رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الرابع 4 بقلم شيماء سعيد
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء الرابع
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت الرابع
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الرابعة
مهما قرر الحبيب عدم الاشتياق الحنين لحبيبه فدوما يخدعه بمجرد أن يحس بقلبه يصير ينبض باسمه وكأنه ينادي عليه
…….
ولج بلال مع لمياء لداخل ذلك المكان القابع على ضفاف النيل .
وجهت لمياء حديثها إليه بقولها . …بص كده على ترابيزة تكون قريبة من النيل أكتر عشان نشوفه كويس ونستمتع بالمنظر العسل ده .
زفر بلال بضيق ……..ماشي.
ثم أخذت عينيه تدور في المكان ليصعق عندما تلاقت عينيه بمن عشق عينيها لسنين طويلة .
ليهتز لسانه باسمها …..أشششششششششششرقت .
فشعر حين رأها أن روحه قد سحبت منه بالفعل ، وقد أوشك على الموت حتما .
أما هي فخفق قلبها سريعا فهمست …تبا لك أيها القلب أمازلت تحن لمن باعك .
لا والله لن أدعك تخفق له ، ولو وضعتك تحت أرچلي ،ودهستك بها ، كي لا يبقى منك شيئا له .
ثم أخذت تتجول بنظرها له تارة ثم لها تارة .
لتبتسم بسخرية ….مش لايقة عليكي عباية بسمة يا ست لميا .
مهو التعبان مهما غير جلده ، هيفضل تعبان برده .
هنيئا لك بتلك الحية يا بلال .
لاحظت لمياء تجهم بلال ووقوفه متخشبا لا يتحرك .
فحدثته باستفهام ……مالك كده اتخشبت فجأة ، ومسهم وكأن نزل عليك سهم الله؟
ثم نظرت بعدها نحو وجهة نظره ، لتجد أشرقت بصحبة رجلين .
لتتلاحم أعينهما وكأنهما في حرب طاغية .
لتحدث لمياء نفسها…..آه بقا مسهم عشان شاف الهانم الصغيرة .
وأكيد حن للذي مضى ، والله الود ودي أروح أجيبها من شعرها البت دي .
بس لازم أمسك نفسي وأعمل لمصلحتي ، بعد ما طلعت لفوق ، فلازم أكسب ودها عشان تطلعنا معاها .
بس لازم تعرف برده أن بلال بقا ليا أنا وبس .
ولازم أبين قصدها أني سعيدة وبتنطط من الفرحة .
عشان أغيظها.
وتعرف أنه بيحبني أنا وهي ولا في دماغه أصلا ، لأني كنت حاسه أنها عينها منه ، قليلة الأدب دي، وهو في مقام أخوها أو أبوها عشان مربيها .
بس اللي مجنني نظراته ليها ، مش فاهمة كده إيه ؟
هو كمان كان عينه منها ولا هي زي بسمة بالنسباله .
أنا كده الفار بدء يلعب في عبي.
على العموم لما أشوف أخرتها إيه معاهم .
ثم دققت النظر لمن يقف بجانبها .
فوجدت رجلا طاعنا في السن .
فقالت ….شكل ده جدها اللي لقاها وعرفها
أمال مين الراجل الحليوة اللي جنبها ده وفيه ملامح منها .
يكونش أخوها بس ازاي ؟
يلا يا خبر النهاردة بفلوس دلوقتي يبقا ببلاش .
فقامت بنغز بـلال حتى يستفيق من شروده قائلة …إيه يا شيخ متتلحلح شوية بدل ما انت واقف مُسبهل كده .
ثم رددت وكأنها هى التى رأتهم قبله …..يا محاسن الصدف الحلوة ، مش دى برده البت أشرقت !
ومين اللى معاها ده يا ترى !
تعال تعال نسلم عليهم ونعرف .
وقعت كلمات لمياء عليه كدلو من الماء البارد فححم قائلا ……آه طبعا يلا .
فتقدم منهم بخطوات ثقيلة وتمنى أن لو الأرض تخسف به ولا يحدثها حرجا من نظرات عينيها التي تلومه على ما فعله معها .
ولكن ما باليد حيلة تقدم وألقى السلام .
بلال ….السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لتغمض أشرقت عينيها بألم يعتصر قلبها مرددة….وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
اتسعت عيني مؤمن عندما رآه فرحب به بقوله…ايه الصدفة الجميلة دي ، سبحان الله .
كويس بجد أني شوفتك .
ثم أشار إلى لؤي قائلا …أهو يا سيدي اللي كان نفسك تشوفه وتشكره على تربية أشرقت ، ربنا يجعلها في ميزان حسانته.
ثم حدث بلال ….بجد ربنا يكرمك وعرفت تربي بجد .
جزاك الله خيرا يا ابني .
وأحب أعرفك بوالد أشرقت …ابني لؤي .
فشهقت لمياء محدثة نفسها…بقا العسل ده ،أبوها!!
لا مش باين عليه أبداً ، ده كيوت خالص .
ولا اللحية بتاعته هتاخد منه حتة .
ده أحلى من بلال نفسه كمان .
و كمان الشعرة البيضة اللي في شعره دى مدياله وقار وجاذبية أكتر ، يخربيت حلاوته .
اسمه إيه ده ؟
مد لؤي يده لمصافحة بلال مبتسما بوقار قائلا…….أهلا بيك أخ بلال ، وصراحة كل كلمات الشكر مش هتوفي حقك .
جزاك الله خيرا عن تربية أشرقت ونعم التربية .
ربنا يجعلها فب ميزان حسناتك .
مد يده بلال والقهر يملىء قلبه وحاول الابتسام بالكاد قائلا….لا شكر على واجب .
وأشرقت زيها زي بسمة أختي وأكتر .
فصعقته أشرقت بقولها …آه طبعا أنت أخويا الكبير يا دكتور بلال .
ثم أشارت إلى لمياء بقولها ….أهلا أهلا بعروسة الغالي ،تعالي في حضني يا حبيبتي .
ابتسمت لمياء بمكر قائلة….والله وحشاني يا بت يا اشرقت .
الله يبارك فيكي ، عقبالك يا حبيبتي.
لتحضنها أشرقت بقوة ،كادت أن تكسر أضلعها .
لتحدث لمياء نفسها بقولها ….آه ما انتِ بقيتي متريشة ،وبتاكلي كتير عشان كده عندك صحة .
منك لله يا شيخة ،كسرتيلي ضهري .
فابتعدت عنها لمياء ،قليلا ، لتباغتها أشرقت بدعس أحد قدميها بقوة، فصرخت لمياء….آاااااه .
أشرقت بخبث…..يا حبيبتي ، آسفة خالص .
مكنش قصدي .
وجعتك أوي يا حبيبتي.
لمياء وهي تضغط على أسنانها غيظا وخاصة عندما رأت لمحة ابتسامة على وجه بلال …لا أبداً يا حبيبتي .
ولا يهمك ، حصل خير .
ثم نظرت إلى المنضدة التي عليها كل ما لذ وطاب فسال لعابها وشعرت بنغصة الجوع تهاجم بطنها فرددت …..هو
إحنا جينا في وقت مش مناسب ولا إيه ؟
إحنا آسفين ، يلا يا بلال ، نسبهم يتغدوا الأكل الحلو ده
تحرج بلال قائلا….آه ، آسف جدا .
على العموم فرصة سعيدة ، أني اتشرفت بحضرتك يا لؤي بيه .
ثم نظر لأشرقت بإنكسار قائلا …لو احتجتي أي حاجة في أي وقت كلميني .
قابلت عيني أشرقت عينيه المنكسرة بقوة تخلف وراءها ضعف شديد وكأنها تحدث نفسها بقولها ….أنا مكنتش محتاجة حاجة من الدنيا دي إلا أنت يا بلال .
بس للأسف تخليت عني ولكنها بادرته بقولها ….شكرا لحضرتك ، ثم أمسكت بذراع أبيها قائلة ….ربنا يخلي ليا بابا دلوقتي ، مش مخليني أحتاج لحد .
فرح لؤي بتلك الكلمات قليلا ولكن شعر أن وراءها شيئا تخفيه عنه أشرقت ، فكلمتها رغم أنها أفرحته ولكنها خرجت بمرارة وليست صادقة .
أما بلال فقد كسرته كلمتها بشدة وحدث نفسه ….. خلاص يا بلال ، مبقاش ليك أي مكانة عندها
ولا حبيب ولا قريب ، وبقيت مجرد ذكرى .
آااااااه يا جرح قلبي.
ثم هم أن يغادر مكسورا ولكن وجد يد مؤمن تمسك بذراعه قائلا بثقة …..على فين يا ابني ؟
والله ما يحصل أبداً ، لازم تقعد أنت وعروستك تتغدوا معانا.
بلال بحرج …….لا الله يكرمك ، إحنا الحمد لله سبقانكم .
اتفصلوا أنتوا بألف هنا .
فتلون وجه لمياء ورددت ….متكسفش الراجل الكبارة ده يا بلال ، عيب .
ثم حدثت مؤمن “”
وأتصور صح يا عم الحاج …رغم أني لسه متغدية ، بس صراحة يعني ، الفرحة بتجوع .
ثم نظرت لأشرقت لتغيظها قائلة …عقبالك يا حبيبتي ، لما تاخدي واحد ، بيحبك زى ما بلال بيحبني .
متصوريش قد إيه مغرقنى في بحر حبه وحنيته .
فجحظت عيني بلال وهو يستمع لكلماتها وينظر إلى أشرقت التي يُكاد يُسمع صرير أسنانها وهي تصطك بعضها ببعض من الغيظ .
فقطع بلال حديث لمياء بقوله …….طيب بعد إذنكم يا جماعة ، معلش لميا بتهزر .
لؤي …يا عم سبها تهزر ، وصراحة كده ، انتم مش هتمشوا غير لما تتغدوا معانا.
فجلست لميا سريعا قائلة…….يوه يعني يا باشا ،لو مكنتش تحلف .
لتهمس ….ده أنت خلقتك تفتح النفس لوحدها .
مش خلقة اللي مايسمى بلال .
تصبب بلال عرقا من الخجل من فعل لمياء ورمقها بنظرة غاضبة متوعدة ولكنها لم تهتم ، وجلست تتناول الطعام
بنهم شديد .
أشفقت عليه أشرقت نوعا ما ،بعد أن شعرت بالنار المتوهجة التي يشعر بها بين طيات صدره .
فقالت ….هتفضل واقف كتير ، أقعد يا أبيه .
لمست قلب بلال كلمتها تلك ( أبيه ) فهي فعلا صغيرة قلبه ، التي أحبها حبا يكفي العالم كله .
ولكنه احتفظ به بداخله خوفا ألا يخسرها ولكنه بغبائه خسرها إلى الأبد .
جلس بلال بالكاد ولكنه لم يتناول أي شيء وكلما وجه له أحدهم حديثا اكتفى بايماء رأسه .
أما لمياء فلم تكف عن الحديث وتسديد نظراتها إلى لؤي .
الذي شعر بالحرج وتجنب النظر إليها .
لمياء …بس صراحة يا أشرقت ، باباكي جنتل مان خالص ، ربنا يخلهولك يا حبيبتي .
أشرقت حدثت نفسها ….يخربيتك مش كفاية أخذتي بلال ، مالك عينك من بابا كمان ولا إيه ؟
لا ده بعينك يا أم أربعة وأربعين أنتِ.
ثم رددت …..وربنا يخليك الراجل اللي قاعد جمبك ،جوزك يا لميا .
شعر بلال بالحرج ولم يستطع المكوث أكثر من هذا ، فأمسك بيد لمياء وقال …يلا بينا أظن كفاية كده ،ونسيب الناس براحتها .
لمياء بزمجرة ….ماشي طيب ، سيب إيدي وجعتني يا شيخ .
ثم وجهت حديثها إلى لؤي ….طيب فوتكم بعافية يا جماعة ، وفرصة سعيدة أوي يا أستاذ لؤي ثم حمحمت بحرج وطبعا جدو مؤمن .
وشو شو القمر بقا هستنى زيارة منك ولا أقولك أجى أنا لغاية عندك يا حبيبتي أزورك أنا وبسمة .
أنتِ يعني ميصحش خلاص تيجي الحارة ،مبقتش قد المقام .
أشرقت ….لا بالعكس ، هاجي بإذن الله ، أنا قضيت في الحارة أسعد أيام حياتي .
ايام ما كانت الضحكة والفرحة من القلب طالعة .
ثم نظرت بإنكسار إلى بلال مرددة ….بس للأسف هي الدنيا كده دوارة ومفيش حاجة بتقعد على حالها .
ودلوقتي أنا خلاص هشوف مستقبلي وبدعي ربنا يوفقني في الدراسة في كلية الطب .
لمياء بغيظ ….آه هتبقى دكتورة ، يلا بجملة الدكاترة يا حبيبتي .
بلال …مش خلاص خلصنا كلام ، قدامي يا لميا .
لمياء لتكيد أشرقت …..أهو خلاص يا حبيبي ، يلا نتمشى شوية على الكورنيش .
وتسمعني كلامك الحلو ده اللي مشبعش منه .
يلا بعد إذنكم يا جماعة ، ثم رمقت لؤي بنظرة حانية ، فأدار وجهه عنها مستغفرا ….أستغفر الله العظيم ، ربنا يهديكي
يا بنتي .
دفع بلال لمياء أمامه ، ثم إلتفت لأشرقت وبهمس قال ….خلي بالك من نفسك .
أشرقت بغصة مريرة …وأنت كمان وربنا يعينك فيما ابتلاك ، ثم أشارات بعينها نحو لمياء.
فاكتفى بلال بتحريك رأسه ثم مضى يجر أذيال الخيبة .
ولكن لم تبرح عيني أشرقت عنه حتى اختفى ، ولم تشعر بنفسها إلا وقد فارقت جفنيها دمعة ساخنة سقطت بمرارة
على وجنتيها .
شعر مؤمن بها ، فنظر إلى لؤي وغمزه ليحاول التخفيف عنها .
فتنهد لؤى بمرارة ثم أمسك بيديها وضغط عليهما برفق وكأنه يقول أنا هنا معك .
وسأكون السند التي تريدينه حقا .
…………..
بلال بغلظة في القول أثناء سيره مع لمياء …صراحة أنا مش عارف أقولك إيه ؟
أنت مبتكسفيش يا هانم خالص ولا عندك حياء .
ازاي توفقي تقعدي تاكلي مع ناس متعرفهمش ،وتكلمي عينك في عينهم كده بدون خجل .
لميا بانفعال ….حيلك حيلك يا شيخ .
مكنتش لقمة هتحاسبني عليها .
ولا كلمتين حليت بيهم القعدة بدل التكشيرة اللي أنت ماسكها عمال على بطال دي .
يا أخي فكها بقا ، وارحمني .
ده أنا حبيتك واتجوزتك عشان ابتسامتك اللي كانت مبتفارقش وشك .
إيه حصلك بس يا بلال !
شكلها عين وصابتنا يا حبيبي .
حدث نفسه بلال بلوعة قائلا …الإبتسامة لما كانت منورة حياتي ، لما كانت بينا ، لما كنت مبرتحش غير لما أشوفها
حتى لو أظهرت غير اللى حاسس بيه .
أشرقت كانت حياتي ،حب عمري وبعدها الدنيا اسودت في وشي .
لاحظت لمياء شروده فقالت …إيه مالك سرحت في إيه !
انتبه بلال لكلماتها فقال ….لا ابدا مفيش حاجه .
اخذت لمياء تدور بعينيها حولها لتستكشف المكان ، حتى لاحظت .
من بعيد محل ملابس نسائية فقالت ….محل عبايات أهو يا حبيبي ، وشكل عبايته جامدة اوى من منظرهم اللى على الفاترينة .
تعال لما نشتري منه عبايتين حلوين على ذوقك.
عشان متزعلش مني تاني .
بلال باستياء ……عبايتين حرام عليكي ، أنا مش عارف أصلا هكفي لآخر الشهر ازاي ؟
ولا هجمع قسط العفش ازاي ؟
أنا غلطان لما سمعت كلامك .
لمياء ….يوه بقا ، أنت مبتشبعش تقطيم فيا .
طيب تعال حتى نجيب عباية واحدة عشان تعرف أني قلبي عليك يا بلال يا حبيبي .
لتجبره فعلا على الذهاب معها ، لتختار بعدها عباية باهظة الثمن .
بلال بحرج شديد …….لا شوفي حاجة أقل حرام عليكي ، دي تعمل نص المرتب .
لمياء متصنعة البكاء …يا حظي الأبيض ،حتى عباية مش عارفه أجيبها .
أنت إيه يا أخي مجوزني عشان تذلني ، ومش عارف تفرحني حتى بحتة عباية .
زفر بلال بضيق وردد …لا حول ولا قوة إلا بالله .
الله المستعان .
حاضر هجبها وأمري لله .
فطبعت لمياء قبلة حانية على وجهه ، فتلون وجهه بالجملة خجلا أمام البائعة لينهرها بقوله ….الله يصلح حالك يا لميا ،كده ميصحش قدام الناس .
لمياء…يوه أنت جوزى يا شيخ .
ثم تجول بلال بعينيه في المحل ، لعله يجد شيئا بسيطا يناسب بسمة .
فلم يجد سوى شال تضعه على كتفيها ينفعها في الليالي البادرة في الشتاء .
فالتقطه بيده .
فنظرت له لمياء بسعادة مرددة …لا كده كتير عليه .
ده كمان ليا .
بلال بنفى ……ده لـ بسمة ، حاجة بسيطة تفرح بيها هي كمان .
فحركت لمياء شفتيها بإستنكار ….يعني الفلوس بتطلع لأختك بسرعة وعليا أنا بتطلع بالعافية .
كان لزمته إيه يعني ،ولا أنت غاوي مصاريف !
استنكر بلال قولها …لا حول ولا قوة إلا بالله .
دي حاجة بسيطة ولو أقدر كنت جبتلها عباية كمان .
………..
اتصل جلال على بسمة فتراقص قلبها طربا برؤية اسمه على الشاشة ،فاجابته سريعا …السلام عليكم
أهلا يا جلال .
جلال بحب …قلبي اللي وحشني ، وتقلان عليه .
بسمة وقد احمرت وجنتيها خجلا …..وبعدين معاك .
جلال …وبعدين إيه ؟
أنا خلاص معدتش قادر على بعدك يا جميل.
ولزمن ولابد الشهر الجي نعشش في عشتنا.
يوه قصدي ندخل عش الزوجية يا لوز أنت يا عسل .
بسمة بضحك … بذمتك فيه دكتور جامعة يقول لوز وعسل كده .
جلال …..وقشطة كمان يا سكر .
أنا معاكي إنسان تاني ، ممكن كمان طفل وأنتِ أمه اللي بيحتاج ليها ومبيحسش بالأمان إلا معاها ومحتجالها على طول وميقدرش يستغنى عنها .
فيعني هتوفقي هتوقفي على الجواز بدرى مفيش كلام تانى فى الموضوع ده .
انا خلاص قررت .
وإذا كان على الدراسة ، متقلقيش مش هعطلك بالعكس هساعدك فيها كمان .
ابتسمت بسمة بخجل ورددت …شوف يا جلال أنا كنت فعلا رافضة نجوز قبل ما أخلص الكلية .
عشان مكنش عبىء عليك في الدراسة وكمان عشان أكون زوجة متفرغة لبيتها ومنشغلش عنك .
جلال مبتسما …سيدي سيدي .
وعظمة على عظمة بالنسبة للجزء الثاني من الجملة.
أما الجزء الأول فغير صائب .
لما يا زوجتي على الورق فقط ، قولي لما ؟
بسمة بضحك …لما زوجي العزيز ؟
جلال بمداعبة ….امتى هتقوليلى جوزي لوزي وبعلي وآه يا حتة مني؟
بسمة …وبعدين مش كنا جد من شوية وقولت لما ؟
قول يلا لما ؟
جلال …أقولك سيدتي .
لأنك أنتِ مش عبىء أبداً ، أنتِ خفيفة جدا وشيلك سهل .
فضحكت بسمة ….لا ميغركش أنا عظمي تقيل.
بس خلاص أنا موافقة .
جلال بفرح شديد ….قولي وكتاب الله المجيد كده .
بسمة …وكتاب الله المجيد .
جلال …الله أكبر ولله الحمد .
بس الطالعة دي وراها سر أكيد .
بسمة …ولا سر ولا حاجة .
هو بس حسيت أني هكون تقيلة على بلال ومراته ، فقولت أسيبهم براحتهم .
جلال ….يا دين النبي ، ياريتك كنت اجوزت من زمان يا بلال .
حلو يا حلو .
خلاص أنا جي نكلم في التجهيزات ولزي منه .
بسمة ….على طول كده ؟
جلال …على طول وعلى عرض ، أي حاجة ، المهم أوصلك يا جميل .
بسمة ….طيب كلّم بلال الأول ، عشان هو برا .
جلال بمكر….برا ، وساكتة من بدري ، لا أنا جي فوريرة .
بسمة ….لا يا خفيف ، رجلك متدخلش طول ما بلال مش موجود .
جلال ….ده أنا جوزك يا بنتي .
بسمة ….لا جوزي دى لما أدخل بيتك إن شاء الله .
جلال ….كده ، على العموم هانت يا قمر .
وفاضل على الحلو تكة.
وحالا هتصل بخليلي بلال وهتلاقيني داخل معاه كمان .
……….
وبالفعل اتصل جلال على بلال وأخبره بالأمر .
فتنهد بلال بضيق وحدث نفسه …لا حول ولا قوة إلا بالله
طيب أعمل إيه أنا دلوقتي وأجهزها منين بس ؟
ثم ردد ….بس يا جلال يا أخويا ، أنت عارف الظروف ،متسمحش أني أقدر أكمل جهاز بسمة دلوقتى .
متصبروا شوية ، إحنا مش كنا متفقين لما تخلص جامعة .
جلال بضحك …وربنا هداها ووافقت ،ويا سيدي متشلش هم ، وأنا مش عايزها غير بشنطة هدومها .
مفيش فرق بينا يا دكتور بلال .
بلال بحرج ….الله يكرمك بس ده مينفعش ، لازم أعزز أختي وأجبلها كل اللي نفسها فيه .
على العموم هتصرف ،متشغلش بالك .
وأنا خلاص أهو قدامي ربع ساعة وأكون في البيت، حصلني .
جلال ….ماشي يا ريس ، هتلاقيني على الباب عندكم .
فضحك بلال مرددا ….ربنا يسعدكوا .
ثم أغلق الخط وشرد محدثا نفسه ….وبعدين يا بلال .
مالها الدنيا حطت عليك كده مرة واحدة .
هتتصرف إزاي بس ؟
لتخرجه من شروده لمياء بقولها ….مالك يا خويا مسهم كده ؟
بدل ما تفرح أن خلاص هيخلالنا الجو أنا وأنت ، ونبقا براحتنا لما أختك تتجوز؟
بلال بسخرية ….أفرح ، ده أنا حزين عشان هتسبني ليكي لوحدي .
اه يا خيبتو انا
لمياء باندهاش …يعني إيه ؟
مش فاهمة ؟؟
حد يفهمها يا جدعان 😂.
وللحكاية بقية .
يا ترى هيحصل إيه تاني ؟؟
ودلوقتى أسيبكم مع الدعاء ده
“يارب إنهم قطعه مني يؤلمني ألمهم ويبكيني تعبهم، اللهم اشفهم شفاء لايغادر سقمآ. اللهم اشفهم شفاء من عندك، ربي إن روحي تتألم لألمهم يارب قر عيني بعافيتهم، اللهم يا منزل الشفاء ويا رافع البلاء ويا مجيب الدعاء يا من تعيد المريض لصحته ويا من تستجيب دعاء البائس اللهم اشفهم شفاء لا يغادر سقما”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)