رواية امرأة في ثوب رجل الفصل الأول 1 بقلم أمل عبدالرازق

رواية امرأة في ثوب رجل الجزء الأول

رواية امرأة في ثوب رجل البارت الأول

رواية امرأة في ثوب رجل الحلقة الأولى

– سيف: مش تبص قدام ولا انتو هنا متعودين تدلقوا المشاريب على الزباين
– إسلام: أنا بجد اسفة يا فندم مخدتش بالي والله
– سيف: اسفة! بقى واحد زيَّك يقول آسفه وعيونه تدمع وماله صوتك مايع كدا ليه، ما تسترجل الحكاية مش ناقصه
إسلام: آسف يا فندم النهارده أول يوم ليا في الشغل ومتوتر
سيف: وهيكون الأخير، أنا بشرب قهوتي من هنا كل يوم الصبح وعمري ما اتصبحت بخلقتك، طالما مش اد الشغل جاي تشنغل ليه، هروح الشركة إزاي دلوقتي بهدومي اللي غرقت قهوه
إسلام: ارجوك يا فندم سامحني انا مش قاصد، صدقني أنا لاقيت الشغل بعد بحث شهور ابويا مريض قلب وحالته متأخرة ومالوش غيري في الدنيا وأنا بحاول اجمع فلوس العملية، المدير لو عرف هيرفضني
سيف: اهدى طيب ومتعيطش وحصل خير، اقعد ارتاح
اسلام: شكرًا لحضرتك يا فندم وبقرر اعتذاري مرة تانيه، هروح اجيب لحضرتك اوردر تاني غير اللي انا وقعته
سيف: انت اسمك إيه
إسلام: اسمي إسلام
سيف: و انا سيف ، معاك شهادة يا اسلام وبتاخد مرتب كام
اسلام: انا خريج كلية تجارة، واتفقت مع المدير على ٢٠٠٠ جنيه
سيف: و إيه اللي مشغلك جارسون هنا
إسلام: الظروف يا فندم، اهل والدي خدوا حقه في الميراث وطردوه وعشان يحميني من بطشهم جينا هنا القاهرة وهو من حزنه جاله القلب وحالته متأخره
سيف: بتعرف في المحاسبة او السكرتاريه
إسلام: أيوه وشاطر جدًا
سيف: حلو، تسمع عن شركات الشناوي للعقارات
إسلام: طبعا دا اسم ليه تاريخ مشرف وكل الناس تعرفه
سيف: أنا ابن عماد الشناوي وماسك فرع الشيخ زايد، انت هتروح تقدم استقالتك وتيجي معايا هعينك سكرتيري الخاص لحد ما يكون متاح مكان محاسب
إسلام: حضرتك بتتكلم جد
سيف: بسرعة قبل ما اغير رأيي، أنا بحترم الشباب والمكافح اللي بياكلها بالحلال وبيبدأ من الصفر، غيرك بيقعد يستنى ياخد مصروفه من بابا و انت عندك مسؤولية وهنبدأ ب ٨٠٠٠، مناسب معاك
إسلام: مناسب يا فندم مناسب أوي الحمد والشكر لله، بس عايز اقول لحضرتك على حاجه
إسلام: الفرع بتاعي مش مشغل في بنات خالص ومش هشغل فيه بنات، كلهم شباب في سني وسنك وأكبر، ان شاء الله هترتاح معانا ومعلش من الأول كدا أنا معنديش دلع في الشغل واتعود على عصبيتي لأن الغلطة في الشغل بملايين ومش عايزك تعيط زي النهارده، أنا قولت إللي عندي عايز تقول إيه بقى
إسلام: ولا حاجه يا فندم، ان شاء الله شغلي يعجب حضرتك
_______
منير: و ازاي يا بنتي هتفضلي متنكرة في شاب، أنا خايف عليكي يا حبيبتي، مينفعش كدا يا إسلام لو اتكشفتي مش هيسكتوا
إسلام: طمن قلبك يا بابا طول ما انت راضي عني وبتدعيلي مش هيجرالي حاجه، دِ فرصة اي حد يتمناها وان شاء الله في فترة بسيطة هنوفر فلوس العملية وهتبقى زي الفل يا حبيبي
منير: يا بنتي أنا خايف عليكي
إسلام: يا بابا طمن قلبك بقى، بنتك راجل متقلقش
منير: لأ البروكة عامله شغل بردو والشنب وسبحان الله اسمك كمان ظابط الاداء
إسلام: بجد يا بابا بحاول أمثل الدور واظبط الصوت على اد ما أقدر، أنا لازم اشتري بروكتين كمان احتياطي، النهارده من التوتر قولتله آسفه بصوتي
منير: يا بنتي إزاي هتعيشي دور مش دورك، ربنا خلقك بنت مش هتعرفي تغيري دا، تعالي نرجع البلد ونحاول مع اعمامك، اكيد بعد ما يعرفوا بتعبي قلبهم هيحن وهاخد حقي
إسلام: مستحيل نرجع هناك الا وإحنا معانا محامي وياخد حقنا منهم دول انتزعت من قلوبهم الرحمة، ربنا مش هيسيبنا ابدا بسببهم إحنا متبهدلين وعايشين بالايجار ، وكان لازم اتنكر وإلا مش هنعرف نعيش هنا يا بابا لأني بنت لا حول ليا ولا قوة والناس بقت صعبه
منير: ان شاء الله ربنا هيعوضنا وهناخد حقنا منهم، سامحيني يا بنتي انا السبب في بهدلتك
إسلام: من فضلك يا بابا متجهدش نفسك ومتقولش كدا، أنا عيوني ليك والحمد لله لاقيت شغل كويس و ان شاء الله هتعمل العملية وهتكون زي الفل وهنوقف على رجلينا تاني
_________
– سيف: صباح الخير يا إسلام إيه اخبار الشغل
– إسلام: الحمد لله كله تمام بحاول افهم كل حاجه وعايز حضرتك تطمن خالص
– سيف: ان شاء الله يكون المكان كويس ومناسب ليك، والدك عامل ايه
– إسلام: الحمد لله ماشي الحال وبيسلم على حضرتك وبيشكرك جدا
سيف: بيشكرني على ايه انا معملتش حاجه تستحق الشكر، وان شاء الله هاجي ازوركم قريب عشان في خبر حلو للوالد وليك انت كمان يا اسلام
إسلام: حضرتك تنورنا يا فندم وتيجي في اي وقت وربنا يجعل دايما الخير محاوطك
– سيف: جبتلي الاوراق اللي طلبتها منك شهاده التخرج وشهاده الميلاد والبطاقه
إسلام: بصراحه انا قلبت الدنيا عليهم ومش لاقيهم شكلي من الخوف والقلق يوم ما طردونا من بيتنا نسيتهم ، دا أنا حتى معرفتش اخد اي لبس ليا أنا ووالدي
سيف: صورة بطاقة حتى عشان نعرف نسجلك معانا
إسلام: للأسف مش معايا ولو ده هيأثر على الشغل انا ممكن امشي وبجد شكرا لحضرتك من قلبي كفايه اللي انت عملته عشاني وجبتني هنا
سيف: متقولش كدا إحنا اخوات، ان شاء الله نطلعلك بطاقة بس عايزين شهادة ميلاد، بص انا ممكن اخدك ونروح بلدك نجيب كل اللي يخصك هناك و ان شاء الله حقك يرجع .
* سيف دخل مكتبه واسلام وقفت تكلم نفسها وتقول هتفضلي تكذبي كده لحد امتى يا اسلام الراجل وفرلك شغل غيرك يتمناه والكذب عمره ما كان من صفاتك مسيرك هتتكشفي هتفضلي يعني تعملي حوارات لحد امتى ربنا يسترها معايا لحد ما اوفر فلوس عمليه والدي.
* سيف دخل مكتبه وكان متعاطف مع اسلام وشاغل باله وكان حاسس ان وراه لغز او سر مخبيه ولكنه شايف انه شاب كويس ومحترم وعايز يساعده
_________
في بيت سيف
إيمان : أنا عايزه افرح ب ابني يا عماد
عماد: ما شاء الله ابنك ناجح واحسن مستثمر عقارات في مصر عايزه ايه اكتر من كده عشان تفرحي بيه
إيمان: ربنا يوفقه ويزيده نجاح يا رب ولكن انا عايزه اشوف ابني عريس وافرح بيه وبولاده مش هينفع يفضل متعقد كده
عماد: من بعد وفاة تسنيم وهو مش قادر ينساها ولا عايز يعرف ولا يتجوز غيرها ابنك كان بيحبها أوي ولكن نصيبها كدا وكلنا لها
إيمان: تسنيم دي كانت بنتي مش خطيبه ابني وانا زعلانه عليها اوي وفراقها صعب ولكن عدى على وفاتها خمس سنين والعمر بيجري وابنك اتعقد من كل البنات ومش بيطيقهم ومش فاهمه دماغه وتعبت من الكلام معاه، نفسي اطمن عليه ويكون ليه ونس في الدنيا، اتكلم معاه انت يا عماد يمكن يقتنع
عماد: ابنك كان بيحبها أوي ومتعلق بيها وكتب كتابه ولما عملوا الحادثه يوم الفرح بسبب الزفة والموتسيكلات وقلة القيمة اللي ملهاش لازمه وفي ناس بتروح بسببها ودا اللي حصل العربية اتخبطت وراحت ضحيتها تسنيم وهو في الأول والآخر نصيب بس لازم نتعلم من أخطأنا، وسيف مقتنع إنه السبب ومعرفش يحافظ عليها وبيتمنى يكون مكانها، الاحساس بالذنب صعب ربنا يهونها عليه، انا بتكلم معاه ومش بيكون مرتاح لما نفتح الموضوع دا او ارشحله بنت من بنات اصحابي، ربنا يصبره ويريح قلبه
– إيمان: يوم صعب كلنا مش قادرين ينساه ربنا يصبر قلبه بس انا نفسي افرح بيه بالله عليك اقنعه انا هيجرى لي حاجه بسبب كده انا قلقانه عليه
– عماد: حاضر طمني قلبك بس وادعيله وربنا يكتبله الخير
_______
بعد مرور شهر
سيف: خير واقف كده ليه يا اسلام مش لاقي عربيه ولا ايه
إسلام: ايوه مستني عربيه او تاكسي
سيف: طب تعالى اركب أوصلك
إسلام اتوترت جدا وقالتله: لأ يا فندم متشغلش بالك أنا هصرف نفسي زي كل يوم بتأخر شويه بس وبتمشى لحد ما ألاقي عربية
سيف: مافيش عربيات بتعدي من هنا لان الوقت اتأخر وبعدين انت قابض النهارده واكيد نفسك تفرح والدك، تعالى اوصلك في طريقي و أهو بالمرة اتعرف على الوالد، ومافيش نقاش
إسلام: اللي يشوف حضرتك دلوقتي يقول مستحيل يكون هو نفس الشخص اللي شوفته في الكافيه
سيف: يعني غرقتني قهوة مستني مني أخدك بالحضن، انا ارتاحت ليك وحاسك ابن حلال وصدقني لو اي موظف مكانك كنت هوصله، اركب يلا وقولي عنوانك
* اول ما سيف عرض عليا اركب معاه في العربيه اتوترت جدا وكنت قلقانه انه يعرف ان انا بنتي مش ولد او حتى يقابل بابا وبابا ما ياخدش باله ويتكلم على ان بنت او يشوف اي حاجه في البيت تدل على ان بنت او ما اعرفش أألف قصه جديده، فقررت اني هاخده على اول الشارع ومش هخليه يوصل للبيت وهدخله من شوارع مختلفه وانزل قدام اي صيدليه بحجة ان انا عايزه اجيب علاج لوالدي، بس في حاجه غريبه بتحصلي كل ما بشوفه قلبي بيدق ووشي بيحمر مش فاهمه ليه، اوعي يا إسلام تحبيه انتِ فين وهو فين وبعدين دا مفكرك راجل، بصراحة انتِ ممثلة شاطرة بردو واتقنتي الدور، بس أبوس إيدك اوعي تحبيه وركزي على هدفك تعالجي والدك وتنجحي، والله وحشني شكلي وأنا لابسه فستان وفارده شعري بدل الباروكة اللي مكتفاني دِ
سيف: ساكت ليه يا عم ما تكلمني عن نفسك شويه يا سلومه، حتى انا ملاحظ بردو انك ساكت في الشغل ومش بتشارك مع زملائك في العمل اي حاجه حتى ان هم مسميينك اسلام الصامت
– إسلام: لأ أنا عشان لسه في الأول معرفش حد، لكن انا اجتماعي جد مع الناس اللي اعرفهم
– سيف: عندك كام سنة يا إسلام
– إسلام: عندي ٢٤ سنة وحضرتك عندك كام سنة
سيف: ٣٢ سنه
إسلام: وعلى كدا حضرتك عندك اولاد
سيف: عندي اولاد إيه انا مش متجوز اصلا، زوجتي ربنا توفاها يوم فرحنا
إسلام: لا حول ولا قوة الا بالله، أنا آسف جدا على سؤالي، ربنا يصبر حضرتك واكيد هي في مكان احسن من هنا
سيف: كانت نقية وبريئة كالاطفال، كانت فراشة بتنشر السعادة في كل مكان، بقالها ٦ سنين وشهرين و ١٣ يوم بعيد عني ولسه فراقها معلم عليا أوي ومش قادر اتخطاه، وحشتني أوي
إسلام: حضرتك بتعيط، أنا مشوفتش انسان مخلص ومحب زي حضرتك ربنا يصبر قلبك، بعد اذنك نزلني هنا هشتري شوية أدوية والبيت في آخر الشارع
سيف: خلاص ماشي انا كان نفسي اقابل والدَك ولكن متعوضة مرة تانيه لأني مش في احسن حالاتي دلوقتي، يلا اشوفك يوم الأحد بإذن الله
– إسلام: أنا مبسوط أوي ان حضرتك وثقت فيا وفتحتلي قلبك، ربنا يصبر حضرتك وشكرا على كل حاجه ، الحمد لله انك وقفت في طريقي أنا كنت تايه لحد ما لاقيتك، حضرتك انسان جميل وقلبك طيب، تبان غليظ وصعب ولكن قلبك مافيش احن منه وتصرفاتك نبيلة وراقية، شكرا ليك على وجودك وأنا بتعلم منك
سيف: كتير عليا يا إسلام الكلام دا، ربنا يجعلنا سبب في نفع الناس ومساعدتهم وينفع بينا
________
في الصيدليه
إسلام: ثانية واحده هجيب لحضرتك الروشته اللي فيها العلاج، يا نهار ابيض فين تليفوني، اكيد انا نسيته في العربية، طب النهارده الخميس ولسه يومين على ما أرجع الشغل وممكن يضيع، أعمل إيه دلوقتي يا ربي
الدكتور: ممكن ارنلك عليه بس هاتلي الروشته عشان اصرفلك الأدوية
إسلام: اتفضل يا دكتور الروشتة، للأسف أنا مش حافظ الرقم
________
– منير: ألوو يا إسلام انتِ فين يا حبيبتي قلقتيني عليكي مش بتردي عليا ليه
– سيف فضل ثواني على ما يستوعب الكلام ورد وقال: ايوه يا فندم الموبايل معايا وقع من صاحبته انا ولاقيته
منير: انت مين يا ابني
سيف: أنا إللي لاقيت الموبايل، حضرتك صاحب الموبايل؟
– منير: لأ أنا ابوها، معلش يا إبني ترجع الموبايل لأن بنتي محتاجاه
– سيف: بنتك! طب قولي العنوان وأنا هجيبلك الموبايل لحد عندك يا حاج، عشان نشوف حوار بنتك دا كمان أنا اصلا كان قلبي حاسس
– منير: مش فاهم كلامك، انت مين يا ابني
– سيف: أنا مدير بنتك في الشغل
منير: يا نهار ابيض، عملت ايه يا منير بلسانك اللي دايما مستعجل وسابق عقلك
-سيف: ولا عملت اي حاجه يا حاج منير أنا عارف كل حاجه اصل إسلام مصرحاني، ثواني وهكون عند حضرتك بس من فضلك أرجوك متجبش سيرة ل إسلام لأني عايز افاجأها إني لاقيت الموبايل أصلها هتفرح أوي…