روايات

رواية صقر الصعيد الفصل الثالث 3 بقلم نورا عبدالعزيز

رواية صقر الصعيد الفصل الثالث 3 بقلم نورا عبدالعزيز

رواية صقر الصعيد الجزء الثالث

رواية صقر الصعيد البارت الثالث

صقر الصعيد
صقر الصعيد

رواية صقر الصعيد الحلقة الثالثة

دلف عوض للداخل على صوت صراخه العالي ووجد أنفه تسيل منها الدماء، كاد أن يقترب وهو يقول: –
– يا جناب البيه…
بتر صقر حديثه وهو يدفع له حسام بقوة ويردف قائلاً: –
– طلعه برا معاوزش أشوف خلجته في السرايا تاني، لو شوفت خلجته هيبجي يومك أسود
ثم دلف إلى مكتبه، أخذه عوض من ذراعه بخوف من هذا الصقر الشرس وأخرجه للخارج وهو يصرخ يناديها قائلاً: –
– جالان، صقر أديني مراتي، يا جالان آنا بحبك صدقني، جالان…
كانت واقفة في شرفة غرفتها تراه وهو يُطرد وينادها، تمسكت بقرارها دون أن تشفق عليه أو يحن قلبها له فهو الأن يطرق أبواب قلب رجل أخر تريد أن تحبه حقاً، أغلقت شرفتها ودلفت للداخل مُبتسمة بسعادة على صقرها القوي وكأنه حقاً أصبح ملكها وحدها فضحكت بخفوت فطالما قررت أن يكون لها فستفعل كل شئ ليكون لها…
في صباح اليوم التالي، في أحد منازل الصعيد دلف كامل المنزل وهو يقول: –
– يابويا عرف مين وصل النجع
فأجابه فاتح رجل في الستينات من عمره وهو يحتس كوب من الشاي بالنعناع قائلاً: –
– لا معرفش، مين اللي وصل المحافظ
فجلس كامل بجواره وقال بسعادة قصوي: –
– اللي مستنينوا من زمان يابويا، حسام ابو الدهب ووياه مراته
تتنهد فاتح بحسرة ثم قال بتهكم: -.
– ياولدي انسي ابو الدهب وسلسالهم، حجنا خدنا خلاص وجدام البلد كلتها، ربنا ينتجم من اللي كان السبب
– لا مخدنهوش يابويا وحجنا هنأخد والنهاردة كمان مهستناش
قالها كامل بغضب وأنفعال وهو يقف ثم خرج من بيته كما عاد لكن هذه المرة ليحصل على حقه…
• فاتح ابو زيد: – رجل في الستينات من عمره يملك أراضي زراعية كثير من أعيان النجع، له حق قوي مع حسام وقد يكون سبب طرده من العائلة والصعيد بأكمله
• كامل فاتح ابو زيد: – ابن فاتح ويعمل معه في الزراعة، ينتظر لحظة مقابلة حسام وأخذ حقه منه…
نزل من الأعلي وهو يتنحنح بهدوء وهو يسمع أصوات بالأسفل ماسكاً بيده نبوته وبالأخري عبايته، هبط للأسفل ودهش حين وقف أمامه طفلتين صغيرتين مُبتسمين له بعفوية وبراءة يشبهان بعضهم البعض بشده لا يفرقها شئ حتى ملابسهم مثل بعضهم، فقالت ملك ببراءة وهي تشير عليه بسبابتها: –
– أنت عمه صقر صح
أشار إليها بنعم وهو لا يعلم من هما ومن أين يعرفوا، فهتف مكة باسمة له: -.
– خالته جالان حذرتني منعملش دوشة عشان حضرتك متزعلش وتمشينا من البيت الجميل ده
أبتسم لهم فعلم من هم أولاد أختها مادامت هي خالتهم فجثو على ركبته وقال باسماً: –
– عجبكم الدار يعني زينة
نظرتا الطفلتان لبعضهم بأستغراب لهجته ورفع أكتافهم له للأعلي بعدم الفهم والمعرفة، أتاه صوت أنوثي من الخلف هادي قائلة: –
– معلش أصلهم مبيفهمش لهجتك، عمه قاصده البيت حلو
– جميل جدا يامامي أنا حبيته.
قالتها مكة بسعادة وفرح طفولي، تلاشت بسمته مع ظهورها لا يعلم من هي لكن حتماً أختها فعاد لوقاره بدون بسمة على وجهه ووقف معتدل، فقالت قمر: –
– أنا قمر بنت خالة جالان، عن أذنك هفطر الولاد
صعدت للإعلي بهم، سمع صوت بالمطبخ أعتقد بأنها أخته فدلف لها كعادته يقول: –
– فريدة أعمليلي جهو…
لم يكمل جملته حين وجدها هي وليست أخته، تقف هناك أمام البوتاجاز وتعد الفطار لهم مُرتدية فستان سيموني اللون بسيط بحزام من الخصر وبكم طويل مُنتهي بأسورة حول معصمها، تلف حجابها الذهبي تخفي به شعرها الجميل، تسمر مكانه وهو يتأملها بحجابها لأول مرة يراها، كانت به كحورية الجنة وهبطت على أرضه ومن ثم شعر بخفقات هادئة في قلبه، فاق من شروده بها حين هتفت بعفوية مُبتسمة له: –
– حاضر هعملك قهوة تحبها إيه.
أشاح نظره عنها بهدوء وقال بتوتر ملحوظ: –
– شكرا متتعبيش حالك هشربها مع الرجال
أستدار لكي يخرج فركضت خلفه بسعادة تناديه قائلة: –
– صقر أستني، صقر
نظر لها بهدوء يحاول أن يصطنعه لكي يخفي خلفه أرتباكه منها وضربات قلبه لها، فسألته بخفوت شديد ناظرة لعيناه مباشرة: –
– أنت مقولتيش هتعمل إيه، هطلقني ولا هتروح للشيخ ولا ايه
– أنا مبطلجش يابت الحلال، وهعملك اللي عاوزه مشان أعلم حسام كيف يتحداني ويتجرأ عليا.
قالها وهو يضرب بنبوته في الأرض بهدوء وأستدار ليذهب لكنها أوقفته تلك المرة وهي تمسك يده وتلف تقف أمامه ثم قالت باسمة له: –
– يعني أعتبر دلوقتي أنك خطيبي والثلاثة شهور دول خطوبة
شعر بالكهرباء تسير في جسده بأكمله مع لمستها ليده وتشبثها به، فأزدرد لعوبه بأرتباك وقال متحاشي النظر لها: –
– اه بس دا بيني وبينك بس جدام الناس أنتي مرتي وخصوصاً حسام ده لو شوفتيه.
إكتفت ببسمة مُشرقة على وجهها ثم تركت يده فخرج تاركها خلفه واقفة مكانها تنظر عليه وهو يرحل بهيام ثم تنفست الصعداء براحة وإمان، شعرت بيد تربت على كتفها بأستنكار، نظرت ووجدت فريدة فقالت باسمة لها فهي الأن أخت زوجها: –
– نعم، تفطري معايا
– أنا معايزش أشوف خلجتك برا أوضتك طول ما صجر مموجدش في الدار، شوفتك بتعصبني وتجبلي الضغط، إحنا نجلنا أغراضك في أوضة صجر.
قالتها فريدة بأستنكار وأستياء، فأبتسمت جالان لها وقالت بغرور عاقدة ذراعيها أمامها: –
– مش المثل بيقولك من القلب للقلب رسول، أنا طالعة أفطر مع قمر عن أذنك وياريت لما الولاد ينزلوا متضايقهمش عشان محبش أدوش صقر بمشاكلنا.
وقرصت ذقنها بأستنكار تهددها بأخباره، ثم دلفت للمطبخ وأخذت صنية الفطار وصعدت، جلسوا الأطفال يفطروا سويا وذهبت هي و قمر للغرفته تعيد أغراضها لغرفتها بعد أن أخبرت قمر ما ستفعله معه وأنها فمكانة خطيبته فقط ليست زوجته، ثم أخذت قمر أطفالها ونزلت بيهم للحديقة تاركها بمفردها…
كان يبحث عن سبب يجعلها تخرج من السراية ليأخذها عاقداً بأنها حقه وحده وهو من جلبها ويجب أن يعود بها فهي قلبه وعقله، تتنهد بقوة وهو يفكر بجده وسرعان ما طرد فكرته من عقله وذهب للسرايا لكي يعيدها حتى لو بالسرقة كما سرقها صقر منه…
نزلت كالطير بهلع تبحث عنها بعد أن وجدت غرفتها فارغة وتناديها: –
– جالان، جالان
خرجت فريدة من المطبخ على صوتها وتقول: –
– بتزعجي ليه
– جالان فين مشوفتهاش أنا مش لاقيها
قالتها قمر بخوف وهي تتذكر حديثها صباحاً حين إخبرتها عن طرده ل حسام وموافقته على زواجهما، سقط الطبق من يد فريدة بخوف من أخاها وقالت: –
– كيف دي ملجيهاش، صجر لو عاود وملجهاش هيجتلنا كلتنا، دوري عليها زين، عوض ياعوض.
دلف عوض راكضاً لها فسألته بهلع: –
– جالان هانم في الجنينة برا
– لا جنابك مطلعتش من السرايا واصل
قالها وهو ينظر للأرض مُتحاشي النظر لهم، ضربت بيدها على فخديها بصدمة وهي تقول: –
– يادي النهار اللي مفيتش، ياوجعة مربربة، غور دور عليها أنت ورجالك لازم اتلجوها جبل ما صجر يعاود ويجتلنا كلتنا غور
– ندور برا السرايا كمان
قالها بهدوء فصاحت به بأنفعال قائلة: –
– دوروا في اي داهية تأخدكم المهم تلجوها بسرعة.
خرج مُسرعاً ليفعل ما طلبته، جلست قمر تبكي بخوف عليها في هذا النجع الجديد عليها، وقفت فريدة بحيرة وخوف وتنظر في ساعتها من تارة لأخري خوفاً من أن يعود قبل أن يجدها عوض والرجال…
كانت جالسة على الأرض مقيدة اليدين مُرتدية فستانها وشعرها منسدل على ظهرها، جسدها يرتجف ولكنها تخفي خوفها بجراءتها تعلم بأن حسام من فعل ذلك بها ولن يستطيع أذيتها أبدا أكثر من ضربها كالمعتاد منه، حاولت لملمت فستانها من الأسفل بعد أن أنشق وهم يخرجوها من شرفة غرفتها بالقوة بدأ من ركبتها إلى الأسفل، حاولت أخفاء قدمها العارية بخوف من الرجلين الواقفين هناك، سمعت صوت خطوة تقترب منها فرفعت نظرها وأذا به رجل لا تعرفه…
عاد للسرايا ولم يجد رجاله بأمكانه، دهش في بدأ الأمر ودلف للداخل ووجد أخته تتحرك هناك ذهاباً وأياباً ووجهها شاحب، و قمر تجلس على الأريكة وبجوارها أطفالها ويبكون ثلاثتهم، فسأل بهدوء: –
– في ايه يافريدة بيبكوا ليه
نظرت نحوه بهلع من وصوله وهي لم تجدها حتى الآن، علمت بأن الجحيم سيفتح أبوابه على الجميع بسبب وصوله قبل عودتها، فقالت بتلعثم شديد: –
– أصل، أصل جالان مجلينهاش في السرايا…
لم تستطيع أن تكمل حديثها، نظر حوله ولم يجدها فسأل بهدوء مُتجاهل حديثها: –
– جالان فين؟
– بجولك ملجيهاش ياصجر في السرايا كلتها، جالان مموجداش
قالتها فريدة بخوف منه وهو يقف أمامها وقد تحولت ملامحه للغضب الشديد مكتوم بداخله، أعاد سؤاله مجدداً وهو لا يصدق ما قالته: –
– جالان فين يافريدة
أزدردت لعوبها بخوف شديد منه ومن غضبه الذي يكاد يلتهمها هي ثم هتفت بخفوت شديد: -.
– ملجيهاش في السرايا كلتها، آخر مرة جالت طالعة أوضتها ومن وجتها منزلتش ولا شوفتها
أغلق قبضته بغضب مكتوم وهو يصرخ منادياً عوض قائلا: –
– عوض أنت يازفت ياعوض
دلف عوض من الخارج له بهلع من عصبيته، فأستدار لها مجدداً وعقله يكاد يجن من القلق عليها حائراً لا يعلم أين هي؟ أخرجت ولم تستطيع العودة وحدها؟ آما أخذها حسام بالقوة من بيته؟ يردف بأهتياج قائلاً: –
– حسام فين.
– من ساعة ما طردته الصبح معاودش تاني السرايا..
أجابته بخفوت شديد متجنبة قسوته وغضبه الناري، أغمض عيناه بضيق وهو يعض شفتيه من الغضب بعد أن أكادت له بأن حسام مُختفي هو الأخر فبالتأكيد هو من أخذها بالقوة…
– أنت مين وعاوز مني إيه؟
قالتها بجراءة تخفي خلفها خوفها من هذا المكان ومن الرجال الموجودين حولها، فأجابها الشاب كامل قائلاً: –
– آنا واحد متعرفهوش بس ليا حج عنديك
نظرت له بأستغراب وسألته بأستفسار: –
– ليك حقي عندي آنا عمري شوفتك عشان يبقالك حق عندي.
– ليا كتير، آنا مين لما تجبلي وجه كريم هتجابلي واحدة أسمها زهرة أبجي أسأليها آنا مين وجوليلها أخوكي خد تارك من ولد ابو الدهب وعرفيها كيف جتلك زي ما جوزك جتلها
قالها وهو يخرج مسدسه من جيبه ومن ثم يصوبه عليها، أزدردت لعوبه بصعوبة وخوف منه ظهر أخيراً كانت تخفيه خلف شجاعتها وهتفت بتلعثم: –
– صقر قاتل
أتسعت عيناه بذهول ممزوج بصدمة وقال وهو ينزل مسدسه بخوف: -.
– انتي مرت صجر، صجر ممتجوزش، أنت مرت حسام مش اكده
– حسام قاتل
قالتها بصدمة ألجمتها من حديثه، فهل كانت تعيش مع قاتل وتهوم نفسها بحبه، فإجابها بغضب مُشتعل وهو يجذبها من ذراعها يوقفها ومن ثم يهزها بقوة: –
– ايوة جاتل، جتل خيتي بعد ما سلبها شرفها وضحك عليها، جتلها من تسع سنين زي مانا ما هجتلك دلوجت وأحسره عليكي.
صرخت بوجهه بغضب ممزوج بخوف يستحوذ عليها وهو يخبرها بأنه سيقتلها وأنها كانت تعيش مع قاتل مُغتصب لشرف البنات قائلة: –
– أنا مرات صقر مش حسام، حسام مش جوزي
أتسعت عيناه بصدمه على مصراعيها وخوف من غضب صقر الصعيد فجميعهم يلقبه بهذا القلب فهو هادي تماماً ولا يهتم لأمور النجع ولكن حينما يقترب أحد من أملاكه يفترسه حد الموت كالصقر حين يفترس فريسته، رفع يده بصدمة إلجمته يضعها خلف رأسه ويقول: –
– صجر لا مستحيل.
دفعها للرجل الذي يقف بجوار الباب بغضب وقوة ثم يقول بحيرة وهلع: –
– نيمها لحد ما نشوف هنعمل ايه في المصيبة دي الله يحرجكم
أتسعت عيناها بخوف وبدأ جسدها في الأرتجاف أكثر حين أخرج الرجل حقنة من جيب جلابيته ومسك ذراعها يعطيها لها، رأت الأخر يفتح الباب ويدخل فدفعته بقوة وركضت للخارج بعد أن أخذت جرعة كبيرة من المخدر وبدأت تبكي بخوف…
– الله يحرقكم كلتكم
قالها صقر وهو يخرج من السرايا فوجد عوض يأتي نحوه ماسكاً ب حسام معه رجل أخر من رجاله فهتف بهدوء: –
– بدر لاجيه جنابك بيطلع على الشجرة عاوز يفوت لاوضة الهانم
علم بأنها ليست معه وإلا ما كان جاء إلى هنا ويريد الدخول خلسة لغرفتها فقال وهو يركب سيارته: –
– لجحه في البدرون لغاية ما أعاود.
ثم خرج بسيارته يبحث عنها تحت أحتمال بأنها خرجت ولم تستطيع العودة وحدها والمكان جديد عليها، كان يبحث بأنظاره عنها يميناً ويساراً ويقود بسرعة جنونية بجوار النيل لكي يصل لها بأسرع وقت، وكل دقيقة تمر يخبره قلبه بأن هناك خطر عليها يخشاه ويكاد يفقدها كحبه السابق، مسح جبينه بيده بتوتر وخوف من فقدها ويتذكر كيف مسكت يده صباحاً وأبتسمت له وكيف أقتحمت غرفته أمس وقوتها وكبرياءها، أغمض عيناه للوهلة بعجز في أيجادها…
خرجت من هذا المكان تركض وهي تبكي ووجدت نفسها بكوخ خشبي وسط أراضي زراعية، ركضت بسرعة جنونية وهي تراهم خلفها باكية من الخوف وتلعن حسام على كل ما يحدث بها بسببه، ألم يكتفي من تدميرها حتى الآن والآن يطلبوا بحياتها بسبب جريمة فعلها هو، بدأ المخدر مفعوله بجسدها فسقطت أرضاً مما أدى لجرح قدمها اليسري العارية ولكنها وقفت بهلع من أقترابهم أكثر منها وأكملت ركضها تتمنى ظهور اي شخص يساعدها ويأخذها ل صقر لكي يحميها من هؤلاء القتلة الذين يريدون حياتها، كانوا يركضوا خلفها بخوف من أن تهرب وتذهب ل صقر وتخبره بما فعله بها ويقتلهم جميعاً مقابل خطف زوجته ومحاولة قتلها وأقتحم منزله، أخرج أحدهما مسدسه ويصوبه تجاهها وأطلق رصاصة ولحسن حظها رفع صديقه يده لتخرج الرصاصة بالهواء فئ الأعلى وقال بخوف: -.
– لو جتلتها هتجول لصجر ايه إحنا عاوزنا حية
أنتفض جسدها بهلع حين سمعت صوت الرصاصة وخرجت منها صرخة قوية وقد بدأت تشعر بضعف حركتها وركضها من المخدر وبدأت في الأهتزاز حتى رأت سيارة تمر على الطريق حاولت مقاومة المخدر وأسرعت في ركضها لكنها فشلت…
كآن يقود سيارته بسرعة جنونية يريد أن يصل لقلب النجع والسوق على أمل أن تكون ذهبت لشراء شئ وسمع صوت رصاصة نظر بملل وهو قلق عليها وصدم حين راها هي تركض هناك وخلفها رجلين، ضغط على فرامل سيارته فجأة وترجل منها بصدمة…
كانت تركض بضعف ورؤيتها مُشوشة على الأخير أستسلمت في النهاية لمفعول المخدر وأذا بها تسقط لكن ليس أرضاً بل في أحضانه بين ذراعيه، توقف الرجال فجأة بخوف حين ظهر صقر الصعيد وملامحه الغاضبة ووجهه الأحمر ينذرهم بحتفهم الذي سيلقوه، شعرت بيد تمسكها بقوة حتى لا تسقط أرضاً وسط الزرع فرفعت عيناها شبه مغلقتين ولم تستطيع تحديد من هذا ومن ثم فقدت وعيها بين ذراعيه، جلس بها أرضاً فوق الزرع يتفحصها بدهشة لا تصدق، بدون حجابها وملابسها ممزقة وأقدامها عارية أحدهم مجروحة وتسيل دماءها لوثت ملابسها، أبعد شعرها عن وجهها وهو يضم رأسها لصدره بخوف ورفع رأسه لهم فقال كامل بتلعثم وخوف: -.
– والله ما لمسناها ولا جربنا منيها خالص
حملها على ذراعيه وعاد لسيارته بهدوء ما قبل العاصفة يريد أن يجعلها بأمان اولاً ويطمئن عليها، وضعها بسيارته ثم ركب بجوارها وعاد للسراية بها، هلعت قمر بخوف من مظهرها هذا فوضعها بفراشها وخرج صامتاً…
أخذت حمامها بتعب في رأسها من الصداع الناتج من المخدر ثم غيرت ملابسها مُرتدية عباية أستقبال صفراء اللون ولفت حجابها بعد أن جففت شعرها بالأستشوار وخرجت من الغرفة فجذبتها فريدة من يدها تمنعها من النزول وأشارت للأسفل فنظرت ووجدته يجلس مع الرجال مُنفعل مُتكي على نبوته ويقول بغضب: -.
– أنا ليا عنديك حج عرب يافاتح بيه، زمان أنا لا جتلت ولا أتعديت على شرفك وخليتني أجدم كفني جدام البلد كلتها وأتصالحنا، لكن ولدك يتهجم على داري في غيابي ويخطف مرتي وعاوز يجتلها كمان ده اللي هسمحش بيه واصل
– حجك على رأسي من فوج ياصجر بيه، ولدي غلط ويستاهل كل اللي تجول عليه بس بلاش الدم كفاينا دم لحد أكدة، أنا مستعد أحب على رأس الهانم وأتسفلها كمان.
قالها فاتح بكسرة أمام أعيان النجع جميعاً، فهتف صقر بتهكم قائلاً: –
– ميلزمنيش أسفك أنت راجل كبير وجد أبويا وانا مشان خابر زين أن ملكش ذنب في تهور ولدك هرضي باللي يحكم بيه الرجالة مشان محدش يجول ظلمتك
– يبجي تدفع 100000 جنيه لصجر و محصول أرضك تبيعه بعيد عنينا عرفت يبجي خير وبركة معرفتش يبجي سيبه يبوظ ويعفن وده مشان ولدك معرفش هي مين ومشان تربى ولادك زين ميتهجمش على بيوت الخلج ويجرب من حريمهم.
قالها كبير الأعيان بحجود قلب، فهتف صجر بهدوء قائلاً: –
– بلاش المحصول كفاية 100000 جنيه ده باب رزجه وأكل عيشه ميرضنيش أجطعه بسبب أستهتار ولده
كانت تقف في الأعلي مُبتسمة تعلم بأنها حقاً أخترت رجل حقيقي، راقبته بنظرها وهو يودع الرجال ليرحل فركضت للأسفل بسعادة، كان يصعد الدرج بتهكم حتى سمع صوت خطواتها السريعة فرفع نظره ورأها تنزل نحوه، فتوقف بمنتصف الدرج مُنتظر وصولها أمامه فوصلت أمامه وقالت بمرح: -.
– آنا ليا النص على فكرة كفاية اني جبتلك 100000 بحالهم فلحظة
– كتير 100000
سألها بهدوء فإجابته بعفوية قائلة: –
– طبعاً كتير جداً
– أهو في الدجيجتين اللي وجفناهم دول دخل حسابي في الجاهرة زيهم وإكتر هبابه
قالها وهو يصعد الدرج، فأجابته بذهول قوي ملحوظ: –
– أنت بتهزر صح
– ههزر ليه
قالها وهو يصل للأعلي وهي بجواره، فسألته بهدوء وفضول: –
– إيه بقي حكاية زهرة وحسام دي
نظر لها بهدوء وقال…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صقر الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى