روايات

رواية شوق العمر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سارة بركات

رواية شوق العمر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سارة بركات

رواية شوق العمر الجزء الثالث والثلاثون

رواية شوق العمر البارت الثالث والثلاثون

شوق العمر
شوق العمر

رواية شوق العمر الحلقة الثالثة والثلاثون

شوق بصراخ وبكاء وهي بتضربه في صدره بإستمرار:”بقولك إطلع بره، إنت السبب في كل حاجة .. إنت السبب في كل إللي حصلي .. إنت السبب في إن الشخص ده يدخل حياتي .. إنت السبب في إنه إغتصبني .. *عمر برق بصدمة* … ومن قهرتي أنا كنت بستنجد بيك وهو بيغتصبني في يوم فرحي وكل ده عشان قولتله يخلي جوازنا على الورق وبعدها كل واحد يروح لحاله وده لإني كنت بحبك إنت … *عمر دموعه نزلت ومازال واقف في مكانه بيبصلها بذهول على الرغم من ضربها ليه لكنه ثابت في مكانه* … إنت السبب في كل حاجة …… أنا عشت شهور على سطح بيته بسببك … عشت أتهان وأتضرب سنين كتير بسببك … عشت خدامة تحت رجلهم بسببك … إنت إللي عملت فيا كل ده … أنا بسببك خسرت إبني إللي فضل جنبي سنين كتير، وأنا ماكنتش حاسه بيه لإني كنت بفكر فيك إنت وبس … أنا بسببك كنت أم مستهترة كل إللي يهمها إنها تموت عشان تبقى مع الإنسان إللي بتحبه … أنا بسببك خسرت كل حاجة قصاد إني إخترتك إنت .. ضيعتني وبهدلتني سنين كتير، وفي الآخر تبهدلني قدام الكل وتتهمني بالسرقة … * كملت بصراخ هيستيري* ياريتني ماكنت عرفتك ولا قابلتك … بره!!!!!!!!!!!!!.”
عمر كان واقف في مكانه ودموعه بتنزل بسبب كل حاجة هي عاشتها ومرت بيها وهو مكنش موجود عشان يحميها وياخدلها حقها .. مكنش موجود عشان يخبيها من كل الناس زي ماكان بيعمل زمان … شوق إنفجرت فيه أكتر لما لقته واقف في مكانه متحركش ..
شوق بصراخ وبكاء وهي بتضربه على صدره:”بقولك بره.”
عمر مسك إيديها الإتنين ولفها وكتفها وهي في حضنه ..
شوق بصراخ وإنهيار:”سيبني.”
عمر بدموع وهو بيهمس في ودانها:”أنا آسف.”
شوق بصراخ:”بقولك سيبني، أنا مش عايزة أشوفك ومش عايزة أعرفك تاني .. إبعد عني.”
كانت بتفرك وبتحاول تبعد عنه لكنه كان مثبتها، وبعد عدة ثواني شوق هديت وهي في حضنه بس بدأت تبكي بقهرة … عمر باس راسها من فوق حجابها ومازال مكتفها ..
عمر:”أنا آسف يا شوق، آسف على كل إللي حصل .. آسف عشان مكنتش موجود معاكي .. *كمل ببكاء* آسف عشان سيبتك .. آسف عشان صدقت إنك بيعتيني .. آسف عشان خيبت ظنك .. آسف على كل حاجة وحشة شوفتيها في بُعدي … صدقيني لو كنت أعرف حاجة كان زماني إتصرفت .. مكنش ده بقا حالنا.”
سكت وكمل بكاء وهي كمان كانت بتبكي … فضلوا على الحال ده لفترة بسيطة وبعدها شوق إستوعبت إن الموقف إللي هما فيه ده حرام، حاولت تبعد عنه .. عمر حس إنها بتحاول تبعد عنه قرر إنه يسيبها بهدوء لما لقاها هديت … بِعِدت عنه بسرعة وبدأت تستغفر ربنا وبتحاول تهدى .. عمر كان مستنيها تهدى شويه عشان يتكلم معاها و يعرفها إنه مستعد يعمل عشانها أي حاجة … هيتجوزها وهينفذلها كل حاجة هي عايزاها …. شوق مسحت دموعها وأخدت نفس عميق .. عمر إستغل إنها هديت قرر إنه يتكلم وفي عيونه نظرة قديمة جدا شوق إتمنت إنها تشوفها من ساعة ماهي قابلته بعد السنين دي كلها ..
عمر وهو بيبص في عيونها:”شوق، عايزك تعرفي أنا بحبك .. وصدقيني هجيبلك حقك من إللي آذوكي .. وهنتجوز .. أنا عمري مابطلت أحبك في يوم من الأيام.”
شوق إبتسمت إبتسامة خفيفة بس هزت راسها ب “لا” …
عمر بإستفسار وعدم فهم من حركتها:”مش فاهم؟ تقصدي إيه؟”
أخدت نفس عميق وبصت في عيونه ..
شوق بهدوء وصوت مبحوح:”أنا آسفة يا عمر .. بس دي نهايتنا، إنت جيت متأخر، حتى نظرتك دي جات متأخر.”
عمر عقد حواجبه وكان لسه هيتكلم ..
شوق بهدوء:”ودلوقتي إتفضل بره.”
عمر بهدوء وتفهم:”شوق، أنا عارف إنك مخنوقة دلوقتي، وعاذرك .. إنتي محتاجة تهدي مش أكتر، أنا دلوقتي مش هعلق على كلامك ده.”
شوق بإبتسامة ضعيفة:”إفهمها زي ماتفهمها يا عمر، بس أنا من ناحيتي مابقاش فيا حيل إني أعافر.”
عمر وهو بيبص في عيونها:”ومين قال إني هخليكي تعافري؟ ومين قال إني هخليكي تتعبي؟ أنا عمر يا شوق .. *كمل بتأكيد* .. عمر.”
شوق وهي بتقفل الموضوع:”نورتني الوقت البسيط ده يا عمر، كان نفسي تفضل شويه بس إنت عارف أنا ست وقاعدة لوحدي … *دمعة نزلت من عيونها* … وإبني مش موجود.”
عمر كان هيمسح دموعها بس رجعت لورا قبل مايعمل كده … حاول يتحكم في أعصابه وإتكلم ..
عمر بإبتسامة وهو بيجز على أسنانه:”ماشي ياشوق، هسيبك شويه بس عشان إنتي دلوقتي مخنوقة و بتخرفي مع نفسك، بس صدقيني أنا هفضل وراكي لحد آخر نفس فيا.”
مشي من قدامها وبعدها خرج من الشقة .. عمر عيونه جات على الجيران إللي واقفين على السلالم وبيبصوا ناحية شقة شوق بسبب الصوت الصراخ العالي إللي كان مسموع في البيت كله ..
عمر بغضب:”خير في حاجة؟؟ محتاجين حاجة؟”
الكل إتحرج وكل واحد راح لشقته … نزل من البيت و ركب عربيته وقفل باب العربية بغضب وإتحرك من قدام البيت وهو عيونه على عربية الإسعاف إللي بتاخد مجدي …. شوق أخدت نفس عميق بعد نزول عمر وراحت ناحية الباب جات تقفله لقته مابيقفلش .. عيونها جات على الكالون المكسور، غمضت عيونها بتعب قررت إنها تقفله بالترباس وبالفعل عملت كده … عيونها جات على كل مكان في الشقة ومكانتش شايفه غير أمير في كل ركن فيها، وهو بيتفرج على التليفزيون معاها .. وهما بياكلوا مع بعض .. وهو بيذاكر على الترابيزة عشان دراسته سواء كانت لمدرسة أو جامعة وبتحطله الأكل على الترابية عشان ياكل .. وهو بيمسكها من إيديها وبيصلوا مع بعض وهو بيكون إمامها .. وهو بيضمها لحضنه وبيطبطب عليها .. وهو بيرخم عليها وبيضحكها … إنتظارها ليه لحد ما يرجع من المدرسة أو الجامعة أو الشغل عشان يقعد معاها لإنها بتبقى وحيدة في غيابه .. دموعها نزلت بحسرة عشان سابها ومشي .. سابها لوحدها..
شوق بدموع:”ليه كده يا أمير؟ ليه تسيبني لوحدي يا حبيبي؟”
عيونها جات على أوضته وراحت ناحيتها .. فتحت الباب ودخلت الأوضة .. قربت ناحية سريره وبعدها قعدت عليه .. ملست على السرير وبعدها إيديها جات على مخدته، مسكت المخدة وضمتها لحضنها بشدة وفي نفس الوقت بتشم ريحته الموجودة فيها … بكت بقهرة على إبنها إللي راح من إيديها .. إبنها إللي شالها فوق راسه من صغره لحد ما كبر .. إبنها إللي كان معاها في كل خطوة هي بتعملها وإللي كان بيلجألها وبيطلب نصيحتها في كل حاجة هو بيعملها في حياته … نامت على سريره وهي حاضنة مخدته وبتبكي عليه لحد ما راحت في النوم.
………………………………..
أمير كان قاعد في ركن في مسجد بعيد عن بيته بمسافات بسيطة وبيبص قدامه بشرود .. حاسس بمشاعر متناقضة جواه .. مش عارف يحدد إيه هي .. مش عارف يحدد هو هيعمل إيه؟ .. تايه ومش فاهم أي حاجة .. حاسس إنه تعب من كتر التفكير .. تعب من كل إللي بيحصل في حياته … سند براسه على الجدار إللي وراه وغمض عيونه بتعب وإرهاق ..
…………………………………….
سيرين كانت قاعدة في مكتبها وبتفكر في كلام محمد من وقت ما خرج من عندها لحد دلوقتي .. بتحاول تقنع نفسها إن كلامه مش صح وهو إن أمير مايتعوضش .. أمير كان شخص مختلف عن أي شاب في سنه .. كان شخص طموح وبيحب أهل بيته جدا إللي هي مامته وبيحترمها جدا .. كان بيحبها بجد .. دموعها نزلت وإفتكرت قد إيه هو كان حنين عليها وبيفهمها .. وكان بيسمعها علطول مكنش بيمل أبدًا .. فاقت من تفكيرها على صوت رنة موبايلها .. مسكت الموبايل بتاعها لقت باباها بيتصل عليها .. مسحت دموعها بسرعة وأخدت نفس عميق وحاولت تخلي صوتها طبيعي وردت ..
سيرين:”أيوه يابابي، إنت روحت فين؟ وفين شوق و…….”
قطع كلامها صوته إللي واضح من خلاله إنه شايل هموم الدنيا كلها على أكتافه ..
عمر:”سيرين.”
سيرين بهدوء:”نعم يابابي؟”
عمر:”محتاج أتكلم معاكي كتير، أنا رايح الفيلا، هستناكي هناك.”
سيرين بإستغراب:”حاضر.”
عمر قفل المكالمة وهو بيسوق عربيته وفي طريقه للفيلا وفي نفس الوقت شوق في باله .. بيحاول يتخيل حجم المعاناة إللي عاشتهم السنين إللي فاتت دي كلها .. وكل مابيتخيل حاجة بسيطة من العذاب إللي هي إتكلمت عنه في وقت إنهيارها قلبه بيوجعه وبيندم ندم كبير على السنين إللي ضيعها من عمره وهو بيبني أفكار سلبية عنها وعن تصرفها الغريب إللي حصل بعد يومين من خبر وفاته، ألا وهو جوازها من واحد تاني بسرعة …
………………………………………
أمير كان نايم في المسجد كإنه بيهرب من الواقع من التفكير لكن للأسف التفكير كان بيطارده حتى وهو نايم لدرجة إنه حلم وكل إللي واضح من الحلم ده صوت …
؟؟:” إني إستخرت الله، وقبلت زواج موكلتك على كتاب الله وسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على الصداق المسمى بيننا عاجله وآجله، والحضور شهود على ذلك والله خير الشاهدين.”
………………………
“الله أكبر .. الله أكبر”
أمير فتح عيونه بسرعة لما سمع الآذان .. إتعدل في مكانه ومش مصدق إنه نام هنا من كتر التعب إللي هو حاسس بيه … أخد نفس عميق وبدأ يردد الآذان … بمرور الوقت …
الإمام:”السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … السلام عليكم ورحمة الله.”
الكل سلم من الصلاة ومن ضمنهم أمير إللي كان موجود في الصف إللي ورا الإمام … أمير فضل قاعد في مكانه بعد التسليم وبيدعي الدعاء إللي كان بيدعيه في كل سجدة كان بيسجدها ..
أمير:” اللهم إخترلي ولا تخيرني فأنت خير من يختار.”
بعد ما قال الدعاء أخد نفس عميق وتفكيره راح للحلم إللي حلم بيه .. أو الصوت إللي كان سامعه بس مش عارف إذا كان شاف الحلم بشكل واضح ولا لا؟؟ .. أخد موبايله من جيبه عشان يشوف الوقت .. بس إتفاجئ لما لقى في مكالمات كتير من باباه “مجدي” .. إفتكر إنه كان المفروض يقابله النهاردة عشان يديله فلوس بس نسي خالص بسبب المشاكل إللي حصلت .. وفجأة أمير برق بصدمة لتذكره إن باباه هيروحله البيت عشان مش بيرد … قام بسرعة من مكانه وخرج من المسجد ولبس جزمته وراح للبيت …..
(رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات)
………………………………..
في فيلا عمر راضي:
عمر دخل الفيلا بسرعة وبعدها طلع على أوضته … دخل الأوضة وراح فتح الدولاب بتاعه … ملامحه إتحولت للحزن الشديد لما عيونه جات على صندوق خشبي .. أخد الصندوق وراح قعد على سريره وفتحه … الصندوق ده كان بيحتوي على جوابات قديمة جدا ألا وهي جوابات “شوق” … ملس على الجوابات وهو بيحاول يتحكم في دموعه لمجرد الوجع إللي هيحس بيه لما يقرأ أي سطر في الجوابات دي .. أخد جواب بشكل عشوائي بس هو عارف الجواب ده كان مكتوب فيه إيه لإنه حافظ كل سطر في كل الجوابات وشكل الجواب بمحتواه .. حافظ كل حاجة عن ظهر قلب .. فتح الجواب إللي في إيده وبدأ يقرأه بعيونه ..
إلى “عمر حبيبي”
أنا بموت يا عمر .. بموت في غيابك .. بموت من غير ما أشوفك .. أنا وحيدة من غيرك يا عمر وبعِد الأيام زيك ويمكن أكتر منك على ما ترجعلي، .. *عيونه جات على مكان مكرمش في الورقة مما يدل إن شوق كانت بتبكي وهي بتكتب في وقتها* .. بس أنا مش قادرة أستحمل بُعدك عني أكتر من كده .. عدا 3 شهور يا عمر على غيابك .. أنا مش قادرة أتحمل كل ده .. ولسه كمان فاضل 9 شهور على رجوعك وأنا مش هقدر أتحملهم .. *عمر دموعه نزلت* … عشان خاطري يا عمر إرجعلي، أنا من غيرك تايهه .. ومهما بحاول أصبر نفسي وأقول هانت قدامه وقت بسيط ويرجع .. بس برجع أزعل تاني لما ألاقي إني هستناك الوقت ده كله .. إنت عارف إني إتعودت أشوفك علطول .. ماينفعش فجأة كل حاجة إتعودت عليها وحبيتها تغيب عني .. ماينفعش إنت تغيب عني .. عمر أنا مش كويسه من غيرك .. أنا محتاجالك أكتر بكتير الفترة دي عن الأول، لإني ماليش غيرك … أنا بحاول أذاكر زي ما وعدتك بس صدقني صورتك مش مفارقاني وبزعل عشان إنت مش معايا ومش بتسمعلي الدروس إللي أنا حفظتها ومش بتراجعلي .. تعالى طيب عشان تسمعلي وتراجعلي يا عمر .. وحشتني .. أنا مستنياك.”
…………………………………..
عمر كان بيبكي على الجواب ده … ومش مصدق إن إزاي مجاش في باله مرة واحدة في السنين دي كلها إن شوق مش هتقدر فعلا تعيش من غيره .. إن شوق ضعيفة وهشه ومالهاش غيره .. إزاي قدر يبعد ويسافر ويسيبها حتى لو غُربة سنة، مكنش ينفع يسافر أكيد كان في حلول تانية بدل مايسافر ألمانيا ويحصل كل ده … أخد جواب تاني وفتحة …
إلى “عمر حبيبي”
“مش كل أما أقولك إرجع تقول إنك لازم تفضل عندك لحد ماتخلص الفترة إللي حددتها عشان نعرف نتجوز .. على فكرة أنا عندي إستعداد أستناك عمري كله لحد مانتجوز .. إنت عارف إني بحبك ومش بحب حد قدك يا عمر .. أنا بس زعلانة عشان إنت بعيد عني .. وبحاول أتحمل .. وحاضر هركز في دراستي عشان ماتزعلش مني .. وبالنسبة للمدرسة .. كل حاجة تمام والبيت عندي هنا أحواله كويسه … بابا هادي الفترة دي خالص .. وماما مبسوطة وعلى فكرة هي بتسلم عليك وبتدعيلك إنك ترجع بالسلامة .. وعلى فكرة بقا إنت وحشتني وعايزة أقولك كلام كتير لما أشوفك .. وبما إنك قولت إنك نفسك تشوفني وتاخدني في حضنك فأنا بعتلك حاجة مني تقدر تاخدها في حضنك .. *عمر دور في الصندوق وأخد ورقة موجود فيها خصل شعر صغيرة وبص للجواب تاني* .. إنت دايما كنت بتحب ريحة شعري فأنا فكرت شويه وقولت أجيبلك هدية بتحبها .. روحت أخدت المقص من المطبخ من ورا ماما وقصيت الشويه دول .. كان نفسي أقص كتير بس بابا هياخد باله وهيتضايق عشان مش بيحبني أقص شعري .. بس كان لازم أعمل كده عشان أفرحك .. وحشتني يا عمر وأنا مستنياك ترجع.”
عمر مسك خصل شعرها إللي فضل محتفظ بيها لسنين كتير … بدأ يستنشق ريحتهم وهو بيبكي على حبيبته وبنته وحياته كلها .. حبيبته إللي كانت محتاجاله أكتر من أي حد …… سيرين وصلت الفيلا وبدأت تدور على باباها بعيونها بس إستغربت لما مالقتهوش .. طلعت لأوضته يمكن تلاقيه .. دخلت الأوضة وإتصدمت من منظر باباها .. كان بيبكي وهو بيستنشق خصل شعر صغيرة في إيده …
سيرين:”بابي.”
عمر عيونه جات في عيون سيرين وهو بيبكي .. سيرين قربت منه بسرعة وهي مصدومة من منظرة ..
سيرين:”بابي في إيه؟ مالك؟ طمني عليك؟”
عمر بدموع:”كانت محتاجاني وأنا رميتها، قالتلي إنها مالهاش غيري وأنا سيبتها، أنا سيبت بنتي وحبيبتي يا سيرين .. سيبتها وسافرت بحجة الجواز .. كان في مليون طريقة تانية غير إني أسافر وأبعد عنها … أنا السبب في كل إللي حصلها ده، عشان أنا كنت بعيد .. أنا خسرتها يا سيرين، بنتي وحبيبتي راحت مني.”
حضنته وهي بتبكي على حالته …
سيرين:”بابي، أرجوك إهدى، أنا أول مرة أشوفك كده.”
عمر وهو بيخرج من حضنها وبيشاورلها على الصندوق:”بصي .. ده صندوق الجوابات إللي شوق كانت بتبعتهملي .. *فتحلها إيده* بصي دي خصل الشعر بتاعة شوق … كانت عارفه إني بحب ريحة شعرها قصت دول وبعتتهملي .. تعرفي إن باباها بعدها أخد باله إن شعرها قصر شويه وزعقلها هي ومامتها وعمل مشاكل كبيرة بسبب الموضوع ده؟ … هي بعتتلي في الجواب إللي بعد ده وقالت كده .. بس على الرغم من ده كله مكانتش زعلانه إنها عملت كده كانت مبسوطة عشان هي فرحتني بالحاجة البسيطة دي .. تعرفي إن أنا كانت أقل حاجة بتفرحني من ناحية شوق … ضحكتها هي إللي كانت بتنورلي حياتي .. مسكة إيديها كانت بتحسسني إني ملكت الدنيا كلها … برائتها إللي عمري ماشوفتها في حد أبدًا، كانت بتخليني أحس إني باباها وإنها مسئولة مني .. كانت كل حاجة يا سيرين .. شوق كانت النَفَس إللي أنا بتنفسه، كانت بيتي.”
سيرين بدموع:”عارفه يابابي إنها كانت كل حاجة بالنسبالك .. إنت كمان بالنسبالها كل حاجة .. إنتوا الإتنين لسه بتحبوا بعض .. إنتوا الإتنين لسه مستنيين بعض.”
عمر وهو بيمسح دموعه:”تعرفي إيه إللي حصل النهاردة؟”
سيرين:”إيه إللي حصل؟”
عمر:”روحتلها البيت عشان أوضحلها سوء تفاهم حصل بينا، لقيت واحد بيحاول *حاول يتحكم في غضبه* لقيت واحد هناك .. إتضحلي بعدها إنه طليقها.”
سيرين بإستفسار:”هو جه تاني؟”
عمر بإستفسار:”جه تاني؟ هو إنتي تعرفيه؟”
سيرين سكتت وماتكلمتش …
عمر بإصرار:”ردي عليا، تعرفيه منين؟ وإزاي؟ في إيه؟ إيه إللي حصل؟ أنا عايز أعرف كل حاجة، عايز أعرف إيه إللي حصل لشوق في غيابي، وإنتي عرفتيه إزاي؟ كل حاجة يا سيرين محتاج أعرفها، فلو تعرفي حاجة قوليلي، وليه شوق كانت هتروح من إيدي النهاردة، وشها كان أزرق وكانت بتطلع في الروح، أنا مش فاهم حاجة.”
سيرين بهدوء:”بابي، شوق عندها الربو.”
عمر برق بصدمة …
سيرين بهدوء:”أنا هحكيلك كل حاجة .. بداية من بعد خبر وفاتك ……”
بدأت تحكي كل حاجة خاصة بحياة شوق لحد ما إستقرت في حياتها بعد طلاقها من مجدي، ده غير طريقة تعارفها بمجدي ..
………………………………
أمير وصل البيت بسرعة وطلع على الشقة أخد المفتاح من جيبه وجه يحط المفتاح في الكالون، إتفاجئ إن الكالون مكسور .. قلق جدا وبدأ يخبط ويرن الجرس … شوق كانت نايمة بهدوء وهي حاضنة مخدة إبنها بس إنزعجت أثناء نومها بسبب الجرس إللي مش بيبطل رن ولا الخبط إللي مابينتهيش … بس قامت بسرعة من مكانها لما سمعت صوته …
أمير بصوت مسموع:”شوق.”
جريت بسرعة وخرجت من الأوضة بلهفة كبيرة وراحت فتحت الترباس والباب إتفتح .. أول حاجة عيونه جات عليها هو الكدمات إللي في وش مامته .. برق بصدمة لما شاف المنظر ده …
شوق بفرحة ودموع:”أمير.”
حضنته بشدة وبدأت تشم في ريحته، لكنه كان واقف في مكانه ومصدوم وعيونه على كل حاجة متكسرة قدامه ده غير منظر مامته إللي مخليه عايز يهد الدنيا على إللي عمل فيها كده ألا وهو باباه “مجدي” ….
شوق بدموع وهمس مسموع:”ماتسبنيش يا أمير، الدنيا وحشه من غيرك ياحبيبي.”
أمير بِعِد عنها مسافة بسيطة وبص في عيونها ..
أمير بعدم إستيعاب وقلق:”في إيه ياشوق؟ إيه إللي حصل؟”
شوق وهي بتهمس في ودنه وبتضمه بشدة أكتر:”ماتقلقش يا أمير ماحصلش حاجة، خليني فيك إنت .. أنا آسفة عشان خاطري ماتسيبش البيت تاني وأنا هعملك كل إللي إنت عايزه.”
أمير بقلق من مظهرها وهو بيبص في عيونها:”شوق أرجوكي قوليلي في إيه؟ إيه إللي حصل؟ شكلك ماله؟ عشان خاطري قوليلي.”
شوق فضلت بصاله ومابتتكلمش ..
أمير بإصرار:”قولي ياشوق.”
شوق بهدوء:”باباك كان هنا، وحاول ي….”
سكتت وبدأت تبكي تاني..
أمير برجاء وبعيون مدمعة:”أرجوكي قولي إيه إللي حصل؟”
شوق بدموع:”هو حاول يقرب مني، بس مالحقش.”
أمير بإستفسار:”مش فاهم، تقصدي إيه؟”
شوق بهدوء وهي بتبص في عيونه:”عمر أنقذني منه قبل مايحصل حاجة، وتقريبا مجدي في المستشفى دلوقتي لإني كنت سامعة صوت عربية الإسعاف هنا في الحارة.”
أمير كور إيديه بغضب شديد لمجرد إنه جه على باله إللي أبوه كان هيعمله … شوق لاحظت غضب أمير ..
شوق:”أمير؟ إنت هتمشي وتسيبني تاني عشان عمر جه؟”
أمير بصلها وكان بيحاول يفهم كلامها .. بس إتفاجئ لما لقاها بتبكي …
شوق بدموع:”عشان خاطري ماتمشيش وتسيب البيت تاني ياحبيبي أنا ماصدقت إنك رجعت، أنا قولتله مايجيش يا أمير، قولتله مايجيش هنا تاني.”
أمير بإستفسار:”هو مين إللي قال إني سيبت البيت؟”
شوق بدموع:”إنت قولت إنك محتاج تمشي وتعيد حساباتك ومشيت، وقبل كده كنت قايل إنك هتسيب البيت لو عرفت إني على صلة بيهم لسه.”
أمير فضل باصصلها كتير بس إبتسملها بحب وضمها لحضنه ..
أمير:”أنا ماقدرش أبعد عنك ياشوق، ماقدرش أسيبك، معقوله في واحد هيسيب البيت وهو لابس هدوم البيت؟”
بصلها تاني وهي بصت لهدومه بإستغراب .. فعلا كان لابس بنطلون بيتي وتي شيرت …
أمير بضحكة خفيفة وهو بيمسك وشها بين إيديه:”ياشوق انا ماقدرش أبعد عنك، حتى الزعل ماقدرش أزعل منك .. إنتي مامتي، هو في حد يزعل من مامته؟”
شوق بدموع:”لا.”
أمير:”يبقى خلاص أنا كده تمام، مش زعلان منك ومش هسيب البيت، أنا آسف يا شوق.”
ضمته لحضنها بشدة بسبب فرحتها من كلامه … أمير إبتسامته إختفت وهو حاضن شوق ونظراته كلها كانت عبارة عن غضب ووعيد.
………………………………………………………………..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شوق العمر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى