رواية صدفة أم قدر الفصل الحادي عشر 11 بقلم سمية عبدالسلام
رواية صدفة أم قدر الجزء الحادي عشر
رواية صدفة أم قدر البارت الحادي عشر
رواية صدفة أم قدر الحلقة الحادية عشر
بالاعلى كان ينزل الدرج من شقتهم متجه للاسفل وجد احمد يخرج من شقتهم هو الاخر.
فقال احمد _يلا عشان الكل قاعد تحت.
سليم _طيب اقفل نور الشقة طالما مفيش حد.
_مفيش غير عمر جوا في الحمام بياخد دوش ومينفعش اطفي النور كله انت عارف عمر مش بيخاف غير من حاجتين ادهم والعفاريت.
ابتسم سليم لكن اخفاها سريعاً وقال _ممكن تسبقني انت يا احمد وانا هحصلك.
_تمام بس متتأخرش.
نزل احمد للاسفل وسليم دلف الى الشقة وقام برفع سِكينة الكهرباء عن الشقة.
عند عمر في المرحاض كان يغني وهو مغمغض العينين _صفر ال 100 الحالة ضانك ،صحابي فاكريني مدير بنك، قررت اني افضي التنك واثور فيكوا ،قلبي مات واخدت عزاه.
لم يكمل الغناء عندما سمع صوت غريب يقول _البقاء لله.
فتح عمر عينيه بسرعة لكن لم يرى شيء بسبب انقطاع الكهرباء فقال بخوف _من هناك؟ ماذا تريد؟
*عمر يتحدث بالفصحي عند الخوف وعندما يريد استفزاز سليم *
سليم وهو يستخدم مكبر الصوت الذي يقوم بتغيير الاصوات _لأ اتكلم عدل ومتعجوش لسانك ده يا ابن ريهام.
كان يحاول التحرك حتى يجد الباب وقال في نفس الوقت _انت مين وعرفت اسم امي ازاي ؟
_انا شهبور ابن بهبور ملك الجان.
_بربور مين؟
رد عليه سليم بحنق وسخرية _ “بربور مين الله يقرفك ،اسمي شهبور ابن بهبور ملك الجان”
رد متسائلاً “يعني انت عفريت؟!”
“اه”
“امال فين جو شُبيك لُبيك انا عبدك وبين ايديك”
اجابه بكلمات مليئة بالسخرية “ليه انت داعك الفانوس ده انا طالعلك من الحمام”
جحظت عينيه من الذعر ليقول “عايز تلبسني؟!”
“انت فردة شراب هلبسك”
“امال عايز ايه؟”
كانت يلتفت حوله ولا يرى شيء فـ تابع كلامه “انا مش شايف حاجة الجو ضلمة”
فكر سليم قليلاً ليرد على سؤاله وأخيراً سطعت في مخيلته فكرة ابتسم بشر وقال ” تلبس هدومك بالمشقلب وكل اللي يسألك ما تردش عليه ”
رد مستنكراً ” و لو رفضت ”
” هحرقك ”
“مش المفروض احنا اللي بنحرق العفاريت ،هي الدنيا قل خيرها ليه ”
” لأ ملكش دعوة ،ده الـ Update الجديد من العفاريت ”
قال جملته ثم حاول الخروج دون الاصطدام بـ عمر فتح الباب بحرص شديد وخرج ثم بعد ذلك قام برفع سِكينة الكهرباء ليعود النور للشقة وبعدها نزل للاسفل.
___________________________________
كان يجلس بهيبته الطاغية وعلى رأسه العمامة ويرتدي جلبابه الصعيدي الذي ذاد من وقاره مع عصاه الابنوسية ولحية بالكاد خط الشيب بها فـ من يراه لا يقول بأنه جد هؤلاء الجالسين حوله _احفاده_ قال بصوته الرازين و هو ينظر للجالس امامه وعلامات الامتعاض على وجه بعدما اخبره بما فعله ابنه في ابنة السيدة فاطمة ليأمره ولكن في صيغة سؤال
“ابنك هيكتب كتابه عليها وبعدين نعملهم فرح ،قلت ايه ياحج صاوي ؟”
صك على اسنانه ليقول والغل ينهش به ” اللي تشوفه ياحج ”
قال جملته وعيونه مصوبة بأتجاه ادهم الجالس لجوار جده كانت عيون ممتلئة بالكراهية والحقد لو كانت النظرات تقتل لـ اصابت ادهم وخرقت جسده ،
ام ادهم كان ينظر له بعينين حادتين تشبه عيون النمر كـ لقبه تماماً مع ابتسامة صغيرة على ثغره توحي بالقوة والثقة في آن واحد.
تذكر الصاوي ما حدث معه منذ ساعات قليلة قبل ماجيئه هنا.
يجلس على مكتبه يتكلم في الهاتف مع احدى العاهرات التي تعود الحديث معهم وليس هذا فقط بل كان يفعل اكثر من ذلك.
“هنتقابل باليل في الشقة يا حياتي ”
لترد عليه حتى يقول لها “عايز ادلع ،عايز انسى قرف البيت والشغل ”
اطلقت ضحكة خليعة تشبه المستنقع التي توجد به انهى المكالمة ولم تمر ثانية حتى دلف مساعده وهو يقول برسمية “في اتنين برى عايزين يقابلوا حضرتك ”
رجع برأسه للخلف وقال بلامبالاه ” قلهم ياجو وقت تاني ،مش فاضي ”
” بس احنا بقا فاضيين ”
كان مراد الذي دلف للمكتب هو وادهم ليهب الصاوي واقفاً ” انتم ازاي تدخلوا مكتبي من غير استأذان ”
اشار للمساعد برأسه وقال ” هاتلهم الامن ”
تحرك ادهم للكرسي امام مكتبه وجلس واضعاً قدم فوق الاخرى وقال وهو ينظر لمساعده
” ياريت وانت بتطلب الامن تطلب معاهم الشرطة عشان ياخدوا مديرك في جولة عندهم ”
ابتلع لعابه بخوف عند ذكره للشرطة قال برتياب “انتم مين وعايزين ايه ”
يتحدث ونظراته على ادهم الجالس ببرود شديد على الكرسي ومراد الواقف عند الباب لكن لم يقف طويلاً ذهب الاخر وجلس على الكرسي المقابل لـ ادهم وقال “احنا مين؟ ”
رد ادهم ” مش مهم ”
فأكمل مراد بالسؤال ” عايزين ايه ؟ ”
” معانا حاجات تهمك ويُفضل نكون لوحدنا ”
وكان يقصد بكلامه هذا المساعد الخاص للصاوي.
اشار الصاوي لمساعده بالخروج وجلس على الكرسي وقال ” حاجات ايه؟ ”
“كده نعرف نتكلم ،مراد ”
اخرج مراد الملفات التي كان يحملها في الحقيبة الخاصة به ليضعها امام الصاوي الذي تردد في اخذها وقرأة ما بداخلها ،لقد كانت عبارة عن جميع اعماله وصفقاته المشبوهة التي يقوم بها بجانب التجارة التي يأخذها كستار بالاضافة لبعض الصور له مع الفتيات في اماكن سيئة السمعة ولو تسربت هذه الصور لن يفوز في انتخابات مجلس الشعب المرشح فيها.
برزت علامات التوتر وعرق خفيف على الجبهة ليردف بثبات فشل في التحلي به
” ده كله كدب ما حدش هيصدقكم ”
اخذ مراد الورق من امامه ويقول في نفس الوقت ” حلو ،نروح احنا للحكومة ونشوف كدب ولا مش كدب ”
اردف بغيظ وقلة صبر “اخلصوا عايزين ايه وغرضكم ايه من الورق ده ؟ ”
نظرات ثاقبة وعيون من رأها قال انه لم يسكنها الخوف يوماً ليردف بنبرات تحذرية ” تنفذ كل اللي هنقوله من سكات و إلا… ”
لم يجعله ينهي جملته حتى قال مراد ” ربنا ما يجيب و إلا يا ادهم ،الصاوي باشا هيكون مطيع ويعمل اللي احنا عايزين مش كده يا باشا ”
كان احمد ينظر للصاوي الجالس بنظرات مليئة بالشك فـ كيف وافق بهذه السهولة فـ هو دائما يرى في الافلام عندما يخطئ الابن الغني المدلل مع فتاة ما ويُطالب بالزواج منها يرفض رفضاً قاطعاً لكن ما حدث عكس ذلك لقد وافق الصاوي على جواز ابنه بسهولة.
لاحظ سليم الذي دلف على جملة الصاوي رداً على جده زكريا نظرات احمد للصاوي فقال بهمس لـ احمد ” هبقا افهمك بعدين ”
انتبه الاثنين لصوت زكريا المنشاوي وهو يتكلم موجهاً حديثه لسيدة فاطمة ” طلباتك ياست فاطمة ”
كانت شاردة ،كانت في وادً غير الواد ،علامات الحسرة والانكسار كانت بادية على وجهها ،عينيها الممتلئة بالدموع التي جاهدت في حبسها في سجن عينيها تتسأل لما يحدث هذا كله لكنها لم تأتيها الاجابة أ ربما هو من القدر ،ام كانت صدفة جعلت الامور تسير هكذا ،لكن على الارجح هو بلاء من عند الله.
وأخيراً استفاقت من شرودها على زكريا مردداً اسمها “ست فاطمة انتِ سمعاني ”
هزت رأسها إيجاباً.
“طيب كتب الكتاب بكره عندك مانع ياست فاطمة ”
لترد معترضة بأدب ” بعد اذنك ياحج زكريا تخليها كمان اسبوع عشان خالها نازل من السعودية وهيكون الوكيل بتاعها لان خلاص والدها من بعد الطلاق منعرفش عنه حاجة ولا يعرف عننا حاجة ”
” اللي تشوفيه ”
وقفت لستأذن “عن اذنكم ”
خرجت السيدة فاطمة من القاعة (الغرفة الكبيرة) فـ لحق بها ادهم للخارج كانت تسير بملامح شاحبة ليس الامر سهلاً ابداً عليها ليوقفها صوت ادهم المنادي عليها
“حَجة فاطمة ”
التفتت له بظهرها لم تنطق بحرف حتى شرع هو بالحديث وهو ينظر لمقلتيها اخذ تنهيدة عميقة وقال “انا مش عارف اللي هعمله ده حلال ولا حرام بس كل اللي اعرفه اني عايز اعمل كده ”
انكمش حاجبيها بعدم فهم لمقصده وقبل ان تفتح فمها وتنطق بكلمة واحدة كان ادهم ضمها اليه واشتد من احتضانها مرت دقيقة ولم تستوعب الامر ،ظن ادهم انه لم يفعل الصواب كاد يزيح يديه عن خصرها لكن تفاجأ بها تبادله العناق هي الاخرى ثم اجهشت في البكاء لم يكن بكاءً عادياً بل بكاء اُم بحرقة على ابنتها.
أخيراً سمحت بالدموع السجينة بالانطلاق كانت تبكي كـ من فقد شخصاً عزيزاً عليه ،ولما لا فـ من يسمع نحيبها لـ اقسم بذلك.
مرة الدقائق وشعر ادهم بسكينتها بين احضانه فقال بنبرة ملئتها الحب والانسانية والرحمة التي لم تعد موجودة عند البعض ” تعرفي ان دموعك دي غالية عندي ”
لم يأتيه رد فـ تابع حديثه ” صدقيني كل اللي انتِ عايزاه هنعمله لك ”
خرجت من بين احضانه تمسح دموعها لتقول “اسفة يابني بهدلت لك القميص ”
ابتسم ليقول مداعباً “القميص اقدر اجيب بداله عشرة انما اجيب ستة طيبة زيك تعيط على قميصي منين ”
ضحكت حتى ظهرت انياب اسنانها فـ امسك رأسها بيده الاثنين وقام بتقبيلها .
” قفشتكم ”
كان مراد الذي خرج هو الاخر ليحلق بها فأكمل مازحاً ” بقا النمر اللي راعب البيت كله ،بيبوس بنات الناس في الشارع اخص ،بقا دي اخرة تربية عم مصطفى ”
“اتلم يلا ”
ما كان على فاطمة سو الضحك على هذين الاثنين فاكمل مراد “دورك لحد هنا خلص بعد اذنك هروح اوصل الست فاطمة ”
قالت فاطمة “مافيش داعي يابني البيت قريب ”
“ابدا ً انتِ عايزة الناس تاكل وشنا وتقول بيت الحج زكريا سايبين بنات الناس يمشوا لوحدهم في انصاص الليالي ”
“انصاص ليالي ايه الساعة ما جتش 9 ”
“احلفي يبقا الساعة دي بايظة ولا ايه ”
ثم بدأ بطرق على ساعته بأصبع يده.
قال ادهم متدخلاً “سبيه يوصلك ،ده عيل رزل ومش هيسكت غير لما يوصلك ”
هزت رأسها بقلة حيلة وذهبت مع مراد الذي كان يعاملها كأنها خطيبته وليست كسيدة عجوز.
___________________________________
يجلس في الشرفة المرافقة للغرفة الخاصة به يتذكر اول مرة يراها فيها كانت جميلة لم يقدر ان يغض بصره عنها ظل يراقبها طوال اليوم وهي تتحدث وهي تعمل حتى وهي لا تفعل شيء سو النظر للهاتف ،شعر بالانجذاب ناحيتها لكنه شعر بأنه اكثر من مجرد اعجاب.
أ معقول يكون وقع في حُبها ،لا فـ هو لا يأمن بالحب من النظرة الاول هو لا يأمن بالحب من الاساس ،لكن ماذا حدث معه عندما رأى هذه الفتاة .
عاد من ذكرياته عندما وجد والدته تدخل للشرفة وتضع صينية التي به كوب القهوة على سور الشرفة وقالت “عملت لك القهوة يا اسامة ”
نعم انه اسامة سكرتير ادهم بالشركة.
اخذ يرتشف القليل من القهوة وقال مع ابتسامة “تسلم ايدك على القهوة ”
ثم تبع حديثه بسؤال عن شقيقته “امال لين فين؟ ”
“في اوضتها بتذاكر ،ربنا معاها دراسة الطب مش سهلة ”
“بس انا حاسس من لما جت من الفيوم القاهرة عشان تعيشوا معايا انها خرجت من حالة الانطواء اللي كانت فيها وبقا ليها صحاب واتأقلمت بسرعة على المكان ”
“فعلاً عندك حق ”
تنحنحت بعد جملتها هذه كانت تحاول ايجاد مقدمة للدخول في الموضوع لكنها تفشل في هذا فـ قررت ان تتكلم مباشرة “بص يا اسامة انا مليش في الدنيا دي غيرك انت واختك وابوك ربنا يبارك لنا فيه ،بصراحة كده انا عايزة اشوف احفادي ”
القت بـ قنبلتها في وجهه متوقعة العصبية كما كل مرة لكن حدث عكس ذلك ورد بستغباء “بكره لما لين تتخرج هتتجوز وتشوفي عيالها ،عايزة حاجة تانية ياستي ”
“عايزة اشوف عيالك انت كمان ”
“لأ انا قفلت الموضوع ده ،انا مش هتجوز ”
لترد بنبرة يجوبها العصبية “وكل ده ليه عشان ست الحسن والجمال ،انا عايزة اعرف هو مفيش بنات غيرها ”
زفر بضيق ووضع الكوب من يده وقال وهو يدخل لغرفته “انا سيبها لك وماشي ”
صدح صوتها في المكان وهي تقول ” استنى عندك مش كل ما اكلمك تقول لي سيبها لك وماشي ”
اخذ نفساً عميقاً واخرجه ذهبت لتقف امامه وقالت “انا عايزاك تنسى البنت دي وتشوف مصلحتك ”
” ياريت كان بـ ايدي ”
“لأ بأيدك يا اسامة هي تتخطب وهتتجوز وانت تفضل كده من غير جواز صح ”
تحرك ليجلس على فراشه واضعاً رأسه بين يديه رقَ قلبها على ابنها فذهب لتجلس جواره وربتت على كتفه لتقول مواسية “احكيلي يا اسامة فضفض لي انا امك يابني ”
اخرج رأسه من بين يديه وقال وهو ينظر للا شيء ” اول ما شفتها في الشركة حبتها بس مكنتش مصدق نفسي لأن مفيش حد بيحب بالسرعة دي ،وبسبب طبيعة شغلي كان التعامل معاها كتير لحد ما حبها كبر في قلبي.
قررت ادخل البيت من بابه فـ جريت على صاحب عمري اللي متأكد انه هيفرح لي اكتر من نفسه ،بس كانت الصدمة لما لقيته بيقول
“انا هخطب نرجس يا اسامة ”
حسيت وقتها ان الارض مش شيلاني ودموعي اتجمعت في عيني بس مكنتش قادر اديها حريتها في النزول وقلت وانا سامع صوت قلبي وهو بيتكسر زي لوح ازاز “مبروك يا فارس ”
كان مبسوط اوي وخدني في حضنه وانا زي الجماد ما بتحركش حاولت اداري بس هو سألني.
“مالك يا اسامة انت تعبان ”
كنت ببص في كل مكان ما عدا عنيه عشان ما يشوفش فيهم الحُزن بدل الفرحة و لقيت نفسي بقله
” لأ اصل اهلي وحشوني ونفسي اشوفهم ”
” خلاص اعزمهم على خطوبتي وخليهم يحضروا اهو منه حضروا خطوبة صحبك ومنه انك تشوفهم ”
تابع حديثه وهو يغمز له “ويمكن تلاقي واحدة تخطف قلبك زي ما نرجس عملت فيٌ ”
“ليه بيحصل كده ليه بنحب اللي مش من نصيبنا واللي من نصيبنا ما بنحبوش ”
لتقول والدته رداً على سؤاله “عشان كله مقدر ومكتوب يابني ”
قال بصوته الاجش والدموع بدأت في التساقط كقطرات المطر دون توقف ليقول بنبرة متألمة “مكتوب اننا نتوجع ،مكتوب ان قلبنا يتكسر ،مكتوب… ان اللي بنحبه مايكونش لينا ”
“يابني وحد الله ، وارضى بحكم ربنا ،ارضى يا اسامة عشان ربنا يارضيك ”
خرج للشرفة مجدداً ورفع رأسه للسماء وقال “راضي يا امي راضي ”
ليأتيه صوتها من الداخل “مش بالسان بس لازم كمان تكون بالقلب ،الصبر مش سهل بس الرضا صعب ”
“”نحب من ليس لنا ،وهناك من يحُبنا دون علمنا والنصيب حكاية اخرى “”
__________________________________
” احنا ايه بس طلعنا على الطريق كده ”
اوقفها وقال “استنى هنا ياحجة فاطمة ،دقيقة وجاي ”
وقفت ومعالم الاستغراب لم تفارق وجهها لكن لم تقف طويلاً وات لها مراد حاملاً بين يديه اثنين من كوز الذرة المشوي ،مد يده بواحدة لها والاخرى له وقال “اتفضلي ياحجة فاطمة ”
لترد رافضة “يابني انا مليش نفس لاكل ”
“يعني يرضيك يزعل ”
“مين ده اللي يزعل ”
“كوز الدرة ”
زفرت الهواء من انفها وقالت “يامراد يابني سبني اروح ”
اخفض يده بكوز الذرة وقال “بصي ياحجة فاطمة انا مش هتعتت من هنا غير واحنا واكلين كوز الدرة دول وهنشرب عصير قصب ونحلي بـ اُم علي واُم سيد كمان ”
كانت على وشك الاعتراض لكن لم يدع مراد لها الفرصة وقال
“يلا بقا ياحجة فاطمة ده انا لو بتنقاش في رسالة الماجستير كان زمانها خلصت ”
استسلمت لرغبته أخيراً واخذت منه كوز الذرة.
___________________________________
يفكر ماذا يقول تمهيداً لكلامه فـ هو لم يستطع ان يقرر بعد ماذا يفعل مع نرجس أ يتركها وينهي هذا كله ام يستمع لكلام ادهم ويعطيها فرصة ثانية وكان يفضل الخيار الاول.
حتى قالت نرجس الذي دلفت للغرفة بعدما خرج والدها لكي تحل الموضوع مع خطيبها دون التدخل من طرف ثالث
” انا اسفة ،انا عارفة اني ذودتها شوية في اخر مرة كنت هنا ”
لم يجد رداً فـ فضل الصمت لكن تابعت حديثها “حقك عليا يا فارس ،خلاص متزعلش مني ما يبقاش قلبك اسود ”
“انا لو قلبي اسود كان زماني سبتك يانرجس ،بس انا مش هعمل كده لاني بفهم في الاصول كويس يانرجس اللي شكلك نستيها ”
اخفضت رأسها بخجل فـ اصبحت جشعة وتطلب منه المال وهو مازال خطيبها فقط ليست مسؤالة منه وبالرغم من كل شيء جيد فعله لها لا تقدره ولم تسطع ان تقف لجواره في ازمته المالية التي يمر بها وكانت تتبجح وتخبره بأنها ليس لها علاقة بهذا كله.
“عندك حق انا غلطت واديني بعتذر اهو ”
“نرجس انتِ مش مقدرة انا بعمل ايه عشانك وعشان ربنا يجمعنا في بيت واحد ”
“مقدرة والله ،انا بس عايزاك تكون احسن من ولاد المنشاوي ”
تحولت ملامحه وزمجر “تاني هنرجع لنفس الموضوع تاني ”
لترد عليه بسرعة البرق “لأ خلاص خلاص ”
عم الصمت بينهم لتقطعه نرجس قائلة “فارس ،هو احمد هيسيب علا ”
نظر لها بنظرات تملئها الشك والريبة من سؤالها وقال “وانتِ جبتي الكلام ده منين ”
تنحنحت وكانت تتحاشى النظر الى عينيه وقالت بتلعثم “سم…سمعت حد بيقول كده ”
اردف بمكر “سمعتي ولا ده اللي عايزة تسمعيه ”
نفت الامر سريعاً وقالت وهي تمثل الحزن والدهشة من حديثه لتشير بأصبع يدها السبابة على صدرها وتقول
“انا ؟! ده انا اكتر واحدة بتحب علا وبتمنالها الخير ،ده.. ده علا صحبتي ”
“لأ ما انا عارف ،واطمني لأ احمد مش هيسيب علا احمد بيموت في علا مستحيل يسبها ”
همست لنفسها “اما نشوف لسه الايام منعرفش جايبة معاها ايه ”
سمعها فارس فأردف ببتسامة وقال “تعرفي يانرجس ”
“ايه”
كان يحملق في عينيها ونبتت على ثغره ابتسامة و اردف بنبرة هادئة وهي تبادله النظرات “الواحد محتاج خريطة وهو معاكي ”
فقالت بهيام “عشان بتوه في عنيا صح ؟!”
“لأ عشان مش سالكة ”
__________________________________
تذرف الدموع بلا توقف تتحسر على حالها وعلى ما وصلت إليه أو بالمعنى الادق الي ما اوصلت نفسها إليه ،أ هكذا يكون رد المعروف لوالدتها بعد كا ما فعلته من اجلها ومن اجل تعليمها .
اسراء من غيرها كانت تجلس على فراشها لا تفعل شيء سوى جلد ذاتها وتتمنى ان يرجع الزمن بها للوراء لما كانت فعلت ذلك لكن لو حدث ورجعت بالزمن كانت ستفعل نفس الشيء ليس حباً فيه لكن هذا كله مقدر ان يحدث وكان عليها ان تختار ،وقد يكون هذا الاختيار بداية جديدة او انه نهاية حياتنا وقد يكون اسوء شيء يحصل لنا وانت من تقرر ذلك.
فتحت الباب لتمسح اسراء دموعها بسرعة حزنت هبة على ابنة خالتها واتجهت للجلوس من اجل مواستها والتهوين عليها .
قالت بنبرة مُطمئنة ” خلاص ربنا عدلها من عنده متزعليش ”
نظرت لها وقالت بعينين دامعتين “مكنتش عايزة كده ياهبة ،مكنتش عايزة احطها في موقف زي ده مش عايزاها تترجاه هو وابوه عشان يتجوزني و…يستر عليا ”
“انتِ مغلطيش لوحدك هو كمان غلط وبعدين ايه تترجاه دي ،ده يتجوزك ورجله فوق رقابته ”
تساءلت والحزن قد عرف طريقه لقلبها “تفتكري ربنا هيسامحني على اللي عملته ”
اخذتها في حضنها وقالت “مامتك سامحتك ما بالك بقا من اللي ارحم مني ومن مامتك وباباك عليكِ ”
رفعت رأسها للسماء وهي مازالت في حضن هبة “يارب ياهبة يارب”
حاولت ان تمزح معها قليلاً فقالت “بقلك لو جت بنت هتسميها هبة ”
ضحكت اسراء وقالت _طيب لو جه ولد ”
فكرت قليلاً وقالت “هبة بردو اصل انا مش هتنازل عن الاسم ”
خرجت اسراء من حضنها وقالت “ومين قالك اصلاً اني هسميه على اسمك ”
“ندلة يابنت خالتي ”
___________________________________
كانت ليلة عصيبة على الجميع ،الليل مخلوق من أجل النوم والراحة لنكمل يومنا بهمة ونشاط لكن ابداً لم يعرف النوم والراحة طريقهم للبعض في هذه الليلة ،كانت ليلة عبارة عن دمعات صارخة هاربة من الاعين ودموع ظلت محبوسة في القلب ،فـ ليست العين فقط هي من تبكي بل القلب أيضاً.
كان الوقت فيها يمر كأي ليلة سابقة لكن عند البعض تمر الدقيقة كالساعة ،والساعة كاليوم… وأخيراً خرجت الشمس من مَسِكنها معلنة عن قدوم يوم جديد بعد ليلة من العناء والبكاء وايضاً…التفكير.
نزل الدرج من أجل الفطور وبالفعل ارتد ثيابه كما قال له سليم اقصد العفريت
كان ادهم ووالده وعمه ذهبوا للعمل لم يبق سوى احمد وسليم الذي رأه وحاول كبت ضحكه وبالطبع مراد الذي يجلس على المائدة اول شخص ويقوم اخرهم .
سأل احمد عندما رأى عمر بهذا الشكل وقال “لابس هدومك بالمشقلب ليه”
لم يرد عليه عمر وسحب كرسي وجلس من اجل تناول الافطار ،كرر احمد سؤاله ولم يرد عليه ثانية و اشتعل فتيل غضب احمد وقال بصوت جهوري “ما ترد يا زفت مش بكلمك ”
التفت عمر حوله كثيراً مما اسار الريبة في نفس احمد ومراد الذي اخير رفع رأسه من طبق الطعام وقال بهمس وهو يقرب رأسه من احمد الجالس من الناحية الاخرى على المائدة “هو اللي قال لي”
احمد بنفس الهمس “مين ده ”
عمر “العفريييت”
اردف احمد بضيق وقال “عفريت لما يركبك ،قوم يلا غير هدومك دي والبسها كويس ”
“اسكت لحسن يسمعك ويسخطك معزة براس كلب ”
“كلب يعضك من فخدتك يابعيد ”
“انت حر بقا لو سمعك هيسخطك قرد”
لم يقدر سليم كبت ضحكاته اكثر من ذلك ام مراد ضيق عينه بشك فـ لابد من ان سليم له يد في هذا الموضوع.
__________________________________
في المشفى وتحديداً في قسم الطوارئ.
لم يكن هناك صوت غير صوت الاقدام في الممر
حتى دخل رجل يصيح وعلامات الفزع على وجهه
” دكتور يادكتور الحقنا ”
خرجت هبة من غرفة الكشف ومعها اسر الذي اردف عندما رأى هذا الكم الهائل من الناس
“ايه اللي حصل ”
نظر له الرجل فـ علم من ثيابه وارتدأه للبالطو الطبي انه الطبيب تسربت الى نفسه بعض الطمأنينة فقال رداً على سؤال اسر “بنتي اول ما رجعت من الجامعة كانت عطشانة وهي بتشرب الميه وقعت على الارض وازرقت ومش قادرة تاخد نفسها”
بحث بعينيه عن هذه الفتاة وجد شاب يحملها خمن انه قد يكون شقيقها او ما شابه وقال “مس هبة هاتي جهاز الضغط بسرعة ”
هزت رأسها وتحركت من اجل تنفيذ ما طُلب منها وتابع اسر حديثه “دخلها الاوضة دي ”
تحرك الشاب ومعه الفتاة بين يديه لكن وجد الناس تدخل خلفه فقال اسر موجهاً حديثه لوالدها “انا مش عايز العدد ده كله ”
قال الرجل بخوف على ابنته “حاضر بس طمننا عليها يادكتور ”
دخل اسر وخلفه والد الفتاة والباقي اتنظر بالخارج.
بعد مدة من الوقت اردف اسر “تخلص المحلول ،وتقدر تروح معاكم ،حمدالله على سلامتكِ ”
اجابته بلطف “الله يسلم حضرتك”
اما هبة كانت تعدل من وضع الكانيولا بيدها وقالت ببتسامة “حمدالله على سلامتكِ ”
قال الرجل معاتباً ابنته “كده يا لين تخضينا عليكِ ”
ابتسمت فقال شقيقها اسامة “هو ليه حصل معاها كده يادكتور ”
” زي ما المثل بيقول عندنا كانت هتروح في شربة ميه”
تعجب الرجل ليردف بستغراب “هي الميه ممكن تعمل كده ده كانت هتموت ”
ليرد مأكدً “ايوة الميه ممكن تسبب الموت المفاجئ تعالى افهمك الموضوع بشكل اوضح”
كل هذا تحت نظرات هبة التي تعشق تعلم كل شيء عن الطب او شيء يخص مجالها كتمريض.
تابع اسر حديثه مع الرجل وقال “مخ أي إنسان موجود فيه عصب إسمه العصب الحائر و هو ده اللي ممنوع حد يضربك ع وشڪ علشانه ده بق مرتبط بالمعده والقلب.
لتسأله هبة
“طيب هما ليه سموه بالعصب الحائر ”
“لأن وظيفته مكانتش معروفة عند اكتشافه بخلاف الأعصاب التانيه و ده بينقل سيطرة المخ للقلب وبقية أجهزة الجسم.. يعنى بيتحكم فى نظام ضربات القلب وشغل القلب وكمان مرتبط بشغل المعدة.. و لو جه تنبيهٌ عنيف للعصب ده.. زى مثلا لما تبقى المعدة فاضية من الميه ونشرب ميه متلجة كتير مرة واحدة مش على كذا مرة أحيانا يحصل تنبيه شديد للعصب الحائر ويحصل اضطراب في العصب.. وفى حالة اضطرابه بقي ممكن يحصل اضطرابات في سرعة ضربات القلب (بالزيادة أو النقصان أو اختلال النظام الكهربائي بتاعه).. و ده بيؤدي للشعور بألم في الصدر ومشاكل في التنفس والشعور بالدوار والدوخه لدرجة أنو يؤدي إلى احتمال اصابتڪ بالذبحة الصدرية.
وهناك حالاتٌ كثيرة لموتٍ مفاجئ بسبب تنبيه شديدٍ جدًا للعصب الحائر ده اللي ممكن يؤدي إلى توقف القلب وبالتالي الموت فجأةً ”
شارك أيضاً اسامة في هذا الحديث بسؤاله
“طيب علشان نتجنب الحالات دي يا دكتور نعمل إيه ؟”
فقالت هبة قبل ان يتكلم اسر “بعد اذنك يادكتور اسر هرد انا ”
هز رأسه إيجاباً وتابعت حديثها بعدما فهمت لما امرنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بأمر كهذا وقالت ” نسمع كلام النبي صلى الله عليه و آله وسلم حيث نهى عن عبّ الماء و هو: شربه دفعة واحدة.. وأمر بشربه على ثلاث مرات وقال إنه “أروى وأبرأ وأمرأ،”
أروى يعنى بيروى من العطش.
وأبرأ يعنى بيسلم من أى مرض أو أذى يحصل بسبب الشرب في نفَس واحد.
و أمرأ يعنى يحس بطعم وحلاوة الشرب
وكمان من السنة النبوية نشرب وإحنا قاعدين. ”
ابتسم اسر وهز رأسه بمعني احسنتي
ثم خرج يمشي بالطرقة ليسأل هبة التي تسير بجانبه “مس هبة هو رحيم فين ”
“دكتور رحيم في المبنى الرئيسي قسم العمليات عنده عملية قلب مفتوح ”
___________________________________
كان ينظر من نافذة مكتبه التي تطل على الخارج رافعاً كأس الماء ليقول “عملوا ايه ”
كان الرجل خلفه يرتعش من الخوف فـ ماذا يقول له فأجاب بنبرة مرتعشة “الرجالة نفذوا اللي حضرتك امرت بيه”
نبتت ابتسامة على فمه لكن تختفي عندما يكمل الرجل حديثه “بس رحيم ادخل في اخر لحظة وانقذها قبل ما العربية تخبطها ”
تهجمت ملامحه والقى بالكأس من يده والتفت للرجل وقال بغضب “رحيم رحيم ،تاني رحيم ”
“متضايقش نفسك ياطارق باشا اؤمرنا واحنا نخلص عليه”
صرخ به طارق وقال “اخفَ من وشي ”
___________________________________
اخذ نفساً عميقاً واخرجه وحمد الله على نجاح العملية ثم قام بخلع الجاون الطبي عنه وايضاً الكمامة والقفازات وجلس على مقعد خارج غرفة العمليات ليجد اسر جلس هو الاخر .
“مبروك نجاح العملية ”
“الله يبارك فيك ”
“ناويت على ايه”
اعتدل في جلسته وقال “هخلص شغل و اروح لهم ”
“انا هاجي معاك مش هسيبك لوحدك ”
___________________________________
تنظر لـ علا بغيظ فـ هي اكدت عليها الا تخبر احد لكن ماذا فعلت.
“والله ما قلت لحد البت قدر سمعتني وانا بقول لـ احمد ”
جحظت عينيها لتصيح “كمان قلتِ لـ احمد ”
لترد مصححة “لأ ما انا غلوشت عليه لما رن تاني يفهم مني ”
اشارت برأسها على قدر الجالسة بجوارها من الناحية اليمنى لتقول “طيب قدر وعرفنا انها سمعتك ،طيب وسلمى ”
قالتها بغيظ وهي تشير على سلمى الجالسة من الناحية اليسرى.
“كنا جايين انا والبت قدر ولقينا سلمى جاية من الشغل سألتنا رايحين فين حتى ياعيني مغيرتش هدومها ”
“اه اتمسكني ياختي طيب و…”
قاطعتها علا وقالت “وهبة لاقناها تحت عند خالتك ريهام عشان تديها الحقنة ”
اردفت سلمى بلوم وعتاب “وانتِ ما كنتيش عايزانا نعرف ليه ”
“ياجدعان مش عايزة اقلكم عليا على الفاضي ”
“انتِ عبيطة يابت احنا اخوات لازم نخاف على بعض ”
لترد قدر “الحب ولع في الدرة ”
لتوبخها ندى قائلة “بس يابت ،ده سلمى حبيبتي واختي وعمري كله ومقدرش استغنى عنها ”
رقرقت الدموع في عين سلمى من الفرح لتأخذ ندى في حضنها وقالت “وانا كمان مش هقدر استغنى عنك ”
بدالتها ندى العناق ثم قالت “سلمى”
“نعم”
“كان في 100 جنيه كنت مسلفهالك من شهر فين ”
خرجت من بين احضانها لترمقها بغيظ وتزمجرت “وانا اقول سليم جاب الرزالة دي منين اتريها وراثة ”
ضحك الجميع على كلايهما فلاحظت ندى هبة الجالسة امامهم بجوار علا ويفصلهم عنهم طاولة صغيرة في منتصف الغرفة لتقول ” مالك هادية كده ليه ياهبة ”
كادت تجيب حتى قالت قدر “مش لازم الهادي من برا يكون هادي من جوا ،اقصد الصراع الداخلي ياسادة ”
سخرت سلمى من حديثها وقالت “عم دستويفسكي ،احنا شلة فاشلة ملناش في الكلام ده ”
ابتسمت هبة وقالت ” كل الموضوع ان لما شفت عمو ابراهيم ومصطفى وهما بيعملونا زي بناتهم ومرحبين بينا افتكرت حنية بابا الله يرحمه ”
لتضع علا يدها على كتفها وتضمها اليها وتقول ” انا كمان بابا وحشني ”
تحولت ملامحهم إلى الحزن فأردفت قدر ” ايه ياولاد الكئيبة قلبتوها نكد ليه،طب اقلكم خبر حلو ”
انتبهى الجميع لها فـ اكملت هي “انا الحمدلله اتخلصت من تساقط الشعر ”
لتقول هبة بسعادة “بجد”
“اه بجد ودلوقت عايزة وصفة لتلميع القرعة ”
اختفت الابتسامة من على وجه هبة وقالت “وربنا دمك يلطش ”
سلمى كانت تفكر في شيء وقالت موجه حديثها لقدر “قدر مش انتِ المفروض فاقدة الذاكرة ازاي بقا بتتكلمي عادي زينا كده ”
علقت قدر على حديثها “سلمى ياحبيبتي انا فاقدة الذاكرة مش فاقدة النطق ”
ابتسمت ندى بخبث وقالت “سلمى عاملة ايه مع سليم في الشغل ”
“هكون عاملة ايه ،ده طول الطريق بدعي انه ما يشوفنيش وانا جيالك هنا ”
لتبتسم قدر وتقول “ايه هنقرأ الفاتحة قريب”
“هنقرأها على روحه ان شاء الله ،لاموخذة ياندى ”
“لأ عادي ولا يهمك”
لتكمل ندى بجدية “هو سليم صايع ومش متربي بس الشهادة لله محترم ”
___________________________________
نهض وقال وهو يتثأب “انا طالع انام”
رمقه ادهم بطرف عينه وقال “اقعد يالا ”
صاح سليم وهو يقول “في اي ياعم انا طالع انام ،تعبان من الشغل ”
ليتدخل مراد الجالس معهم في غرفة الاستقبال “عندك البيت تحت اهو اتخمد في اي حتة ”
ليبتسم احمد بمكر وقال “وفي اي حتة ليه شقتنا موجودة يطلع ينام براحته ”
نظر له سليم وقال “انت مش المفروض تكون في السوبر ماركت مع فارس ”
“فارس بيجيب بضاعة للمحل وزمانه جاي وهروح معاه عشان نحطها في المخزن ”
فأكمل سليم بأستفزاز “انا بقا مش بعرف انام غير على سريري”
ترك ادهم الهاتف من يده وقال بنبرة تحذيرية “مفيش طلوع فوق غير لما البنات اللي مع اختك فوق ينزلوا ”
“انا هطلع اكلهم ،ده انا هطلع انام ”
ليرد مراد ساخراً “ومن امته سليم باشا بينام الساعة 5 العصر ”
“من دلوقت وبردو هطلع انام ”
لف ظهره ليتحرك ناحية الباب وبالكاد خطى خطوة واحدة حتى سمع صوت ادهم من خلفه
” اترزع يالا ،مفيش طلوع”
رمى بجسده على الاريكة المقابلة لـ ادهم وجواره احمد وقال بتأفأف “اترزعنا ”
كان ينظر له بعين شامتة ثم احال بنظره لـ ادهم وقال “ادهم كنت عايزك تكلم جدك في موضوع جوازي من علا ”
ليقول سليم وهو مغمغض العينين “انا معرفش هتموت على الجواز ليه”
“يابني الجواز ده يعني الحب يعني الدلع يعني الحنية يعني الراحة يعني السعادة يعني الكلمة الحلوة ،اكمل ولا ابطل كدب ”
“لأ بطل كدب”
تدخل مراد هو الاخر وقال “صدقني يا احمد الجواز ده لو حلو ما كانش العريس لبس اسود”
تحولت ملامحه واردف بضيق “خلاص سديتوا نفسي اللهي تنسد نفسكم يابعيد ”
ابتسم ادهم وهو يفكر في شيء وقال “متقلقش يا احمد سليم هيخطب قريب وبعدين اكلم جدك واكيد هيوافق ”
فتح سليم عينيه لينهض ويصبح جالساً “ناااعم ياخويا سليم مين اللي هيخطب انت عشان تجوز اخوك تدبسني في جوازة ”
لكن صدع رنين هاتفه فقال “شوف مين يا احمد”
كان عبارة عن اسم شوشو يترقص على شاشة الهاتف نظر احمد له بقرف وقال بتقزز “دي الزفتة شوشو هانم”
عاد لوضع النوم على الاريكة من جديد وقال بعدم اهتمام “كنسل عليها”
ليردف مراد “انا معرفش بيحبوك على ايه”
اغلق احمد الهاتف كما اخبره سليم وقال. “انا بقا لو ركبت عربية ميكروباص كلها بنات والعربية اتقلبت هلاقي نفسي في حضن السواق ،حظي وانا عارفه”
قال جملته الاخيرة بغيظ ليضحك الثلاث شباب عليه ،ثم توقفوا عن الضحك عندما فتح فارس الباب ومعه رجلين وقال “قالوا انهم عايزين يشوفوا جدي زكريا”
نظر ادهم لـ اسر و الغضب يتصاعد الى نفسه رويداً فـ ادهم لم يحبه عندما رأه في حادثة قدر كان متحاذقاً ومتعجرف ،اما اسر شعر بالتوتر من نظرات ادهم وتمنى بداخله انه لم يأتي مع رحيم فـ ما الذي سيفعله ادهم فيه عند كشف الحقيقة
وقف مراد وقال “دكتور رحيم ؟!”
تنهد رحيم وقال “كنت عايز اقابل الحج زكريا المنشاوي ”
“عايز تقابلني ليه يا ولدي ”
ات الصوت من خلف رحيم واسر ليقف الجميع بالغرفة احتراماً له التفت رحيم لكن عندما رأه زكريا المنشاوي تصلب محله وقال بنبرة متعجبة
“حسن؟!”
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صدفة أم قدر)