رواية ضحايا الماضي الفصل الثالث 3 بقلم شهد الشورى
رواية ضحايا الماضي الجزء الثالث
رواية ضحايا الماضي البارت الثالث
رواية ضحايا الماضي الحلقة الثالثة
دهش الجميع مما قالت بينما ثريا و محسن تبادلوا النظرات بزعر و كلاهما يبتلع ريقه بخوف
ابتسمت حياة ساخرة قبل أن تقول بغموض و هي تنظر لمحسن و ثريا :
مش بيقولوا بردو الخال والد
أمير بسخرية :
لا و هو الصراحة و نعم الخال
يوسف بغضب و قسوة :
سارة مش بنت محسن او اي حد دي بنتي و انا اللي مربيها إياك حد منكم يجيب سيرتها على لسانه سواء بالخير او بالشر…..سامعين
نظرت له حياة ساخرة و بداخله حسرة و ألم :
تربيتك ليها باينة اوي يا يوسف باشا ده على كده بقى كل واحد فينا يحمد ربنا انه مش تربيتك اصل محدش فينا يحب سيرته تبقى على كل لسان
أوس بسخرية :
متخافش محدش هيجيب سيرتها مهياش حاجة مهمة اوي يعني عشان نتكلم فيها
كاد ان يبوخهم يوسف مرك أخرى لكن تدخل ريان بالحوار قائلاً بهدوء :
يلا خلونا نمشي بلاش كلام فاضي ملوش لازمة مع حد ما يستاهلش
غادر الخمسة نظر يوسف لأثرهم بغضب و غيظ كبير ثم التقط بيده تلك المزهرية يلقيها خلفهم من شدة الغيظ استمع الخمسة لصوت التكسير ليبتسموا بسعادة كلاً منهم متوجهًا لعمله
…………
كان يجلس خلف مكتبه يتابع عمله بتركيز شديد قطع تركيزه صوت طرقات على باب مكتبه يليها دخول ابنة خاله زينة….زينة قاسم الجارحي
ما ان رأته بهيئته تلك و هو يجلس خلف مكتبه بعدما تخلى عن رابطة عنقه و سترته و تبقى فقط بقميصه الذي طوى أكمامه لمنتصف ذراعه ظلت تناظره بهيام و حب قبل أن تقول :
ازيك يا آدم
آدم بجدية دون النظر لها :
كويس يا زينة……بعدين مش قولنا بلاش آدم بس كده من غير ألقاب لاحظي اني أكبر منك يبقى تناديني أبيه احسن
زينة بغيظ شديد :
مش أكبر مني و لا حاجة دول هما تسع سنين عمي مش حكاية يعني
آدم ببرود و لازال ينظر لذلك الملف الذي بيده :
ولو الفرق بينا مش قليل يستحسن تناديني بأبيه
جزت على أسنانها بغيظ من بروده في التعامل معها بل ما يقوله من الأساس يثير أعصابها أجابته بابتسامة صفراء :
اللي تشوفه يا أبيه
ابتسم بزاوية شفيته قائلاً :
شطورة يا قلب أبيه
جلست أمام مكتبه قائلة بلهفة :
بجد يعني أنا قلبك
تنحنح قبل أن يقول دون النظر لها مغيرًا مجرى الحديث و كأنه لم يستمع لها :
خير يا زينة كنتي جايه ليه
تملكها الشعور بالحزن و هي تراه يتجاهل الأجابة على سؤالها قائلة :
كنت جاية عشان اروح انا و حياة الجامعة سوى بس قولت اعدي اسلم عليك
كالعادة يجيبها ببرود أعتادت عليه منه :
سلامك وصل يلا عشان متتأخريش على محاضرتك انتي و حياة و سلمي على خالي
ركلت الأرض بقدمها كالاطفال ثم غادرت دون التفوه بأي كلمة تشعر بالغيظ و الغضب الشديد من جبل الجليد هذا ما ان خرجت من المكتب تمتمت بغيظ :
بارد اقسم بالله بارد ده لو حجر كان حس بيا و بحبي انا اللي استاهل اني حبيت جبل الجليد ده و قال عايزني اقوله ابيه قال اه هطق من الغيظ
بينما هو ما انا خرجت و اغلقت الباب ارجع جسده للخلف و قد أختفى ذلك القناع الذي يتلبسه كلما رأها يفهم ما تحاول أن توصله له و لكن هذا لا يمكن أن يحدث لن يسمح بذلك أبدًا !!!
……….
بمستشفى الجارحي
كان يجلس على الاريكة الجلدية الموجودة بمكتبه يرتاح قليلاً بعد تلك العملية الشاقة التي استمرت ساعات طويلة منذ الصباح لتمر نصف ساعة قبل أن تدخل السكرتيرة الخاصة به تخبره بوصول عدة متدربين متفوقين دراسيًا بترشيح من الجامعة لتتولى المستشفى تدريبهم حتى التخرج
اعتدل واقفًا لكي يستقبلهم بمكتبه ليدخل ثلاث شباب و ثلاث فتيات ليتفاجأ بها تقف بينهم و من سواها ندا جمال العمري ابنة عمه الصغرى القى السلام عليهم و تعرف على كلاً منهم متجاهلاً النظر لها و بعد أن اتفق معهم على المهام الذي سيقوموا بها ابتداء من الغد سمح لهم بالمغادرة او أخذ جولة بالمستشفى للتعرف على كل شيء بها غادر الجميع لتتبقى هي فقط معه سألها بجدية :
في حاجة يا انسه
ندا بتوتر و هي تخفض وجهها :
ريان….انت مش فاكرني
اجابها بجفاء و بجدية قائلاً :
ياريت الالقاب متتشلش بينا يا دكتورة زمايلك بيعملوا جولة في المستشفى دلوقتي تقدري تروحي وراهم عشان متتأخريش
ندا بحزن :
ريان انا ندا….بنت عمك
أعطاها ظهره ثم اغمض عيناه بحزن قائلاً :
ده مكان شغل مش للكلام في مواضيع عائلية يا دكتورة اتفضلي شوفي وراكي ايه و لتاني مرة بفكرك الالقاب متتشلش بينا
اومأت له بحزن قائلة بخفوت قبل أن تغادر :
حاضر يا دكتور ريان
َ……..
عاد الجميع من أعمالهم مساءًا و قد نفذت ثريا و محسن ما قالوا بغيظ و غضب بل و اقنعت يوسف بصعوبة كانت سارة تجلس تحرك قدمها بغضب و غيظ من الخمسة على ما أجبروا والدتها و خالها على تنفيذه يوسف بغضب :
اللي حصل ده مش هيعدي بالساهل و مش عشان خاطر واحدة خاينة مراتي تتبهدل و تقعد في اوض خدامين و……
أمير بغضب و حدة :
امي مش خاينة انتي اللي خونت يوم ما اتجوزت عليها عشان ترضي سعاد هانم و تنفذ الوصية و ما اهتمتش بيها انا عمري ما انسى يوم ما دخلنا عليك و انت كنت في حضن التانية انت اللي خاين يا يوسف باشا
قالها ثم صعد لأعلى و خلفه أخوته متجاهلين نداء سعاد عليهم
………
بعد منتصف الليل
بحذر و بدون أن يشعر أحد و بخطوات حذرة كانت تصعد الدرج حيث غرفته دخلت ثم أغلقت الباب بدون أصدار صوت تسطحت على فراشه الوثير الذي يحمل رائحته التقطت وسادته تحتضنها بحب تشتم منها أكبر قدر من رائحته التي تعشقها مثلما تعشق صاحبها دفنت وجهها بالوسادة ثم بدأت دموعها بالهطول على وجنتها بغزارة بقت هكذا لوقت غير معلوم بكت حتى غفت مكانها و قبل أن تغفو و يأخذها سلطان النوم تمتمت بصوت
خفيض ناعس :
أميري
………..
في صباح اليوم التالي كان أمير يدخل من باب الفيلا برفقة أوس لكي يأتوا ببعض الأغراض التي نسوها عند الأنتقال لقصر العمري كان الوقت باكر جدًا صعد أمير لغرفته مباشرة ما ان دخل للداخل و أغلق الباب تفاجأ بها تنام على فراشه تحتضن وسادته اقترب منها ببطئ جالسًا على طرف الفراش ينظر لتقاسيم وجهها بحزن و هو يرى أثر الدموع على وجنتيها….دموع يعلم سببها جيدًا
تظن ان الحب الذي تشعر به نحوه غير متبادل و ياليتها تعلم أنها له ليست حب إنما عشق دماء تسري بأوردته أنفاس أذا فارقته انقطعت عنه الحياة ليته يستطيع أن يبوح لها بكل ذلك الحب يتألم مثلها و أكثر لكن ما بوسعه أن يفعل ذلك الماضي سبب جرح غائر بداخله و بداخل أخوته ذلك الجرح يمنعه من الاعتراف لها بعشقه الكبير و نفس ذلك الجرح يمنع شقيقه الأكبر أن يبوح بذلك العشق الذي يراه بعيناه
تنهد بحزن قبل ان يقترب منها مقبلاً جبينها بحب و هي يتمتم بعشق :
بحبك يا أميرتي
قالها ثم ابتعد و أخذ ما جاء لأجله ثم غادر الغرفة بهدوء و بدون أصدار أي صوت حتى لا تستيقظ و يسبب حرج كبير لها و له
………..
بينما في الأسفل خرج أوس من المكتب بعدما أخذ بعض الملفات الهامة التي جاء لأجلها و خرج للخارج ينتظر شقيقه و هو يعبث بهاتفه الذي سقط من يده بصدمة بعدما وقعت عيناه على حورية…..حورية فاتنة هذا اقل ما يقال عنها فتاة جميلة تدور بجسدها على نغمات موسيقى هادئة و فستانها الزهري يدور حول جسدها بنعومة كذلك الحال مع خصلاتها النارية المموجة تغمض عنياها و على شفتيها ابتسامة رقيقة هادئة تمتلك وجه طفولي ابيض مستدير يزينه بعض الشامات ( النمش )
بقى هكذا يناظرها بهيام و مهما حاول أن يبعد عيناه عنها لا يستطيع لم يفيق من تلك الحالة سوى على صوت شقيقه و هو ينادي بأسمه :
أوس
التفت له لحظات ثم عاد ينظر لها مرة أخرى ليجدها أختفت تمامًا توسعت عيناه بصدمة مستحيل أن يكون كل ما حدث منذ قليل هو حلم !!!!!
ركض حيث كانت تقف يبحث عنها لكن لا أثر لوجودها اقترب أمير منه قائلاً بقلق :
أوس مالك فيه ايه
ابتلع أوس ريقه قائلاً بخفوت و لازالت عيناه
تبحث عنها يمينًا و يسارًا :
حورية !!!
قطب أمير جبينه بتعجب مما قال ليسأله :
انت بتدور على ايه و مين حورية دي !!!!
تنهد أوس قائلاً و لازالت الصدمة تؤثر عليه :
مفيش خلينا نمشي
اومأ له أمير بتعجب و غادر الأثنان الفيلا بينما على الناحية الأخرى بتلك الغرفة المتصلة بحديقة الفيلا كانت تلك الحورية كما لقبها تجلس على الفراش تردد بقلق :
مصيبة لو حد يكون شافني و انا برقص يعني حبكت يعني تطلعي في الوقت ده تلاقي حد من الحراس اللي بره شافوكي….انتي غلطتي
يا مهرة !!!!
……….
كان يدخل من باب القصر الداخلي و هو يحاوط خصر خطيبته بابتسامة و هو يهمس بأذنها بعدة كلمات تجعلها تبتسم بدلال بينما هي كانت تجلس ببهو القصر أمامها بعض الكتب التي تذاكر منها و ما ان وقعت عيناها عليهم التمعت عيناها بالدموع اقتربت منها سمر خطيبته قائلة بغرور :
هاي يا هنا ازيك
لم تجيب خشيت ان يكشف صوتها عن الحزن الكبير بداخلها و خصيصًا بتلك اللحظة لذا اكتفت بأن تومأ برأسها أما عن أدهم كعادته كلما رأها يظل يرمقها باستهزاء…اشمئزاز لا تعرف سببه ترى بعنياه كره كبير لها منذ سنوات
كل ما يفعله معها لا ترى اي سبب له لطالما كانت طوال حياتها لم تفعل أي شئ قد يضايقه او يجعله يكرهها هكذا
أجتمع الجميع حول مائدة الطعام و بقت سمر معهم لبضع ساعات كان الجميع يتابع أفعالها و غرورها بل و الأدهى ثيابها باستنكار و خاصة سليم الذي أكتفى بالصمت حتى تغادر و بعدها يتحدث مع حفيده أوصل أدهم سكر لمنزلها ثم توجه لغرفة المكتب الخاصة بجده لكن قبل أن يدخل اوقفه صوت هنا قائلة :
أدهم
التفت لها ببرود قائلاً بضيق :
خير
ابتلعت غصة مريرة بحلقها من حدته بالحديث ثم قالت بحزن :
ممكن اعرف انت بتتعامل معايا كده ليه مش طايقلي كلمة و علطول بتبصلي بطريقة مش كويسة…..انا ضايقتك في حاجة من غير ما اعرف
رمقها باستهزاء قائلاً :
انتي مين انتي اصلا عشان تضايقيني انتي اقل من أنك تشغلي تفكيري اصلا و بلاش وش البراءة ده و النبي عشان مش بياكل عيش معايا و بلاش جو المسكنة ده
هنا بدموع تغرق وجنتيها :
لو سمحت اتكلم بأسلوب كويس و من غير غلط انا كمان بعرف ارد و اغلط بس أنا محترمة
مسكها من ذراعها بقسوة قائلاً بغضب :
قصدك تقولي اني مش محترم
ابعدت يده عنها قائلة بحزن و هي تمسح دموعها بيدها :
تصرفاتك و كلامك هما الي بيقولوا كده….انا غلطانة اني جيت من الاول اسأل لو كنت ضايقتك في حاجة عشان اعتذر عنها بس طلعت متستاهلش عن اذنك
قالتها ثم غادرت من أمامه حيث غرفتها بينما هو كور يده بغل و هو ينظر لاثرها بغضب شديد مرددًا بسخرية :
قال محترمة قال
قالها ثم دخل لمكتب جده ليمر وقت قصير قبل أن يننفض واقفًا يردد بصدمة و غضب :
هنا مين اللي اتجوزها يا جدي !!!!!
……….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضحايا الماضي)