رواية شوق العمر الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة بركات
رواية شوق العمر البارت الحادي عشر
رواية شوق العمر الجزء الحادي عشر
رواية شوق العمر الحلقة الحادية عشر
عمر كان ماشى ورا شوق إللى ماسكة فى إيد مامتها زى الطفلة الصغيرة .. رانيا كانت بتبص لشوق إللى الفرحة ظاهرة فى عيونها وعلى وشها، إبتسمت لفرحتها وبررت لنفسها إنها مبسوطة عشان خرجت من البيت أخيرا .. وصلوا الحارة وعمر كان ماشى وراهم بس وقف لما شاف إسماعيل واقف فى فرن العيش مع بنت متوسطة الطول بشرتها قمحية ولابسه إيشارب “عفاف”، كان بيديلها فلوس وهى كانت بتجيبله العيش .. راح للقهوة وإستناه لحد مايخلص ..
عفاف بإبتسامة:”إتفضل يا سى إسماعيل.”
إسماعيل بخجل ظاهر وإبتسامة وهو بياخد منها العيش:”من يد ما نعدمها يا ست البنات، بعد إذنك.”
عفاف:”إذنك معاك.”
لما إدالها ظهره ملامحه إتغيرت للحزن الشديد وراح للقهوة إستغرب لما لقى عمر قاعد على كرسى ومستنيه ..
عمر:”واقف كده ليه؟ ماتقعد عايز أتكلم معاك.”
إسماعيل أخد كرسى وقعد جنبه …
عمر:”بتحبها يا إسماعيل؟”
إسماعيل بملامح خاليه من أى تعبير:”أظن إنك عارف إجابتى.”
عمر:”عايزنى أساعدك؟”
إسماعيل بضحكة إستهزاء:”تساعدنى؟ خلاص مابقاش فى حاجة تساعدنى عشانها، إنت كنت صح يا عمر، إنت صح فى كل حاجة.”
عمر بحزن على حالة:”ماتزعلش منى يا إسماعيل، انا بس خوفت عليك وإنفعلت عشان مش حابب البهدلة ليك، مش حابب إنك تعيش نفس إللى أبويا عاشه، مش حابب لأولادك البهدلة، أنا مابتمناش لأى حد إنه يعيش نفس إللى عيشته وإللى شوفته.”
إسماعيل بتنهيدة:”فاهمك ياعمر، مش زعلان منك أنا زعلان على نفسى، الحمدلله.”
عمر:”بس أنا عندى نصيحة ليك أو هى فكرة.”
إسماعيل وهو بيبصله:”نعم؟”
عمر بإبتسامة:”لو بتحب واحدة حارب وإعمل المستحيل عشانها عشان تبقى ليك.”
إسماعيل:”هههههههههههه، ضحكتنى ياعمر، إحنا كنا بنتكلم فى إيه؟ ودلوقتى إنت بتتكلم فى إيه؟.”
عمر:”ما هى دى فكرة كده جات فى بالى، إيه رأيك لو أساعدك عشان تتجوزها، وتبدأوا حياتكم مع بعض وماتخلفوش غير لما حياتكم تبقى مستقرة من نحية الماديات وكل حاجة.”
إسماعيل بتنهيدة:”لا يا عمر شيل الفكرة دى من دماغك، مش حلوة إنت كان عندك حق، لازم أعيش لنفسى.”
عمر تجاهلة تمامًا وقام من مكانه وراح لعفاف إللى واقفه فى فرن العيش وكل ده تحت عيون إسماعيل إللى مصدوم … عمر حط إيده فى جيوبه وبيبص لعفاف إللى بتدى العيش للناس .. عيونها جات عليه..
عفاف بتأفف:”ياساتر.”
عمر بإبتسامة وهو بيجز على أسنانة:”يا ساتر إيه بس؟ ده أنا جايلك فى خير يا عفاف.”
عفاف بمصمصة:”خير؟! هو أنت بييجى من وشك خير؟ عايز إيه ياعمر؟”
عمر وهو بيحاول يتحكم فى أعصابه:”جايبلك عريس مايترفض يا عفاف.”
عفاف بإستهزاء:”عريس؟ *إتكلمت بقرف* على آخر الزمن إنت تجيبلى أنا عريس؟! لما تجيب باقى حسابك فى العيش الأول يبقى تقول وقتها الكلام ده، يلا طرقنى.”
عمر بغضب مكتوم:”تعرفى، لولا إن إسماعيل غالى عليا أنا كنت عرفتك مقامك كويس، إتعدلى فى كلامك معايا يابت إنتى.”
كانت لسه هترد عليه بطريقتها “الشرشحة أو الردح على حسب” بس ملامحها إتحولت للإستغراب لما قال إسم إسماعيل..
عفاف بشك:”عريس مين ده؟”
عمر رفع حاجبه وقرر يسكت عشان يضايقها ..
عفاف بضيق:”بقولك مين العريس؟”
عمر بضيق:”إسماعيل.”
ملامحها إتحولت للخجل الشديد ..
عفاف بخجل:”سي إسماعيل!”
عمر نسى غضبه نحيتها بسرعة لما شاف خجلها…
عمر بإهتمام:”ها قولتى إيه؟”
عفاف عيونها جات على إسماعيل إللى قاعد عند القهوة وإللى بدوره بص للنحية التانية بخجل وإحراج ملحوظين ..
عفاف بإبتسامة عشق:”موافقة.”
وبعدها بصت لعمر إللى بيبصلها بإستغراب ..
عفاف:”هقول لأبويا بس مادام أنا موافقة هيوافق إن شاء الله، وهحدد الميعاد معاه عشان ييجى يتقدملى، *شاروت بإيدها* يلا طرقنى.”
راحت تشوف شغلها وعمر واقف فى مكانه مذهول مكنش متوقع إن الموضوع بالسهولة دى، أخد نفس عميق وراح لإسماعيل إللى بيفرك فى إيده من التوتر..
عمر بضحك من حالته وهو بيضرب كف على كف:”عجبت لك يا زمن، الحال إتشقلب جرا إيه يا إسماعيل؟”
إسماعيل بإرتباك:”إيه إللى حصل؟ قولتلها إيه؟”
عمر وهو بيقعد جنبه:”قولتلها إنى جايبلها عريس إللى هو إنت.”
إسماعيل بإحراج:”قالت إيه؟”
عمر:”هههههههههههه، وافقت.”
إسماعيل برق وبصله بعدم إستيعاب..
إسماعيل:”إنت بتتكلم بجد؟ وافقت؟”
عمر:”أيوه وقالتلى هتقنع أبوها.”
إسماعيل ماحسش بنفسه غير وهو بيحضن عمر…
إسماعيل بسعادة وهو بيضمه بشدة:”أنا مش عارف أقولك إيه؟ ربنا يباركلى ليا ياعمر ويفرح قلبك ويرزقك بإللى بتتمناه.”
عمر كان لسه هيتكلم بس إنتبه من الدعوة دى “يرزقك بإللى بتتمناه” فى اللحظة دى عيونه جات على شباك شوق وعيونه لمعت بنظرة حب وقال فى سره “آمين”.. إسماعيل خرج من حضنه وبص بحب لعفاف إللى بتشتغل ..
عمر:”نفسى أفهم إنت شوفت فيها إيه؟ دى بلسانين يابنى.”
إسماعيل بهيام:”القلب ومايريد، وبعدين هى كده عشان بتتعامل مع ناس مختلفين فلازم تبقى ناصحة وأنا حبيتها عشان كده.”
عمر:”الله يكون فى عونك ويصبرك على ما إبتلاك يابنى.”
إسماعيل وهو بيعدل الطاقية إللى على شعرة:”أحلى إبتلاء.”
عمر:”طب يلا قوم شوف شغلك، إعزمنى على كوباية شاى حلاوة كلامى معاها.”
إسماعيل:”عيونى، أحلى كوباية شاى لأحلى عمر.”
قام من مكانه ودخل القهوة جرى وعمر بيضحك عليه .. فى نفس الوقت .. حسين وصل الحارة وهو راكب تاكسى .. نزل قدام البيت و بيدور بعيونه على حد يشيل معاه التليفزيون والتليفون .. عيونه جات على عمر إللى قاعد فى القهوة وبيضحك .. وهنا إفتكر كلامه .. ” أنا هنا بشتغل كل حاجة فى الحارة، أنابيب، خشب، سباكة، كهرباء والذى منه” قرر إنه يطلب منه المساعدة وبالمرة يركبله التليفزيون والتليفون ..
حسين بصوت مسموع:”إنت يابنى، يا عمر.”
عمر عيونه جات على حسين..
حسين:”تعالى عايزك.”
قام من مكانه وراحله ..
عمر بإستفسار:”خير يا حج حسين؟”
حسين:”ربنا يكرمك يابنى، معلش تعالى شيل معايا التليفزيون ده أصله تقيل، وبالمره تركبهولى وتوصلهولى بالإريال بتاعه وكمان التليفون الأرضى ده.”
عمر :”حاضر يا حج.”
ولإن عمر بنيته قوية شال التليفزيون التقيل من التاكسى .. حسين كان لسه هيقرب منه عشان يشيل معاه..
عمر:”ماتقلقش ياحج أنا كده تمام، خليك هنا مع السواق وخد بالك من الحاجة أنا إللى هطلع كل حاجة، إرتاح إنت جاى من مشوار.”
حسين كان لسه هيرد عليه عمر طلع للدور التالت.. حط التليفزيون على الأرض قدام الباب ونزل تانى وأخد الإريال والتليفون الأرضى وطلع للدور التالت .. حسين حاسب السواق وطلع ورا عمر .. عمر حط الحاجة قدام الباب ولسه هينزل لقى حسين طلع.. حسين إحترمه وده لإنه ماخبطش على الشقة ..
عمر:”هنزل أجيب العِدة وأجيلك ياحج.”
حسين:”إتفضل يابنى.”
عمر نزل من البيت وحسين فتح الباب .. رانيا وقتها كانت خارجة من المطبخ لقت حسين بيدخل الشقة ..
حسين:”إدخلى الأوضة الواد إللى هيركب التليفزيون جاى دلوقتى.”
رانيا:”حاضر.”
حسين:”شوق فين؟”
رانيا:”شوق فى أوضتها بتغير هدومها.”
حسين:”طيب إدخلى إنتى.”
دخلت أوضتهم وحسين راح لشوق، خبط على الباب الأول عشان مايحرجهاش..
شوق وهى بتنزل بلوزة بيجامتها:”إدخلى ياماما.”
حسين:”ده أنا ياحبيبتى.”
شوق:”إتفضل يابابا.”
دخل الأوضة وإبتسم لما لقى الفرحة فى عيونها…
حسين:”مش عايزك تخرجى من الأوضة فى واحد هييجى يركب التليفزيون والتليفون.”
شوق بإستغراب وببرائة:”تليفزيون وتليفون؟”
حسين:”هى مامتك ماقالتلكيش؟”
شوق:”لا.”
حسين:”دول جبتهم عشان هى طلبتهم، المهم ماتخرجيش.”
خرج وهى كانت واقفه مذهولة .. من إمتى باباها وافق يجيب الحاجات دى؟ .. دايما كانت بتشوف التليفزيون فى المحلات لما بتمشى فى الشوارع لكن دايما باباها كان بيرفض وجود التليفزيون، بالنسبة للتليفون الأرضى كان موجود عند عماتها وده لإنهم قعدوا عند واحدة منهم لمدة أسبوع لما كانوا بينقلوا .. أخدت نفس عميق وقعدت على سريرها وتفكيرها راح لعمر، إبتسمت بخجل وفرحة لما إفتكرت إللى حصل وهى معاه .. عمر أخد الشنطة إللى فيها العِدة وخرج من الدكان ولسه هيطلع للبيت..
إسماعيل:”عمر.”
عمر بصله بإستفسار..
إسماعيل وهوبيقرب منه:”رايح فين؟ مش هتشرب الشاى.”
عمر بإبتسامة وإرتياح:”أجله يا إسماعيل ورايا شغل.”
طلع البيت ولقى حسين بيشيل الحاجة من على الأرض وبيدخلها..
عمر:”مش قولتلك ياحج أنا إللى هدخلهم، إتفضل إنت إدخل وإرتاح.”
حسين:”سيبنى أساعدك يابنى.”
عمر:”لا معلش، أنا بحب أعمل كل حاجة لوحدى إتفضل إنت.”
حسين دخل الشقة وفتح الباب لعمر إللى بدأ يشيل لحاجة.. بعد مرور فترة بسيطة عمر إتنهد وبدأ يتكلم وفى اللحظة دى كان واقف قدام أوضة شوق بالظبط ..
عمر بصوت مسموع إلى حد ما:”أبدأ أركبهم بقا يا حج صح؟”
وهنا شوق سمعت صوته وقامت من على سريرها بسرعة وبدأت تشوفه من فتحة الباب …
حسين:”أيوه يابنى.”
عمر بدأ يظبط أسلاك الكهرباء وحسين متابعة كويس جدا كإنه بيتعلم منه .. بمرور الوقت .
عمر وهو بيمسح على جبينه:”أنا هطلع أركب الإريال فى السطح بس أنا محتاج أنزل السلك من فوق لحد هنا، ويكون فى شباك فى المكان ده عشان أعمل فتحة صغيرة فى الشباك يدخل منها السلك.”
حسين بحيرة:”ماشى.”
عمر أخد الإريال وسلك طويل وطلع للسطح وبدأ يشتغل … حسين دخل لشوق إللى إتعدلت أول أما لاحظت إن أبوها مقرب للأوضة ..
حسين:”روحى لأوضة أمك.”
شوق:”حاضر.”
خرجت وراحت لرانيا إللى قاعدة مبسوطة، بس شوق كانت متضايقة من جواها لإنها مش هتعرف تشوف عمر… بعد مرور فترة بسيطة.. عمر كان بينزل سلك الإريال من السطح لحد شباك شوق وبعدها نزل ودخل لأوضتها ومسك الشنيور وبدا يعمل فتحة بسيطة فى الشباك … وبعد ما عمر خلص شغله فى تركيب التليفزيون شغلوه وبالفعل إشتغل وجات كل القنوات بوضوح .. وبعدها بدأ يركب التليفون الأرضى وبعد ما خلص وإتأكد من تشغيله إتنهد بإرتياح وبص لحسين إللى بيبصله وهو مضيق عينيه كإنه بيدرسه…
حسين:”إنت إتعلمت كل ده منين؟ سباكة وكهرباء؟! بتعمل إيه تانى؟”
عمر بمرح وصوت مسموع:”مانا قولتلك كل حاجة يا حج، ومؤخرا بقيت بطلع لأى مكان من غير سلالم.”
*شوق إتحرجت بشدة لما سمعته بيقول كده*
حسين ضحك غصب عنه:”بتطير يعنى؟”
عمر:”لا يا حج، أنا بس بهزر.”
حسين بإبتسامة وهو يربت على كتفيه:”دمك خفيف ياعمر.”
عمر:”تشكر ياحج ده بس من ذوقك.”
حسين بإبتسامة:”أنا ملاحظ إنى من يوم ماشوفتك وإنت بتقولى يا حج مع العلم إنى عندى 49 سنة ولسه صغير، إنت كده بتكبرنى يابنى.”
عمر:”مانت إللى بتقول يابنى وعليه قولتلك ياحج.”
حسين:”أصلك قريب من سن بنتى فإتعودت إن كل إللى قريبين من سنها بقولهم يابنى أو يابنتى.”
عمر:”ربنا يباركلك فيها ياحج.”
حسين:”آمين، وبلاش حج دى.”
عمر:”خلاص من النهاردة أنا عمر وإنت الأستاذ حسين مش حج إتفقنا؟”
حسين بضحك:”ههههه، إتفقنا، قولى بقا حسابك كام على كل ده من أول الشيلة لحد الآن.”
عمر:”بالنسبة للشيلة يا أستاذ حسين إعتبرها إهداء منى……”
حسين بتصحيح وهو بيقاطعه:”هدية.”
عمر:”إهداء هدية مش هتفرق يا أستاذ حسين كلها إختلاف فى النطق، المهم ألف مبارك.”
حسين بتصحيح تانى:”ألف مبروك.”
عمر:”مانا قولتلك مش هتفرق يا أستاذ حسين.”
حسين بضحكة خفيفة:”ماشى يابنى، حسابك كام بقا؟”
عمر:”إللى تجيبه يا أستاذ حسين.”
حسين بإستغراب:”إللى أجيبه؟! إنت المفروض تحدد سعر مش أنا إللى أحددلك وبعدين ماتقلقش أطلب ده حقك.”
عمر بهزار:”خلاص هات 100 ج مش هقولك لا.”
وهنا حسين وعمر إنفجروا من الضحك…
عمر بهدوء من ضحكاته:”أنا بهزر معاك يا أستاذ حسين أنا حسابى 10ج.”
حسين:”قليل أوى على إللى إنت عملته.”
عمر:”ده إللى إتعودت إنى آخده.”
حسين بإبتسامة:”ماشي ياعمر، بس أنا راجل حقانى وهديلك حقك.”
فتح المحفظة وأخد منها ضعف المبلغ..
حسين:”إياك تقول لا وتدينى الباقى .. ده حقك يابنى خد حقك وماتسمحش لحد ياخده منك.”
عمر إبتسمله بغموض والمرة دى أخد المبلغ منه وقال..
عمر:”من نحية حقى فمستحيل حد ياخده منى.”
حسين:”بالتوفيق.”
عمر كان لسه هيتحرك حس بجوع شديد، وصوت زقزقة معدته كان مسموع لحسين..
حسين بإستغراب:”إنت جعان يابنى؟”
عمر:”تقريبا كده، هنزل أجيب أكل.”
عمر أخد شنطته ولسه هينزل…
حسين:”من غير ماتشترى، إستنى فى أكل مراتى عاملاه هديلك منه.”
عمر حس بغضب شديد لما لاحظ نبرة حسين المشفقة عليه بس حاول يتحكم فى أعصابه ..
عمر:”شكرا يا أستاذ حسين، بس أنا مش شحات أنا بحب آكل بفلوسي.”
حسين:”يابنى بلاش تتعب قلبى معاك، أنا أقصد يعنى تاخد من هنا أصل مش من الذوق أسيبك كده وإنت تعبان طول النهار هنا فى الشقة وطلوع ونزول وهكذا، فلازم أكرمك إستنى.”
حسين راح للأوضة بتاعة رانيا ودخلها..
حسين:”إلبسى حاجة مغطية وسخنى الأكل عشان عيب الشاب على لحم بطنه.”
رانيا:”مانت لو كنت سبتنى أطلع كان زمانى ضايفته بكوباية شاى على الأقل.”
حسين:”يارانيا مش عايزين نزود فى الكلام يلا إلبسى وإطلعى.”
رانيا:”طيب.”
حسين خرج وعمر كان بيحاول يلمح شوق بطرف عيونه فى الأوضة دى بس معرفش يشوفها ..
حسين:”مراتى هتسخن الأكل، أقعد يابنى إرتاح.”
عمر قعد على كرسى أنتريه وحسين قعد على الكرسى إللى جنبه.. رانيا خرجت من الأوضة وهى لابسه عباية ولفه إيشارب على راسها دخلت على المطبخ علطول ..
حسين:”ألا قولى ياعمر.”
عمر بإستفسار:”أقول إيه؟”
حسين:”هو أنا ليه حاسس إنى إتعاملت معاك قبل كده كذا مرة مش يوم السباكة ده بس.”
عمر بإبتسامة:”وأنا برده حاسس إنى إتعاملت معاك قبل كده يا أستاذ حسين.”
حسين بإستفسار:”إمتى و إزاى؟”
عمر بتفكير مصطنع:”مش عارف .. بس أنا حاسس فعلا إنى شوفتك قبل كده من فترة طويلة.”
حسين بضحكة خفيفة:”لو فضلنا نفكر كتير كده اليوم هيضيع علينا.”
عمر:”عندك حق.”
حسين بإبتسامة:”نورتنى ياعمر، ودى مش هتبقى آخر معاملة بينا، أنا إستجدعتك.”
عمر:”ده نورك يا أستاذ حسين.”
فى الوقت ده رانيا خرجت من المطبخ ومعاها علبة أكل عيونها جات على عمر إللى بيضحك وفى اللحظة دى بصتله بإستغراب لإنها حست إنها شافته قبل كده، إبتسمت بعدها وده لإنها إفتكرته..
رانيا وهى مازالت واقفة فى مكانها:”حسين.”
عمر عيونه جات على رانيا إللى بتبصله بغموض .. عمر بلع ريقه بإرتباك لما شاف النظرة دى .. حسين راحلها وأخد منها علبة الأكل ولسه هيمشى ..
رانيا:”تعالى ياحسين معايا عايزة أتكلم معاك.”
دخلوا المطبخ وبدأت تتكلم ..
رانيا بهمس:”إنت ليه معزمتهوش بعد اليوم إللى أنقذ فيه شوق؟”
حسين بإستغراب:”أنقذ شوق فين؟”
رانيا:”إفتكر ياحسين، لما شوق كانت هتقع من السطح ده الشاب إللى أنقذها.”
حسين بإستغراب:”وإنتى عرفتى منين؟”
رانيا:”لما روحت السوق بعد اليوم ده الستات إللى هناك قالولى إن فى واحد إسمه عمر هو إللى لحقها، إنت عارف إن مافيش أى حاجة بتستخبى فى الحارة دى، وعلى حظى هو كان وقتها ماشى نحية السوق وواحدة من الستات دول شاورولى عليه.”
(رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات)
حسين حاول يفتكر وبالفعل إفتكر عمر وده لإنه شكره وأخد شوق ومشى بسرعة ..
حسين بإستيعاب:”أنا إزاى نسيت؟”
رانيا:”لو ينفع تعزمه هنا النهاردة يبقى حلو، أصل مش شكل لطيف إنه ياخد علبة أكل ويمشى.”
حسين بضيق وهمس:”اه ويشوفكم و…..”
رانيا وهى بتقاطعه:”إللى زى ده تشيله فوق الراس، إتعامل كويس بقا، أكيد مش هيعمل حاجة ده أقل رد جِميل له بإننا كلنا نشكره.”
حسين بضيق:”إذا كان أنا مش بخليكم تطلعوا لحد هخليكم تطلعوا لده؟”
رانيا:”مانا لابسة عباية وإيشارب أهوه ياحسين أنا عايزة أشكره على إللى عمله لبنتى، وأكيد شوق حابه تشكره هى كمان.”
حسين بغضب مكتوم:”وبنتى تعرفه منين عشان تشكره؟”
رانيا:”ماقصدش بس لما تعرف إن ده إللى أنقذها هتشكره وتفرح بس كده.”
حسين أخد نفس عميق وفضل باصصلها كتير بعدم إقتناع وأخيرا قرر ..
حسين:”ماشى، بس خلى شوق تغير بيجامتها دى.”
رانيا:”هروح أوضتها وأجبلها حاجة تلبسها.”
حسين:”طيب.”
خرجوا هما الإتنين من المطبخ وقتها عمر كان بيقعد على الكرسى..
حسين بإستغراب:”هو إنت كنت هتمشى ولا إيه؟”
عمر بإرتباك غير ملحوظ:”لا ده أنا كنت بعدل هدومى.”
حسين:”ماشى يابنى، نورتنا.”
رانيا راحت لأوضة شوق وأخدت منها طقم وخرجت ودخلت أوضتهم، لقت شوق قاعدة مرتبكة بصتلها بإستغراب لإرتباكها ..
رانيا:”مالك يا شوق؟”
شوق بإرتباك:”هاه، لا مافيش يا ماما.”
رانيا:”طب خدى إلبسى الطقم ده هنسلم على إللى أنقذك يوم السطح.”
شوق إتوترت أكتر ..
رانيا:”يلا يابنتى.”
شوق:”حاضر.”
رانيا:”أنا هروح أجهز الأكل تكونى خلصتى، هو هياكل معانا.”
شوق هزت راسها ورانيا خرجت من الأوضة .. شوق إتنهدت بإرتياح لإنها هى وعمر ماتقفشوش ..
منذ لحظات:
بعد دخول حسين ورانيا للمطبخ وعمر لاحظ غيابهم وهمساتهم قام بسرعة من مكانه وراح للأوضة بتاعتهم .. لقى شوق قاعده على السرير بصتله وإتصدمت لما لقته دخل الأوضة قامت من مكانها و لسه هتتكلم إتفاجأت بيه وهو بيضمها بقوة ..
عمر بضحكة خفيفة وهمس:”من ساعة ماجيت وأنا بحاول أشوفك.”
شوق بخوف:”هيقفشونا ياعمر، يلا إخرج بره.”
عمر بعيون بتلمع بالحب:”بس أنا عايز أشوفك وأقعد معاكى كتير إنتى وحشتينى.”
شوق إرتبكت بسبب كلامه، عمر إبتسم وباس راسها وخرج بسرعة من الأوضة … وهى قعدت على السرير بإرتباك ..
………………………….
فاقت من ذكرياتها وبدأت تغير هدومها وفى نفس الوقت خايفة أحسن أبوها أو أمها يعرفوا حاجة..
عمر:”هو أنا مش همشى بقا؟”
حسين بإبتسامة:”إنت معزوم عندنا النهارده.”
عمر بإستفسار:”ليه؟”
حسين:”أنا خلاص إفتكرتك، إنت إللى أنقذ بنتى يوم لما كانت هتقع من السطح.”
عمر بإستيعاب مصطنع:”أيوه، البنت إللى كانت هتقع من السطح، إفتكرتك إنت والدها إللى شكرنى ومشى.”
حسين بإبتسامة:”الله ينور عليك، وبمناسبة الموضوع ده إنت هتنورنى هنا عشان ناكل سوا، يبقى بينا عيش وملح.”
عمر بإبتسامة لوجوده مع شوق وقت أطول:”إللى يريحك يا أستاذ حسين ولو عاوزنى أبات مش هقول لا.”
حسين:”هههههههههه، دمك خفيف ياعمر.”
رانيا خرجت من المطبخ وراحت لشوق إللى خلصت لبسها لكنها واقفه متوترة…
رانيا:”يلا يابنتى عشان نحط الأكل على الترابيزة.”
شوق بإرتباك:”حاضر.”
خرجوا من الأوضة وشوق حاولت تتجنب إنها تبص إللى عمر إللى بيبصلها بطرف عيونه وهو عيونه فى الأرض .. دخلت المطبخ مع مامتها وإتنهدت بإرتياح ..
رانيا:”شيلى الأطباق دى يلا وحطيها على الترابيزة.”
شوق:”حاضر.”
شالت طبقين وحطتهم على الترابيزة إللى فى الصاله تحت عيون عمر إللى متابعها وده لإن الأنتريه والصاله مفتوحين على بعض .. دخلت المطبخ وبدأت تشيل الباقى .. حسين كان مركز مع عمر إللى بيبص فى الأرض .. إتنهد بإرتياح وده لإنه أخد فكره إن عمر محترم .. شوق كانت بتحط آخر طبقين على الترابيزة وعمر مركز معاها، عيونه جات على أسفل ظهرها، ضحك ضحكة خفيفة وده لإن مافيهاش أى ملامح تخص الأنوثة … رانيا خرجت من المطبخ وراحت لشوق إللى واقفه عند الترابيزة وبتبص فى الأرض بإحراج شديد ..
حسين بإبتسامة:”قبل مانقوم ناكل، دى بنتى شوق حبيبة باباها إللى ماليش غيرها.”
عمر رفع عيونه من على الأرض وبص لشوق إللى بتبص لكل حاجة حواليها ماعدا هو وده لإنها خايفه تتفضح من نظراتهم لبعض …
حسين وهو بيكمل:”عندها 16 سنه وماشيه فى ال 17 وفى تانية ثانوى.”
عمر برق على إعتقاده إنها كل ده عندها 17 سنة وماشية فى ال 18 وعلى إعتقاده كمان إنها فى تالته ثانوى..
حسين:”ده ياشوق الشاب إللى أنقذك يوم أما كنتى هتقعى من السطح، عمر.”
شوق وهى بتبص فى الأرض بإحراج شديد:”شكرا لحضرتك إنك أنقذتنى.”
عمر إبتسم وبصلها وهى بتبص فى الأرض ..
عمر:”العفو أنا معملتش غير الواجب *كمل بهزار* المرة الجاية إبقى عرفينى قبلها عشان ألحقك بسرعة.”
حسين ضحك ورانيا ضحكت هى كمان وشوق بتتمنى إن الأرض تنشق وتبلعها ..
عمر بمرح وهو بيبص لرانيا:”وطبعا سيادتها معروفة دى مراتك يا أستاذ حسين ومامتها.”
رانيا بإبتسامة:”طبعا، شكرا عشان إنت أنقذت بنتى.”
عمر:”مانا قولت ده واجبى، مش يلا يا جماعة ولا إيه؟ أنا ميت من الجوع.”
حسين:”إتفضل يابنى.”
قاموا وقعدوا على الترابيزة .. حسين كان بين عمر ورانيا .. وشوق كانت جنب رانيا فبالتالى هى قدام عمر ..
عمر وهو بيشم ريحة الأكل:”الله ريحة الأكل حلوة أوى، تسلم إيدك يا مدام.”
رانيا:”الله يسلمك.”
عمر بدأ ياكل بشراهة وحسين ورانيا بيبصوله، حسن شاولها بعيونه إنها تاكل وبالفعل بدأوا ياكلوا .. شوق مكانتش عارفه تبص لعمر وده لإنها قدامه بالظبط، وفى نفس الوقت خايفة أحسن أبوها يعرف حاجة وفجأه شهقت وإتنفضت فى مكانها لما لقت حاجة بتلمس رجلها ..
حسين بإستغراب:”فى إيه يابنتى؟”
شوق حست برجل عمر إللى بتتحرك على رجلها ..
شوق بتوتر:”لا مافيش، الأكل سخن.”
حسين:”ماتتسرعيش ياحبيبتى، كلى براحه.”
شوق بإرتباك:”حاضر.”
لمحت إبتسامة خبيثة من عمر وهو بياكل وبيمثل اللامبالاة… بدأت تاكل بإرتباك شديد وبتحاول تتحكم فى أعصابها عشان باباها ومامتها مايلاحظوش حاجة .. بعد إنتهاء الأكل ..
عمر:”شكرا مرة تانية على الأكل يا أستاذ حسين.”
حسين بإبتسامة:”العفو.”
عمر وهو بيبص لرانيا وشوق:”كانت فرصة سعيدة إنى أتعرف عليكم، *عيونه جات على رانيا* أنا أخوكى الصغير يا مدام لو إحتجتى أى حاجة أنا موجود مش جِميل ولا حاجة أنا رقبتى سدادة.”
رانيا وهى بتحاول تكتم ضحكتها من طريقة كلامه:”أكيد طبعا.”
عمر لحسين:”يلا مع السلامة يا أستاذ حسين وخد بالك من نفسك هاه، خد بالك من نفسك.”
حسين بضحكة:”حاضر.”
عمر إتنهد تنهيدة بسيطة ولمح شوق بطرف عيونه وخرج من الشقة، حسين قفل الباب وراه وضحك..
حسين لرانيا:”واد نكتة ودمه خفيف.”
رانيا بإبتسامة:”شكرا يا حسين عشان جبتلنا تليفزيون.”
حسين إبتسم بهدوء:”المهم إنك تكونى راضية عنى.”
رانيا بتعالى:”لسه فى كذا شرط ولسه معرفش إيه هما.”
حسين عقد حواجبه بضيق..
رانيا بإبتسامة وهى بتكمل:”بس حاليا راضية عنك، * كملت بصوت مسموع* يلا يا شوق نتفرج على التليفزيون شويه.”
سابته وراحت الصالة مسكت الريموت وبدأت تتفرج وشوق قعدت جنبها بهدوء وبتفكر فى حاجات كتير مخلياها خايفه جدا من إللى جاى، خايفه حد يعرف بعلاقتها هى وعمر، خايفه يبعد عنها، حاجات كتير جواها مش لاقيالها حل … عمر راح الدكان وإسماعيل جرى عليه أول أما شافه..
إسماعيل بفضول:”عملت إيه فوق؟”
عمر بضحك:”فى إيه يابنى؟ يعنى هكون عملت إيه إشتغلت.”
إسماعيل:”أوعى يكون حد أخد باله من حاجة ياعمر.”
عمر بإبتسامة:”لا ماتقلقش.”
عمر حط العدة على الأرض وقعد جنبها وسرح فى ملامح شوق وفى اليوم كله ..
إسماعيل بإبتسامة:”ماكنتش أعرف إنك بتحبها أوى كده.”
عمر وهو بيبصله:”مش ناوى تنقطنى بسكاتك؟”
إسماعيل:”هو أنا عملت حاجة يابنى؟ ده إنت غريب أوى، الحب واضح فى عيونك وبتنكر.”
عمر:”مش بنكر.”
إسماعيل:”أومال ليه مش راضى تعترف إنك بتحبها؟”
عمر:”عشان الحب بالنسبالى يا إسماعيل مش مجرد كلمة هبله بتتقال كل شوية، الحب أفعال وحركات غير كده بح، الحب هو لمسة حب بتقدمها للى إنت بتحبها غير كده ده مش إسمه حب.”
إسماعيل وهو بيعقد حواجبه:”لمسة حب؟ تقصد إنك تلمسها يعنى؟”
عمر بتنهيدة:”أيوه ألمسها، أحس إن أنا وهى روح واحدة، مع بعض دايما، أخبيها فى حضنى وأحميها من أى حاجة وحشة ممكن تقابلها فى حياتها.”
إسماعيل:”مش فاهمك.”
عمر وهو بيبص لشباك شوق:”عمر ماحد هيفهمنى، من أول يوم شوفتها فيه وهى باقت ملكى أنا لوحدى.”
إسماعيل:”إوعى تكون قاصد إنك عاوز تلمسها فعلا؟”
عمر:”ياريت، كنت عملتها من زمان، بس أنا لحد الآن مش عارف أعمل إيه، ومش فاهم أى حاجة.”
إسماعيل:”هفرح أوى لو إنت فعلا ناوى على إللى فى دماغى.”
عمر بإستفسار:”وإيه إللى فى دماغك؟”
إسماعيل بإبتسامة فرحة:”إنك تتجوزها ياعمر.”
عمر حس بغضب شديد لما سمع كلمة جواز ..
عمر بغضب:”أنا والجواز طريقنا مختلف تمامًا، أى حاجة ممكن أعملها عشانها إلا الحاجة دى.”
إسماعيل بهدوء:”أومال إنت معاها ليه؟”
عمر سكت ماتكلمش ومش فاهم ليه مابعدش عنها مادام معرفش يلمسها وليه مش عارف يفضل معاها كجواز .. الفكرة دى مستحيله بالنسبالة وإستحالة إنه يعملها أبدا لإن الحياة دى هيكون قصادها حياته وحياتها وحياة أولادهم ده لو إتجوزوا أصلا …
عمر بتنهيدة وهو بيغير الموضوع:”أنا محتاج أنام يا إسماعيل، تصبح على خير.”
إسماعيل:”ماشى ياعمر، وإنت من أهله.”
إسماعيل خرج من الدكان وعمر قفل الدكان على نفسه وفضل يفكرفى حياته وفى اليوم كله لحد ماراح فى النوم ..
فى صباح اليوم التالى:
شوق دخلت المدرسة وطلعت للفصل بتاعها عيونها جات فى عيون مريم ونجلاء و سحر إللى بيبصولها بصات غريبة، إرتبكت وراحت لمكانها إللى دايما بتقعد فيه لوحدها وده لإنها منعزلة عن الجميع حتى فى المدرسة .. مر الوقت وهما عيونهم ماتشالتش من عليها وشوق مكانتش عارفه تركز فى الحصص نهائيا بسبب نظراتهم ليها لحد ما جه وقت الفسحة .. مريم قامت من مكانها وأصحابها كانوا وراها وراحوا لشوق إللى قاعدة فى مكانها ..
مريم:” إزيك ياشوق؟ إسمك شوق صح؟”
شوق هزت راسها ليها وبصت فى الأرض بإرتباك شديد ..
مريم:”إنتى ليه قاعدة لوحدك دايما كده؟ ماتقعدى معانا وأهو بالمرة نبقى أصحاب مش كده ولا إيه يابنات؟”
سحر ونجلاء بإبتسامة:”أكيد.”
شوق بإحراج:” بس أنا….”
مريم:”إنتى مش عاوزه نبقى أصحاب؟”
شوق بإرتباك:”ماقصدش، بس أنا متعودتش إن يكون عندى أصحاب.”
مريم بضحك:”ده بجد؟ إنتى عمرك ماكان عندك أصحاب؟!”
شوق هزت راسها ب “لا” ..
مريم بضيق من برائتها الملحوظة:”اه طب تمام، مافيش مشكلة نبقى أصحاب وهننبسط أوى.”
شوق إبتسمت بإرتباك ..
مريم:”ألا قوليلى بقا، إنتى ليه ماجيتيش المدرسة إمبارح؟”
شوق بإرتباك:”كنت … كنت…….”
مريم:”مش أنا قولت إننا هنبقى أصحاب؟”
هزت راسها بتوتر..
مريم بإبتسامة:”أول حاجة فى قاموس الصحوبية إن الأصحاب مابيخبوش حاجة على بعض مهما كانت إيه، ها يلا إتكلمى ماتخافيش.”
شوق إرتبكت وفكرت فى كلامها ولقتها صح فعلا، بس مش عارفة تقول إيه..
مريم كإنها قرأت أفكارها:”كنتى معاه.”
برقت وبصتلها بإحراج..
مريم:”نفسى أفهم إنتى محروجة من إيه؟ ده حبيبك يعنى ماتتحرجيش، أى نعم عمل مشاكل قبل كده بس مافيش أى مشكلة، ممكن أعرف حكايتك إنتى وهو إيه؟ أصلى بحب حكاوى الحب دى، يلا أنا سامعاكى.”
شوق أخدت نفس عميق وبدأت تحكى عنها هى وعمر، وفى نفس الوقت مش عارفه تحكى إيه بالظبط فبالتالى حكت كل حاجة، والبنات كلهم مذهولين من كلامها عنه لدرجة إنهم أعجبوا بعمر وبشخصيته .. الكلام ده خلى مريم تتغاظ أكتر منها .. شوق خلصت كلامها ومريم كانت بتحاول تتحكم فى أعصابها ..
مريم وهى بتجز على أسنانها:”بس كده؟ وأنا إللى كنت فاكراه إنه بيحبك، ده مش بيحبك أصلا.”
شوق بنفى:”لا عمر بيحبنى هو قالى كده.”
مريم بإبتسامة خبيثة:”لو بيحبك كان لمسك.”
نجلاء وسحر برقوا بصدمة لمريم بسبب الكلمة إللى هى قالتها ..
شوق بخوف وتوتر:”بس عمر بيحبنى، هو قال كده.”
مريم:”لا الحب باللمس، مادام ملمسكيش يبقى مش بيحبك أو مقروف منك.”
شوق بذهول والدموع بدأت تلمع فى عيونها:”مقروف منى؟”
مريم:”أكيد طبعا، وعايزه أقولك إنه هيموت فيكى أكتر لما تطلبى منه يقرب منك، ده لو إنتى مش عاوزاه يبعد عنك ويفضل معاكى علطول وتتأكدى كمان إنه مش مقروف منك، لكن بالشكل ده هو بيقضى يومين معاكى وبيضحك عليكى عشان شايفك عيله هبلة وماتعرفيش حاجة فى الدنيا دى، يعنى من الآخر بيتسلى بيكى.”
شوق كانت لسه هتتكلم الجرس إللى بيعلن عن نهاية الفسحة ضرب .. رجعوا أماكنهم تحت عيون شوق إللى الدموع بتنزل منها ..
سحر بهمس:”ليه قولتيلها الكلام ده؟ إنتى عارفه إن حرام يحصل ده أصلا.”
مريم بحقد:”هى السبب فى إنى أنا ومالك نسيب بعض، عمر بتاعها ضرب صاحبه وهو إتخانق معايا وسابنى، لازم آخد حقى منها بطريقتى.”
نجلاء:”بس مش بالشكل ده كنتى إختارى فكرة تانية إلا الفكرة دى.”
مريم بحقد شديد:”لا بالشكل ده، أنا عايزاها تعيش حاجة ماتخلنيش أشوف وشها أصلا، كل أما بشوفها بيبقى فى نار جوا قلبى مش هتنطفى غير لما هى يحصلها حاجة، أنا ومالك كنا بنحب بعض ومكنش بيسيبنى أبدا، لكن بعد إللى إسمه عمر ده عمله خلاص مالك بِعِد وسابنى، لازم تدوق نار الفراق بس وهى خسرانه كتير مش خسرانه عمر بتاعها بس.”
نجلاء:”بس عمر بيحبها جدا زى ماهى حكت مستحيل يسيبها و….”
مريم بضحك وهى بتقاطعها:”مافيش واحد بيفضل مع واحدة لمسها، وكل الرجالة بتضعف لما بتلاقى الفرصة متاحة، فمستحيل يفضل معاها لو لمسها.”
كل كلامهم كان عبارة عن همس عشان ماحدش يسمع وشوق كانت تايهه ومصدومة ومش مصدقة إزاى عمر مش بيحبها؟ فضلت تفكر وبتحاول تلاقى سبب أو توضيح بس مش لاقيه، فاقت لما الحصة خلصت .. بصت فى الوقت لقت إن خلاص ده ميعاد مقابلتها مع عمر وده لإنها كالعاده هتطفش من مدرستها .. مسحت دموعها وقامت من مكانها بضعف وده لإن أعصابها بايظه … عمر كان واقف بعيد شوية عن المدرسة ومنتظر يشوف شوق عشان يرتاح وباله يهدى .. لمحها بتخرج من المدرسة إبتسامته كانت كبيرة لما شافها بس الإبتسامة دة إتبخرت لما لقاها مش بتضحك ضحكتها إللى هو إتعود يشوفها أول ماتقابله … وقفت قدامه وهى مش بتبصله ..
عمر بإستغراب من حالتها:”فى إيه ياشوق مالك؟”
شوق بغصة:”مافيش، أنا عايزة أمشى من هنا.”
عمر:”حاضر.”
مسك إيدها ومشى وهى كانت متأخره عن خطواته …
عمر:”شوق أنا مش ساحب عيله صغيرة ورايا، إمشى جنبى.”
قدمت خطوه وفى نفس الوقت عقلها بيدور فيه كلام مريم …
وصلوا لمكانهم المعتاد، لما طلعوا السطح كانت هتسيب إيدها من إيده بس عمر شدد من مسكته ليها وقربها منه، مسك وشها بين إيديه عشان تبصله ..
عمر بحب وهو بيبص فى عيونها:”مالك ياشوق فيكى إيه؟”
شوق فضلت بصاله ومابتتكلمش ..
عمر:”إنتى متضايقه عشان كنت موجود فى شقتكم إمبارح وكنتى خايفه أقول حاجة لأبوكى؟”
شوق مردتش .. عمر زهق وكان لسه هيقول إنها لازم تثق فيه لإنه بيحبها ودى كانت نيته فى إنه لأول مرة يعترفلها بالكلام إنه بيحبها، بس إتفاجئ بيها وهى بتبعد عنه ..
عمر:”مالك يا شوق فيكى إيه؟”
شوق دموعها نزلت وإدتله ظهرها ..
عمر وهو معقد حواجبه وبيقرب منها وبيلفها ليه:”فى إيه مالك؟ إيه إللى مزعلك؟”
شوق بدموع:”إنت مقروف منى ومش بتحبنى صح؟”
عمر بإستغراب من كلامها:”لا طبعا، إيه الهبل إللى بتقوليه ده؟؟!! مش مقروف منك و أنا *قالها بإحراج* بحبك.”
شوق بدموع:”طب إثبتلى إنك مش مقروف منى وبتحبنى.”
عمر بتأكيد:”مش محتاجة إثبات ياشوق، أنا فعلا مش مقروف منك و بحبك.”
شوق بدموع:”إنت بتضحك عليا، إنت شايفنى عيله وهبلة وقولت تمثل عليا الحب، لكن إنت ماقدرتش عشان إنت مقروف منى.”
عمر بإستغراب من معرفتها بالحقيقة ماعدا آخر كلمتين طبعا:”جيبتى الكلام ده منين؟”
شوق بدموع:”واضحة وضوح الشمس، إنت بتقضى معايا يومين عشان تتسلى فيهم لكن بتحبنى؟ لا.”
عمر:”إنتى ليه بتفترضى من نفسك؟ ليه م………”
شوق وهى بتقاطعه:”لو مصمم إنك بتحبنى يبقى إثبتلى.”
عمر بإستغراب من إصرارها:”طب قوليلى أعمل إيه ياشوق عشان أثبتلك إنى بحبك؟ قولى إللى إنتى عايزاه وأنا هعمله.”
فى اللحظة دى شوق بعدت عنه ودخلت الأوضة … عمر إستغرب
إنها سابته، جه فى باله إنها يمكن بتعيط مع نفسها بس لا مابيحبش يشوفها معيطة .. دخل الأوضه من غير مايخبط وإتفاجئ بيها وهى بتقلع هدومها وبتعيط لحد مابقت بدون ملابس، إتصنم فى مكانه لما هى قربت منه وبصت فى عيونه إللى كلها دموع ..
شوق:”يلا إثبتلى.”
عمر فضل باصصلها كتير مذهول منها ومن تصرفها الغريب وإن مش دى شوق إللى هو حبها أبدا … شوق فضلت مستنية أى رد فعل منه لكن مالقتش ..
شوق بحسرة:”إنت فعلا مقروف م……….”
قطع كلامها قبلته إللى كلها شوق وحب ليها، عمر ضمها بشدة وتاه فيها وفجأه فاق لنفسه وبِعِد عنها بسرعة قبل مايعمل أى حاجة هيندم عليها ده غير إنه ندمان على إللى حصل حتى لو كانت حاجة عاديه بالنسباله لكن لا شوق غير كل إللى يعرفهم .. ملامحه إتحولت للغضب الشديد وهو مش بيبصلها….
عمر بغضب:”هى جملة واحدة، قومى إلبسى هدومك حالا أنا مستنيكى بره.”
خرج من الأوضة ورزع الباب وراه وبيحاول يهدى نفسه، أما شوق كانت بتبكى بكاء هيستيرى وفى نفس الوقت بتلبس هدومها .. عمر فضل رايح جاى قدام الأوضة وبيحاول يهدى نفسه عشان مايفقدش سيطرته عليها ويبهدلها .. خرجت من الأوضه وهو وقف فى مكانه وعيونه كلها شر، خافت من نظراته ليها قرب منها ومسكها من دراعها جامد..
عمر بغضب:”إنتى إزاى تعملى كده؟؟؟ إزاى؟ دى يستحيل تكون إنتى، إنطقى عملتى كده ليه؟”
شوق بدموع وألم من مسكته ليها:”عملت كده عشان أثبت لنفسى إنك بتحبنى ومش مقروف منى، لكن للأسف إنت طلعت مقروف منى.”
عمر بغضب شديد وهو بيضغط على دراعها جامد:”وإنتى من إمتى بتفكرى فى كده؟ إنتى من إمتى بتفكرى فى الكلام ده؟ من إمتى بتفكرى فى ال ****** دى.”
برقت لما سمعت اللفظ إللى قاله ..
عمر بغضب:”إنطقى.”
شوق بدموع وألم:”ااااااااااه، هى قالتلى إنى لو عملت كده إنت هتثبتلى إنك مش مقروف منى وبتحبنى، ااااااااااه.”
عمر قربها منه جامد وبدأ يتكلم ….
عمر:”مين دى؟ إنطقى.”
شوق:”صاحبتى مريم.”
عمر وهو معقد حواجبه:”مين دى؟ وصاحبتك من إمتى؟ وإزاى يبقى ليكى أصحاب وأنا موجود؟؟؟ وإزاى تسمعى كلامها؟ وإزاى ماتثقيش فيا؟ وإزاى ترخصى نفسك بالشكل ده؟”
شوق بدموع:”سيب دراعى عشان خاطرى ياعمر، دراعى بيوجعنى أوى.”
خفف قبضته من على دراعها ولكنه مازال ماسكه..
عمر:”إنطقى.”
شوق بدأت تحكيله كل إللى حصل النهارده فى المدرسة .. عمر إلى حد ما هِدى لكن غضبه منها مازال موجود وده لإنها مش واثقة فيه أبدا بالشكل ده ولو كان واحد غيره مكانه كان إستغل الموضوع ..
عمر بغضب:”وإنتى أى حد يقولك حاجة تقومى تسمعى كلامه وتعمليها؟ إفرضى واحد غيرى هو إللى معاكى، هيكون حصلك إيه وقتها؟ هتكونى ضيعتى نفسك عشان مجرد واحدة **** متغاظه منك، * مسكها من دراعها جامد وكمل بتحذير مُخيف* تعرفى يا شوق لو عرفت بس إنك إتعاملتى مع البنت دى أو واحدة من صحابها تانى هيبقى ليا حساب معاكى، لكن المرة دى حسابى هيكون معاها.”
شوق بخوف:”عمر ماتعملش حاجة هى كانت بتنصحنى مكانتش تقصد و……….”
عمر بغضب:”إخرسى خالص، أنا لسه كلامى معاكى ماخلصش، موثقتيش فيا، وصدقتى واحدة إنتى ماتعرفيهاش وكذبتينى أنا، قولتلك إنى متزفت بحبك قولتلك إنى متهبب مش مقروف منك، وجودى معاكى هو إللى يثبت كل ده مش مجرد لمسى ليكى ده يثبت إنى بحبك، بلاش تخلف وهبل، إعقلى وإكبرى، ماتخليش أى حد يضحك على عقلك بكلمتين.”
شوق بدموع:”حاضر ياعمر، ماتزعلش منى عشان خاطرى خلاص إتعلمت، ماكنتش أعرف حاجة، أنا خوفت تسيبنى وتمشى، ماكنتش أعرف حاجة، خلاص مش هتتكرر تانى، أنا آسفة ماتزعلش منى.”
ساب دراعها وبِعِد عنها..
عمر بجمود متجاهلا كلامها:”يلا نمشى.”
شوق:”ب…………….”
عمر بغضب وهو بيقاطعها:”إياكى تنطقى كلمة واحدة، إنتى فاهمة؟ هوصلك على أول الحارة، لكن أنا شغلى دلوقتى مع بنت **** دى، يلا.”
مسبش ليها أى فرصة تتكلم ومسكها من دراعها وسحبها وراه وهى كانت بتبكى وبتترجاه يهدى لكنه مكنش شايف قدامه بسبب إنه إكتشف إنه مبدأه غلط .. “الحب باللمس” .. الحب عمره ماكان باللمس، هو معاها أهوه طب ليه مش بيلمسها؟ ماهو بيحبها مش بيلمسها ليه زى ماهو مصدق الجملة دى، حاجات كتير مش لاقيلها إجابة كالعادة… وصلوا للحارة وسابها ومشى من غير مايستنى رد منها وهى وقفت تبكى ومتابعاه بعيونها وهو بيمشى .. عمر وصل المدرسة فى نفس الوقت إللى جرس الحصة الأخيرة ضربت فيه، كل لحظة بتعدى عليه كان غضبه بيزيد نحية البنت إللى كانت هتضيعها دى … فضل واقف مستنى خروج الطلبة لحد ما خرجوا عيونه جات على 3 بنات خارجين بيضحكوا بصوت مسموع، إفتكر إن دول كانوا البنات إللى كان معاهم الولد إللى هو ضربه فى اليوم ده، واحده منهم إتكلمت ولسوء حظهم صوتهم وصله…
؟؟:”تفتكرى حصل إيه دلوقتى؟”
**:”ههههههههههههههههههههه، زمانه سابها ومشى، مستحيل واحد يفضل مع واحده سلمت نفسها ليه، كان لازم آخد حقى منها وأخدته خلاص.”
عمر قرب منها بغضب شديد وهما التلاته برقوا لما شافوه واقف قدامهم ..
عمر بغضب لمريم:”لا وإنتى الصادقة، سابها ومشى عشان يربى الأشكال ال ****** إللى زيك.”
………………………………………………………………..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شوق العمر)