رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم شيماء سعيد
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء الرابع والثلاثون
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت الرابع والثلاثون
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الرابعة والثلاثون
🌺بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
في الحب تلغى الكرامة الكبرياء وبعض المشاعر الأخرى، أنا أحبك يعني أني تنازلت عن روحي لك شرط أن تحملها بين كفيك لا أن ترميها عند أو مطب، أن أحبك يعني أن عمري بدأ يوم دخلت قلبي لا يوم ولدت، أن أحبك يعني أن أتقبلك بعيوبك ومحاسنك مع الاستمرار في تغير عيوووبك حتى لو قابلتني بالرفض
غضب بلال من أسلوب عماد فحدثه قائلا ….حضرتك بتحددلى أعمل إيه ومعملش إيه ؟
فابتسم عماد مرددا …اقعد بس ،وهفهمك .
متبقاش زرزور كده .
يا ستير يارب ، مش عارف أشرقت بتحبك ليه ؟
سمع بلال تلك الكلمة ، فاتسعت عيناه قائلا بريبة ….حضرتك قولت ايه ؟؟
فابتسم عماد مرددا ….أشرقت بتحبك وانت بتحبها .
وصراحة مش عارف ايه المشكلة يا سيدى .
منك يعنى ، يمكن لسه مكونتش نفسك ؟
ولا منها عشان عارفها نكدية زيادة عن اللزوم .
ابتلع بلال ريقه بحرج قائلا …انت بتقول ايه ؟
واكيد يعنى بحبها حب اخوى يعنى .
فابتسم عماد مرددا …طيب عينى فى عينك كده .
قال حب اخوى قال .
وهى لو حب اخوى ،كانت اتبرعتلك بحتة من كبدها .
ليصدم بلال ويفتح فاه قائلا …ايه ؟
أشرقت اللى اتبرعت ليه ؟
عماد …ايوه يا سيدى ، على يدى .
وقالت محدش يقول ، عشان عارفة دماغك ناشفة اوى .
وهترفض.
فابتسم بلال هامسا….يا حبيبة قلبى .
عماد …ايه ايه سمعنى كده بتقول ايه ؟
بلال بحرج …انا ، لا مقولتش .
عماد …مش عيب تبقا كبير كده وتكدب .
على العموم يا سيدى عشان ارفع عنك الحرج ده .
انا خلاص اتاكدت إنى مش بحب أشرقت بجد ، ده كان حب وهمى ، والحب الحقيقى هو لإنسانة تانية خالص .
بس انتهاء ارتباطى بأشرقت مربوط بلسان حضرتك .
امتى هيتفك بس ويتكلم ويقول انك بتحبها .
ومش حب عادى كمان ، انت غرقان فيها لشوشتك كمان .
عماد ….ها قولت ايه ، بتحبها ولا ايه ؟
ولا افك ارتباطى بيها ، واشوفلها عريس نقاوة تانى .
بلال بذعر….لا لاااااا تانى .
ده انا مصدقت ، انا فعلا بحبها .
بحبها اوى كمان ومن زمان فوق ما تتخيل ، من ساعة ما اتولدت .
بس خايف عليها صدقنى من الحب ده .
غير الفوارق اللى بينا .
تنهد عماد بارتياح قائلا …..اخيرا ابو الهول نطق .
وتعال قولى هنا خايف عليها من ايه ؟
انت مش مؤمن وموحد لله وعارف أن لكل اجل كتاب .
وربنا كاتب من يوم ما اتولدنا امتى هنموت .
وزى ما بيقولوا تعددت الاسباب والموت واحدا .
بلال …ايوه عارف ، بس حاجة جوايا غصب عنى مأثرة عليا.
عماد …تبقا تقوم معايا يا حضرة ، لدكتور نفسانى ولو انها مش محتاجة يعنى .
لأنها تتحل بالإيمان التام بقدرة ربنا .
بلال …ونعم بالله .
بس انا خذلتها كتير اوى ،ومكسوف صراحة .
عماد …وكل الخذيل ده محتاج يتنشر بقا عشان ريحته طلعت وتكلمها قبل ما تروح منك .
وكمان متقولش فوارق ، انت خلاص بقيت دكتور محترم
فى الخليج ،وبتقبض حلو ، اللهم لا حسد .
يعنى فى ظرف سنتين تلاتة ، هتقدر تشترى شركة جدها ذات نفسه .
فضحك بلال قائلا …مش للدرجة يعنى .
عماد …عارف ، بس منا قدامك اهو .
انا راجل برده على باب الله ، ويدوبك حيلتى فدانين ارض .
ومع ذلك روحت اتقدمت ووافقوا .
يعنى هما عمرهم ما بيفكروا بالطريقة دى.
عشان تصدق أن المشكلة هى مشكلتك انت وفى دماغك انت وبس .
صمت بلال ونكس رأسه حرجا ثم رفعها قائلا …طيب اعمل ايه ؟
عماد …هقولك انا تعمل ايه دكتور .
احنا هنمشى الأمر عادى ،والفرح هيكون فى معاده .
بلال بغضب …فرح ايه ؟
انت بتاكل بعقلى حلاوة ، لا محدش هيجوزها غيرى .
فضحك عماد قائلا…ما انت هتروح هناك هتقول الكلمتين دول .
وتحكى بقا هناك الحكاية من طأطأ لسلامو عليكو .
وبعدين تاخد رأيها فى الجواز ، وصراحة لو رفضتك هيكون عندها حق ، عشان انت تعبتها كتير صراحة .
بس إن شاء الله توافق يا ابنى وافرح بيكم .
فابتسم بلال بإمتنان إلى عماد قائلا …انا مش عارف صراحة اقولك ايه ؟
ولا اشكرك ازاى .
انت عملت فيا معروف مش هنسهولك ابدا .
عماد ..ابدا معملتش حاجة غير المفروض يتعمل .
كل واحد بياخد نصيبه .
وأنا نصيبى مع امورتى الحلوة هدير .
اظن هتتفاجىء هى كمان يوميها بطلبى الجواز .
ياااااه ، مستنى اوى اشوف نظرة عينيها ساعتها .
وصراحة يمكن مش هقدر استنى ردها ، هكتب عليها على طول .
بلال …بس ازاى ده ؟
دى هتكون معزومة ، وجاية لوحدها من غير أهلها .
عماد …ما هو ده اللى بفكر فيه دلوقتى .
وهروح فعلا لوالدها الشغل ، هى حكتلى أنه محامى وليه اسم معروف ، هروح اتقدملها .
واحكيله أنه يخلى الأمر لغاية ما تيجى اللحظة الموعودة دى .
ويدخل هو فى اللحظة اللى حضرتك تدخل وتحكى حكايتك .
بلال …والله انا حاسس كأننا فى رواية من الروايات .
مش مصدق أن ده فعلا يحصل وانى اخيرا هرتبط بصغيرتى .
صغيرة بلال .
……………
امتلأتِ القاعة بالتصفيق من أجل هذه المفاجأة التى كانت غير متوقعة .
وهنا نظر عماد إلى أشرقت قائلا ….أنتِ إنسانة جميلة وقلبك مليان حب ،وتستحقى فعلا انك تعيشى بعد كل الحب ده مع الإنسان اللي تمنتيه وحبتيه .
افترشت أشرقت بنظرها الأرض حرجا مرددة ….انا اسفة اوى
يا دكتور عماد .
انا عارفة انى ظلمتك معايا ، بس كان غصب عنى بجد .
عماد …لا بالعكس أنا طلعت من التجربة دى بحب عمرى
اللى مكنتش واخد بالى منه .
ثم نظر إلى هدير التى كانت واقفة فى ذهول غير مصدقة
ما يحدث .
وهل هو فعلا قد ترك خطيبته ، ولكن ماذا بعد ذلك ؟
لتجد فجأة من يقول من ورائها …هدهد حبيبة بابا .
لتلتفت لتجده والدها مصطحبا والدتها واخوتها الصغار ، وايضا عمها وخالها .
فنظرت لهم بإندهاش مرددة …بابا ، انت هنا معقول وكمان ماما واخواتى وعمو وخالوو.
ليه حصل حاجة؟
والدها …اه النهاردة كتب كتابك ، على عريس اتقدملك وانا وافقت .
ففتحت فمها هدير ببلاهة مرددة …ايه ؟
ده مين وازاى ؟ ومين اللى قال انى عايزة اتجوز .
لا مش عايزة اتجوز ، لما اخلص دراستى.
والد هدير …لا هتجوزى غصبا عنك .
هدير وقد بدأت الدموع تنهمر من عينيها …لا يا بابا ، انت عمرك
ما غصبتنى على حاجة .
والد هدير بضحك …ايوه بس صعبان عليا العريس عشان بيحبك اوى .
واهو وراكى ، لو مش عايزاه قوليله فى وشه .
انا مليش فيه .
لتلتفت هدير لتجد عماد أمامها ،وقد ثنى إحدى ركبتيه وأخرج خاتما ومده إليها مبتسما قائلا ….تقبلى تتجوزينى .
شهقت هدير ووضعت يدها على فمها ولمعت عينها فرحا تلك المرة .
فصفق جميع الحضور وهتفوا …عمااااااد ، هدير
عماااد ، هدير .
لتمد يدها المرتشعة إليه وقلبه يكاد يقف من الفرحة ….فوضع عماد فى يديها الخاتم .
ثم أمسك بيديها ، وذهب بها إلى المأذون .
ليجد أشرقت مع بلال الذى يحاول أن يلين رأسها ولكنها تعاند .
أشرقت ……لا انت تتقدملى الاول ، وبعدين افكر واصلى صلاة استخارة واشوف نفسى مرتاحة ولا ايه ؟
وبعدين ارد عليك يا بلال .
بلال بغيظ …الله يخزيك يا شيطان .
حصلك ايه يا بنتى ،من دقيقة كنتى بتقولى …انا مش مصدقة نفسى ، اخيرا اعترفت بحبك بعد كل ده .
ودلوقتى بتقولى افكر.
اسميه ايه ده ؟
هو أنتِ مش بتحبينى ؟
حاولت أشرقت كتم ضحكتها مرددة …..لا مش بحبك .
انا بس بعشقك يا بلال .
فابتسم بلال مؤكدا …مش اكتر منى يا صغيرتى .
يلا بينا بقا نكتب الكتاب ونعلى الجواب .
أشرقت ….يلا بس إن شاء الله ، الجواز لما اخلص كلية .
بلال بصدمة …هاااااا .
لا أنتِ جاهزة اهو بفستان الفرح .
يلا ماما ، ومتخفيش هسيبك تذكرى براحتك .
ولو عايزة كمان انا ارضع العيال واغيرهم البامبرز مفيش مشكلة .
فضحكت أشرقت .
وبدأ المأذون فى عقد قران عماد وهدير ، ثم بلال وأشرقت .
وعمت الفرحة والزغاريد القاعة.
وعندما جاء المأذون ليغلق الدفتر .
وقف لؤى ، واسرع إليه ، ووضع يده ليحيل دون غلقه قائلا …استنى بس يا عم الشيخ .
لسه عندك زبون كمان .
ثم غمز بسمة ،فتوردت وجنتيها خجلا .
ثم نظر لؤى إلى بلال قائلا ….تقبل نكون عيلة واحدة يا دكتور بلال .
فنظر بلال إلى قرة عينه واخته ، فوجدها الحياء يملؤها ، فعلم أنها مثله قد وقعت فى الحب .
بلال ….السكوت علامة الرضا .
تمام على بركة الله .
فنظر لؤى بجانبه فلم يجد والده مؤمن ، فقال …هو فين بابا عشان يشهد على العقد بتاعى كمان ؟
ليتجول لؤى بنظره ، ليجد مؤمن واقفا مع الحاجة حُسنة .
يحدثها فى أمر ما وتبتسم .
الحاجة حُـسنة بخجل …يا عيب الشوم يا حاج .
ازاى بس اتجوز وانا فى السن ده ؟
الناس تقول عليا ايه ؟
كبرت وخرفت .
وكمان يوم فرح ابنى ، طيب نأجلها شوية .
مؤمن …لا مش هأجلها ، هو العمر فضله قد ايه بس ؟
يلا نلحقلنا يومين قبل ما نقابل وجه كريم .
الحاجة حُـسنة….ليه انا مش كبيرة اوى كده .
مؤمن بضحك ….عارف يا قمر انت ، وعجبانى ودخلة مزاجى
من اول يوم شوفتك فيه .
الحاجة حُـسنة….ده حب من اول نظرة يعنى .
مؤمن بحب …ايوه .
وكنت مستنى اللحظة المناسبة ، عشان اعترفلك بمشاعرى .
واهى جت .
يلا بقا قومى يا حاجة قصدى يا قمرى ، نكتب الكتاب.
الحاجة حُـسنة…طيب مش تشاور الدكتور عماد الاول .
مؤمن …لسه مكلمه من دقيقة ،وخدته على خوانه وهو فرحان كده ، عشان ميقدرش يقول لا .
فضحكت الحاجة حُسنة مرددة …طيب بدال عماد موافق .
فأمسك يدها مؤمن ، وذهب بها إلى المأذون قائلا .
الزبون الرابع اهو قدامك يا شيخ .
فضحك الماذون قائلا …بسم الله ما شاء الله.
ربنا يزيد ويبارك فى الحلال الطيب .
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير وعلى خير .
وهنا تجمع كل الأحباب فى الحلال الطيب .
ما اجمل الحب حين يتوج فى النهاية بالزواج.
……..
كان الأمر بين عماد وهدير عقد فقط بدون زواج ، حتى يتيح لها فرصة نفسية تتأهل بها للزواج ، بجانب تحضير احتياجاتها للزواج .
كما طلبت بسمة من لؤى ان يمهلها بعض الوقت لكى تنقل ما يلزمها إلى الفيلا .
لؤى مداعبا لها. …بصي بلال هيجى الفيلا زى ما بابا اتفق معاه .
وانا مستعد اجى الحارة معاكى أبسوم .
بس ترضى عنى ونتمم الجواز .
بسمة بخجل ….معلش نصبر شوية عشان كمان نفسيا أكون مستعدة يا لؤى ، الموضوع كان مفاجىء .
وانا اصلا مش عارفة إزاى وفقت بالسهولة دى .
انا حاسه إنى خنت جلال بحبى ليك .
ثم دمعت عينيها .
ليبتسم لؤى متناسيا ما قالته كله إلا كلمة حبى ليك
ليخرجها عن حزنها بقوله ….منا عارف انك حبتينى .
انا كل اللى قبلتهم حبونى .
ليجد بسمة قد تحولت من حمل وديع إلى وحش كاسر وصكّت أسنانها مرددة ….لا انت تحكيلى مين دول واحدة واحدة يا دنجوان عصرك واوانك .
وانا يا ترى كام فى الترتيب .
ويا ترى فيه بعدى كمان ولا إيه ؟
بس مظنش لانى اكيد توبتك هتكون على ايديا .
ضحك لؤى قائلا ….ايون زيدينى عشقا سيدتى .
هى دى بسمة اللى حبتها ام لسانين .
لكن دموع ونتكلم فى اللى فات نو يا قلبى .
ثم تابع بقوله .
ذكرى جلال على عينى وعلى راسى ، لكن خليها فى قلبك .
عشان شوفتى ازاى غيرتى عليا ، أنا كمان بغير حتى لو كان ميت .
مش بقولك انسيه بالعكس ، اذكريه ديما فى دعواتك .
وانا هعمله كمان صدقة جارية ، كفاية انى ورثت منه كنز ، لو هفضل طول عمرى اشكر ربى عليكى ،مش هوفى حقك .
انا فعلا بحبك أبسوم يا بنت قلبى .
فاخترقت كلماته حصون بسمة ، فسقطت معلنة الاستسلام .
لتردد …بص انا مش هقدر اسيبك لوحدك ، اخاف صراحة .
انا جاية الفيلا وإن شاء الله ألبس بيجامتك ولما أخرج البس البدلة بس ، انت متتسبش لوحدك يا خفيف .
الا عينك تروح كده ولا كده .
فضحك لؤى مرددا ….ايون هو ده المطلوب .
قدامى يا حرمى المصون .
يا نعمة ربنا ، اللهم بارك لى فيها وارزقنى منها الذرية الصالحة.
………………….
دفعة من الأدرينالين المتحمس تدفقت فى دماء عماد لرؤية تعابير السرور على هدير حين قال لها ….هو قدامك شهر بالكتير
يا عمرى ،تكونى جهزتى نفسك وانا وضبت الشقة وجهزتها.
هدير بخجل …شهر واحد بس ،انا مش مصدقة نفسى بجد لغاية دلوقتى ،وان خلاص اتكتب كتابنا ، ده انا كان حلمى إنى بس اشوفك واتكلم معاك وان يجى يوم تحس بحبى.
فضرب عماد رأسه ضاحكا بقوله …معلش كنت غبى اوى ،ومش شايف القمر ده كله .
العتب على النظر .
فضحكت هدير مرددة …فعلا يا دكتور ، بس خلاص انا مسمحاك .
ثم تابعت بقولها …انا عندى فكرة ياريت تقبلها .
عماد …خير يا قلبى انا
هدير…الشقة الجديدة تجهزها كعيادة ، تبدأ فيها وبمجهودك تعمل اسم ، لغاية ما ربنا يكرمك قادر يا كريم بمستشفى خاص كمان .
ابتسم عماد …يا سلام ونجوز فين إن شاء الله ؟
لا الجواز أهم من العيادة .
ضحكت هدير قائلة …مهو فيه شقة تانية ، شقة والدتك وأهى ربنا كرمها ولقت الونس مع عمو مؤمن .
عماد …بس دى شقة فى بيت قديم والمنطقة يعنى مش قد كده .
هدير ….وماله نجدد الشقة بشوية ديكورات ومش مهم الباقى .
المهم تعمل العيادة وبمجهود العيادة ، إن شاء الله ربنا يفتحها علينا ونجيب شقة فى مكان أفضل .
عماد بإمتنان …انا مش عارف صراحة ، من غيرك كنت هعيش ازاى .
أنتِ فعلا السند للعمر بعد ربنا سبحانه وتعالى.
……………
انتهى الفرح على خير .
وعاد بلال وأشرقت وبسمة ولؤى ومؤمن وحُسنة إلى الفيلا .
لبدء حياة مختلفة تماما ، فبعد أن كانت جدران تلك الفيلا مليئة بالحزن والدموع .
ابدل الله حالها ، لترى الفرح اخيرا فى قلوب المحبين .
ولج بلال مع أشرقت إلى غرفتها التى جهزها مؤمن وأصبحت جناح كبير يضم غرفة نوم وحمام خاص ، وانتريه ، بجانب مكتب ومكتبة خاصة بكتب أشرقت العلمية .
حمحم بلال بخجل وهو ينظر لأركان هذا الجناح الفخم .
بلال محدثا نفسه … ماشاء الله ، بس انا مش هقدر استمر
فى الوضع ده ، ولازم اخدها لمكان اكون فيه على راحتى ، انا كده حاسس إنى مكتف شوية .
لاحظت أشرقت شروده ونظرته للمكان وايقنت ما يفكر به .
فعبست وحدثت نفسها …إظاهر العقد هتطلع عليه تانى .
أفهمه ازاى ان مش بالمكان ، المهم القلوب .
فنظرت إليه فوجدته واقفا ساكنا .
فأخرجته من شروده بقولها …..ايه يا دكتور .
مش هتقعد ، هتفضل واقف كتير كده ؟
بلال بحرج …اه اه ، هقعد.
أشرقت محدثة نفسها …اه يا نارى ، لا مش وقته البرود ده .
هو مين اللى مفروض بيتكسف العريس ولا العروسة .
والله لأطلعهم عليه .
فأمسكت بسترته قائلة وهى تكتم ضحكتها …تسمحلى اساعدك
فى تغيير هدومك ولا هتنام بالبدلة.
بلال بحرج ..اه طبعا يا حبيبتى .
بس اقولك انا هسيبك براحتك تغيرى فستانك وانا هدخل الحمام اغير واتوضا .
أشرقت بغيظ …اه ماشى ،اتفضل طبعا .
الحمام حمامك والبدلة بدلتك .
فنظر لها بلال بحرج وحدث نفسه …مالك واقف كده ؟
متتلحلح وتعمل اى حركة ،مش دى أشرقت اللى كنت هتموت عليها وبتتمناها.
ولما اتقفل عليك وعليها باب واحد ،مش قادر تبصلها حتى .
…مش عارف حاسس انى بحلم ومش عارف اتصرف ولا اخد خطوة، انا هدخل افضل اغير هدومى .
وبالفعل ولج المرحاض وبدل ملابسه وتوضأ ،وخرج .
ووجدها قد ابدلت فستانها باسدال الصلاة ، ليؤم بها إمام .
وكانت الفرحة لا تسعها ، ولا تصدق أن بلال هو من يأمها للصلاة وبالفعل تزوجت به .
لتنتهى الصلاة ، ثم وجدته يقف ويجلس على الأريكة.
فصكت أشرقت على أسنانها بغيظ مرددة ….مالك يا بلال ، يا آخرة صبرى .
ايه مقعدك كده يا حبيبى ؟
بلال …لا ابدا ، هريح هنا شوية .
وانتِ ريحى على السرير ده .
تصبحى على خير .
فجحظت عيني أشرقت مرددة …ايه تصبحى على خير .
لتحدث نفسها …لا وكتاب الله المجيد.
الموضوع كده مش فيه إن بس .
لا ده كده إن واخواتها .
أشرقت ….ماشى يا حبيبى وماله نام ، نوم الهنا .
ثم توجهت هى فراشها بتغنج، واسقطت الاسدال ، لتظهر بقميص نوم حريرى من اللون الأبيض ، وأزالت رباط شعرها لينسدل
على ظهرها كالحرير الأسود اللامع .
ليراها بلال بطرف عينيه ، فتسرى فى قلبه حرارة من شأنها حرق العالم بأكمله ولكنه تماسك واغلق عينيه .
وابتلع ريقه بمرارة وحدث نفسه …لا اجمد يا بلال ،دى طفلتك ، ولازم تستنى عليها لما تكبر شوية ، مش يمكن لما تكبر ، تحس انه مكنش حب وكان بس تعلق .
اراحت أشرقت جسدها على الفراش ،ورفعت شعرها خلفها .
وبلال يجاهد الا ينظر إليها ، الا بعض نظرات خاطفة .
وهى تتقلب على الفراش .
وسرى على ثغر أشرقت ابتسامة ماكرة وهى تراه ينظر إليها ووجهه يكاد ينفجر من الاحمرار .
ولكنها تركته ، ثم ذهبت فى نوم عميق .
………………
أما بسمة ولؤى .
فكانوا كعصفورين يطيران فى مدينة الأحلام .
تسمع همسهما لبعضهما البعض .
أغدقها لؤى بالحب وكأنه يروي عطش السنين الفائتة ، لتنعم معه بدفء الحب الطاهر الذى حرمت منه بموت جلال ،ليعوضها الله بمن يسرى الحياة فى شراينها من جديد .
لؤى …بحبك يا بسمتى .
وكان صوت كلماته إليها كنغمة عذبة تطرب بها الروح وتشفى العليل .
بسمة بحب جارف …لؤى ، انا مش عارفة اقولك ايه !
بس انت صراحة نستنى كل التعب والألم اللى شوفته فى حياتى فى لحظة واحدة ، كأني دخلت الجنة معاك .
فضمها لؤى لصدره ، ليذهب بها إلى جنته التى اشتاق اليها منذ سنوات عديدة .
……..
أما مؤمن فقد كان احكم من لؤى ، ولم يترك الفرصة للكلمات ، بل عاش حياته على الفور .
لتضحك الحاجة حُسنة مرددة …وبعدين بطل شقاوة بقا يا مؤمن ، العيال يسمعونا .
مؤمن …ما يسمعونا .
الحاجة حُـسنة…يا راجل انت كبرت ، أهدى شوية ، احنا مش صغيرين على كده .
مؤمن ..أنتِ اللى كبرتى ، انا لسه شاب فى حبك يا حُسنة .
أنتِ على فكرة دخلتى قلبى من اول يوم شفتك فيه .
وقولت هى دى اللى هتكمل معايا حياتى وهتكون عكازى لو وقعت .
الحاجة حُـسنة…بعد الشر عليك ، ربنا يطولى فى عمرك يا حبيبى .
مؤمن بضحك …الله الله ،سمعينى كده تانى.
الحاجة حُـسنة بخجل…..يا حبيبى .
…………..
تملل بلال فى نومته وأخذ يتقلب يمينا ويسارا ولم يزور النوم جفنيه وهو يرى أشرقت أمامه وشيئا ما يمنعه من الاقتراب لها ولا يعلمه .
وبينما هو كذلك يتقلب ، إذ فجأة سقط من الأريكة على الأرض فأصدر صوتا ، لتقوم أشرقت على صوت الارتطام ، لتراه فى الأرض .
فضحكت بصوت عالى وذهبت إليه مسرعة وهو فى قمة الخجل ، لتمسك بيديه .
ثم سحبته وراءها واجلسته بجانبها على الفراش .
بلال محاولا أخذ أنفاسه بصعوبة لقربها الشديد منه قائلا ….أنتِ قعدتينى هنا ليه ، خلاص انا بقيت كويس .
وهرجع انام على الكنبة .
لتشد أشرقت من قبضة يديها على يديه قائلة بسخرية … متخفش مش هعمل فيك حاجة .
انا هفهمك غلطك بس .
لتريح رأسه على قدميها ، فتتقابل اعينهما فى نظرة طويلة مفعمة بالحب والاشتياق.
بلال …أشرقت اناااااا .
أشرقت …هشش ، انا بسمع صوت قلبك وبشوف فى عينيك
اللى مش قادر تقوله .
بلال …انا صدقينى ، بس يعنى .
أنتِ فاهمة ممكن يحصل ايه وانا جمبك ، أنتِ مدركة ده .
فأومأت أشرقت برأسها بخجل ..اى نعم .
بلال …يعنى مش هتندمى أبداً .
انى انا بلال اللى ربيتك على ايدى ، انك تصبحى فى غمضة عين مراتى .
أشرقت …لا والله ما هندم ، لتدفن رأسها على صدره لتسقط مقاومته فى مهب الريح .
ليظهر لها حبه الذى كتمه سنين طويلة فى قلبه .
فيصبح أسير عينيها ونبض قلبها ، لتلتحم الروح قبل الجسد
فى بحر من الحب أوله قطره وآخره غيث طيب .
ما أحلى الحب فعلا عندما يتوج بالحلال الطيب .
……..
هنا ينقصنا خاتمة الرواية ❤️🌹💙
لنعرف به مصير بلال الصغير .
وتطور حياة العشاق بعض الشيء
لتكتمل روايتنا بما يثلج الصدور والقلوب .
أتمنى أن تكون النهاية السعيدة قد حازت على رضاكم احبتى ❤️.
واتمنى اشوف ريفيوهات كتير اوى عن الرواية فى كل جروب هتلاقوها موجودة فيها .
ومنتظرة تعليقاتكم الطيبة هاخد بها اسكرين احتفظ بيه لنفسى وانشره على البيدج كذكرى طيبة منكم .
اترككم فى امان الله وحفظه .
ويارب يكون ليس آخر العهد بيننا وان تشملونى فى دعائكم
وخصوصا فى تلك الأيام الطيبة
وانتظروا الخاتمة .
لا أعلم متى لانى مشغولة حاليا ولكن قريبا بإذن الله .
وأسيبكم مع الدعاء ده
“اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا وأصرف عنا شر ما قضيت إنك على كل شيء قدير، اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرجت”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)