روايات

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سارة الحلفاوي

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سارة الحلفاوي

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) الجزء التاسع والعشرون

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) البارت التاسع والعشرون

ضراوة ذئب (زين الحريري)
ضراوة ذئب (زين الحريري)

رواية ضراوة ذئب (زين الحريري) الحلقة التاسعة والعشرون

– زين! أنا محتاجالك أوي .. أوي!!!
لم يجعلها تُعيدها، عانق شفتيها بشفتيه بقُبلة مُشتاقة تفاعلت معها، و أناملُه تُزيح تلك الحمالة الرفيعة من فوق كتفها، كان حنونًا معها كعادتُه، يُخبرها بين الحين و الآخر كم يعشقها، لإنه شعر بـ إن لسة الموقف مأثّر فيها، يُخبرها بأنها الوحيدة اللي قلبُه دق ليها، إنها الوحيدة اللي خلتُه قرفان لمسة ست تانية بعدها، هي الوحيدة اللي مُستعد يفديها بروحُه .. و عُمرُه .. و فلوسُه و كل حاجه تبقى تحت رجليها هي!
• • • •
فتّحت عينيها و فركتها بنُعاس، بصتلُه لقتُه لسة نايم و هي نايمة على صدرُه، إتنهدت و إبتسمت و هي بتفتكر كلامُه ليها، و إنه أد إيه بيعشقها و مبيشوفش غيرها، و عُمرُه ما حَب و لا هيحب غيرها، رفعت جسدها قليلًا لأعلى لتصل لـ عُنقُه، دفنت رأسها به تُقبلُه مرة تلي الأخرى برقة شديدة، فُتِحت عيناه و إبتسم و هو بغمغم بصوتُه النائم:
– ده أحلى صباح ممكن أصحى عليه!!
إبتسمت لتعود دافنة وشها بين ثنايا عنقُه، حاوط خصرها العاري من أسفل الفراش و قرّبها لصدرُه أكثر لتتحرك أطراف أناملُه فوق طول ظهرها العاري، توقف لما رفعت وشها لـ وشُه فـ تأمل وجهها للحظات و خصلاتها المفردة على جانبي وجهها، تأملها بـ شرود ليرفع أناملُه تسير على مِحياها و ملامحها فـ أغمضت عيناها تبتسم بـ هدوء، توقف بإبهامُه فوق شفتيها هامسًا و عيناه بتمسح وجهها من أعلى لأسفل:
– إزاي جميلة كدا؟
إبتسمت، ،ثنت ذراعيها فوق صدرُه لتستند بـ ذقنها فوق كفها المُثبت على صدرُه بتقول ببراءة:
– لو مكُنتش جميلة .. كُنت هتحبني كدا؟
إبتسم على عفوية سؤالها، و أجاب بصدقٍ يمسح فوق وجنتها الناعمة:
– كُنت هموت فيكِ .. متحاوليش!!
إبتسمت ملء شفتيها، و نظرت لعيناه قائلة بحُب:
– على فكرة إنت كمان زي القمر!
إبتسم و قال بـ غرور:
– جدًا .. عارف!!
ضحكت برقة و هتفت تميل برأسها للجنب شاردة في عيناه:
– بتكلم بجد .. عينيك .. ما شاء الله، لونها ما شاء الله مش طبيعي، لون أخضر زتوني كدا!
ثم هتفت بحماس:
– ياه لو البيبي ياخد لون عينيك!!
– هتعملي إيه بقى!!
قالها و أناملُه تسير على ظهرها مُستمتع بحديثها، و لو فِضلت تتكلم معاه يومين كاملين دون إنقطاع مش هيمِل، تبقى بس بالقُرب ده منُه ومش عايز حاجه تانية!
قالت بلُطف:
– هفرح جدًا .. و هفضل أبوسُه في عينيه ليل نهار!!
توقفت أناملُه فجأة و إغمّقت عيناه و قال بضيق كل ما يفتكر إن كائن تاني هيشاركُه فيها و إن كان إبنُه:
– إنتِ هتبوسيه أصلًا؟!
لاحظت ضيقُه فـ قالت بإبتسامة:
– و إنت كمان هتبوسُه يا حبيبي!!
لا يعلم لِمَ إبتسم، شرد في لحظة تقبيلُه لصغيرُه في أول مرة سيضعوه بأحضانُه، فـ إبتسمت و هي متأكدة في اللي بيفكر فيه، اراحت رأسها فوق صدرُه وقالت بحنان:
– إنتوا الإتنين .. كُل حاجه في حياتي!
– هتحبيه أكتر مني صح؟
قال بهدوء مُعاكس لِما بداخلُه، رفعت وشها ليه و قالت بحنو بتمسح على دقنُه:
– يا عُمري، أنا بحبك أكتر من أي حاجه و أي حد!!
– لما ييجي كُل ده هيتغير!!
قالها بجدية و هوبيرجع خُصلة ثائرة ورا أذنها، فـ حاولت تغيير مجرى الحديث قائلة بإبتسامة:
– يا خوفي إنت اللي تحبُه أكتر مني!!!
إتنهد و رفع كفها يُقبله بعشق:
– محدش هيعرف ياخد مكانك في قلبي يا يُسر!!
• • • • • •
– أنا خايفة .. لاء أنا مرعوبة يا زين!!
قالتها و هي ماسكة دراعُه، ترتدي ذلك الزي الطبي و غطاء الرأس الطبي أيضًا، تتجهز لإجراء عمـلـ.ـية ولادة طبيعية، تُحدق به بأعيُن دامعة، حاول يطمنها رغم الرُعب و الخوف اللي عليها جواه، مسح دموعها بحنان و قال برفق:
– متخافيش يا قلب زين!! كلُه هيبقى تمام!! دي ولادة من غير ألـ.ـم، يعني مش هتحسي بحاجه متخافيش!!
– ماشي!!
قالتها بتعب فـ خدها في حُضنه، غمّضت عينيها ساندة راسها فوق صدرُه بإستكانة، إلا أن حان موعد ولادتها، بصتلُه بصّة أخيرة و دخلت، قعد على الكُرسي بيحاول يهَّدي نفسُه إنها هتبقى كويسة، و إنها هتخرُجلُه بالسلامة، تليفونُه رن فـ قطب حاجبيه و أخد التليفون خرج بيه برا المُستشفى، رد و هو بيقول بعدما زفر بضيق:
– ها يا عابد!!
– زين باشا .. أنا عارف إنه مش وقتُه و ربنا يقوِّم المدام بالسـ..آآ
بـ.ـتر عبارتُه بحده هادرًا فيه بصوت جعل من حولُه يلتفت له بإستغراب:
– مــا تــخــلــص يــا عــابــد!!!
– حـ .. حـاضر، ريا هانم .. والدة حضرتك، النهاردة الفجر فيه شوية نسوان إتلـ.ـموا عليها وضـ.ـربوها ضـ.ـرب جامـ.ـد شوية، فـ هيا مقدرتش تتحمل و آآ .. و مـ.ـاتت في وقتها!!
قال بتوتر مش ضامن ردة فعلُه، سكت زين لدقائق لدرجة إن عابد إفتكر إنه قفل، لكن بعدها قال بهدوء:
– إنت مُتأكد إنها مـ.ـاتت؟
هتف عابد بحيرة:
– زي ما بكلم حضرتك كدا يا باشا!
– هي فين دلوقتي؟
قال و هو بيشعل سيجارتُه، فـ هتف عابد:
– هي في التلاجة .. هيشـ.ـرّحوا جثـ.ـتها عشان يعرفوا المـ.ـوت كان من الضـ.ـرب ولا من حاجه تانية!!!
– صوّرهالي!!
قالها ببرود شديد، لدرجة إن عابد قال بصدمة:
– إيه؟!
– وقعت على ودانك ولا إيه!!!
قال زين ساخرًا، أسرع عابد يقول بحيرة من برودُه:
– لاء معاك يا باشا، طيب أنا في المستشفى هدخُل أصوّرها لحضرتك دلوقتي بس ده لو دخلوني!
قال بجمود:
– هفضل معاك ع التليفون لحد ما تقفل و لو حد وّقفك خليني أكلمُه، المهم أنا عايز صورتها و وشها في ظرف دقيقتين!!
– حاضر يا باشا!
و أسرع بخطواتُه داخل المشفى، تسلل لـ المشـ.ـرحة يحاول تذكر في أي ثلاجة وضعوها، جسدُه يرتجف وسط الجـ.ـثث اللي حواليه و ريحة المـ.ـوت مُخترقة أنفُه، لحد ما إفتكر و شد الثلاجة عليه، إنحبست أنفاسُه لما رفع تلك الملاءة البيضاء و لقى وشها أزرق بدرجة كبيرة، و كدمـ.ـات على وجهها، قال بـ صوت بيرتعش:
– هـ .. هـصورها لحضرتك دلوقتي!!
إبتسم زين بسُخرية و هتف:
– بسُرعة قبل ما تُقع من طولك!!
إلتقط عابد صورة لها و أرسلها لـ زين، شاف وش اللي من المُفترض أمُه، للحظات بيتأمل سوء خاتمتها، نضّف حلقُه و سحب نفس عميق من السيجارة و رماها على الأرض بيدوس عليها برجلُه، و من ثم هتف بنفس الجمود:
– مالوش لازمة التشـ.ـريح، أدفنوها على طول!
– بس الطب الشرعي قال آآ!!!
هتف زين بحدة:
– عابد .. مش عايز مشـ.ـرط يلمس جسمها!!، تدِّفـ.ـن على طول فاهم؟!!
– فاهم يا باشا!!
قفل معاه و رجع دخل لجوا، غسل إيدُه كويس و فمُه من السجائر، و رجع جنب غرفة العمليات قعد على المقعد شاردًا، لتمُر ساعة، إنتفض بعدها على صوت صرخات صغيرُه، وقف عينيه متعلّقة بالباب زي الطفل مستني حد يخرُجه عشان يشوفُه، و بالفعل خرجت مُمرضة بيه لافّاه بـ بطانية تقيلة، نبضات قلبُه أزدادت و هو شايف الممرضة بتتقدم نحوه بالطفل، وقفت قُدامُه و مدتلُه الطفل بتقول بإبتسامة:
– إتفضل يا فندم!! ربنا يباركلكوا فيه!!
مسمِعهاش، واقف ثابت مش عارف لأول مرة يعمل إيه، عينيه ثابتة على الطفل اللي بيعيط من قلبُه بيفرُك بكفيه، فضلت الممرضة واقفة مستغربة سكونُه مش قادرة تترجمُه، فـ قالت بهدوء:
– حضرتك سامعني؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضراوة ذئب (زين الحريري))

‫6 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى