رواية صماء لا تعرف الغزل الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم وسام الأشقر
رواية صماء لا تعرف الغزل البارت الخامس والعشرون
رواية صماء لا تعرف الغزل الجزء الخامس والعشرون
رواية صماء لا تعرف الغزل الحلقة الخامسة والعشرون
ليسرع في حملها خارجًا بها من باب الشاليه يقول:
– أنا بقى هوريكي تتريقي عليا إزاي.
فيزول المرح ويحل مكانه الرعب لتصرخ به تقول:
لا يا يوسف.. أنت هتعمل ايه؟ بلاش المياه لا.
فيجيبها:
– دلوقتي بتترجيني؟ قولي انك جبانه وانا اسيبك.
غزل بخوف:
– انا جبانة.. انا جباااااانة.
وسف وهو مستمر بالسير على الرمال يقترب من المياه:
– قولي مش هسيبك يايوسف.. بحبك ومش هسيبك.
يعلو صرخاتها رعبًا:
– نزلني.. بقولك نزلني.
يوسف بتحدي:
– قولي الاول وأنا اسيبك.. بحبك ومش هسيبك.
غزل وقد تملك منها البكاء وقد بدأت تشعر بالمياه الباردة ملامسة الجزء الأسفل من جسدها فتزداد تشبث برقبته ويعلو صوت بكائها.. يوسف برجاء:
– قولي ياغزل.. قوليهالي، انك مش هتبعدي عني.. عشان بتحبيني.
فيشعر بجسدها ينتفض تحت ذراعيه وصوت اسنانه الذي يصدر من ارتعاش فكها حتي ظن انها لن تجبه لتقول بهمس مرتعش:
– انا معاك.
يتصلب جسده للحظات حتي يستوعب ما سمعه للتو ليتساءل بلهفه:
– قولتي ايه؟
لتجيبه مرة أخرى:
– انا معاك.. مش هسيبك.
في هذه اللحظة تحديًا من البحر ألقى بجنونه لترتفع موجة عالية تلطم ظهرها وتغمرهما بالمياه فيزيد من احتضانها لا يعلم كم مر من الوقت وهو معها داخل البحر يبثها شوقه الملتهب عن طريق قبلات متفرقة على وجهها وعنقها.. لا تعلم هل هذا شكرًا على إجابتها؟ أم أن كلماتها أشعلت نارًا كانت تظن أنها مخمده.
…….
بفراشها لا تعرف كيف وصلت إليه بعد موجة العشق المكتومة التي اندفعت في وجهها بعد أن أعلنت استسلامها له في وسط البحر.. لتجد نفسها بين أحضانه تذوب من لمساته لها لتستسلم له استسلام مخزي.. كان عقلها وقتها يحاول إفاقتها يقول لها هذا سجانك، إهربي.. قاومي.. إلا أنها اسكتته مؤقتًا لعلها تجد بر الأمان معه.
تنتبه لخروجه من الحمام فتحاول تغطية جسدها العاري جيدًا ليخرج عاري الصدر يتساقط من شعره وصدره قطرات المياه ويقترب من فراشها ويستلقي بجوارها ويقترب منها ويضع قبلة هادئة علي جبينها ويهمس لها:
– نقول صباحية مباركة يافراولتي؟
لتخجل منه وتقول:
– بس يا يوسف الله يخليك.
يوسف بهيام:
– غزل.. أنا مبسوط أوي إنك سامحتيني.
غزل:
– المهم إنك ما تعملش اللي عملته تاني.
يوسف:
– أوعدك يا عمري مش هزعلك تاني.
غزل:
– طيب ممكن تخرج عشان عايزة اقوم.
يوسف بمكر:
– قومي ياقلبي.. تحبي أساعدك؟
غزل:
– يوسف!
يوسف:
– طيب بقولك ايه؟ متيجي بدل ما تقومي.. أجيلك انا.
غزل بدون فهم:
– يعني إيه؟
يوسف:
– يعني بحبك.. ولسه ما شبعتش منك.
لتضحك غزل وتقول:
– لا يا يوسف كفاية.
يوسف:
– كفاية إيه؟ ده شهر العسل لسه بيبدأ.. وفِي عقود واتفاقيات لازم تترجم كلمة كلمة.
غزل بهيام:
– انت بخيل أوي.
يوسف بلوم مصطنع:
– انا؟ ده انا كريم كرم السنين.
غزل بضحكات عالية:
-انت بخيل مووت يا حياتي.. عايز تكروت شغل يا أفندي.. وتترجم كلمة.. كلمة.
يوسف يقترب منها بمكر:
– عايزاني اترجملك إزاي؟
غزل:
– حرف.. حرف.. انا بحب الشغل ياخد وقته.
ليصدم يوسف من جرأتها الجديدة عليه ويبتسم:
– ده أنا إسمي مكتوب في سجل المكافحين.. لا.. لا أنتِ كده ماتعرفنيش ولازم أعرفك شغلي بيبقى ازاي.. بس انتي ماتزهقيش ولا تملي.
غزل:
– مش هزهق.. بس أنت تبطل كلام شكلك رغاي ومش بتاع شغل.
يوسف:
– طيب تعالي بقى أنتِ اللي جبتيه لنفسك.
لتستلم مرة اخرى لموجة مشاعرها التي هزتها بقوة.
……………
في مطعم مشهور
يجلس كلا من محمد المبهور بالمكان الذي لم يكف عن التطلع في أركانه وأرضيته والزبائن التي تظهر عليهم أنهم أصحاب الطبقات العليا وشادي على طاولة صغيرة ليهتف له بحنق:
– يا اخي بطل شغل العيال ده.. انا جايب ابن اختي معايا.
محمد:
– بس متقولش عيل.
– واد ياشادي هما الناس النضيفة دي معانا في نفس الكوكب ولا جايين بمكوك فضائي وراجعين تاني.
شادي بغضب:
– قوم يامحمد.. قوم بالله عليك.. قال أنا جايلك اشكيلك همي! قوم.
يرفع محمد يده باستسلام:
– خلاص.. خلاص بهرج ياجدع، إيه مش بتهرج يا رمضان؟ عمومًا قول انا سامعك مالك..
شادي:
– بصراحة انا بحب..
ليضع محمد إصبع السبابة في أذنه ويحركها:
– لا قول تاني كده.. اللي قولته.
شادي بإصرار أكبر:
– أنا بحب.. وقبل ما تسألني مين؟ أنا بحب سمية.
تظهر الصدمة جلية علي وجه محمد ويقول:
– احم.. طيب فين المشكلة؟
شادي بتنهد:
– المشكلة اني مش عاجبها.. رفضتني للاسف.
محمد:
– ماتزعلش ياشادي.. أنت عارف كل حاجة بالخناق إلا الجواز.. ويمكن قلوبكم ما تلاقتش.. طيب ما سألتهاش السبب.
شادي بسخرية:
– لا طبعًا قالت.. قالت إن كل البنات تتمناني.. بس هي مش مستعده للجواز.
محمد:
– والله مش عارف اقولك ايه.. انا ممكن اتكلم معاها واشو…
شادي:
– لا.. مش شادي اللي يجري ورا حد.. ربنا يوفقها في حياتها.
محمد:
– والله ياشادي.. كنت حكتلك إن ظروفها صعبة يمكن بسبب ظروفها.. حاول تستني شوية وجدد طلبك ليها يمكن توافق.
ليضحك شادي بشدة:
– تصدق انا مغفل.. بقى أنا اللي كنت بدوب الستات بأشكالهم وألوانهم اجي اتنيل احب وإيه؟ واحدة مش عايزاني! شكله كدة انتقام ربنا مني بسبب ماشي العوج.
محمد بتأثر:
– ربنا غفور رحيم.. ادعيله.
شادي:
– يارب!
……
يجلس بسيارته مرتديًا نظارته الشمسية ويطرق برتابة على المقود بأصابع كفه على أنغام الموسيقى الأجنبية الكلاسيكي التي تتماشي مع ذوقه منتظرًا خروجها.. لقد مر اكثر من ربع الساعة على اتصاله بها يعلمها انه بانتظارها.. ليشعر بارتباكها وأخباره انها لمحاضرة اوشكت على الانتهاء ..وها هو ينتظر خروجها.. اراد الالتقاء بها اليوم.. لقد شعر بإهماله لها الفترة السابقة، فأراد تعويضها جزءًا من حقها عليه.. ولكنه لا ينكر أن هناك غرض خفي اخر من حضوره.. لقد ألمه الشك في بعض الأمور واراد ان يريح نفسه منها.. فيلاحظ خروجها تتلفت يمينا ويسارا حتي وجدته.
لتجلس بحواره بابتسامه مشرقه تقول:
– اتأخرت عليك؟
يامن:
– لا أبدًا.. انت عامله إيه؟
تقى بسعادة:
– الحمدلله مع إني زعلانة.
يامن:
– ليه بس؟
تقي:
– عشان حضرتك مطنشني وشكلك كده زهقت مني.
يامن:
– طيب واللي يصالحك؟
تقى:
– مش هصالحك.
يامن :
– خلاص.. انتِ اللي خسرانه، كنت مرتبلك يوم ايه.. حكاية!
تقي بسعادة:
– بجد يا يامن؟
يامن:
– ها هتدفعي كام بقى!
تقي:
– اللي تطلبه.
يامن:
– طيب انت مش هتتصلي بمحمد تستأذنيه؟
تقي بتوتر:
– ها… اه.. لا أصل محمد لو قولتله مش هيوافق.
يامن باستغراب من ردها كان يتوقع انها هي من ستبادر بالاتصال من نفسها ليقول:
– بس مايصحش انك تروحي مكان من غير إذنه.
ليسألها:
– هو انتي بتخرجي من غير ماتقوليله؟
تقى:
– لا.. ايه.. لاطبعًا.
يامن:
– طيب تمام اتصلي بيه.. ولا تحبي أبلغه أنا إنك معايا؟
تقى:
– لا انا هكلمه.. بس احنا رايحين فين؟
يامن:
– مش قولتلك مرتبلك يوم حكاية.. صحيح بتحبي البحر؟
تقة بسعادة:
– اه طبعًا ده أنا بعشقه.
يامن يغمز لها بعينيه:
– تمام أوي.
……..
وقف على باب المطبخ يراقبها بصمت يشعر بتجددها وسعادتها ويمرر نظره علي قوامها المتناسق النحيف ليلحظ ملابسها الجريئة من سروال قصير من الجينز وقميص قطني بحمالتين قصير ليدرج فجأه انه رأها من قبل بهذه الملابس بنفس الوقفة فتعود ذاكرته ليوم مر عليه كثير من الوقت.. يوم غير مشاعره ومشاعرها.. يوم أن حاول الحصول عليها وهو تحت تأثير الكحول.. ليقطع فكرة صوتها وهي على نفس وقفتها.. هتفضل واقف عندك كتير؟
يقترب منها ببطء وتعلو ابتسامه مكر علي وجهه ويقول:
– عرفتي منين إني واقف؟
ثم يطبع قبلة ساخنة على عنقها ويضم ظهرها لصدره.
غزل بدلال:
– بطريقتي الخاصة!
وهو مستمر في تقبيل عنقها وكتفها:
– وايه هي بقى؟ أحب اعرف.. عشان اخد بالي المرة الجاية.
لتلتفت له وتضع كفيها على صدره وذراعيه ملتف حولها وتقول:
– برفانك دايمًا يسبقك في المكان قبل وصولك.
يمرر أصابعه على وجنتها:
– تعرفي أنا حاسس بايه دلوقتي؟ حاسس إن الدنيا اخيرًا رضيت عني.. حاسس اني ملكت الدنيا يوم ما ملكتك.. يوم مابقيتي ليا أنا وبس.
غزل بتذمر طفولي تدفعه من صدره:
– انا مش ملك حد.. وابعد بقى.. انا مش بحبك تتكلم كأني شيء مادي اشتريته.
يوسف:
– آه.. كده ضربتني؟ هونت عليكي توجعيني.
عزل:
– يوسف بعدين معاك.
يوسف:
– خلاص ماتزعليش انت مش ملكي.. انتي حقي اللي أخذته من الدنيا حلو كده؟!
فيقترب منها ببطئ ليلثم جانب شفاها بقبلة طويلة.. ليرفع وجهه عنها وهو مثبت عينيه بعينيها ويقول بهمس:
– كنتي بتعملي ايه من شويه؟
تنظر اعلي رخامة المطبخ المستنده عليها وتقول:
– كنت بشرب شكولاته سخنة وقولت ادوق الحاجات اللي عملناها وما اكلناهاش.
يوسف:
– خيانة! بتشربي وتاكلي من غيري؟ وكمان بتاكلي المخبوزات اللي تعبت انا يوسف الشافعي في عمايلها.. دي مش تتاكل ..دي نحطها في متحف دولي.
ليمد يده خلفها ويلتقط قطعة من صحنها وتشاهده يلتهمها علي قطمتين وتراقب ردود افعاله اثناء مدغه فتلاحظ إغماض عينيه وهو يمدغها كأنه يقبلها.. لترتفع حاجبيها باندهاش عندما صدرت منه أصوات الاستمتاع بها.. هل جن أم ماذا؟ فتصطدم عينيه بأعينها المذهوله ليقول:
– مالك.. بتبصيلي كده ليه؟
غزل باستيعاب:
– ها.. لا.. لا مافيش.. أصلك بتاكل بطريقة غريبة أوي أول مرة اشوفك كده.
يوسف وهو يبتلع باقي الطعام :
– غريبة؟ غريبة إزاي ..عمرك ماشوفتي واحد بياكل حاجة باستمتاع.. وخصوصًا اللي بالزعتر …جميلة جميلة يعني.
غزل:
– على فكره اللي انت كلتها مش بزعتر.. انا مالقتش زعتر في الشاليه.
لتنتبه لحديثه وتكمل:
– هو انت عرفت منين اني بعملها بزعتر.. وانا ما افتكرش عملتها في الفيلا عند بابا.
يوسف:
– تؤ.. دي اسرار عسكرية ماينفعش تعرفيها.
غزل:
– لا وحياتي يا يوسف قول.
يوسف:
– تدفعي كام وانا اقولك؟
غزل :
– اللي انت عاوزه.
يوسف وهو يشير بإصبعه لفمه:
– تبوسيني.. وبشرط البوسه تدخل مزاجي ولو ماعجبتنيش هنعيدها تاني إيه رايك؟
غزل بجرأة جديدة عليها لم تهمل نفسها للتفكير اقتربت منه ووضعت قدميها فوق قدميه لترتفع وتحيط بعنقه وتهديه قبلة جريئة لم يعتدها منها فيضمها بقوة حتى كاد ان يتلاحما.. فيبتعد عنها بصعوبة
ليقول بصوت مهزوز مضطرب:
– تعالي نكمل كلامنا فوق.
فتصدح منها ضحكه إذابته وتقول:
– ده مكنش اتفاقنا.. قول بقى عرفت منين؟
ليقطع حديثهما صوت هاتفه ليزفر بقوه وينظر للهاتف فيجده محمد ليقول:
– انا مش هرد.
غزل:
– مين علي التليفون؟
يوسف:
– ده محمد ..مش عارف دي رابع مرة يتصل النهاردة.. اتصل تلت مرات وانا نايم.
غزل بقلق:
– لا رد لايكون في حاجة مهمة..
يجيب:
– الو.. أيوه يامحمد …احنا الحمد لله تمام.. ايوه جنبي.
لينظر يوسف لغزل المتوتره ويكمل.
– حاضر ..حاضر يامحمد.. سلام.
يوسف وهو يهرب من عينيها:
– احم.. آه كنّا بنقول ايه؟
غزل:
– هو محمد كان عايز حاجه؟ هو كويس؟
يوسف:
– اه… اه كويس هيكون في ايه يعني؟
غزل تتشبث بذراعيه:
– معرفش حاسة انك مخبي حاجة عليا.. هما كويسين وخالتو صفا كويسة؟
فيبتلع يوسف ريقه بصعوبة ويحيد بنظره عنها عند ذكر صفا:
– هي.. هي الحاجه صفا تعبانه شوية.. فمضطرين ننزل دلوقت.
لتشهق غزل وترفع كفها على فمها:
– مالها خالتو.. قولي يا يوسف ماتخبيش عليا.. انا قلبي حاسس انك مخبي حاجه.
فيقترب منها ويضمها بقوه ويقول:
– إن شاء الله خير.. مافيش حاجة.
………
– مبسوطة؟
قالها يامن الواقف بجوارها وبيديه كأسا من العصير.
تقي:
– الا مبسوطة.. انا هطير من الفرحة.. متشكره أوي يا يامن.. انا عمري ما ركبت يخت وعمري ما كنت اتخيل ان اركبه مع حد بحبه.
يامن:
– اهم حاجة تكون المفاجأة عجبتك.
تقى بسعادة:
– عجبتني بس أنا مش مصدقه نفسي.. ربنا يخليك ليا يا يامن.
يامن:
– لا ده أنا كده اتغر.
تقى:
– لا مش أوي كده.
يامن:
– تعرفي ياتقى اني لحد دلوقتي معرفش عنك حاجه.. يعني بتحبي ايه بتكرهي ايه..
تقى:
– وده بقى غلط مين غلطي ولا غلط حضرتك؟
يامن:
– ما انا بسأل اهو…
تقى:
– طيب اسأل وانا أجاوبك.
يامن:
– طيب إيه رأيك؟ نلعب لعبة لو واحد خسر التاني يسأله؟
تقى:
– الله هنلعب.. قول ازاي؟
يامن:
– عارفه لعبة سبت احد اللي كل وتحدي ضرب على كف التاني كنت بلعبها انا ويوسف واحنا صغيرين.
لترتبك تقى من ذكر اسم يوسف ويلاحظ ذلك بوضوح ليتدارك الامر ويكمل:
– بس انا بقى كنت بكسبه وأقوم اضربه على قفاه.
تقى بضحك:
– لا أكيد بتكدب.
يامن:
– لا والله.. طيب تحبي تجربي؟
تقى:
– لا لا شكرًا.. مش مستغنيه عن نفسي.
يامن:
– طيب يلا نبدأ.
مد يده ليمسك بكفها ويريحه فوق كفه ليشعر بارتعاشها من لمسته ليقول مداعباً إياها:
– كف ايدك صغير.. انا حاسس ان ماسك أيد بنتي مش مراتي.
تهزها الكلمه بقوة لتتلذذ بها.. زوجته! هل بالفعل ستلقب قريبًا بهذا اللقب؟
يامن:
– سرحتي في ايه؟
تقي:
– لا انا معاك.
يامن:
– طيب يلا نبدا لان لسه مجهزلك مفاجأة تانية.
استمر يامن بضرب تقى بخفه حتي لا يؤلمها لتفشل هي ويقوم بضرب كفها عند الوصول الجمعة.
تقى:
– لا لا انت بتغش يا يامن مش لاعبة.
يامن:
– بطلي شغل عيال واستعدي للسؤال.. جبتي كام في الثانوية العامه؟
تقي:
– كنت فاشلة شويه جبت ٨٤٪ ودخلت كليه تجارة.. كليه الجماهير.. يلا الدور عليا.
واستمر اللعب حتي جاء دور تقي:
– حبيت قبل كده؟
يامن:
– احم ليه الأسئلة دي؟
تقى:
– جاوب وفورًا.
يامن:
– هو مش حب بمعني الحب.. ممكن تقولي عليه اندفاع.. تهور.. مراهقه يعني.
تقي بغيرة جديدة عليها:
– وحصل ايه؟
يامن:
– مافيش اكتشفت انها مش كفء وماتستاهلش انها تشيل اسمي.. فقولت لنفسي يوم ما احب أكون أسره لازم اختار كويس اللي تشيل اسمي.. ليقشعر جسدها لثاني مرة من وقع الكلمات الجديدة عليها.. فهي ستصبح زوجته وتحمل اسمه.
يامن:
– انا كده جوبت على كذا سؤال الدور عليكي بقي.. عرفتي ملك ازاي؟
تقي بضحك:
– ماتفكرنيش.. عارف المثل اللي بيقول ما محبة الا مابعد عداوة؟ اهو احنا بقى.. ملك اختك دي محدش يقدر يجي جنبها او يكلمها بيقولوا عليها رفعة مناخيرها.. في يوم ماشيه بكباية الشاي راحت خبطه فيا الكوبايه بهدلت هدومي.. وهي راحت بصالي بتكبر وراحت مشيت.. انا الحقيقه اتخانقت منها.. بعدها بأسبوع كان عندنا سيكشن والدكتور اختارني من ضمن المجموعة إني أجمع الأبحاث اللي طلبها واللي يتأخر عن معاد الاستيلام ما استلمش منه.. أختك بقى ما سلمتش البحث لانها نسيته في الفيلا، عرفت اني انا اللي بجمع الأبحاث طبعًا قعدت تتحايل وتترجاني إني انتظرها تروح تجيب البحث وترجع ودي كانت فرصتي بقى انت عارف البنات.. بس عفوت عنها في الاخر واستنيتها ومن ساعتها احنا اصحاب.. رغاية انا صح؟
يامن بابتسامه:
– لا ابدا.. انا مستمتع بكلامك.. طيب دي ملك.. يوسف عرفتيه ازاي؟
ليدقق يامن النظر في ملامحها حتي يستطيع ان يستنتج أي انفعال يظهر على وجههاليلاحظ توترها الذي يظهر للاعمي جليًا على وجهها كلما نطق باسم أخيه:
– ايه السؤال صعب للدرجة دي؟
تقي:
– لا.. ابدا بس مافهمتش السؤال.
يامن وهو يضيق عينيه:
– عادي.. بسألك عرفتي يوسف ازاي؟ من ملك ..ولا عن طريق غزل!
لتبتلع ريقها بصعوبة وتندفع في الاجابة دون تفكير:
– انا ماعرفش يوسف غير لما غزل عرفت أهلها.
لتضيق عينيه اكثر من إجابتها ويظل الصمت حليفهما بعد إجابتها التي أكدت له انها تخفي عنه شيء بخصوص أخيه.. هل من الممكن أن تكون علي علاقه سابقة بأخيه؟ لذلك لاحظ ضيقها المستمر عند ذكر اسمه.. مع توترها المستمر في وجوده وعند ذكر اسمه، وما زاد من شكوكه منظرهما المشكوك فيه بالمستشفي وكلام يوسف الموجه لها الذي سمع بعضه.
تقى بقلق:
– انت سكت ليه؟ في حاجه؟
يامن بابتسامه معتدلة:
– لا ابدًا سرحت شوية.. تحبي تشربي ايه؟
تقي:
– مش لازم انا مش عاوزة.
يامن:
– لا لازم تشربي حاجة عشان اديكي طاقة.. قبل المفاجأة اللي جايه.
بعد الانتهاء من تناول شرب العصائر الباردة لتنعشهم.
تقف تقي شاردة في منظر البحر الأزرق ويمتد أمامها خط رفيع اصفر يدل على وجود الشاطئ.. ليبين لها مدى ابتعاد قاربه عن الشاطئ.. فتشعر بخطواته من خلفها تقترب لتلتف ويفرغ فاهها من الدهشة.. من هيأته الجديدة عليها.
فتخفض نظرها بتوتر من شده الخجل بسبب ظهوره أمامها لأول مره بقميص شاطئي مفتوح يظهر من خلفه عضلات صدره بجرأة يعلو ذلك سروال قصير بما يسمي ملابس السباحة تظهر عضلات فخذيه بقوة.
يامن:
– مستعده للمفاجأة التانية؟
لتهز رأسها دون اخراج صوت.
يامن:
– الاول بتعرفي تعومي ولا زي اختك غزل خيبه؟ بتغرق في حوض السمك.
تقى:
– لا بعرف أعوم بتسأل ليه؟
– انزلي جوة اول اوضة على ايدك اليمين وانت تعرفي.
فتتردد تقى بضع لحظات لا تعلم لما ينتابها الشعور بالقلق من نظراته وخصوصًا بعد ذكر اسم يوسف اليوم.. فتتجه تحت أنظاره لأسفل وتذهب حيث حدد لها مسبقا.. وتفتح الباب الخشبي فتصدم لوجود سرير مفروش بغطاء وشراشف سوداء تنم عن ذوق ذكوري وباب حمام جانبي بنفس الغرفة وبحوار الفراش نوافذ صغيره تظهر منها جمال البحر وتمرر نظرها بالغرفه وتبحث عن ما يقصده.. فتقع أعينها على ملابس سباحة حريمي من قطعة واحدة باللون الاسود متداخل به اللون الأصفر من الخصر كشعاع شمس يتسع عند الصدر ذات فتحه خلفية تظهر الكثير وتتعجب من وجود هذه القطعة علي الفراش.. هل هذا ما يقصده يامن؟ لا.. من المؤكد انه يقصد شيئا اخر.. ولكنه سألها عن امكانياتها للسباحة.. وقد ابدل هو ملابسه.. من المؤكد انه ينوي السباحة، ولكنها لا تعلم لما أرسلها إلى هنا.
لتسمع صوته خلف الباب:
– ها عجبك المايوه؟ لتشهق وترفع لباس البحر أمام ناظرها برعب.. أكان يقصدها بهذا اللباس؟ سيعتقد أنها سترتديه أمامه؟ مجنون هو ام ماذا؟
– تقى.. انت سامعاني؟
تقى بتوتر:
– اه.. اه سمعاك.
لتقترب من باب الحجرة وتفتحه وتقول:
– انت تقصد ايه باللبس ده؟
يامن:
– ده؟! مش معقول هكون جايبه ليكي عشان تحضري بيه فرح.. اكيد عشان تنزلي بيه البحر.
تقى:
– انا استحاله انزل البحر بالشكل ده.
ليقول بسخرية:
– لما انت كنتي بتنزلي البحر.. كنتي بتنزلي بايه؟
شعرت تقي بالحرج من أسلوبه شعرت قي نبرته بالتهكم فمن الواضح ان الفروق الطبقية بينهم ستكون عائق في حياتهم معا.
يامن بابتسامه:
– بس بس كل ده تفكير ..هو سؤالي مربك للدرجه دي؟
ليقترب منها خطوة ويهمس لها:
– انا كنت بهرج على فكرة.. انا عارف انك اكيد مش بتلبسي مايوه قدام الناس.
لتعقد حاجبيها متساءله عن مقصده.. ليكمل هو:
– انا اشتريته لانه عجبني وتخيلتك بيه..فممكن ترحمي تخيلاتي وتلبسيه.. هتجنن واشوفه عليكي.
تتسع أعينها من صدمتها وتحملق فيه تسأل نفسها.. هل هذا هو يامن خطيبها؟ ام شخص غيره مجنون ومتهور.
فتشعر باقترابه خطوتان وتلفح انفاسه وجهها المصدوم ويقشعر جسدها وتنتفض انتفاضة داخلية اثر تمرير ظهر إصبعه علي وجنتها.
يقول:
– هتعرفي تلبسيه لوحدك؟ ولا اجي أساعدك؟
تنتفض مبتعدة عن مرمي يديه من كلماته الجريئة وتفيق علي صوت ضحكته العالي يقول:
– مش ممكن ياتقى.. الواحد مش عارف يهرج معاكي ابدًا.. انا خارج وقدامك خمس دقايق بالضبط.. الدقيقة السادسة هتلاقيني داخل.. أساعدك.
و ينصرف تحت نظراتها.
……..
– هتفضلي حابسه نفسك جوه كتير؟
قالها يامن بنفاذ صبر بعد مرور نصف الساعة على وجودها بالداخل.. ويكمل:
– انت لو ماخرجتيش ماتزعليش مني لما اكسر الباب.
تقى من الداخل بتوتر:
– خلاص هخرج اهو.
ليسود الصمت بينهما هو خارج الحجرة وهي داخلها يفصل بينهما الباب وكلاهما ملتصقا به.. يفتح الباب بهدوء وخجل لتخرج منه بلباس السباحة المختار تضع أعينها علي قدميها منخفضه الرأس فينسدل خصلات شعرها على وجهها وكتفيها يخفيهما عن أعينه.. يبتلع ريقه بصعوبة آلمته ويقول:
– بسم الله ماشاء الله.
ويمد إصبعه ليرفع ذقنها حتى يرى وجهها وهو مقتربًا منها.
يقول:
– ياريتك ما كنتي لبستيه.
تقى بخجل:
– هو وحش للدرجه دي عليا؟
يحرك أصابعه لتزيل غرتها عن وجهها ويقول:
– انت عارفه بلبسك ده ..انتي عملتي فيا ايه؟ طلعتي يامن القديم المتهور اللي حاولت كتير اقتله.
تقى:
– شكلك مكنتش سهل زمان.
يامن وأصابعه مستمرة في تحريك خصلاتها:
– سيبك من زمان.. خلينا في اللحظه دي.. اللحظه دي لازم تبقي ذكرى بينا.. مستعده تنزلي المية ولا هتتراجعي؟
تقى:
– مستعده.
…………….
مر الوقت وهما مستمتعان بدفء المياه بين سباحتهم وسباقهم.. كان يحاول تلجيم نفسه من احتضانها داخل المياه.. وحاول الابتعاد عنها اكثر من مرة يقاوم نفسه ورغباته، وعندما شعر بنفاذ طاقته طلب منها الصعود متحججًا بالخوف عليها فتلبي طلبه وتصعد معه على القارب.
يساعدها في الخروج من الماء.. ويقوم بلفها بشرشف كبير حتى لا تصاب بالبرد، يقول:
– ها اتبسطي ولا ندور على مفاجآت تانية؟
تقى بطفولة:
– اتبسط أوي، ربنا يخليك ليا يامن وما يحرمني منك.
يامن بارتباك محاولًا الابتعاد عنها:
– شعرك مبلول! استني اجيبلك حاجة تنشفيه بيها عشان ما تخديش برد.
يمسك يدها ويجلس جوارها بملابسه المبتلة يقول:
– لفي عشان انشفلك شعرك.
فتعطيه ظهرها بسعادة تقول:
– عارف.. بقالي كتير محدش نشفلي شعري، انا اللي بعمله لحد ما دراعي يوجعني.. زمان بابا الله يرحمه كان بيسرحولي.. تخيل!
ليتأثر يامن من نبرة صوتها الحزين ليقول:
– الله يرحمه.. أكيد كنتي بتحبيه.. يابخته.
تقي بحزن:
– تعرف يا يامن. بابا ده اكتر واحد حسيت في حضنه بالأمان وبالحب.. المفروض برده احس بكده مع ماما.. بس للاسف كل اهتمامها كان لمحمد و…
يقوم بلفها لتواجهه ويقول:
– وايه؟ كملي.
تقى:
– يعني مش مهم أكمل…
يامن بإصرار:
– أنا عايز اسمعك!
تقى:
– ويعني وكانت مهتميه بغزل، حسيت من ساعة ما ظهرت غزل في حياتنا والاهتمام كله ليها.. شاركتني في ماما ومحمد.. حتى الرضاعة شاركتني فيها.
يامن:
– اسمي ده غيرة؟
تقي رافضة بعبارته:
– لا.. مش غيرة أنا بس كان نفسي أكون محور اهتمامهم زيها.
يراقبها وهي تتكلم ولم يشعر بنفسه وهو يقترب منها ويهمس لها:
– أكيد بيحبوكي.. زي.. زي ما انا بحبك.
لتقول تقى بصدمة:
– أنت قولت ايه؟
يقترب اكثر لتلامس شفتاه خاصتها ويهمس:
– بحبك يا تقى.. بحبك.
يقتنص منها قبلة هادئة عكس ما يحمله صدره.. فيشعر بمقاومتها في بداية الأمر لتتحول المقاومة لاستسلام وترفع يدها تحيط راسه تداعب خصلات شعره المبتل فيزيد من ضمها لصدر.. لم تشعر بإبعاده لمنشفتها إلا بعد ملامسة كفه لظهرها العاري.. حتي شعرت بالخطر من الاستمرار على هذا النحو.. فحاولت أبعاده عنها بقوة:
– يامن أرجوك ماينفعش.
إلا أنه لا يجيبها ومستمر في تقبيلها بجنون وضمها بقوة أكبر كأنه مغيب الوعي.. ظنت أنه لم يسمعها وتسمعه بعد لحظات:
– مش قادر يا تقى صدقيني مش قادر.. أنا بقاوم نفسي من الصبح.
فتزداد مقاومتها له ورفضها:
– أرجوك ابعد.. بلاش كده.. ابعد أرجوك.. أرجوك يا يوسف ارجوك.
فتشعر بتوقفه فجأة وتصلب ذراعيه الضامة لها كأنه يريد التأكد مما نطقته للتو.. ينظر لعينيها يريد التأكد فتقابله عينيها المتوسلة، أخبرته بان ما سمعه صحيح ليقول بصوت ميت:
– انا يامن مش يوسف يا تقى.. قومي ألبسي عشان اروحك.
تقى محاولة تبرير موقفها بخوف:
– يامن.. اسمعني.. انا ما اقصدش دي ذلة لسان من اللي حصل مابينا.
يامن بسخريه:
– مافيش واحدة بتبقي في حضن حبيبها وتنطق اسم راجل تاني الا بقى لو كانت بتفكر في التاني.
تقي بغضب مزيف:
– راعي ان كلامك جارح وانا ما اقبلوش على نفسي.
يامن بلا مبالاه:
– قومي ياتقي وخلصينا.. عشان ارجعك.
تحركت بخجل تحت أنظاره المشتعلة بغضب لتدور بعقله افكار قديمة كانت السبب في خلافه لسنوات مع أخيه.. ايعقل ان يكون أخيه على علاقه بها ولم يخبره؟ ولما لا! وقد فعلها فيه من قبل مع أول حب له وجدها بفراشه.. ولكنه نبهه كثيرا وقتها حتي يبتعد عنها.. وهذا لم يحدث مع تقى.. ولكن يظهر كرهه وبغضه لها دائمًا.. أبسبب هذا كارها لها لانها على علاقة بها.. هل كان مغفلًا لهذه الدرجة؟ يجب ان يعرف اجابات اسألته منها.. لينتفض من جلسته وقد جفت الكثير من المياة على جسدها ويهبط مسرعًا للحاق بها ويفتح الباب بدون طرق غير مبالي بها وهي تحاول إكمال ارتداء ملابسها بسرعة وغلق أزرار قميصها لتقول:
– انت ازاي تدخل كده؟ انت مش عارف اني بغير هدومي!
يامن بهدير غاضب:
– انت ايه اللي بينك وبين يوسف؟
لا تعلم بماذا تجيب.. هل كان بينهما شي من قبل؟ أم انها مجرد أوهام طفت فوق مشاعرها لتوئدها سريعًا..
تقول بصوت مهتز:
– أنا مش فاهمة تقصد ايه؟ هيكون بيني وبينه ايه يعني؟!
يامن بغضب:
– انا هنا اللي بسأل.. ايه اللي بينك وبينه؟ انطقي ياتقى؟ أنا بقالي مدة كبيرة بكدب نفسي.. بس اللي سمعته انهاردة منك.. يأكد شكوكي.. ده بجانب توترك كل لما تسمعي اسمه ووضعكم اللي مش مفهوم واحنا في المستشفي.. انطقي بدل ما تشوفي وشي التاني.. وانصحك ما تشوفيهوش.
تقي بدفاع عن نفسها:
– قولتلك مافيش حاجة بيني وبينه مش عايز تصدق ليه؟
ليمسك بذراعيها بقوة آلمتها ويقوم بهزها وهو يصرخ بوجهها:
– انا مش هسمح لأي مخلوق انه يخدعني تاني ياتقى.. فاهمة؟ فاحسنلك اعترفي.. علاقتكم وصلت لحد فين؟ انطقي.. وعلاقتكم دي من امتى! قبل ما اعرف ولا بعد ما عرفتك.. اعتقد انها قبل.
تقى بصراخ:
– انت مجنون.. مجنون.. ازاي تتهمني اتهام زي ده وانت عارف اخلاقي؟
لينظر لها بسخريه ويمرر نظرة عليها من اعلي وأسفل ويقول بكره:
– آه.. أخلاقك منا عارفها كويس.
تشعر تقى بنبرة السخرية بحديثه لتقول بصوت يتغلغل به البكاء:
– تقصد ايه؟
يدفعها يامن بقوة بعيدًا عنه وينظر لها بإذدراء:
– أخلاقك اللي انا اكتشفتها النهاردة وانت معايا.. اللي خليتك ماتتصليش باخوكي تبلغيه انت فين.. وخليتك تروحي معايا على يخت ونكون لوحدنا مع بعض.. وهي هي أخلاقك اللي.. اللي خلاتك تقلعي لبسك في مكان غريب وتلبسي مايوه لمجرد إني طلبت ده.. وأخلاقك خليتك تسمحيلي اني ا….
لتصرخ بوجهه بانهيار:
– كفايه.. انت عايز مني ايه؟ مش خلاص كنت القاضي والجلاد؟ عايز ايه تاني.. أرجوك كفايه لحد هنا ياريت ترجعني دلوقتي حالًا.
يقف يديه في خصره ينظر لها باستعلاء ولم يبد عليه التأثر:
– برافوا حقيقي.. برافو، بس برده مش هسيبك لحد ما اعرف استغفلتوني ازاي.
لتصرخ بوجهه وتقول بتحدي:
– بما اني طلعت واحدة معنديش أخلاق وسمحت لواحد زيك ان ياخدني على اليخت ده من غير تفكير.. احب اريحك واقولك ايوه.. كنت اعرف يوسف من قبل ما اعرفك.. وايوه عرفته عن طريق ملك.. وايوه يا يامن حبيت يوسف اخوك بس هو كان واضح وصريح وكل الناس عارفه نزواته مش زيك.. وأهم الناس بوش غير وشك.
لم يشعر بنفسه إلا ويده تلطم وجهها لطمة قوية.. لتتلقاها بكل ثبات زائف لتكون هذه اللطمة ما كانت تحتاجه لتزيد من كرهها له.. لم تشعر بدموعها التي جرت علي وجنتيها بانهيار.. ليقطع الصمت صوت رنين هاتفه الشخصي فيزفر بقوه ويتجنب النظر لها وجيب:
– الو.. ايوه يايوسف.. حصل امتى؟ طيب انا جاي حالًا.. انت في الطريق..طيب تمام نتقابل هناك.. سلام.
ليغلق الهاتف وهو مستمر في التجنب النظر لها لتمر ثانيتين قبل ان يقول بجفاء:
– جهزي نفسك نص ساعة ونكون على الشط.
فيتحرك من أمامها إتجاه الباب ليوقفه ندائها.. ويواجهها فينخفض نظره ليديها ويلاحظ خلعها لخاتم خطبتها وتقول:
– مبقتش تلزمني.
لتلقيها أمامه علي الفراش باهمال.. فيجيبها ببرود:
– ولا انتي بقيتي تلزميني.
……………..
يقف الجميع امام غرفه العناية المركزة منتظرين تقريرًا لحالة الخاله صفا
فكن بلغ بحالتها سمية التي كانت متجهة كعادتها لمنزل الخاله لتلاحظ عدم إجابتها لتسرع بالصعود لشقة الشريف وتبلغهم ليكتشفوا بعد فتح الباب بحالتها ويتم نقلها إلى المشفي.
دخلت غزل مسرعة وخلفها يوسف الذي لم يستطع إلحاق بها ليقول:
– استني ياغزل براحة شوية.. ان شاء الله خير.
ولكنها تبدو لم تسمعه فكل تفكيرها منحصر حول إمكانية فقدها لخالتها.. امها التي وعت عليها.. التي نشأت بكنفها.. ليقطع تفكيرها رؤيتها لأخيها وسمية المنهمكين بالحديث الجانبي وشادي الشارد في شيء تجهله والخالة راوية وبجوارها تقي التي يظهر على وجهها اثار البكاء.. أيعقل انها بكت من اجل خالتها؟ تتصل إليهم وتقول بصوت باكي:
– هو ايه اللي حصل بالضبط؟! الدكاترة قالولكم ايه!
ليقترب منها محمد مهدئا إياها:
– ماتقلقيش يا غزل الدكاترة لسه ما طلعوش من جوه.. وكمان يامن اول ما وصل دخلهم جوه ولسه ما طلعش.
لتشعر بكف يد دافئه تلامس ظهرها تشعرها بالأمان ويقول:
– ما تقلقيش ياحبيبتي.. هتبقي كويسه أكيد.. بلاش انتي بس توتري نفسك وتعالي اقعدي انت لسه راجعه من سفر وتعبانه.
قالها يوسف بصوت متألم لحالها.. ليلاحظ محمد اثار كدمات برجهه غزل ليقول بشك:
– ايه اللي في وشك ده؟
فترتبك لمباغتته بالسؤال فقد فشلت أدوات التجميل إخفاء اثار اعتداء يوسف عليها.. لتختلق كذبة واهية:
– اصل.. اصل وقعت من علي السلم و.. وانا مش واخدة بالي.
وترفع أعينها ليوسف المرتبك الذي يرسل لها نظرات آسفة لعلها تسامحه على افعاله الهوجاء.. يخرج يامن مع الدكتور المسؤل لينتبه له الجميع بقلق.. ظلت تراقب ملامح الاخير لعلها تقرأ من ملامحه أي شيء فصمته وانحناء راسه ينهش بصدرها ويزيد من انقباض قلبها.. لتسمع صوت محمد يبادره:
– طمنا يا يامن علي الخاله صفا.. هي كويسة صح؟
ليمرر نظره علي وجوههم القلقة فتتلاقي أعينه بعين من جرحت رجولته وكرامته فيشيح نظره عنها ويقول بعملية اعتاد عليها خلال ممارسته لهذه المهنة كأنه شخصا غير يامن المحبوب المرح:
– للاسف الحاله جالها ارتفاع في الدورة الدموية أدى ل… للوفاه.. البقاء لله.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صماء لا تعرف الغزل)
تم