رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شيماء سعيد
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء السابع والعشرون
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت السابع والعشرون
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة السابعة والعشرون
🌺 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
اخترت البعد عنك ودفن حبي في أعماق قلبي
عقلي قرر ولكن هل سينفذ قلبي ويرضخ
سأتعذب فترة وأحرق بنار بعدك
لكن أهم شيء كرامتي ونظرتي لنفسي
حاولت وحاولت لأجلك لكن قابلتي بالرفض والنبذ
ومن اليوم أنت غريب عني وعن قلبي قلبي
………….
جاء الموعد المحدد لزيارة دكتور عماد ووالدته حُـسنة إلى فيلا لؤى .
فاستقبلتهم أم ابراهيم بترحاب ، واطلقت الزغاريد فرحا .
ليصل صوتها إلى أشرقت كالصراخ ، فوضعت يدها على أذنيها وانهمرت دموعها على وجنتيها لتدندن اغنية حزينة .
….كده يا قلبى يا حتة منى
يا كل حاجة حلوة فيه
كده، كده هتمشي وتسبني وحدي في الحياة ديا
يعني إيه يعني خلاص أنا مش هشوفك ثاني
مش هلمسك مش هحكي ليك عن حاجة تعباني
كنت روحي لما كان جوايا روح
عمري ما إتخيلت انى منى تروح
مش فاضلي مني غير حبة جروح
مع السلامة يا حبيبي وفي أمان
عمري ما هقول يوم عليك ماضي وكان
عمري ما أنسى مهما طال بيّ الزمان، آه
ثم تنهدت بحرارة مرددة …ربنا يسامحك يا بلال .
بس خلاص كله انتهى ، انتهى .
ثم استأذن لؤى ليدخل .
فأذنت له أشرقت ، فانكسر قلبه حين وجدها مازالت على فراشها بملابس النوم ، والدموع قد حفرت على وجنتيها خطوط الحزن .
ولكنه قاوم كى يتجاهل ما رآها عليه فقال مداعبا لها لتضحك …ايه يا جميل ، لسه ملبستيش !
العريس وصل ولا هتقابليه كده ، عشان ياخد على شكلك وأنتِ صاحية من النوم عشان ميتفجعش بعد كده .
ابتسمت أشرقت بوهن وضعف مرددة بضعف …بابا ممكن تحضنى ، انا محتاجة حضنك اوى .
لؤى وقد ارتجف جسده لتلك الكلمة … حبيبتى يا بنتى .
ثم اسرع إليها ليحتضنها بحب .
لتبكى أشرقت مرددة بحزن يأكل قلبها …مش عارفه يا بابا
اللى انا بعمله صح ولا غلط ؟
انا مش بحب عماد رغم أنه إنسان كويس وبيحبنى ، بس خايفة أظلمه معايا .
وخليه انى وفقت عشان انتقم من بلال وبس .
بس مش قادرة اكمل فى الخطوبة دى .
ومش عارفه اعمل ايه ، دبرنى يا بابا ؟
أبعدها لؤى قليلا وابتسم لها وهو يزيل دموعه بأصابعه بحنو ثم ردد قائلا …أنتِ عارفة الأول أن كل شىء قسمة ونصيب ولا لأ.
أشرقت …ايوه عارفة .
لؤى …وعارفة قوله تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم ) .
أشرقت …ايوه ، اختيار ربنا لينا هو الصح ، بس غصب عنى قلبى .
لؤى …فاهم وحاسس بيكى يا بنتى ، بس أنتِ طوعتى قلبك كتير ، جربى مرة تمشى ورا عقلك .
ومدام وافقتى يعنى ربنا سبحانه وتعالى ألهمك بكده ، يعنى عايز ليكى الخير .
فألبسى يا بنتى وانزلى لعريسك ، ومن حقك ترفضيه فى حاجة واحدة بس لو شوفتى منه خلق منفر وحسيتى أنه مينفعش يكون اب صالح لولادك.
فتنهدت أشرقت بحرارة قائلة …حاضر يا بابا .
نازلة ، الله المستعان .
وفى الأسفل ”
“الحاجة حُسنة …..والله يا مؤمن بيه ، احنا زدنا الشرف فى معرفة حضرتك والله .
مؤمن …واحنا كمان يا حاجة ، ومش هنلاقى احسن من دكتور عماد لبنتنا.
فنظرت حُسنة إلى عماد فوجدته شارد ينظر إلى السلم التى ستنزل منه أشرقت ، فهو ينتظر رؤيتها بفارغ الصبر .
فنغزته كى يخرج من شروده قائلة …ركز يا دكتور مع الحاج العسل ده .
عماد بحرج …ايوه حاضر يا ماما ، اهو مركز .
لتضحك مرددة …يا عينى على الحلو لما تبهدله الايام .
أما مؤمن فقد لاحظ شرود عماد فحدث نفسه قائلا ….سبحان رب القلوب ، يارب تقدر تحبك بقدر ما انت بتحبها .
اتسعت عيني عماد وتسارعت دقات قلبه حين رآها تنزل بحرج
من أعلى درجات السلم ولا تكاد عينها تبرح موطن قدميها .
ولؤى ممسك بيديها المرتعشة وكأنه يخاف أن تسقط منه .
حتى وصلت أمام عماد ووالدته ، التى استقبلتها بالعناق مرددة….بسم الله ماشاء الله على عروسة ابنى الغالى .
قمر والله .
ليه حق عماد ماينمش الليل كله ، عشان مستنى اللحظة دى بفارغ الصبر .
ابتعدت أشرقت عنها بخجل قليلا .
مرحبة بقولها …اهلا بيكى يا طنط نورتى .
الحاجة حُسنة…لا طنط ايه ؟
انا من ورايح ماما يا حبيبتى ، وهتكونى فى غلاوة عماد واكتر كمان .
أشرقت بخجل ….ربنا يخليكى .
ثم وجهت كلامها إلى عماد الغارق فى حبها ، ويحاوطها بنظراته …اهلا دكتور عماد .
فابتسم عماد مرددا …برده هنا دكتور ، انا عماد وبس .
نفسى اسمعها منك عماد .
مؤمن بضحك ..بكرة هتسمعها كتير يا دكتور ،متقلقش .
ثم تابع بقوله …اتفضلوا اقعدوا .
فجلسوا جميعا ، لتبدأ التفاصيل الموجعة لقلب أشرقت .
التى فى النهاية ختمت بتحديد الخطوبة بعد اسبوع من الآن ، فى حديقة الفيلا .
أما الزواج فاشترط لؤى ، أن يكون بعد التخرج حتى لا يؤثر
على درستها الشاقة فى كلية الطب .
ليعترض عماد قائلا….عايزنى استنى ست سنين .
لا كده كتير ما استحملش وربنا .
لتضحك الحاجة حُسنة مرددة …ما تجمد يا دكتور .
وصراحة حلال فيك ، ده انت كنت مغلبنى فى الجواز .
احكلهم كنت بتعمل ايه فى العرايس
فحمحم عماد ونغزها قائلا ….مش وقته يا ماما الكلام ده .
الحاجة حُسنة ….ماشى يا واد .
انا هقولهم نقسم البلد نصين .
ثم وجهت كلامها نحو مؤمن مرددة …بص يا حاج ، هو كان ممكن نستنى الست سنين دول لو كان حد غير الدكتور ابنى ربنا يحفظه .
لكن هو دكتور ، وهيساعدها فى الدراسة ، يعنى جوازهم هيكون افضل ليها .
فاحنا برده عشان نريحكم واحنا تستريح شوية ، نقسم البلد نصين ونخلى الجواز بعد سنة تالتة إن شاء الله .
فغمزها عماد ..خليها بعد سنة تانية .
فضحك الجميع سوى أشرقت ، فكان الحزن نصيبها ، ولا تعلم لمتى سيصاحب قلبها الصغير؟
…………..
وفى ليل اليوم التالى “”
اتصل دكتور صديق بـ بلال .
دكتور احمد ….ازيك يا دكتور بلال عامل ايه ، وحشنى يا راجل والله .
بلال بصوت حزين مهموم ….الحمد لله والله يا دكتور احمد .
وحشتك الجنة ، انت عامل ايه ؟
دكتور احمد …بخير الحمد لله .
عاملة ايه معاك الدنيا ، يا ترى لقيت وظيفة كويسة تانى ؟
بلال …لسه والله بشوف ، الله المستعان .
دكتور احمد …واللي يجبلك وظيفة كويسة اوى ودخلها أضعاف
ما بناخد هنا .
رقص قلب بلال فرحا قائلا…بجد والله !
وظيفة ايه دى ؟
دكتور احمد …بص انا ليه دكتور صديقى مصرى فى الامارات وعرض عليا ادرس هناك فى الجامعة ، وقال كمان محتاجين تانى فى نفس التخصص ، وقال لو تعرف حد زمايلك يكون ماهر وبيعرف يوصل المعلومة كويس .
فأنا قولتله دونا عن الكل مفيش غير حبيبى وصديقى دكتور بلال ، فإيه رأيك فى الفرصة الحلوة دى ؟
شرد بلال قليلا محدثا نفسه …امارات ، يعنى سفر وغربة وبعد
عن أشرقت ، اكتر ما انا بعيد .
ده غير بسمة هسبها ازاى لوحدها يعنى ؟
لا مينفعش طبعا .
بلال بحرج شديد…انا صراحة مش عارف اشكرك ازاي يا احمد والله ، بس انا معنديش غير اخت وحيدة ، اسبها ازاى واسافر !
دكتور احمد …بس دى فرصة متتعوضش ، ودلوقتى وسائل الاتصال بتقرب البعيد وكانك معاها كل شوية .
غير انك لو استقريت وكده وعجبك الوضع ،ممكن تعمل ليها استقدام .
بلال بتفكير …مش عارف والله ، اقولك إيه ؟
احمد …على العموم ، انا مش هاخد منك رأى نهائى دلوقتى ، انا هسيبك تستخير الله عزو جل وترد عليه .
بلال …بإذن الله تعالى ،وبشكرك للمرة التانية.
دكتور احمد …لا شكر على واجب ، احنا اخوات .
بس ياريت تفكر بعقلانية شوية ، خصوصا انك مينفعش تشتغل
فى اى مكان غير دكتور وبس .
انت فعلا تستاهل كده يا دكتور بلال .
بلال بإمتنان …الله يعزك يا دكتور احمد .
ثم اغلق معه الهاتف ولكنه كان فى حيرة شديدة ولا يعلم ما يفعل ؟
وكانت فى ذلك الوقت بسمة قد تلقت مكالمة هاتفية مع أشرقت .
أشرقت …ازيك أبسوم ، عاملة ايه فى الشغل ؟
تنهدت بسمة بعدم ارتياح مرددة …الحمد لله يا حبيبتى .
أشرقت ..ومالك بتقوليها كده !
بسمة …مفيش بس يعنى باباكى معاملته صعبة شوية .
أشرقت …معقول !
ده بابا حنين اوى وذوق اوى كمان .
بسمة ….امال معايا انا مصدر الوش الخشن ، ووقفلى على الوحدة ليه ؟
بت البطة السودة انا ولا ايه ؟
فضحكت اشرقت رغم ما تعانيه مرددة….مش عارفه أبت أبسوم ، بس يمكن أنتِ برده ، من غير زعل ، بتصدرى برده سحنتك وتكشرى ،منا عارفاكى جعفر فى نفسك يعنى .
صكت بسمة على أسنانها بغيظ مرددة …انا جعفر يا اشرقت .
كده ، ربنا يسامحك .
أشرقت بمداعبة….متزعلش يا قمر ، مش قصدى وربنا .
أنتِ حتة سكر ، وانا هروح املصلك ودان بابا ، عشان ميعملش كده معاكى تانى .
فابتسمت بسمة بانتصار مرددة…عفارم عليكى يا شوشو .
ثم صمتت أشرقت لحظات .
فرددت بسمة …مالك يا شوشو ، سكتى فجأة يعنى !
أشرقت بتنهيدة حارة موجعة …اصل انا كنت بتصل عشان ..ثم صمتت مرة أخرى ، لتبتلع غصة مريرة فى حلقها .
بسمة بقلق …فيه ايه يا بنتى مالك قلقتينى؟
أشرقت …مفيش انا كويسة اوى .
المهم بإذن الله الجمعة الجاية هتكون خطوبتى فى جنينة الفيلا على الدكتور عماد .
لتصعق بسمة مرددة …..معقول !
اتخطبتى يا اشرقت .
أشرقت بإنفعال غاضب مصطنع ….ومش معقول ليه ؟
هو مش من حقى اعيش حياتى ولا ايه ؟
ولا فاكرة انى هفضل انتظر اخوكى لغاية ما اموت واترهبن .
لا خلاص انا هشوف حياتى ومصلحتى .
زى ما هو راح شاف حياته واتجوز بس للاسف كان اختياره سيء .
ان شاء الله المرة الجاية يحسن الاختيار شوية .
بسمة بغصة مريرة ….انا حاسه ان من ورا قلبك الكلام ده
يا شوشو .
أشرقت بتكبر …وليه ، بالعكس أنا فرحانة اووى .
ومعلش انا هضطر اقفل دلوقتى ، عشان جدو بينادى عليا .
بس اه قبل ما اقفل يا بسوم .متنسيش تعزمى بلال .
وهستناكوا متتأخروش .
يلا سلام .
ثم أغلقت الخط ، لتبدأ وصلة جديدة من البكاء الذى أصبح وسيلتها الوحيدة للتنفيس عن روحها الموجوعة .
اتسعت عيني بسمة بعدم تصديق وظلت ممسكة بالهاتف على أذنها للحظات بعد إغلاق أشرقت الخط وكأنها تائهة ولا تستوعب ما قالته أشرقت للتو .
واخذت تردد ….لا حول ولا قوة إلا بالله
يا عينى عليك يا بلال .
هو انت تستاهل وكل حاجة .
بس انت هتلاقيها منين ولا منين !
استغفرك ربى واتوب اليك .
اكيد ربنا ليه حكمة فى كده .
ثم خرج بلال من غرفته ، ليستمع لهمس بسمة .
بلال باندهاش …خير يا بسمة ،بتكلمى مين ؟
بسمة بتوتر …هااااااا ، لااا مفيش .
انت كويس ؟
طيب اعملك شاى.
اقولك لا اعشيك الاول .
انا قايمة اهو بسرعة .
وعندما همت لتغادر ، استوقفها بلال قائلا …
بسمة .
لتتخشب بسمة فى مكانها .
بلال …اول مرة تكدبى عليا يا بسمة .
قولى حصل ايه ؟
انا خلاص بقيت متوقع ال حاجة تحصل .
مش اول مرة يعنى .
قولى قولى متخفيش عليا .
لترتجف شفتى بسمة محاولة النطق بصعوبة ….اششششششرقت .
لترتعد أطراف بلال قائلا ….ملها فيها حاجة ؟؟
بسمة …لاااااا
بتعزمنا على خطوبتها الجمعة .
ليفتح بلال شفتيه بصدمة مرددا ….إيه !
أشرقت .
ثم لم تحمله قدماه أكثر من ذلك ، فترنح ، فأسرعت إليه بسمه لتسنده وتحميه من السقوط .
مرددة …..بلااااااال ، اخووويا .
ثم حاولت أن تنقله إلى فراشه بصعوبة ، حتى وصلت به
إلى الفراش .
وأراحته عليه ، لتتفاجأ به يبكى بمرارة .
بسمة بعتاب ولوم …بتبكى دلوقتى يا بلال ؟
مش انت كنت عايز كده ؟
اول مرة لما اتجوزت ؟
وتانى مرة لما قولتلها أنتِ مجرد وحدة ربتها .
فمنتظر ايه منها تانى !
فعندها حق لما قالت …هو أنتِ فاكرة انى هستناه لغاية ما اموت .
هو شاف حياته ، وانا كمان لازم اشوف حياتى .
نظر بلال لأخته نظرة ذل وانكسار ،ولكنه لم يتحدث بل اكتفى بالدموع .
فاشفقت عليه بسمة وخشيت أن يحدث له مكروه فقالت …وبعدين انت مش قولت خليها تشوف حياتها ، وأنه انت متنفعهاش .
لينفجر بلال فى وجهها ….ارجوكى يا بسمة سبينى لوحدى .
بسمة …مينفعش اسيبك لوحدك وانت فى الحالة دى .
استهدى بالله ، وانت مؤمن أن كل شىء قسمة ونصيب.
بلال بهدر ….لو مش هتسيبى لوحدى ، انا هسبلك البيت كله .
بسمة ….لا خلاص على ايه ، انا طالعة .
وربنا يهونها عليك يا يا خويا .
ثم خرجت وتركته ، ربما يستطيع أن يفكر ما سيفعل فى تلك الضربة القاتلة التى أصابت قلبه .
هل سيعلن الحرب ويذهب إليها فى عقر دارها ، ليستردها لنفسه فهى صغيرة بلال .
ام سيستلم كعادته ،ويتركها فريسة لقناصها .
غادرته بسمة وذهبت لغرفتها محدثة نفسها…..انا اول مرة اشوف اتنين بيحبوا بعض كده .
واحد فى الشرق والتانى فى الغرب .
واحد يقول يمين والتانى شمال .
ومش عارفة هيتقابلوا ازاى ؟
ربنا يهديك يا بلال ، وتقدر تعمل حاجة قبل فوات الأوان ثم صكت أسنانها بغيظ مرددة …وربنا يهدى اللى فى بالى كمان .
اه يا نارى ، ياما نفسه اخنقه من رقبته بأيديا الاتنين .
ثم استعاذت بالله من الشيطان الرجيم .
وفتحت كتاب الله .
لتقع عينيها على الآية ( {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )
لتتذكر أيضا كلام أشرقت أن أسلوبها فى الحديث حاد كالرجال .
فحدثت نفسها….مش يمكن انا السبب ، ولو عاملته بأسلوب افضل ، يتعدل .
طيب هحاول معاك يا لؤى ، بس وكتاب الله لو ما اتعدلت لتكون موراياك ايام اسود من قرن الخروب .
عشان تعرف مين هى بسمة .
ثم وجدت من يطرق عليها الباب ،مستئذنا فى الدخول إليها .
فابتسمت وحدثت نفسها …اكيد بلال جى وهيقول أنه ميقدرش أشرقت تاخد خد غيره .
وأنه عايزنى اكلمها عشان يروح يتقدملها ،ياااااه اخيرا هنفرح .
فأذنت له بالدخول قائلة…اتفضل يا بلال ، انا صاحية ادخل .
فولج إليها بلال ، فابتسمت له ….؟
…………….
مازالت لمياء تعانى من تصرفات زوجات سعود .
حيث لم يكتفوا بتلك المقالب المخيفة بها ، بل جاءتها أحداهن لتتفاجىء بها لمياء ، ولم تستطع أن ترفض دخولها خوفا من عقاب سعود لها إن علم ، فاستقبلتها وولجت مرام للداخل.
لمياء بذعر …ممكن أعرف سبب الزيارة دى ايه ؟
مرام بتكبر ….هذا بيتى لميا ، اجى وقت ما اريد .
لمياء بانفعال …نعم يا اختى .
لا أنتِ زودتيها اوى ، ليه مش شيفانى وحدة قدامك ، وزيى زيك بالظبط .
وكمان حامل فى ولد يا عينيه ، وأنتِ ولا وحدة من النسوان تبعك عرفتوا تجيبوه .
فأكلت الغيرة قلب مرام ، لتنظر لها نظرات شيطانية .
وتكاد تفترسها .
لمياء بغضب ….أنتِ بتبوصيلى ليه كده يا وليه أنتِ .
اوعى تفكرى فى اللى بتفكرى فيه ده .
أنتِ لوحدك هنا ، وأنتِ متعرفيش انا ممكن اعمل ايه فيكى .
فامشى بكرامتك احسن ،ما أبهدلك .
مرام …أنتِ مصرية حقيرة ، تحكى معى هدا .
لمياء …لا احترمى نفسك ،محدش حقير غيرك وغير اللى النسوان اللى مجوزهم سعود .
لتخرج مرام هاتفها ، ثم قامت بالرن فقط على رقم واغلقته .
لمياء…اتصلى يا اختى لسعود عشان يعرف انك جاية تتهجمى عليا .
فضحكت مرام ضحكة عالية أدخلت فى نفس لمياء الرعب .
ثم جلست مرام بدون حديث .
لتندهش لمياء من تصرفها هذا وحدثت نفسها ….مجنونة دى ولا ايه ؟
جاية فى ايه وقعدة ليه ؟
ثم سمعت رن جرس الباب مرة أخرى ، لتفتح مرام سريعا .
لتدخل اربع سيدات آسيويات .
فأمرتهن مرام بقولها ….علموها كيف تكلم أسيادها .
لتصرخ لمياء …انتم هتعملوا ايه فيا يا ولاد ***
ده انا هروح فيكم فى حديد ، انا حبلى واى حاجة ممكن تخلينى أسقط .
ثم توسلت الى مرام …بالله عليكى يا ست مرام ، خلاص انا اسفة ، بس عشان العيل ، اللى سعود نفسه فيه .
فكرت مرام شفتيها بسخرية مرددة …هو ونصيبه لميا .
لينقض عليها تلك النسوة بكل وحشية ، ضربا بإيديهم وركلا باقدمهم .
حتى سُمع صراخ لمياء الذى هز تلك البناية .
وحاولت لمياء بكل الطرق أن تحيط بطنها بيديها خوفا منها
على تلك الروح البريئة التى تحملها بين احشائها .
وهى تردد ….ابنى لااااااا لااااا
ده ابن الشيخ بلال .
ثم صرخت بلااااااال، انت فين يا بلاااااال .
ولم يتركوها إلا بعد أن سالت الدماء من جسدها ، ونزفت .
فضحكت مرام قائلة …يكفى بنات هدا .
ثم اقتربت منها وبصقت على وجهها مرددة ….هذا تذكار منى لكى لميا ، حتى إن عودتى لبلادك لو مازالتى حية .
ثم تركتها غارقة فى دمائها واسرعت للهرب مع تلك الفتيات .
وأخذت لمياء تتأوه بألم يعتصر جسدها كله .
وتردد …يااااااااارب انا عارفة انى غلطت وده عقابك ليا .
بس انا مش مشكلة ، المهم ابن بلال ميرحش منى .
ده الحاجة الوحيدة اللى حلوة فى حياتى .
ثم زحفت على الأرض وهى تصرخ من الألم ، حتى وصلت
إلى هاتفها ، فاتصلت بفتحى .
لأنها خافت ألا يصدقها سعود ولا يأتى لها ، بعد أن ملّ من كثر شكواها له .
فتحى …الووووو ازيك يا بنت خالتى .
لمياء بضعف ….فتحى ، الحقنى يا فتحى ، انا بموووووووت .
فتحى بذعر ….مالك يا بت حصلك ايه ، انطقى ؟
لمياء …..بسرعة يا فتحى ، ارجووووك .
ثم سقط الهاتف من يديها …
وظل فتحى يردد…لميا، لميا ، لميا ، ردى عليا
فتحى …استر يارب .
فتصل فتحى بدوره إلى سعود .
سعود بغضب ….كل يوم شكوى من لميا .
عاده بنت خالتك زهجت منها .
امتى تولد هالصبى واخلص .
فتحى محدثا نفسه …يخربيتك يا بعيد .
ده انت كنت هتموت عليها .
دلوقتى زهقت .
صح عينك فارغة وملكش امااااان
يارتها ما كانت وافقت عليك .
اتصرف ازاى والبت بتموت منى ؟
مفيش غير انى اتحايل عليه .
فتحى ….معلش الباشا الموضوع شكله بجد .
ارجوك ، تعال نشوف فيها ايه بسرعة ، الا شكلها ماتت يا باشا .
سعود بخوف ….كيف تموت قبل ما تجيب ليه الصبى .
تجيبه وبعدين تموت .
ثم تابع بقوله .
انا نازل حالا ، انتظرنى .
……
فماذا يا ترى حدث لميا ؟
هل قابلت وجه كريم ؟ ام مازال لقصتها بقية ؟
وبلال هل اخيرا سيتحدث لكى ينقذ حبيبته أشرقت من أن تذهب لغيره .
أما يكفى ما مر بهم ؟؟؟؟
هذا ما سنعرفه فى الحلقة القادمة .
عايزة توقعاتكم ؟؟
……..
نختم بدعاء جميل ❤️
“اللهم يا فاطر السماوات والأرض ويا عالم الغيب والشهاده، أسألك اللهم أن تشرح صدري وتغفر ذنبي، اللهم إني أسألك بأنك أنت الله مالك الملك وأنك على كل شيء قدير، أن تفرج الهموم والكروب، وأن تنشر السعادة في قلوبنا يا أرحم الراحمين”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)