روايات

رواية صرخات أنثى الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم آية محمد رفعت

رواية صرخات أنثى الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم آية محمد رفعت

رواية صرخات أنثى الجزء الثامن والثلاثون

رواية صرخات أنثى البارت الثامن والثلاثون

رواية صرخات أنثى
رواية صرخات أنثى

رواية صرخات أنثى الحلقة الثامنة والثلاثون

_غيرتلها على الجرح يا ابن الشيخ مهران!
ابتلع ريقه الجاف بصعوبة، ورفع اصبعه يشير له بتوترٍ:
_عُمران أنا آآ…
هدر بانفعالٍ ونظراته الحادة تحيطه:
_ولا كلمة.. ورايا!
زفر أيوب حانقًا، يلعن تلك الظروف التي أوقعت آديرا بطريقه وأوقعته هو بطريق “عُمران الغرباوي” ، صعد خلفه للأعلى وولج لغرفة مكتبه.
نزع عنه جاكيته وألقاه لسكرتيره الخاص “حسام” ومن ثم ألقى إليه رابطة عنقه فتلقفها بصعوبة كادت باسقاطه فوق مكتبه، وعاد يفاجئه حينما قذف إليه ساعته الباهظة، التقطها بين يديه ولكنه فشل تلك المرة بانتصاب وقفته المذرية فسقط بها أرضًا وذراعيه تعلو بالساعة.
أشمر عُمران عن ساعديه ببسمةٍ مخيفة، فالتفت وجهه لحسام يخبره بنبرة لطالما كانت تخص القتلى المأجورين:
_كويس إنها منكسرتش والا كنت هتشرف جنب أخوك الشيخ أيوب في خارجته النهاردة.
وانتقلت رماديته لباب الغرفة يستطرد بفحيح الأشباح:
_خد الباب في إيدك وإنت خارج.. أي مقابلات أو اتصالات مهمة حولها لبشمهندسة مايا
. من الأخر مش عايز أي إزعاج يفصلنا أنا وابن الشيخ مهران عن طلعتنا.
جحظت أعين أيوب صدمة، وكأنه يستعد لتقطيع جسده بالمنشار الحاد، فمال على حسام الذي يوزع نظراته بينهما بقلقٍ، همس له أيوب يستجديه:
_متمشيش يا حسام!
رفع كتفيه بقلة حيلة وهرول للخارج، فتراجع أيوب للخلف حتى التصق بالمقعد الذي خلفه، فسقط أعلاه والاخير ينحني إليه ويصوب نظراته القاتمة تجاهه.
أجبر صوته على التحرر متسائلًا:
_في أيه يا عُمران؟ إنت هتتحول ولا أيه؟!
طرق على ذراعي المقعد وبانفعالٍ شرس قال:
_غيرتلها على الجرح يابن الشيخ مهران!! ويا ترى بقى أيه اللي نتج عن الفعل ده!! اتكلم أنا سامعك!
أبعد رأسه للخلف وهو يشير له بخوفٍ غريب:
_أقسملك بالله محصلش أي حاجة.. ولولا ان دكتور يوسف صاحبك اللي نبهني لخطورة اصابتها مكنت قربتلها نهائي!!
أخذت أسنانه شفتيه السفلية يسحقها بعنفٍ يود أن يطول ذاك القابع أمامه، ومع ذلك استكمل أسئلته الطارئة:
_عملت أيه بعدها يابن الشيخ مهران؟
رفع ركبتيه للمقعد وكأنه سيهرول به من أمام ذاك “االطاووس الوقح” وراح يردد دون توقف:
_محصلش والله العظيم محصل.. خد نفس عميق واستهدى بالله يا عمران عيب يا جدع تلميحاتك الوقحة دي.. أنا سبق وقولتلك أنا شاب جامعي جاي هنا أدرس وأمتحن وأخد الشهادة وأرجع لأبويا الحارة… معنديش أهداف تانية فبالله إقلع الوش اللي يرعب ده وسبني أمشي من هنا..
وتابع بنفس الوتيرة:
_هو كان يوم مش طبيعي يوم ما أخدني سيف أسكن معاه بشقته وهو نفسه اليوم اللي اسودت ملامحه يوم ما اتعرفت عليك مع إني اتعرفت على سيادة الرائد آدهم والبشمهندس جمال ودكتور علي بس شهادة لله ناس محترمة وزي موج البحر الهادي إنت اللي مالكش كتالوج، زي السما شوية صافية وشوية مغيمة وفجأة يضربها الرعد والبرق وكل العواصف!!
ابتسم بخبثٍ مخيف وقال بجمودٍ تام وكأن ما قال لم يهز به شعرة:
_لو مش عايز عواصفي كلها تحضر هنا هتقول اللي حصل بالحرف والا مش هرحمك يا ابن الشيخ مهران..
لعق شفتيه الجافة وهو يرفع صوته الذي تخلي عنه:
_مآآ… حص… لش…. محصلش!
صرخ به وقد تخلى عن كل هدوئه المخادع:
_انطق يا أيوب!!
دفعه أيوب للخلف بقوةٍ جعلت الاخير يسقط على المقعد المقابل إليه وهو يصيح بعصبيةٍ:
_أكلتها وأدتها دواها وغيرتلها على الجرح ورجعت أوضتي تاني ده اللي حصل تصدق أو متصدقش دي حاجة ترجعلك!!
تعالت صوت أنفاسه المنفعلة بينما ارتسمت ابتسامة تسلية على ملامح وجه عمران واتجه ليحتل مقعده باسترخاء استراب له أيوب!
سحب القلم وأخذ يوقع بآلية تامة على الأوراق من أمامه وكأن الأخر لا وجود له، فردد أيوب بنزقٍ:
_أيوه يعني أفهم أنا من برودك اللي نزل عليك ده فجأة أيـه؟!!!
رفع رماديته أيه ولف مقعده يهزه بتسلية، قائلًا:
_إني أخدت الحقيقة.
_ولا كنت برغي فيه من الصبح كان أيه؟
ترك مقعده ونهض يلهو بالقلم وهو يشير إليه:
_علميًا الإنسان لما بيتعصب بيخرج الحقيقة كلها عمليًا أنا مصدقك من أول ما اتكلمت بس كنت حابب إديك عينة بسيطة عن اللي هيحصلك لو لعبت بديلك مع العبرانية!
أطبق على يده بقوةٍ، فاحتبس غضبه داخله واستدار ليغادر، فأوقفه الاخير مردفًا:
_عايزك معايا النهاردة.. في مقابلة هتتم كمان نص ساعة هتفيدك جدًا.. خليك موجود.
عاد لمقعده بهدوءٍ زائف تحلى به، وما كاد بأن يفجر عاصفته إليه حتى وجد أحدهم يقتحم باب مكتب عمران وهو يصيح بغضب:
_بقى أنا الحيوان ده يمنعني من الدخول!!
كلماتٍ هدر بها “نعمان” غاضبًا،ومن خلفه ظهر حسام الذي ردد يدافع عن ذاته أمام تلك الأعين المحتقنة:
_مستر عمران حاولت أفهم الباشا إن حضرتك مشغول بس هو آآ..
_الطور الهايج مبيسمعش اللي قدامه عشان يفهمك يا حسام.. والخال ما شاء الله معندوش لا سمع ولا دم!
وابتسم عمران وهو يمنح ذاك البغيض نظرة ساخرة:
_خير يا خال؟ مش خلصنا من حوار الشركة وقولتلك مش عايز أشوف خلقتك هنا تاني، ولا وحشك طولة لساني ومقدرتش تحوش نفسك عن شوفتي!
اقترب نعمان من مكتبه وأيوب يراقب ما يحدث بدهشةٍ وصدمة تفوقه أضعافًا لمعرفة كناية ذلك الرجل الذي بات من كلمته يعلم بصلة القرابة بينهما.
وقف نعمان على مسافة قريبة من عمران وردد بهدوءٍ قاتل:
_قولتلك ما تلعبش بالنار لتحرقك وأديك جنيت على نفسك يابن فريدة!
رفع ساقًا فوق الاخرى وطوفه بنظرة متغطرسة، قبل أن يشدد على كلماته:
_حاسب الولاعة لتلسعك!
وتابع بنفس بروده:
_طريقك أخضر للعباسية إن شاء الله يا خال… خد الباب في إيدك وخلي بالك الأُكرة تلزق!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صرخات أنثى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى