روايات

رواية صقر الصعيد الفصل الخامس عشر 15 بقلم نورا عبدالعزيز

رواية صقر الصعيد الفصل الخامس عشر 15 بقلم نورا عبدالعزيز

رواية صقر الصعيد الجزء الخامس عشر

رواية صقر الصعيد البارت الخامس عشر

صقر الصعيد
صقر الصعيد

رواية صقر الصعيد الحلقة الخامسة عشر

سقطت على السرير بصدمة وهي تمسك بأناملها ورقة التحليل بدون تصديق وأزدردت لعوبها بصعوبة وهي تملك دليل براءة حبيبها وأدانة حسام، كانت تعلم بأنه لم يفعل جريمة كتلك سواء كانت زنة أو قتل، تتنهدت بقوة وهي تفكر تذهب له أما للشرطة وأذا ذهبت له هل ستخطأ صديقتها بفهمها وتعتقد بأنها ذاهبة لسرقة زوجها، وضعته في الظرف وتركته على السرير بعد أن حسمت أمرها بالذهاب لصديقتها جالان وأعطاها دليل براءة زوجها، دلفت إلى غرفتها تغير ملابسها بسرعة ثم عادت وهي تفتح الهاتف لكي تتصل ب جالان وذهلت بصقعة كهربائية أصابت جسدها من الصدمة حينما أختفى الظروف من فوق السرير بحثت عنه كثير كالمجنونة فهو سيخلص حبيبها من حبل المشنقة وتهم لم يفعل وسيعيد له هبيبته وكرامته وسط الجميع، بحث فوق السرير وأسفله ولم تجده وكأنه تبعثر في الهواء كما تبعثر هواء الدخان ولم تستطيع رؤيته متناثرة في الفضاء فأخذته الرياح بعيداً…
تعقدت الأمور أكثر عليه فلم تجد الشرطة دليل يبثت براءته كما ظهر تحليل الطبي الشرعي مزور كالسابق يبثت بأنه والد الطفل مجدداً…
كان يجلس معاها على الترابيزة بغرفتهم ويفطروا سويا وهو يطعمها بنفسه، هتفت وهي تقف وتزدرد لقمتها قائلة: –
– كفاية كدة بجد شبعت على الآخر
جذبها من يدها وأجلسها على فخديه وطوقها بذراعه الأيسر ثم أردف بلطف وهو يقطع البيض لها بالشوكة قائلاً: –
– البيضة دي وبس.
رفع يده أمام شفتيها فهزت رأسها له بدلالية ثم قالت بتذمر ترفض الطعام كطفلة صغيرة: –
– تؤ تؤ مش عاوزة
– مشان خاطري ولا أنا ماليش خاطر عنديك
قالها وهو يشير بالشوكة أمام شفتيها، فهتفت بدفء وهي تنظر لعيناه بحب قائلة: –
– عشان خاطر صقر.
وأكلتها منه برفق فلوثت شفتيها بصفار البيضة قرب رأسه منها ثم أحتضن شفتيها بشفتيه وهو يتذوق طعمها بالبيض فضحكت وهي تلف يديها حول عنقه بسعادة وتبادله القبلة، ترك الشوكة من يده ثم وضعها على خصرها بحنان فقطعهم صوت طرقات على الباب بقوة، أبتعد عنه ثم أنزلها من فوق قدمه وذهب يفتح الباب فوجد أخته تبكي بخوف وتقول: -.
– صجر الظابط تحت وعاوزك وبيجول آنك جتل رقة وفي أدلة ونبيل وإيمن معه تحت وهو بيجول آنه هيجبض عليك
تلاشت السعادة اللحظية التي عاشها منذ قليلاً مع حبيبته وقال بجدية وأنكسار: –
– طيب أدخلي أوضتك وأنا هغير خلجاتي وأنزلهم.
أغلق باب الغرفة فوجدها تقف أمام السرير مُبتسمة بسعادة تغمرها فلحظات بسيطة معه كفيلة بأن تسعدها وتأخذها لعالم أخر بهيامه وعشقه هي ملكته وهو ملك هذا العالم يسكنه هما معا وحدهما ملك وملكة بدون شعب من البشر بل شعبهما قبلات لا تحصي وجيوشهما أحضان لا تعد آما عن تعليماتهما وأوامرهما فهي عشقهما، كانت منحنية قليلاً للأمام ترتب السرير وشعرها منسدل على الجانبين مُرتدية قميص نوم نسائي قصير يصل لركبتيها وعليه روبه الخاص تغلق رابطته بكم شفاف واسع ويظهر قدميها العارتين، تأملها بشغف فقد جاء الفراق لهم وسيفقدها لا يعلم كم الزمن ومتي سيعود وينتهي فراقهم كل ما يعلمه أن حان وقت الفراق وستبدأ ألم الفقد والوحدة…
– مين ياصجر، فريدة
قالتها وهي ترتب الوسادات، فوجدته يلف ذراعيه حول خصرها ويحتضنها من الخلف بشغف وكأنه يودعها ثم قال مُردفاً: –
– اه، آنا هخرج شوية مش عاوزك تتعبي حالك، وتخلي بالك من حالك ومن النونو الصغير على ما أرجع
أستدارت له بدلال وقالت باسمة له: –
– أنت هتتأخر ياحبيبي، آنا هنام لحد ما تيجي.
وضع قبلة على جبينتها بحنان ويده اليسري حول خصرها واليمني بجانب عنقها ويربت بأبهامه على وجنتها اليسري بدفء فأغمض عيناها تستمتع بقبلته ونعومتها ثم أبتعد عنها وقال بأنكسار: –
– اه هتأخر هبابه
– ماشي ياحبيبي هستناك
قالتها بحب وهي تربت على صدره بيدها، أخذ ملابسه ودلف إلى الحمام ليغير ملابسه، دقائق ودق باب الغرفة ففتحت بهدوء مُبتسمة وقالت: –
– ايوة يافريدة.
– جولي لصجر يستعجل أومال الظابط مستعجل وعاوز يطلع يأخده من هنا
قالتها فريدة بتلعثم وهي تبكي، أتسعت عيناها على مصراعيها بصدمة أهو كان يودعها الأن ويوصيها على طفله، ماذا يريدون حقاً من حبيبها وحياتي لما الجميع يسعي لدمار حياتها وعلاقتهما، أتاها صوته من الخلف وهو يقترب من الباب قائلاً: –
– أنا جاي اهو.
أربت على كتفها بحنان يطمئنها رغم أنه قلق ولا يعلم إلى أين ذهبت التحقيقات ومتي سيعود ثم خرج من الغرفة نادته وهي تخرج خلفه باكية بعد أن أنهمرت دموعها على وجنتها: –
– صقر.
نظر لها بجدية بمعني ( أياكي والخروج من غرفتها بتلك الملابس التي تظهر جسدك حبيبتي ويراكي أحد ) فتوقفت بخوف منه وهي تبكي بحزن شديد بعد أن غرست سكينة بقلبها مع رحيله، أخذوه منها مجدداً ولكن تلك المرة لم يعود اليوم فغاب عنها يومين وثلاثة والأيام تمر وهو لا يعود سرقوه جميعاً منها فسلبه منها روحها وقلبها وأصبحت على وشك فقد طفلها من قلة التغذية وأرق جسدها بضعف…
أستيقظت صباحاً وأخذت حمامها ثم ذهبت لأطفال أيقظتهم ثم أخذتهم للحمام فهتفت ملك بحماس شديد: –
– مامي هاتي يوسف يستحم معانا
– عيب يا ملوكة أنتوا بنات.
قالتها وهي تنزع ملابس أطفالهم وتضعهم بحوض الأستحمام وبعد أنتهاءها من حمامهما أخرتهم وعاد ب يوسف تحممه مثلهم ثم خرجت لتصلي الظهر معاهم وقفت في غرفة الصلاة في المنتصف أمامهم وثلاثتهم خلفها وبدأت الصلاة وهم خلفها يلهو معا ويضحكون بخفوت حتى لا تسمعهم وتغضب…
خرج أيمن من غرفته وذهب لغرفة الأطفال ليري طفله وام يجدهم جميعاً ذهب يبحث عنهم وبمجرد أقترابه من الدرج سمع صوت همسهم فأقترب أكثر وفتح باب الغرفة فوجدتها تقضي فرض ربها آما الاطفال يقفوا خلفوا ويلهوا معاً ثلاثتهم، دلف بهدوء ووقف خلفهم بتعابير جدية صارمة حتى رأه الأطفال، نظروا نحوه بأرتباك وخوف ثم أستداروا يصلوا معاها بجدية وخوف منه، أنهت صلاتها وأستدارت لهم مُبتسمة فوجدته يقف في الخلف مُتكي بظهره على الباب واضعاً يديه في جيبه متأملها، نظرت له باسمة بعفوية، وقف يوسف بسعادة وطفولية وجلس على قدمها، فصرخت مكة بأغتياظ قائلة: -.
– قومي، مامي خليه يقوم عشان أقعد آنا
– أستني بس أنا هفهمك
قالها يوسف بطفولية وكأنه رجل كبير يتحدث ويشير بيديه لها بأن تنتظر، فهتفت ملك بعصبية: –
– اتفضل فهمنا
قالتها وهي تقف وتضع يديها في خصرها، أردف ببراءة وهو يتشبث ب قمر قائلاً: –
– أنا ولد واحد هعرف أقعد على رجلك براحتي لمن أنتوا على فكرة اثنين من هتعرفوا تقعدوا مع بعض هتفطسوها.
ضحكت قمر على مبرره وهكذا والده على ذكاء طفله يفعل ما كل يريد حتب أمهما يسرقها بذكاء، أشارت لطفلتيها بالجلوس بجوارها، فجلسوا بجوارها وهو على قدمها وبدأت تقصي عليهم قصة سيدنا محمداً وهي تعلمهم فروض دينهم وكيف هناك عقاب وجنة ونار، وقف يستمع لها لحديثها وعقله يسأله هل سيجد أم لطفله أفضل من هذه المرأة، خرج من الغرفة حين توقفت بمنتصف القصة…
– طنط كملي حصل أيه بعدها، مامي كملي بقى.
هكذا كان طلب الأطفال فكانت أجابتها أجمل لها ولكن لا يريدوها: –
– لما نبجي نصلي العصر هكملكم الباقي
إرتدت أن تشجع هؤلاء الأطفال على الحضور وقت صلاة العصر ليعرفوا ما يريدوه، خرجت من الغرفة ووجدته يقف أمام الغرفة ينتظرها، فقال وهو يقترب بهدوء: –
– ممكن أتكلم معاكي شوية
أشارت إليه بنعم، وذهبت معه للأسفل فئ الجنينة.
جلس في زنزانة السجن وهو يفكر من فعلها وتذكر حديثه مع مختار
– يا صجر بيه آنا بجولك ان اللي عملها مش حد منينا نهائي وعموما هدور
قالها مختار بثقة، فسأله بضيق شديد وأستياء: –
– مين هيعملوا غير ولاد الجبل، أسمع يا مختار الموضوع ده مبخرجش عن رجالتك، دور عليه أنت من ريسهم والمسؤول عنيهم يبجي تعرفلي مين عملها ومين اللي طلب منه يعملها
هز مختار رأسه بحيرة شديدة وقال: -.
– عيني ليك بس أنا متأكد آنه مش من رجالتي بس هدورلك برقبتي
وضع يده على وجهه بضيق وعجز لكن أكثر من يؤلمه أشتياقه لمحبوبته والفراق الذي سلك طريقه نحوهم، كان كالجبل صامداً لا يخشي شئ ولا ينهار أبدا حتى أقتحمت حياته وجعلت من نفسه أقوي نقطة صغف له…
دلف للمطبخ بهدوء دون إصدار اي ضجة ووجدتها بالداخل تجهز الطعام للجميع، أنحنت قليلاً للأمام وفتحت الفرن تخرج منه طاجن السمك ووضعته على الترابيزة بسرعة من سخونته على يدها، رأته يقف هناك مُتكي على باب المطبخ بكتفه يراقبها بنظره، فهتفت ببرود تخفي خلفه خجلها من نظراته وتلك القشعريرة التي تصيب قلبها قبل جسدها من توترها بوجوده: –
– ثواني والغداء يكون جاهز.
قالتها وهي تحضر الاطباق، فأجابها بعفوية وهو يقترب: –
– آنا مسألتش على الغدا، وعموما تسلم أيدك، بس أنا جاي أسأل على إجابة طلبي
رمقته بنظرة حادة وقالت بجحود مُستاءة منه ومن عدم تقديره لما يحدث حولهم ولأخيها: –
– طلب آيه، مش لما صجر يعاود بالسلامة الأول، لو مستعجلش جوي اكدة روح طلعه براءة وهاته بعديها بس ممكن أجولك جوابي
– أطلعه أزاي دي أنتي شايفني الشيخة خديجة المغربية.
قالها نبيل بأغتياظ مصطنع من حديثها، أستدارت تعطيه ظهرها ثم تبسمت بخفوت عليه وأكملت ما تفعل بعد أن خرج مُنفعل من حديثها ونظرتها الشراسة له…
جلست على المقعد أمامه في الجنينة بعيداً عن مسامع آلجميع ورمقته بصمت مُنتظرة منه بدأ الحديث، إزدرد لعوبه بتوتر حينما كانت عيناه تناظرها بشغف وسعادة ثم جمع شجاعته وقال بهدوء ممزوج بنبرة جادة: –
– تتجوزني ياقمر.
أتسعت عيناها على مصراعيها بذهول من طلبه ثم وقفت هاربة من أمامه بعد أن شعرت بخوف من الخضوع للتجربة مرة أخرى وكيف ستتجوزه وأطفالها ماذا ستفعل هل ستهملهم وتهتم به، مخاوفة كثيرة سيطرت على قلبها وعقلها، وقف هو الآخر بالمثل وذهب خلفها ركضاً حتى وصل لها ومسكها من معصمها يديرها له فقال بأستغراب: –
– أنتي رايحة فين.
– بص آنا مش هتجوز تاني، مقدرش أجيب لبناتي زوج أم معرفش هيعاملهم أزاي ومقدرش أتجوز راجل وأخلف منه بعدها يسبني ويمشي لأي سبب وأقعد آنا أربي تاني لوحدي…
كانت تحدثه بتلعثم وبدأت عيناها تزورها بعض حبيبات اللؤلؤ حتى أنهمرت دموعها على وجنتها من الخوف فقط طلبه للزواج فتح جروحها آلتي ترممها بصعوبة من أجل طفلتيها، أقترب خطوة منها ووضعت يده على وجنتها وهو يمسح دموعها بأبهامه ويقول: -.
– متخافيش ياقمر مفيش أي حاجة من الحاجات دي ممكن تحصل، بناتك هم بناتي وربنا يشهد وعالم آنا هعاملها ازاي زي يوسف أبني وأكثر، وأنتي هحطك جوا نن عيني مستحيل ازعلك مني
ظلت تنظر لعيناه وهو يحدثها بدفء ويمسح دموعها بأنامله، جذبت يدها من قبضته ثم أبعدت الأخري عن وجنتها وهربت من أمامه باكية حائرة بين رغبة قلبها الذي يسعد بوجوده بجوارها والطمأنينة التي تتلخص لها فعيناه وبين عقلها الخائف من البداية مجدداً…
كانت تجلس على الأريكة وعلى قدميها جهاز اللاب توب وتباشر عملها بشرود وعقلها يفةر إلى أين أختفي الظروف ومين أخذه، جاء طفلها الصغير وهو يقول ببراءة: –
– مامي أعمليلي ملكب ( مركب)
وأعطاها ورقة، نظرت بذهول للورقة وهي دليل براءة حبيبها وعودة كرامته أمام آهل البلد، أخذتها منه بسعادة ثم صاحت منادية مربية طفلها وجاءت إليها فقالت بأستعجال: –
– خلي بالك من صقر آنا خارجة ومش هتأخر، روح ياحبيبي العب في أوضتك.
خرجت مسرعة من المنزل بعد أن التقطت هاتفها…
دلفت مكة و ملك إلى غرفة جالان فلم يجدوها بالغرفة عادوا للخارج يبحثوا عنها فوجودها بغرفة الصلاة ساجدة لربها وتبكي بقوة وصوت شقهاتها يملي الغرفة بأكملها مع أنتفاض جسدها من كثرة البكاء، أشارت مكة لأختها بالصمت واضعة سبابتها فوق شفتيها ثم أخذتها من معصمها للخارج وأعادوه أغلق الباب عليها كما كان، كنت تبكي بألم تعتصر قلبها من شدة الفراق وأشتياقهما لها، تعلم بأن ربها لن يخذلها فدعوتها دعوة مظلم لم يرتكب حبيبها أي شئ يستحق أن يعاقب عليه فلم العقاب لم تستطيع فعل شئ له سوى الاستنجاد بخالقها رب الكون فوحده من يستطيع مساعدته وفك كربها، كانت دعوات غير مفهومة مُغمغمة بها وسط بكاء الشديد…
ذهبت منال لمديرية الأمن وقدمت للضابط التحليل ثم أخبرت بحديثها المستمر وصمتها الدائم عندما تسألها عن والد الطفل، كان دليل قوي أستغله المحامي الخاص به أثبت براءته وقذف الجريمة على حسام وبالأخص وصف القهوجي للرجل ألذي يأتي للطحونة ليلاً لم تكن صفة واحدة به، قصير وهو طويل القامة، نحيف وهو جسده رياضي ذو عضلات بارزة به، نال براءته من تلك الجريمة وفور خروجه أتصل نبيل من هاتف صقر ب فريدة يخبرها ببراءة أخيها وهم في طريق عودتهم للسراية بعد أن مال حريته المطلقة مشتاق لمحبوبته الشرسة رغم بكاءها، يقلق عقله عليها أكثر من ذاته فهي تصطنع القوة رغم أنها من الداخل هشة تماماً تشبه العصفور مكسور الجناح لا يستطيع الطير والتحلق في السماء…
دلفت فريدة إلى غرفة أخيها ولم تجدها بداخل فذهبت نحو الشرفة ووجدتها تجلس على الأريكة الأرجوحة تضم قدميها لصدرها ورأسها مُتكية على ركبتيها وتلف ذراعيها حولهما باكية بصمت بعد أن تعقدت الأمور عليهما وأخذه مجدداً منذ يومين ولن يعود لها، أخذوا منها روحها وحبيبها ويطلبون منها تناول الطعام والشراب اي حجود هذا فهل يعتقدون بأنها تستطيع فعل شئ بدونه وفي غيابه وأي غياب هذا مؤلم ومُخيف يرعب قلبها ويعتم حياتها، هتفت فريدة بسعادة: -.
– جالان
– اممم
هكذا أجابتها فقط بأنين لا تستطيع الحديث، جسدها وعقلها يأبوا فعل كل شئ بعد رحيله وهو كل شئ لها، شفقت فريدة على حال هذه المرآة منذ أن تزوجت ولم تنال قسط صغير من السعادة، رأت سيارة أخاها تدخل السرايا وتقترب فأشارت عليها وهي تقول: –
– أنا جيت أجولك ان صجر خد براءة وجه كمان.
رفعت رأسها بسعادة طفولية وعيناها تلمع ببريق الأمل ثم وقفت وهي تنظر للأسفل ورأته ينظر من سيارته بهيبته ووقاره مع أيمن و نبيل، رفع نظره للأعلي ورأها تقف هناك بذهول وركضت للداخل فعلم بأنها ستأتي له ركضاً دون أرتدي حجابها أو الاهتمام بطفله الموجود في أحشاءها والألم التي ستصيبها بعد الركض فأشار لهم جميعاً بالوقوف مكانهم وعدم الدخول فزوجته تحرم عليهم جميعاً رؤيتها هكذا، دلف وحده ورأها تركض على الدرج بسعادة غمرت قلبها بوصولها وأثر دموعها على وجنتها لم تجف بعد، مُرتدية منامتها القصير تصل لركبتيها وبنصف كم وشعرها منسدل على ظهرها، توقفت مكانها بالأعلي تنظر لعيناه وهو يبادلها المثل ناظراً لها بأشتياق لرؤية بسمتها المُشرقة التي تنير حياته ودنياه، فأسرعت بالركض مجدداً فركض هو الآخر نحوها بسعادة وشغف حتى ألتقيا معاً وأرتطم جسده بجسدها الصغير يحتويه بين ذراعيه وأحضانه وهي تتشبث به بقوة وسعادة حتى لا يهرب مجدداً ويبتعد عنها، أبقت بداخل حضنه دقائق وهو ينزع عبايته عن أكتافه ويضعها على أكتافها خوفاً من أن يدخل أحد ويري محبوبته وفاتنتها الفائقة، ظلت تحيط خصره بذراعيه وأبعدت رأسها قليلاً تسأله بشغف: -.
– مفيش حبس تاني صح، مش هيأخدوك مني تاني
وضع قبلة على جبنتها وهو يمسح على وجنتيها بأبهامه بحنان وينظر لعيناها ثم يردف بخفوت ودفء قائلاً: –
– مفيش حبس، مفيش حاجة تاني غير سعادة وفرح وعد ياحبيبتي مفيش غير السعادة هتدخل بيتنا ومحدش يقدر يخفي الضحكة الحلوة دي تاني أبدآ
عادت لحضنه برأسها وهي تقول بهيام: –
– وأنا مصدقة ياحبيبي، آنا بحبك أوي ياصقر.
– وأنا بحبك ياجلب صجر بس نطلع بجي مشان في ناس واجفة برا مينفعش نهملهم أكتر من اكدة
قالها بحنان وهو ينحني قليلاً ويرفعها على ذراعيه فتسقط العباية من فوق أكتافها، فيكمل حديثه بغزل وهو ينظر لشفتيها ثم عيناها وفي الأخير على عنقها الحليبي: –
– ينفع أكده يعني، بجولك الناس والضيوف هنعمل ايه بجي يرضيكي يعني نهمل الجمر ده لحاله يعني أنا ميرضنيش، ايه رأيك نخلي الناس تستني هبابه بجي ولا ايه.
قهقهت ضاحكة عليه وهو يصعد الدرج بها وتلف ذراعيها حول عنقه وتهز قدميها العارية فوق ذراعيه بطفولية ثم وضعت قبلة على وجنته اليمني وقالت بعفوية وأشتياق جنوني له: –
– يستنوا هبابه ايه قول يستنوا أسبوع أسبوعين شهر ميضرش برضو
قهقه ضاحكاً بصوت مرتفع لأول مرة بخارج غرفته، وهو يشد على ذراعيه بقوة حتى التصقت بجسده أكثر وقال بغزل وهو يغمز لها بعينه اليسري: –
– يستنوا هم وراهم حاجة.
دلف لغرفتهما فأنزلها أرضاً تقف أمامه وهو يمتلك وجهها بين كفيه ويحرك أبهامه على وجنتيها بنعومة وهي ساكنة هادئة بين ذراعيه تنظر لعيناه فقط بأشتياق ذلك الزوج من العيون الذي أوقعها يوماً ما في عشقه، أقترب ببطئ شديد وهو ينظر لعيناها الزرقاء بهيام وأنحني قليلاُ نحوها ثم وضع قبلة على جبينتها فأغمضت عيناها بأستسلام له ورفعت يديها تتشبث بملابسه وتربت على صدره بنعومة، أنهمرت قبلاته الدافئة من جبينتها إلى وجنتيها ثم كل أنش في وجهها طبع عليه قبلاته متتالية ناعمة تغمرها أشتياقه لها وهو يسكن القلق بعد أن كاد يقتل قلبه وعقله عليها، أستسلمت له بشغف وهي تتشبث به بقوة حتى حان دور شفتيها لتنال بعض القبلات مثل الباقية فبادلته القبلة بدفء، أقترب بخطوات ثابتة وهو يحيط خصرها بقبضتيه وهي تعود للخلف حتى وصلا للسرير فأجلسها عليه وهو لم يفصل قبلته فأبتعدت عنه تطالب ببعض الهواء بعد أن كتدت أنفاسها تنقطع، فداعب خصيلات شعرها بيديه وعاد مجدداً بعمق أكبر وشغف أكثر وهي كالسمكة التي عادت للمياة بعد أن وشكت على الموت مُستسلمة تماماً له بعشق مُستحوذ على قلبها وعقلها بل على كيانها بأكمله…
دلفت لغرفة مكتبه صباح اليوم التالي بعد أن طلب رؤيتها، هتفت بعفوية: –
– أيوة ياصجر طلبتني
– اه عاوز أسمع رأيك في موضوع جوازك من نبيل، موافقة ولا لا، هو مستعجل على رأيك
قالها وهو يقف مع كرسيه ويلتف حول مكتبه ليقف أمامها، فأجابته بجدية قائلة: -…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صقر الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى