رواية صقر الصعيد الفصل الثاني عشر 12 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية صقر الصعيد الجزء الثاني عشر
رواية صقر الصعيد البارت الثاني عشر
رواية صقر الصعيد الحلقة الثانية عشر
عضت جالان شفتيها بأنكسار وقالت: –
– انا مش هقوله اصلاً وهو مش هيعرف لأني أنا مش قدر أقول، أخوكي راجل صعيدي تخيلي أروح أقوله أنا حامل وبالنسبة هو ملمسنيش وكمان جنين عمره أسابيع يعني أنا خونته وأنا على ذمته، أروح أقوله دلوقتي ممكن بعصبيته يضر حياة الطفل وده لا يمكن أسمح به
جلست فريدة بعد أن أستمعت لحديثها وقالت بحيرة: -.
– حديدك كله صوح بس هنعمل إيه لازم يعرف ده سبوع كمان هتكوني حبلة في شهر يعني كمان 8 شهور هتولدي ولو نزل واد سابعة هتبجي مصيبة أكبر مهنقدرش نخبي
وقفت جالان تفكر فيما حدث تفكر كيف تعلمه بما حدث وتحتفظ بطفلها فهو قطعة من حبيبها بداخلها كيف تتنازل عنه ثم قالت بمكر نساء وقلب عاشقة مُشتاقة: -.
– يبقي معنديش حل غير آني أكسر الحواجز اللي بينا وأحاول امهدله الموضوع أو أفكره بأي طريقة، بس لحد ما أعمل كدة اوعاكي تقولي لحد دي فيها طلاقي وياريتها تيجي عليه هو بس ومبيقاش قتل
– متجلجيش مهجولش لحد واصل، هروح بجي أجهز العشاء أنتي لازم تتغذي زين
قالتها ثم خرجت من الغرفة، أتصلت ب قمر في بمثابة أخت لها وتزوجت من قبل قد تنصحها أكثر من فريدة الفتاة العذراء التي لا تعلم شئ عن الزواج.
– ياخبتك ياجالان وقولتله لا ياحمارة ليه، ماكنتي قولتله حصل بينا كذا وكذا اهي جت على دماغك
قالتها قمر بسخرية من غباء أختها الصغري دائماً تفتعل المصايب وتبكي، فأجابتها بنرفزة حادة فهي بورطة الأن: –
– وأنا كنت أعرف منين أن هيحصل حمل من مرة، قعدت ثلاث شهور مع حسام وربنا مأرادش المرة دي من أول مرة لبست
خرجت قمر من غرفة أطفالها بعد نومها وأغلقت الباب وهي تقول: -.
– ارادة الخالق ياحبيبتي، سيبك بقي من الهبل اللي فدماغك ده وأستن لما يفتكر او او او، كل دقيقة بتمر خطر على علاقتكم لأن أول ما الشهر التاني يبدأ اعراض الحمل هتظهر أكتر وأكيد جوزك هيلاحظ التعب عليكي خصوصاً آن مطلوب منك تنامي اول شهور عشان الحمل يثبت، أنتي الصبح ميطلعش عليكي غير وأنتي في حضن جوزك أزاي دي طريقتك أنتي وأنتي اللي تعرفي ازاي تصالحيه وتجيبه لحد عندك، المهم الليلة ولما تولدي نبقي نقول ان نزل قبل أسابيع مش فارقة كتير المهم السكوت دلوقتي غلط وخطر على علاقتكم.
جزت على أسنانها بأغتياط ويأس ثم قالت بأستياء: –
– واجيبه ازاي بقي، صقر مبيطلعش الاوضة طول مانا فيها، قوليلي أعمل أيه
قهقهت قمر عليها وقالت بسخرية لتثير غضبها وتفعل شئ تلك العاشقة: –
– أنتي هبلة آنا اللي هقولك مفاتيح جوزك أيه، هقولك تعملي آيه ويارب ينفع ويسترها معانا ومتأخديش كف على وشك من الصعيدي…
دلفت للطحونة متنكرة بملابسها حتى لا يعرفها أحد وفور دخولها أظهرت وجهها وهي تصرخ به: –
– هتعمل إيه ياسي زفت آنا بطني بدأت تبان وصجر مناويش يتجوزني، الواد ده ولدك ولازم تتجوزني وتعترف به كمان
صرخ حسام بوجهها بأغتياظ قائلاً: –
– أنتي عارفة أني مش هتجوزك يبقي تهدي كدة وتسمعي اللي هقولك عليه وتنفذي بالحرف
– أشجيني ياعرة الرجالة
قالتها بأنفعال، فرمقها بحدة وقال: –
– هقولك يامؤدبة…
دقت باب الغرفة ثم دلفت ورأتها ترتدي قميص نوم أسود قصير وعليه روب بكم وتغلق رابطته وواقفة أمام المرأة تصفف شعرها ووضعت قليلاً من مساحيق التجميل..
هتفت فريدة بذهول من جمالها وما تفعله قائلة: –
– العشاء جاهز ولا مهتتعيش انت كمان
أستدارت لها بتساؤل وقالت بخفوت: –
– صقر قالك مش هيتعشي
– اه متعصب جوي باين عنديه مشكلة في الشركة معاوزش يتحرك من المكتب.
قالتها بشفقة على أخيها، فأبتسمت بسعادة ثم أتجهت نحو باب الغرفة وهي تقول: –
– ماشي كويس
أستوقفتها فريدة من يدها وقالت بحزم: –
– تعال أهنا أنتي هتطلعي من أوضتك أكدة، جوزك راجل صعيدي لو شافك أكدة هيجتلك فيك وتبجي مصيبة لو عوض دخل وشافك أستري نفسك
قرصتها من وجنتها وقالت بمكر: –
– دي مهمتك بقي مدخليش عوض السرايا لحد ما أطلع.
خرجت من الغرفة، ضربت فريدة بيديها على فخديها خوفاً من أخاها وركضت خلفها تخشي ان يدخل عوض ويراها ويقتلهم العاشق الصعيدي الغيور…
كان يباشر عمله على مكتبه بضيق من تلك المشكلة التي حلت بشركته ويلقي ببعض الأوراق على الأرض من أغتياظه وعجز عن الوصول لحل، دلفت لمكتبه ورأته يقف أمام مكتبه ويمسك بأنامله قلم وورقة يقرأها ويعلم على بعض النقاط بها، أقتربت بهدوء منه مُحرجة من ما ستطلبه منه وكيف تطلبه وهو يهاجرها ولكن هناك طفل يستحق ان تسعد أمه بوجوده كباقي الأمهات ويدللها زوجها من أجله، كانت تستمد قوتها من طفلها الصغير ذات عمر الاسابيع فقط وتصارع خجلها وهو لا يشعر بدخولها أو أقترابها منه، أنحني ليجلب ورقة من الأرض وتسمر مكانه حين رأها تجثو على ركبتها وتمسك الورقة معه وبقميصها وروبها الشفاف وعنقها ظاهر بوضوح أمامه وقدميها عارتين وملابسها تظهر له جسدها التي تخفيه وشعرها منسدل على ظهرها وذراعها الممدود، وقف وهي معه وهما صامتان لكن عيناهما تقول الكثير وتحتضن بعضهم، فهي جاءت له بالوقت المناسب لتريح أعصابه وتهدا من روعه ليفكر بأتقان دون غضب…
هتفت بخفوت وهي تحاول أن تجمع شجعتها قائلة: –
– فريدة قالتلي أنك مش هتتعشي وعندك مشكلة.
كان صامتاً لا يجيب عليها يتأملها جيداً من القدم للرأس، وصل بعيناه لشفتيها ورأها تعضهم بخجل منه فأثرت رغبته بتذوقهم وشوقه لها، كنت تنظر للأرض خاجلة من نظراته بعد أن صمت ولم يجيبها وصدمت حين أنقض على شفتيها يقبلهم بشغف وتلذذ ويديه تجذبها له من خصرها النحيف فتشبثت به بقوة حتى لا يفر منها كعادته أو يهرب وبادلته قبلته، دقيقتين وهو يتلذذهم بشوق لوصوله لهم وأبعدت عنهم يتركهم ويهبط بقبلاته لعنقها حتى تأخذ أنفاسها التي كادت تنقطع، كانت تشعر بدفئه وراحته التي أشتاقت لهم بجنون، وشعر برغبته تقوده للمزيد وأستكشف كل أنش بها، فأبتعد عنها كعادته مما أنزل الحزن على ملامحها وأدخله قلبها وهي تراه يهرب مجدداً ويذهب لكرسيه خلف المكتب، تجمعت دمعة في جفنيها من فراره منها ولما يهرب بكل مرة بعد أن يفعل بها الكثير وبقلبها الضرير بحبه، وجدته يمسك عبايه أكتافه من فوق الكرسي كأنه ينذرها بخروجها وذهلت حين أقترب منها وألبسها عبايته ثم حملها على ذراعيه ثم سرق قبلة سريعة من شفتيها وخرج بها من الغرفة وكأنه يخبرها بأنه لم ينتظر ان يظهر براءته لها ولم ينتظر ان يعود لها مرفوع الرأس فهو عاشق حد الجنون لها وقد تحمل بعدها قدر الإمكان وفوق طاقته وعكس رغبة قلبه، صعد بها لغرفتهم وفور دخوله من الباب أنزلها وهو يقتحم هدوء تلك الكرزتين اللتان لم ينطقا بحرف واحد، أقتحم سكونهم بشفتيه ويديه تنزع عنها العباية فيسقط معاها روبها أرضاً وهي تعود للخلف مقابل أقتربه وتتشبث به بقوة روح مشتاقة لساكنها عاصفة مشتاقة لهدوءها وسط الرياح، نزلا على السرير وجاءت تلك الصور المتقطعة له ولما فعله سابقاً فأبتعد عنها رافعاً جسده للأعلى، تعلم بأن اليوم لم تعطيه الفرصة للهروب فجذبته لها كآن معاها وبين ذراعيها ولم يشعر بها كآن في عالم أخر غير العالم مع أحلام اليقظة وهو يري ما حدث سابقة، أنتهزت الفرصة بذكاء وأبعدته عنها بقوة وهي تسحب الغطاء تخفي جسدها العاري فنظر لها بأستغراب فقالت بقسوة مصطنعة: -.
– شكلك بتفكر في حاجة مهمة، مش زي المرة آللي فاتت كنت كلك معايا عقلك وقلبك وجسمك وروحك كلك
صدم من حديثها فجذبها من ذراعيها بقوة وهو يقول: –
– المرة اللي فاتت آنا كنت لمستك جبل أكدة
– أسأل روحك، وتسالها ليه مانت بتنام وتصحي ناسي أنت عملت ايه.
قالتها بحدة وهي تتشبث بالغطاء، فهذه فرصتها لكي تخبره بأنه فعلها سابقاً فهناك جنين ينمو بداخلها ولم تتنازل عنه وعن كونها ستصبح أم وهو أب، قام من السرير وهو يرتدي جلابيته بصدمة ويقول: –
– بنسي كيف دي، آنا عمري ما نسيت حاجة ويوم ما أنسي هنسي إني نمت مع مرتي، متي كان المرة اللي ف…
صمت بصدمة ألجمته حين تذكر تلك الصور المتقطعة أحقاً فعلها سابقاً وهذا هو دليله، أهو حقاً لمس حبيبته ونسي ليلتهم الأولى التي بمثابة ليلة عمرهم وحياتهم، مسح على وجهه بصدمة وغيظ من عقله بالتأكيد جرحها بقوة حين نسي فعلته وأبكاها فهو يعلم حبيبته تبكي على اي شئ…
تتهند بقوة من بين ضلوعه سمعت صوت تنتهدت من مكانها فرفعت رأسها له بأستياء وأنحنت تلتقط ملابسها غاضبة منه فشعرت بيديه تحيط ظهرها وخصرها بهدوء ثم جذبها لصدره فأرتطم ظهرها العاري الذي يشبه الصحراء الهادئة بصدره فأبقت صامتة وساكنة بين ذراعيه فقالت: –
– صقر.
أسكتها بقبلة ناعمة على ظهرها البارد بشفتيه الدافئة فأبتسمت بسعادة فإذا علم بوجود طفلها الأن فلم يستطيع المعارضة أو أثارت أي مشكلة وخلاف بينهم، أستدارت له بين ذراعيه وهو يطوقها ورفعت يداها تحسس لحيته ووجنته ثم قالت بهمس شديد ودفء: –
– صقر كفاية بُعد ياحبيبي آنا معرفش أنت ليه بعيد عني
كان يستمع لحديثها وهي تناديه بحبيبي، فهتف بخفوت مُستغرب حديثها: –
– حبيبك.
أبتسمت بخفوت شديد ومسكت رأسه بين كفيها وقبلت حبينها وهو تقول ( حبيبي ) ثم قبلت وجنته اليسري وقالت (روحي) ثم وجنته اليمني وقالت (قلبي) فنظرت لعيناه فجذبها له أكثر وقال: –
– بحبك ياجالان بحبك جد الكون كلته وببجي نفسي أفضل واخدة أكدة في حضني مخبيكي من الكل..
عانقته بسعادة وقوة كادت آن تخترق صدره وتختبي بداخله وهمست بأذنه قائلة: -.
– وأنا بحبك ياصقر ودموعي دي كلها كانت من شوقي ليك مش من زعلي منك آنا متأكدة آنك معملتش كدة ومبشكش فيك ولو بواحد في الميه والله…
أبعدها عنه وهو يقول بشغف: –
– تعالي بجي أقولك آنا، ايه اللي ميتنسيش العمر كلته…
قهقهت ضاحكة عليه وهو يجذب الغطاء عليهما ويسكت ضحكاتها بقبلاته…
جهزت أطفالها للخروج بيوم أجازتها من العمل وذهبت بهم للنادي اولاً وطبلت فطار لهم، نظرت ملك خلف أمها وقالت بسعادة وهي تترك سندوتشها: –
– يوسف جه
جاء نحوهم ركضاً وخلفه والده فقال بسعادة: –
– كنت هزعل لو مجتوش زي ما أتفقنا
وقبلهما الأثنين بدون خجل أمام والدتهم ووالده فضحكت قمر عليه طفل ذات الست سنوات يهوي اللعب مع أطفالها ودائماً يحدثوها عنه، فتنحنح أيمن بهدوء وأحراج ثم قال بغيظ: -.
– عيب يايوسف آنا علمتك تبوس البنات
– روح شغلك آنا هقعد مع طنط وصحابي
قالها وهو يختبي من والده خلفها وكأنه يخبرها بأن تحدث والده ليبقيه معاها، هتفت بخجل منه قائلة: –
– أتفضل أفطر معانا
جلس يوسف بسعادة بجوار الطفلتين وقال بعفوية: –
– اه نقعد نفطر معاهم
فجلس بخجل من تصرفات طفله وهو حائراً في سر تعلق طفله بتلك الطفلتين رغم الكثير من أصدقاءه، فطروا معانا وهم الاثنين يرقبوا الأطفال وحديثهم، فقالت ملك : -.
– يعني مش هتروح المدرسة النهاردة
– لا أجازة، طنط خلي ملوكة ولوكا يجوا المدرسة معايا هعرفهم على صحابي و والله هخلي بالي منهم
قالها بترجي طفولي وهو يمسك يدها برجاء، فضحكت عليه بسعادة من حركاته الطفولية ثم قالت: –
– لسه صغيرين ياحبيبي لما يكبروا شوية هوديهم
ضحك عليها وهي تتحدث مع طفله وجاء لهم النادل فدفع هو الحساب بدلاً منها، وقفت تجمع أغراضهم فوقف يوسف بحزن شديد يقول: –
– أنتوا هتمشوا.
– اه مامي هتودينا الملاهي
قالتها مكة بسعادة، رفعت ملك رأسها ل أيمن وقالت بترجي: –
– عمه خلي يوسف يجي معانا الملاهي
– مرة تانية ياحبيبتي عشان منزعجش ماما معانا
قالها وهو ينظر ل قمر بعد أن جاءته فرصة لقضاء اليوم معاها مُصاحبة ببسمتها، فأردفت بسرعة وعفوية: –
– لالا مفيش أزعاج آنا ممكن أخده معانا
– وتسبوا ابوه لوحده يعني
قالها بهمس لها حتى لا يسمعوا الأطفال مبتسماً لها، فضحكت له بخجل وقالت: -.
– ممكن تيجي معانا
فضحك عليها وعلى وجنتها الحمراء وذهبوا معاً…
فتحت ستائر الغرفة لتدخلها أشعة الشمس الذهبية تنير غرفتهما كما أنار اللّه حياتهم وأستدار له ثم قالت بعفوية: –
– صقر قوم ياحبيبي يلا
وضع الغطاء على وجهها بعد أن أزعجته أشعة الشمس المصلطة على عيناه، أقتربت منه بتذمر وجلست على حافة السرير ثم أبعدت الغطاء عنه وتردف بتذمر منه: –
– قوم بقي عشان تلحق صلاة الجمعة، يلا ياحبيبي آنا جهزتلك الحمام
أدار رأسه للجهه الأخرى وقال بصوت مبحوح أثر نومه: -.
– الساعة كام دلوج
– 10ونص يذوب تأخد حمام ونفطر قوم بقي ياحبيبي متتعبنيش
قالتها وهي تربت على كتفه وتيقظه، ففتح عيناه بتعب وقال: –
– متعبكيش مش أنتي اللي منيماني وش الصبح
خجلت من حديثه فأحمرت وجنتيها وقالت بخجل: –
– قوم بقي هفطر وأسيبك وبعدان آنا عاوزة سمك
فتح عيناه على مصراعيها ثم رفع حاجبيه لها وقال: –
– سمك ده اشمعنا بجي
– الله نفسي في سمك حرام، قوم بقي ياصقر اومال.
قالتها وهي تبتعد عنه بإرتباك، قام من مكانه وذهب خلفها، شعرت بيه يحتضنها من الخلف ثم يقبل عنقها ويردف بدلال: –
– صباحية مباركة ياحبيبتي
نكزت في صدره بذراعها وهو خلفها وقالت: –
– مانت بتعرف تقول أهو
كاد آن يتحدث لكن أستوقفه طرقات الباب دفعته بعيد عنها وذهبت لتفتح ووجدت فريدة وعلى وجهها علامات صدمة فسألتها بقلق: –
– مالك يافريدة
نظرت خلفها ورأته يقف بمنتصف الغرفة فقالت مُحدثه: -.
– صجر في واحدة عاوزة تجابلك تحت
نظرت له بغيرة ثم لأخته وسألتها بينما تضع يديها على خصرها: –
– واحدة مين دي وعاوزه ليه وتعرفه منين، اكيد ست زفته رقة
جاء من الداخل يربت على كتفيها بهدوء وقال: –
– مين يافريدة
أزدردت لعوبها بصعوبة وهي على وشك هدم حياتهم معاً بعد أن أصلحتها أمس بصعوبة وقالت بتلعثم: –
– أختها منال.
أتسعت عيناه بصدمة ألجمته حتى سقطت يده عن محبوبته وهي تقف بالمنتصف لا تفهم سر صدمته، أدخلها ومنعها من النزول وهي تكاد تنفجر من الغضب والغيرة عليه، دلف للحمام ليستحم قبل نزوله ولم تستطيع الإنتظار أكثر بعد أن علمت بأن هذه الضيفة حبيبته السابقة فخرجت من الغرفة ونزلت ووجدتها هناك تعطيها ظهرها…
أردفت جالان بأغتياظ ونفاذ صبر وهي تقترب منها قائلة: –
– أفندم.
أستدارت منال لها وأتسعت عيناها على مصراعيها وهكذا جالان نظرت نحوها بصدمة من رؤيتها أهذه زوجته التي سمعت عنها من البلد كلها وإختها تحارب، أحقا أختها تقف أمام صديقتها الوحيدة فقالت: –
– جالان، معقول أنتي مرات صقر
– أزيك يامنال واحشتيني
وعانقتها برحب وقوة لأشتياقها لها فبادلتها منال العناق بشغف وقالت وهي تبتعد: –
– وانتي كمان واحشتيني، أنتي مراته
أشارت لها بنعم ثم قالت بغيظ: -.
– استني بس هشوف الهانم اللي جاية تسأل على جوزي وأجيلك
تبسمت منال أبتسامة حزينة ثم أستوقفتها حين قالت مُردفة: –
– ربنا بيحب صقر عشان يبعتك له بعد كل المعاناة دي، آنا عرفت اللي حصل من أختي رقة
أفلتت جالان يدها من يد منال بعنف وصدمة ثم قالت عاقدة ذراعيها أمام صدرها: –
– أختك أنتي اللي عملت كدة، رقة أختك وأنتي حبيبته، تصدقوا لعبة جهنمية المفروض أرفع لكم القبعة مثلاً.
ذهلت منال من حديثها وأنفعالها، كان يقف في الخلف يستمع لحديثهم ثم تتنهد تنهيدة قوية من بين صدره وأقترب خطوة منهما وهو يري حبيبته تكاد تموت من الغيرة والضغط على أعصابها ونفسيتها بصدمات متتالية لكنه توقف حين صرخت منال وهي تمسكها من يدها
– أنتوا عايزين مني إيه أرحمو…
كنت تتحدث بأنفعال وجسدها يهتز فمسكتها من ذراعيها وهي تردف بقلق: –
– جالان.
وإذا بها تسقط منها فاقدة الوعي، فهلع نحوها بجنون وذعر ومسكها قبل أن تسقط أرضاً، كانت يده تحتويها بهلع دون الاهتمام بوجود منال، وضعت فريدة يديها على فمها بصدمة فهذا يعني بأن أخاها سيعلم بما يخفوا عنه وطفله الذي خلق برحمها، أربت على وجنتها بهلع قائلاً: –
– جالان، حبيبتي ردي عليا
كان جسدها مُرتخي على الآخر بين ذراعيه، حملها على ذراعيه وهو يصرخ بأنفعال: –
– عوض، أنت يابهيم.
دلف عوض مسرعاً وحين رأها على ذراعيه بدون حجابها أخفض نظره عنه أرضاً، فأكمل حديثه وهو يصعد بها: –
– شيع للداكتور بسرعة يازفت أوعاك تعاوج
ذهبت دون أن تحدثه بعد أن رأت صديقتها هي من تقف أختها أمام سعادتها، عادت لبيتها فوجدت أختها شاردة بتفكيرها فسألتها بأغتياظ: –
– بتفكري في آيه
فأجابتها بحيرة دون وعي قائلة: –
– بفكر أنزله
قهقهت منال من الضحك بسخرية وتهكم تعتقد بأنها تمزح ثم قالت: –
– تنزليه كمان.
وقفت وهي تصرخ بغيظ وحيرة لا مفر منها: –
– أنا هنزله لازم تساعديني
أتسعت عيناها بدهشة من طلبها وهي تخبرها بأنها ستقتل روح بداخلها وطفلها، فأجابتها بذهول وأستياء: –
– وصقر مش خايفة لما يعرف آنك قتلتي أبنه يقتلك، صقر مستحيل يسمحلك بده، ولا هو مش ابن صقر، قوليلي مين أبوه الحقيقي وأنا أقدر أساعدك بدل ما تنزليه وصعب ده جنين عنده شهور صعب تجهضي
صرخت رقة بها غاضبة وعي تدخل لغرفتها: -.
– نجطيني بسكوتك بجي مادام هتجضيها أسئلة
زفرت بضيق من أختها بعد أن تأكدت بأنه طفل أحد أخر ويجب أن تعلم من هو…
كان يقف بجوار الطبيب وهو يفحصها وهي تمسك بيد أخته خوفاً من ما سيقوله الطبيب بعد قليل، أبتسم الطبيب له وهو يقف يستدير له قائلاً بسعادة: –
– مبروك ياصجر بيه هتبجي اب، المدام حامل.
أتسعت عيناه بصدمة على مصراعيها وتزحزحت قدمه للخلف بدون أرادته وسقط نبوته من يده من لجمته بصدمة وقعت على قلبه أوقفته عن النبض سالبة منه الحياة، ذهب نظره لها بصدمة فأزدردت لعوبها الجاف بخوف من نظرته لها التي تكاد تقتلها فأختبئت بحضن فريدة خوفاً من غضبه صباحاً كانت حبيبته والآن تكاد تكون قتيلته
– ياريت بس بلاش نرفزة وعصبية خطر على الطفل في اول الحمل دي محتاجة راحة وياريت تتابع مع داكتور بجي.
قالها الطبيب بهدوء بعد أن رأي الصدمة على وجهه بدل الفرحة بخبر كهذا ثم أنصرف، لم يشعر بنفسه سوي وهو يجذب أخته من ذراعها بقوة ثم أخرجها من الغرفة بغضب وأنفعال، شهقت بخوف من غضبه حين أخرجها من حضن أخته وأخرجها وكأنه سيقتلها ولا يريد من أحد أن يمنعه، أستدار ينظر لها وأخذ يقترب منها وهو ينزع عبايته عن أكتافه ويستعد لقتلها وهي ومن تحمله بأحشاءها…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صقر الصعيد)