رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الخامس 5 بقلم شيماء سعيد
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء الخامس
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت الخامس
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الخامسة
لا يوجد نار كالعاطفة، ولا شرارة كالفتنة، ولا شرك كالحماقة، ولا وابل كالجشع والطمع.
…….
لمياء إلى بلال ….مالك يا خويا مسهم كده ؟
بدل ما تفرح أن خلاص هيخللنا الجو أنا وأنت ، ونبقا براحتنا لما أختك تتجوز ، تقوم زعلان .
ده كلام برده !
بلال بسخرية ….أفرح ، ده أنا حزين عشان هتسبني ليكي لوحدي .
لمياء باندهاش …قصدك ايه يعنى ؟
بلال محركا رأسه بأسى ….مقصديش ، ربنا يصبرني على ما ابتلاني به .
انفعلت لمياء بقولها ….بتقول ابتلاء يا بلال .
وقدرت تقولها كده بالساهل .
يعنى انا بلوة !
كده يا بلال ، يعني مكفكش أنك عمال تسم في بدنى من أول يوم جواز ، في الآخر كمان أطلع بلوة .
طيب ليه اجوزتني يا شيخ ؟
ثم اصطنعت البكاء مرددة …ده جزاتي أني حبيتك وكنت فاكرة بجوازي منك أني هدخل جنة السعادة .
ثم تابعت “”
فين بس راحت ضحكتك الحلوة وأسلوبك وانت بتكلم السهل الجميل اللي حببني فيك ؟
أنت ليه اتغيرت كده ؟
تأثر بلال بتلك الكلمات وشعر أنه كما ظلم نفسه ، سيظلمها معه لأنه لا يحبها ويكره أفعالها .
فحدث نفسه …أنا اللي عملت في نفسي ده وفيها ، أنا عارف من الأول أنها مش من طبعي ولا حياتي ووفقت اتجوزها على كده ، فيمنفعش أكون فعلا قاسي معاها كده .
وهي عندها حق ، لازم أعاملها بما يرضي الله ، يمكن فعلا تتغير وتكون زوجة صالحة .
فحاوطها بلال بذراعيه بلطف وهمس ….معلش حقك عليا ، بس غصبا عني من اسلوبك .
بس إيه رأيك نتفق اتفاق مع بعض .
لمياء ….وإيه الاتفاق ده إن شاء الله .
بلال ….أني أوعدك يكون أسلوبي معاكي كويس ، بس
أنتِ توعديني برده ، أنك تحاولي تغيري من نفسك .
تحولى تتكلمي بهدوء ،تحبي بسمة وتتمنالها الخير زي أختك .
تنتظمي في الصلاة وده بجانب اللبس طبعا .
وصوتك يوطى شوية ،ومفيش كلام مع رجالة متعرفهمش تمام .
فحدثت نفسها لمياء ….كل دي أوامر ،ده أنا كده ولا عسكري لسه في الجيش يا جدعان .
وكمان إيه المقابل ؟
كل ده عشان ضحكة ،تغور بس آخد راحتي .
بس أهو هعمل نفسي موافقة بس عشان أمشي الأمور ، لغاية ما ربنا يفرجها .
لمياء بخبث ….بس كده يا حبيبي ،حاضر من عيوني الإثنين ، أنا عندي كام بلال يعني .
المهم ترضى يا حبيبي .
فابتسم بلال رغما عنه ابتسامة صفراء ، ثم سار بها إلى المنزل فوجد جلال في انتظاره أسفل العقار والإبتسامة تزين وجهه .
لمياء بغيظ ….شوفي الراجل مبسوط ازاي وبيضحك عشان هيجوز ست بسمة .
أمال أنا بت البطة السودة وبختي في المعقد ده ليه ؟
يا بختك يا بسمة أنتِ وأشرقت .
ويا حظك المنيل يا لميا .
استقبله جلال مداعبا بقوله …..أهلا بحمايا العزيز .
فضحك بلال ….أهلا يا ابني، اتفضل معايا .
ليصعد به إلى شقتهم .
ثم تناقشوا فى أمر الاستعداد للزفاف وعن موعده والتحضيرات اللازمة له .
بلال بحرج ….بس كل دي مصاريف يا عم جلال .
جلال ….ربنا سترها يا يا حمايا العزيز ، خلينا نفرح .
بلال …ربنا يسعدكم ، وأنا إن شاء الله الأسبوع الجي ،هجبلها اللي اتفقنا عليه ،من سجاد وستاير وفرش وخلافه .
جلال ….يا سيدى قولتلك أنا هتكلف بكل حاجة ،مفيش فرق بينا .
بلال ….لا ده لا يمكن ، دي أختي ولازم أفرحها بحجتها .
استمعت لمياء لحديثهما فرددت بسخرية …..شحات وعايز عيش فينو .
وشوفي عايز يجبلها كل حاجة ازاي برضا ، لكن أنا كان بيجيب بطلوع الروح والتقطيم .
وبعد مغادرة جلال ، ولج بلال إلى بسمة وقبلها في جبينها قائلا ….ألف مبروك يا حبيبة قلبي.
بسمة …الله يبارك في عمرك يا حبيبي .
بلال …ولو أنك هتوحشيني والبيت هيضلم من غيرك .
بس لمعة الفرحة في عين جلال مطمناني عليكي ، أنك مع راجل بيحبك وهيتقى الله فيكي .
احمرت وجنتي بسمة خجلا ثم قالت …وربنا يسعدك يا حبيبى انت كمان
مع لميا .
حاول بس تخدها على قد عقلها هترتاح وربنا يهديها .
هز بلال راسه بحزن وتابع….سيبك منها .
المهم الأسبوع الجي ،خديها وانزلي هاتي كل اللي نفسك فيه .
بسمة …منين بس يا بلال ، أنا عارفة البير وغطاه ؟
وأنا اتكلمت مع جلال ، وقال هو جايب حجات كتير وبقية الحاجة هنجبها بعد الجواز إن شاء الله .
مش لازم يكون البيت في الاول كامل من كل حاجة.
أنت علمتنى الرضا ، وإن أهم حاجة هي السعادة.
بلال …الحمد لله ، بس لازم تفرحى زي بقية البنات .
ومتشليش هم ، أنا خلاص قدمت في الكلية على سُلفة .
ووعدوني يومين تلاتة وهتكون جاهزة إن شاء الله.
بسمة بغصة مريرة…..سلفة يا بلال ،وأنت هتقدر ترد إيه ولا إيه بس ؟
لا مش لازم صدقني ، متحبكهاش بالله عليك.
بلال …اسكتي يا عبيطة أنتِ ملكيش دعوة .
أنا لازم أشرفك قدام أهل جوزك .
ابتسمت بسمة وقالت …بس يا حبيبي ده كتير عليك .
بلال … مفيش حاجة كتير عليكي يا قلب أخوكي.
ثم قبلها مرة أخرى وخرج من الغرفة ، يحدث نفسه …..وبعدين
يا بلال ، هتصرف في إيه ولا إيه ؟
ومهية الكلية متكفيش نص احتياجاتنا أصلا .
أنا لازم أشتغل أي حاجة تاني ، غير تحفيظ القرآن .
بس أشتغل إيه ؟
ثم تذكر ذلك الإعلان الذي شاهده على أحد الكافيتريات أثناء طريقه إلى الجامعة ،يطلبون به نادلا للعمل .
فتنهد بألم قائلا ….دي أخرتها يا شيخ بلال من دكتور محترم لجرسون يخدم الناس .
ولكنه ردد مرة أخرى ….الحمد لله على كل حال .
المهم أكون قد المسؤولية اللي عليا .
ثم ولج إلى لمياء .
فوجدها تضع يدها على إحدى وجنتيها وتقطب جبينها .
فزفر بضيق قائلا ….خير يا لميا .
لمياء ….مش خير أبداً يا شيخ .
يعني هي الفلوس بتظهر عشان أختك وهتجبلها كل اللي نفسها فيه .
وتيجي عليا أنا وتقولي مفيش مفيش ومنين ؟
مع أني دلوقتي أولى الناس بيك ،وحقي عليك تسعدني .
وهي خلاص في عصمة راجل ويجبلها كل اللي هي عايزاه ، فليه تكلف نفسك أنت ؟
إحنا أولى بالفلوس دي.
انفعل بلال وصرخ في وجهها قائلا بحدة …أولى إيه ؟
إيه الكلام الفارغ ده .
وفلوس إيه اللي بتقولي عليها دي يا هانم ، هو حضرتك خليتي معايا فلوس .
أنتِ خلتيني على الحديدة ،وكمان مديون .
والفلوس اللي هجيب بيها جهاز أختي ،دي سلفة من الكلية ،هي دين برده عليا .
لمياء …وليه عشان إيه يعني ؟
بلال …عشان هي أختي وأعز الناس عندي وملهاش غيري ولازم تدخل على أهل جوزها معززة مكرمة .
وإياكِ مرة تانية تكلميني في بسمة ، أنا بحذرك أهو .
لأن كل الناس تتعوض إلا أختي .
أنتِ فاهمة يا هانم .
لمياء .. لا مش فاهمة ومش عايزة أفهم يا دكتور .
وأنا شكلي اتسرعت في جوازي منك .
بس إحنا فيها ، بدال كله يتعوض على قولك .
ثم وقفت أمامه وقال بصرامة ….طلقني يا شيخ .
بدال مش عملي أيّ مقام ولا قيمة .
حدّث بلال نفسه قائلا …ياريت فعلا أصلح غلطتي ، بس صعب أصلح الغلط بغلط تاني ..
ولازم أصبر على الابتلاء ده ، لغاية ما ربنا يفرجها من عنده .
ثم زفر بضيق قائلا ….يا بنت الناس ، الله يهديكي .
هو إحنا لحقنا نجوز عشان نطلق ، والجواز ميثاق غليظ مش لعبة كده زي ما أنتِ فاكرة .
وبذكرك حديث رسول الله .
« أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فقد حرم الله عليها الجنة» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لمياء …..مهو رسول الله برده قال «وعاشروهن بالمعروف»
فحاول بلال التلطف معها قليلا فأمسك يدها وأجلسها بجانبه قائلا بتودد….أنا عايز كده فعلا يا لميا ، بس للأسف أنتِ مش مدياني فرصة.
وبتعصبيني بكلامك وأفعالك .
ثم لمس وجهها بحنو …خليكي رقيقة كده زي ملامحك الحلوة دي ، هتلاقيني إنسان تاني خالص معاكي .
لميا محدثة نفسها …والله الواد سكر ولا لمسته كهربتني.
لا بقا ألم الدور أحسن وأعيش الدور أحسن ، هو برده أحسن من بلاش .
فابتسمت لمياؤ وقبلت يده برغبة ،لتأخذه بعدها لعالم نسجته في مخيلتها ، عالم الأحلام .
أما بلال فاستجاب لها من باب شرع الله وليس حبا بها .
…………..
حدثت بسمة أشرقت على الهاتف قائلة ….وحشتيني أوي يا شوشو ، عاملة إيه يا قمر؟.
أشرقت …أنتِ كمان يا بسوم وحشاني كتير .
بس أنا زعلانة منك ، مش قولتلك تيجي تبصي على أختك ولا خلاص نستوني .
بسمة …أبداً يا قلبي، ده أنتِ العين والنني.
بس عشان مشغولة في الجهاز واللزي منه ، أنا اصلا بتصل بيكي ، عشان لو فاضية تيجي نشتري شوية حجات على ذوقك كده ، عشان عارفاكي ذوقك حلو يا حلو أنت يا عسل .
أشرقت …والله ، ألف ألف مبروك يا يا عسلية .
بس مش كان الموضوع لسه بعد ما تخلصي الدراسة ، ولا خلاص الشوق عامل عمايله معاكوا .
بسمة….بس يا شقية ،شوق إيه بس ؟
أنا عشان مش طايقة البت لميا ولا هي طيقاني، فقولت آخدها
من قصيرها وأريحهم وأرتاح أنا .
جزعت أشرقت وتنهدت بألم قائلة…إيه الحب بينهم مولع وعايزة يخلالهم الجو لوحدهم .
بسمة بسخرية …هو من جهة مولع مولع ، بس مش من الحب
يا قلبي .
من كتر المشاكل كل يوم والثاني وصوتهم بيسمع لآخر الشارع .
أشرقت ….لا حول ولا قوة إلا بالله .
ربنا يهدي سرهم .
تعجبت بسمة قائلة ….أنتِ اللي بتقولي كده بحسبك هتقولي
هو اللي جابه لنفسه ويشرب .
وإن لميا فيها وفيها وفيها .
ابتسمت أشرقت بألم مرددة ….ده نصيب يا بسمة.
وخلاص بلال مش ليا ، وده مش معناه أني أكرهه أو أتمناله حاجة وحشة لا قدر الله أو أشمت فيه .
بالعكس أنا من كل قلبي بتمناله السعادة .
وكمان مينفعش أغتاب حد ومش هقول غير ربنا يصلح حالهم .
ابتسمت بسمة مرددة ….صح أنتِ تربية الشيخ بلال .
سبحان الله أنتم أكتر اتنين متشابهين في كل حاجة وكان
من المفروض ، هو أولى الناس بيكي، لكن دماغه الناشفة ضيعتك من إيديه .
وهو فعلا ندمان أوي ،وبحس ده في عينيه ونغمة صوته .
ضحكت أشرقت بسخرية قائلة …ندمااااان .
بسمة ….آه والله ندمان يا شوشو ، لأنه بيحبك أوي ، يمكن أكتر
ما أنتِ بتحبيه كمان .
شعرت أشرقت بالحرج وتلون وجهها لتقول بلعثمة …إيه اللي أنتِ بتقوليه ده ؟
مفيش حب ولا حاجة ، بلال أخويا الكبير وبس .
بسمة …متحوليش تنكرى يا أشرقت ، لأني متأكدة من كده ، حتى لو محدش فيكم اعترف للتاني .
بس كفاية نظرات عينيكم ، واهتمامه بيكي واهتمامك بيه ، وغيرتك عليه .
بس للأسف حرجه من لمياء وطلبها للجواز وكمان عشان فرق السن بينكم وخوفه من لعنة زمان أن يفقد أي حد بيحبه ، هو اللي خلاه عمل كده .
تنهدت أشرقت بغصة مريرة وتسارعت أنفاسها لتطلق بعد ذلك زفيرا مرددة ….خلاص يا بسمة ، أرجوكي قفلي على الموضوع ده .
أنا مش قادرة أتكلم فيه سامحيني ، وعارفة أن كل شىء نصيب خلاص .
وأنا مبقتش أفكر غير في مستقبلي وبس صدقيني .
بسمة …أحسن حاجة يا حبيبتي .
وها قبل ما أنسى هتيجي نشتري حجات لزوم الشوار.
ابتسمت أشرقت ثم قالت …آه طبعا ، بس سامحيني مش هقدر أجي ، تعالي أنتِ ، ومن هنا السواق هيخدنا في كل مكان عايزة تروحيه بإذن الله .
بسمة بضحك …يا لعبك يا شوشو ،سواق مرة واحدة .
ماشي كلامك يا قمر .
مسافة السكة هكون عندك .
أشرقت …وأنا في انتظارك .
أسرعت بسمة لإرتداء ملابسها سريعا لتلحق بأشرقت وخرجت لتجد لمياء أمامها .
نظرت لها لمياء من أعلاها إلى مخمص قدميها قائلة بسخرية …على فين العزم يا عروسة ؟
وكده نزلة من غير ما تشاوري حد ولا كأني ست البيت ، ولازم قبل ما تخرجي تقوليلي رايحة فين وجاية امتى ؟
استغفرت بسمة قبل أن ترد عليها حتى لا تنطق بكلمات تثير مشكلة بينهم ، فهي تريد الانصراف سريعا .
بسمة بابتسامة صفراء ….آه ، آسفة يا ست البيت .
بس يعني حضرتك عارفة أني اليومين دول مشغولة بالجهاز وطالعة نازلة .
لمياء….آه عارفة يا ست بسمة ، امتى بقا نخلص ، عشان هدتيني معاكى ، وياريت فيه شكرانية .
وأخوكي صرف كل اللي حيلته عليكي ، ومضيقها عليا .
انفعلت بسمة ولم تستطع التحمل أكثر من هذا لترد عليها بقولها ….خلاص قربت أسبهالك مخضرة يا لميا ، وتبرطعي فيها براحتك يا حبيبتي.
ثم تابعت بسمة بقولها “”
وهديتك في إيه إن شاء الله ، ده هو مرة وحدة اللي جيتي معايا ويدوبك من أول مرة ورجعنا بسبب عينيكي اللي زاغت على كل حاجة فيه .
وكأنك أنتِ العروسة .
حركت لمياء شفتيها بسخرية قائلة…مهو الحلو مكتوبلك أنتِ وبس يا حيلتها وأنا مليش نفس لإيتوها حاجة .
مش عارفة صراحة ، أنا دخلت البيت ده زي الوردة المفتحة ، مفيش يومين انطفيت وخسيت من الفقر اللي أخوكي معيشنا فيه .
ومن لسانه اللي مبيهمدش ده .
بسمة …والله أخويا اللي كنتي بتحفي عليه لغاية مجوزتيه وجوازك منه هو اللي كان سبب الفقر اللي بتقولي عليه ده يا ست لميا .
عشان حملتيه فوق طاقته وكتب على نفسه كمان وصل أمانة عشان العفش .
ويا عيني مش بيشوف النوم يا حبة عيني ، من صبحية ربنا في الكلية وبعدين يجي يحفظ الاطفال وبالليل يسهر في شغله الثاني .
وكل ده عشان خاطرك ،وفي الآخر تقولي عليه كده !!
لمياء بسخرية …لا والله يا أختي غلطت في البخارى إياك.
وإن كنت هموت وأجوزه عشان فاكرة إيه بتاع ربنا وهيراعيني، بس لقيت كله كلام وشغال يسم فيه في الدخلة والطالعة كأني عبدة عند سيادته .
بسمة …ومفكرتيش بيتصرف كده ليه ؟
مش يمكن أنتِ اللي بطلعيه عن شعوره ، مش يمكن أنتِ اللي مش قادرة تفهميه وكمان بتعاندي معاه ولا بتعملي أي حاجة من اللي اتفقتوا عليها قبل الجواز .
لمياء….مهو طبعا أنتِ هتقولي إيه غير كده .
هدفعي عنه طبعا مهو أخوكي وهي فولة وانقسمت نصين .
ثم رن هاتف بسمة لتجدها أشرقت ، فنظرت إلى لميا بغضب مرددة ….شوفتي أهي بتتصل عشان اتأخرت عليها بسبب الكلام اللي لا يودي ولا هيجيب .
لمياء بإندهاش …هي مين دي ؟
بسمة …أشرقت .
فابتسمت لمياء بمكر مرددة …دي حبيبتي دي.
ردى عليها وهاتيها أسلم عليها .
وحشاني خالص متصوريش قد إيه ؟
فحدقت بها بسمة باندهاش بسبب كذبها ثم استجابت لأشرقت بقولها ….أيوه يا حبيبتي معلش اتأخرت عليكي.
بس أهو جاية خلاص .
لتتفاجأ بمن يخطف منها الهاتف ، حيث التقطته منها لمياء لتحدثها بقولها ….حبيبتي والله يا أشرقت كنتي في بالي والله .
وحشاني خالص ، ازيك وازاي بابا وجدو .
ضغطت أشرقت على أسنانها بغيظ ثم قالت …لا والله .
على العموم ، إحنا بخير الحمد لله .
لمياء….بس يعني أنا كده زعلانة منك أنتِ وبسمة .
عايزين تتقابلوا من غيري .
ليه أنا مش أختكم ولا إيه ؟
على العموم أنا برده هكون أحسن منكم انتم الاتنين .
وهاجي عشان أشوفك .
خدي خدي لميا أهي معاكي عقبال ما أحط الطرحة على راسي وأنزل مع بسمة .
لتترك بسمة في ذهول تام من فعلها الذي وراءه شيئ بالتأكيد .
خرجت لميا لتراها بسمة ، وقد ارتدت ملابسها المثيرة والحجاب الذي يكاد يغطي نصف شعرها .
لمياء ….مالك يختى عمالة تبصيلي كده ، يلا عشان البنية منتظرة .
بسمة …أنتِ هتخرجي باللبس ده ؟
مش خايفة من زعل بلال لو شافك باللبس ده .
فأمسكت لمياء يدها قائلة …..يختي سيبك من بلال وتحكماته دلوقتي ويلا بينا نفك عن نفسنا شوية .
وبالفعل وصلوا لفيلا أشرقت .
لتنبهر لمياء بما رأته من فخامة المكان الذي يحيطه الحديقة المليئة بالورود والنباتات الطبيعية .
وباب الفيلا المزين بالأحجار الملونة والجبس بورد .
لتشهق عندما ولجت للداخل ووجدت كل مظاهر الترف
من ديكورات متناسقة وأجهزة حديثة وسلم يؤدي إلى طابق آخر علوي .
لتحدث نفسها…كل العز ده ساكنة فيه البت المقشفة دي.
وأنا قعدة مذلولة في الحارة .
لا والله لازم ينوبني من الحب جانب .
لتقف أمام صورة لؤي وتتأمله بإعجاب شديد وتهمس …..هو ده الطريق للعز ده كله .
لتأتي أشرقت مرحبة بحب لبسمة وتحتضنها قائلة …أهلا بسوم ،وحشتيني أوي أوي .
وألف مبروك يا حبيبتي ربنا يتمم بخير .
لتجذبها لمياء من ذراعها قائلة ….أهلا بالغالية بزيادة ، الحضن
يا حبيبتي .
لتحتضنها لمياء بغيظ وكادت أن تكسر أضلعها ، لتبتعد عنها أشرقت .
قائلة ببرود …أهلا يا لميا .
بسمة …إيه هنقضيها سلامات ولا إيه ؟
يلا بينا عشان منتأخرش .
لتشير لها أشرقت وإلى لميا …يلا بينا .
السواق مستني من بدري .
لتمسك لمياء ببطنها فجأة قائلة ….آه يا بطني مش قادرة .
بسمة بفزع …إيه مالك يا لميا ؟
ما كنتي شبه القرد اللي بيتنطط من شوية .
حصلك إيه فجأة ؟؟
لمياء …مش عارفه ،بس حاسة بطني بتتقطع .
أشرقت ..طيب تعالي نوديكي لدكتور في السكة .
لمياء بمكر….لا مبحبش الدكاترة ، بصي شوفي بس حد يعملي كوباية نعناع وأنا هبقا تمام .
ولا أقولكم روحوا أنتم عشان معطلكمش .
وأنا هسستريح هنا عقبال ما تيجوا .
فنظرت لها بسمة في شك ، ونظرت لها أشرقت بريبة .
وقطعت شرودهم لمياء بقولها… إيه مالكم يلا امشوا انتوا ولا تكونيش خايفة يا أشرقت مني .
أشرقت بحرج …لاااا ليه ؟
لمياء …خلاص توكلوا على الله وأنا هريح على الكنبة دي لغاية
ما تيجوا .
أشرقت …براحتك ، لتتوجه إلى المطبخ وتأمر الخادمة بعمل كوب من النعناع لها ، ثم تراقبها من حين لآخر حتى تعود .
……
فما يا ترى سيحدث فى غيابهم؟؟؟
وماخطة الحية لمياء؟؟
ومارد فعل الشيخ بلال على ملابسها وعلى الخروج دون إذنه أوحتى إعلامه؟
وللحكاية بقية .
………
«اللهم أسألك باسمك الحسيب الكافي أن تكفني كل أموري من جليل وحقير مما يشوش خاطري ويسر ناظري يا كافي، اللهم أسألك فرجًا قريبًا وصبرًا جميلًا ورزقًا واسعًا والعافية من البلايا وشكر العافية والشكر عليها، وأسألك الغنى من الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، اللهم إني أسألك بحق السائلين وبأسمائك العظمى والحسنى أن تكفني شر ما أخاف وأحذر فإنك تكفي ذلك الأمر».
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)