روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء التاسع والثلاثون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت التاسع والثلاثون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة التاسعة والثلاثون

⚘بسم الله الرحمن الرحيم ⚘
# دموع العاشقين
#الفصل الثالث
وقف الأتوبيس وترجل جميع من به متأففاً، ترجلت وعد بتأفف وهي تتمتم بالكلمات ، بغيظ ركلت السياره بقدمها وهي تهمس بذاتها بتأفف :-
يعني ملقتش غير دلوقتي وتتعطل ؟ يارررب أفرجها بسرعه !
علا رنين هاتفها مضيئاً باسم ياسين ، فرفعته علي أذنها وهي تهمس بابتسامه رقيقه وصوت هادئ :-
السلام عليكم
جاءها صوت ياسين هامسًا :-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، ايه طمنيني وصلتي لحد فين ؟
صمتت وعد قليلاً تفكر كيف تخبره بعطل السياره دون أن ينتابه قلق ، ساد الصمت بينهما ، قاطعه ياسين قائلا بقلق :-
أيه يا وعد في حاجه معاكي أنتي كويسه؟
فاقت لذاتها قائله بلهفه :-
اه اه متقلقش أنا تمام ،بس الأتوبيس مش عارفه ايه اللي حصل وتعطل بينا بس هيوصل أتوبيس تاني ينقلنا أن شاء الله أبقي طمن ماما عشان متقلقش .
أنتابه قلق غريب يعصف بقلبه ، فطمئنته وأغلقت معه المكالمه .
تنهدت براحه ، فتحت حقيبتها لتدس الهاتف ، لم تشعر سوا بأحد ينتشله منها ، ويدفعها بقوه ، كادت أن تسقط ولكنها تماسكت رفعت رأسها فلم تجد أحد وتجمع حولها الناس بعدد لا بأس به ، يطمئوا عن حالها، عندما رأو أنها بخير فأخذ كل واحد مكانه بعدما طمئنوها ان لا تحزن فالمهم أنها بخير .
جلست علي أقرب مقعد بهم ، تنظر لهاتفها الملاقي ارضاً متدمراً من أثر الوقعه ، أسندت رأسها علي يديها ، لا تدري ما تفعل ، بمن تتصل كل شئ كان معها سرق ، ولكنها حمدت الله عز وجل فلا تدري لعله خير ،تنهدت بيأس ، ولم يعد لها هم سوا التفكير بما ستفعله الآن وكيف تتصرف ، كل المال ايضاً كان بالحقيبه إذا ما عليها فعله لحتي توصل للصعيد ؟؟
حتي كيف تتواصل مع رقيه زفرت بهم ويأس وردت بدعاء من قلبها :-
يا رب لو خد الشنطه حد غني مش محتاج فسامحه وبارك له فيها ،وان كان فقير محتاج لما بها ف يارب بارك له فيه وسامحه وارزقه .
لم تكد أن تنهي دعاءها ، حتي أتاها صوتاً لاهثاُ بجانبها يهتف بصوتا متقطع بلهجه غريبه :-
اتفضلي شنطتك يا أستاذه ، وأتاكدي لو في جاجه ناقصه والواد مسكناه أهو.
حدقت عيناها بزهول ودهشه ، و هبت واقفه وهي تستدير لذاك الصوت رمقته بنظره مندهشه وتفحصته من أعلاه جلبابه وقار ذا هيبه لم تعهدها من قبل .

طال صمتها ودهشتها فرفع حاجبه قائلا بصوت حاد :-
يا أستاذه سرحتي في أيه ؟
هزت وعد رأسها بأنتباه وأردفت وهي تتناول من يده حقيبتها :-
شكراً جدا ليك .
فهمس وهو يوليها ظهره مغادراً :-
الشكر لله ، اتاكدي من حاجتك !
تابعته بعيناها ، حتي رآت رجلا يقترب منه مسرعان يحيه بأدب وأحترام .
نقلت عيناها لذاك الشاب الذي خطف حقيبتها وركض فدنت منه وظلت تتحدث معه .
أقترب الرجل الذي ارجع حقيبتها هامسا :-
في حاجه احنا في الخدمه .
نظرة له وعد بجمود ، اما هو فكان يغض بصره ، رفعه بها عندما قالت بلهجه جافيه غاضبه :-
لا مش محتاجه لخدامتك ولا طلبت منك ، انا اقدر اساعد نفسي شكرا .
رمقها بنظره قاتله وهو يهمس :-
صوتك يا أستاذه .
أستدارت له كليا هامسه ، بعدما تنبهت لنبرة صوتها :-
ماله صوتي ؟ بقولك شكرا مش محتاجه منك اي حاجه تاني ، شكرا لأني لولاك كان زماني مش عارفه اعمل ايه؟
هز رأسه برضا ، ثم رفع عينه بها قائلا بهدوء لأول مره :-
شكلك بنت ناس يا أستاذه والواد ده غلط “قالها وهو يشير علي الشاب الذي يبدوا بعمر لا يتعد العشرون عاما ” معاكي غلط ومن حقك ترفعي قضيه بس هو عمل كده غصب عنه أسمعيله الأول .
بزهول نظرة له وعد وقالت باستنكار :-
مين قلك اني هبلغ ؟ مش هعمل كدا ! وتصفينا انا وهو مفيش حاجه.
أبتسم لها قائلا :-
دا من كرمك يا أستاذه، وأنا هأخده اشوفله شغل عندي ومش هيرجع للسرجه تاني وأمره عندي .
لتهتف وعد مسرعه وهي تشير له :-
لا لا امر امه عليا انا عمي دكتور وهو هيتولي الحاله .
أستدارت لرأسها للشاب مبتسمه ، فبادلها الأبتسامه ممتنا بحياء لما بدر منه .
كادت بالمغادره ولكن أستمعت لصوت الرجل الآخر الذي يقف جواره :-
رحيم بيه السياره وصلت من البلد يلا نكمل طريقنا .
# تحبي نوصلك معانا يا أستاذه ؟
تسمرت وعد مكانها ، لتخرج اخيرا من صمتها قائله :-
لا شكرا .
أقترب رحيم كم خطوه ، قائلا بتساؤل :-
حد معاكي ولا وحدك ؟
لماذا يسئل ؟ ما يهمه ؟ أجل تعلم عن جدعنة الصعايده وكرمهم ، ولكن ذاك الشاب لا يعرفها ،ولكنه يبدوا غريبا لها .
فهتفت بهدوء :- لا محدش معايا ليه.
# يبجي مينفعش تفضلي واجفه هنا من غير حد معاكي ، اتفضلي في الحفظ معانا نوصلك المكان اللي عايزه .
قالها وهو يشير لها علي السياره ، لتهتف هي بنفاذ صبر وتأفف :-
شكرا أنا اقدر أحمي نفسي وكويس اوي كمان اتفضل انت ؟
صمت قليلا قائلا :-
براحتك…
تابعته حتي غابت عن ناظراها وهتفت وهي هائمه بالسياره التي أنطلقت مسرعه :-
الصعيدي المجدع ياتري هنتقابل تاني ؟ صدفه جميله ! كنت بسمع عنكم بس صدق اللي قالوه
رفعت نظراتها مثبتها أيها علي عينيها ، كانت الشمس علي وشك المغيب وهي ما زالت تنتظر ، وها أخيرا يرأف بها القدر وجاء اتوبيس وأخذت مكانها ، وانطلق . .
من خلف زجاج النافذه ، أسندت رأسها تتأمل غروب الشمس ،
لا تدري ما ينتظرها وهل ستعود أم لا ؟ ولكنها أمنيتها الوحيده الموت شهيده . أن يظل أسمها علي مر الزمان ، ان تكون قدوه للشجاعه والمروءه والأهم الأنتماء للوطن ، اطمئنت ف الله عز وجل معها ، تأملت من خلف الزجاج وكان عقلها يدور بأشياء كثيره ، حتي ثقلت جفونها وغطت في النوم.
وصلت للمكان التي تود النزول به ، غادرة الأتوبيس وهي تحمل حقيبتها ، وظلت تسير دون وجهه ، لا تحفظ اي رقم ولا تدري بمن تتواصل ، فظلت تسير ، وهي تتأفف بملل ، بلحظه شعرت بحركه من خلفها ، وظل بل كذا ظل يسير خلفها ، ظلت ثابتة تسير كأنها لم تنتبه لهم لحتي تدري من هم .
شعرت بالظل قريبا منها فأستدارت مستعده للقاتل ولكن فغر فاههه وحدقت بدهشه عندما لم تجد أحد ، تأففت بضيق وتابعت سيرها بجنح الليل ، الظلام يحاصرها ، “والغيطان” من جانبيها ، تتلفت يمني ويسر لعلها تجد رقيه او أحد ما ، تعرفه ولكن علي غفله منها كمم فمها أحدا ما من الخلف وآخر شل حركة يدها ، مر كل شئ بثانيه ، لم تستطع المقاومه ولم يمهلوها الوقت لذالك ، بينما ثقلت جفونها وسقطت مغشي عليها ، آخر ما وصل لمسامعها ، صوت سهيل جواد و وقع أقدامه ، وآخر ما رآته عيناها هو شاب عريض الجسد يخفي وجهه “متلثم”
أغمضت أعينها وأغشي عليها من أثر المخدر ، ألتفوا الشباب الذين خدروها لذاك الصوت الآتي من خلفهم ، ليترجل الملثم من علي جواده .
هتف احدي الشباب قائلا بتوجس :-
أنت مين ؟ أبعد عن طريقنا عشان متتأزش .
حرك الملثم رأسه يمني ويسر مفكرا وصاح بسخريه :-
بجد أنت مفكر أنك تدخل منطقني عادي ، وتخطف كمان ، ومين من أهلي اللي هما مسئؤليتي ؟
تقدم احدي الشباب شاهرا “ماطوه” ألتقتها من جيبه ، أسرع تجاهه ليطعنه ببطنه ، فأنحني يمر من تحت ذراعه وهو يلويه له ، وبيده الآخري ضربه علي عنقه ودفعه بقدمه ، أقترب الشاب الآخر مسرعا فلم يعطي له الفرصه وسرعان ما أمسك رأسه بين كفيه وهوي فوق انفه برأسه ليرتد مصعوقا للخلف ، ثواني وكان فاقد الوعي .
دنا من وعد منحنيا ، حاول جعلها تفيق وهو ، يصفعها عدة صفعات رقيقه ولكن دون أستجابه ، لم يدري ما عليه فعله ، لذالك توصل لأول حل خطر بباله !
ف حملها أثناء ذلك اقترب الجواد كمن يدري امر صاحبه ،
سرعان ما أعتلاه وهو متشبث بوعد وانطلق .
بينما جذب احدي الشباب هاتفه ، الذي لم يفقد الوعي وأتصل بأحدا ما هاتفا بتقطع وانفاس تتلاشي :-
ايوه يا باشا محصلش حاجه وعد بخير كنا هنفذ الخطه بس في آخر لحظه جه واحد وانقذها “اخذ نفسا عاليا وأردف :-
بس متقلقش باقي الرجاله هيكملوا !!!!!! سبحان الله
💐”رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.💐
كان يجلس ياسين بقلق لا يدري سببه ، قلبه يعتصر ألما ، قلق مسيطر عليه كليا ، نهض متوجها للوضوء ومن ثم الصلاه لعل قلقه يهدء .
مر الليل علي الجميع ما بين قلق وخوف ، وقلوب تترقب بتوجس القادم ، عيون جفاها النوم تنتظر الحبيب الذي ما أن عاد عملها كأنه لا يعرفها ، كأنه ليس المخطئ ، أما عمرو فيضم أبنته بحنان بعدما تلو سويا القرآن الكريم.
نهضت خديجه مغادرة الشقه بعد نوم والدها .
توقفت امام غرفة لمار بخوف ، ثم أقتربت لترفع كفها الصغير تقرع الباب قرعات خفيفه ، ليأتيها صوت لمار من الداخل بتعجب :- أدخل .
دفعت الباب للخلف قليلا وظهرت من خلفه وتسمرت مكانها ، حتي هتفت لمار بفرحه وهي فاتحه ذراعيها :-
ديجااا واقفه ليه تعالي ؟
ركضت إليها بفرحه لتضمها لمار بحنان وهي تقبلها .
لتهمس خديجه :-
أنا مش هنام مع بابا ، عايزه أنام معاكي لأنك وحشاني .
ضمتها لمار بحنان وظلت تحكي لها عن قصص الصحابه حتي غفت .الحمد لله
⚘”رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”⚘
جلست أسماء بالكافيه ومعها صديقه لها التي ما أن جلست همست بتعجب شديد بتعب من ما بذلت من مجهود :-
يا بنتي مش عارفه أنتي ازاي سيبتي مستشفي أبوكي وجيت
أشتغلتي في المستشفي دي ، فقر حد لاقي راحه وميرتحش ؟
أنهت كلماتها وهي تجلس بإرهاق علي المقعد .
لتهز أسماء رأسها بيأس من صديقتها التي دائما تسئلها وتخبرها بذلك ، فأبتسمت بهدوء وأردفت قائله :-
يا بنتي أنا عايزه أعتمد علي نفسي ، عشان كده بعدت عن بابا وماما فهمتي؟
خذ أنتباههم ذاك الخيال ليرفعوا أعينهم به ، ولم يكن سوا حذيفه نظر لها بكره ، ولصديقتها محدقا بها وعندما حادت عيناه علي صديقتها هتف وهو يتمعن النظر بها مبتسما :- يا صباح الجمال .
بغضب هبت واقفه ورمقته بنظرات حارقه وصاحت :-
صباح اللي…….. مفيش داعي .
ترقرق الدمع بعيني أسماء وهي ترآه لا يهتم بها ولا ماذا تقول صديقتها أهانها هكذا ، لم تكن تتوقع أنه هكذا لتلك الدرجه !
رآته قبلا مع فتيات كثيره ، وتسمع ما يقال عنه ، ولكنها لا تريد له سوا الخير ، ان يبتعد من طريق سيؤدي به للهلاك وغضب الرحمن ، تريده رجلا تقي محافظ لصلاته يسير علي خطي الرسول ، ستتعب معه ولكن لا بأس ف بلأخير سيتغير وسيصبح أفضل .
تماسكت وجاهدت ذاتها وهتفت بجديه :- خير جاي هنا عاوز حاجه؟
رفع يده وحركها علي شعره وهو ينظر لصديقتها التي كانت تغض النظر ولم تلاحظ وهتف وهو متأملا بها وبجسدها :-
اه هو خير خير خالص خالص ….
قطعته هي بحده :-
هو ايه اللي خير في حاجه في البيت ، دي اول مره تيجي هنا .
هتف وعيناه لا تحيد عن الفتاه :-
ومش آخر مره !
هز رأسه وهو ينظر لها قائلا بهدوء ولطف :-
اه تعالي عشان في مشوار كدا ؟
بتعجب أردفت مستفسره :-
مشوار اي ده ومن امتي ؟
انحني علي أذنها بجراءه هامسا :-
بقيت خطيبك خلاص وتقرأ فتحتنا اه وهنجيب شبكه انهارده .
خطت للخلف وهي تقول بتساؤل :-
شبكه ؟ بالسرعه دي ؟ وبعدين وعد مش موجوده .
أشار لها للخارج قائلا :-
لا ما هو احنا هنجيب شبكه كدا وهنلبسها علي الضيق ويلا عشان مستنينا .
عانقت صديقتها ساره التي همست غاضبه :-
بقا ده يا أسماء ؟ ده اللي بتحبيه الحب ده كله ؟ لا مش هسمحلك ؟
ضغطت علي ذراعها هامسه :-
خلاص نتكلم بعدين في الكلام ده باي .
زفرت ساره بضيق وغضب .
بينما سارت أسماء جواره بصمت ، وهي تغض بصرها ، حتي أستمعت لصوت تصفير ، رفعت رأسها فرآته ينظر للخلف علي فتاه خطت من جواره ، هزت رأسها وهي تستغفر .
وأسرعت خطواتها ناحية السياره صعد هو انطلق مسرعا لأقرب محل .
عادوا إلي البيت بعدما أختارت أسماء الشبكه ولكن حذيفه فهو غارق بما حرمه الله عادهم إلي المنزل وذهب حيث يخرج مع فتاه كان يحادثها علي أحدي التواصل الاجتماعي ، بينما كانت أسماء سعادتها لا توصف .
دلفت لغرفتها وألقت بذاتها علي الفراش هائمه هي ب دنيا الأحلام ، التي حينما ستفوق منها ستخسر الكثير ، كانت تتلامس دبلته التي بيدها إلي أن تأتي موعد الحفله بحضور الجميع .
ها هي أصبحت خطيبته وفيما بعد زوجته ، ناسيه هي كل الحياه ومن بها حولها ،كأن قلبها قد أزدهر بزهور الربيع .
فاقت علي رنين هاتفها ، الذي افاقها من أحلامها فردت قائله :- مكه زعلانه منك ليه مجتيش معانا ماما قالت انك رفضتي ؟
ضحكت مكه برقه قائله :-
اهدي يا سمسمه كدا ، ألف مبرووووك الأول ،انا خلاص خمس دقايق وأكون عندك ونتكلم .
أغلقا سويا وعادة مكه لأبتسامتها التي لم تغادر منذ أن عادت ، وسرحت مره أخري به . الله أكبر
.
⚘”رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا” ⚘
تقود مكه عربيتها أغلقت الهاتف مع أسماء ، وعلي غفله أنصدمت بسياره كانت تقف ، تسمرت عيناها علي السياره التي ضربتها بتوجس وهي تبتلع جوفها بصعوبه ، غمضت عيناها بخوف وهي تتمتم :-
يارب يكون ياسين يارب .
فتحت الباب ببطئ وما كادت النزول ، حتي هجم عليها عثمان بغضب وأعين مشتعله وصاح بها :-
هو أنتي من اليوم اللي شفتك فيه وانا المصايب نازله فوق دماغي .
جذبها من مرفقها دافعا أيها ناحية سيارته وعلا صوته قائلا :-
اعمل اي أنا دلوقتي ، ومعنديش وقت ولازم اروح شغلي.
أستدار بجسده لها صائحا بأعين لا تنذر بخير :-
إذ مبتعرفيش تسوقي بتسوقي ليه ؟ ليييييه .
صدمه جعلت الدموع عالقه بمقلتيها تأبي النزول وتأبي الزوال ، تشعر أن قلبها يرفرف من شدة الألم كأنه قد ترك جسدها ، تلاقت الأعين بلحظه عابره لا تنسي ، لحظة عتاب وقسوه ، كادت أن تهم بالحديث ، إذ أنعقد لسانها فتراجعت ، اشاحت بوجهها بعيدا عنه ، لا تريد رؤية عيناه التي يملأها القسوه التي لا تدري سببها ، رآت أيضا تلك الطيبه التي تتواري خلف قناع البرود فهل يعاملها هي فقط هكذا ؟ أم سبب ذلك ؟ ستعلم لا محاله .
صمتت لبعض الوقت ثم قالت وهي لا تنظر له بصوت حاد :-
أولا أنا مخدتش بالي ولا أقصد أني اعطلك ولا اعطل عربيتك
ثانيا أياك تكلمني كدا مره تانيه .
ثالثا ممكن تاخد عربيتي تروح بيها مفيش مانع !
قطع المسابقه التي تفصلهم غاضبا وهو يجذبها من يدها لتوجهه وقال غاضبا :-
أنتي فاكره نفسك مين ؟ ليه شايفه نفسك كدا …..
قطع حديثه صوتا يصيح من خلف مكه :-
# عثمان .
حاد بعينه لوالده “زيد ” فأبتعد عنها متقدما منه معانقا له بحب وترحيب
ضغط زيد علي يده قائلا جوار أذنه :-
في أيه ؟ من أمتي وأنت كدا ؟
بنفس الهمس قال عثمان :-
والله أنا حر يا بابا انا اصلا مش بطقها ولا بطيق اي بنت كلهم صنف واحد ليهم غايه وحده .
ضغط زيد علي كتفه قائلا :-
بنات عمامك وبنات العيله دي مش زي اي حد واياك صوتك يعلي علي وحده منهم ولا تزعلها وقتها انا اللي هقفلك انتوا ايد واحده وهتفضلوا كدا سند لبعض فاهم.
وابتسم وهو يبتعد متوجه ل مكه ليضمها بحنان اب قائلا :-
القمر اللي وحشتني عامله اي .
ردت بحياء ورقه :- الحمد لله ، انت عامل ايه ؟
الحمد لله قالها زيد وهو يجذبها من يدها قائلا :- هو الواد يوسف وبباكي هنا ولا فين ؟
هزت كتفيها قائلا :-
لا هما مش في البيت .
ا وتوجه بها للداخل وهو يقول بحزم ل عثمان دون النظر له :-
عندك عربيتي خدها ولينا كلام تاني لما ترجع .
رمقهم عثمان بغضب وصعد السياره وقاد بسرعه .
لا اله الا الله ٠
💐رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا”.💐
عادة ورد من المحكمه إلي مكتب المحاماه ، جلست خلف المقعد بقلب جريح وأن ضحك ، تفتقد أبنتها لم يغمض لها جفن فهذه اول ليله تبات بعيدا عن حضنها ، تركت فراغا كبير بقلبها ، تنهدت بوجع شديد ، ولاحت ذكري بعثت الشجن بفؤادها ، هل يا تري يتذكرني ؟ أهو يفتقد وجودي بجانبه ؟
أيشتاق لرؤياي ؟ أيحن لسماع صوتي الذي كان الراحه لقلبه ،
أأتي بباله أم أني أصبحت ذكري عابره ؟ هل سنعود يوما كما كنا ؟ لو يعلم كيف حياتي بدونه ؟ أنا من أنا ؟ غريبه أنا في وطن ليس وطني ! مغتربه في الغربه والغربه التي ليس بها حضن يواسي تصبح قبر مظلم ! مغتربه انا في بلد الأغراب ليس لي احد به ضائعه تائهة خائفه أنا بدونه بدون أمانه وسنده وحضنه واحتواءه لوطنه فهو وطن أنتمي إليه ! والآن أين انا لا أدري لا أري شئ لا أعرف أحد يتيمه وسط الملأ .
ابحث عن أبي هل اجده ؟ هل يعود هل اجد حضنه يوما ؟
أين الشمس لماذا غربت ؟ لماذا لا تشرق لتنير لي طريقي ودربي فإني أسير أتعثر بكل ما يقابلني لا أري شئ !
حتي القمر أبى أن ينير سماء قلبي فأصبح مظلما للغايه ، أين أنا إذا ؟ وسط الظلام أين ؟ فؤادي يئن وجعا وأشتياقا وحنينا يا الله خذ بيدي خذ قلبي فلا استطيع البوح بما أشعر ولكن دعواتي تخرج لتشك عنان السماء إليك فلتستجب فلتهون علي قلبي طمئني يا الله طبطب علي قلبي فلا اجد يد تطبطب يا رحيم أفرجها ضاقت بي الأرض بما رحبت ومنك النجاه فأفرجها يا رحمن .
أزاحت دموعها التي خفقت بوجع لا مثيل له ، خفق قلبه بألم وشجن يلج به للموت هيهات هل فؤادها حي ؟ أنه ينبض أجل لكنه ميت من الداخل ، ليس به حياه.
نهضت مندفعه وهي تلتقط حقيبتها مسرعه للخارج حتي لا تغير رآيها ستذهب لتري أبنتها أجل تعلم انها سترآه ستتوجع وسيبكي ألما وأشتياقا ولكن الشوق لأبنتها غلبها ، فأندفعت مسرعه توقف سيارة آجري لتقلها هنالك .
بحديقة الفيلا يلهو عمرو وأبنته سويا .
السعاده لا تغادر قلبه وضحكته صدي يسمع الدنيا بأجمعه يحلق قلبه بفرحه ، وهو يداعبها لتزلزل ضحكتها قلبه بسعاده .
علي غفله منه وهو يلهث ويتحدث بالموبايل ، جذبت خديجه رشاش المياه بعدما فتحته وبلته تماما ، حدق مزهولا بها بصدمه وضحك وهو يركض خلفها صائحا :-
بقا كدا يا ديجا والله لهوريكي استني عليا يا غشاشه .
ركضت خديجه مسرعه وحينما اقترب عمرو منها نثر عليها المياه ليتفاجأه بدهشه وزهول وتسمرت عيناه ب ورد التي فغر فاهها وعينيها ورافعه يديها للأعلي وتبللت تماما .
بينما غطت خديجه فمها بكفها بصدمه وزهول وهي توزع نظراتها بينهم خيم الصمت فجأه تلاقت فيها أعينهم ليعبر الشوق والحنين عن نفسه . شعرت بروحها تنتزع منها لتركض إليه تختبئ بحضنه !
قطع الصمت أنفجار خديجه بالضحك .
بينما كبت عمرو ضحكاته بصعوبه وهو يقول بضحكه غلبته :-
يلا بينا ندخل جوه !
حمل ابنته بخفه بين ذراعيه، دلف للداخل وهو يقذفها لأعلي ويلتقفها وهي تضحك .
تسمرت ورد مكانها ، فرؤيته ذادت الشوق لقلبها ، لم تروي شوقها بتاتا بل ذادتها حنينا .
دلفت خلفهم بعدما غابا عن أنظارها .
مضت بآليه للداخل ، وحينما رآت هاله أقبلت إليها مسرعه تعانقها بفرحه هي وتالا وجلست ليتحاورا سويا .
بينما أخذ عمرو ابنته وظل يلهو معها ولكن كانت تخونه عينه وتختلس النظر لها بأشتياق قد فاض بقلبه .
عادة لمار وتجمع الجميع بالأسفل بآخر اليوم ، وثبت ورد واقفه وهي تقول :-
عن اذنكم هستاذن أمشي (اشارة لخديجه) قائله :-
يلا يا خديجه .
تشبثت خديجه ب عمرو قائله :-
لا عايزه أكون مع بابا .
حملها وهو يقول :- روحي مع ماما دلوقتي عشان بابا عنده شغل وقريب جدا هيجيلك تاني .
هزت رأسها برضا ، بينما كانت ورد تتنازع مع لمار من أجل الذهاب وأخيرا تخلصت منها وخرجت خلف عمرو.
الذي وقف امامها قائلا بعدما وضع خديجه بالسياره :-
أنا مش بديهالك لأنك طلبتي ده ؟ لو عليا مكنتش هبعدها عني أبدا ! بس خليها معاكي لأني مش هكون موجود.
بلحظه سألت بلهفه مسرعه وخوف بنبرتها :-
رايح فين ؟ متبعدش تاني !
خيم الصمت عليهم لعنت نفسها وأنبتها كثيرا علي تسرعها .
ابتسم هو بسخريه قائلا :-
يهمك رايح فين ولا جاي منين ؟
بعتاب ونبره حاده وصوتا يعلي قال :-
أهمك أنا أصلا يهمك ايه اللي حصل ؟ضرب بقبضة يده السياره بينما ترقرق الدمع بعيناها وهي تقول :-
أنت اللي اخترت تبعدنا .
ليهتف هو بسخرية ممتزجه بالوجع :-
أنا ؟ هو مين عافر بالعلاقه دي ؟ أنتي اللي معندكيش ثقه فيا ولا علاقتنا ، وعلي العموم هثبتلك برأتي بس مش عشان بحبك ؟ عشان تعرفي أنك ظالمه . مسمعتنيش وقت ما كنت عاوزك تسمعيني ولا فهمتيني ،وبعدتي بأقرب وقت محتجلك فيه . مش عارف بالصراحه اقول ايه ( تنهد بيأس ) مقدر موقفك (اقترب بوجهه منها ) بس اللي وجعني أنك صدقتي أني ممكن اعمل كدا انا فكرة انك هتزعلي اه هتعاتبيني تحاسبيني بس هتفهميني وهتسمعي وهتكوني جنبي بس انتي بكل بساطه (ابتسم بوجع) بعدتيني صدقتي اللي شفتيه بعينك لكن مسمعتيش لقلبك شكيتي فيا في عمرو اللي عشتي معاه في ذات البيت .
أستدمعت عيناها وهي تهمس بوجع :
– عاوزني أعمل ايه ؟ لما أشوف جوزي حبيبي مع وحده تانيه مع بعض ! لما أشوفه بيخوني مع غيري ؟ومش في اي يوم “نظرة ل خديجه التي تجلس بالسياره تقرأ بالمصحف” دا في اكتر يوم كنت بستناه كنت جايه افرحك .
ابتسم بسخرية وهو يقلب كفيه ببعضهما :
– لا الله إلا الله ، أه أنا خنتك ياستي ومش بحبك ولا حبيتك أنتي كنتي مجرد حاجه جديده نوع كدا مفيش زيه حبيت أجربه “تطلعت به بزهول” ليستكمل هو قائلا :
– مشكلتك يا ورد أنك بتصدقي نفسك بس ؟ مبتديش فرصه لحد ! معندكيش ثقه في نفسك ، كنتي بتقولي بإنك هتكوني جنبي ظلي دايما في عز وقعتي ! بس انا وقعت وكنت محتجلك كنتي فين ؟ كنتي مختفيه مجتيش حتي تطمني .
بسط راحته وهو يشير للسياره :
– اطلعي يا ورد خليني اوصلكم وطمن عليكم !
بآليه خطت تصعد السياره بقلب جريح يئن من الألم لا تصدق ما تفوه به لتوه ، أيخبرها انه لا يحبها أنها كانت تجربه لعبه يتسلي بها ، لا لن تصدق مستحيلا أن يكون عمرو حبيبها هكذا ابدا .
يختلس من المرأه نظرات مؤلمه لدموعها ، يريد بأي ثمن ضمها الآن وازاحت دموعها ، ولكن ماذا عليه ان يوجعها كما وجعته عليه ان يعذبها كما تعذب ، ليالي وهو وحيدا تمر عليه الثواني ك سنوات عجاف ، قلبه ظمأن وأن ارتوي ، الأيام كما هي لا شئ جديد بدونها ، كانت حياته واقفه عليها هي فقط ، تركت به فراغا كبير لم يملأه شئ ، وعندما عاد ها هي امامه ولا يستطيع البوح بما في قلبه ، ولا ضمها حتي ؟
كم يتمني ان يأخذها بحضنه هو وأبنته تنهد بضيق عندما وصل ليقف بالسياره وهو يترجل منها مودعا ابنته واعدا أيها باللقاء القريب . صلوا علي محمد
“💐 رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ”.💐
ظل يجول ويصول بسيارته بدون وجهه وهو يفكر بما عليه فعله فقربها مهلك ورؤيتها تستحوذ علي قلبه بسحرها الأخاذ ،
مر وقتا طويل وهو منشغل الفكر بها كأنها صنعت من فؤاده وروحه وخاطره مسكنا فلا تغادره ابدا ، عاد إلي البيت بوجوم صاعدا لشقته بصمت قاتل ، لتلحق به لمار مسرعه لتطمئن عليه بعدما أحست بوجعه من ملامحه .
أسرعت خطاها لتقف امامه عاقده ذراعيها تهمس بحسم :
– في أيه ؟ أيه اللي حصل ؟ شديت أنت ورد صح ! بس لو تفهمني هي عملت ايه عشان تبعد عنها وتعاقبها كدا !
قطب حاجبيه بعدم فهم وعلامات الأستفهام ترتسم علي وجهه ، مهلا ماذا تقول وما الذي استمع إليه اتخبره ماذا فعلت ؟ هي ؟ هتف مستوضحا :
– لحظه بس قصدك ايه بعملت أيه هي قالتلك أيه ؟
صمتت لمار تتمعن النظر به تحاول جاهدا معرفة ما يجول بخلده فهتفت بتساؤل :
– قالت أنها عملت حاجه ضايقتك وان هي السبب بعدك وسفرك وهي اللي مزعلاك .
بزهول نظر لها ، حقا شعر ببهجه أمازالت تحتفظ بأسرارهم لوحدها لم تخبر لمار بعد ،ظلت حابسه بفؤادها ،بلي وضعت اللوم عليها ايضا .
قطعت لمار صمته قائله وهي ترفع يدها علي كتفه :
– ااه لو بس تحكيلي ايه اللي حصل لما جتلك الشركه عشان اعرف اصالحكم هي بعدت وانت سافرت ايه ذنب الطفله دي ابوها وامها بعاد ، طيب متتصالحوش بس بلاش تعيشوا بعيد عن بعض كدا ، قعدوا سوا عشان خاطر بنتكم بس .
صمت قليلا فابتسم قائلا :
– سيبيها علي الله واللي كاتبه ربنا هيكون ان شالله
💐”رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ”. 💐
بمكتب مدير الأستخبارات دخل ياسين مرحبا بمديره الذي أشار له بفضول قاتل بالجلوس وحسه علي الحديث قائلا بلهفه :
– هااا يا ياسين وصلت لفين ؟ هو زين القاضي اللي وراء كل ده ؟
هز ياسين رأسه نافيا :
– لا مش هو اوارقه كلها سليمه مفيهاش اي حاجه وشغله كله ماشي تمام .
واستطرد قائلا :- زين ماشي في السليم في كل حاجه ، مش بيهرب ولا هو تبع حد شركته كلها تمام والشغالين كمان.
بيأس أؤمأ المدير هاتفا :
– أمال مين عايز يوقعه ؟
قاطعه ياسين مردفا بغموض :
– اللي عايز يوقعه أكيد زين يعرفه كويس ويعرف حاجه عنه ، ويمكن زين دا كمان في حاجات كتير وراءه ، علي العموم أنا ماشي وراه وهرقبه لحد ما اعرف كل حاجه .
أؤمأ المدير رأسه هاتفا :
– ماشي بس خلي بالك من نفسك،
واستطرد قائلا :- مفيش اي اخبار من وعد موصلتش لأي حاجه ؟
هز ياسين رأسه نافيا وهو يهم بالوقوف :
– لما اعرف حاجه هبلغك وبما ان القضيه دي معانا اعتبرها خلصانه .
واستأذن راحلا إلي مكتبه منشغلا الفكر وما أن اغمض عينه حتي لاحت عليه طيفها وتذكر .
بشركة زين القاضي ، دخل ياسين علي أنه أحد العمال بالبنايه التي يشديها زين جوار شركته ليوسعها .
بحث وفحص كل ما يقابله بدقه وانتباه ، حتي وجد الفرصه المناسبه ليتسلل لمكتب زين باحثا في اوراقه وادراجه وملفاته مدققا النظر بهم حتي لا يفوته شئ .
أستمع لخطوات احدا قادم ، فأسرع بترك الملف واضعا مكانه ، ولكن انفتح الباب ، لينحني هو خلف المكتب ويخترق اذنه صوتا رقيقا مترنما بقلبه يهمس :
– زين يا حبيبي أنت فين ؟
رفع رأسه بشئ بسيط ملقيا النظر علي تلك الفتاه التي تاهة بها عيناه حتي اختبئ مره اخري عندما غادرة مغلقه الباب وراءها .تسلل بحذر خارجا وبطريقه وهو يتلفت خلفه ،
أنصدم بذات الفتاه سجي ، كادت بالسقوط ليلحق هو بها جذابا أيها من ذراعها ولكن تعثرت قدمه ليقع فوقها وتصرخ هي متأوها .
لم تدري من ذاك الذي وقع معها ومن هو حاولت الأعتدال ولكن لم تستطع ازاحة يده بتاتا ، بينما سحر هو بعيناها تلك التي أذابته فورا ، خيم الصمت عليهم قطعته هي صارخه به ليعتدل فورا مستغربا ذاته ، انعدلت فور ابتعاده لتصرخ بألم وعيناها تتطلع بعيدا عنه ويدها تضغط مكان الألم الذي احتل ذراعها :
-أنت غبي مبتشفش مش تفتح وبعدين ساعه عشان تبعد .
صمت قليلا فصرخ بها غاضبا :
_ والله أنتي اللي عمياء ومش بتشوفي ، واياكي تكلميني كدا تاني ، دفعها بعيدا وخطاها بغضب .
بينما ذرفت عيناها بالدمع وهي تتمسك بالطاوله حتي لا تقع “عمياء” ترددت علي مسامعه تبعث الشجن بفؤادها الجريح ، وخطت بترنح باكيه للأسفل لم تنتبه للدرج وفكرها منشغل بذاك الشاب الغاضب الذي لا تعلم من يكون .
لم تستمع سوا ل صوت زين هاتفا بصراخ وصوت اقدامه :
_ سجي أستني أقفي عندك .
زلت قدمها فصرخت ظنا منها بالسقوط ارضا ولكن شعرت بذاتها تهوي بالأعلي ويد احدا ترفعها .
تنهد ياسين الراحه وهو ينزلها برفق حتي تلامس قدامها الأرض ، دفعه زين بغضب بعيدا وهو يضم سجي معتصرا أيها بخوف .
ليلكم ياسين يده بالحائط وهو يرمقه بغصب ليصرخ رغما عنه :
_ أنتي غبيه ولا عايزه تموتي كنتي هتقعي أنتي عميا مبتشوفيش .
دفنت رأسها بجسد زين ، الذي استدار غاضبا بوجهه ل ياسين وابعدها عنه خلفه واقترب منه لكمه بقوه هاتفا :-
اياك صوتك يعلي عليها تاني ولا تقولها عمياء وقتها متلومش غير نفسك فاهم .
رد له ياسين اللكمه بلي ذادت واشتباك بينهم الشجار وفصلوهم عن بعض الموظفين .
لم يتعرف احدا علي ياسين فقد كان واضعا شارب ولحيه ليخفي معالمه قليلا.
فاق من تذكره متنهدا بغضب فقد كان يكشف ذاته وختطه لولا ستر الله .
💐رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ”💐
تسللت “سمر” بحذر وترقب هابطه الدرج ، تتلفت حولها حتي لا يرآها عمها يوسف وهي ترتدي رداء ضيقا للغايه ونصف شعرها ظاهرا من تحت حجابها ، كادت بالوصول من الباب لتتسمر موضعها ، وهي تستدير ببطئ لأسماء التي هتفت بأسمها بغضب اشارة لها :
_ أيه دا يا ست هانم اللي عامله في نفسك ؟ مش خايفه حد يشوفك كدا؟ يا بنتي هفضل احذرك لحد امتي انا أنهارده موجوده بكره لا ومش دايمالك الموت قريب مننا “تنهدت بضيق شديد وبدموع أردفت قائله :
_ ربنا بيسترها معاكي ومحدش بيشوفك بالمنظر ده لا بابا ولا بباكي دول لو شافوكي مش عارفه هيعملوا ايه فيكي ؟
بنفاذ صبر وسخريه هتفت سمر :
_ بابا وأبوكي ايه بس ان شاء الله مش هيشوفوني وبطلي نق بقا يا شيخه محدش هيشوفني وانا حره اعمل ما بدالي “نظرة لنفسها بأعجاب :-
شوفي يا بنتي وانا كدا بخلي الشباب تجري ورايا ومعجبين بيا والعرسان كتير ، مش لبسك الواسع ده هتعجبي مين انتي كدا ؟ دا انتي ناقص تتنقبي .
أدمعت عيني اسماء مستغفره ربها وهي تدنوا منها مربته علي كتفها :
_ انتي خايفه من بابا وخايفه من خالتك وخايفه من الكل لحد يشوفك ، بس انتي مش خايفه من اللي شايفك وهو ربنا .
بنفاذ صبر وتأفف همست سمر :
_ والله دي حياتي وانا حره وانا اللي هتحاسب مش أنتي .وبهدوء استطردت قائله :-
يا حبيبتي الحياه دي لازم نتمتع بيها امال احنا هنعيشها ليه وكم مره ؟ سيبك من كل دول ركزي في الموضه واختاري لبس حلو عشان تشوفيلك عريس حلو .
أبتسمت أسماء بسخريه من تفكير سمر هاتفه :
_ أنتي مفكره أنك كدا هتعجبي الرجاله ؟ لا يا ماما دول اشباه رجال مش اكتر الرجال اللي بجد اللي يغض بصره اللي يختار اللي تصونه وتصون بيته وحده تمسك بأيده لجنة الرحمن وللهدايه وحده تكون ليه هو وبس مش لكل من هب ودب حافظي علي نفسك يا سمر ربنا كل مره بينورلك طريقك ويبعتلك حد يقولك حرام متعلميش بعد كدا مستخبي أيه ربنا سترك فستغفري ربك ، متكنيش مطمع للكل متحمليش نفسك ذنوب ولكل من نظر ليكي ، إذا اللي رايح والللي جاي بيفترسك من فوقك لتحتك خلتي ايه ل جوزك .
تأففت سمر وغادرة وهي تشوح لها .
رسالت أحدي الشباب علي احدي برامج التواصل الاجتماعي وغادرة لمقابلته .
وغفلت غفلة أن الله يرآها ولم تحافظ علي نفسها نست أن الله امر بالخمار والجيب نست أن لذة الفتاه لا تكمن سوا بخمار يغطي نصفها ، يزين وجهها كأنها نورا ، نست البس الواسع الذي يجعلها كأنها جوهره عاليه غاليه لا يستطيع احد الحصول إليها سوا من كان محظوظا .
تنهدت أسماء وهي تجلس علي أقرب مقعد ، تدفق الدمع من عيناها وخفق قلبها وجلا ، مستغفره لأبنت عمها تلك التي ارسل الله لها من يهديها وينير لها دربها ويحذرها لكن لم تنصت لم تتعظ ، ارسل لها الله حتي يغفر لها حتي تلحق ذاتها من ذنوبا لا حصي لها حتي تتوب لكنها ذو قلبا أصم لا يستمع ولا يتعظ ولا يلين ولا يخف عذاب النار والقبر والحساب ، غرقت بالذنوب و وحلت بها ناسيه ربها ، الله فقد ارسل لها أسماء لقد اعطاها فرصه لكنها لم تصغي ، كم هي محظوظه أن الله ارسل لها من يردعها ويفوقها ويهديها وينتشلها ، غيرها لا يجد ويغرق ويتوه بالذنوب .
أنشغل فكرها فجأه بالنقاب وهي تتخيل كيف ستكون به يا الله ما ذاك الشعور الذي أنتباها أنشرح فؤادها وأشرقت روحها تغلغلت الراحه قلبها وهي تشعر انها نجمه عاليه صعبة المنال إلا لأحد فقط يستطيع الحصول عليها فالنقاب ستر ،عفه ، كأنها تشبهه امهات المؤمنين ، كأنها لؤلؤه لا يستطيع احد امساكها او النظر لها ، كيف إذا هؤلاء البنات يظنون الموضه ويفكرون بها ونسوا ذاك الجمال ذات النقاب ، فكرهم في الموضه وأصبحوا كاسيات عاريات ، يقولون انه النقاب خنقه لا يعلمون أنه جزء من الفتاه ان خسرته خسرت دنيتها وآخرتها ، يقولون أن المنتقبه لا تتزوج لا يعلمون أن الزواج رزق ونصيب من الله تعالي ف الأهم طاعته ، يقولون أن لبسه حرا فكيف ترتديه ونسوا نار جهنم ، خافوا حر الدنيا ونسوا نار جهنم .
زفرت أسماء وتنهدت بحب وهي تقول :
_ يارب …
خطرت لها فكره ودعت ربها بيقين .
💐رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ💐
تقبع ورد بقلق توغل فؤادها بأمر تلك المكالمه التي جاءتها من زوج والدتها التي أخبرها بها أن والدتها مريضه تريد رؤيها ، أترآها بعد تلك السنين ؟ وتري ذاك الرجل الذي لحد الان تتذكر تصرفاته ونظراته تلك التي جعلتها تكره الرجال جميعا .
فاقت من شرودها علي صوت خديجا التي امسكت وجهها بحنان قائله بحزن :
_ ماما أنتي زعلانه ليه ؟ هو بابا زعلك ؟ قوليلي لو زعلك بس انا مش عاوزه اشوفك زعلانه .
ضمتها ورد مرتجفه بتوجس تشهق باكيه ، لتبكي خديجه لبكاءها ، وتزيح دموعها مقبله وجنتيها بحب ولطف وأبتسامه جعلت قلب ورد يرفرف فرحا ، أبنتها هي اجمل ما لها هي الحياه ، هي ما تهون عليها متاعب الحياه ، مهما ضاقت الدنيا كانت مع بنتها متسعا كبيرا فكيف تتألم وهي معها ؟
بعد صمت هتفت خديجه :
_ ماما بكره احنا هنصيم “اؤمأت ورد مؤكده” فهمست خديجه :- هو ليه يا ماما بنصيم اتنيين وخميس ومش كل يوم ؟
أبتسمت ورد وهي تضم ابنتها اكثر وهمست بحب وهي تشاكسها :
_ لأن فضل الأثنين والخميس أن الأعمال بتعرض على الله عز وجل عن أبي هريرة رضي الله قال عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ” تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين ، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم ، لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا ، إلا أمراءا كانت بينه وبين أخيه شحناء ”
قبلت ورد أبنتها بحب وهي تقول :-
ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصيم اثنين وخميس _ عن اسامه بن زيد رضي الله عنه
” يا رسول الله إنك تصوم حتي لا تكاد تفطر ، وتفطر حتي لا تكاد أن تصوم ، إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما ، قال : أي يومين ؟ قلت :يوم الأثنين ويوم الخميس ، قال : ذلك يوما تعرض فيهما الأعمال علي رب العالمين ، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم”
الصيام يا بنتي تقرب وطاعه لله .
صمتت ورد قليلا من ثم هتفت :
_ قبل ما أقوم اراجع قضيتي تعالي نراجع شويه .
هزت خديجه راسها بلهفه مهلله لتستطرد ورد بهدوء :
_ مات يوم مؤته حيث أخذ يصول ويجول في صفوف الأعداء وهو حامل الرايه بيمينه ،فضربوا الاعداء يمينه ،فامسكها بشماله فقطعوها ، ثم جمعها بعضديه إلي صدره ، فأعملوا بالسيوف والرماح علي صدره حتي فاضت روحه ، وهو ابن عم رسول الله، وحزن علي موته وعن اسماء قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم “صمتت ورد عندما صلت خديجه علي نبيها واستكملت قائله بتنهيده :- حينما بلغه مقتل جعفر بمؤته فدعا بني جعفر فرأيته شمهم ، وذرفت عيناه الدمع ، فقلت : يا رسول الله أبلغك عن جعفر شئ ؟ قال : نعم قتل اليوم، فقمنا نبكي .
وعائشه قالت : لما جاءت وفاة جعفر ،عرفنا في وجه النبي صلى الله عليه وسلم الحزن .
أشارت ورد بحزم :- هااااا مين ده ؟
صمتت خديجه لدقائق قائله بفخر :-
ابو المساكين ذو الجناحين جعفر بن أبي طالب.
ضمت ورد ابنتها بفرحه وهي تعطي لها أحدي الشوكولا المفضله لديها ، لتلتهما خديجه بتلذذ وشهيه وبهجه تغمرها .
بينما مستيفظ عمرو منشغلا بأفكاره حينما كانا يصيما سويا اثنين وخميس هااا هو يصيم وحيدا دونها ألم يتعاهدا علي البقاء معا ، علي المحافظه علي كل ما يقربهم لرب العالمين، ها هي دنيته فارغه مثل قلبه الذي يتفطر حزنا وألما ، هل جربت يوما أن يدق قلبك وجعا وألما فقط ،أن تدفن روحك في قبرا وجسدك يعيش بالحياه دون حياه وروح ، فإين الروح هي مع من غادرته ألمته وتركته وحيدا كطفلا ضائعا تائها .
💐اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ، دِقَّهُ، وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ، وَآخِرَهُ، وَعَلَانِيَتَهُ، وَسِرَّه💐
تمكث بمنزل رقيه أخت أحمد التي خرجت تستفسر عن تلك الجلبه التي بالخارج ، وهي تفكر كيف وجدت ذاتها بمنزل رحيم الذي قابلته وهي بالطريق عندما تعطل الأتوبيس ، لقد أخبرها أن أحدا ليلا من رجاله وجدها متغيبه ولذالك أخذها، وتفأجأت ان رقيه تسكن قريبا منه ليس ببعيد ، منذ ذاك اليوم لم ترآه ولكنها تسمع عنه الكثير احترام الناس له وهيبته ، فهو كبير تلك القريه ، ولكن لاح طيف ذاك الملثم الذي رآته قبل أن تغمض جفنيها ،يا تري هل ترآه لشكره ؟
ومن من هؤلاء الرجال تبع من فهي لها اعداء كثيره ولكن من منهم ؟
فاقت لذاتها علي صراخ رقيه آتي من الخارج صراخ يقطع نياط القلب ، لتحدق مهروله للخارج ، تتبع الصوت والركض مع من يركض من الرجال مسرعا .
وقفت ممسكه بكتفي رقيه بقوه تمنعها من السير .
واتسعت عيناها بزهول وهي تهمس صارخه :
_ ماجددددد
عيناها جابت المكان والرجال وكل ما حولها فصرخت وهي مهروله تجاهه :
_ متخافيش ابنك هيكون كويس .
أسرعت وعد تجاه البحر الذي به عدد لا بأس به من الأطفال .
لتشهق رقيه بخوف وقلق هاتفه بضجر :
_ لاه يا وعد أوجفي مطرحك متخطيش اوجفي يا وعد.
لم تستمع لها وركضت تشق الصفوف من الرجال الذين غاصوا بالماء لأنقاذ الأطفال ليخرجوا عدد لا بأس به بينما ماجد أخذه الموج فتاه به غير ظاهرا .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى