رواية ضحايا الماضي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شهد الشورى
رواية ضحايا الماضي الجزء الرابع والعشرون
رواية ضحايا الماضي البارت الرابع والعشرون
رواية ضحايا الماضي الحلقة الرابعة والعشرون
تخلص من سترته على الفور يساعدها بأن ترتديها فوق ثوبها الخفيف ذو الحمالات الرفيعة
قائلاً بحب و صدق :
هفضل جنبك لاخر العمر ، بحبك يا حياة بدر
اغلق سحاب سترته من الامام حتى يدفئها اكثر كان الاثنان قريبان من بعضهما للغاية هي ثملة لا تعي ما تفعل او ما تقول بينما هو لم يكن بحال افضل منها يكفي النظر لعيناها التي لم يرى اجمل منها بحياته حتى يثمل هو الآن امام خيارين ان يكون خائن للأمانة او يقتنص قبلة من تلك الشفاه التي منذ ان وقعت عيناه عليها و هو يتمنى تذوقها و هي ابداََ لن تمانع و هو ليس بسيدنا يوسف
حتى لا يضعف !!!!
انتفض واقفاََ متغلباََ على رغبته لن يفعلها هي لم تبوح له بحبها و ربما لم تشعر نحوه بيوم من الايام لذا لن يأخذ شيء يمكن ان يكون بيوم من الايام ملكاََ لغيره و فوق كل هذا لن يخون الأمانة لن يقع بذلك الخطأ انحنى ثم حملها بين يديه مغادراََ المكان بينما هي ظلت تهذي ببعض الكلمات حتى غفت و ما ان وصل لقصر الجارحي تقابل بسليم الذي ما ان اقترب منهم اشتم رائحة الخمر تفوح منها ليسأله بصدمة :
شاربة
اومأ له بدر بتوتر ثم اخبره أين وجدها و صعد لغرفتها ثم دثرها بالفراش و غادر الغرفة و عقله لا يتوقف عن تذكر ذلك الحديث الذي دار بينهم
……..
بينما بقصر الجارحي
كان اول من تحدث جمال قائلاً بتعجب :
تتجوز مين !!
صمتت للحظات قبل ان يقول بجمود :
هند بنت الدكتور منصور جارنا
مازن شقيقه باستغراب :
اشمعنا
إلياس بسخرية :
هو ايه اللي شمعنا اظن ان جي الوقت اللي اتجوز فيه و اكون عيلة و لا مش من حقي
مازن بسخرية مماثلة :
طب و حياة اللي كنت عمال تجري وراها ايه النظام مش ناوي تتجوزها
إلياس ببرود يعكس النيران التي تشتعل بصدره من الغضب و الغيرة كلما يتذكرها او يتخيلها بأحضان رجل اخر :
متنفعنيش و لا تلزمني
سعاد بتعجب :
طب اشمعنا هند بالذات ما احنا ياما اتحايلنا عليك تتجوزها زمان و رفضت
ضحك قائلاً بسخرية :
ع الاقل هتكون احسن من حياة
تدخل يوسف بالحديث قائلاً بحدة :
انا بنتي مش احسن من حد يا إلياس و لم تجيب سيرتها تتكلم عدل
إلياس بتهكم :
بتدافع عنها على اساس ايه يا عمي تعرفها او عيشت معاها عشان تعرف اخلاقها
يوسف بحدة :
بلاش ترمي بالكلام يا تقول اللي عندك ضهري و من غير لف و لا دوران يأما تسكت
إلياس بسخرية :
يبقى اسكت احسن يا عمي لان كلامي مش هيعجبك و لا هيعجب الموجودين
زفر يوسف قائلاً بغضب :
يبقى احسن
صمت عم المكان للحظات قاطعه إلياس قائلاً بجمود قبل ان يصعد لغرفته :
انا كلمتهم و خدت ميعاد نزورهم بكره بليل !!
…….
بغرفة جمال و فرحة
كانت تحدثه قائلة :
عارف يا جمال
نظر لها لتتابع هي :
حياة بحبها و كل حاجة و بحسها بنتي بس….
نظر لها قائلاً بتساؤل :
بس ايه انتي فرحانة انه مش هيتجوزها
اومأت له قائلة :
الصراحة اه حياة بعد اللي شافته اسفه في اللي هقوله بس معقدة و مش هتريح ابني و هيتعب معاها و…….
قاطعها قائلاً بحدة :
هو الجواز عشان ابنك يرتاح بس ، انا و انتي عارفين ان طباع ابنك صعبة يعني اللي تتجوزه لازم يريحها زي ما هتريحه مش عشان هو يرتاح بس
زفرت قائلة بضيق :
معرفش بقى يا جمال مش شيفاها مع ابني و كويس انها جت منه لاني كنت هتحرج ارفض و مش هبقى موافقة ع الجوازة من جوايا
ثم تابعت بتساؤل :
هي عند مش عجباك و لا ايه
زفر جمال قائلاً بضيق :
البنت كويسة و مفيهاش حاجة بس قلبي بيقولي ان ابنك ليه غرض تاني غير الجواز و الاستقرار اللي طلع بيهم فجأة
فرحة بدفاع عن ابنها :
بلاش تظلمه احنا مدخلنا جواه
جمال بضيق :
ابنك كاه رافض هند و ريقنا نشف من الكلام معاه عشان يتجوزها و دلوقتي فجأة حليت في عينه ، في حاجة في دماغه و قلبي حاسس انه واخدها كبري شكله هيظلم البنت معاه يا فرحة
فرحة بنفي و بالطبع دافعت عن ابنها :
لا ظلم و لا حاجة هو الجواز لعبة ابني اكيد عارف كده كويس و فكر قبل ما ياخد القرار ده ، و يمكن عشان الممنوع مرغوب هو كان رافض لما كنا بنتحايل عليه و لم سكتنا هو بقى عايزها
تنهد قائلاً بتمني :
ربنا يخلف ظني يا ستي و اطلع غلطان
انتهى الحديث بينهم لهنا لكنه لا يشعر بالارتياح لقرار ابنه المفاجأ
……….
في صباح اليوم التالي
– ايه اللي جابني هنا
قالتها حياة بألم و تضع يدها على رأسها الذي يؤلمها و بشدة و تنظر لغرفتها باندهاش
نهضت بصعوبة و ارتدت ثيابها و ما ان خرجت من غرفتها وجدت بدر كاد ان يطرق بابها القى عليها الصباح قائلاً بهدوء :
دماغك وجعاكي مش كده
اومأت له قائلة باستغراب :
عرفت منين
وضع بيدها كوب كوب حليب و معه دواء مسكن قائلاً بعتاب :
بعد الشرب اللي شربيته امبارح لازم ده اللي يحصل
تناولتهم منه قائلة بتساؤل :
عرفت منين اني شربت و ايه اللي جابني هنا
سألها بتوتر :
انتي مش فاكرة اللي حصل امبارح
نفت برأسها ليعاتبها قائلاً :
غلطي اوي يا حياة لما شربتي امبارح……
لكن جاء صوت سليم مقاطعاََ حديثه قائلاً بصرامة :
تعالي ورايا ع المكتب يا حياة
ذهبت خلفه و ما ان دخلت لمكتبه ضرب سليم بغصاه التي يستند عليه في سيره قائلاً بغضب :
ازاي تشربي الزفت ده و تحطيه في بؤك يا مؤمنة ياللي بتصلي
لم تجيب و اخفضت وجهها ارضاََ ليصرخ
عليها بغضب :
ما تنطقي
لم تجيب ايضاََ بيتابع هو قائلاً بحدة :
ده محدش من اخواتك الرجالة عملها تيجي انتي و تعمليها و اهو شوفتي ادهم بيدفع التمن لمجرد انه شرب الزفت ده
اخفضت وجهها بخزى و هو يتابع توبيخه لها :
في بيت لوحدك و سكرانه ما خوفتيش يحصلك حاجة و انتي و لا هتبقى دريانه ، مخوفتيش من ربنا
تنهدت قائلة باعتذار و خزى :
كلامك كله صح يا جدو انا اسفه
زفر بضيق قائلاً :
مكنتش متخيل انك ضعيفة كده عشان يوصل بيكي الحال انك تشربي الهباب ده
وقف مقترباََ منها قائلاً برفق :
انا عارف كل حاجة و عارف اللي عمله الزفت إلياس معاكي ، انسيه يا بنتي ده مينفعكيش عارفه كلت قولتله يبعد عنك و حذرته من كده و قولتله انك مش هتبقي ليه قال ايه
نظرت له و بداخلها ارادت ان تسمع رده التي كانت متأكدة انها سيجرحها لكنها بحاجة لتلك الكلمات حتى تكرهه اكثر و اكثر :
قالي خليهالك ، هو باع يا بنتي و افتكري دايما اللي يبيعنا عمرنا ما نشتريه ابداََ
اومأت له قائلة بجدية :
مش محتاج تقولي الكلام ده يا جدو من اللحظة اللي اتهمني فيها بكلامه انا طلعته من حياتي و انا اللي مش عاوزاه اصلا و لا اشتريته من الأساس و لا وعدته بحاجة و لا قولتله كلمة واحدة تبين ليه اني بحبه يعني هو مش من حقه يتهمني و يقول اني خاينة في كل حتة
اومأ لها بصمت لتقبل جبينه ثم يده قائلة باعتذار :
حقك عليا و اخر مرة تحصل
اومأ لها قائلاً بتحذير :
اخر مرة يا حياة اللي حصل ده يتكرر
اومأت لها قائلة بوعد :
اوعدك اخر مرة
ثم غادرت لغرفتها تحاول ان تتذكر ما حدث امس
……….
بعد وقت
كانت تجلس ببهو القصر في صمت تنظر للفراغ بشرود لم يقاطع شرودها سوى صوت بدر الذي جلس بجانبها قائلاً :
ناوية تعملي ايه
نظرت له بعدك فهم قائلة :
اعمل ايه في ايه !!
– في حياتك
صمتت للحظات قائلة :
هرجع لندن
قطب جبينه قائلاً بتساؤل :
ليه
تنهدت قائلة و هي تحاوط قدمها بيدها :
حياتي كانت هناك انا يدوب كنت نازلة هنا لهدف حققته خلاص هقعد اعمل ايه
اومأ برأسه قائلاً بهدوء :
انت عايزة ترجعي لندن عشان تهربي مش عشان حياتك هناك
نفت برأسه قائلة بتوتر :
مش صح
تنهد قائلاً بتصميم :
لأ صح….
قاطعته قائلة بحدة و صوت عالي من توترها :
فرضنا انه صح يخصك في ايه حياتي و انا حرة فيها خليك في حالك انا مش ناقصة وجع دماغ و اسئلة عم……
قاطعها قائلاً بحدة و غضب :
حياة
زفر بضيق قائلاً :
بلاش طريقة كلامك دي معايا و بلاش تعلي صوتك عليا مش معنى اني بكلمك بهدوء و باخد و بدي معاكي هسمحلك تتجاوزي حدودك معايا ، كان ممكن تقولي انك مش حابة انك تتكلمي في حياتك معايا و كنت هسكت
وقف قائلاً بجدية :
لكن تتكلمي بالاسلوب ده مش هقبله ، بعد كده مش هتدخل في حاجة تخصك طالما بتضايقي كده
عن اذنك
ثم صعد لغرفته مرة اخرى اخذت تلوم نفسها على ما قالت مرت دقائق و صعدت لغرفته طرقت الباب لحظات و سمح لها بالدخول ما ان دخلت رأته يجلس على احد المقاعد الموجودة بزوايا الغرفة يضع حاسوبه على قدمه يبدو انه يتابع عمله
اقتربت حتى وقفت امامه قائلة بحرج :
بدر
لم يبعد نظره عن الحاسوب قائلاً باقتضاب :
خير
تنهدت قائلة بتوتر :
انا اسفة حقك عليا
لم يجيب عليها لتتابع هي حديثها قائلة :
متبقاش قموصة بقى مكنتش كام كلمة قولتهم في لحظة غضب مني
لم يجيب لتعتذر مرة اخرى قائلة :
انا مقصدش والله اتكلم معاك بالاسلوب ده بس كنت متعصبة و الصراحة بقى انا اتوترت لما انت قولت اني بكدب لان دي الحقيقة
تنهد قائلاً بهدوء و لم ينظر لها :
حصل خير ، مش هضايقك بأسئلتي تاني حياتك و انتي حرة فيها
اغلقت شاشة الحاسوب الذي امامه قائلة :
مش بتضايقك من اسألتك يا بدر انا بكون معاك على طبيعتي و بتكلم معاك زي ما بتكلم مع اخواتي و بكون معاك صريحة في الكلام
نظر لها بهدوء لتتابع هي يأسف :
متزعلش مني انا اسفة حقك عليا
ابتسم قائلاً بهدوء :
مش زعلان خلاص
ابتسمت قائلة بمرح :
بمناسبة الصلح اسأل براحتك يا سيدي
ضحك بخفوت قائلاً :
عايزة تهربي من ايه ، من إلياس
تنهدت قائلة بهدوء :
هو سبب من الأسباب لكن انا بجد مش قادرة استنى هنا في مصر ، كل اللي ليا فيها ذكريات توجع القلب و بس و اتحججت بالسفر عشان ابعد عن هنا رغم اني مقدرش ابعد عن اخواتي
صمت لدقائق ثم نظر لها قائلاً بعد تفكير :
تسافري نيويورك معانا و منه تكملي دراستك و تبعدي عن هنا و منه بردو متبقيش لوحدك في بلد غريب ، ده مجرد اقتراح فكري و الصراحة انا شايف انه حل مناسب لاني اكيد محدش من اخواتك هيبقى مأمن انك تسافري لوحدك حتى جدي سليم نفس الكلام
نظرت له بصمت ليتابع قائلاً :
فكري و قرري اللي عاوزاه !!!
……..
باليوم التالي اشيع على كافة مواقع التواصل الاجتماعي خبر ارتباط رجل الأعمال إلياس العمري بابنة الطبيب الشهير ” هند منصور ”
ابتسمت حياة بسخرية و هي تغلق هاتفها و تلقيه بجانبها و هي تعلم لما اتخذ تلك الخطوة
…….
تمر الأيام ببطئ شديد على البعض حتى مضى شهر كامل ليعود كلاََ منهم و عروسه من شهر العسل
في صباح اليوم التالي كانت هنا تجلس بغرفتها برفقة زوجة خالها قمر التي جاءت لها بكأس حليب
يدور بينهم الحديث كالتالي
قمر برفق :
يا بنتي استهدي بالله ، ذنبه ايه اللي في بطنك ده طفل و لازم يتربى في حضن امه و ابوه
هنا بتصميم :
ده اخر كلام عندي يا مرات خالي ، في ولاد كتير بيتربوا بين اب و ام منفصلين و مفيش حاجة بتحصل
تنهدت قائلة بجدية :
انا و ادهم الحياة بينا بقت مستحيلة خلاص و انا مش هاخد ابني و اعيش اخر الدنيا ، انا عايشة هنا بينكم و ابني هيتربى وسطكم مش في بيت حد تاني
قمر برجاء :
بس بردو هيأثر على نفسية الولد يا بنتي ادهم ندمان ادي لنفسك فرصة معاه عشان خاطر ابنكم
هنا بنفي و حزن :
فكرت و مش هقدر يا مرات خالي
حاوطت جنينها بيدها قائلة بحزن :
انا مش هرجع لادهم غصب و عشان سبب تاني اول مرة ابنك اجبرني اتجوزه و دلوقتي لازم ارجعله عشان خاطر ابني مجبورة ، مش هيحصل و ابني هعرف ازاي اعوضه و مش هحسسه بفرق و ادهم كمان هيبقى موجود في حياة ابنه لو رجعت لأدهم و بيني و بينه المشاكل مش بعيد نسبب مشاكل نفسية للولد اكتر
تنهدت قمر قائلة بحزن :
ربنا يهديكم يا بنتي
………
بينما بمستشفى الجارحي
كانت سارة تجلس صامتة على فراشها تنظر للغرفة حولها بقهر و تحسر على ما اصبحت عليه الآن
سمعت صوت الباب يفتح التفتت لترى من لتقع عيناها على اخر شخص توقعت رؤيته قائلة :
عمر !!!!
نعم هو بعد ايام قضاها في التفكير قبل ان يأتي لها لم يطاوعه قبله على تركها بتلك الازمة بالرغم مما فعلته به و معرفته بسبب تواجدها هنا
ابتسم بسخرية قائلاً :
حمد الله ع السلامة
اشاحت بوجهها بعيداََ عنه قائلة :
جاي تشمت فيا مش كده
ضحك بخفوت قائلاً بتهكم :
اشمت فيكي ليه
نظرت له قائلة بغرور :
عشان اللي عملته فيك زمان بس كان حتت رهان نظرتي مخابتش ابداََ قولتلهم هجيبه راكع و جيت راكع ، لما كنت طلبت منك ايه كنت بتعمله
اشارت نحو اصبعها قائلة بأهانة :
كنت زي الخاتم في صباعي
ضحك بسخرية قائلاً :
كنت بعمل كده حب بس واحدة زيك متعرفش الحب و لا بتحس من اساسه عشان تعرف اللي بيحب بيعمل ايه
رغم غضبها من اهانته إلا انها تصنعت البرود قائلة بتهكم و غرور :
بس اللي عملته فيك حرقك اوي عشان كده بعد السنين دي كلها جاي تشمت ، لسه مش قادر تنساني مش كده ، عندك حق سارة عمرها ما تتنسي يا عمر
اومأ لها قائلاً بهدوء :
هو من ناحية ما تتنسيش فأنتي فعلا ما تتنسيش
شملها بنظراته باحتقار قائلاً :
محدش ابداََ ممكن ينسى احقر بني آدم بيقابله في حياته و لا حد بالرخص ده
صرخت عليه بغضب من اهانته :
انت اتجننت اط……
قاطعها قائلاً ببرود و لم يعطي لها فرصة للحديث : اللى جابني مش اني محروق منك زي ما بتقولي تؤ انا بس كنت زيارة هنا و شفتك و صعبتي عليا ، انا هنا شفقة مش اكتر ملقتش حد معبرك قولت ادخل ازورك ده حتى بيقولوا زيارة المريض
عليه ثواب
كورت يدها بغضب و صدرها خاصة عندما تابع هو حديثه قاصداََ ايلامها و التقليل منها :
عايزة الحق واحدة زيك لازم تفضل لوحدها و محدش يعبرها هو في حد عاقل يستحمل يقعد معاكي
تنهد قائلاً بضيق :
سنين مغيرتش فيكي حاجة زي ما انتي بتقدري تطلعي اسوأ ما في الواحد ، بس الفرق انك زمان كنتي بتشوفي نفسك بالفلوس ، هتعملي ايه من غيرها دلوقتي بقيتي لوحدك لا فلوس و لا اصحاب و لا اهل و لا اي حاجة اخرتك مرمية على سرير بين اربع حيطان
كان صدرها يعلو و يهبط بانفعال و هو مستمر في التقليل منها بكلماته و النظر لها باحتقار قائلاً :
تتعظي لا ازاي لسه فيكي جبروت و غرور
صرخت عليه قائلة بغضب :
بس كفاية ، اسكت
رفع حاجبه قائلاً بتهكم :
اسكت ليه مش هي دي الحقيقة
صرخت عليه بغضب و انفعال :
بقولك اسكت ، اطلع بره يا عمر ، بقولك اطلع بره
ابتسم بسخرية قبل أن يغادر و ما ان أغلق الباب استمع لصوت بكاءها كانت تبكي و تنتحب بقوة ألمت قلبه الأحمق الذي حتى الآن لا يزال يحبها !!!
………..
مرت وقت حتى وصل الجميع لقصر الجارحي استقبلهم الجميع بترحيب حار بينما حياة احتضنتهم قائلة بسعادة و اشتياق :
وحشتوني
جذبها اوس معانقاََ اياها قائلاً باشتياق :
انتي كمان يا حبيبتي جايب ليكي معايا شوية هدايا هيعجبوكي اوي
ريان بسخرية و هو يجذبها لاحضانه هو الأخر :
مش لوحدك يا خويا جايب هدايا انا كمان
ضحكت حياة بسعادة ثم رحبت بزوجاتهم مر وقت طويل قضوه مع الجميع ثم غادروا للفيلا الخاصة بهم و القريبة من قصر الجارحي و بعد اصرار ذهبت حياة معهم
…….
– انا مش هسافر لندن
قالتها حياة لاخوانها ما ان جلست معهم بمفردها
امير بسعادة :
كنت متأكد انك هتصرفي نظر عن الموضوع
صمتت للحظات ثم قالت بتردد :
هسافر عند جدو عاصم
ادم بحدة :
هو سفر و خلاص
زفرت قائلة بانفعال :
افهموني انا مش قادرة استنى هما و اعيش هنا و اه بهرب ، بهرب من كل الذكريات دي ، بهرب من نفسي و من الماضي كل اللي عيشته في مصر هنا يوجع و مليش ذكرة واحدة حلوة استنى عشانها
تنهدت قائلة باختناق :
محتاجة ابعد فترة هخلص دراسة و ارجع ، مش عايزة ابعد عنكم و في نفس الوقت محتاجة ابعد عن هنا ساعدوني و بلاش تصعبوها عليا
نظرت لهم قائلة :
مش عايزني اسافر و اقعد لوحدي عشان خايفين اهو هسافر و سط عيلتنا بردو و مش هبقى لوحدي
ادم على مضض و حزن على شقيقته :
ماشي يا حياة
تنهدت قائلة بهدوء :
هسافر اخر الاسبوع ده !!!
………
مرت الأيام سريعاََ و قد جاء اليوم المحدد لسفرها برفقة بدر و عائلته كانت تجلس برفقتهم بالمطار في انتظار موعد اقلاع الطائرة برفقة اخوانها ايضاََ
بينما على الناحية الأخرى كانت ندا قد علمت ندا مصادفة ما حدث بين شقيقها و حياة من ريان
تمسك بهاتفها مترددة في اخبار إلياس حتى يلحق بها بقت هكذا لوقت ثم حسمت امرها و هاتفته ثم اخبرته بكل شيء علمته
بحث سريعاََ على مواقع التواصل عن اسم ذلك الطبيب الذي اخبرته به و ما ان ظهرت صورته اتضح له كل شيء سرعان ما كان يركض للمطار
ليلحق بها !!!!
*******
يركض هنا و هناك يبحث عنها بين وجوه الجميع ما ان رأها تعبر تلك البوابة لداخل المطار برفقة بدر و عائلته بعد توديع من اخوانها ركض سريعاََ نحوها حتى يلحق بها و لكن ما ان اقترب كانت هي دخلت للداخل منعه ادم من الاقتراب قائلاً بحدة :
خير
نظر له قائلاََ برجاء :
حياة ، لازم اتكلم معاها ضروري قبل ما تمشي
ثم دفع ادم من امامه ليتراجع الأخر عدة خطوات قائلاً بضيق :
اوعى من طريقي
عاد ادم من جديد يعترض طريقه قائلاً بغضب :
حياة مسافرة خلاص خد بعضك و امشي لو لسه عندك شوية كرامة عشان متزعلش
إلياس برجاء :
انا عرفت كل حاجة و ظلمتها عارف سيبني بس هكلمها دقيقتين مش اكتر
ريان بحدة و غضب :
لأ و امشي من هنا بالذوق عشان انا لحد دلوقتي عامل حساب انك اخو ندا
إلياس بغضب :
مش همشي غير لما اتكلم معاها
ضحك أوس بسخرية قائلاً و هو يشير للسماء لتلك الطائرة التي حلقت بالجو :
ابقى اطلع كلمها فوق في السحاب
ابتعد ادم عنه قائلاً بتحذير و غضب :
ابعد عن اختي و طلعها من تفكيرك خالص هي لو وافقت لا انا و لا هما هيوافقوا عليك لاني لما ناوي اسلمها لراجل يصونها و يحطها في عنيه مش ليك
امير بسخرية :
روح لخطيبتك يا عريس
قالها ثم غادر برفقة اخوانها و تركوه ينظر للسماء بتحسر و ندم لكن ابداََ لن يستسلم سيفعل المستحيل حتى يصل لها و يطلب غفرانها
.
.
بينما بسيارة اوس أثناء عودتهم نظر لهم ادم
قائلاً بتساؤل و تفكير :
عرف منين ان حياة بريئة ، و ازاي عرف انها هتسافر انهاردة بالذات و في الوقت ده
كل تلك الأسئلة جعلت ريان يفكر انه من الممكن ان تكون ندا اخبرته بكل شيء و ها هو ما ان وصل للفيلا صعد مباشرة لغرفته قائلاً بهدوء :
روحتي قولتي لإلياس مش كده
توترها و تهربها من النظر له جعلها يتيقن انها من فعلت ليصرخ عليها بغضب و نفاذ صبر :
ما تنطقي
اجابته بخوف و تلعثم من نبرته العالية :
ده اخويا
ركل المقعد بقدمه قائلاً بغضب نادراََ ما يظهر عليه :
اخوكي و انا جوزك فضفضت معاكي بكام كلمة تروحي تنقليهم ليه علطول و يا ترى كنت بتحكي ايه تاني ليه
نظرت له قائلة بتبرير :
ريان كفاية ده اخويا و مكنش ينفع اسكت و انا شيفاه بيغرق كان لازم افوقه عشان يلحق…..
قاطعها قائلاً بغضب :
فكرك لو كان لحقها كنا هنسمح ليه ، اخوكي لو اخر واحد على وش الأرض اختي مش هتبقى ليه اخوكي عمري ما هأمن على اختي معاه
نظرت له قائلة بغضب :
اشمعنا هو سلمك اخته
صرخ عليها غاضباََ بينما اجتمع كل من بالمنزل على صوتهم العالي و قد خمن اخوانه ما حدث من حديثهم الذي وصل للجميع :
لو كنت عملت اللي عمله مع اختي فيكي ساعتها لا انتي و لا هو هترضوا بيا بس اخوكي من قبل ما اتجوزك و هو كان رافض و واقفلي ع الواحدة عشان الجوازة تبوظ
اطلق سراحي وحرر قيودي فأنا كالفراشة لا اتروض بين قبضتك رقيقة…
كور قبضة يده متابعاََ بغضب :
اخوكي اناني و مش بيحب غير نفسه باللي عملتيه ده تخليني اندم اني اتكلمت معاكي في حاجة و كانت الأولى و هتبقى الأخيرة يا ندا
قال الأخيرة ثم غادر الغرفة بل القصر بأكمله صافعاََ الباب خلفه بقوة رافضاََ التوقف و الاستماع لاخوانه بينما الفتيات دخلوا لندا التي انهارت بالبكاء فور ان غادر و لحق الثلاثة بريان !!!
…….
بتلك البناية التي تدل على ثراء من يسكن بها بالطابق السادس حيث نزل الطبيب عمر الذي يمكث فيه برفقة شقيقه الأصغر حسن و والده
قطب عمر جبينه عندما انتفض شقيقه حسن من جانبه على الاريكة بعدما جاءته تلك المكالمة الهامة فسأله بقلق :
حصل ايه
اخذ متعلقاته قائلاً بسرعة قبل أن يغادر :
لازم اروح المستشفى بسرعه ، المريضة اللي كنت حكيت لك عنها قبل كده ، حاولت تنتحر !!!!
لحظات فقط يحاول ان يستوعب فيها ما قال سرعان ما كان رغبة قلبه في الاطمئنان عليها تتغلب عليه ليركض خلف شقيقه صاعداََ للسيارة بجانبه قطب الأخر جبينه بتعجب عندما قال عمر :
جاي معاك
كان الأخر مندهش مما يفعل شقيقه الذي صرخ عليه قائلاً بحدة من قلقه :
انت لسه هتتصدم ، اطلع بسرعه
نفذ ما قال و توجه الاثنان للمستشفى الأخر يتملكه القلق و الخوف و الاخر مندهش مما يحدث !!
……..
بعد وقت كان يدخل لغرفتها بعض فحص شقيقه لها و تأكد من انها بخير فهي حاولت ابتلاع العديد من اقراص الدواء لكن لحقت بها الممرضة
بأخر لحظة
وقعت عيناه عليها كانت تدفن وجهها بالوسادة بينما صوت شهقاتها يملئ الغرفة كانت تبكي بحرقة و جسدها ينتفض بشدة
اقترب منها قائلاً بهدوء و لم تخلو نبرته من الحزن :
حاولتي تنتحري ليه
انتحبت اكثر قائلة بصوت متقطع من كثرة البكاء لينهش الألم قلبه على حالتها تلك :
عايز…ة امو…ت
اقترب منها ثم جعلها تنظر له قائلاً بحدة :
مش مكفيكي اللي عملتيه في دنيتك عايزة تموتي كافرة كمان
بكت اكثر قائلة بانكسار :
الموت اهون من اني اعيش عاجزة و مرمية كده
زفر بضيق لم يعهدها يوماََ بكل هذا الانكسار قلبه الأحمق لا يزال يحزن لأجلها لماذا يحبها و على ماذا لا يعرف !!!
تنهد قائلاً بحزن و حدة :
غيرك بيمروا بأصعب من كده و بيعيشوا حياتهم
ده عقاب ربنا ليكي ع اللي عملتيه في حياتك احمدي ربنا انك لسه فيكي نفس تقدري تتوبي و تغيري من نفسك قبل فوات الأوان غيرك مش بيبقى عنده الفرصة دي
اخذت تهذي بكلمات غير مفهومة بسبب البكاء لكنه لم يستمع سوى :
هما السبب
زفر بضيق قائلاً بحدة :
انتي اللي وصلتي نفسك لهنا بلاش تلومي حد تاني على غلطك انتي
نظرت له قائلة ببكاء و توسل و هي تتمسك بيده فقد كان يقف بجانب فراشها :
ابوس ايدك يا عمر خرجني من هنا ، انا هموت لو فضلت هنا
جذب يده من يدها و غادر الغرفة صافعاََ الباب خلفه بقوة و ما ان خرج ارتمى على المقعد الموجود بجانب باب الغرفة يتنفس بعنف
لما ظهرت بحياته الآن لقد ظن انه تجاوزها و تجاوز ذلك الماضي التي كانت اسوأ شيء فيها تلك الحمقاء تظن انها كسبت ذلك الرهان السخيف و جعلته خاتم باصبعها فقط لأنها استطاعت ان تؤثر عليه بأنوثتها الطاغية تظن انه من هؤلاء الرجال الذي يسيل لعابهم عند رؤيتها
مخطئة لقد اجتذبته من اول مرة وقعت عيناه عليها لا يعرف لما لكنها جذبت انتباهه منذ اول مرة لقد كانت إحدى طلابه عندما كان يعمل بمجال التدريس الذي تركه بسببها
كلما حاول تجاهل ذلك الشعور الذي ينمو بداخله يوماََ بعد يوم مذكراََ ذاته بأنها لا تصلح له يفشل و يزادد اعجابه بها يوماََ بعد يوم حتى اصبحت نظراته لها مكشوفه للعيان
ليأتي ذلك اليوم الذي جاءت له و بدون مقدمات تعترف لها بأنها تحمل مشاعر نحوه بقدر ما شعر بالتوجس من تلك الخطوة إلا ان جراءتها اعجبته ليخبرها بأنه الشعور بينهم متبادل
تتطورت علاقته بها يوماََ بعد يوم لا يمر يوماََ بدون ان يهاتفها يخرج برفقتها لأماكن عديدة اصبحت جزء لا يتجزء من يومه ليستمر الحال بينهم لنصف عام صحيح انه رأى بها عيوب كثيرة تطغى على مميزاتها لكنه كان يؤمن بأن الحب يكمن في تقبل بل حب عيوب شريكك قبل مميزاته و اصدق حب هو عندما تحب شخصاََ لا تعرف لماذا احببته !!
ليأتي ذلك اليوم الذي قرر فيه الاعتراف بحبه الصادق لها و طلبها للزواج تفاجأ بها تخبره ان كل ذلك لم يكن سوى لعبة بينها و بين صديقاتها ان كانت ستقدر على الإيقاع بذلك الطبيب الوسيم ذو الشخصية الجادة و الصرامة مع الجميع
ها هي استطاعت لقد هشمت قلبه يومها و جعلته يرى كم كان احمق لم يتحمل تهامس الطلاب عليه و نظراتهم له التي تظهر له كم كان احمق لذا ترك مجال التعليم بالجامعة و افتتح عيادة خاصة به
مرت سنوات و قد ظن انه تجاوزها لكن ما ان وقعت عيناه عليها استعاد كل تلك الذكريات المشاعر التي عادت تهاجم قلبه مرة اخرى بين نارين الآن يحتفظ بكرامته و يبتعد عنها ام يساعدها و يضرب بكل شيء عرض الحائط !!!!
……….
على الناحية الأخرى بمكان يبعد عن القاهرة بكثير بنيويورك بصباح اليوم الذي يلي سفرهم بتلك الفيلا الساحرة التي يقيم بها بدر و عائلته و التي كانت جميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى
– بتعرف ترسم
قالتها حياة لبدر عندما نزلت لحديقة الفيلا لتتفاجأ بتلك الغرفة المحاوطة بزجاج شفاف و لم تكن سوى مرسم مخصص له
اومأ لها بابتسامة قائلاً :
صباح الخير
ردت الصباح عليه قائلة بابتسامة و هي تتأمل تلك اللوحات الجميله التي رسمها وقعت عيناها على دفتر كبير مخصص للرسم التقطته و قبل ان يمنعها من فتحه كانت فعلت هي بالفعل لتتملكها الصدمة عندما رأست صور لها مرسومة بحرفية شديدة تكاد تكون حقيقية صور كثيرة تاره و هي تضحك و تاره حزينة بينما هو شعر بالحرج منها لكنها تجاهلت الحديث عنه فاغلقته ثم وضعته بجانبها حتى تبعد عنه الحرج قائلة :
انا كمان بعرف ارسم
قرب يده منها بالفراشاة قائلاً بتحدي :
طب ما تورينا مواهبك
نظرت له قائلة بابتسامة :
بتتحداني يعني
حرك رأسه بنعم التقطتها منه ثم جاءت بمقعد و جلست بجانبه و بدأت بالرسم معه
مر وقت و الاثنان في اندماج تام التقطت حياة انبوب اللون الأسود ثم اخذت تفرغ منه القليل لكن بدون قصد ضغطت على الأنبوب بقوة ليتطاير ما به بالهواء يصيب ملابس بدر و وجهه قليلاً
شهقت بخفوت قائلة و هي تغمض عين و تغلق أخرى كالأطفال :
اسفة
تظر لها قائلاً بغيظ :
قصداها مش كده
نفت برأسها قائلة :
لا هقصدها ليه يعني
رد عليها بغرور واهي و غيظ :
عشان متغاظة اني برسم احسن منك
شهقت قائلة بغيظ :
مستحيل ، رسمي انا احسن طبعاََ انا عارفه انك اكيد متغاظ عشان رسم…..هييي
شهقت بقوة عندما افرغ عليها الوان هو الأخر لتنظر له قائلة بغيظ :
قاصدها مش كده
اومأ لها ببرود لتقضم شفيتها بغيظ ثم اخذت تفرغ عليها الألوان هي الأخرى و كذلك فعل هو لتبدأ حرب بين الأثنان بدأت بغيظ ثم انتهت بمرح بين الأثنان و سرعان ما تعالت ضحكاتهم بالمكان
حتى قاطعهم صوت يعرفه بدر تمام المعرفة :
ايه اللي بيحصل هنا !!!
تنهد بدر قائلاً بابتسامة لم تصل لعيناه :
ازيك يا نسرين
اقتربت منه نسرين قائلة بصوت ناعم :
مش كويسة خالص وحشتني كتير اوي يا بدر ما كنتش مصدقة لما مامتك كلمتني الصبح و قالتلي انك وصلتوا جيت علطول جري
ابتسم بدر بجفاء لتلاحظ حياة ان غير مرتاح بالحديث مع تلك الفتاة التي لم تشعر بالارتياح نحوها ايضاََ
نسرين بتساؤل :
مين دي
بدر بابتسامة و لمعة بعينيه لم تخفى على نسرين التي استشعرت الخطر بوجود تلك الفتاة :
حياة بنت عمتي و دي نسرين جارتنا من زمان اوي مصرية بردو
ابتسمت حياة بمجاملة بينما نسرين بادلتها نفس الابتسامة قائلة بمزاج ثقيل :
مش كبرتي يا حبيبتي ع اللعب بالالوان
اكتفت حياة بابتسامة باردة ليتدخل بدر قائلاً :
يا ستي احنا عيال صغيرين و بتحب نلعب بالألوان ملكيش دعوة و يلا بقى سلام هنروح ناخد شاور
ثم جذب يد حياة و خرج من المرسم قائلاً بضيق :
الله يسامحك يا ماما
سألته حياة :
هي مضيقاك و لا ايه
اومأ لها قائلاً بضيق :
جدا ، خانقه اصل الست الوالدة شيفاها عروسة مناسبة و بتعمل خطط و مؤامرات
سألته بمرح :
طب و انت شايفها ايه
نظر لها قائلاً بابتسامة و مغزى :
انا مش شايف غير واحدة بس
تنحنحت قائلة بحرج و خجل :
احم ، هطلع اخد شاور سلام
قبل ان تصعد الدرج اوقفها قائلاً بابتسامة :
حياة على فكرة شكلك و انتي بتضحكي تحت احلى بكتير من السكوت و الحزن ، مفيش حاجة مستاهلة تزعلي نفسك عليها و تضيعي دقيقة من عمرك من غير ما تكوني مبسوطة
اعطته ابتسامة ثم صعدت لغرفتها و تركته ينظر لاثرها بحب ثم لحق بها هو الأخر لغرفته
………
بينما بالقاهرة بقصر العمري
كان صوت جمال الغاضب يرن بالأرجاء قائلاً :
قولت عايز اخطبها و اتنيلنا خطبنهالك و يفوت اقل من شهر و تروح تفسخ خطوبتك من البنت ببرود
إلياس باقتضاب :
مش بحبها
جمال بغضب :
هو انت لسه متنيل عارف انك مش بتحبها دلوقتي يا اخي ده اخوك الصغير و اختك اعقل منك
فرحة بعتاب :
حرام عليك يا بني البنت منهارة ع الاخر
تجاهل الحديث عن ذلك الموضع قائلاً بهدوء :
انا مسافر بكره و مازن يتابع الشغل بدالي
فرحة بتساؤل :
مسافر فين فهمنا يا بني ايه اللي بيحصل
قص عليهم ما حدث الايام الماضية بخزى و حرج ليضرب جمال يده بالأحرى قائلاً بسخرية :
انا مش لاقي حاجة اقولها ، ده انت تحرق الدم يا شيخ اوعى من وشي !!!
……..
ها هو ينفذ ما قال و سافر باليوم التالي إليها و بعد بحث لم يستغرق وقت طويل استطاع ان يجد مكانها و ها هو بطريقه إليها يحاول إيجاد كلمات اعتذار او اي شيء يجعلها تسامحه فما فعله لا يغتفر ابداََ
بينما على الناحية الأخرى كانت حياة تلهو مع ذلك الكلب ذو الجسد الضخم قليلاََ و الخاص ببدر صوت الضحكات يصدح بالمكان سرعان ما اختفت الابتسامة من على شفتيهما عندما وقعت عيناهم على إلياس الذي نزل من سيارته امام باب القصر الداخلي و كاد ان يدخل لكن اجتذبه صوت ضحكات عاليه تأتي من جهة الحديقة لتقع عيناه عليها برفقته و الاثنان يلهون معاََ و هي تضحك بقوة لم يسبق و رأها هكذا !!!
اقترب إلياس منهم قائلاً لها بتردد :
انا عايز اتكلم معاكي لوحدنا
كاد بدر ان يغادر لكنها تمسكت بيده قبل أن يغادر لم تشأ ان تبقى مع إلياس بمفردها قائلة بهدوء :
اتكلم انا بسمع
ابتلع ريقه بصعوبة قائلاً بتوتر و تلعثم :
انا جيت المطار بس ملحقتكيش……احم ، انا عرفت كل حاجة ليه مفهمتنيش مكنتش اعرف انه……انه
ضحكت بسخرية قائلة :
انا اللي اعرفه ان اللي ما يعرفش حاجة بيسأل مش بيحط قصة وهمية في دماغه و يصدقها و يعمل قاضي و يحكم كمان
اخفض وجهه بخزى لتسأله هي ببرود :
جاي عاوز ايه
تنهد بحزن قائلاً بتبرير :
معنديش عذر عارف بس انا سألتك و كل مرة كنتي بتكدبي عليا شوفتك بعيني و كل مرة كنت أسألك تكدبي عليا
نظرت له قائلة بصرامة بينما بدر بجانبها رغم ثباته الخارجي إلا انه بداخله يرتعب من الخوف :
اكدب و لا لأ انا حره بتكدبني و تتهمني في شرفي و اني خاينة على اساس ايه اديتك كلمة و لا وعدتك وعد رايح جاي تشوه سمعتي قدام الكل طب على اساس ايه
اخفض وجهه قائلاً بخزى :
كل اللي هتقوليه عندك حق فيه انا بس عايز فرصة تانية صدقيني هصلح اللي حصل كله و هنسيكي اللي عملته انا عارف ان في مكان ليا في قلبك و طمعان فيه المرة دي في فرصة اخيرة
ضحكت بخفوت ثم قالت بتهكم :
جايب منين الثقة دي مين قالك اني في مكان ليك في قلبي و لو فيه عقلك صورلك اني ممكن في يوم اقبل بيك
نظرت له باحتقار مثلما كان يفعل قائلة بسخرية :
اذا كان و انا بنت عمك قولت عليا الكلام ده و كنت عمال تتكلم في شرفي على اساس قصة و همية في عقلك تفتكر انا هأمن اكون مراتك
كورت قبضة يدها بغضب قائلة بسخرية :
يمكن الجملة الوحيدة اللي لسه بعمل بيها من كلام يوسف العمري و لسه فكراها اللي يبيعك بيعه
نظر له قائلاََ بتوسل و هو يمسك يدها :
حياة……
قاطعته قائلة بصرامة :
انت بعت و انا مش بشتري اللي يبعني و كلمة اخيرة قبل ما تمشي انت بالذات يا إلياس و لو اخر راجل على وش الدنيا
ابعدت يدها بعيداََ عنها قائلة بنفور :
متلزمنيش
ثم دخلت للداخل و خلفها بدر الذي عادت إليه انفاسه من جديد لقد شعر بالخوف للمرة الثانية
من ان يفقدها
على الرغم من شعوره بالسعادة إلا ان قلبه يؤلمه على الحزن الذي يسكن عيناها و الذي سيجاهد و سيبذل كل ما بوسعه ليخفيه من عيناها للأبد
بينما إلياس غادر محني الرأس محقة بكل ما قالت لا احد يلومها ، هو وحده المخطأ و الملام الوحيد لقد خسرها لكنه سيبذل قصاري جهده ليحصل
على غفرانها !!
…..
بالطبع اخبر عاصم سليم بوجود إلياس و تحدثه مع حياة سرعان ما علم اخوانها و اخبرها امير بكل شيء بأن ندا سبب معرفته
……
ثلاثة ايام من التجاهل تماماََ بينه و بينها هي لم تنسى حديثه عن شقيقها و انه لم يضع نفسه بمكانها و هو يرى انها تبوح بحديثه معها هكذا ببساطة كلاهما محق لكنه يرى الوضع من
ناحيته فقط !!!
تعالى رنين هاتفه و ما ان اجاب جاءه صوت حياة قائلة بضيق :
مزعل مراتك ليه
ابتسم بسخرية قائلاً :
الاخبار لحقت توصلك
تنهدت قائلة بضيق :
وصلت و خلاص ممكن اعرف بقى مزعلها ليه
زفر بضيق قائلاً بسخرية :
اكيد اللي وصلك الخبر عرفك السبب بردو
– ريان
زم شفتيه قائلاً بغضب :
الهانم هي اللي عرفت إلياس كل حاجة و جالك المطار و…….ثم قص عليها ما حدث بينهم
لتعاتبه قائلة :
بتلومها على ايه ، اتصرفت طبيعي اي واحدة مكانها بتحب اخوها مش هتحب تشوفه يخسر او مغشوش و انا لو مكانها كنت هعمل كده ، حتى انت لو مكانها كنت هتعمل كده و تتصرف زي ما هي اتصرفت
زفر بضيق قائلاً بغضب :
الغلط عندي من الاول اني اتكلمت معاها و فضفضت بكلمتين
صمتت للحظات ثم تابعت قائلة :
ريان انا من الاول كنت رافضة انك تعرف اي حاجة من اللي عملها إلياس عشان كده ، عشان الموضوع هيكون في حساسية ليك و ليها ، انت غلطت و قولت كلام يوجع ليها ده اخوها يعني مهما حصل مينفعش تغلط فيه قدامها
زم شفيته قائلاً بضيق :
انا غلطت و هي مغلطتش
تنهدت قائلة :
انتوا الاتنين غلطانين و معاكم حق في نفس الوقت انتي شايف الموضوع من ناحيتك انت و بس و هي نفس الكلام لو كنت حطيت نفسك مكانها و هي كمان عملت كده كان الموضوع هيعدي
ثم تابعت بضيق :
بعدين هي قالتلته ما تقوله و لا هيفرق معايا ، بلاش تعمل مشكلة بينكم على مفيش عاتبها و بلاش الزعل يكبر بينكم لحد كده على موضوع مش مستاهل انتوا لسه عرسان جداد
صمتت لوقت قصير ثم سألته :
هتصالحها
اجابها باقتضاب قائلاً :
ان شاء الله
تنهدت قائلة بتصميم :
ريان ، روح صالح مراتك !!!
……..
دخل للغرفة ليجدها كالأيام الماضية تنام على الفراش صامته تغطي جسدها بأكمله حتى رأسها تتهرب من النظر له و الحديث معه ايضاََ و كذلك فعل هو كان يتحرك في الغرفة بصمت و يتنهى اليوم بينهم كلاهما ينام و يعطي ظهره للاخر و ما ان يشعر بانتظام انفاسها يجذبها لاحضانه
جلس بجانبها على الفراش قائلاً بهدوء :
ندا
لم تجيب ليكرر النداء قائلاً بهدوء :
ندا قومي انا عارف انك صاحية
لم تستجيب له ليشعر بانتفاضة جسدها اسفل الغطاء ليعرف انها تبكي ازال الغطاء من عليها ثم جعلها تجلس امامه قائلاً بعتاب :
بتعيطي ليه مين اللي المفروض يزعل من التاني
اجابته ببكاء و هي تتحاشى النظر له :
انا مغلطتش ده اخويا لو كنت مكاني كنت هتعمل زي ما انا عملت
تنهد قائلاً بهدوء :
الغلط مني و منك لا انتي حطيتي نفسك مكاني و لا انا حطيت نفسي مكانك
صمتت للحظات قائلاً :
هو اخوكي اه بس اذى اختي و انتي طلعتي كلامي اللي قولته ليكي بره لا انا حطيت نفسي مكانك و قولت اخوها و اللي عملتيه شيء طبيعي و لا انتي حطيتي نفسك مكاني بأن كلامي و غضبي ده كان بسبب اختي بردو اللي خايف عليها منه و اللي مش هقدر طول عمري اغفرله غلطه في حقها و اني زعلت ان كلامي معاكي في لحظة فضفضة طلع بره
نظرت له ليتابع بهدوء :
انا و انتي غلطنا يا ندا
اومأت له بهدوء فهو محق لتصمت لحظات قبل ان تقول باعتذار :
عندك حق ، انا اسفة
ابتسم قائلاً باعتذار هو الأخر بعدما قبل جبينها :
انا كمان غلطان حقك عليا
ابتسمت بهدوء ليتابع هو قائلاً :
ظروفي و انا و اخواتي مع عيلة العمري انتي عرفاها صعب بعد السنين دي كلها يكون في تعامل بينا و ننسى اللي حصل كده بسهولة بس بحاول عشان كده انا عاوز اطلب منك طلب اي حاجة تحصل معانا مش لازم تتحكي ليهم ممدش زمان اهتم يسمع عننا حاجة هيهتموا دلوقتي
نظرت له قائلة بحزن :
بس يا ريان عني يوسف ندمان و نفسو……
قاطعها قائلاً بغضب حاول التحكم به :
يوسف العمري بالذات اسمه ممنوع يتذكر في البيت هنا ، ارجوكي تتفهمي ده انا مشكلتي في قصر العمري معاه و مع اخوكي و سعاد هانم متبقيش مستنية مني معاملة كويسة مع ناس اذوني انا و اخواتي و انسى اللي حصل بسهولة كده و اتخطاه
اومأت له بصمت و حزن ليقبل يدها قائلاً بحب :
انا بحبك يا ندا والله بحبك و عارف ان كلامي دلوقتي ممكن يكون سبب شك ليكي اني مش بحبك و يمكن عشان مش بقولها كتير بس خليكي واثقة اني والله بحبك
اومأت له بابتسامة ليتابع قائلاً :
مش عايز الخصام بينا يطول كده و مش عاوز يوم ننام و احنا زعلانين من بعض عاوز قبل ما اليوم يخلص و قبل ما نحط دماغنا ع المخدة دي نحل اللي بينا
اخفضت وجهها قائلة بحزن :
كانوا اصعب تلت عليا و انت بعيد عني
اجابها بحزن هو الأخر :
كانوا صعبين عليا اوي انا كمان
اخرج من جيب سترته تلك العلبة القطيفة ثم اخرج من ذلك الخاتم الألماسي و وضعه بيدها
قائلاً بحب :
متزعليش مني عشان زعقت و انا بكلمك او قولت كلام يضايقك
ابتسمت بسعادة ثم ارتمت باحضانه قائلة بسعادة :
ربنا يخليك ليا ، انا بحبك
بادلها العناق بسعادة و حب و قضى الاثنان الليل كلاهما ينعم باحضان الأخر بعد ثلاثة ايام من الخصام
………..
بمنزل عمر كان حسن يقص على والده تصرف عمر الغريب و اهتمامه بتلك المريضة قبل ان يسأل والده عن اسمها تفاجأ الاثنان بباب الغرفة يفتح يليه دخول عمر برفقة تلك الفتاة انتفض والده و يدعى طه من مكانه قائلاً بصدمة :
انتي !!!!
…………
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضحايا الماضي)