رواية ضحايا الماضي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم شهد الشورى
رواية ضحايا الماضي الجزء الثامن والعشرون
رواية ضحايا الماضي البارت الثامن والعشرون
رواية ضحايا الماضي الحلقة الثامنة والعشرون
الندم بعد فوات الأوان ، تقدير الأشياء و معرفة قيمتها بعد خسارتها سمة موجودة بالانسان و هذه هي الطبيعة الكثير منا و ليس القليل لا يقدر الأشياء إلا حينما يفقدها
كانت تجلس على الاريكة بمنزلها البسيط الذي خصصه لها يوسف لتبقى فيه بل و ساعدها على التعافي من جديد و ها هي بعد علاج اكثر من عام استطاعت ان تتخلى عن ذلك المقعد المتحرك
الذي تعلمت من تجربتها معه الكثير و غيرت فيها الكثير استطاعت ان تحصل على عمل بعد عناء تجنبت اللقاء من العائلتين و اي فرد منهم عدا يوسف و كم تشعر بالحزن للوحدة و العزلة التي تعيش بها بيدها تجني الآن حصيلة افعالها مع الجميع ، حتى هو كانت تأمل ان يسامحها و يغفر لها ما فعلته به ثم يعودا من جديد لكنها تفاجأت بعد ان تركت منزله بخمسة اشهر فقط بزواجه الذي رأت صوره على احد مواقع التواصل الاجتماعي
لقد تزوج عمر بقدر ما حزنت بقدر ما فرحت له انها استطاع ان يتخطاها
تأملت سكون المنزل من حولها بحزن و دموع التقطت سترتها الرياضية و متعلقاتها و نزلت للأسفل تتمشى بالشوارع قليلاََ ذلك الحل سيكون افضل كثيراََ من العزلة التي تعيش بها
كانت تسير على النيل لتقع عيناها على بدر و حياة يبدو انها اخيراََ وجدت السعادة و من يحبها حقاََ كانت تقف بعيداََ و رأت كيف ركع على ركبتيه و كيف كانت حياة تبتسم له بسعادة
ابتسمت بخفوت و اكملت سيرها لتتوقف مرة أخرى عندما وقعت عيناها على عمر الذي يجلس برفقة زوجته و طفله صغيرة يبدو أنها ابنته فهي تشبهه لحد كبير جداََ
ارادات ان تذهب قبل أن يراها لكن اسوء حظها لقد رأها بالفعل و التقت عيناها بعينيه سرعان ما اشاحت بوجهها و اكملت السير بسرعة و الدموع تنهمر على وجنتها بغزارة
جلست على احد المقاعد قائلة بحسرة و حزن :
الكل عاش حياته و محدش حياته واقفة غيرك يا سارة ، بتحصدي كل عمايلك زمان و ادي اخرتها لوحدك بين اربع حطان لو موتى محدش منهم هيحس بيكي و لا يفتكرك بالخير !!!
………
فتحت الخادمة الباب لبدر و حياة و ما ان دخلوا سألت تفاجأت بالسكون الذي يعم المكان سألت الخادمة عنهم قائلة :
هو محدش هنا و لا ايه
اجابتها بتهذيب :
لا يا هانم كلهم مشيوا من شوية و راحوا القصر عند سليم بيه و الأولاد كلهم نايمين فوق ما عدا صافي زينة هانم خدتها معاها
اومأت لها بصمت ليبتسم بدر قائلاً :
يلا نروح لهم
اومأت له و بالفعل ذهبوا لهناك و كان المكان قريب جدا دقائق قليلة و كانوا هناك لتتفاجأ بدر بوجود سيارة ذلك الحقير الذي تجرأ و نظر لها بوقاحة
قائلاً بغضب :
هو بسلامته لسه هنا
حياة بتحذير :
بدر اهدى مش عايزين مشاكل اصلا انا عندي احساس كبير ان هنا هترفضه بعد كلامي الصبح
لحظات و استمع الاثنان لصوت احد يتألم يأتي من ناحية الحديقة فركضوا لهناك على الفور ليصدموا عندما وجدوا أدهم يبرح العريس ضرباََ
قبل قليل بالحديقة كانت هنا تجلس برفقة ايمن بالحديقة بعدما استأذن من الجميع التحدث معها
قائلة بحرج :
ايمن انا عارفه ان اللي هقوله دلوقتي غلط و مينفعش أوافق عليك…… بعدين ارجع ارفض
ايمن بصدمة :
ترفضي !!
اومأت له قائلة بحزن :
ابقى بظلمك لو وافقت و انا لسه بفكر في أدهم و عقلي و قلبي معاه كانت فاكرة اني هقدر اخذ الخطوة دي بس مقدرتش لما الموضوع دخل في الجد مقدرتش ، انا اسفة
كان أدهم يقف على مقربة منهم يستمع للحديث الذي يدور بينهم كان في بداية الأمر غاضباََ يشعر بالغيرة الشديدة لكن سرعان ما تبدد كل ذلك و سعادة غامرة احتلت قلبه و هو يستمع لها
بينما ايمن انتفض من مكانه قائلاً بغضب :
هو لعب عيال و لا ايه
كادت هنا أن تعتذر منه لكنه سبقها أدهم الذي ظهر فجأة و بدون مقدمات قائلاً بحدة :
هي مش قالتلك طلبك مرفوض معندناش بنات للجواز و ياريت منشوفش طلتك البهية دي تاني
ايمن بغضب :
وانت مالك
أدهم بغضب :
بقولك ايه ، غور من وشي و اشتري نفسك عشان شكلك لسه متعرفش مين هو ادهم الجارحي
ايمن بسخرية و استهزاء :
لأ طبعاََ عارفه طليقها و عارف كمان انت طلقتها ليه ، هي هنا صحيح مقالتش حاجة بس محسوبك ليه مصادره الخاصة بردو ، بس هنا هتبقى مراتي على فكرة رفضها او موافقتها ميهمنيش مش انا اللي اعوز حاجة و ما اخدهاش
أدهم بهدوء يسبق العاصفة :
يعني مش هتبعد عنها
اومأ له ايمن بتحدي ليبتسم أدهم قائلاً بابتسامة ليست بمحلها :
كويس اوي جت منك والله و انا بتلكك و عايز اضربك تعالى بقى يا رو……
صرخت هنا بخوف بعدما كانت تأخذ دور المستمع عندما لكم أدهم ايمن بقوة اطاحت به ارضاََ ثم انحنى تجاهه و انهال عليه بالمزيد من اللكمات القوية و الاخت لم يصد اي منهم نظراََ للفرق الواضح بين بنيته و بنية أدهم
3
بتلك اللحظة جاء بدر و حياة التي قائلت بقلق :
ادهم بتعمل ايه ، سيبه هيموت في ايدك
بينما بدر اقترب منه قائلة بابتسامة واسعة :
مش كنت تقول كنت ساعدت و قومت بالواجب يا بن عمي
2
ثم بلحظة جذب ايمن الملقي ارضاََ من ثيابه و لكمه بقوة شديدة ركضت هنا للداخل حتى تطلب ميادة منهم بينما حياة حاولت الفصل بينهم لكن دون جدوى بينما ايمن كاد ان يغشى عليه من كثرة الضرب فهو يأخذ لكمة من أدهم ثم لكمة من بدر
لتقول حياة بضيق و قلق :
بدر ابعد عنه انت بتعمل ايه
جاء من خلفهم صوت سليم قائلاً بصرامة :
في ايه ، ايه اللي بيحصل هنا !!!
ابعد ادم و ريان بدر و أدهم عن ايمن قائلاً :
انتوا بتعملوا ايه انتوا الاتنين
أدهم بغضب :
الزبالة ده ميدخلش هنا تاني
فاطمة بقلق :
ليه حصل ايه يا بني
جذبه بدر ليقف على قدمه هامساََ بخفوت بجانب اذنه و بنبرة تدل على كل شر اخافته لم يسمعها سواهما :
المرة الجاية قسماََ بالله هخزقلك عينك اللي بصت ليها بطريقة و……زيك
ثم دفعه بقوة قائلاً بغضب :
غور
فر ايمن هارباََ بخوف و جسده بالكامل يؤلمه
سليم بغضب و صرامة :
انا عايز افهم اللي بيحصل هنا
قص عليه أدهم ما حدث ليسأل سليم بدر بصرامة :
البيه بقى ضربه ليه
بدر بغضب :
مشوفتش كان بيبص لحياة ازاي يا جدي
سليم بمكر :
ايه اللي ضايقك كده يعني
بدر بغضب و غيرة :
يهمني لأن حياة تخصني و بما ان الكل موجود انا عايز اتجوز حياة !!!
اوس بغيرة و حدة :
لأ ، معندناش بنات للجواز
بدر برفعة حاجب :
لأ ليه ، عايز اعرف السبب
تبادل الأربعة النظرات و كلاََ منهم يشعر بالغيرة على شقيقته ليتدخل سليم قائلاً بهدوء :
رافض ليه يا أوس و بعدين لسه مسمعناش رأي صاحبة الشأن رافضة و لا موافقة
سليم بهدوء لحياة التي تخفض وجهها بحرج و خجل نظرت لاخوانها لتجد الرفض على وجوههم لكنها تعلم سبب ذلك بالطبع الغيرة !!
اخفضت وجهها ارضاََ من الحرج هي الآن بموقف لا تحسد عليه ان ترفض لأجل ان لا تحرج اشقائها و حينها ستخذل بدر الذي فعل لأجلها الكثير او تقبل و تسبب الحرج لهم و تسعد بدر
نظرت لبدر برجاء ان يتصرف هي الآن لا تعرف ماذا تفعل ليتنهد قائلاً بهدوء :
الطلب كان مفاجأ يا جدي سيبها تفكر و هما كمان يفكروا براحتهم
اومأ سليم بصمت ثم دخل الجميع للداخل و قبل ان تلحق هنا بهم جذبها أدهم من يدها قائلاً :
ابننا ميستاهلش فرصة تانية يا هنا ، صدقيني غصب عني اوعدك عمرها ما هتتكرر تاني و حياة سليم وافقي و انا والله هعمل اي حاجة عشان اعوضك عن غبائي زمان
كانت تنظر للأرض بتردد تخشى من كلمة نعم و ما يمكن ان يترتب عليها فيما بعد ليمسة بيدها قائلاً بتوسل :
وافقي يا هنا وافقي و انا عمري ما هخذلك ابداََ و حياة سليم عمري ما هعملها تاني
بعد صمت دقائق نطقت بصعوبة و دموع :
اخر فرصة يا ادهم
ابتسم بتوسع و قبل ان تنطق بكلمة أخرى كان يحملها يدور بها صارخاََ بكل ما فيه من قوة
من السعادة !!!!
…….
بصباح اليوم التالي
اغلقت ندا الهاتف مع والدها الذي اخبرها بحالة يوسف السيئة و انها بمرحلة متقدمة جداََ من المرض اللعين
بكت بقوة و تأثر تجمع على اثرها زينة و فرح و مهرة التي سألتها بقلق :
مالك يا ندوش بتعيطي ليه مين زعلك
قصت عليها ما استمعت له من والدها لتتنهد زينة قائلة بحزن :
ربنا يشفيه
ندا ببكاء :
عمي حالته خطيرة اوي ، انا خايفة عليه يا زينة
فرح و هي تربت على كتفها قائلة برفق :
ربنا يشفيه خلي أملك في ربنا كبير
ندا بدموع :
ونعم بالله
زينة بتردد :
هنقول لهم على حالة عم يوسف
ندا بتصميم و دموع :
ايوه لازم ، عمي محتاج ليهم اوي جنبه
فرح بقلق :
هنقولهم ازاي ، انتوا عارفين الموضوع صعب اوي نكلمهم فيه
زينة بقلق :
هنحاول و رينا يستر بقى
اتفق الأربعة على أن تخبر كل واحدة منهم زوجها
جاء المساء و المشهد كالتالي بغرفة اوس ، بتردد جلست مهرة بجانبه تخبره بما حدث و ما ان انتهت نظر بها قائلاً بثبات :
ايوه اعمل ايه يعني
– روح شوفه ، اتكلم معاه
نظر لها قائلاً بصرامة :
اسمعي يا بنت الناس الموضوع ده ما يتفتحش في البيت ده و سيرة الراجل ده ما…….
قاطعته قائلة :
الراجل ده يبقى ابوك
صرخ عليها بغضب :
الراجل ده مش ابويا انتي فاهمة ، لو مش عايزاها تقلب بخناق اقصري الشر و اسكتي
نفت برأسها قائلة بتصميم :
مش هسكت يا أوس ، هو اه غلط بس احنا كمان بشر و بنغلط و……
قاطعها قائلاً بحدة :
غلط عن غلط يفرق
تمسكت بيده قائلة بحزن و رجاء :
هو محتاجلك
ابعدها عنه قائلاً بغضب و قهر :
انا كمان كنت محتاجله ، كل لحظة كانت بتعدي في حياتي كنت بحتاجله فيها ، احتاجت ليه و رماني انا و اخواتي في اكتر وقت كنت محتاجين ليه فيه
حاولت الاقتراب منه لكنه ابعدها ثم خرج من الغرفة صافعاََ الباب خلفه بغضب لحظات و ركضت للشرفة بقلق عندما استمعت لصوت اطار سيارته يحتك بالأرض مصدراََ صوتاََ مزعج
…….
كذلك كان الحال بغرفة ريان و ندا التي ما ان انتهت من سرد ما حدث و طلبت منه ان يسامحه قاطعها قائلاً بغضب :
اسكتي
نفت برأسها قائلة بحزن :
مقدرش اسكت يا ريان ده عمي و ابوك
تمسكت بيده قائلة برجاء :
روح شوفه عشان خاطري ، مهما كان اللي عمله في الاول و الاخر ابوك
ركل المقعد بقدمه قائلاً بغضب و قهر :
احنا كمان كنا ولاده في الاول و الاخر مهما كان اللي عملته امي زي كان بيتهمها احنا ولاده و اتخلى عنا
توسلته مرة أخرى قائلة برجاء :
حالته خطر و الدكتور بيقول مسألة وقت ، روحله اتكلم معاه لآخر مرة واجهه باللي جواك و اللي متأكدة انه مش كره زي ما انت مبين
التمعت عيناه بالدموع لتقترب منه قائلة بحزن :
عينك اللي بتلمع بالدموع دي حزن ، قلبك واجعك عليه و نفسي تجري عنده و تطمن ، نفسك ترمي نفسك في حضنه
محقة بكل ما قالت لكن لا يزال يكابر مردداََ بانفعال :
لأ مش صح
اقتربت منه قائلة بحزن :
خليك صريح مع نفسك لمرة واحدة يا ريان انت عمرك ما قدرت تكرهه
دفعها من امامه مغادراََ الغرفة بل الفيلا بأكملها بغضب مصدراََ بسيارته نفس الصوت لتركض هي الأخرى للشرفة تنظر لأثره بحزن شديد و قلق
…………
بغرفة امير و فرح ما انتهت ما اخباره بما حدث خيم الصمت على المكان لتسأله :
امير انت سمعت انا قولت ايه
نظر لها قائلاً بهدوء ظاهري :
ايوه سمعت
سألته بترقب :
طب هتروح تشوفه
اجابها بهدوء و هو يخلع جاكيت بدلته :
لأ
شعرت بالتوجس من هدوءه لتسأله :
ليه
اجابها بصرامة :
كده و اقفلي الموضوع ده انا جاي تعبان و عايزة انام شوية و ارتاح
اقتربت منه قائلة بحزن :
امير حالته خطر و الدكت……
صرخ عليها بغضب لم تعهدها منه منذ زواجهم :
انا مش قولت اقفلي الزفت الموضوع ده
نفت برأسها قائلة بتصميم :
مش هقفله
ثم اقتربت منه محاوطة وجهه بيدها قائلة :
يا حبيبي ده والدك مينفعش تسيبه في وقت زي ده عارفه ان صعب تسامح في اللي عمله معاك ، و مش عارفه لو كنت مكانك كنت هقدر اعمل اللي بقولك عليه ده و لا لأ
ثم تابعت بتشجيع :
روحله هو محتاجلك و انت محتاجله
ابعد يدها عنه قائلاً بغضب و انفعال :
انا مش محتاج ليه مش بعد كل السنين اللي قضيتها من غيره هحتاج ليه دلوقتي
نفت براسها قائلة بحزن :
محدش يقدر يعيش من غير ابوه و امه من غير ما يحتاج ليهم في اي لحظة في حياته
اقتربت منه مرة أخرى تتمسك بيده قائلة برجاء :
روحله يمكن تكون اخر مرة تشوفه و يمكن تندم في يوم انك معملتش كده ما اتكلمتش معاه مقولتش ع اللي في قلبك ليه
نظر لها قائلاً بمكابرة رغم تأثره بكل كلمة قالتها :
اللي في قلبي ليه معروف كره و ب…..
قاطعته قائلة بحزن :
مش وقت تكدب فيه على نفسك عيونك فضحاك انت زعلان عليه نفسك تجري و تعيط في حضنه بتحبه بس موجوع منه
كحال اخوته غادر مثلهم بغضب قلبه يود الذهاب إليه و عقله يرفض التأثر و الخضوع لرغبة القلب
………
نفس الحال بغرفة ادم و زينة كان يجلس على الفراش و هي تجلس امامه ارضاََ تتمسك بيده
قائلة بحزن :
والدك محتاجلك دلوقتي بالذات
ليأتيها رده قائلاً بانفعال :
انا كمان احتاجت ليه عارفه كام مرة احتاجت ليه و قد ايه
وقف و جذبها لتقف امامه قائلاً بغضب و قهر :
خمسة عشر سنة كل يوم فيهم و كل لحظة كنت محتاجلة فيها انا كنت لسه في بداية حياتي معرفش يعني ايه مسئولية فجأة لقيت امي بتموت و اب بيرميني انا و اخواتي بذنب ملناش دعوه بيه في يوم و ليلة القى نفسي في رقبتي اربع اخوات طفل في رقبته مسؤلية اربع اطفال زيه
كور قبضة يده قائلة بانفعال :
سنين شقى و تعب و ايام كتير كانت بتعدي عليا كنت بحتاجله عشان اترمي في حضنه
جلس مرة اخرى على الفراش قائلاً بقهر و ألم :
َاستنيته كتير سنة اتنين ان قلبه يحن و يجي يعتذر يرجعنا لحضنه من تاني معملهاش اذاني و أذى اخواتي و حرمني من امي اللي ماتت و هي لسه في شبابها ظلم
حرك رأسه بنفي قائلاً بأعين تلمع بالدموع :
اني اسامحه ده خيانة ليها
جلست بجانبه و هي تضع يدها على وجنته قائلة بمواساة و حزن :
عارفه ان اللي عيشته و شوفته صعب بس ده ابوك مهما عمل اسمه ابوك و عمتو اللي يرحمها عمرها ما هتكون مبسوطة و هي شايفة الوضع ده
تمردت دموعه على رغبته و فرت دمعة عاصية يليها الكثير بصمت لتمسحهم بيدها قائلة برجاء :
روحله و ريح قلبه و قلبك اللي متأكدة انه موجوع منه مش بيكرهه
ابعدها عنه قائلاً بنفي قبل ان يغادر الغرفة :
مقدرش اعمل كده
تنهدت بحزن و هي تنظر لاثره خرجت للشرفة لتقع عيناها عليها و هو يغادر الفيلا منطلقاََ بسيارته بسرعة عالية التقت يميناََ و يساراََ لتقع عيناها على فرح و مهرة و ندا و من هيئتهم يبدو ان الثلاثة فشلوا في اقناع ازواجهم مثلها !!!
……..
بينما حياة علمت من زينة التي هاتفتها و اخبرتها لتصعق هي الأخرى بهذا الخبر دقائق ام ساعات لا تعرف كم بقت شاردة و الدموع تلمع بعيناها تهدد بالنزول بأي لحظة
هاتفت اخوانها لكن لا من مجيب بالتأكيد كلاََ منهم مصدوم مثلها وضعت يدها على وجهها و دخلت في نوبة من البكاء
مر الليل و جاء الصباح و هي مثلما كانت تجلس بالأمس لازالت تنظر للفراغ بشرود بعد تفكير طويل اتخذت ذلك القرار رغم ان بداخلها ليست مقتنعة به كلياََ هاتفت اخوانها لكن ايضا لا يجيب احدهم لذا بعثت رسالة صوتية على احد مواقع التواصل الاجتماعي قائلة بحزن :
انا عارفة انكم مصدومين و عارفه ان محدش فينا قدر يكرهه رغم ان اللي كنا بنبينه ليه كان كره و بس لكن انا متأكدة ان احنا موجوعين منه مش بطلب منك تسامحوه لاني انا كمان مش قادره اعمل كده ، مش قادره بين يوم و ليلة اسامح ، ابوكم محتاج لينا دلوقتي بالذات و كل واحد فيكم دلوقتي اب ، ربنا وصانا عليه و مهما عمل هو اسمه ابونا
تنهدت ثم تابعت بجدية :
انا رايحة قصر العمري اجيب ابوكم للفيلا ، اتمنى اخواتي يفضلوا رجالة زي طول عمرهم ما كانوا ، شيلوا الخلافات اللي بينا على جنب و كل واحد يعمل اللي حاسه و اللي متأكدة ان محدش فيكم قلبه هيطاوعه يبعد في وقت زي ده و يتخلى
ظهرت لها اشارة زرقاء دليل على استماعهم للرسالة التي أرسلتها على جروب خاص بهم !!!!
……….
بتردد وضعت يدها على جرس الباب الداخلي لقصر العمري ادخلتها الخادمة على الفور ما ان رأتها و بدون حديث صعدت لأعلى حيث غرفته كادت ان تطرق الباب الذي لم يغلق كاملاََ لترى من ذلك الشق يوسف يجلس على فراشه يمسك بيده كوب الماء و يمسك بيده احد شرائط الدواء و يظهر عليه التعب الشديد لكن وقع الشريط من يده
كاد ان ينحنى ليلتقطه ليجد يد سبقته و التقطتها و ما ان رفع وجهه ليرى الفاعل لترتسم الصدمة على ملامح وجهه عندما وجد ابنته التي بصمت جلست بجانبه على الفراش بصمت تخرج حبة دواء من الشريط وضعتها بيدها بصمت لكنه من الصدمة لم يتحرك من الأساس لتنطق هي بصعوبة :
الدوا
تناولها بصدمة و عيناه تلمع بالدموع بينما هي كانت تنظر امامها تحاول تفادي النظر لوجهه حتى لا يرى دموعها التي تهدد بالانهمار بأي لحظة
لتنطق بصوت مختنق :
الف سلامه عليك
نطق بصعوبة هو الأخر و صدمة :
الله يسلمك
بدون حديث توجهت لغرفة الملابس تبحث عن حقيبة ثياب لتجدها اخذت تضع بها ثياب له بينما هو ذهب خلفه بصدمة ليجدها تضع ثيابه بالحقيقة فسألها بصدمة :
بتعملي ايه يا حياة
تنهدت بعمق قبل ان تجيبه بهدوء يخالف ما بداخلها الآن :
بجهز شنطتك
– ليه
اجابته بصوت مختنق من الدموع :
عشان تعيش في بيت ولادك
صدمة تلي الأخرى هو للآن لم يتجاوز صدمة تواجدها الآن و انها تتحدث معه ليخرج من شفتيه فقط كلمتان :
مش فاهم حاجة
جاءه صوتها بعد لحظات صمت قائلة بما صدمه مرة اخرى :
مش فاهم ايه بس يا بابا ، بقولك هتيجي تعيش في بيت ولادك
شهق بصدمة و فرت دمعة من عيناه يليها المزيد بصدمة و سعادة
بينما هي كانت انتهت من وضع ثياب تكفي بحقيبته و اقتربت منه قائلة بابتسامة :
هتيجي و لا حابب تفضل هنا
من الصدمة لم يجيب و الدموع تنهمر على وجنته بغزارة بينما هي بتوتر رفعت يدها تمسح دموعه قائلة بنفس الابتسامة :
هتيجي
اومأ له سريعاََ بسعادة و لهفة تمسكت بيده و باليد الأخرى تجر حقيبة ملابسه و ما ان وصل لمنتصف الدرج برفقتها تفاجأ بأبنائه جميعاََ يقفون بالأسفل تحرك أمير و أخذ من يدها الحقيبة لتبتسم هي لهم
بينما جمال و مازن و فرحة و إلياس و سعاد يراقبون سعادة يوسف الظاهرة بوضوح على وجهه بسعادة
كان اول من تحدث ريان قائلاً بهدوء :
يلا خلينا نمشي
ودع الجميع يوسف الذي لم يكن معهم من الأساس عيناه لم تفارق النظر لابنائه ثانية واحدة
ابنته تتمسك بيده و تناديه بأبي و ابنائه جائوا لأجل ان يأخذوه ليقيم معهم ما تبقى من عمره أيام..اسابيع…شهور سيقضيهم برفقتهم و برفقة احفاده الذي كان يتجنب الحديث معهم بوجود ابناءه حتى لا يسبب الضيق لهم
……..
ما ان وصل يوسف لفيلا ابناءه استقبلوه زوجاتهم ترحيب شديد لتقول ندا و هي تربت على كتفه :
احلى أوضة لأحلى عم في الدنيا جهزتها انا و البنات لحضرتك بنفسنا
ابتسم لهم يوسف بشكر و عيناه على ابناءه الصامتين للآن حتى طوال الطريق لم ينطق اي منهم بأي كلمة
تبادل الأربع فتيات النظرات ثم وقفوا قائلين :
هنروح نجهز الغدا انا و البنات
ما ان غادروا كان الصمت يعم المكان كلاََ منهم يجد صعوبة في الحديث و الجو اصبح مشحوناََ بالتوتر لتتحدث حياة اخيراََ بعد
صمت طويل :
تحب تطلع ترتاح في اوضتك
انتظر ان يتحدث اي من ابناءه الأربعة لكن لم يحدث وقف بعدما اومأ لها بصمت كادت ان تمسك بيده تساعده على السير لكن سبقها ريان قائلاً بهدوءه المعتاد :
خليكي يا حياة انا هوصله
اومأت له و ابتعدت بهدوء ليصعد يوسف برفقته في صمت تام بينما حياة ما ان صعدوا نظرت لهم قائلة بابتسامة :
اللي عملتوه هو الصح ، و شكرا عشان محدش فيكم رفض طلبي
اوس بهدوء يعكس ما بداخله :
محدش رفض عشان ده اللي كان المفروض يحصل اولا و عشان خاطرك غالي عندنا اوي يا حياة
ابتسمت له ثم صعدت لأعلى لغرفتها و ما ان اغلقت الباب انهمرت دموعها بغزارة على وجنتها و لم تستطع كتمانها اكثر من ذلك
…….
بينما بغرفة يوسف
ساعده ريان على الاستلقاء على فراشه و فتح حقيبته الطبية و اخذ يفحصه بهدوء و ما ان انتهى
تنهد بعمق قائلاً بصعوبة :
الف سلامه عليك
يوسف بأعين دامعة :
الله يسلمك يا بني
صمت ريان للحظات قبل ان يقول بهدوء لا يمس بصلة ما يشعر به الآن من الداخل :
اللي حصل صعب اسامح فيه و صعب انسى بين يوم و ليلة و صعب اتعامل معاك كأن مفيش حاجة حصلت ، انا مش بكرهك
تنهد متابعاََ حديثه بصعوبة :
مش بكرهك و لا عمري قدرت اكرهك و لا حد فينا قدر يحس كده ناحيتك ، احنا كنا موجوعين منك كنا بنحبك اوي و على قد ما حبناك اتوجعنا منك
اخفض يوسف وجهه بحزن و دموعه تنهمر على وحنتيه بصمت و هو يستمع لحديث ابنه :
بعد ما ماما ماتت استنيناك كتير عشان تيجي و كنا هنسامحك بس لو جيت لكن انت مجيتش اتخذلنا منك كتير اوي و اتوجعنا منك
بتلك اللحظة دخل أوس و أدم و أمير الذي قال بحزن ظاهر بوضوح بصوته :
انت موجود هنا دلوقتي مش شفقة زي ما بتفكر انت هنا عشان احنا محتاجين ده قبلك ، انت هنا عشان محدش فينا كان مبسوط بحالتك و لا فرحانين باللي حصلك موجوعين منك ، بس محدش فينا بيكرهك و لا عايزين نخسرك
تابع أوس الحديث بصعوبة :
انت هنا عشان تكون فيه فرصة نقدر فيها نسامح و نعدي اللي حصل زمان ، مش هننساه و لا عمرنا هنقدر بس ع الأقل نقدر نتعايش بيه
بعد صمت لحظات تحدث ادم اخيراََ قائلاً بصعوبة :
ريان قال كل اللي احنا كنا عايزين نقوله و ياريت متتكلمش في الماضي تاني و احنا كمان هنعمل كده
يوسف ببكاء و ندم :
سامحوني
لم يتحدث الأربعة بعد طلب السماح منهم ليأتي بتلك اللحظة صوت فرح قائلة :
بتعملوا ايه عندكم يلا الغدا جاهز ، يلا يا عمي
نفى يوسف برأسه قائلاً بحزن :
مليش نفس يا بنتي بالهنا و الشفا انتوا
أوس بجدية :
لازم تاكل كويس عشان الدوا اللي بتاخدوا شديد
بينما ريان ابتسم بمجاملة قائلاً :
كمان عشان الاولاد عايزين يقعدوا على السفرة مع جدهم اول مرة
ابتسم يوسف مربتاََ على كتف ريان الذي يجلس بجانبه و نزلوا جميعاََ للأسفل مجتمعين على تلك الطاولة التي لأول مرة تجمعهم معاََ منذ سنوات طويلة !!!
……..
في المساء
كان إلياس يجلس خلف مكتبه و عقله شارد في صراع كبير منذ ان جاءت له تلك الفتاة حتى تتفق معه ذلك الاتفاق يحذرهم منها او يكمل في تلك الخطة لعله يسترجعها من جديد و يكسب قلبها الذي كسره بتسرعه و شكه بها
لكن جاءت اللحظة الحاسمة ليقرر فيها ماذا سيختار ان يكون ندلاََ معها للمرة الثانية و ان يختار سعادتها التي يراها بوضوح و هي برفقة بدر !!!
وصلته رسالة صوتية من رقم نسرين على احد مواقع التواصل الاجتماعي تقول فيها :
انا مع بدر دلوقتي في اوتيل ، انت دلوقتي روح لحياة عشان لما ابعت لها رسالة و صورة ليه معايا تكون جنبها و تجيبها و تيجي عندي
بعد لحظات كان يمسك مفاتيح سيارته و انطلق بسرعة شديدة لينفذ ما اختار ان يكون !!!
……..
بينما على الناحية الأخرى كانت نسرين تجلس برفقة بدر بالكافيه الخاص بالفندق و هو يجلس أمامها يحرك قدمه بنفاذ صبر و غضب قائلاً :
بقالنا نص ساعة و بسلامته ما وصلش
تصنعت البكاء قائلة :
انا اسفة يا بدر معطلاك معايا بس كنت محتاجة راجل يقف جنبي و انا معرفش غيرك يساعدني في الموضوع ده
بالطبع جاءت به إلى هنا بكذبة من تأليفها لقد أخبرته ان هاتفها تمت سرقته منها و السارق استطاع ان يصل لكل شيء على الهاتف من صور خاصة و غيره و يهددها بهم مقابل مبلغ و قدره من المال
مرت ربع ساعة أخرى لم يأتي لتعتذر منه قائلة بدموع و حزن :
انا اسفة يا بدر معطلاك معايا بس مليش غيرك
اشفق عليها قائلاً بهدوء :
خلاص يا نسرين مفيش حاجة انا معاكي و إن شاء الله المشكلة تتحل من غير اي مشاكل
مسكت يده قائلة بامتنان :
شكرا يا بدر ، بجد شكرا
سحب يده منها على الفور بضيق طلب قهوة له و كذلك هي مر وقت قصير و جاء النادل بهم ثم غادر لتمر لحظات و أرسلت لهاتفها رسالة من النادل تنص على كلمة واحدة فقط ” حصل ”
ابتسمت بمكر و هي ترى بدر يقرب فنجان القهوة من فمه ليرتشف منه لكن بلحظة وجدت يد تطيح الفنجان من يده بغضب انتفضت مكانها عندما وجدت إلياس الفاعل قائلة بغضب :
انت اتجننت !!!
إلياس بحدة و غضب :
هاتها و تعالى بره عشان اللي هيتقال مينفعش حد يسمعه خالص !!!
كان بدر مصدوم مما حدث و كانت نسرين ترتجف من الخوف ستخسر بدر نهائياََ اذا علم شيء عن مخططها مع إلياس
دفع بدر الحساب و جذبها من يدها لخارج المطعم قائلاً بحدة لإلياس :
ممكن اعرف ايه اللي انت عملته ده
إلياس بهدوء :
معرفش هي كدبت عليك و جبتك هنا بحجة ايه بس القهوة اللي كنت هتشربها فيها منوم و كانت هتاخدك و تطلع اوضة فوق عشان توهم حياة انك بتخونها و كانت عايزانى……قص عليه اتفاقها معه بالكامل و ما ان انتهى
قبض بدر بيده على ذراع نسرين قائلاً بغضب :
انا مشفوتش رخص كده ، قولتلهالك مية مرة مش عاوزك و لا طايقك ايه مش بتفهمي معندكيش كرامة و صلت بيكي انك تفكري في كده
نسرين ببكاء و غضب :
عملت كده عشان بحبك انا عرفتك قبلها فضلت اجري وراك كتير و هي جات في لحظة خدتك مني فيها ايه زيادة عني
صرخ عليها بغضب و احتقار :
انتي و هي متتقارنوش ببعض خالص ، انتي رخيصة لكن هي لأ هي غالية و هتفضل غالية و عمرها ما رخصت نفسها و نزلت لمستواكي اللي خلاك تفكري تجبري نفسك على واحد مش طايقك
دفعها باحتقار قائلاً بغضب و توعد :
امشي من خلقتي و اخر مرة اشوف وشك ليها حتى الشركة اعتبري نفسك مطرودة من النهاردة
تمسك بيده حتى ترجوه ان يتراجع عنا قال لكنه دفعها باحتقار و غادر و خلفه إلياس و الاثنان تركوها تجلس ارضاََ تبكي و تنتحب بقوة !!
.
.
بالخارج وقف إلياس بجانب بدر الذي يستند على سيارته يتنفس بقوة من الانفعال و الغضب خرت دقائق و هم على هذا الحال في صمت قطعه بدر قائلاً بصدمة :
اخر حد كنت اتوقع انه ممكن يساعدني
إلياس بسخرية :
مش عشان جمال عيونك يعني ، انا عملت كده عشان حياة
تنهد بحزن متابعاََ :
مش عايز اكون ندل معاها للمرة التانية ، خذلتها مرة و عارف انها اتوجعت مش عايز اعيشها نفس الوجع مرتين هي تستاهل تعيش مبسوطة و عارف انها بتحبك و انت كمان بتحبها
ابتلع غصة مريرة بحلقة قائلاً :
حافظ عليها ، انا عارف انك مش زيي و انك كنت ارجل مني معاها و عملت معاها اللي انا مقدرتش اعمله لاني بغبائي نهيت كل حاجة من البداية
كان بدر يستمع له بشفقة و حزن ليردد إلياس متابعاََ حديثه بحزن و ألم :
حياة تستاهل الأحسن مني و انا عارف انك احسن مني يا بدر انت بجد تستاهلها ، انتوا الاتنين تستاهلوا بعض
2
كاد ان يغادر ليوقفه بدر قائلاً :
إلياس ، شكراََ
ابتسم إلياس قائلاً بمرح باهت :
قولتلك مش عشان جمال عيونك ، فمفيش داعي للشكر
قالها و غادر و خلفه سيارة بدر منطلقاََ ليرى حبيبته التي اشتاق لها
……..
– سامحتيه
كانت تلك الكلمة الوحيدة التي خرجت من بدر بعدما قصت له ما حدث
صمتت للحظات قبل ان تقول بحزن :
ابقى كدابة لن قولت اه في لسه جوايا جزء مش مسامح و مش قادر يتقبل كده في جزء جوايا بيقولي ازاي تعملي كده و تسامحي الراجل اللي عمل كده فيكم و دمركم جزء جوايا بيقولي انتي بتخوني باللي بتعمليه مامتك اللي كانت ضحية للراجل ده زيك انتي و اخواتك بالظبط و هي اول ضحية
ربت على يدها قائلاً برفق :
الصوت اللي جواكي و بيقولك كده ده الشيطان بلاش تسمعي ليه ، الشيطان عمره ما هيكون مبسوط لما يشوفك بتعملي حاجة صح
– يعني اللي بعمله صح
اخفضت وجهها قائلة بحزن :
بلاقي صعوبة في التعامل معاه بحس اني بتعامل مع راجل غريب عني مش ابويا
اومأ لها قائلاً بتفهم :
طبيعي بقالك قد ايه بعيدة عنه سنين مش ايام ، انتي بس محتاجة شوية وقت
صمتت للحظات و بدأت تبكي بصمت جذبها لاحضانه و هو حزين عليها يتفهم ذلك الصراع الذي يدور بداخلها الآن
بعد دقائق من البكاء شاكسها قائلاً :
كده تبلي القميص بتاعي بدموعك
ابتعدت عنه ثم مسحت دموعها قائلاً :
فدايا
نفى برأسه قائلاً بمكر :
لأ مش فداكي و انا حالا عايز تعويض
زفر بضيق قائلة بعبوس :
هجيبلك غيره
نفى برأسه قائلاً بمكر :
تؤ غيره ايه بس ، انا عايز تعويض تاني خالص
نظرت له قائلة :
عايز ايه
ضم شفيته ثم اخد يحركها بمعنى يريد تقبيلها لتشهق هي بخجل قائلة بغيظ :
يا سافل يا قليل الأدب
نظر لها بغيظ قائلاً بتوعد :
بعد الشتيمة دي هيبقوا اتنين
وقفت و كذلك فعل هو ثم رفعت اصبعها بوجهه قائلة بحدة تخفي بها خجلها :
بعينك و لو قربت هصوت و الم عليك البيت كله
قبل اصبعها لتسحب يدها على الفور ثم بدأت بالتراجع للخلف عندما بدأ هو يتقدم منها قائلاً بمشاكسة و مكر :
معنديش مانع والله و ساعتها أصلح غلطتي و نعجل بالجواز بقى عشان انا على اخري والله
صرخت عليه بصدمة و حدة :
بدر انت طلعت قليل الادب اوي مكنتش متخيلاك كده خالص
ضحك بقوة قائلاً :
مين اللي ضحك عليكي و قالك كده مفيش راجل مش قليل الأدب يا روحي
1
اصطدام جسدها بالجدار خلفها كادت ان تركض من امامها لكنه حاصرها بيديه قائلاً بابتسامه و هو يلاعب حاجبيه :
على فين يا شابة ده احنا هنروقوكي
3
زمت شفتيها قائلة بغيظ :
ابعدي يا ريا
2
اقترب بوجهه منها قائلاً بمرح :
بذمتك ريا كانت قمر كده
ضمت يدها لصدرها قائلة بغيظ :
اوووف مش هرد عليك
غمزها قائلاً بوقاحة صدمتها و هو ينظر لشفتيها :
مش هتلحقي ، اصلهم هيكونوا مشغولين
2
ضربته بصدره قائلة بحدة و خجل :
انت قليل الادب ، انا رجعت في كلامي مش عايزة اتجوزك خلاص
اقترب منها قائلاً بصرامة لكن طريقته مضحكة :
رحلة هي عشان ترجعي في كلامك و بعدين الكلام ده عند ماما يا حبيبتي انا قتيل الجوازة دي
1
زمت شفتيها بغيظ قائلة :
بدر ابعد بقى
نفى برأسه قائلاً :
ابدا لازم اخد حقي ، هاخد البوستين يعني هخدهم كمان عشان العطلة دي بقوا أربعة
كان يقترب منها لكنها دفعته بصدره للخلف ليبتعد قليلاََ قائلة بخجل و حدة :
بدر
ابتسم و اقترب مرة اخرى قائلاً بخفوت بجانب اذنها بصوته الرجولي :
انا نفسي اقرب و ادوق الشهد ، بس مش هيحصل غير و انتي مراتي و على اسمي
اخفضت وجهها خجلاََ ليداعب انفها بأصبعه قائلاً بمشاكسة :
حبيبي المكسوف ، انا كنت بهزر
كان وجهه قريب من وجهه و بنفس اللحظة قاطعهم صوت شخص يتنحنح بحدة ابتعد عنها على الفور في الحقيقة هي من دفعته بقوة :
احم احم
لم يكن سوى يوسف ليلتفت بدر لها قائلاً بقلق واهي :
ايه لسه عينك بتوجعك
تلعثمت من الخجل و الحرج قائلة :
هاا..اا..لأ خلاص
ليلتفت بدر ليوسف قائلاً بابتسامة واسعة :
عمي حبيبي اوقاتك دي ما شاء الله عليها ، احم حياة عنيها بتوجعها فا…اا…
جز يوسف على اسنانه قائلاً بحدة :
كنت بتحطلها قطرة يا حبيب عمك مش كده
1
تمتم بدر بضيق :
ملحقتش للأسف
1
وكزته حياة في ذراعه قائلة ليوسف بحرج :
احم ايه اللي نزل حضرتك من السرير
يوسف بحدة و هو ينظر لبدر :
زهقت و زي ما يكون ربنا بعتني في الوقت المناسب
ابتسم بدر قائلاً بمكر :
طب استأذن انا بقى الوقت اتأخر
يوسف بابتسامة صفراء :
انا بردو بقول كده
ليلتفت بدر لحياة قائلاً بمكر :
مش هتوصليني للباب اصلي نسيت الطريق
نظرت له بغيظ و كذلك يوسف فقادته للباب الذي يبعد عن الدرج بمسافة ليست قصيرة و بالمنتصف يوجد عمود كبير فتحت الباب له ليذهب و هي تنظر له بغيظ و فجأة قبلها من وجنتها قائلاً بمشاكسة :
تصبح على خير يا صغنن
……….
في صباح اليوم التالي
تعالى رنين جرس المنزل فتحت مهرة الباب لتتفاجأ بوجود سارة امامها لتردد بصدمة :
انتي !!!!
………
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضحايا الماضي)