روايات

رواية ضحايا الماضي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم شهد الشورى

رواية ضحايا الماضي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم شهد الشورى

رواية ضحايا الماضي الجزء الحادي والعشرون

رواية ضحايا الماضي البارت الحادي والعشرون

رواية ضحايا الماضي الحلقة الحادية والعشرون

قبل ان يفتح الكيس البلاستيكي اختطفتها من بين يديه قائلة بحدة تخفي بها توترها :
ايه اللي بتعمله ده ، ازاي تخطف الحاجة من ايدي بالشكل ده
ادهم بضيق و نفاذ صبر :
هنا هاتي الكيس
ردت عليه بغضب و توتر و هي تضع الكيس
خلف ظهرها :
لأ ، انت مالك اصلا بتتدخل ليه
سألها بتعجب و هو يقترب منها خطوة واحدة :
مالك خايفة ليه فيه ايه الكيس ده
ابتعدت للخلف بخوف قائلة بحدة :
قولت ملكش دعوة
زفر بضيق و حزن و هو يرى ذعرها عندما اقترب خطوة واحدة منها ليسألها بخوف :
طب طمنيني ارجوكي انتي كويسة ، علاج لايه ده

ابتسمت بسخرية قائلة :
صدقني يا ادهم اخر حاجة تهمني اني اطمنك
كادت ان ترحل لكنها اوقفها قائلاً بوجع :
هنا ، صدقيني اللي حصل غصب عني انا شوفت بعيني كل حاجة كانت بتثبت كده و يومها انا كنت شارب و مش في وعيي اديني فرصة واحدة بس مش عاوز غيرها
صرخت عليه قائلة بغضب :
مجتش واجهتني ليه فضلت ساكت مجاش في بالك احتمال اني بريئة
ابتسمت بسخرية مريرة قائلة :
مش كل اللي بنشوفه بيكون حقيقة
ابتلعت غصة مريرة بحلقها قائلة بقهر :
لو سامحتك على شكك فيا مش هعرف اسامحك ع الليلة اللي المفروض تبقى اسعد ليلة في حياتي قلبتها ليا كابوس عمري ما هقدر انساه
قالتها ثم غادرت من امامه و تركته غارق ببحور الندم و صعدت لغرفتها لتمر دقائق قليلة و كانت تجلس على حافة المغطس تنظر بصدمة و حزن للعصا الرفيعة الموجودة بين يديها و التي تحمل علامة ايجابية !!!
………..
في صباح اليوم التالي
كانت تجلس خلف مكتبها تتابع عملها بتركيز حتى قاطعه طرقات على باب مكتبها يليه دخول إلياس قبل ان تسمح له بالدخول
تجاهلت النظر له و اعادت نظرها للملف الموجود امامها فهي لم تنسى انه اغلق الهاتف بوجهها و شجارهم الأخير بقى واقفاََ امامها بصمت لدقائق حتى زفرت بضيق قائلة دون النظر له :
جاي المسافة دي كلها عشان تفضل واقف ساكت
ضحك بسخرية قائلاً بهدوء يسبق العاصفة و بداخله غضب كبير منها لم يهدأ منذ ان سمع كلمات ذلك الرجل و قد اعماه غضبه من التفكير بحكمة :
سألتك بدل المرة اتنين و كدبتي عليا
رفعت رأسها بعدم فهم لما يقول ليتابع هو حديثه قائلاً و هو يمور قبضة يده بغضب :
كل مرة أسألك كنتي فين تكدبي عليا

تنهدت بضيق و كادت ان تخبره لما كذبت دون الدخول بتفاصيل لكنه لم يعطيها الفرصة و تابع حديثه قائلاً بسخرية :
طب طالما انتي شيفالك شوفة تانية مقولتيش ليا ليه من الاول
نظر لها باحتقار للحظات ثم تابع قائلاً :
لمتنا حواليكي عجبتك مش كده هو و بدر و انا ، كان عاجبك جريي وراكي كل شوية

لم تفهم عما يتحدث لتسأله قائلة بتعجب :
بتتكلم عن ايه !!!
ابتسم بسخرية قائلاً عنوان البناية التي كانت بها ثم تابع بسخرية و اشمئزاز و كلمات ذلك الرجل ترن بأذنه حتى الآن تجعله يشتعل من الغضب اكثر :
شوفتك عند حبيب القلب عمر
فهمت عما يتحدث الآن لكن لما افترض انها على علاقة به لتسأله بصدمة :
شوفتني
اومأ برأسه قائلاً بسخرية و احتقار و هي حتى الآن لا تستوعب ما يقول :
ايه كنتي مفكرة مش هعرف انك بتدوري على حل شعرك معاه و بتروحي ليه شقته كمان
زفر بضيق قائلة بغضب :
يا تتكلم باحترام و تلم لسانك يا تمشي من وشي
ابتسم بسخرية قائلاً :
اصل دي اللغة اللي تنفع مع اللي زيك ، بس عارفة اللي بيعملوا كده بفلوس انضف منك ع الاقل مش بيلفوا و يدوروا و……
رفعت يدها حتى تصفعه قائلة بغضب :
اخرس
لكن يدها بقت معلقة بالهواء بين يده قائلاً بغضب :
ايدك ما تترفعش عليا….لاني مش عاوز اتوسخ
ارتفع صدرها و هبط بانفعال ليتابع هو قائلاً :
اللي يشوف الوش ده مستحيل يصدق ان يطلع من وراه كل ده بس لو حصلت مع غيري معذور ما انا كنت زيه و انخدعت
جذبت يدها من بين يديه قائلة بغضب :

اسمع يا تقول ايه اللي حصل يا تطلع بره
ضحك بسخرية و بدأ يقص عليها ما حدث نظرت له للحظات بصمت ثم فجأة صفقت بيدها قائلة بهدوء :
لا حقيقي برافو ، شوفت و استنتجت و حللت و جاي تغلط و تطول لسانك بس يا ترى بتعمل كده بصفتك ايه
كور قبضة يده بغضب لتتابع هي بسخرية :
لا انت حد من اخواتي اللي عمرك ما تطول تبقى زيهم و لا جوزي و لا حتى خطيبي و لا ليك اي علاقة بيا عشان تتدخل
سألها بغضب :
يعني اللي قولته صح مش هتدافعي عن نفسك
ضحكت بخفوت ليشعر هو بالغيظ و الاستفزاز منها لتتابع هي قائلة بسخرية :
مش من الأولى كنت سألت الأول و سمعت مني ، لما شوفتني ما جيتش ليه في وقتها و واجهتني ليه استنيت ده كله
نظرت له من اعلى لأسفل بسخرية قائلة :
لما بواب العمارة قالك كذا و كذا ما طلعتش ليه بنفسك تشوف اكتفيت بالكلام اللي سمعته بس
لم يجيب و اكتفى بنظرات نارية يصوبها تجاهها لتكمل هي قائلة بابتسامة و برود :
طبعا انت مستني مني ادافع و اقول انا بريئة ، بس مش هيحصل يا إلياس عارف ليه
اقتربت منه قائلة بسخرية :
لأني مش ناوية اريحك
ثم تابعت و هي تشير نحو الباب :
اظن كمان بعد اللي سمعته مش اللي شوفته عني اخلاقك ماتسمحش ليك تفضل واقف هنا معايا
صمتت للحظات و كذلك هو لكنها لم تستطيع ان تخفي قهرها اكثر من ذلك قائلة بسخرية مريرة :
نظرتي ليك كانت صح من الأول
نظر لها قائلاً بسخرية مماثلة :

بس انا اللي نظرتي ليكي كانت غلط يا خسارة
اومأت له قائلة بابتسامة ليست بمحلها :
هي فعلا كانت غلط ، بس اهو محدش بيتعلم ببلاش يا…..بشمهندس
غادر صافعاََ الباب خلفه بقوة لتجلس هي على المقعد خلفها قائلة بحزن :
كان عندي امل تخيب ظني فيك !!!
…………
مساءاََ بحديقة قصر الجارحي
كان الجميع يجلس على مائدة الطعام الطويلة و صوت ضحكاتهم يصدح بالمكان عداها هي تجلس بينهم بذهن شارد و قلب متألم لاحظ امير شرودها ليميل عليها قائلاً بخفوت :
مالك
حركت رأسها بمعنى لا شيء لكنه يشعر بخطب ما اصاب شقيقته لذا اكتفى بالصمت الآن
سليم بابتسامة :
مش ناوين تعملوا الفرح و لا ايه
امير بلهفة :
ياريت ، انا عايز اتجوز بقى يا ناس هنفضل مأجلين الفرح لأمتى بس
ريان بهدوء :
انا كمان عاوز اتجوز
كان اخوانه فقط من يعرفوا بتقدمه لخطبة ندا بينما المتبقين كانت صدمة لهم ليكن اول من يتسأل جدته فاطمة قائلة بلهفة :
بجد يا بني طب هي مين و انا من بكره اروح اخطبهالك علطول
ضحك الجميع بينما ريان ابتسم مقبلاََ يدها
بحنان قائلاً :
تسلمي يا ست الكل
ثم نظر لسليم قائلاً بهدوء :
بعد اذنك يا جدي هنروح اخر الاسبوع نخطب ندا بنت عمي جمال
اختفت الابتسامة من على وجه سليم و قاسم و فاطمة التي قالت بحزن :
عايز تغلط نفسك غلطت امك اللي يرحمها يا ريان
سألها بهدوء و كان يتوقع رفضها :
غلطة ايه

اجابته بحزن و هي تحاول كتمان دموعها التي تحارب للنزول امام الجميع من الشعور بالقهر الذي يلازمها من سنوات طوال على فقدان فلذة كبدها :
بلاش يا بني العيلة دي مش بيجي من وراها غير المشاكل و وجع القلب ابعد عنهم احسن و البنات مفيش اكتر منهم
تنهد بحزن قائلاً بهدوء :
بس انا بحبها و عمي جمال مش زي عمي يوسف غير كده انا عمري ما اخد حد بذنب حد ابقى فرقت ايه انا عن يوسف العمري
تدخل قاسم بالحديث قائلاً :
عنده حق يا امي لو خدها بذنبهم و احنا كمان عملنا كده يبقى فرقنا ايه عنهم
سليم بابتسامة و بداخله قهر كبير لا يقل
عن زوجته :
على بركة الله يا بني الف مبروك
فاطمة بابتسامة حزينة و هي تربت بحنو
على وجنته :
الف مبروك يا بني
بعد تهنئة من الجميع وقفت حياة قائلة و هي تستعد للرحيل :
عن اذنكم
ادم بتساؤل :
رايحة فين
اجابته بهدوء :
عندي مشوار ضروري
اوس بتساؤل و هو ينظر لساعة يده :
مشوار ايه ده
تنهدت قائلة :
هقولك بعدين
امير و هو يقف :
طب استني هوصلك
اوقفته قائلة :
مفيش داعي خليك مرتاح
لكنه لم يستمع لها و غادر برفقتها قائلاً بخفوت بعد ان ابتعد معها بعيداََ عنهم بقليل :
لأ في داعي عايز اتكلم معاكي ضروي شكلك
مخبية حاجة كبيرة !!!
………

بعد وقت كان يصف سيارته امام باب البناية بغضب بعدما اخبرته بالطريق ما حدث صباح اليوم
لذا و بدون مقدمات ما ان رأى حارس البناية الذي قارب على الأربعين من العمر لكمه بقوة اسقطته ارضاََ ثم جذبه بقوة من ثيابه قائلاً بغضب :
يا تنطق من سكات كده مين اللي قالك تقول الكلام ده على اختي يا قسماََ بالله ادفنك مكانك
اقتربت منه حياة تحاول ابعاد امير عنه قائلة :
امير ابعد مش بالطريقة دي
دفعها للخلف قائلاً بغضب و يشدد قبضة يده على مقدمة ثياب الأخر :
انطق يا روح امك
الحارس بخوف و كذب :
والله ما اعرف ان بتتكلم عن ايه يا بيه
تدخلت حياة قائلة بنفاذ صبر :
من الاخر كده في واحد جالك امبارح و سألك انا نازلة من عند مين و قولتله اني عند واحد اسمه عمر شقته مشبوهه مين اللي قالك تقول كده
ابتلع الحارس لعابه بخوف قائلاً بنفي :
محصلش الكلام ده انتوا جاين ترموا بلاكم عليا انا……آآه
تأوه بألم و لم يستطيع ان يكمل حديثه بعدما نلقى لكمة قوية من امير اسقطته ارضاََ ثم انحنى إليه و انهال عليه بالمزيد من اللكمات بغضب و الاخر يصرخ مستغيثاََ بأحد لكن الجميع اكتفى بالمشاهدة من بعيد وقف امير جاذباََ اياه من ملابسه قائلاً بغضب :
هتنطق و لا اخذك معايا و انا هعرف اخليك تتكلم ازاي يا ب……
كانت الدماء تغطي وجهه بأكمله و لم يعد يستطيع الوقوف على قدمه لم يجد مفر سوى الاعتراف قائلاً بخوف و تعب :
واحدة يا بيه جت و قالتلي اعمل كده
سأله بغضب و هو يدفع جسده للحائط خلفه :
اسمها ايه
تأوه الأخر بألم قائلاً :
سارة يا بيه !!
تبادل امير النظرات مع حياة التي لم تشعر بالصدمة من ذكر اسمها بل كانت تتوقع شيئاََ كهذا دفع امير الرجل ارضاََ ثم ركله بقدمه بجانبه بقوة و جذب شقيقته و ما ان صعد للسيارة برفقتها ثم انطلق بها نظرت له قائلة بهدوء :
مش عاوزة حد يعرف حاجة عن اللي حصل خالص يا امير و خصوصا ريان

نظر لها قائلاً بحزن لأجلها و غضبه يتضاعف نخو ذلك الحقير :
متزعليش نفسك هو عمره ما هيلاقي زيك هو اللي خسر و بكره لما يعرف الحقيقة هي…..
قاطعته قائلة بسخرية مريرة :
كان عندي امل يخيب ظني فيه يا امير…..كان نفسي يثبتلي اني غلط ، انا مش زعلانه على خسارته انا زعلانه على نفسي
اشاحت بوجهها ناحية النافذة تغلق عيناها و تفتحها عدة مرات تمنع نفسها بصعوبة من البكاء ليتنهد هو بحزن لأجلها متوعداََ لذلك الحقير !!!
………..
بينما على الناحية بمنزل حازم صديق إلياس ما ان قص عليه ما حدث انتفض الأخر من مكانه صارخاََ عليه بغضب :
انت ايه يا اخي غبي للدرجة دي ، تروح تتهمها ببساطة من غير ما يكون معاك دليل
إلياس بغضب :
كدبت عليا كذا مرة و كل مرة اشوفها نازلة من نفس العمارة و البواب يقولي كلام زبالة عليها
حازم بغضب :
اديك قولت كلام و لما شوفتها ما واجهتهاش ليه فشلت ساكت ليه و لما شوفتها نازلة معاه من العمارة ما روحتش ليهم ليه و عرفتها انك شوفتها كنت اسمع منها يا اخي قبل ما تتكلم
ثم تابع بغضب :
انت عايزها و لا مش عايزها كل مرة تطلع بحجة شكل و تطلع فيها حاجة عشان تبعد عنها اول مرة عشان امها اللي مكنش ينفع تاخذها بذنبها اصلا و تاني حاجة بدر و خوفك انك تكلمها و دلوقتي سمعت كلام من واحد من غير ما تشوف بعينك و بنيت عليه حكاية و صدقتها
إلياس بغضب :
كنت غبي كل دي حاجات كانت بتثبت انها متنفعنيش بس بردو كنت بتمسك بيها
حازم بسخرية :
انت عمرك ما كنت متمسك بيها بعمايلك دي عمرك ما كنت متمسك بيها و انت فعلا غبي يا إلياس لو اللي عندك ده مرض الحق اتعالج منه
إلياس بغضب :
حازم الزم حدودك
زفر الأخر بضيق قائلاً :
امشي يا إلياس لاني بجد مش طايق اشوفك و لا اتكلم معاك ده انت تحرق الدم يا راجل
غادر إلياس بغضب كبير صافعاََ الباب خلفه بقوة
متوجهاََ لقصر العمري و ما ان وصل توجه لمكتب والده قائلاً بصرامة :
بابا من الاخر كده انا مش هجوز اختي لحد من العيلة ده نهائي و بالذات ليه هو
جمال بصرامة و غضب :
انا اديت كلمة للناس خلاص و جاين اخر الاسبوع اختك موافقة و انا موافق يبقى الموضوع ما يخصكش
إلياس بضيق :
ازاي ما يخصنيش دي اختي

جمال بغضب :
اختك مش قاصر و مش انت اللي هتتجوز عشان تتدخل في الموضوع ده و كلامي اللي هيمشي
غادر المكتب غاضباََ سيفعل المستحيل حتى لا تتم تلك الزيجة !!!!
………
جاء اليوم المحدد ليتقدم ريان لندا رسمياََ كان سليم يجلس مرغماََ لأجل حفيده و تحمل ان يدخل المكان الذي توفت فيه ابنته و طرد منه احفاده للمرة الثانية لأجل حفيده كذلك كان حال البقية
كان يوسف ينظر لوجوه ابناءه بلهفة سعيداََ برؤيتهم و حزيناََ لأن ما يجب ان يقوم به هو لابنه بهكذا يوم قام به احد اخر
سليم بجدية :
احنا يشرفنا نطلب ايد بنتك ندا لحفيدي ريان
جمال بابتسامة سعيدة :
الشرف لينا احنا طبعاََ
ريان بهدوء :
بما ان رأى العروسة وصل طلباتك و طلباتها يا عمي
جمال بابتسامة :
مليش اي طلبات غير انك تحطها في عينك يا بني و تحافظ عليها دي الغالية
ريان بابتسامة و صدق :
من غير ما تقول يا عمي في عنيا من جوه
ادم بجدية :
بعد اذن حضرتك فرحي انا و اخواتي بعد شهر من دلوقتي لو مفيش مانع حابين يكون فرح ريان و ندا بعد شهر
إلياس ببرود و عيناه لم تتوقف عن إلقاء نظرات احتقار صوب حياة التي تتجاهله كلياََ :
ندا لسه عندها جامعة و الجواز دلوقتي هيعطلها عشان كده ممكن تكون خطوبة
ريان بهدوء :
اكيد انا مش هعطلها عن دراستها بالعكس هشجعها
جمال بابتسامة :
ماشي يا بني هسألها و لو هي موافقة يبقى على بركة الله
ابتسم ريان بهدوء ليقول سليم بابتسامة :
نقرا الفاتحة
بدأ الجميع بقراءة الفاتحة بينما ندا تقف بعيداََ تنظر لما يحدث بالخارج بسعادة و بجانبها والدتها التي اعطتها صينيه كبيرة عليها اكواب عديدة من الشربات قام بتوزيعها على الجميع بخجل ثم جلست بجانب والدها تخفض وجهها ارضاََ
غادر الجميع عدا ريان الذي اخذ ندا للعشاء بالخارج بينما إلياس لم يتوقف طوال الوقت من إثارة غضب ريان الذي كان يرد عليه بكل هدوء
………..

باليوم التالي
بتردد كان يوسف يخطو لداخل المقابر الخاصة بعائلة الجارحي يقترب من قبرها الذي نقش على الرخام الخاص به اسمها ” ليلى سليم الجارحي ”
جلس على حافته بعد ان وضع باقة الزهور عليه قارئاََ الفاتحة لها بدموع و هو يخفض وجهه بخزى قائلاً بحزن :
عارف انك اكيد مش طايقة وجودي يا ليلى و عارف اني لو قولت ليكي انا بحبك و عمري في حياتي ما حبيت غيرك مش هتصدقيني لان اللي يعمل اللي انا عملته مستحيل يكون بيحب
تنهد بحزن ثم تابع بصدق و دموع تغرق وجهه :
بس الحقيقة اني عمري ما حبيت غيرك ، انتي كنتي كل حاجة حلوة في حياتي و لما روحتي كل حاجة حلوة راحت و المشكلة اني انا اللي ضيعت كل حاجة من ايدي ضيعتك و ضيعت و لادي و بأيدي خسرت سعادتي
اخفض وجهه قائلاً بقهر و حزن :
حبي ليكي اللي خلاني عملت فيهم كده ، حياة كان معاها حق في اللي قالته حبي ليهم كان مشروط انا حبيتك اكتر منهم و اكتر من اي حد في الدنيا دي و كنت عارف انك بتحبيهم و انا كنت موجوع منك
تنهد بحزن متابعاََ بصوت مختنق من الدموع :
كنت بوجعك بيهم و محسبتش حساب ليوم زي ده حتى ما فكرتش انا هخسر ايه في المقابل ، كل اللي كنت بفكر فيه اني اوجعك و بس
ثم تابع بقهر و ألم ينهش قلبه :
حسرة كبيرة في قلبي و انا قاعد في قراية فاتحة ابني غريب بيخطب اللي بيحبها و حد تاني اللي بيقوم بالدور اللي المفروض انا اعمله ، اخويا اقرب لولادي مني يا ليلى….بعد ما كنت زمان اقرب حد ليهم بأيدي خليتهم ما يكرهوش في حياتهم ادي
اعتدل واقفاََ قائلاً بحزن و ندم ينهش قلبه قبل ان يغادر المكان :
لو قدرتي تسامحيني يا ليلى سامحيني و لو اني عارف اني مستاهلش…..مستاهلش حتى حبك اللي متأكد انه بقى كره و من زمان
……….
قارب الشهر على الانتهاء و الجميع في انشغال تام بتجهيزات زفاف الأربعة اخوة بعدما وافقت ندا على الميعاد و قام ادم بشراء فيلا ذات مساحة كبيرة تقرب من قصر الجارحي كثيراََ و تولى الفتيات فراشها و رفضت حياة ابداء رأيها فهي تنوي على شيء فقط لينتهي الزفاف

كانت هنا تواظب على جلساتها مع الطبيب النفسي باستمرار و لا تنكر انها جعلت حالتها افضل من قبل بكثير و حتى الآن تخفي عن الجميع خبر حملها بل اصبحت ترتدي الملابس الفضفاضة كزيادة حرص
فهي حتى الآن لم تقرر ماذا ستفعل بعدما تخلت عن مخططها القديم بعد معرفة حملها
إلياس الذي اصبح غاضباََ طوال الوقت و سعى جاهداََ حتى لا يكتمل هذا الزفاف لكن دون جدوى كانت كل محاولاته تتنتهي بالفشل
بينما حياة انهت امتحاناتها و ها هي من يومها صامته طوال الوقت و شاردة و على عكس هنا اصبحت تهمل جلساتها مع الطبيب بل لم تذهب من سوى مرة واحدة طوال تلك المدة
كانت تجلس ببهو القصر تضم قدمها لصدرها تنظر للفراغ بشرود حزينة تفكر بتلك الخطوة التي ستقدم عليها عن قريب جداََ افيقت من شرودها على رنين جرس باب القصر الداخلي ذهبت لتفتح بتكاسل و ما ان فعلت نظرت للطارق بصدمة قائلة :
بدر !!!!
………….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضحايا الماضي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى