رواية صفعات القدر الحاني الفصل الثالث 3 بقلم عائشة حسين
رواية صفعات القدر الحاني الجزء الثالث
رواية صفعات القدر الحاني البارت الثالث
رواية صفعات القدر الحاني الحلقة الثالثة
هل ينجو الحب من براثن الغدر ،وهل سيكتب له النجاة من الموت والوأد المحقق.
الزعر يسبق الخطوات والقلب يرتجف رهبة ،إنذار يدق اجراس الصمت ويلعب على اوتار القلب ،دخل اربعتهم المنزل الانفعالات مختلفة لكن يبقى الترقب سيد الموقف .
ومع أول خطوة وضعها قاسم داخل المنزل ولاح للموجودين بكليته اندفعت عمته اندفاع الاسد على فريسته ،امسكت بلابيبه تولول لكن فحيحها الغادر يسبق زعمها الواشي .
-الحقني ياقاسم ياابني ….
اتسعت عينا قاسم بهلع واحتضن قبضتيها متسائلا
-خير ياعمتي حصل ايه …؟
زيفت وقوعها وانهيارها لتشد سواعد قاسم ويحيطها داعماً ،سار بها لأقرب مقعد اجلسها عليه قائلا
-ميه …ميه
ركضت رحمة تجلب له الماء،برغم ارتجافة خافقها التي تنبأ بهلعها من القادم …امسك منها قاسم الماء وناوله لعمته التي ارتشفت قطرات بسيطه غذت بها شيطان لسانها لتتابع بعدها بتقطع
-البيت ولع …..بنت عمتك …
حملق قاسم مردداً بخشيه
-ايه …..
تدخلت العمه الأخرى محفزه
-كانت عايزه تسافر لوحدها بس قولتلها استني قاسم .
اعترض قاسم بنخوة
-لا طبعا ….حالا هغير هدومي ونسافر
تركهم قاسم واتجه للأعلى في عجاله من أمره بينما اقتربت رحمة من ولديها وضمتهم بقوة قطه تخشى على اولادها …
تألقت نظرات العمتين وتوجهت بإتجاه رحمة واولادها ،شعرت رحمة بظلام حالك يحيط بها ودوامات من السواد تبتلعها لم يتبقى الا ازواج من العيون تطلق شرارات نارية حارقة…
هبط قاسم بسرعة وامسك بعمته التي كانت جاهزه بالفعل وغادر للخارج ..
ابتسمت الآخرى بسخرية لاذعه ،وغادرت تطلق ضحكاتها المستمتعه خلفها تصدع في أذن رحمة فيرتجف جسدها وتتسع عينياها ،عقلها يعمل في كل اتجاه ..رفعت كفها تتحسس موضع قلبها وقد استكمت الغصة من القلب وجف الحلق ….
همست بوهن وصوت متقطع
-يلا بينا نطلع ننام …..
سارو للأعلى ..بوجل تتخبط قلوبهم بين جنباتهم
***********-********
جلس شريف بجانب أمل وعلى وجهه ابتسامه بلهاء….. يحاول إرضائها بتنمق
-موله حبيبتي ..في أيه ..ليه مشيتي ..؟
اشاحت بوجهها قائلة بعزم
-طلقني…
بهتت ملامح شريف وتطلع لجميلة التي ضربت خدها بفزع مغمغمه
-يانهار أسود طلاق .
اتجه له شريف مره آخرى يطالعها بعينين ثاقبتين تحفهما الحيره
-ليه ياأمل… .؟… .وأيه المبرر… ؟ولاصحيتي من النوم لقيتي نفسك عايزه تطلقي… ؟
اغرورقت عيناها بالدموع لكنها ابتلعتهم وسيطرت على انفعالها قائلة
-اعتبر هو كده… .
انتفض شريف من جلسته قائلا بغضب
-دا جنان ولا أيه… ؟
اقتربت منه جميلة مهدئة
-اهدأ بس مش كده… يمكن زعلانه فحاجه ..؟
زوى شريف مابين حاجبيه قائلا
-ياسلام… من امتى لمابتزعل بتطلع بره بيتها وتطلب الطلاق ..
عجز صمودها عن المقاومة أغلقت عينيها بقوة وانتفضت بهياج قائلة
-ايوه فعلا ..استحملت كتير وصبرت… بلعت كل حاجه وغفرت كتير بس كده خلاص .
حملقت فيها جميلة بذهول فلم تكن هي أمل الساكنة الهادئة بل مسخ متمرد قاسي استبد به الألم .
أما شريف فطالعها بجفاء مصبوغ بإستهزاء… تناول سلسله مفاتيحه وغادر قائلا
-هسيبك تهدي وبعدين نتكلم…
ركضت جميلة خلفه قائلة
-استنى بس ..
استوقفتها صرخة أمل الرادعه
-جميلة متدخليش فشئ… .
تخصرت جميلة بغرور ومصمصت قائلة
-وأنامالي ياأختي بتزعقيلي ليه… .؟ الحق عليا عايزه اساعدك .
استدارت أمل مغمغمة بكره
-خلي مساعدتك لنفسك .
لوت جميلة فمها بتهكم قائلة
-أنا مالي ياأختي الدور والباقي على الي جوزها مستتها ومهنيها ومتمرانش فيها…
كادت أمل أن تصرخ بها وتنكب عليها تخنقها وتفرغ فيها شحنات غضبها لكن خروج إحدى فتاتيها تفرك عينها جعلها تركض ناحيتها وتحملها بين ذراعيها وتغادر ..
تميزت جميلة غيظاً وغادرت لحجرتها تدبدب وبعقلها الف. عزم…
***************
يعزف على الكمان بإنسجام وجفون تتعانق بلذه… .اختلطت اصوات عزفه بصرخات ليترك بعدها الكمان ويتطلع خلفه يجد بحر من دماء يبتلعهم… ترك الكمان وركض يغوص في بحر الدماء يمد ذراعه قائلا
-يارا… متمشيش…
همست يارا وهي تجاهد
-طه… .
التفت حوله بزعر ليجد جثة صغيرة تطفو… صرخ حتى تقطعت احباله واتجه ناحيته يحتضنه… وحينما عم الصمت تطلع خلفه فلم يجد يارا… .ظل يصرخ ويصارع ليخرجهما لكن دون فائده… .
انتفض جسده من رقدته ..تطلع حوله يتبين المكان… تناول كوب الماء بأهتزاز وارتشف منه فانسكب الكوب واغرق ملابسه من قلة سيطرته عليه… نظر لتيشرته المبلول من أثر تعرقه الشديد… .
قطع وتيره الرعب لديه دخول جهاد مسرعه
-ايه ياحبيبي… .؟
اخذ نفساً قويا واعتدل في جلسته يزيح غطائه هامسا
-مفييش .
جلست جهاد بجانبه تمسح حبات عرقه قائله
-نفس الكبوس يايزيد…
هز يزيد رأسه بوهن ونهض متجهاً حيث توجد كمنجته احتضنها وبدأ بعزف لحنه… …جففت جهاد دموعها… وانسحبت تتلحف بالحسرة على اخيها الذي يضيع أمام عينيها… .ولا تستطيع مساعدته ..
ظل يعزف بسرعه غلبت دقاته يتسارع مع أنفاسه في محراب الألم… فجأة تحولت دقاته لأوتار توازي اوتار معزوفته… .ليصمت بعدها فجأة ويفتح جفونه الثقيله ويزحف جسده من على الجدار للأسفل فيترك الكمان وينخرط في بكاء مرير وشفتيه تناديان بهمس متوسل
-يارا… طه… ..
***************
كذب ، تلك البشاشة وكلمات الود ماهي الا محض وهم وكذب ، واه من ذلك الاطراء اللعين المحفوف بفحيح الافعى ، كم بدا ناعما مغويا يجعلك تنتشي بسعادة وتدور مبتسما في شغف ليلفحك بعدها صوت قهقهات عالية مليئة بالسخرية المقيته لتكتشف بالنهاية ما انت الا قطعة من الشطرنج يحركونها مثلما ارادو ووقتما ارادو.
جلست القرفصاء تقلب في احدى المجلات العلمية الخاصة بالدكتورة فادية منهمكه حد التغيب ….جرس الباب المنتفض بدون صبرجعلها تستفيض وتترك مابيدها وتقف مستنده على الكرسي الجالسة باسفله لترى وتعرف هوية الطارق
وصلت للباب وفتحتها وما ان طالعتها تلك الهيئة الرثة حتى تسالت
-في ايه ياعاطف ؟
شملها بنظرة عابثة مغبطة ليتكأقائلا بحقد حف كلماته
-امال ياعم ماانتِ قاعدة فالعز ولبس جديد وسايبه اخواتك
ضمت رقية شفتيها داخلها يضج الما من نظرات استحقاره المشينه
ضربها عاطف على ذراعها قائلا
-اخلصي يلا مش لاقي حد يعملي كوباية شاي
زمت شفتيها بنفور وتوسدت عينيها البغض لتهتف بقوة زائفة
-مش نازله واخدمو نفسكم بقا
تحولت نبراته للين حك ذقنة قائلا بتودد زائف
-بقا كدة ياروكا نهون عليكي
عقدت ذراعيها تشمخ برأسها كالجبال ، لينسحب بعدها عاطف تكبله قلة الحيلة وتمنعه الاستفادة فان زاد عن ذلك سينال عقاب فادية المحتم هبط ييغري ويزبد يتوعد ويلعن حتى وصل لشقتهم
كادت ان تغلق الباب لكن نسائم شذاه وصلت لانفها فهامت الدقات واهتزت النظرات
ونال القلب امانية ونعمت العينان برؤيته التقت النظرات في حديث مبهم طويل توقف عنده الزمن لتنتزع بعدها عينيها انتزاعا وتغلق بهدوء الباب تستند بظهرها عليه تضع كفها على صدرها تهدأ من لهاث انفاسها تسلب انفاس غادرت خلفه تحفه بالشوق
غادر لعمله وبقلبه سينفونية تستعيد الدقات عزفها مخيلته تنعم بجمالها الصبوح وابتسامتها الرقراقه تحتل ببراءتها اوراقها تنازع الكلمات وتلتحم فتنتصر وتطفو صورتها فيبتسم بحب
هى سر لم يستطع البوح به لاحد حتى سيف صديقة وروحه لم يعترف له بتلك المشاعر الممتلىء بها صدره يحتفظ بها بين ضلوعه منتظرا بشغف القادم
.
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صفعات القدر الحاني)