رواية ضحايا الماضي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم شهد الشورى
رواية ضحايا الماضي الجزء التاسع والعشرون
رواية ضحايا الماضي البارت التاسع والعشرون
رواية ضحايا الماضي الحلقة التاسعة والعشرون
في صباح اليوم التالي
تعالى رنين جرس المنزل فتحت مهرة الباب لتتفاجأ بوجود سارة امامها لتردد بصدمة :
انتي !!!!
جاء صوت زينة من خلفها قائلاً بتساؤل :
مين يا مهر…….
لكنها توقفت عن الحديث عندما وقعت عيناها على زينة لتسألها بغضب :
جاية هنا ليه و جاية بمصيبة ايه تاني
سارة بتوتر و حرج :
انا كنت جاية اشوف بابا يوسف و اطمن عليه لما عرفت انه تعبان ، روحت القصر قالولي اا…انه هنا
جاءت حياة من الخلف بتلك اللحظة قائلة بهدوء :
خليها تدخل
مهرة بغضب و استنكار :
حياة انتي بتقولي ايه !!!
سارة بحرج :
انا هطمن عليه و امشي علطول
على مضض ابتعدت مهرة عن الباب لتدخل سارة بحرج فقادتها حياة لأعلى حيث غرفة يوسف
دخلت حياة اولاََ قائلة بابتسامه :
صباح الخير
اعتدل يوسف قائلاً بابتسامه واسعة :
صباح الفل تعالي يا حبيبتي
ابتسمت قائلة :
في ضيفة عايزة تشوفك
– مين
دخلت سارة بتلك اللحظة قائلة بابتسامة :
انا يا بابا يوسف
يوسف بصدمة :
سارة !!!
اقتربت منه قائلة بحزن و هي ترى التعب الظاهر على وجهه :
روحت القصر عشان اشوفك عرفت انك تعبان و انك موجود هنا جيت عشان اطمن عليك
استأذنت حياة و غادرت لتربت سارة على قدم يوسف قائلة بحزن :
الف سلامه عليك يا بابا
ابتسم يوسف قائلاً بهدوء :
الله يسلمك
ثم تابع بتساؤل :
عاملة ايه في شغلك
ابتسمت نصف ابتسامة قائلة :
الحمد لله مرتاحة فيه
سألها بتعجب :
اومال مالك ، بتقوليها من غير نفس ليه حد بيضايقك هنا
نفت برأسها قائلة بصدق و كذب في نفس الوقت فهي حزينة لأجلها لكن حزنها عندما جاءت سيرة العمل ليست لهذا السبب :
لأ ابداََ انا بس متضايقة عشانك
ثم تابعت بابتسامة :
انبسطت عشانك اخيراََ سامحوك
يوسف بحزن :
مين قالك سامحوني ، هما بيتعاملوا معايا كويس اه بس من جواهم مش مسامحني ، بس ارجع و اقول كتر خيرهم بردو انهم قادرين يبصوا في وشي بعد اللي حصل لهم بسببي و احمد ربنا انا كنت فين معاهم و بقيت فين
ربتت سارة على يده بحزن و استمر الحديث بينهم لوقت قصير استأذنت منه لتغادر و ما ان نزلت أسفل وجدت حياة تجلس على الاريكة اقتربت منها قائلة بحرج :
اا…اا ينفع اتكلم معاكي شوية
تركت حياة الهاتف من يدها قائلة بهدوء :
خير
جلست سارة امامها قائلة بحزن :
انا عارفه اني اذيتك و اذيت اخواتك كتير و عملت حاجات صعب تسامحه فيها بس انا والله اتغيرت الحادثة اللي حصلتلي زمان غيرت فيا اوي و اتعلمت منها كتير و عرفت اني كنت غلطانة في حاجات كتير اوي ، انا اذيتك اكتر وا…….
قاطعتها حياة قائلة بهدوء :
يمكن تكوني فاكرة انك اذتيني ، بس الحقيقة انك استفدت اكتر ما اتضريت من اللي عملتيه
قطيت سارة جبينها بعدم فهم لتتابع حياة قائلة :
اللي عملتيه خلاني عرفت كل واحد على حقيقته ، عرفت انا عايزة ايه و مين يستاهل احبه و مين لأ
سارة بلهفة :
يعني مسمحاني
تنهد حياة قائلة بعد صمت دام للحظات :
انا عارفه انك اتغيرتي و عارفه ان اللي قدامي تختلف بكتير اوي عن سارة القديمة…..بس صعب اسامحك و انسى اللي عملتيه انتي و اهلك زمان
تنهدت حياة بعمق قائلة بنصف ابتسامة :
سيبيها للايام محدش عارف بكره فيه ايه ، يمكن اقدر اسامح
اومأت لها سارة بحزن ثم استأذنت منها و غادرت و ما ان خرجت من الباب صرخت مهرة على حياة قائلة بغضب :
ازاي تدخليها يا حياة نسيتي عملت ايه فينا
حياة بهدوء :
وطي صوتك و انتي بتتكلمي معايا يا مهرة ، انا منستش اللي عملته بس كمان مقدرش انسى انها اتغيرت كتير اوي عن زمان و بقت احسن ، دي ضيفة و جاية تزور مريض مقدرش امنعها
كورت مهرة يدها بغضب ثم صعدت لأعلى و هي غاضبة من حياة و من سارة التي لاتستطيع ان تنسى بيوم من الايام الفعل المشين التي فعلته بزوجها و هي !!!!
…….
في المساء بفيلا الادم
يجلس بدر برفقة الأربعة و معهم يوسف
ليتحدث بدر بلهفة :
ايه الشروط اللي هتقولوها مع اني مش مطمن ليها
ادم بجدية :
اول حاجة حياة مش هتعيش بره هتعيش هنا في مصر جنبنا و في مكان قريب من هنا
بدر بصدمة :
بس انا شغلي كله بره و حياتي كلها هناك
أوس بجدية :
انتي شغلك كله هناك و اديك قولت شغل يعني تقدر تشتغله من هنا بس احنا عندنا اخت واحدة مش هتتعوض و مش عايزينها تبعد عننا احنا ما صدقنا انها رجعت تقوم تاخدها انت تعيش معاك هناك و بعيد عننا
ريان بجدية :
مفيش سبب عشان تعيش هناك عيلتنا كلها هنا كفاية غربة بقى و خليك وسط اهلك يا بدر
تنهد بدر بحيرة ليتدخل يوسف قائلاً :
اللي بيقولوه عين العقل يا بني خليك وسط عيلتك هي كمان اكيد مش هتكون حابة تبعد عن اخواتها
بدر بهدوء :
طب فيه شروط تانية
أمير بنفي :
اختنا مش هتبعد عننا يا بدر و عايزينها تسكن جنبنا ده بس اللي عايزينه
اومأ برأسه قائلاً :
عايزة اتكلم مع حياة شوية ممكن
تبادل الجميع النظرات ثم وقفوا مغادرين لتمر لحظات و جاءت حياة و جلست امامه بصمت ليسألها بهدوء :
عندك فكرة عن اللي قالوه اخواتك من شوية
اجابته بحرج :
كنت واقفة ورا الباب و سمعتهم
سألها بهدوء :
طب ايه رأيك
فركت يدها بتوتر ليضحك بخفوت قائلاً :
متوترة كده ليه يا حياة
تنهد قائلة :
مش عايزاك تتضايق من رأيي ، انا معنديش مانع اكون معاك في اي مكان بس فكر فيها ليه الغربة عيلتنا كلها هنا ليه نبعد ما نكون مع بعض احسن
صمت للحظات ثم سألها بابتسامة :
انتي شايفة كده
سألتها هي الأخرى دون ان تجيب :
انت هتكون مبسوط
ابتسم قائلاً بصدق :
هتصدقي لو قولتلك مش فارقة معايا كل اللي يهمني اكون معاكي و جنبك
ابتسمت بخجل ليقترب جالساََ بجانبها قائلاً بمشاكسة :
اموت فيك يا مكسوف انت
ضحكت بخفوت و خجل قائلة :
اتلم
انحنى برأسه يود تقبيل وجنتها لكنه انتفض مكانه عندما جاء يوسف من خلفه قائلاً بحدة :
بتعمل ايه
بدر بابتسامه واسعة :
مش عارف يا عمي بنتك عنيها مالها ، عنيها لسه بتوجعها فبطمن عليها
كتمت حياة ضحكتها بصعوبة عندما قال يوسف بسخرية :
يا حنين
بدر بغرور واهي و ابتسامة واسعة :
طول عمري يا عمي والله
………
ما ان اخبر عائلته بطلب ادم و اخوانه كان رد
عاصم جده :
عنده حق يا بني ده اخته و مش عايزها تبعد عنه و اللي قالوه صح كفاية غربة انا عايز اعيش اللي باقي من عمري وسط اهلي و ناسي انت و ابوك سافروا خلصوا كل حاجة و انا و جين هنستنى هنا
ليقرر السفر بعد يومان و ها هي حياة تودعه بالمطار قبل ان يسافر برفقة والديه ثم يعود بعد ان ينتهي من أمور العمل حتى يأتي قبل موعد الزفاف الذي تحدد بعد شهران
حياة بأعين تلمع بالدموع و حزن :
هتوحشني اوي يا بدر
ابتسم بحزن مقبلاََ جبينها :
انتي كمان هتوحشيني يا روح بدر ، غضب عني اسيبك هخلص اللي ورايا بسرعة و هرجعلك علطول
اومأت له بصمت و حزن ليشاكسها حتى تضحك :
اضحك بقى يا صغنن ، خلينا اشوف الضحكة القمر ما اسافر
ضحك بخفوت ليترك يدها مجبراََ حتى يغادر و كذلك فعلت هي و ما ان اختفى من امام عيناها نزلت دموعها بصمت و اشتياق له من الآن لقد تعودت على وجوده بيومها الذي أصبح لا يمر بدون رؤيته كيف ستتحمل غيابه كل تلك المدة !!!
…….
كانت حياة تجلس على الاريكة بالأسفل صامتة حزينة تشعر بفراغ كبير برحيله افيقت من شرودها به على حركة بجانبها لتجد اخوانها الأربعة امير و ريان على يمينها و ادم و اوس على يسارها و الأربعة يناظروها بعتا لتسألهم :
مالكم !!
أوس بعتاب :
مش ملاحظة انك مطنشانه احنا الأربعة خالص من ساعة ما جيتي من السفر
سألته حياة :
ليه بتقول كده
امير بعتاب هو الأخر :
اسألي نفسك اخر مرة قعدتي معانا كان امتى علطول مع بدر و مبقتيش تتكلمي معانا بتتكلمي مع بدر بس ، ايه لقيتي بديل لينا خلاص
عاتبته هي الأخرى على اخر كلمة قالها قائلة :
مفيش و لا هيكون فيه بديل ابداََ ليكم
تنهدت ثم تابعت بحب :
انتوا مش بس اخواتي زمان اتحرمت من اب و ربنا عوضني بأربعة عشان يبقوا سند ليا و انتوا كنتوا فعلاََ كده سند و ضهر ، محدش ممكن ياخد مكانكم في قلبي
ثم تابعت بخجل و حرج :
انا اه بحب بدر بس بحبكم انتوا كمان و انتوا اكتر شوية احنا عيشنا عمر مع بعض ، عمر ما هيكون فيه بديل ليكم
ابتسم الأربعة من كلماتها التي اذابت حزنهم على الفور ليتعالى فجأة صوت امير العذب :
البيت و ناسه و الخمسة ستة اللي احنا منهم دول اللي لو نحتاج لهم يدونا عينهم ، احنا اللي غمسنا في طبق واحد زمان ستر و غطا على بعض حاسين بالأمان ، اه يا بني العتاب ده باب المحبة
احتضن الاربعة بعضهم بحب غافلين عن يوسف الذي يقف اعلى الدرج ينظر لابنائه بفخر و تمنى ان يكون جزء من تلك اللحظة الصافية التي يعيشوها لكنه يعلم ان وجوده سيعكرها !!!
………
مرت تلك الفترة اخيراََ و عاد بدر و افتتح شركة كبيرة بالقاهرة و اشترى فيلا كبيرة بالقرب من اخوانها و قصر الجارحي
………
ها هو اليوم المنتظر قد جاء بعد عناء ، يقسم انه ليس هناك سعادة تضاهي السعادة التي يشعر بها الآن بعد سنوات من الانتظار و المحاولة ليكسب قلبها استطاع اخيراََ ان يظفر به
للمرة التي لا يعرف عددها سرقت قلبه بجمالها الساحر كانت تشبه الأميرات بفستان الزفاف الذي صمم خصيصاََ لها بأمر منه
كان يضع يده بيد ادم الذي اختارته حياة ليكون وكيلها يردد خلف المأذون بلهفة :
وانا قبلت زواج موكلتك الانسة حياة يوسف العمري البكر الرشيد على كتاب الله و سنة رسوله و على مذهب الإمام ابي حنيفة النعمان و على الصداق المسمى بيننا
جذب المأذون المنديل من على يدهم قائلاً بابتسامة :
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير ، زواج مبارك بأذن الله
ابتسم بدر بتوسع و هو يغمزها بطرف عيناه سعادتها لم تقل عن سعادته على الفور ذهب لها مقبلاََ جبينها قائلاً بسعادة :
مبروك عليا انتي يا حياتي
ابتسمت بخجل عندما تعالى تصفيق الحاضرين ليمر وقت قصير و ها هي تقف بين يديه تتمايل معه على أنغام الموسيقى ليهمس هو بأذنها بمكر :
الفرح ده لازمك في حاجة
سألته بعدم فهم :
ليه
غمزها بوقاحة قائلاً :
ابداََ بقول مش كتبنا الكتاب خلينا نطلع الجناح بتاعنا بقى
وكزته بكتفه قائلة بشراسة :
لو مبطلتش قلة ادب يا بدر انت حر
غمزها مرة أخرى قائلاً بمشاكسة :
اموت فيك يا شرس انت
ضحكت بخفوت ليقبل وجنتها بحب قائلاً بمرح :
شوفي اخواتك كل واحد فيهم هاين عليه يجي يقتلني مكاني هيطقوا من الغيرة
ثم تابع بحب :
بس عارفة هما عندهم حق هو اللي يبقى عنده جوهرة زيك عمره يفرط فيها ده يبقى اهبل او مجنون
ضحكت حياة ثم اشارت لأدهم الذي جاء بميكرفون لها قطب بدر جبينه بعدم فهم و قبل ان يتسأل
تعالى صوتها العذب بالمكان تغني مقطوعة من اغنية وردة و هي تنظر لداخل عيناه تهديه تلك الكلمات التي لا يمكن ان تصف مقدار الحب الذي تشعر به نحوه :
قد اللي فات من عمري بحبك
قد اللي جاي من عمري بحبك
شوف قد ايه بحبك
ابتسم بدر بسعادة حتى ظهرت أسنانه البيضاء ثم بلحظة انحنى يحملها بين يديه و اخذ يدور بها صارخاََ بعلو صوته :
بحباااااك
ضحكت بسعادة و تعالى التصفيق بالمكان كان يوسف يجلس على مقعده يراقب بأعين تلمع بالدموع سعادة ابنته ثم نظر لابنائه واحداََ يلو الأخر برفقة زوجاتهم و ابنائهم بفخر و ندم لأنه اضاع سنوات من عمره بعيداََ عنهم ليت الزمان يعود
وقعت عيناه على قاسم فوقف مقترباََ منه قائلاً بحرج و خزى :
قاسم
نظر له قاسم و لم يجيب لم يقدر يوسف على النظر له فقط بقى يخفض وجهه ارضاََ قائلاً بندم :
سامحني يا صاحبي
قاسم بانفعال :
متجبش سيرة الصحوبية في كلامك ، انت خسرت قاسم صاحبك من سنين قبل ما تخسر اخو مراتك
ثم تابع بغضب :
انا سلمتك اختي و امنتك عليها و مصونتش الأمانة ، انا مش زي ولادك اللي لازم في يوم كانوا هيحنوا ليك عشان انت ابوهم في الأول و الأخر
دفع يوسف بكتفه ببعض القوة قائلاً بحدة :
انا ابقى اخو ليلى اللي ماتت بسببك و هي لسه في عز شبابها انا اخو اللي دمرت حياة ولاد اخته
تنهد متابعاََ حديثه بكره قبل ان يغادر :
اللي من جوايا ناحيتك يا يوسف كبير اوي اكبر من كره و البركة فيك ، لا يمكن في يوم من الايام افكر حتى اني اسامحك
ما ان غادر منع يوسف نفسه بصعوبة من البكاء لقد كان الخاسر الوحيد و الظالم الوحيد ، كم اراد ان يكون وكيل ابنته و يسلمها للرجل الذي اختارته لتكمل حياتها برفقته ، صحيح هو لم يطلب لكنها قالت رغبتها بأن يكون شقيقها الأكبر وكيلها كم تألم بتلك اللحظة و شعر بالقهر لكنه لا يلومها !!!
.
.
انتهى الزفاف الذي استمر لوقت طويل ليغادر الجميع واحداََ يلو الأخر بعد ان غادر العروسين
دخل بدر الجناح الخاص بهم في الفندق و هو يحملها بين يديه ثم اغلق الباب بقدمه قائلاً بمشاكسة و هو يرى تورد وجنتها من الخجل :
مكسوفة من ايه يا شابة ده احنا هنروقوكي
ضحكت بخفوت و خجل وضعها على الفراش ثم جلس بجانبها و هو يحاوط وجهها بيديه
قائلاً بحب و سعادة :
محدش مبسوط في الدنيا دي قدي انهاردة بالذات يا حياة مش مصدق انك بقيتي ليا على اسمي و قدرت اكسب حبك و قلبك
ابتسمت بسعادة قائلة و هو تضع يدها على يده التي على وجنتها :
انا كمان مبسوطة اوي يا بدر ، انت مكسبتش حبي زي ما بتقول انا اللي كسبت راجل زيك مفيش منه مش ببالغ والله في اللي بقوله بس انت بقيت ليا روح و نفس مقدرش اعيش من غيرك ، انا بحبك
اقترب منها مداعباََ انفها بأنفه قائلاً بعشق :
انا بقى مش بحبك ، انا بموت فيكي يا قلب بدر
ابتسمت بسعادة تبادل الاثنان النظرات بحب ليبدأ هو في الاقتراب منها ببطئ يريد الحصول على تلك القبلة التي حلم بها و ها هو قبل ان يلمسهما انتفضت هي واقفة قائلة بخجل و توتر :
اا…اانا….هغير هدومي و اتوضى عشان نصلي
اومأ لها متفهماََ خجلها الشديد لتردف هي بخجل :
طب اطلع بره عايزة اغير هدومي
غمزها قائلاً بمشاكسة :
طب ما تغيري هنا عادي ده انا زي جوزك ، بصي اعتبريني هوا شفاف و خدي راحتك
جزت على أسنانه قائلة بغيظ و هي تدفعه بيده لخارج الغرفة ثم نظرت له بضيق قائلة بغيظ قبل ان تغلق الباب بوجهه :
قليل الأدب
ضحك قائلاً بمرح و صوت عالى حتى تسمعه :
وافتخر
ضحكت حياة بخفوت و هي بالداخل ثم نزعت ثوبها بصعوبة و دخلت للمرحاض تجهزت و بخجل شديد التقطت بيدها ذلك القميص الذي لم تجد غيره بخزانتها كان قصير جداََ و شفاف لا يستر شيء
جزت على اسنانها بغيظ فالطبع تعلم من الفاعل زينة الوحيدة التي دخلت للجناح قبل بدأ الزفاف بوقت قصير بحجة انها نسيت هاتفها هناك لكنها ابدلت البيجامة الحريرة التي كانت قررت حياة لترتديها بذلك القميص
حقيبتها بالخارج و لا يوجد امامها خيار سوى ان ترتديه و بالطبع فعلت و ارتدت فوقه اسدال الصلاة
ثم فتحت الباب له لتجده يجلس على الاريكة المقابلة لباب الغرفة بعد ان قام بفرش سجادتين للصلاة و هو ينتظرها
جذبها لتقف خلفه و بدأ بالصلاة و هي كذلك مردداََ آيات القرآن الكريم التي تحث على المودة بين الزوجين و ما انتهوا من الصلاة وضع يده على رأسه قارئاََ الدعاء ثم قبل جبينها بحب ثم انحنى ليقبل وجنتها فاتتفضت واقفة قائلة بخجل :
انا جعانة
مر وقت ليس بقصير ابداََ يضع يده على وجنته يراقبها بغيظ و نفاذ صبر قائلاً بسخرية :
ها يا حبيبتي نفسك في حاجة تانية تعمليها صلاة و صلينا و اكل و اكلنا تحلية و حليتي و عصير و شربتي في حاجة تاني
وضعت الكوب الفارغ من يدها على الطاولة بتوتر قائلة و هي تنتفض واقفة :
المسلسل هيبدأ دلوقتي عايزة اتفرج عليه
2
وقف قائلاً بابتسامة ليست بمحلها :
يا روحي عايزة تشوفي المسلسل
اومأت له بتوتر ليبتسم هو مقترباََ منها ثم باغتها و انحنى و حملها على كتفه كشوال البطاطا لتصرخ عليه بخجل و غيظ :
بدر انت بتعمل ايه ، نزلني !!!
وضعها على الفراش و هو فوقها قائلاً بابتسامة ماكرة و وقاحة :
مش كنتي عايزة تشوفي المسلسل ، هخليكي تشوفي مسلسل احسن منه بكتير و متلخص كمان
فهمت مغزى حديثه الوقح فلكزته بكتفه بغيظ ليضحك قائلاً بمرح و مكر :
الحق عليا عايز افيدك
رمقته بغيظ قائلة :
متشكرة مستغ………
لم تكمل حديثها عندما شعرت بأصابع يده على شفتيها يتحسسها برفق ليرتعش جسدها ثم بلحظة كانت شفيتها اسيرة شفيته في قبله شغوفة قادتهم لليلة وصفها هو بداخله _خيال _ كان في قمة سعادته و هو يوشم جسدها باسمه و يجعلها امرأته الأولى و الأخيرة لتصبح زوجته شرعاََ و قانوناََ
.
.
مر وقت طويل و هو للآن لا يكتفي منها لقد اصبح حلمه حقيقة ها هي بين ذراعيه يعلمها فنون عشقه
بينما هي برغم رهبتها من هذه الليلة إلا انه قد محى شعور الخوف من داخلها بكلماته المطمئنة و رقته معها بالرغم من لهفته و رغبته الشديدة الواضحة
ضمت قدمها لصدرها و هي تعطيه ظهرها تضم الغطاء حول جسدها بخجل شديد و صمت يعم المكان إلا من صوت انفاسهم اللاهثة
ابتسم بتوسع يضمها من الخلف قائلاً بسعادة :
مبروك يا حياتي
من الخجل لم تستطيع ان تجيبه او تلتفت له من الأساس ليقبل كتفها قائلاً بمشاكسة :
مكسوف يا صغنن
دفنت وجهنا بالوسادة قائلة بخجل شديد :
بس بقى
ضحك بقوة و هو يجذبها من خصرها ليلتصق ظهرها بصدره اكثر قائلاً بعشق :
مبروك عليا انتي يا حياة
ابتسمت بسعادة و تخلت عن خجلها قليلاََ قائلة بخفوت و حب :
بحبك يا بدر
ابتسم بسعادة ثم اعتدل مرتدياََ بنطاله و جذب قميصه و طلب من ارتدائه و فعلت على مضض ثم اخذها للشرفة بعدما عبث بهاتفه للحظات و هو يضع يده على عيناها حتى لا ترى
حياة بفضول :
في ايه يا بدر
ابتسم قائلاً :
ششش….هشيل ايدي و اول ما اقولك فتحي تفتحي
اومأت له بخفوت لتمر لحظات تمسك بسور الشرفة ليصبح جسدها محاضراََ بين السور و جسدها هامساََ بأذنها بحب :
فتحي
لحظة و كانت يصدح بالمكان صوت ألعاب نارية مكونة جملة بالسماء ” بعشقك يا حياة بدر ” تزامناََ مع همسه بأذنها بنفس الجملة ادمعت عيناها من السعادة ثم التفتت له تحتضنه بقوة قائلة بحب صادق و سعادة :
انا بحبك اوي يا بدر
شدد من عناقها بحب سرعان ما التفتت تنظر للسماء مرة أخرى عندما تعالى صوت الألعاب النارية مرة أخرى لكن تلك المرة مكونة جملة ” بعشقك يا صغنن ” كالمرة السابقة ردد تلك الجملة بهمس بجانب اذنها لكن تلك المرة تختلف كانت يقولها بمشاكسة و مكر ثم باللحظة التالية حملها
بين يديه للداخل مغلقاََ الباب بقدمه !!!
………..
في صباح اليوم التالي بشركة العمري
كان يجلس على الاريكة بمكتبه يضع رأسه بين يديه حزين شارداََ بها نيران تشتعل بصدره كلما يفكر انها الآن بين احضان رجل اخر و هو خسرها للأبد كان شارد و لم يفيق من شروده سوى على صوت الباب يفتح و يغلق بقوة من الداخل بالمفتاح
وقف قائلاً بصدمة عندما وقعت عيناه على نسرين :
بتعملي ايه هنا !!!
اقتربت منه قائلة بأعين منتفخة حمراء من كثرة البكاء و هيئتها مزرية :
خسرته و انت السبب ، انت السبب
سألها بضيق و هو يشتم رائحة الكحول تفوح منها :
انتي سكرانة
اقتربت منه بخطوات غير متزنة قائلة بدموع :
انا غلط اني جتلك و طلبت منك تكون معايا ، بعد عني و كرهني بسببك ، انا بحبه عملت كده ليه حرام عليك
شعر بالشفقة نحوها ليقترب منها قائلاً برفق :
بدر مش بيحبك افهمي بقى و اللي انتي حساه ده
مش حب ، اللي يحب عمره ما يعمل كده ، لو فاكرة انك هتكوني سعيدة لما تجبريه عليكي تبقي غلطانة
صرخت عليه قائلة بدموع و حدة :
انت ادرى مني يعني ، بقولك بحبه ، انا بحب بدر
زفر بضيق قائلاً :
اتنيلت عرفت انك بتحبيه خلصنا ، هتعرفي تروحي بمنظرك ده و لا اروحك
رمقته بغضب و غل قائلة :
مش محتاجة مساعدة منك
زفر بضيق قائلاً بنفاذ صبر :
اللهم طولك يا روح
كان الغل و الغضب و الغيظ الذي تشعر به ناحيته كبير جدا اقتربت منه ثم بلحظة دعست بكعب حذائها فوق قدمه بكل قوتها ليصرخ متألماََ و هو يدفعها للخلف بعيداََ عنه قائلاً بغضب :
غوري من وشي
القت حقيبتها ارضاََ قائلة بغضب و توعد :
هغور بس مش قبل ما احرق دمك
رفع حاجبه قائلاً بغضب :
نعم !!!
باللحظة التالية ازاحت بيدها ما على المكتب بأكمله ثم دفعت المقعد بيدها بقوة و اخذت تكسر كل ما تطوله يدها ليردد هو بصدمة و هو يركض خلفها يحاول ايقافها :
يا بنت المجنونة بتعملي ايه !!!
تجمع كل من بالشركة على صوت التحطيم و الصراخ الذي يحدث بداخل المكتب بينما نسرين كانت تركض بالغرفة تحاول الهرب من إلياس وقفت على الاريكة فأمسك بيدها قائلاً بغضب :
ده انتي ليلة أهلك سودة
قبل ان يجذبها للأسفل قفزت فوقه تحاوط بيد عنقه من الخلف ثم بلحظة غرزت اسنانها بكتفه ليصرخ متألماََ لم يكن يتوقع ان تفعل ذلك !!!
ثم جذبت شعره بقوة و هو لا يستطيع ايقافها كانت تتمسك به بقوة بيصرخ قائلاً بغضب :
اتهدى بقى الله يهدك
لكنها ابداََ لم تتوقف بل ظلت تضربه بقبضة يدها بكتفه و تغرز اسنانها بكتفه لم يجد حل سوى ان يلف ذراعه للوراء و فعله بصعوبة متمسكاََ بخضلات شعرها بقوة بتصرخ متألمة و تسقط ارضاََ
توقع ان تهدأ لكن حدث العكس وقفت على الفور تحاول الوصول له مرة اخرى لكنها قيد يدها بقوة قائلة بغضب شديد :
اهمدي بقى
كانت تتحرك بشراسة تحاول تحرير يدها منه حتى اصطدمت قدمها ببطرف السجادة لتقع على الاريكة و هو معها كان صدرها يعلو و يهبط بانفعال لتصرخ عليها غاضبة :
اما عملتلك فضيحة ما ابقاش نسرين
ثم بعلو صوتها صرخت و هي تحاول تحرير يدها من بين يديه فكر ان…..في الحقيقة هو لم يفكر بل فعلها على الفور اطبق بشفتيه على خاصتها بقوة حتى تكف عن الصراخ توسعت عيناها بصدمة مر وقت قصير و ابتعد عنها ليجدها ساكنة عيناها متوسعة بصدمة سرعان ما افيقت من صدمتها و كانت يدها تهوى على صدغه بصفعة تردد صداها بالمكان قائلة بغضب و هي تمسح شفتيها بظهر يدها :
ايه اللي عملته ده يا حيوان
اعتدل واقفاََ و هو يجذبها من يدها قائلاً بغضب :
زودتيها اوي و بعدين متضايقة ليه ال يعني البت محترمة اوي و اول مرة
صرخت عليه بغضب و غل :
اخرس يا قليل الادب انا اشرف منك…..
قاطعها قائلاً بسخرية لاذعة :
اه فعلا شريفة بأمارة بدر و اللي كنت هتعمليه معاه
صرخت عليه بغضب و هي تضربه بقبضة يدها بصدره :
أخرس بقولك أخرس انا لا عمر حد لمسني و لما كنت هعمل كده مع بدر مكنتش هسمح ليه بردو يلمسني كن هوهمه بس لكن عمري ما كنت هسمح ليه
ضحك باستهزاء قائلاً :
الشرف و الاحترام ما بيتجزئش يا تبقى محترمة يا شريفة او العكس و انا بقى شايف العكس
لمعت عيناها بالدموع و بقت تناظره بغل و غضب
ثم غادرت و هي تصفع الباب خلفها بقوة لتتفاجأ بكم كبير من الناس امام مكتبه !!!!!
……..
امام منزل عمر كانت سارة تقف من بعيد تراقبه مثلما تفعل من مرة لأخرى كل مرة تود ان تذهب له تطلب غفرانه لكنها لا تقدر ، وقعت عيناها على زوجته و ابنته التي ما ان غفلت والدتها عنها للحظات حتى تفتح باب السيارة حتى مشت لمنتصف الطريق و تأتي سيارة مسرعة من بعيد بدون تردد ركضت نحوها تحملها بين يديها قبل ان تصدمها السيارة لكن قدمها تعركلت بأحد الأحجار الموجودة على جانب الطريق لتقع ارضاََ و الطفلة باحضانها و تصتدم رأسها بأحد الأحجار الضخمة و اخر ما استمعت له قبل ان تغيب عن الوعي صراخ زوجته و هو باسم ابنتهم !!!
…….
بعد وقت طويل
كانت تنام على الفراش بالمستشفى و جبينها يلتف حوله الشاش غائبة عن الوعي و بجانبها يجلس عمر يمسك يدها بين يديه يراقبها بخوف و هو يراها تفتح عيناها ببطئ ليسألها بلهفة :
انتي كويسة
فتحت عيناها و اغلقتها عدة مرات كانت الرؤية مشوشة لديها لتأن بألم قائلة :
انا فين
جاءها صوت انثوي رقيق :
انتي في المستشفى
فتحت عيناها اخيراََ لتقع عيناها على عمر الذي يجلس بجانبها يمسك يدها بقلق مرتسم على وجهه بينما على الجانب الأخر تقف زوجته التي رأت صورتها على احد مواقع التواصل الاجتماعي انتفضت جالسة سرعان ما صرخت بألم رأسها الملتف حوله الشاش لتوقفها مرة أخرى قائلة :
ارتاحي متتعبيش نفسك جرح بسيط في راسك و الدكتور طمنا عليكي
عمر بجدية و قلق فشل في اخفائه :
شكرا عشان لحقتي جومانا كان زمان العربية…..
قاطعته قائلة بحرج و ألم شديد برأسها :
ده واجبي
ثم التفتت تنظر حولها لتسألها الفتاة :
بتدوري على حاجة
سألتها بحرج :
الموبايل بتاعي و شنطتي
جاءت بهم الفتاة من على الاريكة قائلة بابتسامة :
اتفضلي
استأذنت منهم الفتاة و خرجت لتعتدل سارة واقفة بتعب واضح ليوقفها هو قائلاً بقلق :
خليكي مرتاحة انا هوصلك بس لما الدكتور يطمنا عليكي شوية كده
اجابته بهدوء بعد أن ابتلعت غصة مريرة بحلقها :
شكراََ انا همشي لوحدي ، مش مضطر تستحمل حد مش بتطيقه تقدر تمشي و تروح لمراتك و بنتك
قطب جبينه قائلاً بتعجب :
مراتي !!!!
اومأت له قائلة بتساؤل :
اه مستغرب ليه و انت بتقولها
سألها بهدوء :
عرفتي منين انها مراتي !!!
اجابته بحرج و حزن حاولت اخفائه :
من صوركم على النت يوم الفرح
اومأ لها قائلاً بهدوء :
بس دي مش مراتي !!!
توسعت عيناها بصدمة و قبل ان تتساءل اندفعت تلك الصغيرة التي لا تصل لركبتها ان وقفت بجانبها قائلة يصوت طفولي لذيذ :
بابي
بينما دخلت خلفها زوجته كمل تعتقد ليقول عمر لابنته بحنان :
قولي شكرا لطنط يا جومانا
ابتسمت الصغيرة قائلة بابتسامة بريئة و عدم فهم فسنها صغير لقد اتمت العامين منذ فترة قصيرة :
ثكرا
ابتسمت فها سارة بحنو لا تعرف كيف لكن تلك الطفلة دخلت لقلبها منذ ان وقعت عيناها عليها اول مرة برفقته هو و زوجته
ليبتسم عمر قائلاً بهدوء :
دي جومانا بنتي و حضرتها تبقى نهى بنت خالي و اخت مراتي التؤام الله يرحمها !!!!!
توسعت أعين سارة بصدمة لتقول نهى بابتسامة :
اتشرفت بيكي
ثم تابعت بتساؤل :
بس سؤال انتوا تعرفوا بعض قبل كده
اومأت لها سارة قائلة بحرج و لازالت مصدومة مما قاله للتو :
اه من سنين طويله الدكتور عمر كان بيدرسلي لما كنت في كلية طب بس حولت و درست في كلية تانية
ابتسمت لها نهى بهدوء قائلة :
تحبي نكلم حد من اهلك عشان يطمنوا عليكي
ابتلعت سارة غصة مريرة بحلقها قائلة بنفي :
لأ انا همشي ، عن اذنكم
عمر بجدية :
قولتلك استني هوصلك
اجابته بتصميم :
قولت شكراََ يا دكتور عمر انا كويسة و اقدر اروح لوحدي تقدر تمشي ، عن اذنكم
قالتها ثم غادرت ليلتفت عمر قائلاً لنهى :
خدي جومانا معاكي ع البيت و انا هعدي عليكي بالليل اخدها
قالها ثم غادر خلف سارة التي تمشي بتعب و هي تستند على الحائط تشعر بألم رهيب برأسها و كامل جسدها كأن شاحنة دهستها اقترب منها ثم جعلها تستند على يده قائلاً بصرامة :
اسندي عليا ، هوصلك لبيتك
نفت هي الأخرى بتصميم رافضة مساعدته :
قولت شكرا و كفاية بقى مناهدة لو سمحت انا مش قادرة اتكلم و لا اجادل
اجابها بصرامة :
يبقى تمشي من سكات و بلاش مناهدة كتير طالما تعبانة
زفر بضيق و مشت بجانبها لسيارته ثم اخبرته العنوان تفاجأ من مكان سكنها الذي لم يكن سوى حي بسيط هادئ ببناية سكنية ليست بفخامة الأماكن التي تعودت ان تسكن بها
فتح بها الباب و ساعدها على النزول حتى صعد معها امام باب المنزل لتوقفها قائلة :
شكرا ع التوصيلة بس اعذرني مش هقولك اتفضل لأني عايشة لوحدي
توسعت عيناه بصدمة اكبر من حديثها بالتأكيد تلك ليست سارة التي يعرفها دخلت و اغلقت الباب خلفها بعدما استأذنت منه و من التعب نامت على الاريكة و لم تنتظر ان تدخل لغرفتها بينما هو غادر بصدمة !!!!
………..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضحايا الماضي)