رواية صفقة مختلفة الفصل السابع 7 بقلم زينب سمير توفيق
رواية صفقة مختلفة الجزء السابع
رواية صفقة مختلفة البارت السابع
رواية صفقة مختلفة الحلقة السابعة
معتز – صراحة ولا جراءة؟
باريوم – جراءة
بص معتز حواليه بحيرة وليه و – لا أملك أي تحدي قد أجعلك تفعله
باريوم بعزم وعيونه عليها – لكن انا أملك
قالها وهو بيقرب ناحية ليالي وعيونه فيها إصرار.. رمشت هي بتوتر وهي شايفه قربه منها، وصل ليها رفعت عيونها ليه لكنها لقيته بيتخطاها وبيكمل طريقه، بصت وراها لقيت البنت اللي كان بيلاغيها من شوية واقفة وبتبصله ببسمة، راح ليها وكلمها للحظات وأخدها وبعدوا عن الكل كتمت دموعها في عيونها وبصتلهم – سأذهب للنوم
– انا أيضًا، أشعر بالتعب يكفي لهذا الحد
وأتفضت القعدة.
كلمت نفسها وهي بتسبق بخطواتها عن الكل – دي رغبتك.. أتحمليها وأتحملي نتيحة أفعالك، دا الأحسن للكل.
****
الساعة كانت تلاتة الفجر، الكل نايم، حتى هي بصعوبة قدرت تغمض عيونها وتهدي أفكارها شوية، إلا باريوم كان ماسك اللاب بتاعه بيبحث ويسمع ويقرأ حاجات عن دينها
كان بادئ الأمر وجواه أصرار إنه يمسك أي حاجة يقدر يواجهها بيها لكن لقى نفسه أنسجم مع اللي بيسمعه وأي حد من الحدود بيستصعبه أول ما يفهم حجته أو المقصد من وراه يهز راسه بأعجاب
حاسس أن دا الدين اللي بيتماشى مع شخصيته من غير شعور، أحترامه للسـت، المحافظة عليها، أزاي تكون مداريه عن كل العيون، حفظ المشاعر، منع الأختلاط، أشياء كتير هو كان بيتمناها تكون في السـت بتاعته
ولما لقاها في ليالي متضايقش، بس زعل إنها كدا حتى معاه!
بدأ يغمض عيونه بتعب وأرهاق، فقرر يقفل ويكمل بحث بكرة
قفل كل حاجة ولسة هيدخل أوضته لقى باب أوضتها بيتفتح وبتخرج ليالي، باين عليها أثار النوم، مغطية نفسها بعشوائية كالعادة وماسكة فونها اللي بيرن بتبصله بضيق
بعدت شوية عن الأوض وقربت من البلكونة اللي هو قاعد قريب منها بس منتبهتش ليه
– اووف
تأففت وهي بتبص للرقم اللي بيرن بزن، خرج صوته – ما الذي يجعلك تتأففين بهذا الشكل؟
بصت لمكانه بخضة، كان واقف ساند على حيطة وراه برجله، وضامم أيديه لصدره وبيبصلها بأهتمام وتركيز
– لا شئ..
قالتها بتوتر وهي بتبعد عيونها عنه، وتظبط الطرحة كويس على شعرها، تكرر الرنين مرة تانية، لقيت الفون بيتسحب من بين أيديها بمنتهي السهولة، طالع الأسم المكتوب بالانجليزي بعيون ضيقة – محمد!
لحظة بس من التفكير قبل ما يقول بتقرير وضيق بدأ يلوح على ملامح وجهه – ذلك الشاب.. عريسك؟
بصت للأرض من غير رد، ضم بكف أيده بغل على الفون، ورفع عيونها يبصلها بتأنيب و – ألا ترين الساعة؟ كيف يرن عليكِ في وقت متأخر كهذا؟
– لا يخصك، كما إنه أبن خالتي قبل كل شئ ربما يريد الأطمئنان عليِ
– وهل كل أبناء خالتك يملكون رقمك ويهاتفونك هكذا ليلًا؟ وأنتِ.. تردين عليهم! تتبادلون الحديث والضحكات ليلًا
بدأ وكان خياله يصوره مشاهد من الكلام اللي بيقوله وعقله رافضها ومستنكرها
أداها الفون وقال بأمر – أمسحي رقمه هو وكل أقاربك الرجال
– مَن أعطاك الحق لتفعل ذلك؟
– انا أعطيته لنفسي، وأنتِ ستنفذين كلامي
– يكفي هراءًا وأذهب للنوم باريوم
– لأفضي لكم الساحة! في أحلامك
قالها وهو بيقعد على كرسي موجود في البلكونة، زفرت بضيق ورجعت تبص للفون اللي لسة بيرن بإصرار، أتنهدت قبل ما ترد
– ألو..
ظهر الأنتباه والأهتمام في عيون باريوم، طلع فونه بهدوء وبدأت تسجيل المكالمة
– أنت أتجننت يامحمد أزاي ترن في وقت زي دا، انا هقول لبابا وشوف هيعمل معاك أية.. كنت عايز تعرف رأيي؟ ما أنت عارفه كويس يامحمد، من اول مرة وانا قيلهولك لكنك أنت اللي مش قادر تستوعبه، ياريت تقفل والمكالمة دي متتكررش تاني يا أما رد فعلي مش هيعجبك.. ايوة.. أعتبر الرد زي كل مرة.. سلام
قفلت معاه ورجعت بصت لباريوم بعيون متضايقة
سأل بقلق – لما تنظرين لي هكذا؟ انا لم أفعل شيئًا
زفرت بضيق و – لقد أذهب النوم عن عيني، ماذا سأفعل الأن؟
واللي كان هيموت وينام عيونه وسعت فجأة، قال – لا شئ، ربما عليكِ أن تجلسي معي قليلًا فأنا أيضًا لا أستطيع النوم
نفت و – لا أريد، سأذهب لغرفتي أفضل
فتح اللاب بتاعه فورًا ووراها الأوراق اللي كان بيكتب فيها بعض الأشياء عن اللي كان بيبحث عنها، كان عايز يداري عنها الموضوع وإنه تناسها ومش مهتم بالأمر، بس لو دا هيكون سبب في فرصة إنه يقعد معاها لو ساعة.. فهو راضي
– يمكنك أن تساعديني في بحثي، كنت أبحث قليلًا عن دين الأسلام لكني لا أعرف من أين أبدًا ولمَن أقرأ وأسمع
ظهر الحماس على ملامحها، قعدت وبدأت تشوف اللي كاتب عنه، كانت أمور مبعثرة عن كل شئ، القرأن وبعض تعاليمه، بعض قصص الأنبياء، سيرة الرسول، طرق كل الأبواب
ظهر الحماس عليها وهي بتبدأ تبحث معاه وتسأله عن فضوله والحاجات اللي عايز يعرف عنها أكثر
ومن غير شعور مـر بيهم الوقت بسرعة لحد ما ناموا من غير ما يحسوا
****
تاني يوم الصبح كانوا كلهم بيفطروا في مطعم وباريوم واقف في مكان بعيد بيسمع المكالمة بعد ما ترجمها وضحكة كبيرة ماليه وشـه، أمبارح بس مكنش طايقها وكان حاسس كل البيبان مقفولة في وشـه ودلوقتي حاسس إنه بقى أقرب ليها عن أي مرة ووقت مضى.
أنتبه ليها وهي بتهزر وتتكلم معاهم، كانت جميلة ومرحة، ولطيفة، كان من الأول عايزها تتعامل معاه بالطريقة دي، وكان بيضايق لما يلاقيها بتعامله بجمود
لكنه فهم أخيرًا، إنه مختلف عندها عن الكل علشان كدا كانت بتحاول تبني سـد بينهم
لكنه هيهد السـد دا، قالها بإصرار وهو بيقّر إنه هيكمل في محاولة المعرفة عن دين الأسلام ولو أقتنع بيه هيعتنقه وهيهد أكبر سـد بينهم ويتجوزها
قرب منهم، ورفعت هي عيونها لما حسته قريب منها، أبتسمتله وهو أبتسملها، في اللحظة اللي ظهرت فيها البنت ووقفت بينهم بتعطي ضهرها لليالي ووشها ليه تبتسمله
– باريوم كيف حالك اليوم؟
رد بأستعجال – بخير، بعد إذنك يجب أن اذهب..
– لما أنت مستعجل هكذا منذ الأمس! بالأمس مرتين أو ثلاث تأتي خلفي ثم لحظة وتعتذر إنك مشغول بشئ ما
رفعت أيدها علشان تحطها على كتفه وتقول بإغراء – ما الذي يشغلك عني؟
بعد بجسمه بسرعة عنها و – اا أنتِ ما كان أسمك؟ يبدو أنكِ تفهمتي الأمر بشكل خاطئ كان بيننا تحدى بالأمس أن أحادث إحدى الفتيات وظهرتي أنتي في الصورة لا شئ غير ذلك..
– هذا فقط
قالتها بإحباط، اؤما بنعم، فسابته ومشت، تنهد براحة ورحع يبص قدامه، لقى ليالي قاعدة وباين عليها الحزن وكل ملامح المرح أختفت عن وشها، باين إنها فهمت الأمر بطريقة خاطئة
– غبي
قالها وهو بيضرب على جبهته بضيق.
قرب وقعد معهم على الترابيزة وعيونه منزلتش من عليها، خرج من شروده بيها على صوت جاك – سنأخذ جولة في البحر باليخت مَن سيأتي معنا؟
الكل رفع أيده وظهر عليه الحماس إلا هي، تنهد بتعب وهو عارف إنه السبب..
بدأوا يمشى للشاطئ وهي كانت أخر واحدة، بطأ في خطواته لحد ما بقى ماشي جنبها و – أنتِ تفهمين الأمر بشكل خاطئ، لا يوجد شئ بيني وبين تلك الفتاة
– لا تكذب، بالأمس رأيتك كيف كنت تلاغيها وتتحدث معها
– كانت محاولة مني لإثارة غيرتك وإظهار أهتمامك بي ومضايقتك على ما حدث سابقًا، لكنكِ كنتِ كالثلج لم يظهر عليكِ أي تأثر
ظهر عدم التصديف في عيونها، فقال بصدق – صدقيني هذا ما كنت أفعله بوجودك فقط، عندما سرت خلفها وأختفيت عن الأعين ذهبت في أتجاه غير اتجاهها، وعندما أخذتها ليلًا عندما حُكم عليِ بالجراءة توقفت معها للحظة وغادرتها حتى الأن هي كانت تأنبني على ذلك وأعتذرت لها إنها فهمت الأمر بشكل خاطئ
ظهر عليها الإستحسان لحديثه، قال بمكر مفاجئ – لكن أتعرفين؟ حكم الجراءة الذي خطر ببالي لم يكن يخصها..
بصتله بعدم فهم وتسأل.. فتابع – ما خطر ببالي كان يخصك، كنت أريد بكل جراءة أن أخبر الجميع عما بيننا وما أشعر به من مشاعر نحوك.. لكني صمت في أخر لحظة وقررت أن مضايقتك أفضل
ضحكت وهي تؤمي بالإيجاب و – بالفعل فعلتك هذة جعلتني..
بلعت باقي كلماتها فحثها بحماس – جعلتك ماذا، اخبريني.. اخبريني
سبقته بكام خطوة و – عندما تكون زوجي سأخبرك
– ااه تصعبينها عليِِ يالئيمة
قالها وهو بيمرر أيده في خصلات شعره وبيبصلها بضحكة..
****
على اليخت، كان كبير عليه الفوج بتاعهم وكتير من السائحين، اللي بيغني واللي بيشوي واللي بيعوم، واللي بيتكلم..
الكل مشغول ومبسوط، باريوم كان بيساعد سون اللي بيشوي وعيونه كل شوية تروح ناحية ليالي اللي بتتكلم مع ندى وجنى وباين عليها الإنبساط
راحة غريبة مسيطرة عليه، إن هي راضية عنه وبتكلمه بالأمر يعطيه شعور بالسعادة مجربوش ومعشهوش قبل كدا
كل يوم بيدرك أن مشاعره ليها أقوى مما يتخيل بكتير.
قامت ندى وجنى ونزلوا للطابق الأرضي وبقيت هي لوحدها، بتاخد صور ليها وللبحر وباين عليها الإنسجام
بصلها لمرة اخيرة بحب وأنتبه لسون اللي بيطلب منه حاجة
قرب منها سائح أجنبي يقول بإعجاب – أنتِ جميلة جدًا.. هل يمكن أن أشاركك جلستك؟
نفت وبأدب – أعتذر لك لكن أحب الجلوس بمفردي
قعد جنبها و – لما ياجميلة؟ سنتبادل أطراف الحديث فقط
بعدت عنه بمسافة و – رجاءًا أحترم رغبتي، لا أريد ذلك
– سأدفع لكِ ما تريدين
قالها وهو بيقرب منها تاني وبيرفع أيده علشان يحاوطها، بصتله بفزع وقبل ما تستوعب فعلته لقيت اللي بيسحبه من جنبها ويضربه وينزل بيه على أرضية اليخت وهو فوقيه يضربه بغل وغضب
– ألم تخبرك أن تبتعد عنها، لما لا تفهم حديثها؟
تدخل الشباب وحاولوا يبعدوه عنه، بصعوبة شديدة نجحوا في كدا
وقف وبصله بقرف و – إن رأيتك بقربها مرة أخرى سأقتلك
ومـد أيده يسحبها من كم لبسها ويجرها وراه لناحية في اليخت بعيدة وفاضية من الكل
سـاب كم فستانها بعد ما وصلوا ووقف يديها ضهره يبص للبحر ويتنفس بعمق وسرعة
لف وبصلها فجأة فجفلت وظهر عليها الإرتباك
– أعتذر لي يا لي انا لستُ بهذا العنف عادةً لكن صدقيني عندما يكون الأمر يخصك انا لا أرى أمامي، فكرة أن هذا الرجل الحقير كانت يده ستلمسك تحرقني.. أعتذر لو أخفتك، سأحاول بألا تتكرر
– الغيرة أخت الحب ودليل الحب، ما أجمل أن يكون الرجل غيور.. لكن..
غمضت واحدة من عيونها و – دون آذية؟
أخد نفس عميق و – سأحاول..
أبتسمت ليه وباظلها هو البسمة، قرب منها خطوة فأختفت بسمتها، رجع لمكانه تاني و – لا تخافي بتُ أعلم حدودي، لكن قريبًا سأتجاوزها وسيكون معي كامل الحق بفعل ذلك..
قالها والإصرار مرسوم على ملامحه
صورة بس مرسومة في خياله
هو وهي جنبه.. مراته
****
بعد عدة أيام، في المطار، كانوا واقفين بيودعوهم بعد ما انتهت رحلتهم
سـاب الكل وقرب منها، وقف على بُعد خطوات عنها – كم أرغب في ضمك الأن لكن لا بـأس، سأذهب قليلًا لأضبط كل أموري وسأعود لأكون لكِ.. أوعدك..
أبتسمت و – سأكون بأنتظارك دائمًا
– لن تنسيني؟
– لن إنساك مهما بعدت
– حافظي على وعدك..
الأعضاء أستعجلوه بدأ يمشي بضهره وعيونه عليها
– سأراسلك.. أجيبي عليِ رجاءًا
– سأفعل..
– وداعًا.. لا لا.. لا وداعًا.. إلى اللقاء لي يا لي
– إلى اللقاء باريوم
وصل لباقي الأعضاء لف ليهم وكملوا مشي سـوا لحد ما أختفوا من قدام عينيها..
تنهدت بتعب ومشيت، شوية وطيارته طلعت..
وإلى لقاء.. قريب أم بعيد.. أم مستحيل!!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صفقة مختلفة)