روايات

رواية صبري الفصل الخامس 5 بقلم مروة حمدي

رواية صبري الفصل الخامس 5 بقلم مروة حمدي

رواية صبري الجزء الخامس

رواية صبري البارت الخامس

صبري
صبري

رواية صبري الحلقة الخامسة

يقف كصنم، لا يصدق بهذة السهولة؟ فقط اماء برأسه عقب انتهاء حديثها، لم ياخذ برهه حتى للتفكير، أى علاقة تجمع هذان الأثنين.
بينما هى بوادى اخر ابتسامتها وقد اشرق بها وجهها لموافقته حديثها جعلت قلبها يرقص طربا على وقع الدقات.
أطال النظر بها فتخصبت وجنتيها خجلا واخفضت نظرها لأسفل، بينما يداها تعبث بطرف ملفحتها، حاولت إخراج صوتها حتى نجحت أخيرا.
-استنانى انهاردة بالليل جيالك يا سيد الناس.
قالتها واندفعت لاسفل بسرعه لم تبصر ذاك الذى مد يده لها يوقفها وقد صرخ قلبه باسمها بعدما عجز لسانه.
بينما احمد متسع العينين يردد.
“سيد الناس” فينك يا لمياء الكل*ب تيجى تشوفى، مش علشان تعين جه فى الصعيد تدلقنى و تتخطب لابن خالها.
اخذ نفس عميق، اطلقه بقوة يستجمع شجعاته فقد حان دوره.
جالس على الاريكه يمسك بباقى فطيرته بين يديه وعيناه شارده يهم بالحديث للهواء، ليوقف الكلمات على حلقه يعاود رفع رأسه بسرعه مع صوت تلك الحمحمة القادمه لأعلى، ضيق بين عينيه وقد تحولت لهفته إلى استغراب، يعتدل بسرعه وعيناه على ذاك الغريب وهو يراه لأول مرة.
احمد: مساء الخير، معاك دكتور أحمد دكتور الوحده الجديد.
-لارد
-انا هنا من كم يوم..
-لارد
احمد يضع يديه المتربعه على حافة السور بأريحية متابعا بعدما نظر حوله يتنهد بصوت عالى: وما اعرفش حد هنا ولا حد يعرفني.
-لارد
بابتسامه صغيرة: وبما انى لوحدى وحفظت حيطان اوضتى حيطا حيطا ويعتبر معظم اليوم فاضى جه فى عقل بالى اتعرف على جيرانى واهو نبقى اصحاب.
-لارد
-وانت اقرب جار.
-لارد
-موافق تبقى صاحبى يا صبرى.
-لو صبرى بقا صاحبك فهو اخوي يا دكتور.
حاد بنظره من هذا إلى ذاك الواقف إلى جواره وقد انضم له توا ونظرة عتاب بعثها له محملة بكثير وكثير من الأحاديث الصامته، فهمها الأخر كاملة.
على بصوت مختنق: حقك علي يا أخوي وصاحبى وعشرة عمرى، بس والله كان صعيب علي اشوفك ك..
صمت يبتلع تلك الصرخه عقب ضغط أحمد بحذائه على رجله من أسفل، ليكمل الاخر .
على: بس من هنا ورايح هصدعك كيه زمان مش هخليك تفرفط منى سواء برضاك او برضاك برضه.
وبابتسامه حزينه تابع: علشان انت دايما كنت تقولى: تقل دمك على قلبى عسل.
اخفض رأسه بحزن ولم يجب والاخر صامت لا يجد كلمات يبرر بها خطأه بحق صديقه وقد عرف للتو فداحة ما فعل…
أحمد بمحاولة لتغيير الأجواء: اه يعنى وقعت بين اتنين حبايبى اطلع منها انا بقا.
على وهو يزيح دموعه: صبرى، يا اخوي الدكتور أحمد ده دكتور طيب جوى وعتحبه جوى جوى هو صحيح زملكاوي بس معلش طيبة قلبه تشفعله.
أحمد: يعنى انا وقعت بين اتنين أهلاوية.
على: ومتعصبين كمان.
احمد: شفناكم الماتش ال فات.
على:شفناكم انتوا فى ال قبله.
احمد: ال بينى وبينك التحليل.
قالها وهو يخرج المذياع الصغير على قناة الشباب والرياضه والاثنين يتابعان بجدية والثالث عاد للجلوس على الاريكة مدعيا عدم الأهتمام، ولكن تحفز جسده ، ارتفاع اذنه، طرف عيناه، جعل أحمد يبتسم بسمه صغيرة برضا وهو يستشعر نجاح اول خطوة بتبديد وحدته.
لم يتركوه الا قرب المغرب .
على : هروح لأمى يا صبرى لتزعطنى وتقفل علي الباب انت خابرها زين وبكرة هكون عندك يا ابو الصحاب.
لم يجبه، فقط جالس مستندا بظهره على الحائط خلفه، يضم قدميه إلى صدره.
وقبل ان يرحل: بكرة يا دكتور هجيب كرسين من البيت نحطوهم إهنه لحسن الوقفة تكسر الظهر.
احمد: ومن البيت ليه أومال الكراسى ال تحت فى الاستقبال دى قصرت فى حاجه؟
على: عهدددددددددة هروح فى ابو نكلة لو حصل جرد.
احمد: وانا الدكتور وبقولك طلع تلات كراسي وطربيزة يا علي.
علي: تمضى إقرار على الكلام ده ية دكتور.
احمد: شايف الندالة يا صبرى! لا، ياسى علي انا همضى على نقلك.
علي: لا وعلى ايه اربط الحمار، فوتكم بعافية.
عقب رحيله، احمد معلقا: عم جابر عنده حق، مخه طخين.
لم يفت على احمد تحفز جسد صبرى وتشجنه عند سماع الاسم ولكنه تابع على ايه حال.
احمد بتمطع: تعرف عندى واحد صحبى اسمه ” التعلب” بس ثوانى ده شهرته عندنا هو اسمه فؤاد، بس عارف جدع جدع وصاحب صاحبه، رغم ال هو فيه بس فرفوش شاف كتير وقلبه اتوجع بس استاذ فى رسم الضحكه على الوشوش، عارف يا صبرى سمناه ليه التعلب؟
-لارد
-ذكى جدا، كل حاجه ليها عنده حل!
رن هاتف أحمد بتلك اللحظه لينظر إلى الشاشة معلقا: ابن الحلال عند ذكره يبان…
أجاب المكالمة وفعل خاصية السماعة الخارجية: الو، دلوقت ال افتكرت ان ليك صاحب.
-اعمل ايه الدنيا تلاهى وظروف يا أحمد ونصيحه منى، اوعى تزعل من صاحبك ماتعرفش ايه ال مانعه عنك، بس قولى ايه الهو ال انت فيه ده؟
-احمد: ابدا خلصت بدرى وطلعت السطح وهو قاعدين انا وصبرى ندردش.
فؤاد بصوت انثوى: حب جديد، اه يا خاين.
احمد بابتسامه: صاحب جديد وجاري وصفى النية هتشبهنا.
فؤاد: اه يا عم انت عندك مروق وانا هنا طالع عينى مع الحالات.
احمد مقربا الهاتف باتجاه السور يمده لاسفل نحو صبرى الجالس على الاريكه يعطيه ظهره متابعا:
-وانت يا بتاع اتفضل هنا على الشازلونج بتتعب فى ايه؟
فؤاد بصدق: التعب هنا تعب عصبى ، انت بتتعامل مع الحالة بتعيش ظروفها بتحط نفسك مكانها علشان تلاقى الحل، طب ياسيدى ونروح بعيد ليه انا انهاردة جاتني حالة عندها فوبيا مز الدم.
احمد: ناس كتير عندها الفوبيا دى!
فؤاد: المشكلة لما يكون ال عنده الفوبيا ده دكتور وجراحه كمان.
احمد: ازاى ده؟ اومال تخصص ليه فى المجال ده طالما عنده الفوبيا دى؟ اصلا ليه دخل طب؟
فؤاد: ما هى الفوبيا دى جاتله قريب بسبب حادثة حصلت معاه هو ومراته وابنه على الطريق، خسر فيها مراته وابنه وهو فضل وقت جوا العربية ماسك ايد ابنه بيبكى وهو شايف النبض بيروح منه وحده وحده وهو متكتف مش عارف يسعفه ولا يسعف نفسه حتى.
احمد بتأثر حقيقى: ياه يا فؤاد صعب قوى ده.
فؤاد: الدنيا فيها كتيير يا صحبى، كل واحد بيقف على مشاكله ويقول اشمعنا انا ال بيحصل معايا كده مع انه لو شاف غيره هيعرف ان ربنا رحيم بينا وبيدى كل ابتلاء كأختبار للثبات ومافيش امتحان الا لو كان واثق انك يا عبد تقدر عليه.
احمد: وعملت معاه ايه؟
فؤاد: بالبداية سألته لو حالة جاتله غرقانه فى دمها او صدف وقابل حد محتاج مساعدة يسيبه دمه يتصفى لحد ما يموت لمجرد انه خايف يلمسه ولا يقوى على خوفه ده ويساعده، هو مش عارف الشخص ده وراء ايه ام زوجه أطفال او ابن وحيد لامه او زوجه عندها أولاد، ممكن بانقاذ شخص واحد تنقذ عيلة كاملة.
احمد : واقتنع!
فؤاد: نصحته يمر على أصحابه فى المستشفى ويحاول يتغلب على خوفه ولأجل الحظ جات حالة مستعجلة لطفل عنده ١١سنه ومحتاجين دكتور جراحه ومكنش فى حد، بيقولى شاف ابنه فيه، صراخ أمه وانهيارها خلاه من غير ما يحس يدخل اوضه العمليات، عارف يا أحمد.
احمد: ايه؟
فؤاد: قالى حس بجسمه كله بتنفض، قلبه بيدق بسرعه وجسمه عرق وساب المشرط بعد ما كان جهز واتعمق وكان خارج، بس صورة ابنه وال اتمنى يعمله ليه صوت ام الولد خلته رجع تانى ومسكه بكل قوته وغمض عنيه بيدعى الثبات وفتحها واشتغل وتناسى خوفه وفكر فى حاجه واحده بس ان فى روح مسئولة منه دلوقت.
احمد: ياااه، ده محتاج قوة علشان تتغلب على مخاوفك أكيد اللحظات دى مرت عليه صعبه.
فؤاد: ده حقيقى وهو نفسه قال كده بس لما خرج ووالدته الطفل وقفت بدموعها تشكره تدعيله بدد جواه كل تعب
أكمل بمغزى: شوية شجاعه يا صبرى وارادة منك
استقام بظهره عقب سماعه لاسمه والاخر متابعا من الجهة الاخرى….
وتصميم يا أحمد هتخليك تتغلب على خوفك ال انت أقوى منه اصلا، صحيح هتعدى بفترة صعبة علشان تعمل ده بس ده وقت قليل جدا قدام الراحة ال هتحس بيها بعدين.
صمت حل الجميع لثوانى بدده فؤاد: يا خبر، اقفل اقفل وقتك خلص عندى حالة عندها فوبيا من الظلمه مش عايز اتاخر عليه.
-هستناك تحكيلي حصل معاها ايه؟
-مش انهاردة يوم تانى، يلا مع السلامه يا صبرى مع السلامة يا أحمد.
أغلق المكالمة ليتثاءب احمد: دوشتك ية عم صبرى اسيبك انا دلوقت اريح شويه لدوشة بكره، تصبح على خير.
هبط من على الدرج متوجها للصيدلية بينما الصبرى وعقب ذهابه دون إرادة منه اخذ عقله يعيد التفكير فى كلمات ذاك الفؤاد حتى أذن العشاء، هرول باتجاه الباب، جلس على الأرضية مسندا بظهره عليه، مغمض العنين بخوف حتى مع الإضاءة المشتعلة ، حتى وصل إلى مسامعه صوتها الحنون الهامس.
-سى صبرى.
هب من مجلسه وبسرعه نظر من الفتحه تحاول تمرير الطعام بعدما وضعت داخله الحبوب التى احضرها الطبيب أحمد واعطاها إلى العم جابر ومنه لها بعدما أخبرها بالجرعه.
-تلقاها منها وبإهتمام سالته: جعان!
اماء برأسه.
-بالهنا والشفا، مش هتجولى عملت ايه انهاردة بعد ما فوتك فى الظهر.
-لارد.
-اكيد ما اتمرمرمتش زي ولا اتبهدلت.
نظر لها باستفسار، لتكمل هى : هحكيلك على الخيبة ال عملتها فى عيش الحج كمال وال عملته أمى فيا لما شافته هابط ومش خمران.
اخدت تتحدث معه ووالدتها بالنافذة والعم جابر على البوابة حتى أشارت والدتها لها، لتودعه سريعا…
-وقت ما تحتجنى هتلاقينى فى الشباك واوعى تنسى ال قولنا عليه وليك علي هفطرك بكرة وكله بتحبها قوى، سلام دلوقت.
بالفعل بعد سويعات قليلة أتى عمه وبعد خروجه انقطعت الكهربا ، وقف على الباب وقد تأخر الصياح ، يهم بالدخول لمعرفه ما هنالك ولما صامت ذلك الصبرى حتى صدحت صرخاته، صحيح لم تكن قوية ولكنها لم تمنع رسم تلك الإبتسامه على شفتيه.
ليهمس” دلوقتى يسخن ويلعلع”
بعد خروجه من الحى اشار العم جابر للطبيب ليشعل على الكشافات من الاسفل ثم يصعد خلفه وكل واحد منهم يمسك بكشاف يوجهه نحو باحه منزل صبرى، لتهدأ صرخاته مقتربا من مصدر الضوء بعدما توارى بجسديهما أسفل السور حتى لا يبصر أحدا منهما، فلقد شدد عليهم فؤاد انه فى هذة الحالة لا يجب أن يظهر أمامهم كالضعيف وخاصة انه يشعر بالضعف والانكسارمنذ حادثة زوجته ولا يجب تعزيز هذا الشعور.
مرت ثلاث أيام على ذلك اليوم والجميع يسير على الخطوات التى قام فؤاد برسمها لهم، توقظه ورده ويتسامر مع على واحمد وبعدها أحاديث فؤاد عن مرضاه وبالليل ورده وانضم لها العم جابر فبعد رحيلها تولى جابر مهمه طمأنته انه بالجوار بمروره ذهابا وايابا من أمام الباب وذلك بعدما تجرا باليوم التالى وصعد للسطح وتحدث معه ووعده بالحماية ، واخباره كم هو مقرب منه وكيف هى مكانته لديه.ومع انتشار خبر محاولة سرقة الطبيب لم يندهش احد قاطنى الحى من رؤية الكشافات مضاءة.
وبظهر اليوم الرابع، دلف علي على احمد يلتقط أنفاسه…
احمد: اهلا بالبيه ال جاى متاخر وساببنى محتاس.
على يتحدث بصعوبة: ما هى هووو اهى ما فيش حد.
احمد: ده ال رحمك من تحت يدى.
على: ما انت لما تعرف اما كنت فين مش هيكون ده كلامك.
احمد عاقدا لحاجبيه: فين؟
علي: تعال بس بره هفرجك على حاجه وعايزك تبعتها للدكتور فؤاد يشوفها.
خرج أحمد بفضول وبعدما قام علي بإرسال الفيديو له أرسله لفؤاد ثم قام بالمشاهدة لتتسع عينيه وهو يجد امرأة بين ثلاث نساء اقل ما يقال انهم يفتكون بها، ليتهته يحاول تجميع كلماته…
-ايه ده؟
علي: ده…صمت ولم يكمل على صوت علو رنات هاتف احمد، ليجيب سريعا.
فؤاد: ايه ال باعته ده يخرب بيتك.
احمد: علمى علمك انا لسه بتفرج عليه زي زيك دلوقت.
علي بابتسامة لا تتلائم مع الموقف بتاتا: انا هقولك يا دكتور…
شرد يسرد عليهم ما حدث معه صباحا قبل أن يدلف من البوابة والتفاته على صوت خلفه يربط على كتفه: علي يا ولدى.
علي: ها، صباح الخير يا خالة.
والده وردة: صباحك خير ورضا، يالا ياولدى أن الأوان تعالى معايا.
على: على فين؟
والدة وردة: نجيب حق صبرى.
علي: بدكرين البط دوول.
قالها وهو يشير إلى ما تحمله بين يديها.
والدة وردة: دوول ال هيسهلوا الموضوع.
علي: مش فاهم.
والدة وردة: هم معاي لحد ما نطلع على السكه اجولك فى الطريق.
علي: طب عنك يا خالة.
والدة وردة: لا علشان هدومك تتوسخش بعدين مش عايزين حد ياخد لباله اننا مع بعض انت نسيت ولا ايه؟
على: فاتت عليا دى، قوليلى يا خالة هنرجع حقة ازاى؟
والدة وردة: البلد ال منها المحروقة طليقة صبرى انهاردة سوقهم، وانا ساعات بنزل السوق ده استرزق فيه وكنت بلمحها فيه على طول، كل سوق تاجى تعبى وتودى وتيجى تعبى حتى من غير برويطه بتاخد السواقة على دورين فسألت واتقصت من تحت لتحت وعرفت ان ربنا اسمه العدل.
علي: خير يا خالة عرفتى ايه؟ طمئنى قلبى لحسن لشماته بتزغرط فى عنيكى.
والدة وردة: اتجوزت واحد مخليها ماشية تكلم نفسها واخدها خدامه لأهل البيت تتسوق هى وتغسل وتخبز للبيت كله ولا تقدر تفتح خشمها وتقول بم ، شوف من صبرى ال مستتها للى واخدها فى رجله يخطى بيها، بس عارف الطبع الردئ ردئ.
علي: حوصل ايه؟
والدة وردة: مع البهدلة ال هى فيها والمرمطة دى شايفه نفسها على الخلج وخصوصى البياعين.
علي: واحنا هنجيب حقه ازاى؟ طالما الزمن جاب حقه منها.
والدة وردة: درس ينكسرفيه منخارها ال رافعاه على الخلج ده، يالا فسح عنى فى تيوته معديه نركبوها على السوق وهناك هتعرف.
على وهو يقص عليهم بحماس: وروحنا السوق وعملت نفسها ولا تعرفنى، ولقيت مرات صبرى صوح شايله اشى على يدها واشى على رأسها وهدومها معفرة ووشها مترب بس ياخى لسانها كيه القطر كانت بتتشاكل مع بياعه وعايرتها بأصلها وناسها ومشت.
احمد وفؤاد: وبعدين.
راحت ام وردة حداها واتحدت كلمتين مسمعتهمش ما انا حسب الخطة واقف بعيد مستنى ساعه الصفر.
احمد: أنجز يا علي.
علي: البياعه سابتها وغيبت دقايق ورجعت بوحده تانية وكل وحده اخدت دكر بط من ام وردة وعاينته فى فرشتها.
فؤاد: على أنجز انا بنام بدرى.
علي: احنا لسه الظهر.
احمد مستغفرا: وبعدين يا على؟
علي: كل وحده فيهم اتلفحت بملفحتها ودارت وشها مابانش منه الهوا وراحوا يمه المحروقة على رأى ام وردة.
وحده فيهم معرفش مين من التلاته ، ما هما متلتمين، خبطت فى كتفها بغل زاحتها الناحية التانية، قوم تخبط فى وحده تانية منيهم كانت واقفة متصدرة وزى ما تقول كانت مستنية الخبطة وزعقت لها والتانية ردت والاولى زعقت والتانية شتمت وكلمه هنا وكلمه هناك مسكوها كيه الفار ال وقع بين تلات قطط ومين ياكل منه اكتر ولما فيست منيهم، وسط الزحمه اتسحبوا وخلعوا البرد وكل وحده على فرشتها وأم وردة وقفت قدام البياعة الاولانية وعملت نفسها بتنقى حزمة ملوخية!
فؤاد بضحكه: حلفت يمين وقامت بيه حقيقى.
احمد : ايه يا فؤاد ؟ نوريه لصبرى؟
فؤاد: ده اكيد وده وقته المظبوط كمان.
علي: انا اخده ليه؟
فؤاد: لا مش انت.
احمد: انا طيب.
فؤاد: ولا انت ولا وردة.
علي: اومال مين؟
فؤاد: العم جابر، صدقونى هو ال محتاج يشوف الفيديو ده اكتر من صبرى وصبرى محتاج يشوفه من ايدين عم جابر اكتر من اى حد، بس خلى بالك يا علي احتمال كبير تخسر تليفونك ده ، احنا مش عارفين رد فعل صبرى هيكون ايه؟
على وهو ينظر للهاتف بحسرة: فداه يا دكتور وربنا يعوض عليا ولما يخف…اكمل بتوعد…هخليه يجبلى السامسونج ١٤.
مرت دقائق.
هرول بعدها العم جابر على الدرج وعيناه تذرف الدموع من السعادة وبلهفة فرحه شماته واضحه نادى بصوته: صبرى، صبرى ياولدى حقك يا ولدى صبرى.
اعتدل بجلسته يقف من مكانه، ينظر له بدون فهم.
لينزل له العم جابر الهاتف مربوط بحبل معلقا:
شوف وانت تعرف انا اقصد ايه؟
أخذه منه بعدم فهم لينظر إلى شاشته وعيناه اتسعت تدريجيا وهو يبصر وجه تلك التى احطت من رجولته أمام نفسه قبل الجميع، على صوت تنفسه واتسعت عيناه شرزا، اشتدت قبضته على الهاتف برهة مرت وعيناه ثابته على الشاشة، عقد حاجيه، ضيق ما بين عينيه ، فتح فاهه وضحكه صغيرة تجاهد بالخروج وهو يراها أمام عينيه تكال لها الضربات تصرخ وتستنجد ولم يتقدم احد لمد يد العون لها، اغمض عينيه يستكين على وقع الصرخات ثم دون اى مقدمات اخذ الهاتف والقاه أرضا وبعينان تشتعلان من الغضب، التقط حجارة من على الأرض يضربه به مرة تلو الأخرى ومع كل مرة تخرج منه زمجرة غاضبة، حتى صار تحت يديه حطاها ليلتقط انفاسه بصعوبه، يده معلقه بالهواء حاملة للهاتف ووجه بلون البركان الثائر داخله.
علي بحسرة: مالحقتش افرح بقسطه ال خلص.
العم جابر بإشفاق: اهدئ يا ولدى اهدئ اهى خدت جزاتها ده غير المرمطه ال هى فيها، ده جرسة ابوها وهو خارج ملفوف بالملايه بشقه شمال فى المحافظة، حقك رجع منيهم يا ولدى.
القى بالحجر من بين يديه والتفت برأسه ناحيته وهو لا يزال على جلسته ، أنفاسه لا تهدأ عيونه دامعه، عروقه نافرة وملامحه منقبضة وصمته هذة المرة اختلف عن سابقه فلقد آثار بداخلهم القلق والخوف عليه.
فؤاد المتابع: لازم يهدئ يا جماعه ممكن يعمل فى نفسه حاجه.
احمد وقد تذكر حديث وردة معه بالأمس عقب هبوطها.
وردة : دكتور أحمد، وقت ما تلاقيه خايف زعلان غضبان ، ولعله قرآن، سى صبرى حافظ لحاجات كتير من كتاب الله ويحب يسمعه، منه يحفظه ويحميه من الخبائث ومنه يهديه ويطمئنه.
بسرعه اخذ المذياع من على الطاولة جوارهم واداره على اذاعه القرآن الكريم ، ثم اسنده على السور وعلى آيات الذكر تهدلت كتفاه ، اخفض راسه وفاضت عيناه بالدموع يتخللها شهقات متقاطعة.
وفؤاد لا يزال يتابع بعين كالصقر كل حركة تصدر منه لتلمع عيناه وهو يراه يزيح دموعه بطرف جلبابه ودون ان يرفع راسه من جديد توجه نحو الاريكه، ينام على جانبه ولكن هذه المرة باتجاه السور بهدوء وشبح ابتسامه خفيفة رسمت على وجه برضا واضح رسم ابتسامه على وجوه المتابعين من الاعلى، ليشير احمد لهم بالصمت والهبوط مع ترك المذياع دائر.
بالاسفل وعقب هبوطهم تحدث فؤاد: الحمدلله يا جماعه فى وقت قصير فى تقدم ملحوظ بإذن الله الجاى من انهاردة كله خير بس نلتزم.
العم جابر/احمد/علي: معاك للأخر.
بالفعل التزم الجميع بالتعليمات مع ملاحظتهم لتغييرات على حالة صبرى فوجه بدأ يستعيد نظارته كذلك ملابسه صحيح لا تزال متسخه ولكنها ملائمة للجو كأنه بدأ يستشعر طبيعية الأجواء من حوله ، كذلك أحاديث على واحمد معه أصبح يتفاعل معها بحركات جسده تعابير جسده حتى مكالمات الهاتف مع فؤاد يكاد احمد يقسم انه ينتظرها، من طريقة جلسته قرب موعدها ورفع راسه من حين لاخر لأعلى.
كل شى كان يسير كما هو مخطط له حتى أتى ذلك اليوم والعم جابر يدلف من الباب على احمد وعلى مرتاعً.
” الحق يا دكتور أحمد اتصل على الدكتور فؤاد بلغه بالمصيبة ال وقعت على دماغنا”
احمد بخوف يخرج من مكتبه وهو يطلب الرقم سريعا مبتلعا ريقه بصعوبه: مصيبه ايه يا عم جابر، قلقتنى؟
العك جابر: الحقنى بفؤاد وانت هتعرف.
علي: خير يابا.
العم جابر: ما هو طول ما فيها بوزك هيجى من فين الخير يا خلفة الندامة.
علي: كل نصيبه ملبسهانى يابا حرام عليك.
فؤاد: من الجهة الاخرى: الو.
العم جابر: الحق يا دكتور مصيبة.
فؤاد: خير يا عم جابر حصل ايه؟
العم جابر: الواد خضر ابن محمدين.
احمد: مين ده
علي: واحد من عيال اعمام صبرى ساكن تأنى دار فى الشارع.
فؤاد : ماله؟
العم جابر: قابلني انهاردة فى الطريق وقالى لينا كم يوم بناموا مرتاحين لا صراخ ولا بكا ولا نواح، كأن صبرة هيعقل ولا ايه؟
علي: طب ودى حاجة تزعلك برضه.
العم جابر: يا طور خضر ده كيه كيهك ما بيتبلش فى خشمه فوله بغبغان بيقول ال عيسمعه وطالما هو اتكلم يبقى الحديت متنطور يمين وشمال.
علي بغباء: طب ما ده حاجة زينه.
العم جابر: يبقى ليه حق الطور يزعل لما اقول عليك طور ولا له؟!
فؤاد: العم جابر يقصد ان كده الكلام هيوصل لحسين ويركز اكتر مع صبرى وانشغالة الفترة ال فاتت بتعب مراته فى الحمل مخلهوش يركز اوى انه يسمع الصراخ قبل ما يمشى بس مع الكلام ده ممكن يقعد ويستنى ويحقق بنفسه.
علي: يا داهية دوجى، والعمل؟
فؤاد: صبرى يصرخ.
علي: يعنى احنا ماصدقنا انه بدأ يهدأ نرجع نقوله صرخ!
فؤاد: مش هنقول كده اكيد.
علي: اومال؟!
فؤاد: انا كنت عامل حساب حاجه زى كده بس المهم الطريقة؟
صمت لدقائق تحدث بعدها : على هات وردة وامها محتاجين كلنا نفكر سوا.
بالفعل مرت نصف ساعه حتى جلس خمستهم بالحديقه والهاتف بالمنتصف …
فؤاد بصوت عالى يفكر معهم: احنا معانا الفيديو ال متسجل فيه صوت صراخه وبكاءه وغناءه ورا بعض مع احمد ومعايا ممكن نشغله بديل عن صبرى بس هنا هتواجهنا مشكلة.
علي: ايه؟
فؤاد: صبرى نفسه.
احمد: لما يسمع صوت الصراخ.
علي: نحطله منوم فى الأكل ال ورده هتديهوله عشية، منه مش هيسمع لكلام عمه ال مش عارفين بيقله ايه؟ ومنه ما يصرخ قدامه والسبب نومه وبعد ما يمشى ويطفى النور نشغل التسجيل لأجل البقية ال فى الشارع.
العم جابر: اول مرة تقول حاجه عدله.
فؤاد: اقتراح كويس بس فى مخاطرة.
احمد: ليه يا فؤاد انا شايف انها فكرة حلوة.
فؤاد: صبرى وهو صاحى مش بياخد برشام وده اتاكدنا منه من جسمه ال بدأ يستعيد صحته وتفاعله معانا، واكيد حسين لما هيزوره هيدقق وياخد لباله ومش بعيد يزودله الجرعه ويحطها فى بقه وهو نايم وبكده يبقى تعب الفترة ال راحت على كف عفريت.
العم جابر لاكزا ابنه بجنبه: مش تفكر قبل ما تتكلم يا بجم.
علي: انت اكيد لاقيني فى خرابة ما هى دى مش معاملة اب لابنه ابدااا.
العم جابر: فى زريبة وانت الصادق.
احمد: طب والعمل.
فؤاد: كفاية هروب، صبرى كلامى كله فى التليفون كانت جلسات بطريق غبر مباشر ليه فاضل العملى لازم يواجهه خوفه بحاجه تانية تشغل باله عنه.
ورده: جول نعمل ايه يا دكتور.
بعد ما يطلع حسين من البيت ويطفئ النور هيقف يستنى وهنا انت هتتكلم معاه يا جابر دقيقه تلاهيه مسافة ما وردة تحط التسجيل فى الفتحه بتاعه الباب وترجع البيت.
وهنا يا على انت الاسبوع ده مش هتروح بيتكم، الكشافات كده كده بقت شغاله من بعد العشا هتقغوا وتخلوه يشوفكم واتكلموا معاه ولاهوه عن الصوت لساعه بس يكون حسين اطمأن ومشى وال فى الشارع سمعوا وصبرى قدر يشغل عقله ويخليه يفصل بين الأصوات وأنه ممكن بسهولة يعزل الحاجه ال تخوفه وكأنها مش موجودة .
بالمساء بالفعل أتى حسين وفعل كما توقع منه فؤاد وخرج من المنزل واطفئ الاضواء ووقف قبالة الباب ينتظر، التف للخلف ثم اعتدل بسائر جسده لذلك الواقف قبالته.
العم جابر: عاش من شافك يا حج حسين، خير فى حاجه جاى مخصوص لأجلها الساعة دى.
حسين: لأجل صبرى اطمئن عليه، ده دمى ولحمى.
العم جابر بسخرية مبطنه: فيك الخير والله.
حسين رافعا نظره لأعلى لتلك الكشافات التى تضئ تبدد العتمه من حولها وبغضب لم يتمكن من إخفائه: والكشافات دى هتفضل قايده على طول.
العم جابر: انت مدرتيش عن ابن الحرام ال كان عايز يسرق.
حسين: سمعت بس الحديت عدى عليه وقت وبعد الجرسة ال حصلت فى البلد والموضوع بقى لبانه على لسان الكل ما أفتكرش حد هيتخبط فى نفوخه ويجى نواحيكم تانى.
العم جابر: ياعم وهو احنا هندفع حاجه من جيبنا وبعدين احنا كشافتنا البريمو غير لمضك العطلانة ال تقيد بالنهار وتفصل بنصاص الليالى لوحدها.
حسين بلجلجه: اهو قولت لوحدها اعملها ايه انى.
العم جابر: هاتلها كهربائى يصلحها يخلف عليك ربنا.
صدح صوت صراخ فى تلك اللحظه ليلتقط حسين أنفاسه براحه ونظره مليئة بالنصر تابع الحديث مع العم جابر.
حسين : وعلبة الكهربا مفتاحها مع صبرى ال اما ابقى اخده منه هبقا اجيب كهربائى وكفاية عليه انت منوراهاله.
قالها ساخرا ولم ينظر لمرة واحده للخلف ، ليبصق جابر فى أثره.
**
على السطح يقف على واحمد وصبرى قبالتهم ، فبعد انقطاع الكهرباء توجه ناحية الضوء بثبات عكس السابق، ليتفاجأ بوجودهم ولكن صدوح الصرخات جعله ينتفض بمكانه وعيناه تدور بكل الاتجاهات يبحث عن المصدر يلف بجسده وهو اقف بمكانه لا يستمع إلى ايا من مناداتهم عليه أو ايا من احاديثهم يوشك على الركض فزعا حتى اوقفه صوتها.
“صبرى”
تحفز جسده وقفت قدماه فى الهواء وعلت دقاته وهو يستمع لاسمه من صوتها المميز لاذنيه مجردا لأول مرة، لتكمل هى: عارف ليه احنا سبنا بيتنا وبلدنا وهربنا.
رجع بقدمه لمكانها، لتكمل هى بدموع: علشان واحد ندل حليت فى عنيه عيلة صغيرة ابوها مات وكان عايز يضيعها.
استدار لها بجسده وقد حازت على انتباه جميع خلايا جسده، وعيناه متسعه يبلع ريقه يخشى القادم .
بينما فى تلك الاثناء اشار احمد لعلى بالابتعاد تاركا لهما مساحة، فلقد شعر بأن هذة اللحظه خاصة بهما فقط لا غير.
تقابل مع العم جابر بالاسفل يسأله عنها.
العم جابر : بعد ما حطت التسجيل وقفت امها على بابهم تراقب وصممت تاجى معاي وقالت إنها خايفة عليه ومش هتعرف تقعد ولا تستنى غير لما تشوفه بعينها.
احمد: كويس انها جات ، احنا مقدرناش نسيطر عليه.
بالأعلى ورده وهى تزيح دموعها الحارقة لوجنتيها ولقلبه…
-حاول بالترغيب التهديد لحد ما اتجرأ لما مالقاش حد يقوله بتعمل ايه؟! وخبط علينا فى انصاص الليالى، هنا امى محملتش وعملت كيه البسة اللى تعدى بعيالها بحور واخدتنى وراحت بيا وهملت كل شئ وراها ومن حته لحته مش لاقين المكان ال يأوينا ويصون عرضها وعرض بتها لحد ما ظهر الشاطر حسن بمفتاح بيته وأمنا وحرسنا وكان لينا الظهر والسند .
شوفت فيه ال مشفتهوش فى اى رجل عينه وقعت عليا: شوفت حنية، احترام خوف واهتمام قلبى اتعلق بيه غصب مع إنى عارفة انه صعب بس القلوب ماعلهاش سلطان، يوم فرحه قلبى اتكوى وال صبرنى وجوده قبالى بس كم حاجه عفشة حصلتله وخلته تعب وتعبه تعبنى وتعب قلبى كانت كل صرخه بتطلع منه كان صداها بيطلع من روحى كل دمعه بتنزل من عنيه كانت تنزل على قلبى تكويه كيه الفحم المولع على اللحم، كل ضحكه موجوعه كانت بتشقنى نصين بقت بدعيله فى كل ثانية يزيح عنه او اشيل انا مكانه ولحد ربنا ما استجاب وفى يوم بعت ال يولعله شمعه تنور عتمته، وياخد بيده من ال هو فيه، الفرحه مكنتش سايعانى، ولو طلبوا منى نور عينى وايامى الباقية فى الدنيا لأجل اشوف ضحكه عنيه من تأنى مها اتاخرش.
مدت يديها الاثنين وبرجاء: عمر ماحد مد يده ليك ورجعته خايب يا سيد الناس، حلفتك بالغوالى ال راحوا، رجعلى ظهرى وسندى رجعلى الظل ال محادى علي، العيون عرتنى والكلاب كترت والكل عاوز ينهش رجعلى الشاطر حسن رجعلى الباب ال كان حيشهم عنى.
بدموع قهر وشهقات عالية ختمت حديثها وفرت من أمامه بعدما تركته بمكانه مصدوم وكأن صاعقة ضربته للتو…
**
يقف أمام ذاك الباب وقد غطته الاتربه ونسجت عليه العناكب خيوطها، اغمض عينيه يستجمع قوته يحاول تهدئة دقات قلبه الضاربة ليساره بعنف، لتحضر صورتها أمام عينيه لتمتد يديه تلقائيا تفتح ذاك الباب مصدره صرير عالى.
دلف ببطء ورائحة الغبار التى انتشرت بالمكان لم تخفى تلك الرائحة التى أدفئت اوصاله وغمرت قلبه بالحنين، دار بالغرفة، يسترجع كل تلك الاحداث والذكريات التى عاشها سويا بتلك الغرفة حتى وقف أمام صورته المعلقه على الحائط وبدموع: وحشتنى جوى يا ابن ابوى.
اغمض عينيه يتنهد بحزن، جر قدميه حتى صار أمام الفراش، جلس بارهاق ، يمرر يده على شرشفه ، ليضع رأسه على الوسادة وكل تلك الاحداث التى مرت عليه منذ ذلك اليوم المشئوم تنعاد أمامه حتى لحظه ااعترافها الصريح له.
ليهمس بصوت مسموع: ان الأوان تفوق يا صبرى.
ختمها بيده التى امتدت لزر الاضاءه على جانب الفراش تغلقه…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صبري)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى