رواية صقر الصعيد الفصل الأول 1 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية صقر الصعيد الجزء الأول
رواية صقر الصعيد البارت الأول
رواية صقر الصعيد الحلقة الأولى
في القاهرة بأحدي عماراتها دلفت جالان شقتها في تمام الساعة الثامنة مساءً، وضعت حقائبها على أول مقعد قابلها بتعب ورأته يقف هناك يضع يديه في جيبه بغضب ظاهر في ملامحه، ركضت نحوه مبتسمة بوجه طفولي يبدو عليه الأرق وعانقته بسعادة وهي تهتف بدفء: –
– واحشتني
أبعدها عنه بقوة وهو يقول بأنفعال: -.
– ماهو مش معقول كدة، دي مش تصرفات واحدة متجوزة كل يوم أرجع وأستن ست الحسن والجمال لما تتنازل وتحن عليا وترجع من شغلها دي مبقتش عيشة
تحولت ملامح وجهها المُبتسم آلي اللا مبالاة وبرود شديد وقالت ببرود: –
– يعني عايزني أعمل إيه أسيب شغلي وأقعد في البيت أربي العيال اللي هم مش موجودين أصلا، أنت مبتتعبش يا حسام من الخناق بسبب الشغل، إحنا بقالنا 3 شهور متجوزين مفيش يوم مفهوش خناق..
صرخ بها بأنفعال وهو يمسك ذراعها بقوة ويجذبها نحوه حتى أصطدمت بصدره من قوته قائلاً: –
– ماهو أنتي لو ست زي الستات خايفة على بيتك وجوزك مكنتيش عملتي كدة على الاقل كنتي خليتي بيتك وجوزك رقم واحد في حياتك
نزعت ذراعها من قبضته وقالت بشجاعة: -.
– أنت عارف كويس آن بيتي وجوزي أهم حاجة في حياتي بس ده ميعنيش آني اقعد من الشغل وبعدين أنت واخدني بشتغل ايه الجديد بقي ومتفقين على الشغل من الأول لزومه ايه خناق كل يوم انا تعبت وأتخقنت من الخناق اللي مبخلصش
– معلش يا جناب السفيرة المفروض اجهزلك العشاء واستني جنابك لما ترجعي
قالها بغضب شديد، فهتفت بهدوء وهي ترسم بسمة مزيفة قائلة: –
– لا يا حسام نص ساعة والعشاء يكون جاهز.
كادت أن تذهب من أمامه فأوقفها وهو يمسك يدها ثم يردف قائلاً: –
– مش عايز اطفح شبعت من نكدك وقرفك أنتي مش هترتاحي غير لما اتجوز عليك وتشوفي الستات بتعمل ايه
رمقته بنظرة حادة ثم صرخت به بأنفعاله: –
– روح أتجوز وشوف واحدة تستحملك زي ده لو لاقيت أصلا
خرجت شهقة قوية من بين ضلوعها حين صفعها على وجهها بقوة ويردف بغضب: –
– تستحملني يابنت طب روحي وأنتي طالق يلا.
أتسعت عيناها الزرقاء على مصراعيها بصدمة، بعد أن طلقها للمرة الثالثة كبتت غضبها وأخذت شنطتها وصرخت بقوة حين مسكها من حجابها بقوة يخرجها من الشقة كما عادت…
• جالان: – فتاة شابة تملك من العمر ال 26 عام تعمل صحفية في إحدى الجرائد المهتمة بالموضة، يتيمة الوالدين ووحيدتهما، تزوجت من حسام عن حب منذ ثلاث شهور، شابة فاتنة الجمال وملامحها بريئة عكس شخصيتها قوية ولا تقبل الإهانة من أحد، عنيدة لأبعد الحدود…
• حسام: – رجل في مقبل عمره ذات ال 30 عام يعمل موظف حكومي بأحدي الشركات، يمتاز بعصبيته وعدم سيطرته عليها، يعشق جالان عشق جنوني وطلقها ثلاث مرات في ثلاث شهور زواج بسبب آنفعاله، ذات أصل صعيدي طرد من الصعيد لأسباب..
أستيقظت قمر على صوت جرس الباب، وجدت نفسها على الأريكة وبجوارها طفلتها الصغيرة ذات الخمس سنوات ملك غارقة في نومها ببراءة الأطفال مُتشبثة بها وعلى صدرها تنام طفلتها الصغيرة الأخرى توأمها مكة ، أبعدت مكة عنها بخفوت شديد حتى لا تستيقظ من النوم وذهبت تفتح الباب ووجدت جالان على الباب وتبكي، دلفت للداخل وهي تسألها بدهشة: –
– حصل إيه، حسام زعلك
– لا وأنتي الصادقة طلقني الثلاثة.
قالتها وهي تجلس على أقرب كرسي، صدمت قمر من حديثها ثم جلست بجوارها مُردفة بذهول: –
– الثلاثة ابن المجنونة، كدة مفيش رد لعصمته تاني، حصل إيه عشان يعملها، إحنا مش حذرناه ميعملهاش ويبطل عصبية
– ده حيوان أزاي يمد أيده عليا ويطلقني ده آنا هخرب بيته الناس تقول عليا إيه عروسة ثلاثة شهور وتطلق ثلاثة مرات، وكل ده عشان الشغل…
قالتها وهي تخلع جاكيتها بأنفعال من صدمتها وحجابها، هتفت قمر بحنان تؤاسيها قائلة: -.
– طب قومي ارتاحي ياحبيبتي، لما نشوف هيجي بكرة المجنون ده يبرر مصيبته بأيه وتعملي حسابك نروح للمأذون بسرعة خلينا نخلص منه وأياكي أسمع كلمة بحبه دي كفاية كدة…
دلفت لغرفتها بغضب شديد من فعلته وصدمتها، حملت قمر أطفالها ودخلت بهم لغرفتها…
• قمر: – إبن خالة جالان عمرها 27 عام، أرملة توفى زوجها بعد ولادتها لتوأمها بعام واحد، أمتنعت عن الزواج بعد وفاته لتربية أطفالها الصغار ملك ومكة.
في مكان بعيد عن القاهرة بمحافظة قنا وسط صعيد مصر وجمال أرضيه وأهله تحديداً بنجع أبو الذهب سُمي بهذا الإسم نسبة إلى كبيره ناجي أبو الذهب منذ زمن بعيد، بأخر البلدة توجد سراية ل صقر أبو الذهب تنازل عن حكم النجع كما كان يفعل والده وجده وأجداده ليباشر عمله المُستقل، سراية أقل ما يقال عنها متحف أثري أو قصر فرعون لأحد الملوك القدم، بدأ من بوابة كبيرة حديدية ومساحة كبيرة خضراء من الحدائق مزينة ببعض الطاولات وحولها مقاعد خشبية وفي زواية أخرى توجد أريكة أرجوحة تحت مظلة خشيبة وأمامها طاولة دائرية وبعض الكتب وسط الكثير من أشجار الفاكهة وهناك بعيداً مشتل للورود تبث منه رائحتهم الطيبة، أما أمام القصر هناك نافورة كبيرة دائرية تنبع منها الماء، بكل مكان بالحدائق يوجد حشد من رجاله بالملابس الصعيدية آما بداخل السراية الكثير من التحف والنجف والدرج مقابل الباب في نهاية الساحة وبينهم صالونات كثيرة و خالية من الخدم والحشم لا يدخلها أي شخص سوي واحد فقط عوض يلبي طلباته، تسكن معه أخته الصغري فريدة وتقوم بجميع الأعمال المنزلية…
هناك غرفة على اليسار كان يخرج منها صوته العالي وهو يتحدث في الهاتف بغضب وأنفعال شديد قائلاً: –
– أنت جنت فعجلك ياحسام كيف تطلجها التلاتة، كومان عايز ترجعها كيف دي الله يكسف كسفتنا جدام أهل مصر
قالها بغيظ شديد جالساً بغرفة مكتبه على كرسيه صاحب العجلات من الأسفل، ماسكاً بيده نبوته الفضي من الأعلي وأسود من الأسفل ثم أكمل حديثه بصوت جهوري قوي: -.
– طب أنا هجيلك ونشوف المصيبة دي هنعملوا فيها إيه اللي يحرجك على الصبح…
ومن ثم أغلق الهاتف بغيظ من أفعال ابن عمه المستهتر…
•صقر أبو الذهب: – رجل صعيد أصيل عمره 32 عام، يرفض الزواج بعد حبه الأول الذي ذهب هباً لأسباب، يكره الروتين، درس بجامعة سوهاج كلية الهندسة وبعد تخرجه عمل ببعض الشركات كمهندس بجانب دراسة دبلومة أدارة الشركات وعندما أخذ ورثه بعد وفأة والده فتح شركة له بالقاهرة في مجال العقارات والبناء يذهب بنهاية كل أسبوع لمتابعة عمله بها، يعشق حياته في الصعيد ويكره الخروج منه لأي بلد أخرى حتى القاهرة يذهب لعمله فقط، أبن عم حسام يساعده بعد أن طرد من الصعيد وقطعت العائلة صلتهم به.
• فريدة آبو الذهب: – أخت صقر الصغري عمرها 25 عام أنهت دبلومها، تعشق حسام لحد بعيد لكنها لم تستطيع الوصول له بعد أن طرد، وتعلم أخبره من أخيها
• عوض: – أحد رجال صقر ورئيسهم بمثابة ذراعه الأيمن يخدمه منذ أن كان طفل…
دق جرس الباب، تتنهدت قمر بهدوء لكي تستطيع الحديث معه وهي تعلم من يدق الباب جيداً، أدخلت أطفالها لغرفتها ونظرت ل جالان فأشارت إليها بنعم وهي تجلس على المقعد وترتشف الكابتشينو وتل فل حجابها بسرعة فهي محرمة عليه الأن، فتحت الباب ووجدت حسام هادئ تماماً وعلى وجهه تعابير الندم والأسف أكثر من أي مرة سابقة، فهتف ببرود وهي تضع يدها على الباب تمنعه من الدخول قائلة: –
– نعم جاي ليه بعد عملتك السودة دي.
– ممكن أقابل جالان
قالها بندم وهو ينظر لها بأسف وأحراج، فصرخت به بغضب وهي تقول: –
– تقابل مين، دي خلاص متحللكش ولا تنفع ترجع او تسامح خلاص يابابا متلزمناش
أتاها صوت جالان من الخلف عاقدة ذراعيها أمام صدرها تقول: –
– دخليه يا قمر
أدخلته ثم أغلقت الباب وقالت بحزم وهي تنظر له ببرود مُستفز: –
– نعم جاي ليه
– جالان أنا اسف ياحبيبتي مكنش قصدي خالص.
قالها وهو يمسكها من ذراعيها بأسف فنزعت يديه بعيد عنها ثم قالت بإنفعال شديد: –
– اسف دي هتعمل ايه أن شاء الله، آنا بقيت محرمة عليك للأبد ومبقاش من حقك تحبني، مش كنت عايز تتجوز روح أتجوز وأنا هتجوز وأعيش حياتي بعيد عنك
أزدرد لعوبه بصعوبة يجمع شجاعته ثم هتف بحب: –
– لا مش للأبد ياحبيبتي في محلل اتجوزيه يوم واحد بس وأرجعلي تاني.
أتسعت عيناها بصدمة من حديثه، شعرت بأن لسانها شل ولم يستطيع الحديث ثم هتفت بتلعثم من صدمتها: –
– محلل أنت مجنون
مسح على رأسها بحنان ثم قال بهدوء: –
– متخافيش ياحبيبتي ده واحد آنا بثق فيه ومش هيأذيكي
صرخت قمر به بأنفعال ثم قالت: –
– أنت أكيد أتجننت رسمي أطلع برا ياحسام بدل ما اصوت والم عليك الناس
خرج من الشقة بهدوء فنظرت ل جالان بدهشة وقالت: –
– ده مجنون.
دلفت لغرفتها وظلت اليوم بأكمله تفكر بحديثه وبشئ أخر هام، وإذا وافقت هل ستعود له ولأهانته المستمرة لها وشجارهم، رن هاتفها مساءاً بأسمه فأغمضت عيناها بأستسلام ثم فتحت الخط وأجابته عليه بجدية ووافقته.
في اليوم التالي توقفت السيارة أمام بوابة السراية وضغط على البوق ففتح له البوابة الرجال فدلف بسيارته وهي تجلس في الأمام بجواره وفي الخلف تجلس قمر وأطفالها الصغار غاضبة من قرار جالان ، جلست تتفحص المكان وتشاهد الحديقة بأنبهار وذهول والرجال في كل مكان، أوقف السيارة أمام النافورة ووجد فريدة في أستقبالهم ورحبت ب حسام بأشتاق و رؤيته بعد كل هذه السنوات، هتفت فريدة متجاهلة جالان و قمر قائلة: -.
– طلع الشنط فوج ياعوض.
تفحصتها جالان ببرود وهي تمسك في يد حسام فتاة بعمرها شعرها أسود مموج طويل وعيناها بني غامق وبشرتها حنطية، جسدها ممشوق طويلة نسبياً مُرتدية عباية أستقبال زرقاء وعلى رأسها حاجب بسيط يزينها دون لفه وأخفاء شعرها، لم تشعر بغيرة عليه أو أي شيء فقد أكتفت من أهانته والفضل له بأفعاله بردت مشاعر وتقمص حبها حتى بدأ في التلاشي من قلبها لكنها جاءت هنا ووافقته لهدف أخر ترغب به وحدها، دخلت وهي تمسك بيدها ملك وخلفها قمر تمسك طفلتها الأخري، تأملت السرايا من الداخل بنظرها بذهول وصعدت مع فريدة إلى الاعلي صامتة لم تنطق بحرف…
في غرفة مكتبه كان يقف مستمعاً لحديثه وأقتراحه حتى صاح به مُستدير له…
صرخ صقر به وهو يرمقه بنظرات شرسة قائلاً: –
– مش بجولك انت جنيت على الاخير، طب جول أجوزها واحد من الرجالة لكن أنا ده جنان رسمي…
هتف حسام بهدوء قائلاً: –
– أنا مأمنش حد من رجالتك على مراتي، لكن أنت آنا واثق آنك مش هتلمسها ولا هتقرب منها ابدا.
– ده على اساس ان المحلل ده لعبة ده جواز يعني لازم يكمل سواء انا او غيري ومادام بتحبها أكده بتطلجها ليه الثلاثة يا مفتري
قالها صقر بحزم وهو يجلس على كرسيه…
ساعات قليلة ودق باب غرفتها ففتحت قمر ووجدت فريدة تحمل بيدها دفتر المأذون وصور قسيمة الزواج، مضيت جالان وهي تقرأ أسمه بحذر صقر ، خرجت فريدة ثم دلفت جالان إلى حمام غرفتها وأخذت حمامها ثم خرجت وجلست أمام المرآة تصفف شعرها وتجففه بالأستشوار، فسألتها قمر بحيرة من صمتها وموافقتها للزواج من محلل: –
– وأخرت الهدوء والسكوت ده ايه، ناوية على ايه يا جالان.
وقفت من مكانها ترتدي حذاء بيتي بقدمها ثم رفعت نظرها لها وقالت بجدية وتحدي: –
– ناوية أربي حسام وأدفعه تمن كل الاهانات دي واخرتها تمن القلم اللي ضربهولي وسُمعتي اللي دمرها وسط الناس بكلمة انتي طالق اللي بيقولها
وقفت قمر بذهول وقالت: –
– قصدك إيه
– قصدي اني اللي يحسره ويكسره اني اتمم الجوازة دي وأنا ناوية أذيله، عن أذنك عشان الحق جوزي قبل ما ينام.
قالتها بأستعجال وتحدي، أوقفتها قمر وهي تمسك يدها تمنعها من الخروج قائلة: –
– أنتي هتروحي لحسام اوضته باللبس ده
أبعدت يدها عنها وقالت بغرور وكبرياء: –
– انا جوزي أسمه صقر ياقمر أفتكري أسمه كويس وأتعودي عليه.
خرجت من الغرفة وأتجهت لغرفته ووجدت عوض يقف أمام باب غرفته دهشت من وجوده أهذا المُدعو بزوجها ينام وعلى باب غرفته حارس، كادت أن تدخل لكن منعها عوض وهو يقف أمام الباب مُتحاشي النظر لها وهي بملابسها هذه ناظراً للأرض ثم قال: –
– جنابك ممسموحلكيش تفوتي على اوضة جناب البيه
هتفت بثقة وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها بكبرياء قائلة: –
– وجنابك عندك أوامر تمنع مراته من الدخول.
صمت لوهلة دون النظر لها، فأبعدته عن طريقها دلفت للداخل…
وقف أمام سريره بتعب من عمل اليوم وتلك الكارثة آلتي فعلها بزواجه من امرأة لا يعلم عنها شئ أو كيف مظهرها حتى آو شخصيتها ماهي، نزع عمامته ثم عبايته عن أكتافه وكاد أن خلع عبايته لكنه سمع صوت عوض من الخارج أستدار وتسمر مكانه بذهول حين رأها أمامه…
رواية صقر الصعيد الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني
أستدار وتسمر مكانه بذهول حين رأها أمامه، تقف هناك بجوار باب غرفته فسألها بذهول وهو يقترب منها بحزم قائلاً: –
– أنتي مين، أنتي من بنات مصر صوح، مين فيهم
أعتقد بأنها أحدي ضيفاته فحين رأى أخته تصعد لهم بالعصير كانت تحمل أربعة كأسات فلم يدري بأن هناك طفلتين منهم صغار، كان يعتقد بأنها أخطأت في دخول غرفته، لكنها أوقفته مكانه حين قالت بكبرياء عاقدة ذراعيها أمام صدرها: -.
– أنت بقي صقر، أنا جالان مراتك وحطي تحتها مليون خط.
تسمر مكانه بعد جملتها أهذه هي زوجته التي جعلت ابن عمه يجن بها، أهو جن بها لشخصيتها القوية آما لجمالها، تفحصها بهدوء شديد فتاة شديدة الجمال فاتنة وكأنها أجمل امرأة في العالم وحازت على لقب ملكة ملكات الجمال في العالم، قصيرة إلى حد ما تقريباً في حدود 150سم لكنها نحيفة مما جعلها ضئيلة جداً أمامه مُرتدية بيجامتها القطني بنطلون واسع طويل وتيشرت بنص كم ضيق قليلاً مرسوم عليه ورود، شعرها البني حرير ناعم بغزارة طويل يصل لنهاية ظهرها وعيناها الزرقاتين واسعتين وأنف صغيرة وشفتين بلون الفراولة وبشرة بيضاء، سأل نفسه أجملها من جعل حسام يصر على زواجه هو منها خوفاً من أن يطمع بيها أخر يتزوجها ويحرمه من ردها له، أزدرد لعوبه بصعوبة من توتره بوجودها وجمالها الفائقة ثم سألها بخفوت: -.
– وجاية اهنا ليه؟
– آنا مش عايزة أطلق
قالتها وهي واقفة كما هي، أتسعت عيناه بذهول من طلبها كان يعتقد بأنها تحب حسام لذلك وافقت على هذا الزواج فسألها بذهول وهو يكمل خطواته نحوها حتى وصل أمامها: –
– ليه مش ده جوزك واللي جاله انكم بتحبوا بعض
هتفت بغضب وهي تضغط بأصابعها على صدره قائلة: –
– أنت جوزي، وأنا مش عاوزه أطلق ومش طالبه منك حاجة أعتبرني ضيفة عندك فترة وهمشي بعدها
– وحسام.
سألها بهدوء وهو يضع يديه خلف ظهره، فأجابته بأنفعال: –
– هو أنا مش دلوقتي مراتك وعلى ذمتك، ازاي تتكلم معايا عن راجل تاني عادي كدة، هو مش أنت راجل صعيدي واللي أعرفه عن الصعايدة انهم رجالة اللي يبص لمراتهم بفتحه فيها بحور دم، ولا انت مش صعيدي بقي وحتى لو مش صعيدي ازاي تتكلم مع مراتك عن راجل تاني فين رجولتك ونخوتك.
غضب من حديثها وهي تتحدث معه وتهين رجولته وتقلل منها، كاد أن يقتلها بعد هذا الحديث عنه لكنه صدم حين دلف حسام لغرفته وخلفه عوض يمنعه من الدخول فأشار إليه بالخروج
هتف حسام بغضب وغيرة عليها من وجودها أمام رجل أخر هكذا وفي غرفة نومه قائلاً: –
– بتعملي إيه هنا يا جالان وأزاي تخرجي من أوضتك كدة
– واحدة في اوضة نوم جوزها هتكون بتعمل إيه وبعدين أنت مالك كنت واصي عليا ولا من باقية عائلتي ياسيدي.
قالتها وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها بتحدي مُستفز، فمسكها من ذراعها بقوة وتأوهت من قبضته بألم وهو يقول: –
– جوزك مين، أنتي أتجننتي ياجالان
صدم حسام حين صفعته على وجهه بقوة بيدها الأخر بقوة وهي تقول بحذر: –
– أنت زبالة وسافل وأياك تاني مرة تلمسني وأعتبر ده جزء من اللي ليك عندي.
صدم صقر من رد فعلها عليه وصفعتها له صمت وهو يحاول أن يفهم شخصية هذه المرأة، جذبت ذراعها من يده ثم أكملت حديثها بكبرياء كان يجب أن يحذر منه حين أهانها بحديثه وضربه لها: -.
– لتكون فاكر أني طاوعتك وجيت هنا عشان ارجعلك ده نجوم السماء أقربلك، أنا جيت هنا عشان أذلك وإربيك وأدفعك تمن كل اللي عملته فيا وضربك ليا كأني جارية عندك، والراجل اللي أنت أختارته بنفسك هيكوني جوزي غصب عنك وأنت مش هتقدر تعمل حاجة وأتفضل برا بقي عشان أنت محرم عليا ومينفعش تشوفني كدة.
أتسعت عيناه على مصراعيها بصدمة من حديثها له وهي تخبره بأن لن تعود له وستتزوج من من أختاره بنفسه، فأشتغل غضبه وزادت عصبيته كعادته وصرخ بها: –
– تذليني وتربني أنا يابنت بعد كل ده
رفع يده ليصفعها مجدداً، أغمضت عيناها بخوف منه بعد أن تلاشي كبرياءها ونظرات تحديها له وشعرت بأرتطام رأسها بشي صلب دافئ، صدم حين مسك صقر يده بعد أن جذبها لصدره وعيناه تشع غضب، وقال بصوت خشن قوي: -.
– لحد أهنا وكفاية، آنا هملتك تحدد وياها وأنت خابر زين أن عندينا أهنا مفيش راجل بيتحد ويا مرتك كيف مانا هملتك تتحد وياها لكن توصل آنك تفكر تمد يدك عليها يبجي الله يرحمك وأنت خابر دا.
فتحت عيناها بأرتباك من قربه هكذا منها وهي تسمع حديثه مع حسام رفعت رأسها له تتأمل ملامح وجهه وهو غاضب وظهرت خطوط على جبينه عاقداً حاجبيه وعيناه العسلية ضيقة ولحيته البسيطة مع بشرة حنطية طويل للغاية بجانبها فيما يقارب 185سم وعريض القامة وصدره صلب ممشوق بعناية شعرت بعضلات بطنه البارزة ظلت تتأمله وهي بين ذراعه ولم تنتبه لشجاره مع حسام بسببها، جذبها من ذراعها بخفوت وأبعدها عنه وهو يمسك حسام من ذراعه ويخرجه خارج الغرفة وهي تقف بمنتصف الغرفة تتابعه وهو كوحش يدافع عنها ويحميها من الأغراب، صرخ حسام مُحدثها وهو يخرجه من الغرفة: -.
– لما تخرجيلي يا جالان أنا اللي هربيكي
أغلق باب الغرفة ثم تتنهد بقوة وزفر من وجودهما بعد أن أقتحموا حياته الهادئة وأستدار لها وجدها تضحك بسعادة طفولية أعتقد بأنها لبوة شرسة لا تعلم شئ عن الضحك أو البراءة لكنها مثل كل البنات بداخلها طفلة تظهر وقت سعادتها، أزدردت لعوبها بخجل منه وهو يرمقها بنظره ومن ثم أقترب منها بإنفعال وقال: –
– عجبك عمايلك دي، مين جالك تدخلي أهنا وبخلجاتك دي.
رفعت رأسها له بشراسة بعد أن تلاشي خجلها وضحكتها وعادت تصيح به بقوة: –
– عمايلي إيه، آنا في أوضة جوزي هو اللي دخل زي الحمار من غير أذن هتلومني آنا ليه
– جوزك، ده جواز مزور ولا مؤخداش بالك من ده يعني جدام ربنا باطل وغير شرعي
قالها بسخرية من أصرارها على كونه زوجها وهو يجلس على السرير، هتفت بجدية وهي تقف أمامه قائلة: -.
– عارفة مزور وأنت اللي زورته مع حسام لكن قدام الناس أنا أطلقت من ثلاث شهور، زورتوا قسيمة طلاقي يعني خلوتني مطلقة الثلاثة طلقات في أسبوعين جواز والله متشكرين على سمعتي اللي دمرتوه
رفع نظره لها بشفقة على حالها ونصيبها الذي أوقعها في أبن عمه المستهتر بكل شئ فقال بحدة وصوت جهوري: –
– آنا مزورتش حاجة يابنت الحلال حسام اللي زور جسيمة طلاجك في مصر مش أنا.
– عشان كدة عايزك تكمل جميلك وتمم الجوازة دي قدام حسام
قالتها بتحدي، نظر لها بصدمة من طلبها وصمت لوهلة، كانت ترمقه بنظرها منتظرة رده، مسك نبوته بحيرة يحركه أمامه ثم قال: –
– أتممه كيف دي حتى لو بالحديد جدام حسام…
صمت لوهلة ثم أكمل حديثه بحيرة…
هتف صقر بتهكم مُتكي على نبوته بحيرة شديدة من حديثها قائلاً: -.
– إحنا جوازنا باطل ولا موخداش بالك انك أتطلجتي إمبارح والنهاردة على ذمة رجل تاني من غير شهور عدة
جلست بجواره على السرير بهدوء وقالت بنظرة تحدي قائلة: –
– عارفة، بس حسام مأخدش باله من دي عشان عايز يرجعني بسرعة له، وبصراحة مش عايزه يأخد باله عشان أربيه.
رفع نظره لها بحيرة من هذه المرأة ماذا تريد أن تفعل به وبطليقها، أهي جرحت منه بتلك القوة لدرجة أنها تريد الإنتقام منه مهما كلفها الأنتقام ثم هتف بجدية ووقف بوقاره وصوت جهوري خشن قائلاً: –
– وجوزك هيسكت على ده، بلاش تتدخلوني في خناجاتكم لاني مصغيرش مشان تلعبوا بيا كورة، أنا لما بجول كلمة واحدة بتجفلي بلاد وسلطات بتترمي تحت رجلي هتجوا أنتوا على أخر الزمان تصغروني جدام الخلج.
وقفت هي الأخري معاه وقالت بخفوت وهدوء: –
– لا طبعا مفيش واحدة بتصغر جوزها وأنا عمري ما هصغرك انا طالبة منك تساعدني وتقف معي أعتبرني زي أختك ومحتاجة مساعدتك مش أكتر، وبعدين انت اللي بتصغر نفسك بنفسك
أستدار لها يرمقها بنظرة غضب مُشتعل بداخله من جملتها الأخيرة وقال: –
– كيف دي آنا عمري ما هصغر نفسي لاني تعبت جوي في تكوين مكانتي دي.
نظرت له بتحدي وقالت بجراءة دون أن تخشي نظرته الغاضبة وعيون الصقر المصلطة عليها كفريسته تبث منها نار غضب تكاد تلتهمها: –
– لما تقول جوزك على واحد مش جوزي يبقي بتصغر نفسك، جوازنا باطل او سليم أنت جوزي وأنا مراتك وفي قسيمة جواز تثبت دا تزوروها أنتوا دي متخصنيش، حسام طليقي ياصقر بلاش تصغر نفسك بنفسك
مسكها من ذراعها بغضب وقوة وهو يجذبها له حتى أرتطم جسدها الضئيل بصدره وهو يرمقها بغضب أكبر ويقول: -.
– أنتي عاوزه ايه بالظبط بحديدك ده
نظرت له بتحدي وكبرياء لم يراه بأمراة غيرها من قبل، فلم يجرأ أحد على تحديه سواء كان رجل او أمراة ثم أردفت بشجاعة: –
– أنا هقولك أنا عاوزة آيه، أنا عاوزك أنت.
أنتفض جسده من طلبها وسقطت يده من ذراعها يتركها بصدمة قوية وأبتعد خطوة عنها للخلف، رمقته بتحدي ونظرة سخرية من صدمته التي ألجمته من طلبها التي ترغب به، دهشت من صدمته فأبتسمت بخفوت شديد وخجل من تفكيره الواضح بملامحه ثم أكملت حديثها بخجل منه توضح له ما تريده قائلة: -.
– أنت دماغك راحت لإيه آنا عاوزك أنت بمعني انك تطلقني حالا وبكرة الصبح تطلع قسيمة طلاق وبعد شهور العدة تتجوزني او تروح لشيخ تقوله أننا اتجوزنا من غير عدة وجوازنا باطل وعايزينه يكون سليم وشوف هيقولك ايه ونعملوا وكل ده من غير ما حسام يعرف خليه فاهم إن كل آنا مراتك.
أزدرد لعوبه بأحراج من تفكيره وهو يتأمل خجلها وحديثها برقة لم يراها من قبل سوي هذه الدقائق وجعلته حائراً بها حد الجنون اهي شرسة متكبرة ام طفلة صغيرة تخشي العنف ام امرأة حاجدة تستطيع أخذ حقها وثمن أهاناتها ام فتاة تخشي الله وتريده معاها مساندها، تخجل ام تعرف الكبرياء فقط، متكبرة ام تصطنع القوة لتحمي نفسها من غدر البشر، جميلة روحها كجمال جسدها ام شريرة عنيفة…
لم يشعر بتلك الحيرة في أمراة من قبل، تخجل وتتشاجر وتصارع وتتكبر وتخاف وتضحك وغيرهم كثير في أن واحد، سألها بهدوء متحاشي النظر لها بسبب توتره وحيرته: –
– وأنا إيه اللي يخليني اوافجك، طب مانا ممكن اروح دلوجت اجول لحسام واد عمي على طلباتك دي
ضحكت بصوت عالي ساخرة من حديثه ثم قالت وهي تقترب منه أكثر بجراءة قائلة: -.
– واد عمك اللي خليك كوبري، خروف بينه وبين مراته السابقة عشان يرجعها، أنت مش واخد بالك ان حسام دمر سمعتك ورجولتك، بالمحلل دي خليك ربع راجل
كانت تتحدث بشجاعة تامة مُعتقدة بأنها ستكسره وتجبره على الموافقة بحديثها لكنه صدمها حين مسكها من أكتافه بيديه وضغط عليهم بقوة وقال بعين تبث شر يكاد يلتهمها بين كفيه: –
– واضح إن اللي عمله حسام فيكي مكسركيش صوح وأنا اللي هكسرك بيدي على طولة لسانك دي.
كان يجب أن تعلم مع من تتحدث ومن تريده يلعب معاها، كان يجب أن تحذر من شخصيته فهو تماماً كالصقر وهي أمامه مجرد فريسة لا أكثر يفعل بها ما يريد، دهشت من قوة شخصيته الذي لا تعلم عنها شي ويبدو أنها بجواره نقطة في بحر من القوة، تألمت من قبضته ولكنها أصنعت القوة والصمود وقالت: –
– أنا بطلب منك تكون راجل بدل كوبري، تتجوزني بمزاجي مش ليلة واحدة والصبح تطلق، اعتبرني بردلك كرامتك ورجولتك اللي حسام نزلهم الأرض.
كان صامتاً ناظراً لعيناها الزرقاء تماماً كما فعلت هي ورفعت نظرها لعيناه مباشرة والأول مرة تشعر بقشعريرة تسير في أنحاء جسدها بأكمله من عيناه تماماً كالذي يسقط بحادث لكن رغم روعته وبشعته وقوته لم تطلب المساعدة من هذا الحادث فعيناه بأجمل حادث قد تراه في حياتها رغم قوته وشراسته لم تحاول مقاومة أسر يديه لأكتافها أو حتى الصراخ لينقذها أحد من قبضته كانت تشعر بسحر عيناه المصلط على عيناها يسحرهما له فبقيت ساكنة بين يديه ناظراً لحادثها الجميل، أما هو كان يشعر برعشة جسدها التي تدل على قشعريرته الزائدة لكنها ساكنة بهدوء رائع بين يديه وناظرة له بعيناها الزرقاء، يشعر وكأنه ينظر للبحر المتشابه مع عيناها في لونه وصفاءه أو للسماء لحظة هدوءها وهي خالية من الغيوم والسحب، حاول أبعاد يده عنها أو خروج عيناه من أسر عيناها وجمالهما لكنه لم يستطيع الحركة كأنه تجمد مكانه بأمر منها مُنتظر أمر أخر من ملكته لكي يبعدهما، شعرت بحرارة جسدها تزداد ووجنته تكاد تنفجر من السخونة وحرارتها المرتفعة تعلم بأنهم الأن في شدة أحمرارهم بسبب خجلها من نظرته، أنزلت نظرها بعيداً عن عيناه فإذا به يفوق من سحرها ويتركها بخجل وأحراج مُستديراً بسرعة البرق، مسحت على رأسها بأرتباك وقالت بتلثعم: -.
– ياريت، تفكر في، كلامي
مرت من جانبه لكي تخرج فأوقفها بحديثه: –
– أستني، هوصلك
قالها وهو يتذكر حديث حسام وأنه سينتظرها خارجاً…
كان ينتظرها في الخارج بجوار عوض وكل دقيقة تمر عليه كان يزداد غضب وأنفعال حتى فلتت كل أعصابه، فتح باب الغرفة وخرج منها هو أولا يشير ل عوض بالنزول في الأسفل وفور نزوله، خرجت هي مُرتدية عبايته ووشاحه على رأسها كحجاب لها مما زاد من غضب حسام فقال بغيظ وهو يقترب منها: –
– إيه القرف اللي لابسه ده، أقلعيهم من عليكي
كاد إن يلمسها فوقف صقر أمامه بجدية يرمقه بنظرة غضب وقال: -.
– أنا لسه مطلجتش ولحد ما أعملها دي مرتي وأنت خابر اني راجل صعيدي ودمي حامي هبابه فحذري تلمسها
ثم أبعده عن باب غرفتها المقابل لغرفته ودق عليه أولا يخبر من بالداخل أنه سيفتح ومن ثم فتح الباب وأدخلها دون النظر بداخل الغرفة وعيناه على حسام تخبره برسالة واحدة ( إياك والاقتراب من عرضي ومرتي )، مسكه حسام من ذراعه لكي ينزل به للأسفل، فنزع ذراعه بغضب وعدل من هيئته ونزل للأسفل بوقاره وهيبته…
وقفت قمر بهلع حين دلفت بملابسه وقالت: –
– عملتي إيه؟ وايه اللي لبسك الهدوم دي.
لم تجيب عليها وأنزلت وشاحه عن رأسها إلى عنقها ثم أتجه للأريكة السرير ومددت جسدها عليه مُستلقية على ظهرها ناظرة للسقف بهيام وهي تفكر بهذا الصقر حين غضب على حسام ومنعه من ضربها وقبضته القوية وعيناه الساحرة كانت تعتقد بأنها قوية لكنها مجرد نقطة ببحر قوته وشراسته، رفعت يدها إلى ملابسه تتشبث بهما بقوة وهي شاردة به حين أخبرته بأنها محجبة وكيف حذرها من الخروج هكذا مجدداً من غرفتها حتى أمامه قائلاً: -.
– تاني مرة مطلعيش من أوضتك أكدة تاني حتى جدامي إحنا جوازنا باطل لحد ما أشوف هعمل ايه فالموضوع دا
أغمضت عيناها واضعة يديها على وجهها وهي تضحك بخجل وتذكرت كيف أوصلها لباب غرفتها مُعززة مُكرمة، كانت تفكر به وكأنها لأول مرة تري رجل حقًا ولم تحب رجل من قبل او لم تقابل رجل بحياتها بالأحرى لم تقابل صقراً في حياتها الماضية، ضربتها قمر على كتفها تقظها من أحلام اليقظة التي تحلمها تقول: –
– عملتي إيه.
أجابتها وهي تجلس أمامها بهدوء: –
– معرفش آنا كنت بزعق وبتخانق وتشوفني تقولي عاصفة الهلاك فجأة بقيت زي اللي عايش في الجنة بين نعمها وجمالها وكأني حورية من حوريات الجنة
رفعت قمر حاجبها لها بذهول ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت: –
– سلامتك ودا من إيه
– صقر، من صقر، وعين صقر، نزل عليا بعيناه وقوته أفترس قلبي وعقلي.
قالتها وهي تضم قدميها لصدرها بحنان وأمامها عيناه فقط وهو ينظر بهما داخل عالم عيناها الزرقاء، فضربت قمر رأسها بقوة حتى صرخت بدون إرادتها من الألم وقالت: –
– إيه في إيه
– أنتي مخك لسع صح، راحة تتخانقي وجاية تقوليلي قلبي وعقلي وحسام ياست الحسن مش كنت كل ما أكلمك تقولي بحبه
قالتها قمر بصراخ تذكرها بما سبق، فضحكت ساخرة وردت عليها بحسرة وحزن: -.
– حسام، حسام من كتر اهانته ليا وضربه خلاني أكرهه، من كتر الخناق وتقليله مني ومن كياني حتى من انوثتي كان بيقلل منها خلاه مشاعري تبرد من ناحيته لحد ما الحب اختفي من قلبي، حسام اللي خسرني الحب، ده عمره ما حسسني أنه بحبني كل شوية يقولي مجنون بيك واسف ومقدرش أعيش من غيرك بس يشتم ويهين ويطلق بسهولة، افعاله معايا كرهتني فيه وأنا قولتها وهقولها آنا جيت هنا عشان اربيه وأذيله وادفعه تمن كل حاجة عملها فيا، وبعدها أقوله مع السلامة متلزمنيش، حسام كرهني فيه بدل ما يحتويني ويحببني فيه أكتر.
كانت تتحدث وهي تجهش في البكاء تتذكر ماضيها معه، أنهمرت دموعها الحارة على وجنتها وهي ترتجف مع شهقاتها القوية، أزدردت قمر لعوبها بأحراج بعد أن ضغطت على جرحها فضمتها لها تربت على ظهرها بحنان وتؤاسيها…
– ده اللي أتفقنا عليه، أنت يا صقر بتسرق مراتي مني
قالها حسام بأنفعال شديد ووجه أحمر من قمة غضبه وغيظه، فهتف صقر بهدوء: –
– أولاً دي مش مرتك دلوجت، تانياً آنا مسرجتهاش أنت جولت أطلق الصبح وأنا عند وعدي وهطلج الصبح لكن…
وقف من مقعده بأنفعال شديد يكمل حديثه بغضب بعد أن أهانة حسام رجولته بالكامل قائلاً: -.
– لكن تجتحم أوضتي بطريجتك دي مسمحش، تفكر آنك تلمس مرتي وهي على ذمتي حتى لو ساعات يبجي لا، عجلك يصورلك ان ممكن تمد يدك عليها وتضربها وأنا واجف يبجي متعرفش آنا مين، تتخيل ان مرتي من حجك لمسها وضربها مهما كانت…
لم يكمل حديثه بعد أن بتر حسام الحديث من فمه بلكمة قوية على وجه صقر نزلت بسبب تكراره كلمة ( مرتي ) على حبيبته وينسبها له، رفع صقر نظره له بصدمة ألجمته ثم مسكه من لياقة تيشرته وقال بشراسة: -.
– انا لحد دلوجت معتبر آنك في داري وأستحمل جرفك طول السنين دي، تخرب وأنا أصلح وأجول من العيلة ميصحش أهمله، لكن على الآخر الزمان تعملني كوبري مشان ترجع مراتك جولت معلش وأجف جاره واد عمي وملهوش غيري، ترفع يدك تضربها جدامي أجول مصدوم، لكن تمد يدك عليا أنت اكدة هدمت كل رجولتي اللي متعرفهاش انت واصل، ونظير كل ده مالكش حاجة عندي ومرتي مهطلجهاش فاهم مهطلجهاش…
قال كلمته الأخيرة بتحدي وقوة يستعيد بهم ما هدره حسام منه بسبب حبه لها..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صقر الصعيد)