رواية ضحايا الماضي الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم شهد الشورى
رواية ضحايا الماضي الجزء الحادي والثلاثون
رواية ضحايا الماضي البارت الحادي والثلاثون
رواية ضحايا الماضي الحلقة الحادية والثلاثون
هوى قلبها بين قدميها عندما اخبرها بأن حالة والدها سيئة للغاية و الأطباء اخبروهم انها فقط مسألة وقت لا اكثر !!!
……
ما ان توقف بالسيارة امام الفيلا الخاصة باشقائها ركضت بكد قوتها للداخل ثم لأعلى و لم تنتبه لجميع من بالأسفل عائلة العمري و عائلة الجارحي حتى سارة التي كانت برفقته منذ مرضه قبل عودة حياة بقليل نزلت للأسفل و الدموع تغرق وجهها
دخلت حياة للغرفة على الفور لتقع عيناه عليه ينام على فراشه بوجه شاحب متعب و حوله يجلس اشقائها
ابتسم لها بشحوب ما ان رأها
1
اقترتب منه تتمسك بيده بقوة و اخذت الدموع تنهمر من عيناها بغزارة قائلة برجاء :
متسبنيش ، انا لسه محتاجة ليك معايا
تمسك بيدها بوهن قائلاً بصعوبة :
حقك عليا ، قطعتي شهر العسل بسببي
اجابته على الفور بدموع و هي تحرك رأسها :
فداك اي حاجة ، المهم انت
ابتسم لها بحنو و اشقائها بجانبه منذ وقت طويل كلاََ منهم يمنع دموعه بصعوبة ، لكن لم يتمالك الأربعة ذاتهم لتبدأ الدموع تنهمر من عيناه بغزارة
نظر لهم يوسف قائلاً بتعب و توسل :
انا كان تلت امنيات قبل ما اموت ، الأولى اني اعيش اللي باقي من عمري وسطكم و اتحقق اللي اتمنيته
بكى و هو يكمل حديثه :
التانية انكم تسامحوني بس مقدرتش على دي ، مهما كل واحد فيكم اتعامل كويس معايا بس عارف ان السماح مش……..
قاطعته حياة مقبلة يده قائلة بدموع و توسل :
انا مسمحاك ، بس لو سبتني و مشيت مرة تانية مش هسامحك ، انا لسه محتاجة ليك في حياتي ليه بعد ما اتعودت على وجودك عايز تسيبني و تمشي
ربت يوسف بوهن على وجنته و دموعه تغرق وجهه هو الأخر لينحنى أوس على ركبيته بجانب فراشه ممسكاََ بيده الأخرى مقبلاََ اياه بدموع :
مسامحك ، مسامحك يا بابا
ابتسم يوسف بسعادة و دموع حاول الاعتدال ليساعده الخمسة على ذلك برفق بعدها اقترب منه امير معانقاََ اياه برفق يبكي باحضانه كالطفل الصغير قائلاً بحزن :
مكنتش اعرف اني في يوم من الايام ممكن ازعل عليك و مكنتش عارف اني بحبك اوي كده ، خليك جنبي متسبنيش ، متخلنيش احس نفس احساس موتها زمان من تاني ، انا مسامحك يا بابا ، من قلبي مسامحك بس متسبنيش
عانقه يوسف هو الأخر بدموع و حزن و التعب ظاهر بوضوح على وجهه لكنه يتحامل على نفسه لأجل تلك اللحظة الأخيرة التي يود قضائها برفقة ابنائه فقط قبل ان تصعد روحه لخالقها 💔
ريان بدموع و حزن و هو يجلس امامه :
مفيش حاجة كسرتني زمان غير موت امي اللي يرحمها بلاش تكسرني انت كمان و تسيبني ، انا بحبك اوي على فكرة و مش عايز اخسرك يا بابا ، احنا كلنا محتاجين ليك معانا
بكت حياة و هي تعانقه بقوة و صوت شهقاتها يتعالى بالمكان ، نظر يوسف لادم الذي يجلس و ينظر له بصمت منذ مدة طويلة دون أن يتحدث فقط دموعه تنساب من بين عينيه بصمت
نطق يوسف اسمه بتعب و أعين راجية الغفران :
ادم
مسح ادم دموعه قائلاً بحزن :
اناني ، حتى في موتك اناني بعد ما اتعودنا عليك عايز تسيبنا و تمشي بسهولة و مستسلم ، بتعيد نفس اللي حصل زمان
بكى يوسف قائلاََ بحزن :
مش بأيدي يا بني ، زمان كان بأيدي لكن دلوقتي لأ ، ده امر ربنا ، لو عليا افضل معاكم العمر كله
اقترب ادم منه لتبتعد حياة عن احضان والدها التي سرعان ما هرع إليها ادم كالطفل الصغير الذي يتشبث بوالده حتى لا يتركه و يذهب قائلاً :
مسامحك
فتح يوسف ذراعيه لابنائه حتى يعانقهم لآخر مرة بالفعل ركضوا حميعاََ لاحضانه و الدموع تغرق وجوههم ليردد يوسف بتعب شديد و رجاء :
خلو جدكم و جدتكم و قاسم يسامحوني ، انا والله في حياتي ما حبيت حد غير ليلى و لا قربت من غيرها ثريا كانت مراتي بس ربنا يشهد عليا عمري ما قربت منها و لا قدرت اشوف غير ليلى
توسلهم مرة أخرى ببكاء :
امنيتي الأخيرة اني ادفن جنب ليلى
اومأ الخمسة برأسهم بنعم و صوت شهقاتهم يملئ المكان كلاََ منهم يتشبث بوالدهم بقوة و كذلك فعل يوسف الذي اشتد التعب عليه مردداََ الشهادة بخفوت و هو يشعر بألم لا يحتمل بكامل جسده ليعلم انها النهاية !!!
مرت دقائق قليلة جداََ حتى شعرت حياة بتراخي يد ابيها حولها و كذلك سكونه و شعرت بتوقف نبضات قلبه تحت رأسها الموضوعة على صدره
انحبست انفاسها و ابتعد للخلف ببطئ و صدمة و على حركتها ابتعد الجميع لتقع عيناها على وجهه لتجده عيناه مغلقة و شفتاه زرقاء هزت يده برفق قائلة ببكاء عالي و توسل :
بابا ، بابا اصحى ، اصحى عشان خاطري
دخل الخمسة ببكاء هستيري عندما وضع ريان يده على معصم والده ليرى النبض لكنه لم يشعر بشيء وضع اصبعه اسفل انف والده لتكون نفس النتيجة لا يوجد انفاس لا يوجد نبض ، لقد رحل والده من الحياة !!!!
2
2
ركض الجميع لأعلى عندما استمعوا لاصوات البكاء العالية و صوت حياة تصرخ بأسم والدها
ليتصنم الجميع بأمكانهم من هذا المشهد الذي مهما حدث لن يمحى من ذاكرتهم
اقترب بدر من حياة التي تتشبث باحضان والده كل ما تردده كلمتان فقط ” ما تسبنيش ”
مد يده ليجذبها لاحضانه حتى يهدئها من نوبة البكاء التي دخلت بها لكنها ابت ترك احضان والدها !!!!
………
انتهت مراسم الدفن بحمل الأربعة النعش الخاص بوالدهم و الدموع تغرق وجوههم و هم يحمله جثمانه و يضعوها أسفل التراب بجانب قبر والدتهم الحبيبة بينما هي كانت تبكي بصمت و هي تستند على زوجها بدر
ما ان انتهوا من اغلاق القبر غادر الجميع واحداََ يلو الأخر لتبقى فقط العائلة كانت سعاد تبكي بانهيار على قبر ابنها و كذلك جمال الذي ينظر لقبر شقيقه بدموع و يدعو له بالرحمة
بينما الشيخ يردد آيات القرآن الكريم بصوته العذب خاتماََ ذلك بالدعاء له ” اللهم انسه في وحشته ” العديد و العديد من الأدعية يتلوها بصوته العذب بينما الجميع يؤمنون وراءه
ايام مرت و كان ادم و اشقائه الثلاثة يستقبلون واجب العزاء و حياة كانت حبيسة الغرفة التي بقى فيها والدها بفيلا اشقائها منذ ان عادوا من الدفن تحتضن وسادة والدها بقوة و عيناها لم تتوقف عن ذرف الدموع كان بدر يجلس بجانبها ينظر له بحزن قلبه يتألم لأجلها ترفض الحديث مع اي احد فقط تبكي بصمت طعام لا تأكل لم يدخل شيء لجوفها منذ وفاته مهما حاول الجميع معها
……..
طوال الأيام الماضية و هو لم يكف عن مراقبتها من بعيد تذهب لعملها في الثامنة صباحاََ و تعود الساعة الرابعة و النص لمنزلها تعمل سكرتيرة بشركة كبيرة استطاع يوسف ان يأمن لها هذا العمل بعد شفائها
حياتها تقتصر على الذهاب للعمل و العودة منه دون جديد لا تتقابل مع احد و لا تلتقي بأحد ، غفل عن مراقبتها يومان لانشغاله مع ابنته ليتفاجأ بعدها بخبر وفاة يوسف العمري من حينها ترتدي الأسود عيناها منتفخة من البكاء يبدو انها حزينة عليه ، لم يتحدث معها منذ اخر مرة زارها بمنزلها
لكن اليوم قرر الذهاب لها انتظرها خارج الشركة في موعد انتهاء عملها لتتفاجأ به قائلة بصدمة :
عمر !!! بتعمل ايه هنا
اجابها بهدوء :
عايز اتكلم معاكي ممكن
اومأت له بصمت و ها هي تجلس برفقته بذلك المطعم لتتناول برفقته طعام الغداء لكنها لم عمي الطعام فقط تعبث به بشوكتها بشرود
قاطعه هو قائلاً بحزن :
البقية في حياتك ، سمعت بخبر وفاة يوسف العمري
تنهدت بحزن و لمعت عيناها بالدموع قائلة :
حياتك الباقية
– زعلانة عليا للدرجة دي
اومأت له بحزن و مسحت بيدها تلك الدمعة التي فرت من عيناها :
كان ابويا بجد مش جوز ماما و خلاص كان ليا اب انا عملت كتير وحش في ولاده ، عارف كنت ساعات بعمل كده خوف كنت بحاول اكرهه فيهم اولا عشان كنت فاكرة اني بحب إلياس عايزة ابعد حياة عنه ، ثانيا عشان كنت خايفة لو قرب منهم ينساني
تنهدت بحزن و قهر :
انا اه كنت وحشة و فيا كل العبر ، بس غصب عني امي كانت كده و بابا يوسف بالرغم انه كان جنبي لكن مكنش متواجد طول الوقت فكان معظم وقتي معاها و قدامها مكنش غريب يعني اني اطلع شاربة منها ، مفيش حاجة كسرتني بجد غير موته
انسابت دموعها بصمت قائلة بحزن :
انا مزعلتش على موت امي و ابويا الحقيقي قد ما زعلت على بابا يوسف
سألها بدون مقدمات :
لسه بتحبي إلياس
اجابته باستنكار و صدق :
بقولك كنت فاكرة اني بحبه ، عايز الصراحة اكتشفت بعدين اني رغبتي اني امتلك إلياس كانت السيطرة عليا لاني كنت
متغاظة ان اللي حاولت انا اعمله في كل السنين دي ، جت حياة و عملته في غمضة عين
اجابها بهدوء و قد اراحت اجابتها قلبه :
صريحة اوي
تنهدت نرددة بصدق و بدون تفكير :
زهقت و قرفت من الكدب و الوشوش اللي كنت بلبسها كل شوية و امثل بيها ، اللي حصلي من سنتين عملني كتير اوي
اجابتها بهدوء :
عايز تصدقني او لا براحتك ، مش هلومك لان هيبقى معاك كل الحق
صمت دام لدقائق لتقطعه هي قائلة :
جومانا عاملة ايه
اجابها بهدوء :
كويسة ، الحمد لله
اومأت له قائلة بتوتر و هي تمنع نفسها من سوأله ذلك السؤال الذي للآن يثير فضولها :
سلملي عليها
نظر لها قائلاً بهدوء :
مش عايزة تسألي اتجوزت ليه
اجابته بهدوء زائف :
مظنش انك هتحب تتكلم معايا في كده
حرك راسه بهدوء لتسأله بتذكر :
انت كنت عايزني في ايه ص……
قاطعها قائلاً بدون مقدمات مما جعلها تفتح فمها بصدمة و تتوسع عيناها :
تتجوزيني !!!
سرعان ما ضحكت بخفوت قائلة :
بلاش هزار يا عمر ، قول كنت عاوزني في ايه
اجابها بجدية :
ده شكل واحد بيهزر
اومأت برأسها عدة مرات قائلة بجدية :
تمام ، يعني بتتكلم جد ، بس احب اقولك انك جيت للبنت الغلط
اجابها بجدية :
مش بتقولي اتغيرت و اتعلمت و انا مصدقك
زمت شفتيها قائلة بحزن و اعين تلمع بالدموع :
بعد اللي حصل بينا زمان معتقدش ان هينفع نكون مع بعض يا عمر ، انت عمرك ما هتنسى اللي انا عملته فيك
اقترب بمقعده من مقعدها قائلاً بحب و حزن :
انا اللي اعرفه اني مهما حاولت انساكي مش بعرف ، سنين و انا مش قادر اتخطى حبك ، انا تعبت من البعد و تعبت من الحرب اللي جوايا جزء بيقولي ابعد و جزء بيقولي قرب
ثم مسك يدها قائلاً بحب :
بس الأكيد اني دلوقتي عايز قربك يا سارة
سحبت يدها من يدها ثم هبت واقفة قائلة بهدوء :
انا لازم اروح ، الوقت اتأخر
وقف هو الأخر قائلاً :
ده رفض
حركت رأسها بنفي قائلة بحيرة و رجاء ان لا يضغط عليها بالحديث :
ممكن وقت افكر يا عمر !!!
…….
– عاملة ايه يا حياة
قالتها سارة التي فاجأت حياة بزيارة لها بصباح اليوم
صافحتها حياة بصمت و جه حزين لتتابع سارة بحرج :
انا جيت اطمن عليكي و اشوفك
اومأت لها حياة قائلة بحزن :
انا كويسة شكراََ
جلست للحظات امام حياة بتوتر ثم وقفت قائلة طب استأذن انا
حياة بهدوء :
اقعدي يا سارة ، كنت عايزانى في ايه
جلست سارة مرة أخرى قائلة بحرج و توتر :
بصراحة انا محتارة و مليش حد اتكلم معاه و اخد رأيه في الموضوع ده
ثم تابعت بحزن :
كنت بتكلم مع بابا يوسف الله يرحمه ، هو قالي قبل ما يتوفى ، اني الجأ لحد منكم و محدش هيتأخر عن مساعدتي و كان بيقولي انه متأكد من شهامتكم
حياة. بحزن و اعين تلمع بالدموع :
الله يرحمه
تنهدت سارة بحزن و بدأت تقص عليها حكايتها مع عمر من البداية حتى الآن ليكون الرد من حياة ضحكة خافتة خرجت من بين شفتيها
لتسألها سارة بتعجب :
بتضحكي على ايه !!!
حياة بابتسامة :
مفيش غيره
سألتها سارة بعدم فهم :
هو ايه !!!
تنهدت حياة بعمق ثم رددت حياة بابتسامة لاحت على شفتيها و هي تتذكر معاناة اشقائها و هي ايضاََ جميع من تعرفهم :
الحب ، سبب كل حاجة بتحصل ، كلمة صغيرة بس معناها كبير اوي
نظرت لسارة ثم رددت بجدية :
اسمعي مني الكلمتين دول كويس اوي
اومأت لها سارة و هي تستمع لها بتركيز تقول :
انسي الماضي طالما بدأتي من جديد انسي سارة القديمة و كأنها معدتش عليكي في يوم و اتعاملي بسارة الجديدة ، انتي مش وحشة ، بالعكس انتي كويسة يا سارة من جوه و بره و معدنك كويس
تنهدت ثم اكملت حديثها :
في كتير مهما عدت عليهم محن مش بيتعظوا لكن انتي اتعلمتي و غيرتي من نفسك و بقيتي سارة اللي قدامي دي
ادمعت اعين سارة لتربت حياة على يدها قائلة :
رغم كل اللي عملتيه لعمر بس لسه بيحبك ، جالك رغم اللي حصل و لسه شاريكي ، تستاهلوا فرصة مع بعض و بلاش التردد يخليكي تخسريه
اجابتها سارة بدموع و خوف :
بس انا خايفة افشل انتي عارفة ان بجوازي منه هبقى ام لبنته ، خايفة افشل في تربيتها خايفة افشل اكون زوجة ليه
ابتسمت لها قائلة برفق :
خوفك من انك تسببي ليه اذى دليل على حب و اللي بيحب عمره ما يأذي ، انت اتحرمتي من انك تحسي بحنان والدتك رغم أنها كانت عايشة ، تقدري تعملي كل اللي كان نفسك تعيشيه معاها مع بنت عمر ، خوفك على مصلحتها اكبر دليل على انك مستحيل تأذيها
ثم تابعت بهدوء :
غير كده تفتكري ان تربية البنت هتكون مقتصرك عليكي عمر هيساعدك لازم و تقدري تقرأي كتب ازاي تتعاملي مع الأطفال اللي في سنها بس الاهم من كل ده تتعاملي معاها بحب و حنان
اجابتها بخوف :
طب ما هي ممكن متحبنيش
نفت برأسها قائلة بابتسامة :
الأطفال بالذات بيحسوا باللي بيحبهم بصدق و اللي مش بيحبهم ، يعني هي هتحبك طول ما هي حاسة بحبك الصادق ليها ، و بلاش تلومي نفسك على حاجة عدت خلاص ، ارمي كل حاجة ورا ضهرك ، كملي حياتك
اومأت لها سارة بابتسامة ممتنة وقفت لتودعها لكن سارة لم تكتفي بمصافحة باليد بل احتضنتها قائلة بامتننان و حب :
شكرا اوي يا حياة ، بجد شكرا
ابتسمت حياة بهدوء و بادلتها العناق قائلة :
على فكرة انا مسمحاكي
ابتعدت عنها سارة تنظر لها بصدمة بتتابع حياة قائلة بهدوء :
ابقى ظالمة لو رفضت و انا شايفة ندمك و توبتك بجد و انتي تستاهلي الفرصة التانية
شكرتها سارة بدموع و سعادة و قبل ان تغادر اوقفها صوت حياة قائلة بابتسامة :
متنسيش تعزميني ع الفرح
اومأت له عدة مرات و غادرت و اول ما فعلته انها هاتفت عمر على الفور قائلة بتوتر و خجل :
انا موافقة يا عمر !!!
………
ما ان سمع موافقتها على الفور اخبر والده و شقيقه برغبته بالزواج منها و ما ان سمع والده ذلك انتفض واقفاََ صارخاََ بغضب :
انت اكيد اتجننت سارة مين دي اللي عايز تتجوزها !!!
عمر بهدوء :
زي ما حضرتك سمعت يا بابا ، هتجوزها !!!
صرخ عليه بغضب :
تبقى اتجننت رسمي تتجوز دي ، تشيلها اسمك ،
ده انت حتى عارف ماضي أهلها المشرف و اللي عملته فيك
ثم تابع و هو يضربه بصدره :
بنتك هتأمن عليها مع دي هتروح شغلك و تستأمن دي على بنتك و بيتك
اومأ له قائلاً بجدية يحاول التحكم بغضبه :
اه يا بابا سارة اتغيرت و بق…..
قاطعه صارخاََ بغضب و استهزاء :
انت بتاكل من الكلام ده ، كله تمثيل في تمثيل اش حال ما كنت اتلدغت منها قبل كده و خدعتك بكلمتين و بتمثيلها عليك
عمر بضيق :
انا مش عايز افتح في القديم و ميهمنيش في حاجة
ثم تنهد متابعاََ :
مكنتش هاخد خطوة زي دي غير لما اتأكد منها ، سارة بجد اتغيرت و انا مش عايز ابقى ظالم معاها
عايزني احطها في خانة الظالمة و عديمة الأخلاق عشان غلط عملته و ندمت عليه ، عايزني ابقى ظالم يا بابا و افضل احاسبها على ذنب تابت عنه ، عايزني ابقى قاسي و ما اسامحش و ربنا سبحانه و تعالى بيسامح و يغفر الذنوب
صرخ عليه بحدة :
تابت ماتبتش البنت دي متنفعكش كفاية اللي حصلك من تحت راسها
اجابها بهدوء زائف :
حضرتك قولت حصلك يعني انا اللي اقرر اسامح و لا لأ و انا سامحت و عايزها و مش هبعد عنها تاني
صرخ عليه بغضب :
يعني بتعصي كلامي
اجابه بهدوء :
العفو يا بابا بس انا شايف ان ده الصح و هبقى مبسوط بقراري ده ، حضرتك اللي مصر تدمر سعادتي دي عشان غلطة هي عملتها زمان و تابت عنها خلاص
صرخ عليه والده بغضب و توعد :
لو اتجوزتها يا عمر لا انت ابني و لا اعرفك و يكون في علمك لو اتجوزت البنت دي انا بنفسي اللي هروح لأهل نهال و اقولهم يطالبوا بحضانة البنت و هقولهم على كل الماضي المشرف بتاعها و طبعا انت عارف الحكم هيكون في صالحهم بعد ما يدوروا في تاريخ الست هانم و تاريخ اهلها كله
تدخل شقيقه حسن بالحديث قائلاً :
بابا حرام عليك كفاية بقى ، سيبه يعمل اللي هو عاوزه مش كفاية غصبته زمان على نهال
نهره طه قائلاً بغضب :
متتدخلش انت انا عارف بعمل ايه
ثم التفت إلى عمر الذي مصدوم من حديث والده :
ها يا استاذ بنتك عندك اهم و لا حبيبة القلب اللي باعتك زمان و اتراهنت عليك !!!!
كان جوابه نظرة خيبة أمل و حزن والده صعب الطباع يريد ان يسير كل شيء حسب رغبته هو فقط يرى انه الوحيد الذي يقول الصواب ، لم يهتم لرغبته بل و الأدهى انه يهدده الآن بطفلته الوحيدة
غادر المنزل صافعاََ الباب خلفه بقوة رافضاََ الالتفات لمناداة شقيقه باسمه !!!
……….
دخل للغرفة مساءاََ ليجدها كما هي الأيام الماضية تنام على الفراش بوضع الجنين تنظر للفراغ بشرود اقترب منها ثم وضع الطاولة الصغيرة التي عليها جانباََ ثم جلس بجانبها على الفراش قائلاً بحزن :
لأمتى يا حياة ، لأمتى هتفضلي كده ، فكرك يعني هو مبسوط و هو شايفك كده
نزلت دموعها بصمت فجذبها برفق لتعتدل جسدها جالسة ثم مسح دموعها قائلاً بحزن :
كفاية دموع الكل قلقان عليكي و على حالتك فكرتي فيهم ، طب فكرتي فيا و اللي بحس بيه و انا شايفك كده ، لو جرالك حاجة اعمل ايه انا من غيرك
كل ما نطقت به فقط :
ملحقتش اشبع منه ، يوم ما اتقبل وجوده و اقدر اسامحه سابني
تنهد بحزن قائلاً و هو يمسح دموعها :
هو دلوقتي في مكان احسن و محتاج دعواتك ليه اكتر من دموعك اللي اميد مزعلاه يا حياة
وضعت الطاولة امامها ثم قرب من فمها الطعام لتبعد وجهها قائلة بدون شهية :
مليش نفس
اجابها بتصميم :
مفيش الكلام ده هتاكلي يعني هتاكلي
بعد الحاح كبير تناولت الطعام من يده بصعوبة بدون شهية ثم وضع الطاولة جانباََ و عاد لها ليجدها تعتدل جالسة ثم دخلت للمرحاض ابدل ثيابه منتظراََ ايها حتى تخرج بالفعل مرة وقت قصير و كانت تخرج ترتدي ثوب الاستحمام الابيض الذي يصل لقبل ركبتيها بكثير كاشفاََ عن ساقها البيضاء الممشوقة و كانت تجفف خصلات شعرها كانت فاتنة بل تلك الكلمة قليلة لوصف جمالها
ابتلع ريقه و هو يتابعها بعينيه بافتتان و هيام و هي تدخل لغرفة الملابس منع نفسه بصعوبة من التوجه خلفها فهو يشتاق لها و بشدة
لكن رغماََ عنه وجد قدمه تقوده إليها لتقع عيناه عليها و هي تضع يدها على رباط ثوبها حتى تزيله ليقترب منها و هو كالمغيب يحاوط خصرها بيده من الخلف دافناََ وجهه بخصلات شعرها ليرتعش جسدها بين يديه خاصة عندما همس بخفوت بجانب اذنها باشتياق :
وحشتيني
اخذ صدرها يعلو و يهبط من الخجل و يده تمر على ساقها بخجل مقبلاََ عنقها قبلت رقيقة ابتعدت عنه قائلة بتوتر و خجل و تلعثم :
ااا…الوقت…ات…..
جذبها تجاهه مرة اخرى قائلاً بهمس و انفاسه الساخنة تضرب وجهها :
ابعد يعني
نفت برأسها بخجل هي بالفعل تحتاج قربه الآن اولا لانها اشتاقت له و ثانياََ لعلها تتناسى لو قليلاََ من حزنها سرعان ما اطبق بشفيته على خاصته مقبلاََ اياها باشتياق حاملاََ اياها بين ذراعيه يبث اشواقه لها على ذلك الفراش و لأول مرة بغرفتهم !!
……..
استيقظ في الصباح على صوتها و هي تتألم انتفض بمكانه و اخذ يبحث عنها فلم يجدها ركض صوب المرحاض ليجدها جالسة تنحنى بجسدها تستفرغ
اقترب منها بسرعة قائلاً بقلق و هو يبعد خصلات شعرها عن وجهها المتعرق :
حبيبتي مالك
تمسكت بيده قائلة بتعب :
تعبانة اوي يا بدر
انخنى ليحملها و هو يقول بقلق و خوف شديد :
ثواني هكلم الدكتور بسرعة
اوقفته قائلة بتعب :
خليني اخد شاور الأول
اومأ لها و طلب من والدته الاتصال بالطبيبة و ساعدها هو على الاستحمام برفق و ما ان انتهى ساعدها في ارتداء ملابسها و تجفيف شعرها ثم دثرها بالفراش
دقائق قليلة مضت و ها هي الطبيبة تفحصها و ما ان انتهت سألها بقلق :
مالها يا دكتورة
ابتسمت الطبيبة قائلة :
متقلقوش ، الف مبروك المدام حامل !!!
ردد الجميع بصدمة و سعادة :
حامل !!
اومأت الطبيبة قائلة و هي تلملم اغراضها :
بس حضرتها مهملة في اكلها خالص و ده مش كويس ع الجنين لازم تهتم بصحتها اكتر و تتابع الحمل مع دكتورة في اقرب وقت ، بس اهم حاجة الراحة التامة و تهتم بأكلها
غادرت الطبيبة بينما صبا زغردت بقوة قائلة بدموع من السعادة :
الف مبروك ، الف مبروك يا حبايبي
جذبت جين يد صبا للخارج و خلفهم غادر عاصم و عثمان و السعادة ترتسم على ملامح وجوههم
تبادلت حياة النظرات مع بدر بسعادة و صمت قطعه هو مقبلاً جبينها قائلاً بسعادة و دموع :
الف مبروك يا حبيبتي ، انا مبسوط اوي يا حياة ، ربنا كافئني بيكي و دلوقتي بيكافئني للمرة التانية بطفل مني و منك
حاوطت بيدها وجهه قائلة بدموع من السعادة :
انا مبسوطة اوي يا بدر
قبل يدها ثم جبينها و كل انش بوجهها بسعادة ثم جلس بجانبها يضمها لاحضانه بسعادة و هو يتحدث بلهفة عن غرفة الطفل و رغبته بأن تكون فتاة
مسكت يده قائلة :
بدر ، ممكن طلب
قبل يدها قائلاً بسعادة :
انتي تؤمري و انا انفذ يا مولاتي
– لو ولد عايزة اسميه يوسف !!!
ابتسم مقبلاً جبينها قائلاً :
حبيبتي انتي هتتعبي في ولادته و في فترة الحمل من حقك طبعاََ تسمي اللي يعجبك
– يعني مش هتضايق ان……
اعتدل قائلاً بابتسامة :
ايه اللي يضايق يا حياة هو اسم يوسف وحش مثلا كفاية اني احب الاسم ده عشان كان سبب في وجودك في حياتي و لولا ان اخوكي اوس حاجز اسم ليلى لبنته لوحده كنت سميت البيبي لو بنت على اسمها ، ياريت بنت انا عايز بنت مش ولد
شاكسته قائلة :
بنت ليه ان شاء الله ، ليه مش ولد
اجابها بسعادة :
عشان هتبقى دلوعة بابا دي و تبقى شبهك زي القمر و تاخد نفس العيون الحلوين دول اللي خطفوا قلب ابوها من اول نظرة
ضحكت بسعادة ليلمس بظهر يده وحنتها
قائلاََ برجاء :
ممكن بقى نهتم بأكلنا شوية ، سمعتي الدكتور قالت ايه اهملتي في اكلك و صحتك
اومأت له قائلة :
حاضر
2
ابتسم مقبلاََ انفها برقة قائلاً :
حضرلك كل خير يا قلب بدر و كل دنيته
………
بعد تفكير دام طويلاََ قادته قدمه لمنزل اهل زوجته الراحلة لم يعرف كيف يبدأ الحديث لكنه تشجع قليلاََ قائلاً بهدوء زائف :
خالتي انتي عندك شك في اختياراتي
سألته بعدم فهم :
مش فاهمة حاجة يا بني
اجابها بتردد بعد صمت :
انا قررت اتجوز !!!
صمتت هي الأخرى من الصدمة ثم اجابته بحزن ظهر على وجهه بوضوح و هي تتذكر ابنتها الراحلة :
ده حقك و شرع ربنا ، بس المهم يا بني تحط بنتك في بالك و انت بتختار زوجة اختار ام ليها و لو اني عاوزة حفيدي تيجي تعيش معايا و تتربى في حضني
بس انت اللي رافض
اجابها بهدوء :
مقدرش اعيش من غيرها يا خالتي دي بنتي ، بعدين عمرك يعني طلبتي تشوفيها او تقعد معاكي كام يوم و قولتلك لأ
نفت برأسها بحزن فسألها هو بهدوء :
قوليلي يا خالتي لو واحدة عملت غلط في حياتها و تابت و رجعت لربنا تستاهل فرصة تانية و لا لأ مش ربنا بيغفر و يسامح
اومأت له بدون تردد قائلة :
ايوه يا بني طبعاََ ربنا غفور رحيم و طالما تابت عن اللي عملته ربنا هيسامحها و يغفر لها
اومأ لها ثم بدأ يقص عليها بعض الأشياء عن حياة سارة بدون الدخول بتفاصيل كثيرة و أنهى حديثه قائلاً بهدوء :
انا عايز اتجوزها ، صدقيني يا خالتي انا واثق من توبتها زي ما واثق انك قدامي دلوقتي
اجابته بتردد و تريد ان ترفض :
بس يا بني دي هتربي بنتك ي..يعني….
قاطعها قائلاً :
هخليكي تقابليها و تتعرفي عليها بنفسك و تحكمي ، بعدين تفتكري اني ممكن اضر بنتي او ممكن اقبل ان حد يأذيها ، بابا مش موافق و……..
قاطعته قائلة بهدوء :
هاتها يا بني و تعالى البيت مفتوح في اي وقت
اومأ لها ثم ودعها و غادر لتأتي نهى التي استمعت لحديثهم قائلة :
ماما ، انا شوفت سارة دي و قابلتها باين عليها طيبة خالص دي حتى هي اللي انقذت جومانا لو فاكرة يوم الحادثة دي
اومأت لها قائلة :
انا عارفة جوز اختي كويس يا نهى عارفة انه ممكن يكون غضبه كله ان ابنه عايز يتجوز من غير موافقته لأني عارفة ايه اللي بيحصل لما حد يعمل حاجة مش على هواه ، و كمان واثقة في عمر انه مستحيل ياخد الخطوة دي غير لما يكون متأكد ان بنته هتكون مرتاحة
سألتها نهى :
يعني هتوافقي
لم تعطيها جواباََ واضحاََ فقط قالت :
اشوفها الأول يا نهى !!!
………
بقصر الجارحي
كان أدهم يستند بجسده على الشجرة و باحضانه هنا ينظرون لطفلهم الذي يجلس امامهم يلعب بألعابه لقد تم كتب كتابهم من جديد لكنه للآن لم يقترب منها كما طلبت هي و كم يتوق لقربها
استغل انشغال طفله و ادخل يده أسفل كنزتها ممراََ يده على ظهرها بأغراء لتوكزخ قائلة بحدة تخفي بها خجلها الشديد مما فعل :
اتلم
اجابها ببراءة :
ايه يا روحي هو انا عملت حاجة
اجابته بسخرية :
انت هتقولي بريء من يومك
همس بجانب اذنها بمكر و وقاحة :
طب ايه هنفضل اخوات كده لأمتى
وكزته مرة أخرى قائلة بحدة من كلماته الوقحة التي تخجلها :
اتلم يا قليل الادب
نظر لها بمكر قائلاً :
اي ده اي ده ، لأ ده احنا ايدينا طولت
اومأت له قائلة بابتسامة صفراء :
اه عندك مانع
حملها بين يديه قائلاً بمكر :
مش هامك كمان لأ ده لازم كورس تأديب و تهذيب و اصلاح من أدهم
جاء سليم يركض نحوهم قائلاً بطفولة :
ثيب مامي يا بابي
أدهم بمكر و هو يستخدم ذلك المشهد الذي رأه بأحد الأفلام القديمة :
مامي تعبانه يا حبيبي هحوطلها قطرة في عنيها و جاي كمل لعب انت
اومأ له سليم و دخل أدهم للداخل ثم لغرفته التي أصبح يتشاركها معها مؤخراََ و هي توكزه بحدة من حين لأخر لما قال مغلقاََ الباب خلفه و بداخله عزيمة ليجعلها اليوم ملكاََ له و قد حدث ما اراد بدون اعتراض منها لتكن تلك ليلتهم الأولى و التي كانت مليئة بالحب و الشغف بين الأثنان عكس الليلة التي مضت بقسوة و اجبار و نتج عنها الكثير !!!
……..
كانت يركض بغرفة الرياضة الملحقة بالقصر يلكم ذلك الكيس المعلق بيده و بدون قفازات صدره يعلو و يهبط بانفعال لقد ارتكب تلك الفاحشة الكبرى بسبب ذلك المشروب اللعين و الأدهى صدمته باليوم التالي عندما علم انه كان الرجل الأول بحياتها !!!
بكت بقوة و اخذت تكسر اثاث الغرفة حتى شعرت بالتعب و جلست ارضاََ تدفن وجهها بساقها تنتحب بقوة و جسدها يهتز من كثرة البكاء فاقترب منها قائلاً بضيق :
هنتجوز !!!
ظن انها ستوافق على الفور لكنها رفضت و طردته من غرفتها قائلة بغضب :
امشي انا مش عاوزة اشوفك تاني ، انا بكرهك
اخذ يلكم الكيس الخاص بالملاكمة بقوة حتى جرح يده و اخذت الدماء تسيل منها ، لقد مر شهر و هو لا يستطيع تخطي تلك الليلة و ما حدث بها بحياته لم يقترب من اي امرأة و عندما يفعل يكون مخموراََ و مع تلك بل الاهم من ذلك يفعلها و هي لا تحل له
قطب جبينه عندما دخلت الخادمة قائلة باحترام :
في ضيفة عايزة تشوف حضرتك
سألها بضيق :
مين
جاءه صوتها و هي تدخل من الباب قائلة :
انا ، نسرين !!!
انصرفت الخادمة بينما هو اخفى دهشته من تواجدها هنا قائلاً بسخرية :
ايه اللي جابك مكنش ده كلامك من شهر لما قولتي همشي و مش عايزة اشوفك تاني ، ايه اللي جد يعني !!!
اجابته بجدية :
اللي جد اني حامل يا إلياس !!!!
– نعم
قالها بصدمة و هي لا يستوعب ما قالت
اجابته بجدية و ضيق :
اللي سمعته ، انا حامل !!!!
هل تعلم شعور ان يسقط دلو ماء مثلج يسقط فوق رأسك في ليلة شتاء قارصة هكذا كان شعوره !!
كل ما خرج من بين شفتيه و لا يزال في حالة صدمة شديدة و تيه :
العمل ايه
اجابته بضيق :
انت بتسألني انا ، انا لسه عارفه انهاردة الصبح
ثم تابعت بتساؤل :
انت عايز البيبي و لا لأ
اجابها بضيق :
اجابتي هتفرق في حاجة
اومأت له قائلة :
طبعاََ لأني مش ناوية اقتل ابني بأيدي حتى لو مش طايقه ابوه
نهرها بحدة قائلاً :
بلاش طولة لسان قال يعني انا اللي هموت عليكي
ثم نظر لها بشك و لسانه يريد نطقها لكنه صمت لترى هي نظراته و تفهم بما يفكر
لتضحك بسخرية قائلة :
بلاش نظرة الشك دي ، انت كنت اول راجل يلمسني اظن انت اتأكدت يعني ده ابنك
ثم تابعت بضيق :
انا كل اللي عوزاه منك شهادة تثبت ابوتك ليه لاني مش عايزة ابني يعيش اللي عيشته زمان
سألها بتعجب :
ايه اللي عيشتيه زمان !!!
لم تجيب و اكتفت بالصمت الذي عم الغرفة لدقائق طويلة قطعه هو قائلاً :
هتجوزك
اومأت له قائلة بجدية :
وهتطلقني بعد ولادته جواز على ورق بس
نفى برأسه قائلاً :
مش هيحصل
– يعني ايه !!!
اجابها بصرامة :
ده ابني انا كمان و مش هسمح انه يبعد عني و لا يجي الدنيا يلاقي امه و ابوه منفصلين و اعقده
ثم تابع بسخرية و هو يرد لها كلماتها :
هستحمل و امري لله حتى لو مش طايق امه
ثم تابع بجدية :
قولتي ايه
صمتت لوقت طويل ثم قالت بضيق و غل :
موافقة !!!
كانت صدمة للجميع عندما أعلن رغبته بالزواج منها خاصة حين قال انه سيتزوجها بنهاية الاسبوع سيكتب كتابه فقط بدون زفاف و بالفعل تم الزواج تحت دهشة و زهول الجميع مما فعل خاصة ان يوسف لم يكمل الشهر على وفاته لا احد يعلم انه كان مجبوراََ !!!!
……..
– الف مبروك يا بني ، ربنا يباركلك فيها
قالتها خالة عمر فقد تعرفت عليها بأكثر من زيارة لقد دخلت قلبها على الفور و خاصة و هي ترى تعلق الصغيرة بها و حنان سارة عليها
+
عمر بابتسامة سعيدة و هو يعلم ان تلك الكلمات تعني انها وافقت على رغبته بالزواج منها :
الله يبارك فيكي يا خالتي
لقد حاول مع والده اكثر من مرة لكن الرفض كان جوابها بكل مرة حتى يأس من اقناعه لكنه هون على نفسه بأنها مسألة وقت لا اكثر حتى يتقبلها والده !!!!
……..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضحايا الماضي)