رواية شوق العمر الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم سارة بركات
رواية شوق العمر الجزء الخامس والثلاثون
رواية شوق العمر البارت الخامس والثلاثون
رواية شوق العمر الحلقة الخامسة والثلاثون
رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
الفصل الخامس والثلاثون
في بيت إسماعيل:
محمد كان واقف في أوضته وبيجهز نفسه عشان يروح شغله .. أخد نفس عميق وبعدها خرج من أوضته .. عيونه جات على المطبخ وشاف مامته تحضر الفطار، كان لسه هيقرب للمطبخ، عيونه جات على أوضة إسلام إللي كان ظاهر فيها خيال بيتحرك من تحت عقب الباب .. عقد حواجبه بإستفهام لإن على إعتقاده إن إسلام راح شغله .. قرب بهدوء للأوضة وقرب ودنه ناحية الباب عشان لو في صوت حد يتأكد إنه مش بيتهيأله وبالفعل سمع صوته همساته …
إسلام بصوت منخفض:”هانت ياحبيبتي، أنا بس مستني أخويا يتجوز وبعدها أقدر أفاتح أبويا في موضوعنا.”
شيماء بتنهيدة:”طيب يا إسلام، أما أشوف آخرتها أديني صابرة ومستحملة.”
إسلام بضحكة خفيفة:”ماتحسسنيش إني موريكي من العذاب ألوان يا شيماء، وبعدين إضحكي كده ماتكشريش.”
إبتسمت وفي نفس الوقت بتحاول تبين إنها زعلانه ..
إسلام:”سكتي ليه؟ ده بدل ماتقوليلي ألف سلامة عليك ياسمسمتي؟”
ضحكت ضحكة خفيفة، ومحمد كان بيحاول يكتم ضحكته وقرر إنه يدخل يرخم عليه ..
إسلام بإبتسامة:”ضحكت يعني قلبها مال و……….”
قطع كلامه دخول محمد المفاجئ .. إتنفض في مكانه وقفل التليفون بسرعة وإرتبك …
محمد بإبتسامة كبيرة:”صباح الخير ياسمسمتي.”
إسلام بضيق:”هو في حد بيدخل أي مكان من غير مايخبط؟”
محمد وهو رافع حاجبه بسخرية:”لا ياجدع؟ وهو مش المفروض إنك في الشغل؟”
إسلام بضيق:”تعبان شويه يا أخي وواخد أجازة من شغلي.”
محمد بنبرة أنثوية:”لا لا لا، ألف سلامة عليك ياسمسمتي، مالك في إيه؟”
إسلام بغضب:”يا برودك يا أخي، إطلع بره.”
محمد بعند:”لا مش طالع *إتكلم بنبرة صوت عاليه* هي مين إللي كنت بتكلمها د……………….”
إسلام بصدمه وهو بيحط إيده على بوقه:”ششششششششششششش، وطي صوتك.”
محمد وهو بيشيل إيده:”ولو موطيتش صوتي؟؟”
إسلام بصله بغضب ولسه هيتكلم…
محمد وهو بيشاورله بإيده عشان يهدى:”خلاص هوطي صوتي.”
إسلام بِعِد عنه وإتنهد بغضب وفتح موبايله …
محمد بسخريه:”طمنها عليك .. طمنها.”
زفر بضيق وقفل موبايله تاني …
إسلام بغضب:”عايز إيه؟”
محمد وهو بيقفل باب الأوضة:”ششش وطي صوتك أمك هتسمعنا.”
إسلام:”إنجز.”
محمد:”في حد يتكلم كده مع أخوه الكبير؟”
إسلام بإبتسامة مصطنعة:”أه أنا يا بارد.”
محمد بحزن مصطنع:”ربنا يسامحك.”
إسلام بتنهيدة:”آمين، إنجز عايز إيه؟”
محمد بإبتسامة:”عايزك تحكيلي عنك إنت وشيماء.”
إسلام رفع حواجبه بدهشه ..
محمد بإستغراب:”في إيه؟”
إسلام:”إنت عرفت إسمها منين؟ وإيه إللي خلاك واثق إني كنت بكلم واحده؟”
محمد بسخرية:”ده على أساس إنك ماكنتش بتناديلها بإسمها من شويه، وبعدين مانا عارف إنك ماشي مع واحدة من زمان.”
إسلام بإشمئزاز:”ماشي مع واحدة؟ ماتحسن ملافظك يا أخي، إيه ماشي معاها دي؟ هو أنا بلعب معاها في الشارع؟”
محمد بتنهيدة وتصحيح:”خلاص .. بتحبها، إرتحت؟”
إسلام:”جدا، فوق ماتتصور بصراحة.”
محمد:”طب يلا إحكي.”
إسلام وهو بيمثل عدم الفهم:”أحكي إيه؟”
محمد وهو رافع حاجبه:”عنك إنت وهي.”
إسلام:”وإنت مالك؟”
محمد بإبتسامة:”طب حلو أوي، براحتك على الآخر … إبقى شوف مين إللي هيكلملك أبوك في موضوعك إنت وهي غيري.”
إسلام برق بصدمة بسبب كلامه .. محمد كان لسه هيخرج من أوضته إتفاجئ بإللي مسكة من دراعه ..
إسلام بهمس:”إنت بتتكلم بجد؟”
محمد وهو رافع حاجبه:”وأنا من إمتى بهزر؟”
إسلام بإبتسامة:”ماتقول كده من الصبح يا أخي، تعالى يا محمد إقعد عشان نتفاهم.”
إسلام قعد على سريره و محمد قعد جنبه …
محمد بإبتسامة:”عايزك تحكيلي حكايتك إنت وهي من الألف للياء عشان أقدر أساعدك.”
إسلام بتنهيدة:”أنا وشيماء نعرف بعض من أيام الجامعة … كنا أصحاب وزمايل عادي في البداية ………..”
كمل كلام عنه هو وشيماء ومحمد كان متابعه بتركيز ….. بعد مرور فترة بسيطة …
إسلام بتنهيدة:”وبس كده، دي حكايتي أنا وهي، إعترفتلها بحبي في آخر سنة في الكلية والحمدلله طلعت بتحبني هي كمان.”
محمد بتمتمة:”على الأقل إنت كان عندك فرصة تعترف وتلحقها من البداية.”
إسلام بهدوء وتفهم لما سمعه:”لحقتها لإني واثق إنها بتحبني ومش بتحب غيري.”
محمد ضيق عيونه بشك وهو بيبص في عيونه ..
إسلام بهدوء:”ماتبصليش كده يا محمد، أنا بتكلم عنك، ماينفعش تاخد حاجة مش ملكك من البداية.”
محمد وهو معقد حاجبه بضيق:”إنت بتقول إيه؟!”
إسلام بهدوء:”زي ماسمعت، إزاي تفرض نفسك على واحدة مش بتكن ليك أي مشاعر وبتحب واحد غيرك.”
محمد بضيق:”وإنت عرفت الكلام ده منين يا سيادة المحاسب العبقري؟”
إسلام بهدوء:”نظراتها ليك بتثبت إنك بالنسبالها شخص عادي .. أخ .. قريب مافيش حاجة أكبر من كده لكن ممكن نظراتها لواحد غيرك .. *جه على باله أمير* .. تكون نظرات كلها عشق وحب وكل ده بيتعرف من لمعة عيونها لما بتشوف الشخص ده.”
محمد بتأكيد وضيق:”سيرين كانت بتحب .. ده كان ماضي، لكن أنا المستقبل . أنا إللي هنسيها كل حاجة وحشه هي شافتها .. أنا إللي هبقى معاها .. سيرين هتبقى مراتي.”
إسلام وهو بيهز راسه بخيبة أمل:”ماكنتش أتوقع إنك أناني بالشكل ده يا محمد .. إنت عايز تتجوزها لمجرد إنك عايز تتملكها وخلاص عشان إنت حاطط عيونك عليها من صغرها.”
محمد بضيق:”عايزها تبقى مراتي عشان بحبها.”
إسلام:”فلنفرض إنك بتحبها .. إزاي هي مش في بالك؟ إزاي غيابها بالنسبالك عادي؟ إزاي بتحبها وهي يوم أما كانت في المستشفى إنت كنت بتتعامل عادي يا محمد، ماكنتش شايل همها .. إنت يومها كنت الدكتور محمد إسماعيل وبس .. لو إنت كنت بتحبها ماكنتش هتقدر تبعد ثانيه عنها بعد إللي حصل .. لكن هي عاديه بالنسبالك .. وإنت برده عادي بالنسبالها … تعرف يا محمد إنت عامل زي مين؟؟ إنت عامل زي العرسان الصالونات إللي بيروح يتقدم لواحدة ويا عالم هي بتحب غيره ولا بتعمل إيه في حياتها؟، المهم إنها عجبته وعايز يتجوزها وخلاص، وحتى لو عارف إنها بتحب واحد تاني .. برده هيتجوزها لمجرد إنها داخله مزاجه ومقتنع بيها جدا.”
إسلام غمض عيونه وجه على باله النظرات الجميلة إللي كانت بين أمير وسيرين … ومحمد كان بيحاول يتحكم في غضبه وفي نفس الوقت حاسس إن إسلام عنده حق …
محمد وهو بيحاول يتحكم في أعصابه:”هتنساه.”
إسلام بإستفسار:”مين قال إن الشخص بينسى؟ وحتى لو في إحتمالية للنسيان .. مين قال إننا بننسى بسهولة؟ .. محمد ماتبقاش سبب في بُعد بين أي إتنين.”
محمد بضيق:”مش انا إللي خليته يسيبها … لو كان بيحبها بجد مكنش سابها لغيره يحبها ويقرب منها .. لكن هو مايستاهلش ضفرها … أنا إللي أستاهلها .. أنا بحبها.”
إسلام:”فوق لنفسك .. إنت عايز تتجوزها لمجرد إنك معجب بيها .. كانت قدامك طول الوقت .. وكبرت قدام عيونك يعني إنت مابتحبهاش.”
محمد بغضب وهو بيقوم من مكانه:”أنا بحبها وهثبتلك ده .. سيرين هتكون ليا.”
مشي من قدامه وخرج من الأوضة وخبط في عفاف …
عفاف بإستغراب من ملامحه:”مالك يامحمد؟ فيك إيه؟”
محمد بغضب:”مافيش، أنا رايح شغلي.”
مشي كذا خطوة ناحية الباب ..
عفاف:”يابني إستنى إفطر.”
محمد بصوت مسموع:”مش جعان.”
قفل باب الشقة وراه …
عفاف بإستغراب:”ربنا يهديك يابني.”
راحت لأوضة إسلام إللي كان بيبص قدامه بشرود ..
عفاف:”يوه؟! في إيه إنت كمان، إسلام.”
فاق من تفكيره وبصلها بإستفسار …
عفاف بإستفسار وهي بتقرب منه:”مالك يا حبيبي؟ سرحان في إيه؟ تعبت أكتر؟”
حطت إيدها على قورته ..
عفاف بحنان أمومي:”الحمدلله السخونية راحت شويه، يلا قوم عشان تفطر.”
إسلام بإبتسامة:”حاضر يا أمي، شويه وهحصلك هعمل مكالمة.”
عفاف بإبتسامة:”هتكلم مين؟”
إسلام بضحكة خفيفة:”هكلم واحد صاحبي.”
عفاف:”ماشي يا حبيبي، على ماتخلص أكون حطيت الأكل على الترابيزة.”
إسلام:”ماشي.”
خرجت من الأوضة وراحت للمطبخ … إسلام أخد نفس عميق وفتح موبايله وفتح قائمة الأسماء ووقف على إسم أمير … قعد ثواني يفكر يقوله إيه .. أو يفتح معاه الموضوع إزاي لحد ما قرر إنه يكلمه وزي ماتيجي … أمير دخل مكتبه وهو مخنوق جدا عشان شافها … مشاعر كتير جواه هاجمته في اللحظة إللي عيونه جات في عيونها البنية .. عيونها إللي بتلمع أول أما بتشوفه .. نفس المشاعر إللي كان بيعيشها لما كان في بينهم قصة حب … مسح على وجهه بضيق وأخد نفس عميق كان لسه هيقعد على كرسي المكتب .. لقى موبايله بيرن بص للموبايل لقى إسم إسلام …
أمير بهدوء وهو بيرد:”السلام عليكم.”
إسلام بهدوء:”وعليكم السلام.”
أمير:”أخبارك إيه؟”
إسلام:”بخير الحمدلله، إنت أخبارك إيه يا أمير؟ وحياتك عاملة إيه؟”
أمير:”كله تمام الحمدلله.”
إسلام بإستغراب من نبرة صوته:”مالك؟”
أمير بإستفسار:”مالي إزاي؟”
إسلام:”صوتك مش تمام، حاسك مخنوق.”
أمير ماتكلمش وتفكيره راح لسيرين ..
إسلام:”ماهو إنت لازم تحكي، مهما يكون الشخص باين إنه جبروت قدام الكل لازم يلاقي كتف يسند عليه ويحكيله همه،في إيه يا أمير؟”
أمير دعك جفون عيونه وإتنهد تنهيدة بسيطة …
إسلام:”أمير؟”
أمير:”حبيتها.”
إسلام بتفهم:”كمل.”
أمير بقلة حيلة وهو بيكمل:”وعلى الرغم من إللي حصل منها فأنا لسه بحبها .. بحس إن قلبي هيخرج من مكانه لما بشوفها ومابقدرش أتكلم معاها .. ممكن أكون مش واضح إني محتاجها بس قلبي بيقول كلام تاني .. أنا النهاردة شوفتها .. شوفت ضحكتها إللي وحشتني .. شوفت نظراتها ليا … كان نفسي أمسك فيها لما شوفتها بس كرامتي منعتني.”
إسلام بهدوء:”هوأنا مش فاهم إيه إللي حصل بينك وبينها .. بس من الواضح إن الموضوع دخل فيه كرامة.”
أمير:”أيوه.”
إسلام بإستفسار:”من إمتى الحب بييجي على كرامة الطرف التاني؟ كل إللي شوفته منها يبين إنها مستحيل تيجي عليك.”
أمير بإستفسار وهو معقد حواجبه وبنبرة غيرة:”وإنت تعرفها منين؟”
إسلام:”إهدى يا أمير .. أنا أعرف هي مين بسبب نظراتكم لبعض لما كنا مع بعض في الشركة.”
أمير أخد نفس عميق وسكت ..
إسلام بهدوء وتفهم وهو بيكمل كلامه:”الحب مافيهوش كبرياء أو كرامة طالما الإنسانة إللي بتحبها بتحترمك ومعاك على الحلوة والمُرة.”
أمير:”بس هي جات على كرامتي .. قللت مني .. أنا بعد كل ده إكتشفت إنها هي إللي بتقبضني .. مكافآتي إللي قبل مواعيدها .. البرنامج إللي إتنسى وفجأة صاحب الشركة يفتكره ويخليني أشرحه لزمايلي .. حاجات كتير حصلت يا إسلام.”
إسلام وهو بيمثل عدم الفهم:”أنا مش فاهم … ممكن تحكيلي في إيه؟”
أمير بدأ يحكيله كل حاجة من أول ما هي ظهرت في حياته لحد ما إكتشف إن باباها يبقى عمر صاحب الشركة ……..
………………………………
في شركة (OŜ):
دخلت الشركة وهي بتبكي وراحت بسرعة ناحية مكتبها بس خبطت في صابرين إللي وقفت في مكانها بصدمة لما لقتها بتبكي … سيرين مشيت وسابتها وراحت لمكتبها .. صابرين كانت واقفة في مكانها وبتسأل نفسها .. “هي بتعيط ليه؟” .. قررت إنها تطنش وتروح لمكتبها .. لسه هتتحرك خطوة واحدة إتنهدت بإستسلام وراحت لمكتب سيرين .. خبطت وبعدها دخلت .. سيرين كانت بتبكي بشهقات عالية بس ديرت وشها بعيد لما لقت صابرين دخلت المكتب ..
صابرين بهدوء:”إنتي كويسه؟”
سيرين هزت راسها ليها ب ” اه ” … صابرين قربت من مكتبها وقربت ناحيتها ..
صابرين بحزن من حالتها:”مالك؟ فيكي إيه؟ إنتي مش كويسه خالص.”
سيرين كان وشها أحمر بسبب كثرة البكاء وبتحاول تهدى بس ماقدرتش .. إتفاجأت بإللي بتطبطب عليها ..
صابرين:”حاولي تهدي، ماينفعش حد يشوفك كده.”
سيرين في وسط شهقاتها:”أرجوكي .. إتفضلي إمشي، أنا كويسه .. محتاجة أبقى لوحدي.”
صابرين وهي رافعه حاجبها:”واضح إنك كويسه، بس للأسف مش هقدر أسيبك وإنتي في الحالة دي.”
سيرين مردتش عليها وكملت بكاء ..
صابرين بزهق وتفهم:”يقطعهم الرجالة مطرح ماهما قاعدين، أنا مش عارفة مين دي إللي تعيط عشان واحد .. يا شيخة بلا هم.”
سيربن بصتلها في وسط دموعها بإستغراب …
صابرين:”بتبصيلي كده ليه؟ أيوه بلا هم .. هما إللي جايبينلنا النكد وملحقاته وفي الآخر يقولوا إنتي إللي نكدية .. فيها إيه أما الواحد يعيش سينجل حر.”
سيرين إبتسمت وهي بتبكي ..
صابرين بإبتسامة:”أيوه كده إضحكي، مافيش أي حاجة تستاهل خالص، بزمتك مش كده أحسن؟”
سيرين مسحت دموعها وبصت لصابرين وشهقاتها بتقل …
صابرين بإبتسامة:”مافيش حد يستاهل إنك تنطفي بسببه، ماحدش يستاهل صدقيني.”
سيرين بصوت مبحوح وبإستفسار:”إنتي مريتي بقصة حب قبل كده؟”
صابرين سكتت وجه على بالها محمد إللي هي معجبة بشخصيته …
صابرين بإرتباك:”يعني مش أوي.”
سيرين بهدوء:”أحيانًا الكلام بيبقى سهل .. لكن الفعل بيبقى أصعب.”
صابرين بإبتسامة وهي بتقعد قدامها:”مافيش حاجة صعبة عليكي يا آنسة سيرين، أنا شايفه إنك واحدة قوية .. يعني إسترونج إندبندنت وومن .. يعني في الزمن ده بقا صعب إن الواحدة تنكسر .. بمعنى إننا عندنا إللي يسندنا غير الحياة العاطفية طبعا .. شغلنا .. فلوسنا بغض النظر عن العشرين جنيه إللي في جيبي .. فلا إحنا صعب ننكسر.”
سيرين ضحكت غصب عنها وصابرين ضحكت هي كمان …
سيرين:”إنتي دمك خفيف أوي يا أ/صابرين، تعرفي إنك بتفكريني بواحدة قريبتي كلامها نفس كلامك كده، وكل كلامها بيضحكني.”
صابرين بإبتسامة:”ربنا يباركلك فيها، وبعدين إيه أستاذة دي؟ أنا إسمي صابرين وإنتي إسمك سيرين .. إحنا خلاص بقينا أصحاب من النهاردة.”
صابرين مدت إيدها لسيرين إللي إبتسمت وسلمت عليها ..
صابرين بإبتسامة:”حقيقي مايستاهلش نظرة منك حتى .. مايستاهلش أي حاجة حلوة منك.”
سيرين بصتلها بهدوء وفي نفس الوقت بتفكر في كلامها بس فاقت من تفكيرها لما صابرين قامت من مكانها …
صابرين بتنهيدة:”أما أروح أشوف شغلي بدل ما أ/ بشير يعمل مني بطاطس محمرة لو ملاقانيش في مكتبي.”
صابرين شاورتلها وخرجت من عندها وسيرين كانت بتضحك على طريقتها … مسحت دموعها وإبتسمت بسبب جرعة القوة إللي أخدتها من صابرين وفكرت شويه مع نفسها ..
سيرين بهدوء:”فعلا مايستاهلش.”
…………………………………
إسلام بهدوء:”بس انا على حد علمي إللي يخبي حقيقته بالشكل ده يبقى أكيد مش حابب يظهر بشكل واضح للكل .. أكيد مابيحبوش المعاملة الخاصة.”
أمير:”هي خبت يا إسلام .. مقالتش حاجة.”
إسلام:”أكيد كانت خايفة .. كانت خايفة تسيبها .. إياك تسيبها لغيرك يا أمير.”
وهنا الغضب إتملكه ..
أمير بغضب:”ومين ده إللي هياخدها مني؟”
إسلام بهدوء:”ماقصدش كده .. أنا قصدي….”
أمير وهو بيقاطعه:”ماتقولش حاجة .. سيرين مش هتحب غيري.”
إسلام:”وإنت مالك ضامنها كده ليه؟ يمكن النعمة تكون في إيدك النهاردة وتاني يوم تلاقيها في إيد غيرك.”
أمير بضيق:”مش عايز كلام في الموضوع ده يا إسلام .. إقفله.”
إسلام بهدوء:”ماشي يا أمير، أنا هقفل دلوقتي عشان هفطر.”
أمير بهدوء:”تمام.”
إسلام قفل المكالمة وأخد نفس عميق وخرج من أوضته .. إنما أمير فضل قاعد في مكانه بيبص قدامه بشرود وبيقنع نفسه إن إسلام كلامه غلط وحتى لو هو لسه بيحبها .. مش قادر يتقبل رجوعه ليها تاني .. هي إللي عملت ده فيهم هما الإتنين …
………………………………………….
محمد كان بيسوق عربيته ومخنوق .. كلام إسلام مش راضي يروح من باله … شايف إنه عنده حق .. شايف إن كلامه صح .. هز راسه برفض بيحاول يقنع نفسه إنه غلط .. مكنش عارف يروح فين … وقت شغله لسه مجاش .. محتاج يغير جو .. محتاج يضحك .. ملامحه كان واضح عليها التفكير في الوقت ده .. وإبتسم لما هي جات على باله .. قرر إنه يروحلها .. يمكن لما يشوفها يرتاح شويه …
…………………………………….
أمام شقة شوق:
عمر:”إفتحي يلا عشان نقرأهم مع بعض.”
فضلت واقفه في مكانها ومحتارة مش عارفة تفتحله ولا لا؟ ..
عمر:”إفتحي يا شوق.”
فضلت تفكر لثواني معدودة لحد أما إختارت .. إختارت إنها ماتفتحش .. المرة دي إختارت نفسها ومختارتش عمر .. عمر خبط على الباب ..
عمر:”شوق .. مافتحتيش ليه؟”
مسحت دموعها وبدأت تتكلم بهدوء ..
شوق:”إمشي يا عمر .. مش هفتح .. مبقاش ينفع.”
عمر بهدوء وهو بيسند راسه على الباب:”وإيه إللي خلاه ماينفعش؟؟ أنا عايز أشوفك .. أكيد مش هتمنعيني من إني أشوفك.”
دموعها نزلت من تاني وبتحاول تتحكم في مشاعرها عشان ماتضعفش وتفتحله .. لما لقاها إتأخرت في الرد، غمض عيونه وأخد نفس عميق وإبتسم ..
عمر:”خلاص مافيش مشكلة .. بلاش نشوف بعض .. خليني على الأقل أتكلم معاكي.”
قعد على الأرض وسند بجسمة على باب شقتها ..
عمر:”ممكن تقعدي؟ بلاش تقفي كتير.”
قعدت بهدوء على الأرض بطاعة وسندت بجسمها على باب الشقة .. إللي كان فاصل بينهم هو الباب وبس .. فتح الصندوق الخشبي وإبتسم بحب لما لقى خصلة شعرها قدامه مسكها وفتح جواب من إللي معاه وبدأ يقرأ …
” عمر أنا نجحت في الثانوية العامة زي ماوعدتك إني هنجح .. وهانت كلها شهرين وترجعلي .. أنا مش مصدقة إنك هترجعلي يا عمر .. مش إنت كان نفسك تختار معايا الكلية إللي هدخلها؟ يلا إرجع بسرعة عشان نختارها مع بعض .. يلا إرجع بسرعة عشان أفرح .. أنا مستنية رجوعك بفارغ الصبر يا عمر .. محتاجة أشوفك بجد .. إنت وحشتني جدا يا عمر .. أنا بحلم بيك بس ده مش كفاية بالنسبالي .. أنا محتاجة أشوفك.”
عمر دموعه نزلت وهو بيقرأ الجواب … فتح جواب تاني …
” ماتسهرش كتير يا عمر .. صحتك أهم بالنسبالي من الفلوس .. تعالى ومش مهم الفلوس .. لازم تنام يا حبيبي وتهتم بصحتك .. ماتقولش كله يهون عشاني .. عشان الصحة ماتتعوضش مهما كان الشخص معاه إيه ….”
عمر ماقدرش يكمل وده لإنه كان بيبكي .. وشوق كمان كانت بتبكي …
عمر ببكاء:” عمل فيكي إيه من بعدي يا شوق؟؟ … شوق إللي موجودة في الجوابات كانت طفلة ومالهاش غيري .. لكن إنتي حاجة تانية .. إيه إللي حصلك في غيابي يا شوق … إيه إللي حصل؟ . قوليلي وأنا أجيبلك حقك .. طول مانا بتنفس هفضل أجيبلك في حقك .. أنا عارف إن ده مش هيشفعلي كل إللي عملته فيكي .. بس على الأقل أحس إني جبتلك حقك.”
سمع صوت شهقاتها بسبب بكائها الشديد ..
عمر بهدوء:”شوق، إتكلمي .. قولي إيه إللي حصل؟”
شوق وهي بتحاول تهدى:”ماحصلش .. حاجة.”
عمر برفض:”بس إللي أنا شايفه عكس كده .. أنا محتاج أعرف كل حاجة بالتفصيل ياشوق، إيه إللي حصلك في غيابي ياحبيبتي.”
شوق بكائها زاد بعد كلمة .. “حبيبتي” … كان نفسها تسمعها من يوم مارجع … من يوم مارجع وهي بتتمنى كلمة حلوة منه …
عمر:”شوق.”
شوق:”عايزني أقولك إيه يا عمر؟ مانا قولتلك كل حاجة .. قولتلك إنه .. إغتصبني .. *بكائها زاد* .. هو ومامته خلوني خدامة تحت رجلهم .. كنت بنام على الأرض في أوضة فوق السطوح في عز البرد .. كنت ببقى محتاجة أتدفى .. *شهقاتها زادت* … إنت ماكنتش موجود وقتها … كل حياتي كانت عبارة عن برد .. أنا من بعدك شوفت حياة صعبة .. بس ماقدرش أنكر إنك السبب في كل إللي حصلي.”
عمر كان بيكره نفسه أكتر مع كل كلمة كانت بتقولها …
شوق:”إمشي ياعمر وبلاش تفرج الجيران عليك .. إمشي عشان ماحدش يقول حاجة.”
عمر:”إنتي لسه بتهتمي بكلام الناس؟”
شوق:”لا مش بهتم بكلام الناس، بس مش حابه إنك تعافر في حاجة مافيش منها أمل.”
عمر:”إديني فرصة ياشوق، وأنا هعوضك عن كل إللي فات.”
شوق:”الحمدلله ربنا عوضني بإبني حبيبي إللي ماليش غيره.”
عمر لوهله حس بغيرة شديدة لمجرد حبها لواحد تاني غيره .. حاول يتحكم في أعصابه …
عمر بضحكة مصطنعة:”تعرفي، صعب جدا إني أتقبل وجود راجل في حياتك غيري .. حتى لو كان إبنك .. أنا عمري ما إتعودت إن شوقي يبقى ليها غيري … حتى باباكي ياشوق كنت عليكي منه .. كنت بغير عليكي من أي حد .. أنا مكنش ليا غيرك يا شوق .. إنتي كنتي كل حياتي .. كنتي كل شئ .. وكنت بتضايق لما الحاجة إللي ماليش غيرها يبقى ليها غيري ومازلت بتضايق يا شوق.”
شوق وهي بتمسح دموعها:”ده إبني يا عمر .. عارف يعني إيه إبني؟”
عمر:”عارف إنه إبنك ياشوق.”
سكت شويه وأخد نفس عميق …
عمر:”وحشتيني يا شوق.”
شوق مردتش عليه …
عمر:”أنا مانستكيش لحظة واحدة في حياتي يا شوق .. إنتي كنتي دايما في بالي .. كنتي دايما الأساس وأهم حاجة .. أنا كنت بتنفسك .. كنتي إنتي كل شئ يا شوق … كنتي بيتي وبنتي وحبيبتي وروحي.”
شوق دموعها نزلت تاني ..
عمر بحب وهو بيفتكر أيام زمان:”فاكرة ياشوق لما كنت بعملك ضفيرة؟ .. طب فاكرة لما عملتلك طيارة؟ .. فاكرة لما كنت باخدك في حضني لما بتبقي متضايقة؟؟ .. فاكرة لما ببقى حتى زعلان منك باخدك في حضني لما بتعيطي؟ .. فين الأيام دي يا شوق؟ فين؟”
شوق بحزن وهي مغمضة عيونها:”الأيام دي راحت لحالها .. مافيش حاجة بترجع زي زمان.”
عمر بإصرار:”لا هنرجع زي زمان وأكتر يا شوق .. أنا ماحبتش غيرك .. وعمري ماحبيت غيرك… *سكت شويه وبعدها إتكلم* .. أنا ظلمت ناس كتير أوي معايا عشانك وأولهم والدة سيرين … كانت إنسانة جدعة وبتحبني .. لكن أنا عمري ما قلبي في يوم خانك ولا فكرت في غيرك حتى .. كنت دايما بقولها إني مش بحبها وإن مافيش فرصة ليها معايا … مافيش أي حاجة.”
شوق كانت بتبكي … عمر دموعه نزلت تاني ..
عمر:”شوق أنا ماقبلتش أي عوض عنك يا حبيبتي .. لإني ماكنتش شايف غيرك … حتى وجود سيرين مكنش شاغل بالي عنك، لإنك كنتي كياني كله يا شوق .. كنتي حياتي كلها.”
شوق فضلت تبكي على كلامه وهو كان بيحاول يهدى شويه …
عمر:”أنا محتاج أحكيلك على أيامي إللي عشتها في غيابك .. يمكن ده يثبتلك أكتر إني ماقدرتش أفكر غير فيكي.”
بدأ يحكيلها كل حاجة بداية من غربته في أمريكا لحد أما رجع وإللي يثبت قد إيه إنه مكنش في باله غيرها ..
…………………………………..
أمير كان قاعد في مكتبه وبيبص قدامه بشرود بس فاق من تفكيرة لما سمع صوت خبط على الباب .. قام من مكانه بإنتباه لما لقى المدير التنفيذي دخل عنده …
؟؟ بإبتسامة:”مساء الخير يا أمير.”
أمير بإبتسامة:”مساء النور يا فندم.”
؟؟ بإستفسار:”إيه الأخبار؟ مرتاح معانا في الشغل؟”
أمير:”الحمدلله، شكرا لحضرتك.”
؟؟:”العفو يابني .. كنت محتاج أتكلم معاك في حاجة.”
أمير بإحراج:”أكيد إتفضل يا فندم.”
؟؟:”شكرا يا إبني.”
المدير إبتسمله وبصله كإنه بيقيمه ..
أمير بإستغراب:”هو في حاجة يا فندم؟”
المدير بإبتسامة:”لا مافيش .. بس بفكر هل أنا إخترت صح ولا غلط.”
أمير بعدم فهم:”مش فاهم؟”
المدير بتوضيح أكتر:”بشوف هل إختياري ليك في إنك تبقى مكاني في منصب المدير التنفيذي للشركة صح ولا غلط.”
أمير برق بصدمة وعدم إستيعاب …
أمير بتوتر وعدم إستيعاب:”مدير تنفيذي؟!”
؟؟:”مالك مستغرب ليه؟ إنت المفروض تفرح، في غيرك بيتمنوا المنصب ده هنا في الشركة.”
أمير بتوتر:”ليه أنا إللي جيت على بالك يا فندم؟”
؟؟ بتنهيدة:”طموحك ده فكرني بنفسي وأنا شاب في بداية حياتي .. على الرغم من إن كل حاجة كانت بتتقفل في وشي بس كنت واثق إني ما دام أنا بعافر فهوصل للمكانى إللي أستحقها في يوم من الأيام .. وأديني وصلت .. بس انا خلاص في سن التقاعد ومحتاج حد يمسك مكاني ومافيش غيرك إللي شايف فيه كده .. بس بشرط.”
أمير بتلعثم:”إت…تفضل.”
؟؟:”في إختبار هيتعملك بعد أسبوع .. عايزك تحضر نفسك كويس ليه.”
المدير قام من مكانه ولسه هيخرج ..
أمير بتوتر:”طب لو مانجحتش فيه.”
؟؟ وهو بيبصله:”هنجيب غيرك من بره الشركة لإن مافيش حد في الشركة دي يستحقها غيرك .. بس المفروض الرد الصح على كلامي هو إنك هتنجح ومافيش حاجة هتقدر تقف قدامك طول مانت بتعافر.”
أمير وهو بيهز راسه بالموافقة:”صح .. أكيد هنجح ..إن شاء الله هنجح.”
؟؟ بإبتسامة تظهر تجاعيد وجهه:”بالتوفيق يا بني.”
خرج من أوضته وأمير كان واقف في مكانه مش مستوعب الكلام إللي إتقال ده ومش مصدق .. عيونه جات على الموبايل وراح بسرعة ناحيته .. فتحه وبدأ يدور في الأسماء على إسم شوق بس وقف قدام إسم سيرين وحس إنه محتاج يتصل بيها يقولها على الخبر ده بس حط الموبايل في مكانه لما جه على باله …
……………………………………….
في شركة :(OŜ)
محمد دخل الشركة وأول أما عيونه جات على صابرين إتنهد بإرتياح … قرب ناحيتها وهي مشغوله في قراءة الملفات إللي في إيديها ووقف قدامها وفضل يبصلها .. أثناء قرائتها للملفات إللي في إيديها شمت ريحة برفيوم عجبتها .. رفعت راسها وهي بتشمشم إتفزعت لما لقته قدامها …
محمد بإبتسامة:”مساء الخير.”
صابرين بإرتباك وتوتر:”مساء النور، خير في حاجة؟ حضرتك واقف هنا ليه؟”
محمد:”هو أنا ماينفعش أقف هنا؟”
صابرين بإرتباك:”هاه؟ أكيد اه .. قصدي لا لا … إتفضل طبعا.”
محمد بإبتسامة:”إنتي عاملة إيه؟”
صابرين بإبتسامة وتوتر:”الحمدلله تمام.”
محمد إتنهد وفضل يبصلها .. صابرين كانت حاسه بإحراج من نظراته ليها . وفي نفس الوقت حست إنه متضايق ….
صابرين بإستفسار:”هو في حاجة يا دكتور؟”
محمد:”ده في حاجات مش حاجة واحدة بس.”
صابرين:”في إيه؟”
محمد بتنهيدة:”دكتور كان متضايق جدا بس لما شاف الخدود دي مابقاش فيه حاجة.”
حست بالخجل الشديد بسبب كلامه ليها .. محمد ضحك لما لقاها مكسوفة … صابرين كانت لسه هتتكلم ..
بشير بإبتسامة وهو بيقرب من محمد:”أهلا بدكتور محمد؟ إيه الأخبار؟”
محمد بإبتسامة وهو بيسلم عليه:”بخير الحمدلله، حضرتك أخبارك إيه؟”
بشير:”كله تمام، إنت جاي هنا عشان عمك عمر ولا عشان إيه؟”
محمد بص لصابرين للحظة وبعدها بصله تاني …
محمد:”أنا فعلا كنت جاي عشانه .. لسه مالحقتش حتى أسأل الآنسة صابرين عنه.”
بشير:”تمام، هو عمك لسه مجاش .. لو محتاجه في حاجة ضرورية ممكن تكلمه وتعرفه إنك هستناه.”
محمد بتنهيدة:”مالوش لزوم .. أنا هاجي يوم تاني يكون موجود فيه *بص في الساعة* .. أنا لازم أروح المستشفى دلوقتي .. حضرتك مش هتعوز مني حاجة؟”
بشير بإبتسامة:”سلامتك.”
محمد:”الله يسلمك.”
عيونه جات في عيونه صابرين مرة أخيره لمدة ثانية واحده وبعدها مشي وخرج من الشركة . كانت واقفه مرتبكة وحاسه بالخجل الشديد من إللي حصل … فاقت على صوت بشير…
بشير:”صابرين، كنت محتاج الأوراق الخاصة بالمشروع إللي إحنا داخلين عليه”
صابرين:”حاضر يا مستر بشير.”
بشير راح لمكتبه وصابرين فضلت واقفه في مكانها سرحانه بسبب إللي حصل وكانت حاسه بالخجل الشديد … حاولت تفوق لنفسها وتبدأ تشتغل …
………………………………
(رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات)
أمام شقة شوق:
عمر:”أنا فعلا عمري ماحبيت غيرك .. وأكبر دليل إني ماعشتش مع واحدة أصلا .. يعني زي ماحكيتلك سيرين ومامتها كانوا في فيلا لوحدهم وأنا كنت بزور سيرين كل يوم .. ماكنتش ببات … من بعد ما مامتها توفت .. أنا وسيرين بقينا مع بعض … أناإللي ربيتها وكبرتها وعلمتها .. فاكرة يا شوق إنتي كنتي بتعلميني إزاي؟ أهو أنا علمت سيرين العربي بالشكل ده لما كان عندها 7 سنين … هنا كنت بموت لإني كنت بفتكرك في كل لحظة على الرغم من إنك مش مفارقاني بس كنت بموت طول مانتي في بالي .. لإنك ماكنتيش في حضني.”
شوق كانت بتتمنى تدخل في حضنه مع كل حاجة وموقف هو بيحكيه، قلبها كان بيوجعها عليه وعلى نفسها … هما الإتنين عاشوا حياة صعبة بعيد عن بعض … مسحت دموعها وأخدت نفس عميق …
عمر:”شوق، ساكته ليه؟”
شوق بهدوء:”نعم؟”
عمر بإبتسامة خفيفة:”مش ناوية تفتحيلي بقا؟”
شوق إرتبكت وعيونها جات على أوكرة الباب وبتقرب إيدها بتوتر ناحيتها .. بس بعدت إيدها تاني بتوتر ..
شوق بهدوء:”عمر إمشي، ماينفعش تدخل أصلا.”
عمر:”ليه؟”
شوق:”عشان ماينفعش.”
عمر:”أنا وإنتي زمان مكنش في حاجة بينا إسمها ماينفعش.”
شوق:”عشان أنا وإنت ماكناش قريبين من ربنا .. لكن الوضع مختلف دلوقتي … إنت زي ماحكيت إنك قربت من ربنا … وأنا كمان قربت منه .. أنا آسفة بس أنا مش عايزة أغضب ربنا … مش عايزة أكرر غلطة زمان.”
عمر:”بس أنا بحبك وهطلبك على سنة الله ورسوله، أنا هكمل طريقنا إللي ماكملناهوش من 27 سنة .”
شوق بتلقائية:”وإنت عارف ردي على موضوع الجواز ده.”
عمر بإبتسامة وخبث:”أفهم من كلامك ده إيه؟ إنك موافقة إننا نتجوز ونرجع زي زمان؟”
شوق بتوتر وتلعثم:”لا أنا ماقولتش حاجة … أنا ماقولتش أي حاجة.”
عمر بإبتسامة:”كلمة الحق هي إللي بتتقال في البداية، صدقيني يا شوق هنرجع زي زمان وأحلى بكتير عن زمان.”
شوق غمضت عيونها وبتتمنى من قلبها إن الأمور تتحل من جميع الجهات .. عمر قام من مكانه وشوق حست بكده ..
عمر وهو بيبص في الساعة:”الوقت سرقني وأنا معاكي يا شوق .. إحنا داخلين على العصر .. مش هتحتاجي مني حاجة قبل ما أمشي؟”
فضل واقف مستني ردها بس إتنهد تنهيدة بسيطة لما ملقاش رد منها .. لسه هيتحرك من مكانه ..
شوق بتصرف سريع:”عمر.”
عمر رجع للباب تاني …
عمر بحب:”قلب عمر؟”
شوق بإرتباك وتلعثم:”خد بالك من نفسك.”
عمر:”ماتقلقيش .. خدي بالك إنتي من نفسك، هكلمك لما أروح، تمام؟”
سكتت ومردتش ..
عمر بتنهيدة:”عموما مش هستنى ردك أصلا، أنا هكلمك لما أروح إن شاء الله، وإياكي ماترديش عليا.”
شوق بتوتر:”هتعمل إيه لو مردتش عليك؟”
عمر بضحكة خفيفة:”هجيلك وهطلعلك على المواسير عشان أشوفك.”
شوق بإرتباك:”لا طبعا، ماينفعش، ماتجيش أصلا.”
عمر بإبتسامة:”حاضر مش هاجي، بس إبقي ردي عليا، تمام؟”
سكتت وبدأت تفرك في صوابع إيديها …
عمر:”هتوحشيني لحد ما أكلمك، هو أنا هوحشك؟”
شوق هزت راسها بالموافقة بدون وعي ..
عمر:”سكتي ليه؟”
إرتبكت أكتر ..
عمر بتنهيدة:”مافيش أي مشكلة، هبقى أكلمك، أنا نازل.”
فضل واقف في مكانه شويه على أمل إنها تتكلم أو تفتح الباب حتى تخليه يشوفها … بس إتنهد ونزل من قدام شقتها لما ملقهاش فتحت … شوق بعد ما سمعت صوت خطواته وهو بينزل من البيت راحت بسرعة ناحية الشباك بتاع الصالة وبدأت تبص عليه من خلال فتحة بسيطة عشان مايقفشهاش … كان واحشها جدا . ملامحة الحزينة إللي على وشه وجعتلها قلبها أكتر ..
شوق:”ربنا يحفظك يا عمر، ويصلح حالك ويجمعنا على خير.”
عربيته إتحركت وخرج من الحارة … أخدت نفس عميق وبصت في الساعة لقت إن النهار نصه عدا في الكلام مع عمر … راحت بسرعة للمطبخ عشان تلحق تعمل لنفسها أكل هي وأمير ….
………………………….
عمر كان بيسوق عربيته وبيفكر في حياة شوق والمعاناة إللي عاشتها في غيابه … كل لحظة صعبة هي عاشتها بتخليه يكره نفسه أكتر .. محتاج يجيبلها حقها حتى لو فات الأوان .. بس محتاج ده عشان يرتاح .. لف بالعربية بتاعته وغير إتجاهه وإتحرك للمستشفى إللي مجدي موجود فيها لإنه فاكر كويس إسم المستشفى من خلال ملابس المسعفين … وهو في الطريق قرر إنه يتصل بسيرين يتطمن عليها … وبالفعل بدأ يتصل …
سيرين:”الو.”
عمر بإبتسامة:”روح بابي، عاملة إيه؟”
سيرين بتنهيدة:”الحمدلله، إنت فين؟ ماجيتش ليه؟”
عمر:”مش هقدر أجي، ورايا مشوار مهم لازم أعمله.”
سيرين:”تمام.”
عمر بإستغراب من نبرة صوتها وطريقتها في الكلام:”في إيه يا سيرين مالك؟”
سيرين بتنهيدة:”مافيش حاجة يابابي، أنا بس كنت مشغوله في الشغل.”
عمر وهو معقد حواجبه بشك:”متأكدة؟”
سيرين:”أه متأكدة.”
عمر:”تمام، أكلتي ولا لا؟”
سيرين:”أه طلبت أوردر وجالي من شويه وأكلته.”
عمر بضيق من نبرتها الحزينة الواضحة:” أخدتي العلاج؟”
سيرين:”أيوه يابابي.”
عمر بتنهيدة:”بالهناء والشفاء يا حبيبتي، ألف سلامة عليكي.”
سيرين:”الله يسلمك يابابي، ماتتأخرش عليا بقا، هستناك في البيت.”
عمر بإبتسامة خفيفة:”حاضر.”
قفل المكالمة وعقد حواجبه بضيق بسبب صوتها إللي واضح من خلاله إنها كانت بتعيط ….
عمر بغضب:”ربنا يصبرني عليك يابن شوق، لإني مش ضامن أنا ممكن أعمل فيك إيه لما أشوفك.”
زود السرعة وإتحرك في إتجاه المستشفى .. بمرور الوقت …
عمر وصل المستشفى وراح للإستقبال …
عمر:”لو سمحتي، أنا جاي لواحد جالكم هنا إمبارح مضروب”
؟؟:”ممكن الإسم؟”
عمر قعد يفكر في إسمه كتير لحد ما جه على باله إسم أمير .. بإن إسمه أمير مجدي.
عمر:”إسمه مجدي.”
؟؟:”أوضة رقم ***.”
عمر بإبتسامة:”شكرا.”
راح للأوضة إللي مجدي موجود فيها .. لقاه نايم على السرير ومتجبس في كل حته في جسمه … عمر قعد على كرسي بهدوء وفضل يبصله كتير … مجدي فتح عيونه بتعب بس برق بصدمة لما لقى الشخص إللي ضربه قدامه …
عمر بإبتسامة مصطنعة:”مساء الخير.”
مجدي بخوف واضح:”عايز إيه؟”
عمر:”عايز حق شوق.”
مجدي بسخرية:”اه إنت جاي تاخد فلوس يعني؟ بس انا ماطلعتش منها غير ب**………”
عمر بغضب وهو بيقوم من مكانه وبيقاطعه وبيمسكه من هدومه:”إياك … لو نطقتها هقتلك.”
مجدي:”شوق مالهاش عندي أي حق … أنا إللي ليا حقوق كتير ماخدتهاش أ………”
قطع كلامه لكمة قوية من عمر …
عمر بغضب وهو بيمسكه من هدومه تاني:”كلمة كمان وهقتلك.”
مجدي بخوف كبير وتوتر:”إنت عايز إيه؟ مش هي إتطلقت مني؟ جاي ليه؟”
عمر:”قولتلك أنا عايز حق شوق.”
مجدي بتوتر:”مش هتقدر تاخده مني، أنا هطلبلك البوليس أنا هسجنك.”
عمر بصله بشر وغضب شديد … ومسكه من هدومه ورماه على الأرض ….
مجدي بصراخ:”ااااااااااااااااه.”
عمر نزل بجسمه عشان يبقى في نفس مستوي مجدي إللي مرمي على الأرض ومش قادر يتحرك ..
عمر:”إنت لسه شوفت حاجة؟”
مجدي برجاء:”لا … سيبني .. سيبني.”
عمر مسكه من هدومه ورماه على السرير تاني … أخد نفس عميق ولسه هيرميه تاني …
مجدي بألم:”أنا تحت أمرك .. قولي أعمل إيه وأنا بس سيبني.”
عمر سابه ورجع قعد قدامه وبصله بهدوء شديد …
مجدي بخوف:”ساكت ليه؟”
عمر بغضب:”إياك تقرب من شوق تاني .. وإياك تقرب من بيتهم تاني … ولو بس عرفت إنك حاولت تأذيها أو تأذي أمير أنا إللي هقف قصادك .. المرة الجاية هتكون موتك.”
مجدي وهو بيهز راسه بخوف:”حاضر .. حاضر.”
عمر قام من مكانه وهو بيبصله بإشمئزاز وبعدها خرج من الأوضة ….
……………………………………
أمير خلص شغله وفي نفس الوقت باله مشغول وبيفكر في كل الأحداث الخاصة باليوم كله .. مقابلته مع سيرين .. كلام المدير معاه … ده غير حياة شوق إللي شاغلاه بشكل عام ومش عارف يعمل إيه .. أخد نفس عميق وخرج من الشركة وبدأ يعمل مكالمة التليفون باباه .. لحد ما الخط إتفتح ..
أمير:”ألو”
؟؟:”حضرتك ده تليفون أ/ مجدي، جالنا المستشفى إمبارح في حادثة.”
أمير بملل:”أه عندي علم، ياريت أعرف إسم المستشفى وعنوانها.”
أخد عنوان المستشفى وبعدها إتحرك .. بعد مرور فترة بسيطة … دخل المستشفى وراح لأأوضة باباه بعد ما سأل عن الأوضة ودخل … كان نايم على سريره وواضح عليه وجسمه متجبس ووشه موجود فيه كدمات كتير … مجدي وقتها كان صاحي عيونه جات في عيون أمير إللي واقف بيبصله وماتحركش حركة واحدة ناحيته …
مجدي بتعب:”أمير.”
أمير ببرود:”نعم؟”
مجدي:”إلحقني منه يا أمير، بهدلني وضربني يابني، وجه هنا من شويه وبهدلني أكتر.”
أمير بإستفسار:”مين ده؟”
مجدي:”الراجل إللي أمك ماشيه معاه.”
أمير عروقه برزت من الغضب بسبب كلامه عن مامته …
أمير بغضب:”كلمة كمان وهشرب من دمك، إياك تتكلم عنها كلمة وحشه، أنا هقتلك ومش هفكر للحظة إنك أبويا … القتل حلال فيك.”
مجدي:”إنت بتقف معاها قصادي!!”
أمير بغضب:”و أقف معاها قصاد الدنيا كلها .. دي أمي إنت فاهم؟؟؟ أنا مش عارف إيه إللي جابني … كانت غلطانه لما قالتلي أجيلك وإنك أبويا … لكن إنت ماتستاهلش أي حاجة .. ولا حتى تستاهل الرحمة .. إنت خسارة فيك الموت حتى.”
مجدي:”ليه يابني كل ده؟ ده أنا أبوك.”
أمير:”أبويا على عيني وعلى راسي لما تبقى راجل محترم وبيحب إبنه ومش مبهدل طليقته معاه قدام الناس .. لكن إنت بالنسبالي ميت يا مجدي … عارف يعني إيه ميت؟ يعني مالكش وجود، مابتظهرش غير لما بتبقى عايز فلوس … ماشوفتش بسببك يوم حلوعشان أمي كانت دايما بتتهان .. أمي كانت بتتضرب قدامي وأنا ببقى ساكت ومش عارف أعمل أي حاجة عشان لسه عيل صغير … بس الحمدلله قدرت أحميها منك بعد كده وهفضل أحميها لحد ما أموت، كان نفسي تبقى أبويا بجد ..أبويا إللى أفتخر إني شايل إسمه .. بدل ما أنا مكسوف وأنا ماشي في الشارع وهما بيقولوا إبن مجدي إللي بيضرب طليقته لحد دلوقتي!! … جايبلي الكلام في أي مكان … حتى قدام الناس الغريبة … شوق ليها الجنة في إنها مخلياني صابر عليك لحد دلوقتي، كانت وما زالت أم قوية بتحب الخير لإبنها لكن إنت؟ أنا ماشوفتش منك أي خير.”
مجدي بتعب:”خلصت كلامك؟”
أمير:”أنا فعلا خلصت وقولت كل إللي عندي يا … أبويا.”
مجدي:”إفتكرلي أي حاجة حلوة أنا عملتهالك.”
أمير بتنهيدة:”للأسف يا مجدي مافيش أي حاجة حلوة إنت عملتهالي، غير إنك صرفت عليا لمدة 7 سنين وأنا صرفت عليك قدامهم 8 سنين برده … ده أنا كنت بشتغل في الكلية مخصوص عشان ماتقربش ناحية شوق وكنت بديلك الفلوس إللي إنت عايزها، دلوقتي أنا خلاص دوري إنتهي لحد هنا، أنا مش هقدر أدفعلك فلوس تاني عشان تجيب القرف إللي إنت بتشربه ده .. *سكت شويه وبعدها إتكلم* …. بس عشان خاطر شوق أنا هدفع حق علاجك هنا في المستشفى، وأول كل شهر هيجيلك مبلغ صغير مني تصرف نفسك بيه، ومن غير ماتشوفني كمان هبعتهولك مع حد، أنا مش قاعد على بنك عشان أبعتلك نفس المبالغ إللي كنت ببعتهالك دي.”
أخد نفس عميق ولسه هيمشي …
مجدي بإستفسار:”إنت متأكد إنك هتدفع تمن علاج المستشفى؟ يعني مش بتكذب؟”
أمير بسخرية:”أه يا مجدي، هدفع تمنها مش بكذب، عمرك ماهتتغير.”
خرج من أوضته وراح للإستقبال يدفع تمن علاج المستشفى …
…………………………………………….
في المساء:
في فيلا عمر راضي:
كانت قاعده بتبص قدامها بشرود وبتفكر في حياتها هتبقى عامله إزاي بعد كده .. لازم تبقى قوية .. لازم تغير مضمون حياتها بشكل عام .. لازم تعيش بشكل تاني مختلف … لازم تختار نفسها .. أيوه … تختار نفسها وتختار صحتها … غمضت عيونها بتعب من التفكير … بتحاول تحسب هي فضلت تفكر قد إيه من ساعة ما إتكلمت مع صابرين لحد دلوقتي … كان وقت طويل جدا لدرجة إن اليوم عدا عليها وهي بتفكر في كلامها … فاقت من تفكيرها على صوت خبط على الباب …
سيرين بإبتسامة:”إدخل يابابي.”
عمر دخل وإبتسم بحب أول أما شافها .. قرب منها وضمها لحضنه وباس راسها …
عمر:”عامله إيه؟”
سيرين وهي بتسند راسها على كتفه:”أنا بخير ياحبيبي.”
عمر:”صوتك كان ماله النهاردة؟”
سيرين بتنهيدة وهي بتبص قدامها بشرود:”أنا كنت تمام جدا النهاردة.”
عمر بإستغراب وهو بيبصلها:”لا بجد؟”
سيرين بإبتسامة:”صدقني يا بابي، أنا بخير الحمدلله.”
عمر وهو بيمسك وشها بين إيديه:”وأنا يهمني إنك تبقي بخير يا روح بابي.”
سيرين بتثاؤب:”حاضر.”
عمر بضحكة خفيفة:”إنتي محتاجة تنامي؟”
سيرين:”أكيد يابابي، كان ورايا شغل كتير جدا النهاردة.”
عمر:”مممممممممممم، ماشي، مش هتتعشي يعني؟ مش ناويه تاكلي معايا؟”
سيرين:”أنا أكلت أول أما جيت بصراحة.”
عمر وهو بيبوس راسها:”بالهنا والشفاء، يلا أسيبك بقا عشان تنامي.”
سيرين:”تصبح على خير يا حبيبي.”
عمر:”وإنتي من أهله يا حبيبتي.”
قام من مكانه ولسه هيخرج من الأوضة ..
سيرين:”بابي.”
عمر بصلها بإستفسار .. لقاها قامت من على سريرها ودخلت في حضنه …
سيرين:”أنا بحبك جدا.”
عمر وهو بيضمها لحضنه:”وأنا كمان بحبك جدا جدا وأكتر منك بكتير *باس راسها* يلا روحي نامي وإرتاحي.”
سيرين:”حاضر ياحبيبي.”
خرج من الأوضة وراح لأوضته .. سيرين إتنهدت بإرتياح وعيونها جات على موبايلها وبتفكر في القرار إللي هي أخدته هل هو صح ولا غلط …. أخدت قرارها وراحت فتحت الموبايل وبدأت تعمل مكالمة …
……………………………….
في شقة شوق:
أمير بتنهيدة وهو بيشرب الشاي:”وبس ياشوق قولتله إني هبعتله مبلغ صغير أول كل شهر مع حد.”
شوق بحب وهي تربت على كتفه:”ربنا يباركلي فيك ياحبيبي، أيوه كده ده مهما كان أبوك برده.”
أمير وهو بيغير الموضوع:”المهم يا شوق، نسيت أقولك على حاجة مهمة جدا.”
شوق بإستفسار:”إيه هي؟”
أمير بفرحة:”حذري فزري، إيه إللي حصل النهاردة؟”
شوق بإستفسار:”أيوه إيه؟”
أمير:”المدير التنفيذي بلغني إنه هيتقاعد وشايف إن أنا جدير إني أمسك المنصب بتاعه بعده بس بإختبار.”
شوق ماحستش بنفسها غير وهي بتحضن أمير بفرحة كبيرة ..
شوق وهي بتضمه بشدة:”ألف مبروك يا حبيبي، الحمدلله رب العالمين … الحمدلله.”
أمير:”بس لسه في إختبار يا أمي.”
شوق وهي مغمضة عيونها:”ربنا يسهلك أمورك يا حبيبي، وينجحك وأفرح بيك.”
أمير:”اللهم آمين.”
شوق بعِدِت عنه وبصت في عيونه ..
شوق بحب وهي بتمسك وشه بين إيديها:”كبرت يا أمير، كبرت وبقيت راجل قد المسئولية.”
أمير وهو معقد حواجبه:”من يومي وأنا راجل قد المسئولية .. مافيش جديد يعني.”
شوق بضحكة خفيفة:”طبعًا يا حبيبي، من وإنت صغير وإنت راجلي وسيد الرجالة كمان.”
أمير وهو بيبوس راسها:”ربنا يباركلي فيكي يا شوق.”
شوق:”آمين.”
أمير وهو بيبعد عنها:”ماتيجي نتفرج على التليفزيون شويه؟”
شوق بإبتسامة:”ماشي ياحبيبي.”
أمير فتح التليفزيون وبدأ يدور على فيلم عليه … أما شوق كان موبايلها جنبها ومش واخده بالها إنه بيرن بإسم عمر وده لإنه كان في وضع الصامت … أمير جاب الفيلم وقعد جنب شوق وبدأوا يتفرجوا على الفيلم القديم إللي شغال … إللي كان عبارة عن فيلم “المراهقات” لماجدة و رشدي أباظة … أثناء مشاهدتهم للفيلم أمير كان مركز في ملامح شوق الحزينة هي بتتفرج على الفيلم المشابه لقصتها إلى حد ما … أمير قلبه وجعه وهو بيبص لملامح مامته وشايف قد إيه الحزن مسيطر عليها ومش عارف يعملها إيه عشان يفرحها … عشان يشوف ضحكتها … فضل يبصلها بطرف عيونه وما أخدش باله إن الفيلم خلاص قرب يخلص … بس فاق لما شاف إبتسامة شوق الكبيرة . عيونه جات على شاشة التليفزيون لقى إن البطلة إتجوزت البطل وعاشوا في سعادة … شوق بصت لأمير بفرحة في اللحظة دي ..
شوق بفرحة:”رجعوا لبعض يا أمير.”
أمير فرح بسبب نبرتها …
شوق:”أنا بحب الفيلم ده جدا وإتفرجت عليه كتير، بس أول مرة أشوفه وأفرح بالشكل ده.”
أمير فضل باصصلها وساكت …
شوق وهي بتبصلها بإستغراب بسبب سكوته:”في إيه ياحبيبي؟ مالك؟”
أمير بهدوء:”مافيش ياشوق .. بس حبيت شكلك وإنتي مبسوطة.”
شوق بإبتسامة:”أنا فعلا مبسوطة، أنا بحب النهايات السعيدة.”
أمير عيونه جات على الوقت وقرر يتهرب من مامته … حاسس بالذنب بسبب حالتها … ذنب كبير مش على قلبه …
أمير:”طب كويس يا شوق، أنا هقوم أنام بقا عشان الشغل، مش هتعوزي حاجة؟”
شوق بحب:”تصبح على خير يا حبيبي.”
باس راسها ودخل على أوضته وأول أما قفل الباب غمض عيونه بضيق وحزن … إحساس بالذنب مش مفارقه أبدًا … إحساس صعب … حاسس إنه السبب .. أو جده هو السبب في البداية وهو بيكمل على خُطاه … عيونه جات على الموبايل بتاعه وقرب منه بتوتر شديد وبيتمنى إن الخطوة دي تكون صح ..
………………………..
عمر كان بيرن على شوق للمرة العشرين تقريبًا لكنها مردتش ..
عمر بضيق:”ماشي ياشوق، ماشي براحتك.”
قفل الموبايل ولسه هيخرج من أوضته … رجع تاني لما لقى موبايله بيرن … جري بسرعة ناحية الموبايل على إعتقاده إنها شوق بس عقد حواجبه بغضب لما شاف الإسم ……..
……………………………………………..
في صباح اليوم:
عمر خرج من الفيلا وركب عربيته وإتحرك بسرعة في إتجاه غير إتجاه الشركة … سيرين إستغلت إنه وراه مشوار وإتحركت بعربيتها في إتجاه تاني غير إتجاه الشركة … بمرور الوقت …. سيرين دخلت مطعم وبدأت تدور بعيونها على حد معين … لما شافها شاورلها بإنها تجيله .. قربت منه بتوتر وقعدت على الترابيزة …
محمد بإبتسامة:” صباح الخير.”
سيرين:”صباح النور.”
محمد:”لما كلمتيني إمبارح إستغربت إنك محتاجة نتقابل بره ونتكلم على راحتنا.”
سيرين بهدوء:”عشان ده مش أي كلام.”
محمد بإستفسار:”يعني إيه؟”
………………………………………….
باقي الفصل بعده …