رواية صفعات القدر الحاني الفصل الحادي و العشرون 21 بقلم عائشة حسين
رواية صفعات القدر الحاني الجزء الحادي و العشرون
رواية صفعات القدر الحاني البارت الحادي و العشرون
رواية صفعات القدر الحاني الحلقة الحادية والعشرون
واخيراً وليس اخراً……
لمع العشق بحروف من نور ،… نور اضأ ظلمة الفراق… رسم بتعاويذه الساحرة طريق النهاية… ليسير ا معاً بشغف…
دقائق تفصله على أن تكون مِلكة يغمرها بدفء احضانه ويوشمها بقبلاته… ..
جاء ياسين بالمأذون… ليستقبلة سيف بلهفة كبيرة… متعجلًا بالقول
-يلا ياسيدنا… .
حدجه الشيخ بنظرات خبيرة ليهتف بتحزلق
-أمامك العمر فلتتمهل…
رفع ياسين حاجبيه ساخراً
-بالتأكيد… لكن اترك الفصحى الآن واعقد قران هذا المخبول… ولنتناقش فيما بعد…
رفع الشيخ نظارته قليلاً يشمل ياسين بنظرة استخفاف… ليلوي ياسين فمة بشك
-اظنك عبد المنعم مدبولي متخفياً…
زمجر سيف بإستياء… ليهتف بصبر نافذ
-خلصونا وبلاش فقرة اديني عقلك دلوقت .
نادى سيف والد هنا ووالدتها وعمرو… ليحضرو ..بدأ الشيخ في عمله ليرفع رأسه قائلا
-نريد موافقة العروس…
هتف سيف بتعجل
-موافقة ..موافقة ..
اعتراض الشيخ بإمتعاض
-فليأخذ والدها رأيها بنفسه…
لكم سيف ياسين موبخاً وقد طفا غضبه
-أنت جايبه من فين ..؟
أجاب اسين وهو يشملة بنظرة عميقه فيما أنامله تفرك ذقنه وقد بدأ عليه التفكير
-من سينما علي بابا .
أمسك عمرو بالدفتر وذهب لأخته… دخل بخطوات بطيئة ..انحنى ناحيتها بإبتسامة هامساً
-هنا موافقة تتجوزي سيف …؟
طفرت الدموع من عينيها بغزارة ..لتُجيب بصوت مخنوق متردد
-هو أنا هخف ياعمرو… .؟ ولا هظلمه للمره التانية.
اغمض عمرو عينيه متمالكاً نفسه مسيطراً على شعور بالكآبه يملئ وجدانه …يربت عليها قائلا بحنان
-هتخفي ياحبيبتي وتقومي بالسلامة ،… ..صمت عمرو قليلاً بتأثر.. ليهمس بحشرجة ألم امتزجت بمشاكسته
-ولو اعترضتي أنتِ هو مش هيسيبك… دا قالبها جنان بره…
ابتسمت هنا برقة وقد لمست محاولات عمرو للتخفيف عنها ،ليأتيها صوته محمل بعاطفة وعيون تلتمع بعشق أن الآوان ليفرج عنه
-بالضبط ..مش هسيبك…
التحمت النظرات لتبني بينهم جسراً يعبر من خلاله العشق… ليعيد عمرو سؤاله بشقاوة وهو يُنقل نظراته بينهم
-ها… ..موافقة ولا نطرده ..؟
هزت هنا رأسها وهي مازالت تتشدق بإبتسامته ..ونظراته الولهه ..فيقرب منها الدفتر قائلا
-امضي ياهنا ..
بأنامل مرتعشه خطت صك ملكيتها له لأبد العمر .
ليغمزها سيف خفيه ويغادر… .
هتف الشيخ بتعجب
-لما الزواج فالمشفى… ؟
اجابه ياسين متفكهاً وهو يقلد اسماعيل ياسين
-لنكبح جموح الشيطان ياأخويا… .يَعف الله هذا الفتى التقي من الرزيلة .
عقد الشيخ حاجبيه قائلا
-تبدو فتى ناضجاً تستوعب الامور .
اجابه ياسين بإبتسامة
-اصبت ياشيخ… .لكن ركز فنحن نريد الخلاص… هز الشيخ رأسه موافقاً وهو يتمم الاجراءات
-معك حق ..
نهض ياسين واحضر اثنين من اطباء المشفى كشهود…
انتهى المأذون وغادر… تحت همزات ولمزات الممرضات الفضولية… أما هو فهرول وكأنه كان مسجوناً وتم الأفراج عنه…
استل وردة من الممر ودخل بها… اقترب من فراشها هامساً وهو يغرس الورده داخل خصلاتها بجانب أذنها
-مبرووووك ياقلب سيف… خلاص بقيتي مراتي ومفيش أبعد تاني ولاطلقني ..ولو حصل هعلقك…
ضحكت بسعادة تمنع دموعها بقوة ..لينحني طابعاً قبلة على جبينها… فترتعش وتطلق تنهيدة تأثر… طالت القبلة حتى ظنت انه يريد حفرها… ليبتعد قليلاً يهمس بحرارة
-البوسه دي مؤقتاً بس ،… بعد كده أنتِ عارفه ….بقا… انهى كلماته بغمزة أخرى ..
لتبتسم بينما دموعها تنهمر على خديها كلؤلؤ منثور… مد طارف أنامله وقد تاهت نظراته الحزينة
-حبيبي بيعيط ليه… ؟
اشاحت تحاول السيطره على انهيارها تهمس بصوت مخنوق مرتجف
-كان… ..كان نفسي نرجع بس وأنا مش كده… همس بحدة طفيفة وقد وخزه قلبه حزناً عليها
-مش كده أيه… ماأنتِ زي الفل اهو بكرة تقومي بالسلامه… وتبقي زي الفل .
همست بخيبة وهي تتعمق النظر لملامحه المتشنجه
-تفتكر…
رسم ابتسامة واسعة على فمه ليهبط بكفه ويتخلل اناملها قائلا بيقين
-خلي ثقتك فالله كبيرة… .وبعدين كفاية أنك جنبي… .وضع جبهته على جبهتها هامساً بإنفعال
-ارتاحي ياحبيبتي…
قط حديثهم دخول ياسين صانعاً ضجه وجلبه قوية
-البسكوتة… ياهلا…
ابتعد سيف عن هنا ليقترب ياسين قائلا وهو يدس قطعتي شيكولا بفمه
-حمدالله على السلامة يابسكوتة…… ناولها علبة الشيكولا قائلا
-محبتش أدخل بأيدي فاضيه
عقد سيف حاجه متسائلاً بفضول
-منين دي ياياسين…
جلس ياسين مستفيضاً بمتعه… اصل وأنا داخل غلطت وروحت قسم الولاده… من حسن حظي واحد كان داخل ببلالين وشيكولا… سألني
-أم عزيز فين… ؟
انا بقا سلمت عليه ورحبت بيه وقولتله أنا ابن خالة أم عزيز… طبعا اداني الي فأيده… أنا فكيت بيهم وهو فضل يدور على أم عزيز
ضرب سيف جبهته بخيبة أمل ،ثم رفع رأسه للسماء قائلا
-اللهم لا اسألك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه.
تناولت منه هنا وهي تحاول الأعتدال لكنها تألمت .ليسارع سيف بإسنادها ..وحين اقترب منها وامتزجت الانفاس خصها بإبتسامة وهمس شتعل
-بحبك…
ابتسمت له بحب ،وتناولت الشيكولا من ياسين… الذي غادر قائلا
-عن أذنكم اروح ادور على ابو عزيز…
ضحك الاثنان على تندر ياسين وفكاهته التي يُحسن بها الاجواء….
عاد سيف يتخلل أناملها بكف والآخرى يضم بها كفيهما… مقرباً كفها المغمور بين كفيه يقبله بحب… همست بترقب
-امتى هترجع المدرسه ..؟
-لما ترجع معايا مراتي وتنورها وتكون جنبي ..
نطقها بتمهل وهو يداعب اظافرها الظاهره من بين كفيه ،لتهمس بخيبة وحزن تراقص بمقلتيها
-ولو مرجعتش… ؟
ازاح بأحدى كفيه خصلاتها وهو يُجيب بثقة وكأنه أمر مفروغ منه
-هنرجع سوا… مش هدخل من غيرها ..تراهني… .؟
ضيق عينيه منتظراً اجابتها ،لتهمس بإبتسامة مشرقة
-اراهن بس بأيه ..؟
اجاب وقد لمعت عينيه بشقاوة ،مشيراً لشفتيه بعبث
-بوسه فالمدرسه وفالصف ..
شهقت مستنكرة ،لما يقوله ،ليرفع هو حاجبه قائلا بتحدي وهو يقلب شفتيه
-مش أد الرهان بلاش…
تعمقت عقدة جبينها لتُجيبه بروح متحدية شقية
-لا أده… .موافقة…
في قرارة نفسها تعلم أنه الخاسر ،فاليأس يتملكها خانقاً أنفاسها لكنها تتشدق بأمل زائف يرسمه لها بحنانه…
دخلت الممرضه مُعلنه عن اقتراب موعد الجراحه… نظرة استنجاد اطلقتها ليهز رأسه محفزاً بإبتسامة مرسومة خلف قناع قلقه المستعر بداخله…
تنهدت بإستسلام وارتخت عضلاتها المتشنجه ..
********************
بعد مرور أسبوع… .
اضناه البحث عنها ،… اختفت ولم يعد لها مكان… وأثناء سيره من أمام شقة فادية… اجفله صوت حركة بالداخل لتلتمع عيناها بالفكرة ويسارع بالطرق على بابها متوسماً ..
كيف لم يخطر على باله قط أن تكون موجوده بجانبه ..يالغبائه ..تعمد الطرق بحدة
لينفتح الباب فيطلق تنهيدة راحة سرعان ما تبدلت لخيبة ،وقفت أمامه فادية شامخة تعقد ذراعيها أمام صدرها وابتسامة ساخره تتعلق بزوايا فمها المزموم بغضب..
هتفت بخشونة وقد اوكلت لعينيها إزدارائه وتحقيره
-نعم… .
ابتلع أدهم ريقة بتوجس فيما كانت عيناه تتهرب من نظرات فادية ..اجاب بتلعث وهو يتطلع خلفها بإهتمام
-رقية هنا… ؟
اطلقت فادية ضحكة عالية تثير بها حنقة وتُخرجه بها عن طوره ،لتتبدل ملامحه لإمتعاض ونفور واضح فتهدأ ضحكات فادية هاتفه بفحيح متشفي
-هنا من أسبوع ياأدهم…
مسح وجهه بكفه ،أخذاً نفساً عميق ليردف بهدوء زائف
-ممكن أشوفها… ؟
هزت رأسها وهي تحدجه بنظرات لاتُفسر هامسة بفيحيح
-مالكش كلام معاها ..
اعتلى الغضب ملامحه وتوحشت نظراته المستكينه… ليردف بحدة
-لوسمحتي يادكتورة… لازم نتكلم…
اومأت فادية واشارت له ليدخل لكنها ماإن اغلقت حتى انتفضت ثائرة
-تتكلم فأيه… .أنت ياأدهم تعمل كده…
اشتعلت عيناه بغضب ليحاول اخراسها
-دكتورة…
التوئ فمها بسخرية مقيته… لتشهر سبابتها قائلة
-سبق وحذرتك… وقولتلك هتشوف وش تاني لفادية لو رقية حصلها حاجه .
صرخ بثورة :
-انا ورقية احرار… رجاءاً متدخليش وتفرضي سلطتك عليها .
هنا جاءه صوت رقية المنهك ليردعه بحده
-أدهم… .
مشطها أدهم بنظرات ملتاعه يخفي بمهاره شوقاً كاد ينضح من مقلتيه لكن غروره تحكم به وسيطر عليه… ليقترب ويقيد مرفقها ناهراً
-كنتِ فين ياهانم… وازاي تسيبي بيتك .
اقتربت منه فادية ونفضت ذراعه قائلة بقسوة
-ابعد ايدك عنها…..
ارتمت رقية بأحضان فادية تبكي سوء حظها بمن أحبته… لتباغته فادية بإعتراف فالصميم
-أنت مغرور ياأدهم متسلط… فاهم الحب تحكم وسيطرة استغليت حبها اسوأ استغلال ..بأنانيه وكبر… ودلوقت جاي تدور عليها… ؟
دار يضغط خصلاته بقوة كلماته وشعاراته الغنا تهرب منه ،… .لينطلق همس الآخرى حاسماً بمراره
-طلقني ياأدهم…
فغر فمه بذهول ،صدمته أكبر من أن يستوعبها ..لقد ظنها خاتماً بأصبعه حبها له يقتل تمردها…
ليوجهه كلامه لفادية مؤنباً
-أنتِ السبب أكيد مليتي دماغها… .
ضحكت فادية بإستهزاء مردفة
-أنت مصدق نفسك… ..مليت ايه ياابني وبتاع أيه ماتدور فدفاترك وشوف نفسك عملت أيه … .أضافت بإستهجان ونبره متوشحه بالذهول
-أنا لغاية دلوقت مش مصدقة الي حكيتهولي… ولا مصدقة أنك أنت الي قدامي الصحفي النشيط القلم والفكر الحر… .
اردفت فاديه وهي تمط شفتيها وكأنها تبصق كلماته
-صحيح المظاهر خداعة… وأنت شعارات بس ياأدهم… أنت راجل شرقي متسلط بجداره… عايز تعيش الدور تتحب ومتحبش… يتقدملك الولاء وأنت تمنع كرمك وعطاياك وقت ماتحب أنت وبمزاجك… .وحقيقي الصيدة ضعيفة ومكسورة وأفضل حاله لإرضاخها وفرض العقد عليها… .
ارتد جسد أدهم للخلف تتسع عيناه بدهشة من كلماتها التي اطلقتها كرصاص… صُنع من الحقيقة…
تابعت فادية بمرارة
-وللاسف استغليت فرحة علشان تطلع… وتوصل لمنصبك الحالي..مع إن كان ممكن تسلك طرق صحيحة ..لكن أنت بتحب السهل ياأدهم… ومفيش مانع من فرض سلطتك على أنثى واختبار جاذبيتك للستات حواليك .
تمتم أدهم دون وعي
-بس أنا بحب رقية…
اجابته فادية وهي تهز رأسها…
-متأخر وللاسف… دا طبعك حتى لو حبيت مش هتتغير دا طبع ياابني .… عايز الكل يدور ففلكك… بكلمة يبعد وبإشارة يقرب…
ظل جامداً يتلبسه الذهول ينظر لرقية الصامتة بترقب حائر لكنها كانت تتجاهلة ببراعة…
أشارت له فادية وقد تلمست انهيار رقية الوشيك الحدوث
-لو سمحت اتفضل دلوقت… وانتظر ردي ياأدهم .
قالتها متحدية بعيون تلمع بقوة وإصرار… ليتجه أدهم ناحية الباب بتثاقل بعدما خاب أمله في رد رقية…
اغلقت خلفه واتجهت تحتضن رقية ناحية الحجرة… وضعتها على الفراش ودثرتها… .لتهتف بجدية وقرار نافذ
-كفاية كده ياروكا… كفاية انهزامية وضعف… الف مره نبهتك وقولتلك الاعاقه هنا… واشارت لذهنها… مش فالجسم… .الاعاقة إعاقة افكار ومعتقدات… إنتِ قوية ومتسمحيش لحد يكسرك… كفاية إستسلام… ربنا اداكي عقل وذكاء حرام تدفنيهم فوحل الأعاقة…
انهارت رقية بالبكاء… لتحتضنها فادية بحنان معتذرة
-مش قصدي أجرحك… بس شايفة دماغك وصلتك لفين…
اجابت رقية من بين نشيجها بنبرة مختنقه
-أنا تعبانه… .
ربتت فادية على ظهرها قائلة وقد قست نظراتها
-متخافيش هاخدلك حقك… .وهرجعهولك راكع ..بعد مايتأدب…
**************
رأها تخطو ناحية القسم الخاص بالنساء خمارها يغطي جسدها تحمل بين راحتيها مصحف تحضنه وكأنها تستمد منه القوة…… عرف من علي أن تواظب على حضور الدروس الدينية بكثرة… وتلتحق بمجموعات تحفيظ القراءن الكريم…
انبهار ملأ قلبه قبل عينيه وهو يسرد على مخيلته حديث علي عن حفظها واهتمامها بعلوم الدين… .غض بصره بإستحياء… خوفاً منها وعليها ،منها ومن تأثيرها عليه الذي يشبه تعويذه سحرية… وعليها من حديث الناس وتراهات الألسنه التي لاترحم… تأوه بألم… أما آن الآوان لينفك ذلك السحر… .يكاد يجن… ويبتعد أميال ولا يزيد البعد التعويذة إلا قوة…
شعر ببعض الخجل من نفسه ،لم يكن ضعيفاً هكذا من قبل… شيطان يؤثر عليه بطريقة لم يعهدها… وهو الذي لم ينظر لإمرأة قط من قبل ..تملكته تلك الجنية حد الحسرة ..
نهر نفسه كعادته وجلد ذاته بسياط الندم… استغفر الله ودخل المسجد ليتوضأ من جديد ويبدأ تحفيظ الأطفال…
وبعد دقائق جاء قاسم للمنزل مستأذناً لتأذن له رحمة ببشاشه… فيشير قاسم لرجل آخر فيدخلا معاً ،تعقد رحمة حاجبيها بحيرة… ليردف قاسم
-الأستاذ جيلكم فموضوع مهم…
تلبست الحيرة رحمة ،لتنضم إليهم ياسمين ليست بأقل حيره من والدتها…
فتح الرجل حقيبته واخرج رزمة من الأوراق قائلا بكدية
-أنا محامي المرحوم…
ترحم عليه الجميع… ليضيف الرجل بعملية
-المرحوم،كتب كل مايملك لزوجتة ياسمين…
فغرت ياسمين فمها بذهول وقد انطبعت على وجهها ملامح البلاهه… أما رحمة فأبتسمت بينما تتراقص الدموع في مقلتيها ،وقاسم لم يكن أقلهم دهشة… بل استعرت بجانب دهشته نيران… لقد فعل راجي لياسمين الكثير . ….وهذا أخرهم وضع شقى عمره بين راحتيها العابثة…
تحدث المحامي كثيراً لكن كل واحدا منهم يهيم في فضاء فكره متخبطاً ،… .لينهي المحامي حديثة بوصية غريبة حد التفكهه والتندر
-المكتبة مناصفة بين ياسمين وقاسم ..
المكتبة قديمة مليئة بالكتب العريقة والكثيرة والثمينة جمعها راجي واشترى كتبها بالغالي والنفيس… تُعد ثروة كبيرة…
استنكرت ياسمين الوصية الأخيرة فهي لم ترد في كل ذلك إلا تلك المكتبة… فكيف تتقاسمها مع ابن عمها…
غادر المحامي وتركهم كأن على رؤسهم الطير ..لتهتف ياسمين بتحدي
-المكتبة بتعتي… ومش هقسمها مع حد ولو حابب تأخد فلوس بدال نصيبك نتفق .
ابتسمع قاسم بإستمتاع وهو يراقب زمجرتها العنيفة ونظراتها الشرسة وكأنه تذود عن اطفالها كقطة ….لكنه ولسبب لايدريه هتف ببرود
-آسف مش هبيع وحقي عايزه .
استنكرت ياسمين قوله فسارعت بإستهزاء
-وده ازاي إن شاء الله… وهتتقسم ازاي… ؟
اتكأ قاسم متابعاً وعيونه تشتعل بشقاوة فرضتها عليه تلك الغاضبة
-ادخل اشوفها واختار…
هتفت به معترضة وقد تحفزت خلاياها
-نعم… .!؟… .لا مستحيل …
اجاب قاسم وهو ينهض قائلا ببساطة وهو ينفض عن قميصه غبار وهمي
-براحتك… .وأنا كمان مستحيل… واظن في ورق ..؟
ضربت ياسمين قدميها بالأرض قائلة
-شايفة ياماما… ؟
ابتسمت رحمة وهي تنظر لقاسم بإعجاب اختلط بسعادتها
-اهدو ياأولاد… .
صمتت ياسمين لفترة قصيرة لتسارع بالقول راضخة مماأثار عجب قاسم
-طيب خلاص نقسمها بس بكره تمام علشان مش فاضية دلوقت .
اومأ قاسم برأسه موافقاً وغادر بعدها وجميع الأفكار تدور برأسه…
بتنمر وتوعد اندفعت ياسمين للحجرة متمتمه بإنتصار
-ماشي ياابن عمي العزيز لما نشوف .
**************
دخل الشرطي صائحاً بخوف
-الحقنا ياباشا…
انتفض بدر معنفاً الشرطي
-في ايه… .؟
اجابه الشرطي بتلعثم وتردد
-المسجون الي اسمه شريف ..
عقد بدر حاجبية متسائلا بريبة
-ماله… .
اجابه الشرطي وقد ارتسم الذهول على محياه
-مبيتحركش
اخذ بدر سلاحه واتجه ناحية الزنزانه… أمراً بفتحها… ليقترب من شريف جاثياً على ركبتيه ليكتشف انه فقد حياته ..وصعدت روحه لربها
-مات… .
تفحصه بدر بدقة عله يكتشف السبب لكنه لم يفلح… ليغادر بعدها متخذاً الاجراءات اللازمه .
**********
وقفت أمام مرأتها تلف حجابها بعشوائية… تتفحص ملابسها المحتشمة بدقة ،… .
اسقطت الحبوب الحمل بنجاح… تخلصت من جنين لاذنب له إلا أنه من أم مثلها… ستُطوق بذنبه… لكنها ستسلك طريقاً آخر… ملئ بالعثرات لكنه الأصح فيمن سلكتهم من قبل… .
اعمل والدها تنهار… بسبب نومته بالمشفى… لتقرر بصدق أن تنزل هي للعمل وتتابع ..ستتعلم وتكافح… تخلق منها شخصاً آخر…
انتهت من تعديل ملابسها الفضفاضه وانتهى معها حبل افكارها لقرار
ستطمر كل معالم انوثتها ،… فما عادت إلا روح باهتة لأنثى ..… ستكافح مع والدها وتساعده علها تستطيع التكفير عن اخطائها وذنوبها… .
ربما هو مخطئ أيضاً لكن عقابه وصله… إنكسار وخزي سيتبعانه طوال العمر…
امسكت حقيبتها وغادرت الشقة متطلعة لشمس جديدة تشرق في حياتها..
وبعيداً… جداً جلس هو يفكر… .لقد هرب وترك لهم الخزي… من ظنوه ضعيفاً ولقبوه بالأهبل… صفعهم بقسوة وانتقم لكرامته الذبيحه… .
ربما اخطأ لكن وماهو الصحيح بهذه الحياه… .الجميع استغله اسوأ استغلال بدءاً من اعمامه حتى خاله الذي ظنه يوماً والداً له… .
لم يكن يوماً بتلك القسوة لكن صفعات الناس عديمة الرحمة قد تجعل منك يوماً وحشاً…
الوحش بداخلنا لايصنعه إلا هم بقسوتهم وغرورهم… .فيكونو هم أول من يلتهمهم… لاتلومو… من قسى قلبه وتغير حاله… فلربما أنتم لاتعلمون مامر به… .وحوله لذلك الوحش
انتشله صوت رخيم من بحور افكاره
-رامي… ماذا بك ..؟
هز رامي رأسه مجيباً بإبتسامة مهتزه
-لا شئ مستر باولو…
مستر باولو ممول لدى خاله أُعجب بذكائه ،لطالما عبر له عن مساعدته إن احتاجها يوماً… لتسنح أخيراً الفرصة ويطلب منه مغادرة مصر… فيرحب باولو بالأمر ويسارع لمساعدته…… بسرية تامه… وينجح اخيراً رامي في الهرب…
عاد رامي لعمله بنشاط… نافضاً عن رأسه تلك الأفكار السوداويه… .فلا وقت لها الآن فليصنع نفسه وبعدها ربما يوماً يستعين ببعضها للأنتقام
***************
جلس نعيم بجانب نيرمين المنكمشه… يتأملها بملامح صلبه… لاتخلو من الحنان الذي يجاهد لطمره…. حدثها بصوت خشن قوي
-بصي يابتي… أنا عارف الي حصلك مش ذنبك ….كمان احنا غلطنا أكبر منك… سبناكي بعيد عننا وهملناكي مع جدك… بس ملحوقة… .الي هقولهولك تسمعية والي عنطلبه هتنفذيه اياً كان…
ظلت نيرمين جامده الملامح تهتز بخوف وحدقتان متوسعتان برعب… .لم تبد أي رد فعل
ليضيف نعيم بقوة وتهديد صريح ليرعبها
-حل وسط بدل القتل… .احنا صعايده ودمنا حامي والي حُصل ده فيه موتك…
زاد انكماشها وتجلى الرعب من عينيها بوضوح ..اشفق له نعيم ورق قلبه…
ليمد يده يتلمس خصلاتها قائلا بهدوء
-أحنا ناس نعرف ربنا… .وعارفين أنه مش ذنبك يابتي… بس عاداتنا وتقاليدنا ممنهاش مهرب… علشان كده مفيش غير حل واحد…
سكن جسدها وتعلقت بنظراته مترقبة ،ليضيف نعيم بنبره حانية حازمة
-عتتجوزي… .
هزت رأسها مستنكرة للفكرة الهلع يلفها ويغطي عينيها سواد لاتتبين من خلاله إلا ذكرى بشعه ،انتُهكت فيها براءتها… ووشمت بظلم أبدي ..
اجفلها نعيم بحدة وقسوة
-ده قرار نهائي… مفيش عليه اعتراض… عتتجوزي ولدي… وتعيشي معانا… هو مسافر وبيزورنا كل حين
انهمرت دموعها بخضوع مرير ،تتجرع مرارة الظلم مراراً وتكراراً… لتقفز لمخيلتها جملة واحده
-هل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها .
لقد ماتت بالفعل… .وآن الآوان لتكتب شهادة وفاتها…
طبع نعيم قبلة تعكس طباعه الحانية ،عكس مايظهره من جفاء وقسوة وغادر بعدها…
في الطرف الآخر كان يصرخ هو
-اتجوز بتوكيل ازاي يعني وليه… ؟
هدأته والدته بعطف
-اهدأ يارحيم ياولدي… .
ليأتيه صوت والده النافذ المطاع
-الي خبرتك بيه يتسمع يارحيم وأنت عارف أن كلامي مفهوش رجعه ولا عايز يقولو نعيم معرفش يربي ولا عارف يتحكم فولده .
اجابه رحيم بطاعة وهو يكتم زفرة حانقة
-حاضر يابوي… .بكره هعمل التوكيل وابعته ….بس أعرف ليه كل ده… ؟
اجابه والده بحسم وهو يضرب بعصاه اعتراضاً وقد قَربت منه زوجته الهاتف
-من غير ليه… .ولا هتراجعني ياواد…
مسح رحيم وجهه بكفه ليعاود الهتاف بنبرة ميته
-خلاص يابوي… .الي تشوفه .
**************
دخل شقتة بتكاثل ،جلس على اقرب مقعد… الألم ينهشه ،… .نعم لقد أخطأ بحقها… وعليه أن يعتذر… .دفن وجهه بين كفيه لينهض بعدها عازماً على مصارحتها بعشقة لن يتخلى عن حبه… ولن يتركها تبتعد عنه سيدفع ثمن غباءة ولكن وهي بجانبه. ..
اتجه للشقة المجاورة فتح الباب… ليدخل… سيركع تحت قدميها إن تطلب الأمر… فخطأه ليس بالهين… بحث عنها ولم يجدها ..زاغت نظراته… وانقبض قلبة… ليهرع عائدا للصاله… ليجد مغلف يحتل وسط الطاولة … ناقوس الخطر دق بداخله ،زحام دقاته وسط انفاسه… اتعبه وانهكه .جلس وبداخله الأمل يصارع ليطفو لكن الخيبة تجتثة من جذوره
فض المغلف ليجد ثلاث ورقات
-الأولى كُتب عليها بخط عريض قوي قاهر
(متحاولش تدور عليها… ياأدهم…… لاني هوريك وش فادية الحقيقي ..اه ومتنساش تشوف هديتي ليك… )
فتح الورقة الأخرى طاف على الكلمات ،بسرعة… لتُختتم الورقة بكلمات ذابحه
(يارب تكون الهدية عجبتك… .مراتك… رقية حامل ياأدهم،… يعني أنت هتبقا أب بس وريني هتشوفه ازاي… ..)
كور أدهم الورقة…. ضارباً الطاولة أمامه بقوة …..دفن وجهه بين كفيه… يتجرع المين الم فراقه عنها وألم معرفته بأنه سيصبح أب ولن يرى طفله… .
من يلوم… ؟ غروره وتسلطة… ؟ أم جبروت فادية والذي في قرارة نفسه يوقن بأحقيته له… ، تأوه بألم وهو يسترجع مافعله معها لقد كسرها مرات ومرات… بل تفنن في ذلك والحجة واهية ومبرره ضعيف…
عايرها بعلتها ولم إلا هو صاحب العلل… .
امسك الورقة الثالثة وقد جذبته برائحتها ،ليدرك انها منها… .ويالوجعه لم تكن إلا حروف متفرقة وكأنها استكثرت عليه أن تكون كامله
(ب… .ك… ر… .ه… ك)..بكرهك،…
غامت عيناه بدموع آبيه ،قاسية كأفعاله… .توخز عينيه ولا تنهمر وتريحه… .طوى الورقة وطوى معها أدهم كرهه هو وكرهته هي… وضعها بجيبها… موضع قلبه… .وهو يهمس
-مش هسيبك يارقية… ابداً مش هسيبك .
*************
مات زوجها بأزمة قلبية ولن ترتدي السواد… .وإن تحدث الناس عنها فليتحدثو وما الجديد… ماعاد حديثهم يعنيها ولا تراهاتهم تحرك بها ساكناً… ستعيش لفتاتيها ولنفسها فقط وتفعل مايحلو لها وماتشاء… وتباً للأقاويل وليذهب المتلصصون والمتطفلون الى الجحيم…
اتجهت ناحية التلفاز… اشعلت أغنية شعبية… وصاحت بفتاتيها والحماس يتلبسها
-يلا ياأميراتي ..
اتجهن إليها ضاحكات صنعن دائره وبدأن الرقص بمهارة ورتابه… تعالت ضحكاتهن الفرحة… تشق عتمة النفوس…
لن تعيش بعد اليوم إلا لنفسها وفتاتيها… فقط ..لن تبالي بأحد… ولن تهتم لشئ ..ستصنع لنفسها حياة داخل الحياه وتسرق الابتسامات من عبوس الدنيا الخانق…
التقطت أمل أحدى الوسائد وبدأت بضربهن والركض خلفهن… ليصحا الفتاتان بمتعة ويتبادلا معها الضرب بالوسائد… في متعة حقيقة لا تضاهيها متعة…
*************
دخل علي المشفى وأمام حجرة هنا صاح بكل عزمه
-ياأهل الدار… .
عبست ملامح سيف ،ليردف ياسين ببهجه
-ده ويكا ..
عقدت هنا حاجبيها مستفهمة
-مين ويكا ده… .؟
سيف بعدم اكتراث وهو يعاود اطعامها
-دا واحد صاحبنا بعدين احكيلك عنه
زمت شفتيها قائلة بمشاكسة يتلبسها الضيق
-هو لسه في اسرار وحاجات معرفهاش عنكم ..؟
ترك سيف الطعام جانباً ليبتسم لها بحب قائلا وهو يتعمق النظر لعينيها
-أنتِ سر سيف… .ياقلب سيف… ومفيش غيرك
لانت ملامحها برضا ..وابتسمت بعشق ..ليقطع علي حديثهم قائلا
-القصب الي معايا هيولع ياجدعان من الحب الي منتشر .
حمحم سيف وابتعد عن هنا ،ليضع علي القصب جانبا… والقفة الآخرى تحت نظرات سيف الذاهلة ،اقترب من هنا هاتفاً ببشاشه
-الف سلامة يامرات الغالي…
همست هنا بإبتسامة مشعه وقد لاقت بشاشه علي لديها استحسان ،ليهتف سيف بغيظ
-ايه ده ياعلي… ؟
علي متصنعاً البساطة وهو يفرد ذراعية
-دي زرعة القصب القبليه…
استنكر سيف بغضب
-فالمستشفى ياعلي ..ودخلوك بيها ازاي ..
هتف علي بفخر
-لا ..لا… ماأنا رشيت الأمن ودلوني عالباب الخلفي…
ضرب سيف كفاً بكف ،ليضيف علي بحماس
-وده فطير مشلتت من صنع بلدنا بالسمن البلدي… وعسل ابيض وجبنه قريش… وبيض…
صفقت هنا بمرح قائلة
-فطير… .بجد ..
انحنى بفخر وهو يلوي فمه ممصمصاً
-امال يا غالية… .
التفتت هنا لسيف متوسلة
-ممكن أكل منه… .
رمق سيف علي بنظره حادة متوعده… ،ليكتم علي ضحكاته… .فيعود لها سيف مهادنناً
-معلش يانونه مش هينفع لما تطلعي وتخفي…
زمجرت هنا بإعتراض وهي تعقد ساعديها بتزمر
-لا عايز أكل ..دلوقت وسيبك من الغدا ده ..
تقبضت يد سيف وهو يتطلع لعلي بقهر ،فيتجه علي ويخرج فطيره ويناولها له مُغيظاً
-دا أكلنا فيه الشفا…
تناولها سيف مرغماً ،ثم اشار لعلي بإقتضاب
-بره ياعلي… .
هتف علي بذهول زائف
-يااااه بتطردني ياسيف ..
احتدت ملامح سيف ونهض متحفزاً لتنفلت ضحكات علي… ويخرج مسرعاً…
ادخل علي رأسه من الباب قائلا بتشفي
-حامد بيسلم عليك…
عقد سيف حاجبيه مستفهماً وقد بانت إمارات الدهشه على وجهه… لتهتف هنا وهي تدس قطعة فطير
-مين حامد… ..؟
علي بضحكة مُغيظة وهو يحرك حاجبيه بمتعة
-دا التور بتاعنا… اصله شاف جوزك حصل بينهم حنين وحنان… فشك انهم اخوات فالرضاعة .
تعالت ضحكات هنا تشق الصمت ،بينما سيف ركض بإتجاه علي للأقتصاص منه ..
غصت هنا من كثرة الضحك ليقترب منها سيف ويناولها كوب الماء معاتباً
-عجبتك… .ياأختي .
التقطت هنا انفاسها… لتهتف وهي تعاود الضحك مره آخرى
-بجد علي ده تحفه… .
اشاح سيف برأسه في تصنع للحزن واهي… .لتدير هنا رأسه اليها قائلة
-خلاص سكت اهو…
تناول قطعه فطير ودسها بفمها هامساً بعيون مشتعلة وترقب شغوف
-هو العسل بالفطير طعمه أيه ..؟
رمشت تستوعب السؤال لترد ببلاهه
-طعمه عسل أكيد…
سيف وهو يقترب منها بخبث
-طيب خليني أدوق مش يمكن يطلعله طعم تاني معرفوش ..
عضت شفتيها مبتسمة وقد وصلها المعنى المتواري خلف حديثة ،… وحين حاول الأقتراب وامتدت كفه تتخلل خصلاته… انتفاضه سرت بجسدها وانكماش رافقة انعقاد حزين لملامحها ..ابتعد سيف مزعوراً يتأمل شحوبها المفاجئ ..
ليردف بحنان
-مالك يانونه… ؟
احتضنت جسدها تسأل بإرتجاف وهي تتأمل وقع كلامها على ملامحه
-سيف هو أنت ليه مسألتنيش حصل ايه مع يوسف… .؟ وليه اتجوزتني قبل ماتعرف طيب ما ممكن اغتص…
امتدت انامله تضغط على شفتيها بإعتراض فاضت به عيناه قبل لسانه
-لا… .ياهنا متكمليش… مش عايز أفتكر ..ولا أنتِ تفتكري… انسي ياقلبي…
يعلم انه بقرارة نفسه كاذب ،فنيران الفضول لمعرفة ماحدث تحرقة يومياً ..تؤرق مضجعه ..وحين أتى بدر ليستوفي التحقيق رفض المكوث والاستماع ..لن يتحمل خاصة وان غريمة مات ،هو من كان يتمنى أن يقتله بنفسه متلذذاً بذلك…
ابتسمت بضعف لتهمس وقد تجمعت الدموع بمقلتيها
-ملمسنيش ياسيف… مسمحتلوش ولما حاول يقرب البلكونه كان قريبة مني ..فرميت نفسي منها… الموت أهون عليا …..غصبني عالدخول وقفل ورايا الباب… اتهجم عليا جريت على الحمام دخلته وقفلت ورايا وكلمتك… كسر الباب ودخل… ضربته ورشيت عليه شامبو ..أقرب حاجه جنبي فالوقت ده… .جريت للصاله ..طلع ورايا لما قالك أنه قلعني كان بيكدب ..أول ماحاول بس يلمسني… كنت اسرع منه ورميت نفسي.. صمتت تسيطر على دموعها لتضيف بإبتسامة
-من حسن حظي كان تحت العمارة رملة وقعت عليها من الدور الثالث…تقريبا العمارة كانت سكن جديد ..
مسح دموعها بألم يخترق صدره لكنه شعر بحاجتها لحضنه فسارع لضمها بقوة بين ذراعيه ،يمسد خصلاتها حنان ،فخور بها ،… .عاشق لها .. طببت جرحه ،… بكلماته… لم يلمسها أحد حافظت بضراوة عن شرفها وحقه فيها ….حفظت له ماهو له…
همس وهو ينثر قبلاته الحارة على خصلاتها
-أنا بحبك أووي ياهنا ..
لفت ذراعيها حول خصره متمتمه بخفوت وهي تُغلق عينيها براحه
-وأنا كمان بحبك أووي .
بعد مرور شهران…… .
يكتنفها صمت مهيب ،تتابع انهماكه في صنع طعامها المفضل ،… .همست بخفوت غير راضية ،-خلاص ياسيف أنا هأكل اي حاجه .
استدار إليها يجثو على ركبتيه امامها يحتويها بنظراته قائلا بحنان
-ليه ياحبيبي…
ضغطت شفتيها بقوة فيما انسابت دموعها على وجنتيها لتضيف بصوت متحشرج متألم
-كفاية… ياسيف متخلنيش اكره نفسي اكتر من كده ايه…
ضم وجهها بحنان يمسح دموها بإبهاميه ليخرج صوته مليئاً بالعذاب
-لا ياقلب سيف… .متعيطيش… .
اشاحت بوجهها تكتم شهقاتها المتتاليه ،ليضيف هو بحنان ونبرة عاشقة
-طيب قوليلي عايزه أيه… ؟
اجابته وهي تكفكف دموعها تطالعه بأمل
-وديني لماما أنا بجد مش قادرة ،بعد الي حصل وأنت مش مخلي حد يقرب مني ياسيف… كل حاجه بتعملهالي أنت… رغم تعبك .
اقترب منها يُلصق جبهته بجبهتها يحتكر انفاسها ..فيما كانت كفيه تملسان على خصلاتها بحنان همس
-ولا عايز حد غيري يقرب منك… ولا غيري تنامي فحضنه… .
عاتبته بهمس ناعم وهي تتأوه برفض وإستنكار
-سيف… ارجو
قاطعها وهو يقرب شفتيه منها يتلمس وجهها مردفاً بلوم
-طيب وعايزه تسيبني لوحدي يانونتي ..
تعلقت برقبته قربته هامسة برقة تحمل بين طياتها عشقاً لاينتهي
-ابدا عمري… .بس انت بتتعب… ياسيف
كفايه متحمل عجزي .
مرر سبابته على شفتيها رافضا مقاطعاً
-عجز أيه بس… هتخفي وهتقومي ..وهعذبك فشغل البيت…
ابتسمت من خلف دموعها لمداعبته التي يعذيها بها ….
نهض واقفاً بغتتة وحملها بين ذراعية ضارباً بإعتراضها عرض الحائط… خرج بها إلى الصاله ولف بها قائلا
-شكلك زهقتي وعايزه تلعبي… طيب ياستي ..جيتي فملعبي…
دار بها وهي متشبثة بملابسه تضحك بسعادة هاتفة
-كفاية بقا نزلني…
هتف بتعنت وهو يلف بها
-قولي مش هسيبك ومش عايزه اروح عند ماما .
نهرته بقوة تناقض ضحكاتها المستمتعه
-سيف نزلني كفايه .
اعترض بغرور وشقاوة
-لا قولي الأول .
لتهتف بحسم ونفاذ صبر وقد ارهقها الدور
-عمري ماهسيبك…
صدق كلماتها وباطن معانيها جعلع يتوقف يزرع عينيه في عينيه… ليهمس وقد ضمها أكثر لأحضانه
-قولي ابداً ابداً
شعرت بما يعنيه ،كلماته ضغطت على جُرح الماضي انفعاله المكتوم جعلها تشدد من احتضانه مردفه بهمس مؤكد
-ابداً… إلا لو موت… .
تاوه بصوت ملتاع هامساً وهو يضغط شفتيه
-متقوليش كده… ياقلب سيف أنتِ حبيبتي فكل وقت وكل زمان بعيد الشر عنك ياقلب وحياة سيف
انزلها سيف ووضعها على ساقه جلس بها هامساً وهو يداعب خصلاتها
-أنتِ عارفه أن دي أخر عمليه الي جايه وبإذن الله هتقومي تمشي ..
اصطبغ وجهها بالقلق لتردف بهمس مرتجف
-متخافيش طول ماأنا جنبك
طوقت عنقة بذراعيها ليهمس بيقين يواري خلفه قلقه المستعر
-هتقومي وهتخفي وهتمشي بإذن الله…
همست وهي تشدد من احتضانه
-يارب…
***********
بعد مرور شهران آخران
هتفت رحمة وهي تُشير لطفلها بمكر
-علي تعالى عيزاك…
مط علي شفتيه وتقرب منها متسائلاً
-نعم…
احاطت كتفيه قائلة بنبرة لاتخلو من الخبث
-بتشوف عمتك وعمك… .؟
هز على رأسه قائلا بنفور واضح
-لا…
ابتسمت رحمة وقربت طفلها منها قائلة
-طيب اسمع الي هقولك عليك ونفذه بالحرف ..اومأ علي بحماس واصغى لحديث والدته بإنتباه
-كتب كل مايملك لياسمين ..
هتفت بها عمة علي حين اخبرها تفاصيل وصية راجي وسرد عليها مقدار ما كان يملكه ..
هز علي رأسه وقد استطاب اللعبه التي قرر اللعب بها هو ووالدته. بذكاء رجل لا طفل
-ايوه… .بقا عندنا فلوس كتير ..ومش محتاجين الورث لانه قليل بالنسبه للي سابهولنا راجي .
كزت العمة اسنانها بغيظ واضح ،وبغض جلي… .وبين هذا وذاك ..نبت الحقد وترعرت الغيرة
عقدت ساعديها متمتمه
-وأنا الي افتكرت يادوب سبلكم البيت… .بقا راجي طلع يملك كل ده ..؟ والله محظوظه من يومك يابنت رحمه .
حرك علي طاقيته… فوالدته لم توضح هدفها الحقيقي من النيران التي ارادت اشعالها ،فقط اختصرت قولها بأن حركت النزعة الطفولية لدية بالنيل من عمته وعمه وإغاظتهم بالمال… وهو كان أكثر من مستمتع يراقب بشغف طفولي متسلي…
استأذن علي ليلحق بدرس تحفيظ القرآن ،وعمته جلست على كرسيها تقضم أظافرها بغيظ وحسد تملك منها…
دخل اخوها وجلس بجانبها يحدجها بتعجب ،لتعتدل هي قائلة نبرة شيطانية
-سمعت بالي حصل… .؟
ضرب على بطنه مستفهماً بصوت ثخين جاف
-خير ياوش الخير ..
رسمت على وجهها قناعاً شيطانيا وهمست بفحيح
-راجي الله يرحمة كتب كل مايملك بأسم بنت اخوك بيع وشراء… .
هتف الأخ بسخرية
-وهو يعني كان حيلته أيه… .؟
ضحكت مستهزئه وهي تقف مقتربة منه
-دا أحنا الي حيلتنا ايه… .؟ دا علي جاي يقول مش عايزين ورثنا… راجي سبلنا فلوس كتير… شفت… بقا الي ليهم عندنا فتافيت… .مع اننا لينا حق ففلوس راجي .
فرك الأخ ذقنه بأنامله متسائلا
-تقصدي أيه… ؟
انحنت تعاود الهمس وقد تلونت شفتيها بإبتسامة منتصرة
-هو مش أحنا الي كنا السبب فجوازها من راجي يعني لينا فالخير ده ..
لوح الأخ قائلا بخيبة
-وهو بعد الي حصل ده… .وطلاقي لرحمة هيبصو فوشنا ولا هنقدر نطول حاجه .
-نجمع الشمل من تاني… .وندفي الخير ده عندنا ..
نطقتها بتمهل مريب ،مما دفه الأخ ليهمس بغباء
-مش فاهم… .
ضيقت عينيها مضيفة بخبث
-ياسمين تتجوز راجي… .وساعتها كله هيبقا تحت ايدينا…
ضحك الاب ساخراً
-وهو يعني قاسم الي هيوافقنا…
-هتقدم السبت… وتدخل على قاسم بحاجتين… الأولى أنك ندمان… وهتديهم ورثهم والثانية… أن في عريس قصدك لياسمين…وأنك خايف على سمعتها وندمان… وابنك طيب وهيصدق…
ابتسم الأخ بقبح ولف شاربة قائلا بشرود
-براڤو عليكِ ..بتفهمي…
اشارت بفخر وغرور
-من يومي… .ثم أردفت بإصرار
-بس يوم ما تكوش على كله بالنص… .
هتف وهو يضربها ضاحكاً
-طماعة… .
لتردف بضحكة مماثلة
-من بعض ما عندكم… .
*****************
ًدخلت رحمة حجرة فتاتها ترسم ملامح حزن زائفة على وجهها ،رفعت لها ياسمين رأسها وقد لاحظت توتر والدتها وإرتباكها الواضح…… نهضت ياسمين من خلف المكتب واقتربت من والدتها هامسة
-مالك ياماما… ..؟
حركت رحمة خرزات مسبحتها وهي تجاهد لتتكلم
-في موضوع عايزه اكلمك فيه… ؟
احتضنت ياسمين كفي والدتها المرتعشتين هامسه بإبتسامة رقيقة
-خير ياماما…
رفعت لها رحمة عينين مثقلتين بالحزن الزائف لتردف بأسف
-بلاش الخروج الكتير ياياسمين… احفظي فالبيت يابنتي واقراي وافهمي من الكتب ..
تسائلات ياسمين بغلظة وهي تعقد حاجبيها بإعتراض
-ليه ياماما… ؟
اجابتها رحمة بحزم وهي تسبر اغوارها
-كلام الناس وأنتِ ارملة وصغيرة ،… بلاش يابنتي احنا ستات وملناش حد ..
تحفزت ياسمين بهجوم… وهتفت بثورة
-أنا مالي ومال الناس .. دي حياتي ..
مطت رحمة شفتيها بأسف قائلة وقد راقتها ردود ياسمين
-مبقاش ينفع… .والي أنقذك زمان مات… .
نهضت ياسمين صارخة بعنف ويأس
-والله الي بيحصلي ده حرام… .
طرقت رحمة عالحديد وهو ساخن قائلة
-وعمك…
استدارت ياسمين قائلة بغضب
-وماله ده كمان… .؟
اجابت رحمة بإنكسار زائف وتوتر مرسوم بدقة
-مش هيسيبك…… فعلشان خاطري خليكِ فالبيت يابنتي…
زمجرت ياسمين بإعتراض ،عض قبضتها بقلة حيلة وغيظ ،لتواسيها الأم وهي تغلف ابتسامتها بظفر
-علشان خاطري يابنتي ..خلينا فحالنا وبعيد عن الناس…
شحذت ياسمين نفساً قوياً وأومأت بموافقة لا تمت لملامح وجهها المعترضه بصلة
-حاضر ياماما… .
خرجت رحمة من الحجرة بعد أن حققت ماارادت ،إثارة الزوابع…
خرجت للحديقة شفتيها تحمل ابتسامة معبقة بالانتصار… .وحين لمحت دخول قاسم من البوابة تيقنت أن خدعتها البسيطة جاءت بنفع ..واجدت ثمارها…
هتف قاسم ببشاشه
-السلام عليكم… .
ردت رحمة بهدوء ومحبة
-وعليكم السلام أقعد ياقاسم ..
جلس… ممتثلاً… صمت لفحهم كانت فيه عينان رحمة تراقب نظرات قاسم المختلسه ناحية المنزل والشرفة بترقب حائر ،لتهمس بداخلها قائلة
-آن الآوان ياقاسم… .الطير يرجع لعشه…
هتفت رحمة وهي ترمقة من خلف اهدابها
-جارتنا الي هنا تصور جايه تخطب ياسمين لابنها المغترب ..
احتدت ملامح قاسم ،وقست نظراته ،اذاً فكلام والده صحيح… .لم يكن يبالغ… يريدون سلبه قلبه مره آخرى ..
اضافت رحمة بذكاء
-وبيني وبينك ياابني… الولد كويس وياسمين صغيره… واحنا ستات… اهو اطمن عليها ..
-وانا… .
نطقها قاسم بسرعة اجفلت رحمة ،وحين التقت نظراته بنظرات رحمة ازدرد ريقة قائلا بخجل
-أقصد أنا موجود لحمايتكم ومساعدتكم .
تراقص شبح ابتسامة على فم رحمة لتردف بملاح لاتفسر
-بصراحة ياابني دخولك وطلوعك علينا… مبقاش كويس وفصالح ياسمين خاصة بعد طلاقي من والدك وعزلتنا فبيت راجي ….سامحني يابني بس غصب عني بقول كده .
فرك قاسم جبينة بتوتر ،فما تقوله رحمة صحيح ..ودخولة قد يجلب لهم اقاويل ومشاكل هما غنى عنها… .
صمت لفحة ،لتحتار رحمة في ردود افعاله ..لكنها تلمست صراعه على صفحة وجهه…
ليحسم أمره ويرفع رأسه قائلا بتحدي
-خلاص يبقا أنا اولى وبدل مادخولي يكون بدون صفه نخلية بصفه
عقدت رحمة حاجبية بدون فهم… متسائلة
-مش فاهمة…
اجابها بسرعة… وثقة
-أنا عايز اتجوز ياسمين ،واعتقد أنا أولى ببنت عمي…
همست رحمة وهي تلتقط نفساً راضياً .مبتسمة بحبور
-اولى ياقاسم أولى…
انتبه كلاهما لصوت تحطيم ليسديرو فيجدو ياسمين واقفة جاحظة الأعين الصدمة تتجلى على ملامحها
وبعد دقائق…كان صياح ياسمين وفورة غضبها تلتهم صمت المنزل…
-تاني… دا بعده… هو ايه كل مايتزنق أنا اولى هو انا جوال بطاطا… قدام حضرته… ماهو اتخلى عني زمان ..دلوقت عايز يرجع… هو أنا أيه…
لم تنتبه ياسمين لاعترافها الأخير لكن رحمة كانت تستمع بصدمة وذهول… لهذا الاعتراف .… لتدرك أنها فعلت الصحيح فبعمق قلب صغيرتها يمكن جرح متقيح صنعه قاسم… وهو وحده القادر على معالجته…
اجابتها رحمة بهدوء ورزانة
-ما بدل ما تتجوزي حد تاني…
صاحت ياسمين رافضة
-وليه اتجوز… ..؟
اجابت رحمة وقد اظهرت بعض الحدة في حديثها
-علشان مبقاش ينفع… ..كلام الناس هيكتر حواليكي ..واحنا بقينا محتاجين راجل… وعمك بدا يحوم… .
-لو قرب مننا هنهشه بأسناني…
نطقتها ياسمين وهي ترسم على وجهها نفور وشراسة .
لتضغط رحمة غير عابئة بجرح فتاتها
-ومنهشتهوش ليه… قبل كده ..وعملتي ايه لما عمتك كانت هتموتني ..
ارتخت ملامح ياسمين وشعرت بالخزي من نفسها ،أشفقت عليها والدتها من كلماتها الجارحه المعنفه… ..لكن ماباليد حيله…
اجابت رحمة بهدوء وحسم
-قاسم بس الي يقدر يمنع عننا عمك وجبروته ..
اجابت ياسمين وهي تضغط خصلاتها بصراع
-بس أنا بكرهه…
هنا يكم ن بين حروف الكره حب بلغ الحد… ..،
اضافت رحمة بحسم وقرار نهائي
-أنا رايحة عمرة… ومش هينفع اسيبكم لوحدكم كده ..
هتف ياسمين بسخرية
-ياسلام… سبب منطقي… فتقومي تتجوزيني ..طيب نروح معاكي…
اجابت رحمة بحدة
-ياسمين… .الي عندي قولته… .هكلم قاسم وابلغه بموافقتنا على كتب الكتاب يوم الخميس ..
همست ياسمين بمهادنه
-ياماما…
قاطعتها رحمة بنفاذ
-خلص الكلام يابنت الشيخ وكتب كتابكم الخميس الجاي… .
صاح بغضب في الهاتف وهو يكاد يقتلع خصلاته
-العمليه خلصت ..وخفيتي وارتحتي… افهم بقا قاعده ليه… .؟
همست بضحكة رنانة وهمسها يزيد خفقاته قرعاً
-وحشتني يامستر…
عاد يصيح بجنون وهو يدور بحجرته والشوق يعصف به وحنينه يكاد يفيض من كلماته رغم حدتها
-متضحكيش…
زادت ضحكاتها الرقيقة مما أثار حنقة وجعله يهتف بتوعد…. يعلم لن ينفذه لو رأها
-لو مرجعتيش فخلال أسبوع ..متكلمنيش تاني .كاذب إن امتنعت عن الكلام… سيهاتفها هو
همست وهي تعض شفتيها بمتعة وقلبها يخفق بجنون
-هفكر… .
كاد يغلق الخط لتجفله بسؤال بعد أن تحمحمت بخجل
-سيف أيه أكتر الوان بتحبها… .؟
ارتفعت شفتيه بإبتسامة خبيثة ليردف بمكر
-كله يمشي… بس يفضل قصير ..
شهقت بنعومة مخبية وجهها بكفها ،لتعلو ضحكته ،فتسارع
-تقصد أيه… ؟
اجابها بمكر وهو يُلقي بجسده على الفراش والحماس لأغاظتها يشتعل بداخله
-الي تقصديه ياقلب سيف .
تلعثمت مردفة بخجل…
-أأأ…. أنا أقصد ..أقصد… عايزه اجبلك هدية…
اجابها وهو يبتسم وملامحه لاتحمل أي براءة لمعاني كلماته
-خلاص وأنا أقصد كده… .
همست بإرتباك… هي تفهمه أكثر من نفسها.
-طيب سلام بقا… .
اجفلها توسله الدافئ المشبع بحنانة الذي تتوق إليه وبشدة… لكن مالا يعلمة انها مرغمه على الابتعاد ليتصالح كل منهما مع نفسه وتعود هي حبيبته وزوجته
-كفاية يانونة وحشتيني كفاية بُعد بقا .. .عملتي الي فدماغك وفضلتي عندك علشان خاطري كفايه….
شعرت بحزن يقطر من أحرفه ،نفاذ صبر يوشك أن يودي بتعقله
تنهدت بعمق لتجيبه بهمس ناعم سرق دقة من دقات قلبه
-حاضر ياعيون هنا… .وأنت كمان وحشتني أوووي أوووي أوووي…
صوت أنفاس لاهثة وقبلات نُثرت على الهاتف وصلتها بوضوع ،لتردها بالمثيل…
همس سيف بصوت متحشرج من أثر عاطفته المشتعلة التي يحاول كبحها حتى لايتهور ويصبح بأي طريقة أمامها
-تصبحي على خير ياقلب سيف
همست بتنهيدة عميقة وهي تحفره بجفونها
-وأنت بخير ياحبيبي
*******************
أنتِ ﻛـ حبّاتِ المطرْ ..
ﺗﻨَﺰﻟِق ﻣﻦَ ﻓﻮﻫَﺔ ﺍﻟﺸَﻌﻮَﺭ ﺇﻟﻰَ ﺷَﺮﺍﻳﻴَﻨﻲَ ..
ﺗﻤَسح ﺑﻘﺎَﻳﺎ ﺍﻟﻠﻴَﻞِ بـ عَينِى ..
ﻭ ﺗﻜتبَ إسمكِ ﺑِـ ﻀَﻮَﺀ ﺍﻟَﺸﻤﺲَ
ﻋﻠﻰَ ﻛُﻞ ﻧﺒَﻀﺔٍ … ُﺗﻮﻟﺪُ ﻣﻦَ ﻗﻠَﺒﻲَ
منقول
جلست على طرف الفراش تهز ساقها بتوتر تكور شفتيها بعبوس…،كُتب الكتاب… واجبرتهم والدتها على المكوث في حجره واحده…
جلس هو على الطرف الآخر يهز نفس الساق برتابة… فيما كانت شفتيه تنفرج بإبتسامة مُغيظة ..وعينيه تتابع بإستمتاع نفورها وإعراضها ،أصبحت له موشومة بأسمة… حلم راود أجفانه ليالٍ طوال… وأخذ من راحته الكثير عادت روحه إليه
همست وهي تعتلي الفراش بغضب لا يتركها تُلقي بوساده ولحاف ارضا قائلة بتجبر قاسٍ
-اتفضل بقا خلي الليلة دي تعدي ..
رفع حاجبيه مستفسراً بسخرية ،شراستها تلك سر من اسرار جمالها ولكم سيستمتع بترويضها
-نعم وهو أنا هنام عالأرض .
هزت كتفها تلوح بكفها متابعة بثقة… وغرور
-طبعاً… اكيد يعني مش هنام جنب بعض ..!.
ابتسم بسماجه ليقف مقابلها عاقداً ذراعية يحدجها بنظرات لامبالية وهو يهتف بشبه سخرية ،تريد إبعاده هيهات فهو لن يبتعد
-لا… .وليه أنا الي أنام عالأرض ليه مش أنتِ… ؟
فغرت فمها بذهول … ترمقة كمن يشاهد محلوق فضائي هبط للتو… ولسانها يررد بإستنكار وبغضب وهي تتخصر
-هو أنت تقبل تنام عالسرير وأنا عالأرض… ؟
كانت اجابته عباره عن تمدد على الفراش ،وضع كفيه تحت رأسها ورمقها بإبتسامة قائلا
-عادي خالص… وكمان ضهري بيوجعني من الأرض .
زمجرت بغضب ،وهي تعض قبضتيها قائلة وهى ترى بروده يتفجر من مقلتيه
-أنت معندكش دم… .؟
اجابها وهو يتثائب وكأنها تتفوه بشئ عادي… لايعنيه
-بالضبط كده… تصبحي على خير ياياسمينتي الحلوة… تعبان جداً والصراحة السرير مريح وجميل ..
قالها وهو يضرب الفراش بكفيه مسمتعاً بنظراتها… ..فيما تمددت هي ارضاً تعض الوسادة قهراً … تعبث بخصلاتها يميناً ويساراً وكانها توجه ضربتها لهم
رفعت حاجبها متوعده ،تريد الأنتقام فنهضت تفتح الكاسيت… محاولة بائسة لأزعاجه والنيل منه ،لينطلق صوت اغنية لأم كلثوم
–
همس قاسم وهو يغمض عينيه متلذذاً ومصدراً همهمة استحسان
-حلوه الأغنية دي بحبها…
غيرت ياسمين الأغنية بغضب فجهاز التحكم يكاد يتحطم بين أناملها وهي توجه إليه غضبها ضاغطة بقوة…
ليصدع صوت القرآن… فيردف قاسم ببرود وراحة اطلقها عبر تنهيدته
-الله يفتح عليكي… بحب انام عليه…
عادت لمكانها تجر خلفها الخيبة ،جلست متسائلة بخفوت وهي تظن أنه لايسمعها تقبض على الغطاء
-أعمل معاه أيه ده ياربي ..؟
جائها صوته الضاحك ليستفزها أكثر ويثير حنقها
-ولا حاجه تنامي وتبطلي دوشه ..
امتثلت مُجبرة وتمددت لتنام ،وبعد مرور فترة طويلة شعر قاسم بإنتظام أنفاسها… وسكونها
فحمل وسادته وغطاء آخر… وتمدد بجانبها… تأمل وجهها الجميل ليبتسم بحب
-ياأنا ياأنتِ… !
مرر كفه على ملامح وجهها ليهمس بأهه مكتومة وبرقة… صُبغت بشوقة…
-مكنتش أعرف أنك حلوة أووي من قريب .
ازاح خصلة متمردة عن وجهها تحاول إزعاجها بشده ،وكم يغار منها لأنها تلامس وجهها دون قيود
ليمد أنامله بخجل ويداعب تلك الخصلات النحاسيه…بتلهف لتقبيلهم… تنفرد على وسادتها ببهاء ..تريد إثارة حفيظته وشغفه … تدعوه.ليقترب ويقبلهم خصله خصله…
سحب أنامله حينما شعر بتململها… ليبتعد ويدير وجهها الناحية الآخرى…
-اتسعت عيناه ذهولاً وهو يرى صناديق الكتب التي تندس تحت السرير ليعض شفتيه هامساً
-وأنا أقول مش معقول بس دوول كتب راجي… طلعتي مخبيه نصهم هنا…
همس وقد برقت عيناه بشقاوة وتوسدتهم المتعة… راقته اللعبة…. أذا ستدفع ثمن فعلتها غالياً… سيستغلهم أسواء استغلال… لكن صبراً
همس بها قاسم وهو يبتسم متخيلاً الثمن الذي يقصده… فتأخذه دوامة النوم المُشبعه برائحتها الذكية .
*************
ﺃﻋﺸﻘﻴﻨﻲ ﺑﻨﺒﻀﻚ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ
ﻓﻤﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻳﻨﺒﺾ
ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﻳﻌﺸﻖ
ﻗﻮﻟﻲ ﺃﺣﺒﻚ َ ﻳﺎﻋﻤﺮﻱ
ﻭﻻ ﺗﺘﺮﻛﻴﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﻣﺂﺯﻕ
… ﻳﻌﺬﺑﻨﻲ ﺧﻮﻓﻚ ِ ﺳﻴﺪﺗﻲ
ﻭﺍﻟﺪﻣﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻳﺘﺮﻗﺮﻕ
ﻟﻢ ﺃﻏﺮﻡ ﻗﺒﻠﻚ ِ ﺑﺄﻣﺮﺃﺓ
ﻭﻟﻦ ﺃﻫﻮﻱ ﻏﻴﺮﻙ ِﻭﻟﻦ ﺃﻋﺸﻖ
ﺃﺷﻌﻠﻲ ﺣﺒﻚ ِ ﻧﻴﺮﺍﻧﺎ ً
ﻭﺩﻋﻴﻨﻲ ﻓﻰ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﻋﺸﻘﻚ ِ ﺃﺣﺮﻕ
ﺣﺒﻨﺎ ﻛﺎﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ
ﻭ ﻣﻔﺮﻭﺵ ٌ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ
ﺑﺎﻟﻮﺭﺩ ﻭﺍﻟﺰﻧﺒﻖ
ﻓﺄﺳﺒﺤﻲ ﻛﺎﻷﺳﻤﺎﻙ ﻓﻲ ﺑﺤﺮﻱ
ﻭﺍﺗﺮﻙ ِ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﺃﺣﺰﺍﻧﻚ ِ ﺗﻐﺮﻕ
ﺍﻧﺎ ﻟﻮ ﻋﺸﻘﺘﻚ ِ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ
ﻟﻦ ﺃﻣـــﻞ ﻋﺸﻘﻚ ِ ﻳﻮﻣﺎ ً
ﻭﻟـــــﻦ ﺃ ُﺭﻫـــــــﻖ
منقول
خرجت من الحجرة تتثائب تبحث عن والدتها أو علي أو المدعو زوجها… .وجدت والدتها بالصاله تتناول قهوتها… .القت على مسامعها تحية الصباح المقرونه بقبلة على جبينها
-صباح الخير ياماما…
شملتها رحمة بنظرة فاحصة لتردف بإبتسامة قل ماتتخلى عنها
-صباح الفل ياياسمين… .
جالت ياسمين بنظراتها لتعاود الالتفات ببصرها لوالدتها متسائلة بتلعثم وإرتباك
-فين علي… ..؟
حدجتها رحمة بنصف عين لتقول بعدها وقد فهمت من المقصود بالسؤال
-علي اصر على قاسم انهم يطلعو فوق… .بيعمل طياره وعايز قاسم يساعده… .
صمتت ياسمين بجمود ،… .لينزلق صوت طقطقات المطر ..فتصفق بمرح وتركض ناحية الأعلى خصلاتها تتناثر حولها بعشوائيه… وهوجاء
وصلت للسطح لتجد قاسم وعلي يُطيرا الطائرات في السماء ضاحكين ..مستمتعين…
استدار قاسم قائلا بإبتسامة خلبت لبها ونظرة دايما مايخصها بها
-صباح الخير… .
لم تُعير صباحه اهتمام واتجهت ناحيتهم تستقبل قطرات المطر بسعادة… تبادلت النظرات مع قاسم الذي كان يتعمد مراقبتها بإهتمام وحب…
انجرفت طيارة قاسم بفعل الرياح بإتجاهها…
ليتخلى علي عن طيارته ويغادر هاتفاً
-هنزل اجيب آيس كريم …امسك طيارتي ياقاسم…
امسك منه قاسم طيارته بجانب الآخرى لتنجرف احداهما منه ناحية ياسمين… وتتلقفها الرياح فلايستطيع السيطره عليها
..اقترب قاسم منها فابتعدت ..فاقترب مره آخرى فابتعدت ،ابتسم بشقاوة… واجفلها ليقف خلفها بحركة سريعة… مد ذراعيه محاوطاً لها يحرك طيارته ببرود وإستمتاع… وهي تحتل الفارغ بين ذراعيه
همست ياسمين بخجل وهي تشعر به يحاوطها ضاماً لها بقوة يُلصق ظهرها بصدره
-ابعد…
قاسم بهمس حار وقد غزت رائحتها أنفه فأربكته واشعلت حواسه
-آسف ..الطياره هي الي واقفة هنا .
زفرت بضيق وحاولت التملص ،لكنه كان يسد عليها منافذ هروبها من خلال تضييق ذراعيه اللمسكة بخيوط الطائرتين
جزت أسنانها بغيظ هامسة وقد اربكتها أنفاسه الحاره التي تلفح بشرة عنقها فتزيدها ارتجافاً بين يديه
-ابعد ياقاسم… .
اقترب فمه من أذنها ،سانداً ذقنه على كتفها هامساً بإشتعال وقد شعر بالثماله من رائحتها
-مكنتش أعرف أن اسمي حلو كده…
اسكنت تمردها… فلم يبقى الا صوت أنفاس ثائرة تقابلها أنفاس مشتعلة ..خانه تماسكة وهي بين يديه قريبة منه لهذا الحد… .حط بشفتيه على رقبتها حركها ببطء متلمساً نعومتها اغمضت عينيها في محاولة بائسة للسيطرة على ارتعاشة جسدها… .وفجأة حين لفحته دوامة قربها وغمرته بتغيب…
رفعت قدمها وهوت بها على انامل قدمه ،ليصدر قاسم تأوهاً متألم… مُفسحاً لها المجال فتهرب ،وتنفلت الطيارتان عن عقال تحكمة… ويطيرا بالجو… .فارين
جائه صوت علي الصارخ من خلفه … الممزوج بصدمة
-.طياراتي… سبتهم ليه… ?
ظل قاسم رافعاً قدمة… لا يستطيع انزالها بالأرض أما هي فانخرطت في نوبة ضحك عتيه…
بدأ علي فالبكاء وهبط للأسفل بعد أن القى الآيس كريم… أرضاً في غضب واضح
ليتبعه قاسم وهو ييجاهد للسير متعكزاً هتفت ياسمين وهي تلتقط الآيس كريم وترفعه لفمها قائلة بزهو
-المره الجاية خلي بالك… .!
تركها قاسم وغادر خلف علي ليطيب خاطره ويسترضيه
،جلست هي تستمتع بهذا الجو تأكل الآيس كريم بمتعة بينما كان النصر يسير في خلاياها فتشع غروراً ورضا .
وعلى مائدة الطعام هتفت رحمة بأسف
-مال رجلك ياقاسم… .؟
ضرب قاسم المعلقة بطبقه قائلا وهو يهتف من بين اسنانه المطبقة
-عربية نص نقل فرمتها…
فغرت ياسمين فمها بذهول امتزج بغضبها ،ليهز لها قاسم حاجبه بإغاظه ..
القت ياسمين ببلاهة نظرة سريعه على جسدها… لترفع نظراتها بخيبة وبعدها تتأمل المائدة العامرة… صراع مابين اطباق الطعام الشهية… وحميتها التي لطالما تفشل في المواظبة عليها ،لتكور شفتيها اخيراً وتنهض قائلة
-الحمدلله…
شعور بالذنب تسرب لقاسم ،ليبتسم بعدها… ويلتهي بتناول الطعام ،… .
اصر علي على قاسم أن يبيت معه في حجرته ،فامتثل قاسم… ….
قفزت ياسمين فرحاً وقد شعرت بخصوصيتها ،… ..ستستمتع بالحجرة وحدها دون تطفل من أحد…
ارتدت منامة قطنيه تصل للركبه بلون وردي غامق ،بحمالات رفيعه تظهر بياض عنقها الناصع لقد اصبحت مهووسه بالأغاني التركية ،… اشغلت احداهما وبدات تتمايل معها احيانا وتدور احياناً آخرى حركات جسدها تداعب اوتار الموسيقى…
فتح الباب ليصطدم برؤيتها هكذا ،وقف متسمراً مكانه عيونه مُعلقة بفراشته ،حركاتها المغوية تلعب على اوتار قلبه الهائج بضربات تصم الأذن
توقفت ياسمين تلتقط أنفاسها لتصرخ بفزع حين وجدته واتجهت قافزه للفراش تُدثر نفسها بالغطاء…
تقدم قاسم ليدخل ببرود ،عكس مايشتعل داخله من نيران …….نهضت ياسمين مُشيحه بعينيها عن مرمى نظراته المتفحصه ،… .لم تكن نظراته وقحة لكن تُشعرها بالخجل الشديد
ليسحب قاسم وساده وغطاء ويتمدد أمام الخزانه… بمكر ،فباغتته هي بسؤال ساخر
-قررت تنام عالأرض ..؟
لوح لها قاسم ومازالت عينيه تلتهم جمالها… وهو لايستطيع الابتعاد بنظراته التي تخرج عن طواعيته
-ايوه…
انكمشت ياسمين بخجل من نظراته .اتجهت للخزانه… لابد أن تبدل تلك المنامه…
-بعد اذنك عايزه هدوم… .
خطوة واحدة عرقلها بقدمة لتسقط فوقة ،مد ذراعيه وحاوط جسدها قائلا بخبث
-دا أغراء ده… .؟
شهقت بنعومة لتضربه على صدرة قائلة بغضب ونفور… خجل يكتسها تحاول التملص لكن فاشلة هي .
-اوعى بقا… .
شملها بنظرة يحتلها الخبث ليردف بشقاوة وهو يغمزها
-لا التركي عامل شغل عالي ولو اني مبحبوش…
كادت تصر خ بوجهه ولكنه همس قائلا وعيونه تشتعل بذكرى بعيدة
-الله يرحمك ياست سعاد ياحسني… .صمت يلتقط نظراتها الغاضبة بشقاوتة اللذيذة ..ليضيف بتنهيدة ورفرفة لأهدابة
-بس بردو العربي أم الاجنبي… .دا حتى حلو علشان الليونه والخفه…
فغرت فمها كالبلهاء لتشهر سبابتها متسائلة
-تقصد ايه… ..؟
ابتسم قائلا بأسلوب مُغيظ
-ولا أي حاجه… .
رمته بسهامها النارية ،لتتملص معاودة الصراخ
-سيبني ..بقا…
اشاح وهو يعقد حاجبيه ممصمصاً
-هو أنا الي وقعت ولا أنتِ…
زمجرت كقطة شرسه لتنقض بعدها على أنفه… فيصرخ طالقاً سراحها… .
ابتسمت بظفر واعتلت الفراش قائلة وهي تُخرج لسانها
-تستاهل… .
صمت ساد لدقائق… ليهمس قاسم مدندناً
-بانو بانوو بانو لى اصلكو بانو
حالة من الصدمة تلبستها وهي تتذكر انها لطالما رقصت على تلك الأغنية ،ربطت حديثة… ….لتمسك بعدها بالوسادة وتضربه بها على رأسة
فتنطلق ضحكاتة تشق سكون الليل وقد نال اخيراً منها… فيبدو انها التقطت اشاراته وعملت ببديهتها أنه رأها…
تصاعد الدم لرأسها… من الفكرة… لكنها سرعان ماابتسمت بخفاء وهي تلتقط كلماته المصحوبه بشقاوته
-القلب على الحب يشابي والحب بعيد عن اوطانه
********
رَوتني من كلِ المنابِع
وصاحَ شَوقي مَا ارتويت
قُطِّعَت لأنوثتها الأصَابع
وكتبتُ عنَها وما انتهيت
حلمتُ بنصفِ مافيها
ورأيتُها.. وكأننَي.. ما رأيت
أذاقتني ويلَ قربها وجنونها
ولما صحوتُ بعدَ سُكري
فيها انتشيت….
#منقول
قيد سيف مرفق عمرو قائلا بصبر نافذ ونيران تستعر بمقلتيه الدائرة فالوجوه بغير هدى
-مراتي فين ياعم… .؟
نفض عمرو يده قائلا وهو يهز رأسه بضيق
-هتدخل مع العروسة ياعم…
وضعه الشوق على حافة الجنون ،… عينيه مُعلقة بمدخل القاعة ينتظر دخولها بتلهف فاضت به عينيه… حركات جسده المتوترة تعلن بوضوع عن ترقبة الممزوج بشوقة…
بدأت الزفة واعلنت الضجة وصول العروس ..تهافت بين المدعوين لينتهي نضاله بخيبة ،ليست موجوده ..جال بنظراته مره آخرى لتكن الخيبة رفيق لأنفاسه غير موجوده… .
ربته خفيفة على كتفه ليستدير فيجد عاملا يحمل صينيه… ناوله وردة حمراء وورقة… وغادر
امسك سيف بالوردة وملامحه تنعقد بحيرة ،فتح الورقة لتعتنق عيناه بضع حروف شقية كصاحبتها
(بتدور على مين )… .اوعى تكون أنا يامستر )
شقت ابتسامته وجهه ليرفع عينيه باحثاً عنها ،… .لينتهي بحثة بخيبة… تقدم يسأل ياسين… لتجفله ربته أخرى على كتفه…
وها هي ورقة ثانية ووردة أجمل تحمل عبق أنفاسها وكأنها سقتها من رحيقها العذب..فتحها بشغف وشوق ليقرأ بتلهف ملتهماً الحروف
(-وحشتني أوووي… .أنا جنبك… لازم تلاقيني بنفسك لان مفيش حد هيشوفني قبلك .)
تنهد بهيام ..اغلق الورقة ودسها بجيبه… وبدأ البحث عنها ..لتطول مدة اختفائها ويشعر بالضيق من تلاعبها به… حل رابطة عنقه واستند بظهره على عمود… .متوعداً لها…
وهاهي ورقة أخرى اخذها ساخراً…
(أنا أسفه ياحبيبي… .بص قدامك )
سارعت نظراته تهرول بإنفعال ..ليلمحها تبتسم له مُلقية أخر وردة وبعدها تختفي بالخارج…
ركض خلفها دقاته تتسلل إليها… .وقلبة يعلن تمردة… لهاثة يصم أذنيه…
تنهيدة راحة توشحت بإبتسامة راضية وهو يراها جالسة تحت ضوء القمر الخجول… .
همس بلهاث (هنا)… ..وكأنه لايصدق
اقترب منها بخطوات سريعه وعلى بعد خطوتين منها هتف وقد برقت عيناه وتجمد جسده
-قومي… .
طافت على ملامحه الحبيبة بشغف تأملت وقفته ..حلته التي زادته وسامة وخصلاته التي تبعثرت بعشوائية… نهضت بحذر وخطت ناحيته ببطء فيما كان هو يتفحصهايراقب خطواتها بسعادة لمعت بها عينيه…
ثبت عينيه على قدميها ،ربما ليتأكد انها امامه سليمة معافاه……
لم يمهلها إكمال خطوتها التاليه واندفع ناحيتها يضمها لصدره معتصراً جسدها بين ذراعيه لتفعل هي المثل وتحاوطه بذراعيها أكثر وأكثر… تمرغت فيه كقطة فيما كان هو يبتعد ناثراً قبلاته التي حملت بعضاً من شظايا شوقة المتفجر حين رؤيتها… .احتضن وجهها بكفيها يمتلكه… يحط بشفتيه على كل إنش من وجهها… ثم يضمها هامساً برضا
-اخيراً ياهنا…
ظلت صامته تنعم بدفء أحضانه ليحسها بلهفة
-اتكلمي وحشني صوتك ياتلميذتي الشقية .
همست وهي تتمسك بأحضانه
-وحشتني أوووي ياسيف…
تخلل أناملها بكفيه كما يحب أنا يفعل ثم رفعهم لينال كفها نصيباً من شوقة وقبلاته وهو يهمس بصوت متحشرج محاط بالشوق
-وأنتِ كمان ياقلب سيف من جوه وحشتيني…
ابعدها يتيه في نظراتها قائلا
-خفيتي وبقيتي كويسة يانونة… .أومأت وعينيها يعصف بها الدمع… .ليحيط خصرها ويرفعها ويدور بها… فتتشبث هي بعنقه…
حين فقدت انفاسه انتظامها توقف لاهثاً… نظراته تذوب بين نفحات أنفاسها……
قطع هتاف ياسين لحظات عشقهم الجنونية ..يأمره بالدخول للضروره
أمسك كفها وسحبها قائلا بتحذير
-متسبيش ايدي طول الفرح…
هزت راسها هامسة وهي تقترب مُلصقه كتفها بكتفه
-حاضر
همس وهو يحاوط نظراتها يحتكرها له
-عارفة نفسي اخدك ونمشي ..مش عايز اشوف حد ولا اقابل حد وجودك يغنيني عن الدنيا بحالها .
بادلته كلماته المجنونة بهمس لايليق إلا بعاشق مثلة
-بعشقك
لن توفيه الكلمات حقة ،عبثت بمعجمها اللغوي فلم تجد ماتعبر به عن ماتشعر به الأن… ستبخسه حقه بتلك الكلمات…… هي حروف كالأله تترجم مشاعرنا… لكن معه وفي حضرته تعجز حروفها عن التعبير… وتتعطل آلاتها
دخلا القاعة استقبلهم ياسين بهتاف سعيد
-البسكوتة… نورتي مصر…
ابتسمت له هنا وسلمت علية…… اقترب ياسين من سيف هامساً
-جهاد بتدور عليك…
اومأ سيف متفهماً وانسحب بحبيبتة اقترب من جهاد التي ماإن رأتهم حتى تلاشت ابتسامتها…
سيف شخص اثار بداخلها احاسيس غريبة… لاتدري لها سبباً ولا تعرف كنهها… ..تعلقت برماد حلم الحب… ..لكن سرعان ماأفاقت.. على ذلك الرماد تزروه الرياح لتتأكد حينما رأته بجانب هنا بالمشفى أنه إعجاب ليس إلا… .وعليها أن تنفضه غباره من عقلها … ولتنشغل برجلها الصغير وعملها… .
عادت إليها ابتسامتها عند ذلك الخاطر واقتربت تحتضن هنا بمودة حقيقية… مهنئه
-مبروووك يانونة…
بادلتها هنا محبة خالصة ،لتبتعد جهاد وتسلم على سيف قائلة
-مبرووك لهنا ..ربنا يسعدكم يارب .
-الله يبارك فيكِ… .
نداء أدهم جعله يستأذن جهاد ويتجه ناحيته…تاركاً هنا
عَرفه أدهم بمليكة قائلا
-مليكة… ..زميلة عزيزة وسيدة أعمال
نظرات اعجاب اطلقتها مليكة تجاه الوسيم الواقف امامها بعزة وغرور
رحب بها سيف وهو يرسم ابتسامة
-اهلا بحضرتك نورتينا…
مدت مليكة كفها هامسة وهي لاتحيد بنظراتها عنه
-اهلا بيك ياسيف ومبرووك البراءة
عقد سيف حاجبية متسائلا
-أنا بقيت مشهور كده… !
ضحكت مليكة بغنج ودلال زائد وهي تهتف
-طبعا… عامة أنا موجودة لو احتجت حاجه…
خنقته بحديثها… حاول التملص منها لكنه فشل تفتح الموضوع تلو الأخر… ولا تتركة… سيجن اشتقاق لزوجتة… .لمحها تقف عابسة تنهره بعتاب ارسلته إليه نظراتها… حتى أدهم تركهم وغادر… احواله تبدلت اصبح منطوياً للغاية ولايهتم لشئ تفكيرة مشتت ونظراته غائمة بحزن ..حديثة ينحصر عنها وإن تبدل يرد بإقتضاب فراق رقية يذبحة وقنبلتها التي فجرتها لاتُزيدة الا حزناً وحسره… يرى الانكسار يلمع دائما بعينيه… وسجائرة تزداد وتزداد ولاتبرح أنامله
انتهت افكارة حينما توقفت الموسيقى واعلنو انتهاء الزفاف استأذن زافرا بإرتياح،يبحث عن شقيته ليسترضيها لابد انها غاضبة منه وحانقة عليه… .
لم يجدها لقد تسللت هرباً منه تعاقبة على فعلته… أدهم وياسين غادرو تاركين له المجال… لينفرد بشقيته لقد ابتاع أدهم شقه بالقرب منهم بعد أن نقل مقر عمله هنا … .ومالا يعلموة أن زوجته تعاقبة بغيرتها عليه…
عاد للشقة يبحث عنها في محاولة بائسة منه ،وأمل زائف… يحاول الاتصال بها هاتفها مغلق… يريدها بشدة… شقتهم مُغلقة ..لن يستطيع أن يذهب الأن ويطرق مطالباً بها ..
ضغط خصلاته بقوة… .لاعناً مليكة وأدهم…
خلع سترته واتبعها بربطة عنقة… وتمدد على الاريكة لاعناً حظة… لن يستطيع النوم على فراشة أنه يتلظى في جحيم بُعدها وجفائها فكيف إن نام عليه دون أن ينعم بدفئها بين ذراعيه… ….
وبالاسفل كانت هي تتوعده لقد تركها وذهب لتلك الغبية التي تلتهمة بعينيها… نعتتها بغضب
-وقحة… مغرورة…
تمددت على فراشها فشوقها ليس بأقل منه ..جزء داخلها يريد أن يضرب بما فعل عرض الحائط ويغادر له يرتشف من حنانه وجزء يتمرد رافضاً يريد تأديبة فهو لها وحدها ولا يحق لاحد مشاركتها فيه…
مضى المساء وكلاهما ينازع… بين تمردة وشوقه ورغبته… .
استيقظت على رنين جرس الباب ،تطلعت لساعتها لتكتشف اقترب موعد أذان الظهر… .حملت حجابها وخرجت… .لتفتح… مازال النوم يثقل جفنيها… .فتحت الباب وماإن رفعت رأسها تطالع الشخص… لتشعر بجسدها محمولاً كجوال البطاطا على كتفه ،صرخت به ناهرة
-سيييييف… نزلني ..
صعد بها للأعلى يلهث ليهتف وقد شعر بالتعب
-هو أنتِ تخنتي ولا ايه…؟
نال لكمة قوية على ظهرة ،ليتأوه قائلا
-ماتهدي… ..بتبعيني وتنامي تحت.
صرخت به منفعله وقد ثارت ثأرتها
-تستاهل… .
دخل بها الشقة وانزلها أرضاً… لتقف صامتة قليلا تجول ببصرها في أنحاء الشقة… .حنين واشتيقاق تملك منها… ليقترب منها ويهمس خلف أذنها بحراره وقد شعر بتخبط اشتيقاها
-وحشتك… ؟.
ابتلعت ريقها عائدة لوعيها استدارت هاتفة وهي تضغط شفتيها
-عايز ايه دلوقت… .
خطأ ناحية الآريكة متمدداً ليقول ببرود
-عايز أكل… !
هدقت في ببلاهه هامسة
-نعم،… .
اجابها بنفس البرود وهو يشملها بنظره غامضة
-جعان… ياكرومبو أيه… ؟
انزلقت نظراته تتفحص جسدها… .كانت ترتدي بيجامة من خامة القطيفة بلون نبيتي داكن ..ترتدي خف على هيئة دبدوب بشكل كرومبو…
سحبت حجابها والقته أرضاً دبدبت بقدميها وغادرت للمطبخ… .عبثت بمحتوياته لتخرج متسائلة
-عايز تأكل أيه… ..؟
تصنع التفكير ليجيبها وهو ينهض ويدور حولها
-مكرونه بالصلصة… بطاطس محمرة ..بوفتيك
عادت للمطبخ… لتبدأ بصنع ماطلبه
وقفت أمام الموقد… تضع المياه لسلق المكرونه ليلتصق بها من الخلف… فتستدير محذرة
-سيف… .ابعد ..روح اعمل السلطة ..
اجابها بإبتسامة مستفزه وهو يميل ملتصقاً بها مره أخرى فتنحني للخلف
-بجيب السكين ..ايه هقطع السلطة بأيه… ؟
ابتعد فعادت لعملها… وبعد دقيقة عاد اليها والتصق بها فزمجرت ليرد بإبتسامة
-ايه بجيب الملح…
وبعد مرور وقت طويل أنُهكت فيه من العمل وتلاعب سيف الممتزج بشقاوته… جلست… ليباغتها بأمر
-تخلصي أكلك وتقومي تنضفي الشقة يابسكوته ..
اجابته وهي تغرس بعنف الشوكة بقطعة بوفتيك… مُجيبة وهي تجز أسنانها
-حاضر يامستبد…
انتهت من الطعام… وبدلت ملابسها لأخرى قديمة… .
هتف سيف وهو يتفحصها بدقة
-هو أنتِ مش هتطلعي عالسلم بقا وتنضفي النجفه ..
ازاحت خصلاتها قائلة وهي تلوي فمها ساخرة
-مش لما يكون عندك نجفه الأول يامستر ..
حاوط خصرها هامساً وهو يدفن وجهه بين طيات خصلاتها متنفساً عبقه بقوة
-اركبلك يا قمري… .علشان نستمتع ….
تملصت من بين ذراعية… بخجل ،… ليأمرها بإستفزاز
-طيب امسحي الثقف… .
رنين هاتفة… جعله يبتعد ويرد وهو يرسم ابتسامة مُنمقة… ذهبت خلفه تتبين من يهاتف… لتفهم من خلال حواره أنه يهاتف تلك الغبية… ويرحب بقدومها… .وبعد مرور فترة رن جرس الباب فسارع بفتحة ليتبين أن مليكة وحدها على عكس ماخبرته أنها ستأتي بصحبة أدهم
تطلع حولها لتسارع مليكة بتفسير لمحت سؤاله في نظراته
-أدهم مشغول فقولت منضيعش وقت…
كاد يعتذر عن دخولها لولا أن داهمته فكرة خبيثة لازعاج شقيته والتلذذ بغيرتها
سمح لها بالدخول… اجلسها ليستأذن محضراً لها بعض الاوراق… .التي تحدثا فيها
هل يثير جنونها بأفعاله أم يختبر صبرها… .احضر تلك البلهاء التي تتغنى بعشقه للمنزل ام انها تتوهم… تطلعت امامها بتوعد وهي ترتب ماانتوت علي فعله…
ارتدت الملابس التي تعينها لتنظيف المنزل ولطخت وجهها… فيما افلتت بعض من خصلاتها من عقال حجابها الصغير… حملت كوب العصير المملؤ بزيت الخروع المركز… وتفقدت الصاله لتتأكد من مغادرته ..
خرجت تحمل صينيه بين يديها فاستوقفها قائلا
-رايحه فين… ؟
زمت شفتيها تلعن حظها… حينمااقدمت علي الرد هتفت السمجه
-مين دي… ؟
حينما حاول النطق كانت هي اسرع منه وجاوبت
-محسوبتك تفاحه… الشغاله… قالتها وهي تضغط علي حروفها وترمقه بغيظ وتوعد لكنه اشاح يكتم ضحكاته
تقدمت ووضعت العصير امامها وهي ترمقها باستخفاف وسخرية ..
استاذن هو ليجلب ماارادته مليكه ..فتقدمت تفاحه قائله بتوجس زائف
-والله انا زعلانه عليكي ياست هانم
عبست مليكة مستفهمه
-تقصدي ايه ..”
تصنعت تفاحه البكاء وهي تمسح في اكمامها
-الحليوة الي قدامك ده زير نساء ..
جحظت عينا مليكه بصدمة لتسترسل تفاحه بحزن
-اه والنعمه لعلمك ده بيغتصبني فاليوم عشر مرات
شهقت مليكه بفزع مرتده للخلف. لتسترسل تفاحه وهي تحك راسها
-لا وياريت عاجبه بيلف علي اختي الي هي 14اكمني وحدانيه مستكردني… منه لله نسوانجي حقير
بهتت ملامح مليكة ورددت
-حقييير
عدلت تفاحه من لهجتها قائلة
-بسمعهم بيقولو كده ..ولعلمك هو طلب مني احطلك مخدر فالعصير بس انا مستحملتش وحده تتأذي كفايه شرفي انا الي مرمغه ..فالوحل
تطلعت مليكه حولها بزعر… لتشعر تفاحه بمن يقبض علي ملابسها ويرفعها من انحنائها قائلا وهو يكز علي اسنانه
-مش قولنا تبطلي تسمعي هندي ياتفاحه .
ابتلعت ريقها بزعر واستدارت قائلة وهي تلمح توعده
-معلش يابيه بهزر مع الست .
اشار لمليكه قائلا متأسفاً
-خيالها واسع تقولي ايه…
غمزت تفاحه لمليكه التي قبضت علي حقيبتها واستاذنت علي الفور غير مصدقه…
اغلق الباب خلفها وشمر ذراعيه قائلاً من بين اسنانه المطبقه
-انا زير نساء… وحقير ..؟
رفعت بنطالها واحتمت بالمقعد قائلة بتحدي
-وانت جايب نسوان فبيتي ..
امال شفتيه ساخراً
-ايه وانتي مالك ياتفاحه… اخرك خدامه
دبدبت معترضه وهي تحل خصلاتها بتمرد
-انا خدامة… ماشي
ابتسم عاضا علي شفتيه بشغف
-وانا نسونجي وزير نساء وبغتصبك عشر مرات ضحك متابعا هخليها مره… استلقي وعدك بقا .
صرخت قائلة
-اعقل كده…
شرع في خلع قميصه وهو يحرك حاجبه بتلذذ واستمتاع
-هو انتي خليتي فيا عقل… .انتي الي جبتيه بنفسك ..يا قطتي .
ركضت للداخل فسارع خلفها .. حصرها بين الحائط وجسده… توسلت بتودد
-حبيبي ياسيف… كنت بهزر ..
حرك حاجبيه وعيونة تشتغل برغبة حقيقية طال كبتها
-وأنا مبهزرش ..يانونتي ..نجرب بقا العشر مرات دووول… علشان تطلعي صادقة…
شعرت بالحصار المُحكم ونظرات العزم بعينيه جعلتها تستسلم… زاد اقتربه حتى شعرت بأنفاسه تكوي وجهها بلهيبها الحارق …
حرك شفتيه على خدها مروراً بشفتيها المرتعشة… .قشعريرة سرت على طول عمودها الفقري… رفعت ذراعيها تحاوط عنقة ..وحينما غاب وعية في غمرة عاطفته… هربت… .
دخلت الحجرة واغلقت خلفها وهي تصدر ضحكة ظافرة
-مع نفسك بقا… .
لكم الحائط بقبضته… وعاد خائباً لآريكته… .
*******************
هتفت وهي تنظر لوالدتها وهي تحادث قاسم
-أنا بفكر فحاجه كده… ؟
انتبه لها الاثنان… .لتضيف هي تحت نظراتهم المترقبة
-راجي عنده حتة أرض كويسه… وفنفس الوقت فلوس ..وأنا مش عيزاها… .أعتقد أنا متجوزة وملزمة من جوزي… .قالتها وهي تنظر لقاسم بنصف عين…
حدجها قاسم بنظرات غامضة منتظراً أن تكمل
لتضيف هي
-أنا بقول يعني نبني مدرسه كويسة عليها ونسميها بأسمه… ونشوف مساهم تاني…
برقت عينا قاسم بإعجاب وهو يلتقط فكرتها… ليهتف بحماس
-فكرة حلوة أوويي ..
لترف رحمة بإستحسان
-راجي يستاهل… وحاجه تخلد اسمه ..
هزت ياسمين رأسها وقد طفرت عينيها بدموع إمتنان لهذا الرجل… خيالها….
أنين خافت أقتات على بشاشة وجهه ..لتختفي ابتسامته وتشتعل بداخل الغيرة وهو يراها شارده عيونها تلتمع بإنبهار لطالما لمحه بعينيها وهي تنظر له… انسحب من بينهم فماعاد يستطيع التحكم بنفسه…
وحدها رحمة شعرت بتخبطه وغيرته ..لتلقي بوجه فتاتها نظرة عتاب لم تتبينها ياسمين ..
وفي الصباح… .
غادر سيف لمدرستة مرغماً… استقبله الجميع بإحتفال وسعادة معتذرين عن سوء ظنهم به…
وبعد الظهر عاد سيف لشقته .
فتح الباب متاملا… ليجدها واقفه تطالعه بشموخ تدس كفوفها داخل جيوب السلوبيت…
انحنى بطريقة مسرحية يتفحصها حتى وصل لوجهها المكسو بمسك خاص بالوجه ..
اشار براسه منتظرا ردا
-ايه ده… .؟
انحنت متخصره تعبث بخصلاتها
-ايه… ؟
اقترب يمسكها من حمال السلوبيت قائلا بغضب
-هو انا متجوز واحد صاحبي… ؟
حملقت فيه بتعجب هامسة
-ليه ياحبيبي… ؟
رفع حاجبه بعبوس مصطنع وهو يشير لملابسها
-نعم يااختي… .سلوبيت فالبيت ليه… ؟ليه ها… ؟ليه يامفترية… ؟عايز ادخل دنيا
ضربت قدميها في الارض تزمتاً واتجهت للمرحاض مبرطمة
-بقا كده… .خلاص انا هلبس بنطلونات جينز ..وتيش… .
وقبل ان تكمل جملتها شعرت بجسدها محمولا عن الارض ،شهقت بنعومة ثم همست بعتاب
-نزلني… ..ياسيف
ردد بغيظ
-لا أنا جبت اخري حبي… .
أدخلها المرحاض… القى بها في البانيو… وفتح فوقها المياه قائلا
-ساعه… هروح مشوار سريع وارجع الاقيكي بنت مش ولد .
نهضت من المياة غاضبة
-نعم… .انا ولد ..؟
اشار بسبابته على طولها ممتعضاً
-بمنظرك ده… .ولد وستين ولد ..
صرخت ببكاء
-اطلع
خرج واغلق خلفه الباب قائلا بإستفزاز
-حياتي… .
—————————
انهت كل شئ وبدات في تجهيز السفرة باكلاته المفضلة ،ارتدت أجمل ثيابها والتي تعمدت ان تكون من ما وجدتها في خزانته… مخبأه…
نظرة رضا شيعت بها المكان حولها… …مع اول دخول له… تقدمت منه تقف امامه… تحمل عدت لوحات كبيره…
وقف يتأملها بإبتسامة… .يعقد ذراعيه منتظرا تتابع اللافتات التي تغطي وجهها
-بحبك… .
-وحشتني
-ربنا يخليك ليا .
-انت احلى حاجه فحياتي
-بعشقك يامستر
قهقه عاليا واتجه يزيح عن وجهها اللوحات… وضعهم جانباً…
ثم اقترب اكثر يطالع عينيها بدقة هامساً وهو يداعب خصلاتها الناعمة برقة
-الكلام الحلو ده… أحب اسمعه ..من شفايفك الحلوة مش اقرأه من الورق ياقلب حبيبك
ابتسمت بخجل ومسكت كفه رفعته لفمها تُقبل باطنها…
-بحبك
-وحشتني
لم يدعها تكمل… غمرها بأحضانه ،طبع القبلات بجنون على وجهها وخصلاتها… .فيما بكت هى بحرقة
ابعدها متسائلا بقلق
-مالك … حاجه بتوجعك .
اشارت لقلبها فيما دموعها تنساب… تحركت شفتيها بنبره منهاره
-واجعني… .بيعذبني… .شوف انا عملت ايه وانت عملت معايا ايه… مش عارفه احكي ولا ارد ولا الف شكر…
احاط وجهها بتسماً
-شكر لحبيبك… .أنتِ عارفه… مهما عملتي عمري ماهتخلى عنك… ومش معنى إنك مجنونه طايشة عنيده ومغروره… اعمل عقلي بعقلك… .
لو سبتك ..كنت هجيب من فين واحد صاحبي حلو كده يعيش معايا ..
ضربته بخفه على كتفه ،واحاطته تحتضنه بعشق هامسة
-ربنا يخليك ليا .
حملها بين ذراعيه هامساً
-حبيبتي
هي ببراء وهى تحيط عنقة
-نعم ياحبيبي .
ابتسم مرددا بدون خجل وهو يطالع حمرة وجهها الشهية
-حبيبك عايز يتجوز… ..مينفعش كده… أنا شاب ووسيم والشيطان شاطر… واخده بالك أنتِ فبدل ما الشيطان يلعب بعقلي بره نخليه يلعب بعقلي جوه… بالحلال .
همست بعفوية وبراءة وهى ترمش
-هتتجوز عليا أنا … ؟
زفر بضيق هامسا بخيبة
-لما اتجوزك أنتي الأول .
لوت فمها متسائلة
-يعني ايه… ؟
ابتسم بإنتصار قائلا
-يعني عايز اتجوز جبت اخري ياقادره… .ومتعمليش عبيطة علشان فاقسك انا ….حبيبك عايز الي هفظتهولو…
همست بخجل وهى تُسبل اهدابها
-ها……
دخل الحجرة ووضعها على الفراش هامساً
-طالما ها… يبقا مبروووك عليا .
خلع قميصة وانحنى يلثمها بقبلات رقيقة هادئة ،فيما كانت هى خائفة ترتعش رهبة… .ارتفع عنها يداعب شفتيها قائلا
-متخافيش مني ياحبيبتي… .هزت راسها فأسترسل بحنان واحتواء
-أنا أكتر واحد ممكن يخاف عليكي… .أهدي ياعمري… .
اقتنص شفتيها برقة أذابتها .لترتفع ذراعيها وتحاوط عنقه… مما سرب الراحة لخلاياه… .وشمها بأسمة فيما أعطته هي صك ملكيته لها… ..بدأ حياة جديدة بتفاهم… ودفء
احتوئ خوفها وتهورها برقته وحنانه .
**********
دخل قاسم تتقدمة زوابع غضبه المختلط بحزنه ،تتبعه ياسمين المُتعجبه… .
سلم على رحمة ودخل حجرته مُغلقاً خلفه… ..
جلست ياسمين عابسة صامتة لتسألها والدتها بحيرة
-مال قاسم… .؟
هزت ياسمين رأسها قائلة بحيرة وهي تجر احداث اليوم في ذهنها
-مش عارفة…
تشككت رحمة في الأمر فتاتها تعلم جيداً سر غضب قاسم وحزنه… نهضت ياسمين متوجهه لحجرتها تشعر بالذنب لوقوفها مع سيف تحت ناظري قاسم… المشتعل… وخلاف ذلك تحدثت معه في أمر إنشاء المدرسة… وعرضت عليه الأمر ضاربة برأي قاسم عرض الحائط… لكن بداخلها ارادت إغاظته… لا إغضابه… ابدلت ملابسها وخرجت تجهز طعام الغداء… .وحينما انتهت طرقت بابه قائلة
-قاسم الأكل جاهز
رفض متعللاً بحزن
-اتغدو انتو مليش نفس
زفرت ياسمين بحزن والذنب ينهشها ،قاسم حساس لأي شئ كتوم… ولا يبوح بما يزعجه…
جلست على المائدة تتلاعب بطعامها… فقدت شهيتها…
هتفت رحمة وهي تتأمل وجه فتاتها الحزين
-قاسم فين … ؟
اجابتها ياسمين بمرارة
-تعبان وملوش نفس…
بعدها غادرت ياسمين متعلله بتعبها أيضاً وحبست نفسها في حجرتها ..
يومان مرا عليهما… وهما على نفس الحال فقد المنزل مرحهم ومشاكستهم الدائمة… .
شعرت بشئ ينقصها… ربما ضحكاته ..وشقاوتة التي تعشقها ..تباعده وخصامة يوترها ويحزنها… ليلتان ينام بجانب علي يتجنب الحديث معها… ولايرد إلا بإقتضاب…
لكن الليلة قرر علي المبيت مع والدته مما دفع قاسم لدخول الحجرة والنوم معها ..
رن هاتفة فرفعه يتبين المتصل ليكتشف انها عمته
-الوووو
-ايوه ياقاسم ازيك ياحبيبي
-اهلا ياعمتي
-قاسم محتجاك فخدمة ..ممكن تجيلي البيت بنبني فيه ومحتاجه حد جنبي
-مقدرش اسيب مراتي خاصة ومرات عمي رايحه عمره… وبعدين معاكِ ابن… ايه شيلاه للزمن اطلبي منه يساعدك ياعمتي …
اغلق الهاتف ورماه بجانبه،تحت نظرات ياسمين المختلطة بين الانبهار… الأعجاب… الامتنان… الحب… الألم
بصمت سحب غطاء ووسادة وتمدد أرضاً…
يعطيها ظهره بعقاب لاذع…
اعتدلت حانقة فلابد من المواجهة لترتاح
-قاسم ممكن نتكلم… ؟
هو ببرود ومازال يوليها ظهره
-تعبان خليها يوم تاني .
هتفت ياسمين بإصرار
-لا دلوقت ..أنا مش فاهمة في أيه ..؟… صمتت لتردف بصوت اختنق بغصة بكاء
-أنت مخاصمني ليه… ؟
استسلم لصمته وتجاهله لها ..وصلتها تنهيدته… لتتكور في فراشها ..تنتحب بحزن… لا تريد أن يسلبها حياة لطالما تمنتها…
وصله نشيجها الباكي… فنهض واعتلى الفراش تمدد جانبها سحبها ليلتصق ظهرها بصدره… همس بحرارة
-بتعيطي ليه… ؟
ارتجف جسدها…من لمساته التي تحمل الثلج والنار… ثلج بنزل برد وسلام على قلبها ونار ندمها وهي تحس بحنانه يغمرها … زاد نحيبها ليُدير قاسم جسدها إليه… فيما اسبلت هي جفنيها بألم تتابع البكاء… همس وهو يمسح دموعها
-بتعيطي ليه… ؟… .
همست بتقطع وارتعاش
-أنا آسفه ..مكنتش اقصد… ووعد مش هقف معاه تاني ولا اكلمه ..
همس وهو يزيح خصلاتها التي التصقت بوجهها بفعل الدموع
-يعني أنت عارفه الي عملتيه غلط ..؟
اومأت بتفهم وهي تغمض عينيها بأسف ،ليبتسم بود هامساً وهو يمرر انامله على وجهها وكأنه ينحتها…
-خلاص متزعليش المهم متكرريهاش…
همست وهي تستعيد بحة صوتها الرائقة
-يعني صافي يالبن… .؟
تصنع التفكيرقليلا… لتمد كفه ناحية ذر الأضاءة.. ويغلقة قائلا بإبتسامة مشاكسة… راغبة
-اعتقد حليب ياقشطة يابنت عمي…
اقترب يُقبلها بنهم يزرع انامله في خصلاتها… يغمرها بعشقه… .يفيض بمكنونات قلبه دون حواجز… وفي المقابل… افلتت هي عقال لسانها تغدقه بإعتراف آخر بالحب… ليبدأ معاً حياة جديدة
وبعد مرور فترة طويلة… .
جلس قاسم على الفراش يرمش بعدم استيعاب… لترتدي ياسمين ملابسها… وتتجه ناحيته تجثو على ركبتيها ..تمرر سبابتها بين حاجبيه تفك عقدتهما هامسة بضحكة
-مش لايقة عليك التكشيرة دي ..
نطق ببلاهه وهو يلتفت ناحية بقعتي الدم…
-مش فاهم ..حاجه
احتضنت كفه ومررتها على خدها قائلة
-راجي كان أخ وصديق ..ملمسنيش… ..
ازدادت بلاهته لتردف بإنفاس متقطعه وجدية
-اوعدني الي هقوله سر بينا… ياقاسم ..دي أمانه ومحبش اخونها…
اومأ قاسم بتفهم وهو يترقب التوضيح
لتردف ياسمين بأسف
-راجي عامل حادث في فترة من فترات حياته ..منعته يمارس حياته بشكل طبيعي… .راجي مكانش ينفع يتجوز… هو بس اتجوزني علشان يسدد دين والدي… الي ساعده يوم الحادث… والدي الله يرحمة شاف حادث عربية راجي وهو الي طلعه وانقذه وخده عالمستشفى…
ووالدي برضو كان عارف بإعاقة راجي وكتم السر… .ففضل راجي شايل جميل بابا على راسه…… واعترفلي بكده… وأنا وعدته متكلمش…. بس .
اغلق قاسم عينيه بقوة… ملتقطاً نفساً طويلاً ليجذبها بعدها لأحضانه يكاد يعتصرها… لتهمس ياسمين بخفوت متألم
-اهدأ… .
ليزيد قاسم من ضغطه لجسدها قائلا
-أنتِ لسه شوفتي حاجه… .؟ لسه حساب الكتب ياقلبي ..
شهقت بخجل مبتعدة… .عنه… ليغمزها قائلا
-بقا بتخبيهم عني… ماشي ياستي… لينا حساب مع بعض ..
كل صفحة من كتاب برقصة…
ضربت على كتفه مستنكرة ،ليرمقها بتحدي…
-بتغشي وعيزاني اسكت… ليه كيس جوافة حضرتك…
ابعدها أمراً بمشاكسة
-يلا هاتي اول كتاب… وشغلي بقا
-سعاد حسني الله يرحمها…
انهالت عليه بالوسادة ضربا فيما كانت ضحكاته المستمتعه تخترق الصمت بسعادة…
لينتهي بها المطاف مزروعه بأحضانه… تغدق عليه اعترافها الذي يطلبه بدون كلل أوملل…
******
بعد مرور شهر
ناداها بحدة مصطنعه وهو يرسم عبوس زائف… لتمتثل امامه متخصره… .ليردف وهو يشير للطعام الموضوع على الطاولة ..
-ايه ده ..
لوت فمها بتهكم وهي تهز راسها بقنوط
-في ايه… ؟
اجابها وهو يحاول الاشاحه برأسه في تمرد واهي
-الاكل ياهانم ..
شملت السفرة قائلة بصبر نافذ لايخلو من شقاوتها
-ماله الاكل دي جبنه ومربى…
زم شفتيه قائلا
-الجبنه ياهانم
تذوقتها قائلة بتلذذ وهي تمط كلماتها
-امممم مالها حلوة…
صاح بإنفعال زائف وهو ييتذوقها
-مسكره…
عادت لتتذوقها مره آخرى قائلة
-مسكرة ازاي يعني…
جذبها لتجلس على ساقة ثم امسك كفها واشهر سبابتها غمسها في طبق الجبن ثم رفعه متذوقاً
-اممممممم مسكره جداً …جداً..
ضربته بخفه على كتفه معاتبه
-بقا كده……
لطخ شفتيها ببعض الجبن واقترب بشفتيه متذوقاً
-ماأنا قولتلك بلاشتعملي أكل بيطلع مسكر
ضحكت مردفة بسعادة
-خلاص هنحط شطة…
عقد حاجبيه قائلا وهو يقتنص القبلات من وقت لآخر
-حياتي… .كفايه عليا أنتِ
********
دخل متسللا يخبئ شي خلف ظهره… جال بعينيه في انحاء الشقة فلم يجدها ،زفر بإرتياح وهرول ناحية الحجرة… .وضع مابيدة داخل الخزانه… ..لتاتي من خلفه متسائلة
-سيف جيت امتى ..؟
اجابه بتلعثم وهو يبتلع ريقة
-لسه داخل حالا يانونتي…
اومأت بشك ثم ابتعدت عنه ليحيط خصرها ويجذبها قائلا بحرارة
-فين صباحي… .هنغش .
خبأت ابتسامتها لتستدير قائلة بحدة زائفة
-مفيش… .أتاخرت وراحت لغيرك .
عقد حاجبية بضيق ،وشدد من احتضانها قائلا بإنزعاج
-نعم… ..راحت فين… ؟
باجابت وهي تحاول التملص منه
-مش لازم تعرف ..
ضم شفتيه ،وهو يرفع حاجبه هاتفاً بغيظ
-بقا كده ..
اومأت بشجاعه ،وهي تحاول الابتعاد بثقة ،لكنه لم يمهلها الفرصه وحملها وسار بها ناحية الفراش قائلا بإبتسامة
-خلاص ..أخد أنا بقا حقي ..عافية طالما مفيش بالذوق .
انحنى ينثر لهيب قبلاته ،يدك بعشة حصون امتناعهافما كان منها الا أن استجابت ومدت ذراعيها تحيط رقبته هامسه بخفوت
-أنا حامل ..
ابتعد عنها ينظر لعمق عينيها ببلاهه ، يلتقط شرارات سعادتها… بذهول ..لتهز رأسها هامسه
-أيوه أنا حامل… .
حملق فيها ومازال صامتاً جامداً لتعاود الهمس بضحكة هازئه
-حامل ..يامستر ..يعني هنجيب مستر صغنون عصبي ..أو طالبة شقية وعنادية زيي .
ابتعد عنها قليلا يضغط على خصلاته بقوة ..لتجلس هي القرفصاء واضعه قبضتها تحت ذقنها وهي تكرر بسخرية
-الاستوعاب صفر… ..ناقص تقول مش ابني ..
وأنا الي افتكرتك ذكي… صدق ياسين… .قف… ابتلعت كلماتها حينما باغتها بهجوم مفاجئ كبل به ذراعيها فوق رأسها ..
نظر لعينيها بقوة قائلا
-كرري كنتِ بتقولي ايه ..
همست وهي تعض شفتيها بخجل
-كنت بقول مبروووك هتبقا أحلى أب فالدنيا .
ابتسم سيف وهو يغمز وعينيه ترسم له طريقاً لشفتيها المخضبة بحمرة لذيذة
-احلى أب قالك ممنوع من الصرف… .مفيش فهم .ولا عايزه تصرفيه… ؟
اشاحت بوجهه وتململت بعنف هاتفة
-أنت قليل الأدب ..ابعد عني .
انحنى يدفن رأسه في تجويف عنقها يشتم عطرها بوفرة وهو يهمس بحرارة
-اصرفه انا بقا…
طبعت شفتيه على وجهها اعترافات بالعشق… مماجعلها تستسلم وترخي جسدها المتصلب وتحيط عنقة هامسة
-وأنا بعشقك ياأستاذي .
عشق لفحهم وغمامه وردية سحبتهم لعالم ليس به سواهم…
ليسدل الستار على قصة عشق الطالبه والاستاذ .
ابتعد سيف عنها متجهاً ناحية خزانته تحت انظارها المترقبة ،اخرج تاجاً مصنوع من الورور ..واتجه به ناحية الفراش… .اعتدلت متسائلة بدهشة
-ايه ده… ؟
همس بإبتسامة وهو يجاورها الفراش
-حاجه كان نفسي فيها .
مد التاج ووضعه فوق رأسها هامساً أمام عينيها المغرورقتين بالدموع
-حياتي… ياتلميذتي الشقية .
احتضنت وجهه بكفيها وهي تهمس فيما شفتيها تطبع قبلة محاطه بالدموع على شفتيه
-وأنت عمري كله يااستاذي ..وحبيبي… وجوزي وابو ياسين .
ضمها بقوة لصدره متأوهاً بعاطفه ،هامساً بتحشرج
-ربنا يخليكِ ليا ياأم ياسين…
ابتعدت عنه تدفن وجهها في صدره ،يضمها هو بقوة ،ليته يستطيع أن يزرعها بداخله لفعلها دون تردد ،ربت على خصلاتها حتى لفحتها دوامة النعاس وهي مازالت تهمس ودموعها متجمدة
-بحبك… .
فيبادلها همسها بالمزيد من القبلات
-وأنا بحبك ياقلب سيف .
***************
جلس قاسم يتابع مداعبتها للورود… بحب وسعادة لتلتفت له متسائلة
-مالك ياحبيبي .
تنهد بحزن ليردف بمرارة وحسره
-عمتك وشها اتشوه بعد الحريق الي حصل فالمطبخ .
ضمت شفتيها بأسف حقيقي… لتقترب رابته بحنان
-ربنا يشفيها…
حملق فيها قاسم وهو يجذبها لتجلس على ساقة غير مصدق
-يعني مسامحة…
شردت قليلا تتزكر همس راجي…
-حافظي على الي جواكي… تستميت لتحافظ على نقاء قلبها كما طلب منها… فالخير وحده هو منجاة العبد حينما يحين هلاكة… ووالدها أبسط مثال فعل الخير وتركه ليتوارثوه هم وينالو حصاده… في كل ما حولهم… الخير لا يموت
عادت من شرودها هامسه وهي تتلاعب بياقتة
-ربنا يسامحنا كلنا ياقاسم… .
ابتسم برضا واقترب منها يداعب انفها بأنفه قائلا
-مقولتليش وصلنا للكتاب الكام…
وصلت لأنفه رائحة عطرها فتنفسه قائلا
-برفان جديد ده… ؟
اومأت وهي تحيط عنقه بشقاوة… ليقربها أكثر قائلا
-حلوووو أوي… كتب وبرف
تمت بحمد الله…
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صفعات القدر الحاني)