رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم شيماء سعيد
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء الثالث والثلاثون
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت الثالث والثلاثون
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الثالثة والثلاثون
🌺بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
قال ابن عمر – رضي الله عنهما: (إِنَّ مِنْ وَرْطَاتِ الأُمُورِ الَّتِي لاَ مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا، سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ) رواه البخاري.
اتفقت الحيات زوجات سعود على قتله ، بعد أن أساء معاملتهن واصراره على إيجاد لمياء وابنه المزعوم .
ثم بعدها بدأ مغامرة جديدة من مغامراته النسائية التي لا تنتهى ، وقد تحمل احداهن بولد أيضا .
لذا فكّرنَ فى إنهاء حياته حتى لا يتضرروا أكثر من هذا من أفعاله .
ففكرن فى كل طرق القتل ،ولكن كان هناك خوف من أن تكتشف أفعالهن ويتعرضوا للمساءلة .
ليجدن في الأخير طريقة ظننّ أنها أنجع حلّ لهنّ ، وهى أنه الآن
هو من يقود سيارته بنفسه ، بعد فرار فتحى مع لمياء .
لذا اتفقن على تعطيل فرامل السيارة ، حتى لا يستطيع السيطرة عليها فى الطريق ،فيصطدم بها فى أى شىء ، أو تهوى به من أحد الكبارى الموجودة فى العاصمة .
وبهذا تكون الحادثة طبيعية ولا يشك بهن أحد.
وبالفعل قمن بترتيب ذلك الأمر بأنفسهن ، وانتظرن بفارغ الصبر خروجه بالسيارة إلى مقر عمله فى شركته.
…………..
صاح سعود في صباح بانفعال غاضب بسبب كثرة حديثها معه ……أنتِ يا هبلة .
كفى عن الحكى ، شوى ، صدعتينى صباح على الصبح .
ثم اغاظها بقوله مما جعل النار تسرى فى جسدها .
والله وحشتنى لميا وحكيها المصرى ، كانت تسلينى واضحك .
صباح بغيظ …اهى تركتك سعود وهربت ، مصرية حقيرة .
سعود غاضبا …أنتِ وريا وسكينة احلام ومرام السبب .
لم يهدىء لكم بال حتى هربت ، بسبب افعالكم انتم الحقيرة .
وانا انوى على عقابكم أشد العقاب ، حتى لا تفعلوه هادا مع من انوى زواجها .
صباح بعصبية شديدة ….ايش هدا الهبل !
كفى سعود جنون ويكفى زواج وانتبه لينا وبناتك .
سعود بسخرية ….انتم قطيع غنم ، وانا ابغى حورية تدلعنى .
ثم ضحك مرددا …سلام الآن .
ليخرج من عيني صباح الشرار مرددة ….سلام إلى الآخرة سعود .
وتزوج هناك من شيطانة فى النار , ثم ضحكت ضحكة مخيفة .
وتناولت هاتفها ، لتبشر زوجاته أنه غادر بسيارته المميتة .
ثم دعتهم إلى قصرها لشرب فنجان من القهوة على روحه .
وبالفعل غادر سعود بسيارته ، وفتح المذياع على أحد القنوات
التى تذيع الاغانى.
وفجأة ظهرت أمامه سيارة ، فحاول أن يتفاداها ، ويدير سيارته قليلا عنها ،ولكنه لم يستطع التحكم فى السيارة أو الوقوف بها .
فاصطدم بقوة فى تلك السيارة ، أدت تلك الصدمة إلى اندفاع سعود من السيارة بقوة ، فاخترق رأسه زجاج السيارة الذى دخل عنقه فنزف حتى الموت وهو يردد مقطع من الأغنية التى كان يستمع إليها .
فما اصعب من سوء الخاتمة تلك.
أن يموت الانسان على ما عاش عليه .
وهو مات على الفجور والظلم والعصيان .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ليصل الخبر الى زوجاته ، ليفرحن بموته .
ويقررن السفر لبلد أوربية للتنزه احتفالا بموت سعود .
ليشاء القدر أن تسقط بهنّ الطائرة فى البحر فيمتن غرقا .
وسبحان الملك الديان ، والجزاء من جنس العمل .
ومن قتل يقتل ولو بعد حين.
وانتهت قصة ذلك الظالم وزوجاته إلى الأبد
…………………..
نأتى لزفاف عماد وأشرقت
أشرقت تلك العروس التى من هيئتها يظنون أنها تجهز للقبر وليس للزواج .
فكانت شاردة حزينة ، بجانب أنها لم تستطع التحكم فى دموعها التى تهرب من جفنيها واحدة تلو الأخرى ، ثم تسرع لإزالتها
قبل أن يراها أحد .
ولكن بسمة كانت تراها جيدا ،وقلبها كان يعتصر ألما مرددة …ربنا يسامحك يا بلال ، البت شكلها هتموت والله .
ثم وجدت عينيها هى أيضا بدأت فى الدموع ، لتنسحب إلى دورة المياه سريعا ، كى لا يراها احد .
وتهندم من هيئتها ، وكانت عيون لؤى تراقبها .
ولكنه لاحظ أن هناك أحدا قد لاحقها ، شخص غريب لا يعرفه
ولا يعلم من أين أتى .
وعندما ولجت المرحاض ، تبعها هذا الرجل ، فأسرع إليها لؤي .
ليجد أن الرجل ولج وأغلق الباب وراءه .
لتفزع بسمة وتنظر وراءها لتجد هذا الرجل أمامها وعيونه تلمع بالرغبة قائلا …القمر ماله عيونه ليه دبلانة كده ؟
بسمة بذعر…أنت مين ؟ وازاى تسمح لنفسك تدخل حمام السيدات .
اتفضل اطلع برا ، وإلا هناديلك الأمن .
فضحك هذا الشاب بسخرية قائلا…نادى زى ما يعجبك ولا حتى صرخى ، محدش هيسمعك من صوت الموسيقا ،ده فرح يا قمر أنت ، وكله هايص .
عشان كده أنا متخصص أدخل الأفراح عشان اتسلى شوية .
ثم أخرج سلاح أبيض من بنطاله وهددها قائلا ….ها إيه رأيك نقضي وقت لطيف مع بعض على السريع كده واحنا مبسوطين .
ولا هقضيه برده وأنتِ جثة ، مهى مش بتفرق معايا .
ثم ضحك ضحكة خبيثة .
لتصرخ بسمة وتحاول الابتعاد عنه ،ولكنه بدأ يقترب منها شيئا فشيئا قائلا …مش قولنا محدش هيسمعك يا حلوة .
ليه مش بتسمعى الكلام .
ولكنه تفاجأ بمن يدفع الباب بكل قوته عدة مرات حتى فُتح .
فصرخت بسمة ….لؤى .
فنظر لها مطمئنا ، ثم هجم على ذلك الشاب ، ليلقنه درسا لا ينساه .
حتى نزف وجهه من كثرة اللكمات التى سددها له لؤى .
ولكن بسمة خافت أن يُقتل فى يده .
فصرخت كفاية هيموت فى ايديك ، سلمه الأمن أفضل .
ولكن لؤى لم يستمع لصرخاتها وكأنه مغيبا عن الوعى ، فأسرعت هى للأمن ،حتى جاءت بهم .
ليبعدوه عنه بقوة ، ثم أخذوا هذا الشاب .
لؤى بانفعال ….ازاى تسمحوا تدخلوا حد بدون دعوة .
أنا هقفلكم المكان خالص .
الأمن …احنا آسفين يا فندم واحنا هنتعامل معاه ،وصدقنى احنا بنعمل كده ، بس مش عارفين بجد دخل ازاى !
فاضطر لؤى للهدوء قليلا ، حتى لا يفسد ليلة ابنته .
واخذ الأمن الشاب ليتعاملوا معه .
أما لؤى فنظر إلى محبوبته الخائفة وابتسم ليطمئنها مرة أخرى قائلا …أنتِ كويسة ؟
ثم تابع بقوله
لمسك أو شىء الزفت ده ، قوليلى اروح اقتله ؟
فارتجفت بسمة بخوف قائلة …لا قتل لا لا .
انا كويسة .
ولكن لؤى اضطرب ولم يصدق ما قالت ، لأن مازال جسدها يرتجف ، فأقترب منها شيئا فشيئا .
ليجد نفسه بدون وعى يحتضنها ، لتسكن هى بين ذراعيه وكأنها مغيبة عن الوعى .
ليهمس …..أنا بحبك يا بسمة .
بحبك اوى ياريت تصدقينى وتحسى بيه .
لتخرج بسمة عن شرودها لتجد نفسها بين أحضانه ، فتتحول لوحش كاسر ، فتبتعد وتضربه بكلتا يديها مرددة …أنت مجنون ، ازاى تعمل كده ؟
لؤى …انا اسف صدقينى ، محستش بنفسى .
وانا شايفك بتترعشى كده قدامى .
بسمة بحرج …بس أنت كده غلطت ، ولازم تصلح غلطتك وتجوزنى .
فضحك لؤى ولمعت عيناه بالفرح لأول مرة منذ سنوات عديدة
من الحزن مرددا …بس كده ،دى هتكون أحلى غلطة فى حياتى حصلت .
وأنا هصحح دلوقتى غلطتى حالا .
وهكتب عليكى .
فشهقت بسمة …لا دلوقتى إيه ؟
لما يجى اخويا بلال .
فاتسعت عيني لؤى قائلا بنفاذ صبر …مش بلال سافر .
لا مقدرش استناه سنة .
انا هكتب عليكى دلوقتى .
عشان صراحة خايف ترجعى فى كلامك ، منا عارفك كويس عيلة وتعمليها .
فوضعت بسمة يديها فى جمبيها وتمايلت قائلة …انا عيلة .
طيب روح شوفلك ناضجة اتجوزها .
أراخ لؤى رأسه بعض الشىء قائلا ..بسمة هو فرق السن بينا ممكن يكون فيه مشكلة بينا .
يعنى مش هتندمى .
بسمة …..والله انا خايفة أنت اللي تندم .
بس بص يا سطا ، أنت أصلا شكلك أصغر منى .
وخايفة بعد الجواز تبص على عيلة لسه فى ثانوى .
فضحك لؤى مرددا ….ياااااسطا .
ليه ده كده ليلتنا فل بالصلاة على النبي.
تعالي بقا نكتب ، قبل ما نندم احنا الاتنين .
بسمة ….قولت لما يجى بلال .
لؤى …لا مش هستنى حضرته ،كل ده .
بسمة …..لا مهو حضرته جى دلوقتى .
فكادت مقلتى لؤى أن تخرج من عينيه ، ثم شهق …..جى !
جى إزاى ، هو مسافرش ؟
فضحكت بسمة ….لا مسافرش .
أصبر بس ده أنت هتتفرج على مسرحية دلوقتى .
تعال بس نطلع كده نشوف المأذون جه ولا لسه ؟
لؤى …انا مش فاهم حاجة خالص .
بسمة …تعال بس وأنت هتفهم كل حاجة .
فخرج لؤى ، فوجد مؤمن أمامه .
مؤمن بانفعال ….حضرتك كنت فين والمأذون خلاص جهز أوراقه ومستنيك .
فنظر مؤمن إلى أشرقت التى لا تكاد تكف على البكاء .
أما عماد فكأنه فى عالم آخر والإبتسامة لا تفارق محياه .
وكأنه لا يشعر بها .
لؤى بقهر من هيئة ابنته الحزينة ……لا خلاص نفضها ، مش هجوزاله ، البنت هتموت منى ، شوف عاملة ازاى من كتر العياط ، كأن حد ميتلها .
مؤمن ….هو لعب عيال ولا إيه ؟
ده اتفاق رجالة ، وهى موافقة .
وبكرة لما يكونوا مع بعض ، هيعرف ازاى يتعامل معاها وتحبه .
يلا بس عشان المأذون مستنى .
فجلس لؤى وبجانبه مؤمن على يسار المأذون وعلى يمينه العروسين عماد وأشرقت .
وينظر إليهم بفرح وسرور المدعويين إلا واحدة .
كانت حالتها مثل أشرقت تماما ، لا تكف عن البكاء والألم يعتصر قلبها وتكاد تجن من القهر .
والذى يكاد يفتك بها وتريد أن تقوم وتبطش بـ عماد .
هو أنه ينظر إليها ويبتسم وكأنه يغيظها.
ألهذا الحد لا يشعر بها .
وودت ولو قامت وأغرقته بكأس الشربات الذى أمامه .
ولكنها خشيت أن يتهموها بالجنون ولكنها حقا مجنونة بحبه.
وعندما بدأ المأذون فى اتخاذ الاجراءت وبدأ يتحدث فى بادىء الأمر عن الرباط المقدس بين الزوجين والمعاشرة بالمعروف .
ثم حدثت فجأة من لا يتوقعه أحد !!
حيث صعق الحضور عندما وجدوا من يقتحم القاعة ، ومعه ميكرفون يقول به بصوت عالى …….أشرقت لا يمكن تكون غير لواحد بس .
والجوازة دى مش هتم ولو على جثتى .
لتشهق أشرقت عندما تراه مرددة…بلااااااااااااال .
ثم تجده يتحدث بقوله أمام الملىء
أنا بلال محمد اعترف بكل قوايا العقلية ، انى بحب أشرقت
من ساعة ما كانت فى اللفة ، آه وربنا .
زى مبقولكم كده .
وكل ما كانت بتكبر قدامى كنت بحبها اكتر واكتر .
واتمنيت فى كل لحظة انها تكون ليا ، وكنت بغير عليها من الهوا الطاير.
وكنت بحب ضحكتها وجنونها وغيرتها عليا .
بس انا بعترف اه انى خذلتها ومعترفتش بحبى ليها وكمان روحت اتجوزت وقهرتها .
بس كان غصب عنى يا ناس افهمونى .
كان هاجس ديما فى ودانى بيقول انى لو اتجوزتها هتموت .
عشان كل اللى حبتهم ماتوا .
بابا مات على رجلى ، الست ام مصطفى ، والست شروق .
كل دول ماتوا قصادى .
يمكن ده غلط ، بس كانت حالة نفسية مأثرة عليا جدا .
ويمكن كمان عشان الناس ، بيقولوا ازاى تبص لوحدة أنت ربيتها على ايدك ، وبمثابة اختك .
ازاى تطمع فيها ؟
ده غير فرق السن بينا .
والمشكلة الأكبر لما عرفت انها ليها حد غنى ، وبقت هى الأميرة أشرقت وانا لسه زى ما انا الشيخ بلال اللى ساكن فى الحارة .
فإزاى ارجعها تانى الحارة بعد ما سكنت فى الفيلا .
عشان كده بعدتها عنى بكل الطرق .
وخدوا دى كمان
اتحبست على قضية واترفدت من الكلية
وبقيت عاطل عن العمل .
ها قولولى يا ناس كنتوا عايزنى اقولها بحبك وعايزك إزاى ؟
ثم وقف بلال أمامها ،وهى من صدمتها لا تفعل شيئا إلا أنها تبكى فقط ، غير مصدقة أنه أمامها ويعترف بحبه لأول مرة وهى بثوب الزفاف على آخر .
بلال ….انا بحبك يا أشرقت .
بحبك يا صغيرتى
تقبلى تتجوزينى
ولو رفضتى هيكون عندك حق .
بس مش حق اوى يعنى عشان هخطفك واجوزك غصب .
لتسرى اخيرا ابتسامة على ثغرها .
فابتسم لها بحب يعدل كل تلك السنوات الفائتة .
ثم التفت ليكمل حديثه امام الملىء .
والكل ينظر إليه فى صدمة .
بلال …استنوا هكملكوا حكايتى ، ما انتم لازم تسمعوها
وخصوصا جمهور أم فاطمة اللى فيهم كان واقف معايا وفيهم
اللي كرهنى عشان سلبى بزيادة .
واكيد عايزين تعرفوا انا اتغيرت ليه فجأة كده بعد اللى قولته ده كل وكنت فعلا ناوى السفر وحضرت شنطتى .
ثم نظر إلى دكتور عماد وابتسم .
……………..
فلاش باك للأحداث .
عماد مع والدته بعد تحديد موعد الزواج بـ أشرقت .
الحاجة حُسنة…ايه يا ابنى مالك حاطط ايدك على خدك كده ،ده شكل واحد قرب يجوز برده ؟
عماد …..والله انا فى حيرة يا امى .
الحاجة حُـسنة….خير يا ابنى ؟
عماد …أشرقت ، انا فعلا حاسس انها مش بتحبنى ، وان موافقتها على الجواز بالسرعة دى ، وراها حاجة .
الحاجة حُـسنة…يمكن يا ابنى بتحبك بس مكسوفة وموافقتها على الجواز عشان تظهر لك حبها ده .
عماد ….لا يا امى ، الحب بيكون واضح اوى فى لمعة
العينين ، فى ارتجاف الايد ، فى زلة لسان من غير قصد .
فى لهفة وشوق ، محدش يقدر أبداً يسيطر على نفسه فيها .
فى اهتمام وفرح لفرحك وحزن لحزنك .
وده مشفتهوش خالص مع أشرقت ، ثم جال فى خاطره هدير
فابتسم عماد مرددا ….لكن كل ده شوفته فى وحدة تانية اسمها هدير وهى طالبة عندى برده .
ويمكن انا محستش بيها زى أشرقت ، لكن فعلا انا كل ما بشوفها برتاح ، صوتها لوحده كفيل يدينى بالأمان والارتياح .
لهفتها عليه واهتمامها بيه اكبر من كل مشاعر الحب اللى فى الدنيا .
طيبة قلبها تعادل الكون كله .
وصراحة هكون غبى لو ارتبطت بانسانة انا حاسس فعلا انها مش بتحبنى ، واسيب إنسانة مستعدة تضحى بنفسها عشان بس تسعدنى .
ضربت الحاجة حُسنة على صدرها مرددة….وأشرقت يا ابنى واتفقنا مع الناس .
ايه هتطلع عيل قدامهم !
عماد ….لا طبعا أنا بفضفض معاكي بس يا ست الكل .
لكن الموضوع مش بالسهولة دى .
ولازم اتاكد الاول .
ودلوقتى هتصل بحسن وهاقبله هو وخطيبته فى مكان .
وحضرتك عارفة خطيبته بشرى ،دى تعتبر مركز أسرار أشرقت ومنها هعرف كل حاجة .
وخصوصا بلال بالنسبالها ايه ؟
فعلا اخ ؟
ولا حبيب؟
وانا متاكد مليون فى المية أنه مش اخ ابدا عادى .
ده حبيب .
بس ايه السبب ورا أنه ميرتبطش بيها ؟
ده اللى نفسى اعرفه .
وبالفعل اتصل بحسن .
عماد …..دكتور حسن وحشنا يا راجل انت فين بس ؟
حسن ….عند خطيبتى بتغدى.
عماد بضحك ..يا ابنى ،انت مش مبطل العادة دى .
حرام عليك كل شوية يا غدا يا عشا عندهم .
حسن ….اهو يا سيدى منها بفتح نفسهم على الاكل ، ومنها توفير ، عشان اعرف اجيب الشقة .
عماد ….تمام يا دكتور .
طيب ممكن انا اعزمكم على كوباية شاى تحبس انت
وهى فى كافيه الملوك .
حسن ….طيب انا ماشى ، لكن هى ليه ؟
لا مسمحلكش ، انا بغير اوى .
عماد بضحك ….لا راجل يا سيدى .
بس معلش انا محتاج اعرف شوية معلومات كده على الماشى.
ومفيش غير بشرى هى اللى هتقدر تدلنى .
حسن …ماشى بس مفيش مانع مع الشاى حتة جاتوه تحلية بدال محتاج معلومات مهمة .
عماد بسخرية ….مفيش فايدة فيك .
كتر خير والله .
وبالفعل تقابل معهم فى الكافيه .
عماد …ازيك يا بشرى ؟.
يارب تكونى مبسوطة وحسن أخباره ايه معاكى ؟
اوعى يكون بيزعلك ، قوليلى وانا هعرف اتصرف معاه .
فابتسمت بشرى قائلة بحرج ….حسن ده بلسم يتحط على الجرح يطيب ، أو حاجة كده مش عارفة اوصف معناها ، المهم انى بدعى ليل نهار ميفرقناش عن بعض.
رمقها حسن بنظرة حب وحنو جميلة وردد ….انا اللى بتمنى اقدر اسعدك لغاية اخر يوم فى حياتى يا عمرى انتِ ، وهدية الرحمٰن ليا .
فابتسم عماد رغم علمه بكل عيوب حسن ، لكن من شدة حب بشرى له لم ترى اى منها ، سبحان الله .
لا جملته واغدقت عليه بمشاعرها .
وهذا ما يتمناه بالفعل مع هدير .
عماد …ممكن أسألك سؤال يا بشرى وتردى عليا بصراحة .
بشرى …اتفضل طبعا يا دكتور .
عماد بحرج …ايه طبيعة علاقة أشرقت ببلال ؟
فشرقت بشرى ، وناولها حسن كوب من الماء سريعا .
حسن ….أنتِ كويسة يا حبيبتى .
وهنا أدرك عماد أن ما بداخله صحيح .
عماد ….متخفيش يا بشرى ، صدقينى انا عايز افهم الحقيقة بالظبط ، عشان أقدر اساعدها واساعد نفسى كمان ، مش بتكلم عشان شاكك فيها أو اواجها ويحصل سوء تفاهم وكده .
لا …انا فعلا عايز اشوف فين المشكلة واقدر احلها.
وياريت متكدبيش عليا وتقولى أنه مجرد واحد رباها وبس .
لا انا متأكد أن الأمر اكبر من كده بكتير .
بشرى بحرج ….ايوه فعلا أشرقت بتحب بلال من الطفولة ، اما بلال فده حاله اللى عجيب .
عماد وقد استند على ظهر كرسيه بعد أن تنهد بإرتياح لعلمه حقيقة الأمر ، قبل أن يقع فى الزواج من امرأة لا تحبه وتحب غيره .
عماد …فهمينى ازاى يعنى ؟
بشرى ….يعنى بسمة أخته بتأكد أنه بيحبها يمكن اكتر
من هى بتحبه .
لكن خوفه عليها انها يحصلها حاجة أو تموت بسبب عقدة نفسية من صغره أن اى حد بحبه يموت ،خلاه يبعد عنها وكمان اتجوز واطلق بسبب الحرج وكمان لما أشرقت بقت غنية وهو فقير لسه ، بعد اكتر .
لكن كل ما يبعد أشرقت كانت تحبه اكتر وده كان بيعذبها اوى .
ولما حضرتك عرضت عليها الجواز ، وافقت وقالت يمكن اقدر انسى بلال ، لكن للأسف مقدرتش .
وده كان بيعذبها عشان حست انها ظلمتك لأنها مش بتحبك .
ومن حبها اتبرعت ليه بفص كبدها وتصور هو ميعرفش ده .
لانه لو عرف كان هيرفض ، وعشان انت متزعلش أو تحس بحاجة تجرح كرامتك ،طلبت منك كتب الكتاب عشان تريحك .
لكن من جوّاها بتتألم ،وبلال كمان بيتألم بس هو من النوع السلبى الضعيف ، وعشان كده عايز يهرب بالسفر .
بدل ما يواجه حبه ويدافع عنه .
عماد ….يعنى هو من النوع اللى مش عارف ياخد قرار .
بس بيحبها.
وطبعا هى كبنت مش قادرة توجهه .
تمام حلو كده ، سيبى الموضوع ده عليا .
بس ياريت متقوللهاش اى حاجة ،وخلى الموضوع يمشى تمام ، لغاية اخر وقت .
بشرى …يعنى هتعمل ايه حضرتك .
فضحك عماد مرددا …هلحلحله لوح الخشب ده .
فضحكت بشرى مرددة بحرج ….مش هو بس لوح الخشب
يا دكتور .
فيه لوح خشب تانى قاعد قدامى اهو لا مؤاخذة .
ففهم عماد ما ترمى إليه قائلا ….قصدك هدير ؟
تهلل وجه بشرى قائلة…..بجد يعنى حضرتك عارف انها بتحبك ، وحالها من حال أشرقت بالظبط .
عماد …أنا عرفت وفهمت بس متأخر للأسف .
وبرده هصلح الموضوع ده ،بس في وقته بس .
لما اتفاهم مع اللوح الاول …بلال .
ثم أخرج هاتفه ليتصل به .
وقد حصل على رقم هاتفه من أشرقت ،بداعى أنه سيطمئن عليه عند العملية ولكن كان يؤجل الأمر ليتأكد من حقيقة مشاعرها نحوه .
رن هاتف بلال من رقم غريب ولكنه استجاب قائلا …السلام عليكم .
عماد …وعليكم السلام ،ازيك دكتور بلال .
معاك دكتور عماد خطيب أشرقت .
فزفر بلال بضيق قائلا …أهلا .
خير عايز إيه ؟
عماد بضحك …عايزك .
بلال بإنفعال شديد ….نعم _حضرتك بتهزر .
عماد ….لا أبداً .
أنا عايز اتكلم مع حضرتك فى موضوع حياة أو موت .
أنا موجود حاليا فى كافيه الملوك .
ياريت حضرتك تشرفنى ضرورى .
بلال بنفور …يعنى الامر ميتقلش فى التليفون ، لازم اشوفك يعنى .
فضحك عماد قائلا…انا عارف انك مش بطيق وشى .
بس معلش أعصر على نفسك لمونة وتعال .
لانى متأكد بعد كده انك هتحبنى اوى كمان .
اندهش بلال من طريقة حديثه ، ولكنه لم يجد سوى الاستجابة لمطلبه على مضض .
وذهب مسرعا إليه ليرى ما فى الأمر .
………
وبالفعل وصل إليه ،وكان حسن وبشرى قد استأذنوا ليتركوه بمفرده يعالج الأمر .
وصل بلال وعلى وجهه كل علامات الاستفهام .
عماد …اتفضل اقعد حضرتك واستريح خالص .
فجلس بلال وعينيه تنذر بالشر قائلا بإنفعال ….ياريت حضرتك تنجز فى الكلام ، عشان أنا ورايا مشاغل .
عماد …قصدك السفر .
بلال …ايوه .
عماد ..لا حضرتك محتاج تأجله شوية ، أو تلغيه ، مش عارف .
حسب ظروفك يعنى .
فوقف بلال وكان قد بلغ به الغضب مبلغه .
قائلا ….حضرتك بتحددلى اعمل ايه ومعملش ايه ؟
فابتسم عماد مرددا …اقعد بس ،وهفهمك .
متبقاش زرزور كده .
يا ستير يارب ، مش عارف أشرقت بتحبك ليه ؟
سمع بلال تلك الكلمة ، فاتسعت عيناه قائلا بريبة ….حضرتك قولت ايه ؟؟؟؟؟.
……..
وللحكاية بقية
معلش هنكمل الجزء التانى من الحلقة الاخيرة بكرة باذن الله.
ويارب تكون المفاجأة عجبتكم واتمنى اشوف تعليقاتكم المبهجة .
وآسفة لو نكدت عليكم كتير بس والله الرواية كان فيها ده وده بس انتم مركزين على بلال اللوح بس 😂😂
واهو ما شاء الله ربنا نفخ فيه الروح ولحق البنت وهى بالفستان عشان ياخدها جاهزة .
تفتكروا هى هيكون رد فعلها ايه ؟؟
عايزاكوا تقولولى اخليها تعمل معاه ايه بعد ما عذبها كتير كده 😂😂
وأسيكم مع دعاء ده
(اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ)
…..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)