رواية صعود امرأة الفصل الثامن 8 بقلم آية طه
رواية صعود امرأة الجزء الثامن
رواية صعود امرأة البارت الثامن
رواية صعود امرأة الحلقة الثامنة
إبراهيم: “فرح… آه فرح، وسميحة الله يرحمها كانت فصل وخلص، والحياة لازم تستمر. إحنا بنجهز لفرح نجاة، ودي تجهيزات لازم نعملها مهما كانت الظروف.”
فوزية بقهر وحزن: “فرح؟ إزاي؟ إزاي تفرحوا وابنتي لسه تحت التراب؟ ده مش عدل يا إبراهيم، مش وقت الفرح ده، احنا لسه في الحزن على سميحة.”
فيصل بتصميم: “يا عم إبراهيم، مع كل احترامي، بس اللي بتعمله ده مش صح. الدنيا مش هتطير والفرح ممكن يتأجل، على الأقل لحد ما تهدى الأمور وتحترموا الحزن اللي لسه في قلوبنا. احنا أهل، والواجب يحتم علينا نراعي بعض، وده أقل شيء ممكن نطلبه.”
إبراهيم ببرود: “الموضوع انتهى، واللي عايز يعمل حاجة يعملها. نجاة هتتجوز والفرح هيكون قريب، وده قراري ومافيش حد له كلمة عليه.”
فيصل بنبرة هادئة لكن حازمة: “عم إبراهيم، احنا مش جايين نطلب منك شيء غير العدل والاحترام. بس خليني أقولك حاجة، نجاة لسه صغيرة، ومش مستعدة للجواز. اللي بتعمله ده مش بس هضم لحقها، ده كمان ظلم وعبث بمستقبلها. الدنيا مش هتوقف لو أجلت الفرح لحد ما تكبر وتكون جاهزة.”
إبراهيم يضحك بتهكم: “انت بتهددني يا فيصل؟ أنتوا أهل وأهل بتفضلوا أهل، بس احذروا من اللي بتعملوه. الدنيا دوارة، ومش دايماً هتكونوا محظوظين.”
فيصل ينظر لإبراهيم بثبات، ثم يلتفت إلى فوزية ويقول: “يا ستي، احنا هنا علشان نحترم ذكريات عمتي سميحة، واللي ما يحترمنا، احنا مش محتاجين نحترمه.”
فيصل: “نجاة؟ ده كلام تاني بقى يا عم إبراهيم. انت بتجوز بنت تحت السن القانوني، وده مش بس ظلم، ده كمان مخالفة للقانون. البنت صغيرة ولسه ما عندهاش القدرة إنها تقرر حاجة كبيرة زي دي.”
إبراهيم بتحدي: “نجاة هتتجوز وهي على وشك تدخل السن القانوني. وإنت مالك؟ أنا والدها، وأنا اللي أقرر إيه اللي يصلح لها. ومحدش له حق يتدخل في قراراتي.”
فوزية بصوت خافت ممتلئ بالقلق: “يا إبراهيم، فكّر في البنت ومستقبلها. مش حرام اللي بتعمله ده؟ خليها تكبر وتقرر بنفسها.”
فيصل بجدية: “عم إبراهيم، اللي بتعمله ده مش بس غلط، ده كمان هيتحاسب عليه في الدنيا والآخرة. إنت عارف إن البنت مش مستعدة للجواز، لكن انت مصمم على قرارك. بس خلي بالك، القرار ده ممكن يدمر حياتها.”
إبراهيم بغضب مكتوم: “انتوا مش فاهمين حاجة. البنت دي لازم تتجوز دلوقتي، والموضوع منتهي. واللي مش عاجبه، يشرب من البحر.”
فيصل ينظر إلى إبراهيم نظرة حادة: “عم إبراهيم، القرار ده مش هيمر بالساهل. احنا مش هنسيب نجاة تضيع قدام عينينا. لو مصرّ على موقفك، يبقى فيه طرق تانية نحل بيها الموضوع. بنتك أمانة، وهنفضل ندافع عنها مهما حصل.”
فيصل يتجه نحو الباب، وبعد لحظة من التردد، يلتفت إلى إبراهيم ويقول بحزم: “فكر كويس، لأن الموضوع أكبر من مجرد عناد. اللي بيختار يمشي في الطريق الغلط، لازم يتحمل تبعاته.”
فيصل يتجه نحو الباب، مشيراً للجميع بالمغادرة: “يلا نروح، مفيش داعى نبقى هنا أكتر من كده.”
في الصباح الباكر، تدخل خيرية غرفة نجاة…
خيرية: “قومي يا ست هانم! هو أنا كل يوم لازم أصحيكي ولا إيه؟ يلا قومي علشان تلحقي تخلصي شغل البيت وتجهزي حالك للناس اللي جاية دي…”
ولكن الصمت يملأ المكان، حتى زاد الشك في داخلها. فذهبت إلى السرير، وهنا تكون الصدمة… وجدت السرير فارغًا. وهنا تصرخ بصوت عالٍ وتنادي على كمال وإبراهيم:
خيرية: “كمال يا ولدي! يا إبراهيم، الحقوا! انخرب بيتنا وانفضحنا يا ولدي!”
يخرج إبراهيم من الغرفة بلباس النوم الصعيدي وملتفًا:
إبراهيم: “إيه؟ في إيه يا ما؟ إيه اللي حصل؟ بتصرخي كده ليه؟”
خيرية: “نجاة مش في البيت، شكلها هربت…”
إبراهيم بصدمة: “هربت؟ يعني إيه هربت؟ وإزاي هربت؟ دورتي كويس في البيت، لتكون هنا ولا هنا…”
خيرية: “دورت يا ولدي، مش في البيت! وهنعمل إيه دلوقتي مع الناس اللي جاية دي؟ هنقول لهم إيه؟ وطت راسنا وفضحتنا…”
إبراهيم: “دا أنا أقطع خبرها وأمحيها من على وش الدنيا، ولا أخليها تعمل فينا كده…”
خيرية: “طب هنعمل إيه دلوقتي؟ البنت دي كانت الحل إن كمال يدخل كلية الشرطة، وبعملتها دي ضيعت مستقبل الواد وعيلتنا وكل شيء…”
إبراهيم بكل حزم وجبروت: “اهدي بس يا ما. أكيد هي مش عملت كده لوحدها، وهتروح فين غير عند ستها؟ متعرفش حد غيرهم… أنا هلبس وأروح ليهم وأجيبها من شعرها وأرجع قبل الناس ما يجوا… متقلقيش.”
وبالفعل، يذهب إبراهيم ويركب سيارته ويذهب إلى بيت أهل سميحة، ويصطدم بفيصل على باب دارهم. ليهجم عليه ويمسك برقبته…
إبراهيم: “بنتي فين؟ والله لأربيها، بس مش دلوقتي بعدين…”
فيصل: “بنت مين تقصد؟ نجاة؟ مش هنا والله يا عمي… بس اتفضل جوا، هتفضل واقف على الباب كده؟ ميصحش…”
إبراهيم: “أنا مش جاي أضيف، وخابر زين إن البت عندكم. هي متعرفش غيركم تروح ليه… فبلاش بقى شغل اللف والدوران ده ووسع كده، أنا هدخل أجيبها.”
فيصل: “شكلك فهمتني غلط يا عم إبراهيم. نجاة فعلاً كانت عندنا، وجت بيتنا، بس هي دلوقتي مش هنا. علشان كده بقولك تتفضل تشرب حاجة ولا نحضر الأكل عقبال ما تيجي من برا.”
إبراهيم: “أنت هتلاعبني يا واد ولا إيه؟ يعني إيه كانت هنا ودلوقتي مش هنا؟ أنت بتخطط لإيه؟ والله ما هرحم حد فيكم… البت تيجي حالاً، ولا أنت حر في اللي هيحصلك.”
فيصل: “أنا مقدر اللي أنت فيه، وإنك خايف وقلقان على نجاة مع إنك عارف إنه مش صح، بس أهو عذر والسلام. بس أنا قولتها لك قبل وارجع أقولها لك تاني: ميصحش تهدد وكيل نيابة. وبيتي مفتوح لك أهو، وبدعيك تدخله، وبنتك قلت لك شوية وجاية. ومتقدرش تعملها حاجة وأصل طول ما هي هنا وفي حضوري تمام يا عمي.”
إبراهيم باستهزاء: “كل شوية وكيل نيابة… وكيل نيابة إيه يعني؟ بتخوفنا ولا إيه؟ وبنتي وأنا حر فيها، أعمل ما بدالي فيها. أنت مين أنت علشان تمنعني عنها؟ إياك…”
فيصل بكل برود: مشكلتك يا عمي إنك دايمًا متسرع كده… ليا الحق في محاسبتك يا عمي، وأدخل بينك وبينها. ولو اتعرض لها بأي شكل من الأشكال، هضطر آخذ ضدك إجراء قانوني كمان.
إبراهيم بضحك سخرية: ليه؟ أنت مين في البلد علشان تعمل كده وتمنعني إن شاء الله؟ طيب أنا عايز أشوفك بقى هتمنعني كيف.
فيصل: هقولك يا عمي بأي حق همنعك… أصل ستي ونجاة في محكمة الأسرة دلوك، وطبعًا بتوصية مني وشهادتي فادتهم كتير. وقدرت ستي تاخد حضانة نجاة منك، وهي دلوقتي في السكة راجعة. يعني أنت مالكش الحق على نجاة غير بمصاريفها بس، وحق رؤيتها أكيد. ومصاريفها إحنا متنازلين عنها، مش عايزين منك حاجة. ورؤيتها أنا خابر زين إنك مش عايز تشوفها أصلاً، وهتعتبرها وكأنها ماتت مع أمها، صح يا عمي؟
إبراهيم بقوة: أنت أكيد بتكذب… إزاي دا يحصل وأنا ما عنديش خبر وما وافقتش عليه… هي فعلاً لو عملت الحكاية دي قبل، ما كانتش تفرق معايا. لكن الحين ليها عازة وفايدة، وهتعملها، ولازم تعملها، وإلا أقتلها وأقتلك. أمال أنا سكت على اللي حصل في الدار نهار العزا ليه؟ علشان الحوار دا يكمل، ومش هسمح بحد مهما كان يبوظه ويوطي راسي كده في الطين. أنتو ما تعرفوش مين إبراهيم حمدان وممكن يعمل إيه…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صعود امرأة)