روايات

رواية صعود امرأة الفصل السادس عشر 16 بقلم آية طه

رواية صعود امرأة الفصل السادس عشر 16 بقلم آية طه

رواية صعود امرأة الجزء السادس عشر

رواية صعود امرأة البارت السادس عشر

صعود امرأة
صعود امرأة

رواية صعود امرأة الحلقة السادسة عشر

في الليل، الجو كان ساكت إلا من صوت الريح اللي بتحرك فروع الشجر. البيت كان هادي بعد ما كل الناس نامت، ونجاة كانت قاعدة في أوضتها بتفكر في اللي حصل خلال الأسابيع اللي فاتت. مشاعرها كانت متلخبطة بين خوفها من أبوها إبراهيم اللي حاول يضغط عليها تتجوز واحد كبير في السن، وبين حيرتها في مشاعرها تجاه فيصل. كانت عارفة إن في قضايا بين أبوها وفيصل، وإن الموضوع مش هيخلص بسهولة.
فجأة، سمعت صوت خبط جامد على الباب الخارجي. قلبها اتنفض من الخضة، وقامت بسرعة من السرير. أول ما قربت من الشباك، شافت نور العربيات المصفوفة قدام البيت. وسمعت صوت راجل بينادي من برا: “يا نجاة! يا بنتي افتحي الباب… دا أنا، أبوكي.”
جسمها اتجمد في مكانها، وهي بتحاول تسيطر على خوفها. أبوها إبراهيم رجع تاني، ومش جاي لوحده، جاي مع رجالة كتير. نزلت بسرعة على السلم، وسمعت صوت سعاد بتنادي من المطبخ: “فيه إيه يا نجاة؟”
نجاة ردت بسرعة: “ابويا بره ومعاه رجالة… أنا خايفة يا خالتي!”
سعاد طلعت بسرعة، وشدت نجاة من إيدها: “تعالي ورايا، ما تخافيش. هنتصرف.”
في اللحظة دي، سمعوا صوت باب البيت وهو بيتفتح بالعافية. رجالة إبراهيم اقتحموا البيت، وصوتهم كان عالي وهم بيتكلموا. نجاة مسكت إيد خالتها بإيد مرتعشة، وهم بيتحركوا ناحية الجنينية الصغيرة اللي ورا البيت.
وصلوا الجنينة، وسعاد حاولت تطمن نجاة: “اهدي يا بنتي، مفيش حد هيقدر يأذيكي طول ما أنا موجودة.” فجأة، سمعوا صوت حد بيتحرك من الناحية التانية، وطلع فيصل من بين الأشجار. كان واقف بصلابة وبيحاول يسيطر على الوضع، وقال بصوت قوي: “إبراهيم، انت فاكر إنك هتاخدها كدا؟”
إبراهيم ضحك بسخرية: “إنت مين علشان تقف في وشي؟ دا بنتي وأنا هعمل اللي عايزه.”
فيصل رد بقوة: “بنتك ليها حق تختار حياتها، وانت مفيش ليك سلطة عليها تاني… وأنا هنا علشان أحميها منك.”
إبراهيم اتنرفز وزعق بصوت عالي: “إنت بتهددني يا وكيل النيابة؟ نسيت إني أنا اللي رافع عليك قضية؟!”
في اللحظة دي، خرجت نجاة من ورا سعاد وهي بتقول بصوت مرعوب لكن قوي: “أنا مش هارجع معاك يا أبويا… ولا هتخليني لعبة في إيدك تاني.”
إبراهيم اتفاجئ ببنته وهي بتتكلم معاه بالأسلوب دا، لكن قبل ما يرد، خرج واحد من رجالة إبراهيم بمسدس من جيبه ووجهه ناحية فيصل. الجو كان مكهرب، وكل حاجة كانت بتتحرك بسرعة.
فيصل رفع إيده بهدوء وقال: “بلاش تعمل خطوة تندم عليها، دا مش هينتهي لصالحك.”
لكن الراجل مكنش سامع، وضغط على الزناد. الطلقة انطلقت في الجو بسرعة، لكن فيصل كان أسرع، زاح نجاة وسعاد بسرعة ناحية الأرض، والطلقة عدت من جنبهم.
الجو اتقلب لحالة من الفوضى، رجالة إبراهيم هجموا على البيت، لكن فيصل كان مستعد، وخرج رجالة من ورا الشجر كانوا محضرين للمعركة. التحام سريع حصل، والأرض اتملت بصوت الضربات والصراخ.
نجاة كانت محمية ورا سعاد، بس مش قادرة تسيطر على الخوف اللي بيجري في عروقها. شافت فيصل وهو بيواجه واحد من رجالة أبوها، وبيحاول يسيطر عليه من غير ما يضره. كان واضح إن فيصل مش عايز الأمور توصل للدم.
إبراهيم كان واقف بعيد، ووشه مليان غضب، بيشوف كل اللي بيحصل وهو مش قادر يصدق إن بنته وقفت ضده بالشكل دا. حاول يتحرك ناحية نجاة، لكنه وقف مكانه لما شاف فيصل بيتحرك نحوه بعد ما خلص معركة صغيرة مع واحد من رجاله.
فيصل وقف قدام إبراهيم، وقال بصوت هادي لكنه مليان قوة: “دا آخر إنذار ليك، يا إبراهيم
في الأيام اللي تلت الليلة العصيبة دي، كانت نجاة بتحاول تلاقي لنفسها مساحة من الهدوء، لكنها كانت عارفة إن المواجهة مع أبوها إبراهيم مش هتنتهي بسهولة. إبراهيم كان معروف في البلد بسلطته وفلوسه، وده اللي كان بيخليه يقدر يضغط على أي حد علشان ياخد اللي عايزه. ومن هنا كانت معركة نجاة الحقيقية مش مجرد الهروب من جواز بالإكراه، لكن كانت معركة عشان تتحرر من سيطرة والدها بالكامل.
**في النهار اللي بعده**
قعدت نجاة في الجنينة اللي ورا البيت مع وعد وسعاد، كانت بتفكر في اللي حصل، وبتحاول تستوعب كيف إن أبوها إبراهيم كان مستعد يضحي بيها علشان مصالحه الشخصية. وعد كانت قاعدة جنبها بتتأمل السماء وهي بتحاول تهديها: “عارفة يا نجاة، ساعات الدنيا بتضغط علينا بس علشان تورينا قد إيه إحنا أقوى مما كنا فاكرين.”
نجاة كانت بتبص في الأرض، لكنها رفعت راسها بعد شوية وقالت: “إنتي عارفة يا وعد، أنا عمري ما فكرت إن الأمور هتوصل لكدا. طول عمري كنت شايفة أبويا رجل قوي، لكني مكنتش أعرف إنه ممكن يستخدم قوته ضدي.”
وعد بابتسامة صغيرة: “القوة مش دايماً في العضلات والسلطة يا نجاة، القوة الحقيقة في إنك تقدر تقفي على رجلك حتى لما كل الدنيا تحاول توقعك.”
نجاة هزت راسها وهي بتفكر في كلام وعد، وحست إنها لازم تبدأ تواجه مشاكلها بطريقة مختلفة. لازم تبدأ تفكر في مستقبلها بعيد عن سيطرة أبوها، وعن الحياة اللي كان بيخطط لها.
**بعد مرور أسبوعين**
كانت الأمور هديت شوية في البيت، بس المشاكل القانونية كانت لسه موجودة. إبراهيم كان رفع قضية ضد فيصل واتهمه بالتزوير واستغلال منصبه كوكيل نيابة. القضايا دي كانت بتزيد الضغط على الكل، خصوصاً إن إبراهيم كان بيلعب اللعبة دي بذكاء. استخدم نفوذه وعلاقاته علشان يضيق الخناق على فيصل.
لكن فيصل، رغم الضغط، كان هادي وواثق من نفسه. كان عارف إن إبراهيم بيلعب لعبة خطيرة، لكن كان عنده إيمان قوي إن الحق هيظهر في الآخر. في يوم من الأيام، جلس فيصل مع محاميه في المكتب، وبدأوا يناقشوا التفاصيل القانونية للقضية.
المحامي قال بصوت جاد: “يا فيصل، إبراهيم عنده علاقات كتير، وبيستخدم كل وسيلة علشان يضغط عليك. لازم نكون مستعدين لأي تطورات مفاجئة.”
فيصل رد بثقة: “أنا عارف يا أستاذ، بس مفيش أي دليل حقيقي على الاتهامات دي. إبراهيم بيحاول يهددني علشان يرجع بنته، ودي حرب نفسية أكتر منها قانونية.”
المحامي ابتسم وقال: “الورق والقانون في صفك، لكن محتاجين نكون حذرين. إبراهيم مش سهل.”
**في نفس الوقت، في بيت إبراهيم**
إبراهيم كان قاعد في مكتبه، بيشرب شايه وبصص في الأوراق قدامه. كان باين عليه الغضب من فشل خطته الأولى للسيطرة على بنته. هو كان عارف إن رجاله مقدروش يعملوا اللي هو كان عايزه، وإن الأمور خرجت من تحت سيطرته. لكن دا مكانش هيوقفه. كان مصمم يرجع بنته بأي طريقة، حتى لو اضطر يستخدم كل نفوذه علشان يأذي فيصل ويكسره.
أخذ إبراهيم نفس عميق وقرر إنه يستخدم ورقة جديدة. كان عنده خطة إنه يضغط على نجاة بطريقة تانية، مش عن طريق الرجالة أو المواجهة المباشرة، لكن عن طريق نشر إشاعات حوالين سمعتها في البلد. إبراهيم كان عارف إن الكلام ممكن يكون أقوى من أي سلاح، وإنه لو نجح في تلويث سمعتها، هتضطر ترجعله علشان تحمي نفسها من كلام الناس.
**التحرك الجديد لإبراهيم**
في خلال الأيام اللي جاية، بدأت تنتشر إشاعات غريبة في البلد حوالين نجاة. الناس بدأوا يتكلموا عنها، يقولوا إنها هربت من بيت أهلها علشان تتجوز واحد غريب عنها، وإنها مش بتحترم تقاليد العيلة. الكلام كان بيزيد يوم عن يوم، ونجاة بدأت تحس بالضغط ده. كانت كل ما تخرج تحس بنظرات الناس عليها، وتسمع الهمسات اللي بتدور حوالين شخصيتها.
في يوم، نجاة رجعت البيت وهي منهارة، ودخلت على سعاد وقالت: “خالتي، الكلام اللي بيدور حواليا مش سايبني في حالي… الناس بقت تشك فيا وبتبصلي نظرات مش قادرة أتحملها.”
سعاد طبطبت عليها وقالت: “يا بنتي، الناس دايماً بتتكلم، والمهم إنتِ تكوني واثقة في نفسك، وتعرفي إن اللي بيقولوه مش هو الحقيقة. اللي يحبك بجد مش هيسمع كلام الناس.”
لكن نجاة كانت متأثرة جداً بالكلام اللي بتسمعه. كانت بتفكر إنها ممكن تكون مضطرة ترجع لأبوها علشان تخلص من كل الضغوط دي. لكنها كل مرة تفتكر إزاي كان أبوها بيحاول يسيطر عليها، تفتكر إنها لازم تقف وتواجه بدل ما تهرب.
**المواجهة مع فيصل**
بعد فترة من التفكير، قررت نجاة إنها تواجه فيصل وتتكلم معاه عن اللي حصل. راحتله وهو قاعد في مكتبه في البيت، وقالت: “أبية، أنا مش عارفة أعمل إيه… الناس بتتكلم عني وكأني عملت جريمة. مش عارفة أتحمل الكلام دا.”
فيصل بص ليها بحنان وقال: “أنا عارف إن الوضع صعب، لكن إحنا هنعدي المرحلة دي مع بعض. اللي حصل كان بسبب أبوكي، وهو اللي ورا الإشاعات دي. عايزك تضعفي وتستسلمي علشان ترجعي له.”
نجاة بصت لفيصل بحيرة وقالت: “بس إزاي أقدر أواجه كل دا لوحدي؟”
فيصل قرب منها وقال: “إنتي مش لوحدك يا نجاة، أنا هنا جنبك، ومش هسيبك تواجهي أي حاجة لوحدك. اللي بيقولوه مش هو اللي بيعرفك، والناس هتفهم في الآخر إن كل الكلام دا مجرد كدب.”
الكلمات دي كانت بمثابة دعم كبير لنجاة، لكنها كانت عارفة إن الوضع مش هيبقى سهل. إبراهيم كان مستمر في ضغطه عليها، وكانت كل يوم بتحس بثقل أكتر على قلبها.
فيصل بدأ يتحرك بطريقة قانونية للدفاع عن نفسه وعن نجاة في نفس الوقت. قدم شكوى ضد إبراهيم بتهمة نشر إشاعات كاذبة والإضرار بسمعة عائلته. الأمور بدأت تتحول من مجرد نزاع شخصي إلى قضية قانونية حقيقية بين الطرفين.
وفي نفس الوقت، نجاة قررت إنها مش هتسيب إبراهيم يسيطر عليها بأي شكل من الأشكال. راحت لواحد من المحامين وقالت له: “أنا عايزة أحمي نفسي من أبويا… هو مش هيسيبني في حالي وأنا مش عايزة أعيش في خوف.”
المحامي رد عليها بابتسامة: “إحنا هنساعدك يا آنسة نجاة، بس لازم تكوني قوية وتثبتي إنك قادرة على المواجهة.”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صعود امرأة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى