في عالم تاني، فتحت عينيها بصِت على الحوض للحظات و رجعت غمّضت، قطبت حاجبيها لما إتعرض مشهد قُدامها و هي واقفة مميّلة على الحوض بتستفرغ كُل اللي في معدتها، و وسط إنغماسها في اللي بتشوفه راسها نزلت لـ تحت لحد ما بقت الميّا على وشك غمر عينيها و أنفها، شافت نفسها بتمشي و فجأة بتُقع من على السلم اللي في الڤيلا، و لإنها كانت مُنغمسة في اللي شايفاه كإنه قُصاد عينيها و مع وقعتها على السلم وقعة عنيفة إتخضت فـ خرجت من المية بسُرعة هيستيرية، و يشاء خالقها إن كفيها يتزحلقوا من تحت الميّا و راسها تتخبط في حرف البانيو خبطة مكانتش سهلة أدت لفُقدانها للوعي، و لولا إن راسها متزحلقتش كان زمان راسها تحت الماية و قاطعة النفس!!
فضلت كدا ساعات، بين الوعي و اللاوعي لحد ما سمعت صوتُه من الأوضة بيندَه عليها، تآوهت بألم و إتملت عينيها بالدموع حاسة إنها مشلولة مش قادرة لا تتكلم و لا تتحرك، كُل اللي قدرت تنطقُه بضعف شديد:
– آآه .. زين .. آه!!!
إتفتح باب الحمام بقوة، الذُعر بان على وشُه لما شافها بالحالة دي، صدح صوتُه بقلق إختلط بصدمة:
– يُـسـر!!!
جري ناحيتها ميّل عليها بيمسك راسها اللي في بُقعة دم تحتها ولكن مكانتش كبيرة، حملّقت فيه بـ عينيها الدامعة و هي بتقول بـ بُكاء خفيف:
– زين!!!!
ظهر القلق العارم في صوتُه و هو بيمسح على خدها بـ باطن كفُه
و إيدُه التانية خلف راسها مكان الإصطدام بيسألها:
– إيه اللي حصل!!! إتخبطي إزاي؟!!
حاوطت هي وشُه بكفيها المُبتلان و قالت و هي بتتأمل كُل جُزء في ملامحُه بنبرة فيها عياط:
– يا حبيبي!!
نزلت بإيديها لـ تلابيب قميصَه و شدتُه عليها بتلزق راسها في صدرُه بتقول بـ بُكاء مكتوم:
– وحشني حُضنك أوي يا زين!!!
مكانش لسه مستوعب ضمها لصدرُه محاوط ضهرها و نزِل إيديه في المايّة خلف رُكبتيها و حمل جسدها العاري بين ذراعيه، حاوطت عنقُه دافنة أنفها في رقبتُه بتستنشق عِبق ريحتُه اللي بتعشقها، ضربت البرودة جسمها لما وقًفها على أرض الحمام فـ إرتعشت بتحاوط نفسها بذراعيها، خطف منشفة طويلة من وراها حاوط بيها كتفيها و جسمها كلُه، قرّبها لصدرُه محاوط وشها بكفيه بيقول بأنفاس مُبعثرة من شدة خوفُه عليها:
– فيكِ حاجة؟ حاسة بوجع صح؟! أبعت أجيب دكتورة!!
– خُدني في حُضنك!!
همست بإشتياق و هي بتسند راسها على صدرُه، رغم غرابة طلبها خصيصًا بعد فقدانها الذاكرة لكن عانقها بعشق لن ينضب، فـ همست مُقبلة عنقُه قُبلة تلي الأُخرى:
– أحضُني جامد يا زين .. جامد أوي!!!
ضغط فوق ظهرها بيضمها لصدرُه أكتر يحاول إخفاء دهشتُه من على مِحياه، كان جسدها يرتعش بين ذراعيه من برودة الجو، فـ حاوطها قائلًا بحنان:
– تعالي يا حبيبتي ندخُل عشان متبرديش!!!
أنهارت في البُكاء بين ذراعيه، إتخص و طلّعها من حُضنه بيحاوط وشها الأحمر و خُصلاتها مُلتصقة بوجهها بيقول بـ قلق و عينيه بتجري على ملامحها:
– بتعيطي ليه!!! راسك واجعاكِ!!!
حاولت فكّ ذراعيها المُقيدين بتلك المنشفة، و نجحت في ده فـ لفِت المنشة على جسمها مُحررة ذراعيها، رفعت عيناها الدامعة ليه و بلهفة وقفت على أطراف أصابعها بتقول بندم:
– أنا أسفة يا زين .. أسفة على كُل الهبل اللي عملتُه!! أسفة إني تعبتك معايا!!!
صُدم، هل تذكرتُه؟!! رفعها عن الأرض يقول بصوتٍ إمتلأ بالفرحة:
– إنتِ إفتكرتيني يا يُسر صح؟
أومأت سريعًا تلصق شفتيها بعنقُه هامسة بحنان بين كُل قُبلة و الأخرى تضعها فوق تجويف رقبته:
– آه .. آه يا قلب يُسر .. و روح يُسر .. و عُمْر يُسر !!!
زفر نفسًا عميقًا يضم جسدها لجسدُه أكتر، مشي بيها و خرج من الحمام، قعد على السرير و هي قعدت قُدامُه لكن لسه حاضناه، إبتسم و قبّل ذراعها بحنان، بِعدت بوشها بَس عنُه و إيدُه محاوطة خصرها، كوِّبت وجنتيه بين كفيها تهمس و هي تنظر لعيناه:
– زعلان مني؟
كانت إجابتُه على هيئة قُبلة، إلتهم شفتيها بجوعٍ و قد إشتاق لـ شخصيتها القديمة، يُقبلها و هي تتجاوب معُه بحُب لا تُريد الإبتعاد عنُه، إلا أن فصل قُبلتهما يستند بـ جبينُه فوق جبينها وسط أنفاسها العالية يُردف بـ إبتسامة:
– ده إنتِ .. طلّعتي عين أهلي!!!
همست بحُزن:
– أنا اسفة! أنا مش عارفة كُنت جايبة الغباء ده منين!!!
و إسترسلت و أناملها بتسير على دقنُه:
– و مش عارفة إنت كُنت جايب الصبر معايا ده منين!
تنهدت بـ حرارة تُقبل شفتيه بـ قُبلة حنونة سطحية و همست أمامها بعشق:
– أنا بحبك أوي .. أوي والله!!!
كانت فِعلتها هي القشة للإنقضاض على شفتيها يُعيدها للخلف مُمسكًا بكتفيها، إلا إنه إبتعد يمسح على خُصلاتها من الأمام هامسًا و شفتيه مُلامسة لـ بشرة وجهها:
– راسك وجعاكِ؟
نفت براسها محاوطة عنقُه تنظُر له بـ غرام فاق كُل شيء! و كانت تلك الإشاره الخضراء التي سمحت له بإكمال ما بدأُه، و بشفتيه يتسلل لـ نعيم عنقها المُعبق بـ رائحة جسدها الطبيعية، أناملُه تنزع بخفة و حنان تلك المنشفة عن جسدها!
• • • • •
إستفافت من نومها قبلُه، غمست وجنتها داخل صدرُه و أناملها تعبث بـ صلابة جزعُه العلوي، تود لو أن تسُب ذاتها على اللي عملتُه معاه لما كان فاقد الذاكرة، بدايةً بـ إتهامها له بأنه من أشباه الرجال الذين يضربون و يعنفون زوجاتهم، إتصدمت و هي مُدركة إن أمُه لسه عايشة، لما أدركت ده شددت على صدرُه بتفتكر لما سند راسُه جوا حُضنها بإنهزام و هو مش قادر يستوعب إن لسه أكتر ست كِرهها في حياتُه عايشة!، لامت نفسها إنها كانت بتسمع ليها لـ تُتمتم بضيق حقيقي:
– غبية!!!
شعرت بيدُه تمسح على ذراعها العاري يُردف بصوتُه الناعس اللي بيدوبها:
– بطّلي شتيمة في نفسك!!
رفعت وشها ليه و قالت بعد تنهيدة بتتأمل عينيه اللي بتبُصلها بحُب:
– مش قادرة أستوعب أد إيه إنت كُنت حنين و بتصبُر عليا .. و أد إيه أنا كُنت غبية كدا!!
مسح على شعرها و قال:
– مكُنتيش فاكرة حاجة يا يُسر .. طبيعي!!
ضمت الغطا لصدرها و بِعدت عن صدرُه ساندة كفها جنبُه بتقول بغضب:
– لاء مش طبيعي!!! إنت كُنت حنين أوي عليا و أنا كُنت لسه عنيدة و مش قادرة أقتنع أد إيه إنت بتحبني!!
إبتسم و جذبها من خصرها يُقربها من صدرُه فـ تنهدت ساندة راسها من جديد على صلابة صدرُه، مسح على خُصلاتها و قال بهدوء:
– إهدي!!
أومأت له و سكتت شوية، و رجعت قالت بعدها بتوجس:
– زين .. روحت فين إمبارح؟
– كُنت بدفّعها تمن القلم اللي إدتهولك!
قال و عينيه بـ تلمع و هو شارد في نُقطة مُعينه، الحقيقة مكانش بس بيدفّعها تمن القلم، كان بيدفّعها تمن إنها مكانتش تصلُح أم من الأساس!، رفعت عينيها ليه و قالت بخوف:
– إزاي؟
– سجنتها!
قال و هو بيبُص لـ يُسر اللي شهقت بتفاجؤ و قالت بخضة:
– سجنتها! بتُهمة إيه؟!!
إتنهد و قال بهدوء و ثبات غريب:
– هي اللي أجرت صاحب العربية النقل اللي طلعت قُدامي مرة واحدة، كانت عايزاه يقتلني!!
رفعت وشها ليه و هي بتبصلُه بصدمة، عينيها بتمشي على ثبات ملامحُه الغريب و اللي مُتأكدة إن الثبات ده قناع وراه طفل بيعيط على أُمه اللي إتحرم من حنانها من ساعة ما إتكون في رحِمها!، رفعت نفسها لـ فوق شوية لحد ما راسها بقت جنب راسُه، حاوطت جانب راسُه بكفها بتمسح على وجنتُه اليُمنى ساندة وجهها على اليُسرى، قبّلت صدغُه و همست:
– لو كان جرالك حاجه .. أنا كُنت قتلتها بإيدي!!!
حاوط خصرها من فوق الغطا و قرّبها ليه وبصِلها فـ كادت أن تلمس شفتاه شفتيها، بَص لعينيها و لـكرزتيها و مرَدش، إتنهدت و هي حاسه بألم بيطلع من عينيه، مش عارفة إزاي تقدر تهوِن عليه، قبّلت جوار ثغرُه و همست قُدام شفايفُه بحُب:
– عارف يا زين .. رغم إن لا طولي و لا سني يسمحلي أقول ده .. بس أنا ساعات كتير بحِس إنك إبني! لما باخدك في حُضني بحِس إنك إبني مش جوزي، لما بيجرالك حاجه .. ببقى حاسة إن روحي هتتسحب مني من خوفي عليك كإنك حتة مني مش جوزي!!!
و مسحت على دقنُه بتقول بـ رقة:
– ده ميمنعش إنك أحلى و أجمل راجل و زوج في الدُنيا!! إنت حياتي كُلها يا زين .. أنا ماليش غيرك!
ميِّل عليها و سند كفيه جنبها و دفن وشُه داخل رقبتها و هو بيقول بصوته الأجش:
– و لا أنا عندي أغلى منك!!!
قبّلها قبلٌ مُتفرقة يأخذها معُه في موجة عشق مرة تانية ببوصفلها أد إيه بيحبها بس بالأفعال، بيحاول يشبع منها لكن مبيشبعش، بيحاول يكتفي مبيكتفيش، كُل ما يقول إنه خلاص هيشبع من حُضنها يرجع تاني لنُقطة الصفر!
• • • • • •
– زيــن لاء أنــا خـايفـة متسبنيش!!!
صرّخت و هي محاوطة خصرُه بقدميها متعلّقة في رقبتُه، ضحك من قلبه و حاوط خصرها و هو بيقول:
– إنتِ مجنونة يا يُسر ولا كان في حد في العيلة أهبل؟ مش إنتِ اللي قولتي أعلِّمك السباحة!!
– ده مش معناه إنك تسيبني كدا .. إنت عارف أد إيه البسين عميق!!
هتفت بذُعر و هي بتبُص للميّا بخوف
– سيبي نفسك يا يُسر و متتشنجيش!!!
قال بجدية و هو بيقرّبها منُه، إزدردت ريقها و همست بحُزن:
– خايفة!
قبّل خدها بحنان و قال:
– متخافيش .. أنا معاكِ!
بالفعل سابت نفسها و حاولت تهدى، لفّها لبه فـ ضهرها بقى مُلتصق في صدرُه، حاوط خصرها و قال بهدوء:
– لازم إيدك تبقى شغّالة مع رجلك .. إتفقنا؟
– مـ .. مـاشي!!
هتفت بتوتر، حاوط صدرها و قدميها أسفل ركبتيها و هو بيقول:
– نامي على إيدي!!
نامت بالفعل على بطنها و حملتها المايّة معاه، قال بجدية:
– يلا .. حرّكي إيدك و رجلك جوا و برا المايّة!
عملت زي ما قال منزلة وشها تحت المايّة، شال إيدُه بالراحة لحد ما لاقاها بتعوم و لكن في مكانها لوحدها، إبتسم و قال بصوت شِبه عالي:
– أيوا كدا .. زُقي برجلك بقى لـ ورا!!
و بالفعل إتحركت شوية لكن تعبت و رفعت وشها فـ كانت هتنزل لـ تحت لولا دراعُه اللي سحبها لصدرُه فإرتطمت به بتتنفس بسُرعة محاوطة رقبتُه بتاخُد نفَسها بالعافية، مسح المايّة من على وشها فـ إبتسمت بإتساع ثغرها و هي بتصرّخ بفرحة:
– أنا عومت!!! شوفتني؟!! إتحركت شوية والله!!!
سابت رقبتُه و صقّفت بفرحة فـ ثبت خصرها على معدتُه و هو مُبتسم على فرحتها و قال بيقرُص طرف دقنها:
– شوفتك! شاطرة، إسندي هنا على الرُخام و شوفيني و أنا بعوم عشان هتقلديني دلوقتي .. إتفقنا؟
– إتفقنا!
هتفت بحماس و مسكت الرُخام بكلا كفيها عشان متتسحبش لتحت، شافتُه و هو بيعوم بمهارة فـ إرتسم اليأس على ملامحها، لما خلّص رجّع شعرُه المُقطر بالمياه لـ ورا فـ قالت بيأس:
– لاء بقولك إيه!! أنا لو قتدت أتعلم في عشر سنين مش هعرف أقلدك و إنت بتعوم كدا!!
إبتسم و وقف على مقربة منها ولكن مش قُريب مدِلها ذراعيه و قال و هو بيشجعها:
– يلا تعالي في حُضني عوم!!
جحظت بعينيها و قالتلُه بخوف:
– لاء مُستحيل .. مش هعرف!! لازم تبقى ماسكني على الأقل!!!
– جرّبي، زُقي الرُخام و تعالي!!
قال بهدوء، فـ عملت زي ما بيقول و إبتدت تعوم فعلًا لحد ما وصلتلُه، تشبثت في رقبته و هو حضنها بإبتسامة سعيدة، خدت نفسها بتبصلُه بفرحة عارمة:
– زين!!! أنا عملتها يا زين!!!
أغرِتُه شفتيها المُرتسم عليها قطرات من المياه، ليقترب مُختطفًا قُبلة صغيرة من شفتيها و قال بـ حُب:
– براڤو يا قلب زين!!!
إبتسمت بخجل و حاوطت عنقُه تمسح فوق خُصلاته المُبللة..
• • • • •
فتحت عيناها على ضوء الشمس الساطع الذي دلفص لجناحيهُما، فركت عيناها بطفولية و قامت نُصف قعدة، بصتلُه لقتُه واقف قُدام التسريحة بيرُش من عِطره اللي كانت جايباه و بيشمر عن ساعديه، لفِلها و قال بإبتسامة:
– صباح الملبن!!!
ضحكت من جملتُه و بصِت لقميصُه اللي كانت لابساه و هتفت بخجل:
– قصدك إيه بـ ملبن يعني!! هو أنا عشان تخنت شوية صغننين هتقول كدا!!
إبتسم و قرّب منها، مال علبها و كان لسه هيتكلم لكن إنكماش ملامحها بإشمئزاز غريب خلّاه يسكُت تمامًا، حطت إيديها على فمها و هتفت مُسرعة:
– زين .. زين إبعد!!!
بِعد عنها بـ ملامح جامدة فـ قامت بسُرعة ركضت على الحمام تستفرغ كُل اللي في بطنها، مسمعتش بعدها غير صوت قفل باب الأوضة بحدة شديدة .. فـ عِرفت إنه مِشي!!

لحظة رجوع الذاكرة ليها .. لهفتها عليه كإنها لسه صاحية دلوقتي من الغيبوبة .. لما قالتلُه يُحضنها من شدة إشتياقها ليه، كل ده أثّر فيا ما بالك فيكوا😂♥♥
لحظة إدراك إن الرواية خلاص بتخلص!!
يعني مافيش زين الحريري تاني؟!😭♥♥

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضراوة ذئب (زين الحريري))

‫26 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى