رواية شهد الحياة الفصل الخامس 5 بقلم زيزي محمد
رواية شهد الحياة الجزء الخامس
رواية شهد الحياة البارت الخامس
رواية شهد الحياة الحلقة الخامسة
نظرت له وبكت بكاء مرير: يعني يابابا انت مش زعلان مني .
اقترب منها والدها وازال دموعها : لا يابنتي مش زعلان منك، دا انتي ليلى، بنتي حبيبتي، انا لا يمكن ازعل منك.
اتسعت ابتسامتها واردفت : خلاص خدني معاك يا بابا، انا عاوزة افضل معاك، مش عاوزه اسيبك ابدا.
نظر لها بحنان وقال : لأ، يا ليلى، دا مكانك، كريم مكانك يابنتي، انا خلاص مبقتش موجود .
عبست قليلا وقالت : لا يا بابا مكانك مكاني، حتى شوف انا مبسوطة وفرحانة ازاي .
اقترب منها والدها وجعلها تستدير للجهة الاخرى، وقف خلفها واردف : بصي هناك كدا يا ليلى، دا بقى بيتك انتي وكريم، ايوا دا اللي منور وشكله حلو دا .
عبست ليلى قليلا ثم نظرت بدقة الى هذا البيت، وجدت حديقته مظلمة للغاية : بابا بس جنينته مضلمة اوي انا اخاف ادخله .
قال والدها بهدوء ولطف : ليلى دا بيتك، العش الحلو اللي هاتبنيه مع كريم، هاتقابلكو عقابات كتيرة اوي، لازم بحبكو تتغلبو عليها، هاتقعو وتقفوا تاني، وواحدة واحدة الجنينة هاتنور وهاتبقى احلى من البيت .
صمتت ليلى قليلا تتامل جمال المنزل ثم استدرات بسرعة لم تجد والدها، التفت حوالها بقلق وصاحت : بابا، انت فين، بابا، بااااااا .
فتحت ليلى اعينها ودموعها تسيل على وجنيتها، صدرها يعلو ويهبط بسرعه، وجدت كريم امامها، يمسد على شعرها برقة ويهمس لها : اهدي يا ليلى دا كابوس، اهدي .
انتفضت ليلى من نومتها وجذبت الغطاء بعنف عليها، وقالت : انت عاوز مني ايه، ابعد عني.
رمقها بتعجب ثم ادرك انها كانت تحلم بكابوس فاردف بهدوء : انا هاعوز منك ايه، انا شوفتك بتنهجي وبتستندجي بوالدك، قولت يمكن دا كابوس، حاولت اصحيكي بس .
ترقرقت الدموع في عينيها، وماهي الا ثواني قليلة وبكت بشدة، حاول كريم الاقتراب، ولكنه تراجع واخذ مسافة حتي لا تخاف منه : ليلى اهدي، انا لايمكن اذيكي والله .
ازالت ليلى دموعها واردفت بتلعثم : انا اسفة، اسفة، مكنتش اقصد .
ابتسم كريم وقال : متتأسفيش، يالا قومي جهزي نفسك علشان نطلع نفطر مع بابا .
أومأت ليلى بالموافقه واردفت بخفوت : ماشي .
*********************************
في منزل رامي المالكي .
وضعت شهد بقية الصحون على المائدة، وصاحت بصوتها : يالا يا خالتو، انا حضرت الفطار .
اقبل عليها رامي عابسا : هشش، وطي صوتك، في حد يعلي صوته كدة على الصبح .
رفعت حاجبها ببرود واردفت : يافتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، هو ايه بنام بمشكلة ونصبح بمشكلة .
ابتسم رامي باستفزاز وقال : تعرفي انا مش هتخانق معاكي، عارفة ليه، علشان معكرش مزاجي على الصبح .
ضحكت شهد بسخرية : اصمالله على مزاجك .
عبس رامي قليلا واردف : امال حمزة فين ؟.
قالت شهد بفخر : انا صحيت الصبح بدري ولبسته وعملتله سندوتشات ونزلت سلمته لباص بتاع المدرسة .
قال رامي بضيق : وازاي ميجيش يصبح عليا وياخد مصروفه مني .
اشارت لنفسها بفخر واردفت : انا سدادة، انا مكانك .
انتفض من مكانه واردف بغضب : يعني ايه انتي مكاني، انا ابوه ياخد مصروفه مني، يدخل يشوفني قبل نزوله المدرسة .
صاحت بضجر : والنبي بلاش دوشة على الصبح، انا مش بقولك العدوان الثلاثي قام تاني على مصر علشان تتعصب كدا، دا انا بقولك الواد لبسته ونزلته واخد مصروف، عادي يعني مش فارقة، وبعدين اسكت، خلينا مكتومين بلاش فضايح .
نظر لها رامي بتعجب وقال : مكتومين ليه ان شاء الله، وفضايح ايه دي، ما تتكلمي عدل .
ابتسمت بخبث ثم اردفت ببراءة مصطنعة : يالهوي انت مش فاكر، دا احنا قعدنا نخبط، نخبط ونقولك اصحي يا رامي، وانت ولا هنا، دا غير طبعا صوت شخيرك معرفناش ننام منه .
اشار رامي بصدمة على نفسه وقال : انا!!! .
هزت رأسها مؤكدة وقالت : اه انت، لا حرام بجد صعبت عليا ، المهم انا رايحة اعمل القهوة لخالتي .
ثم توقفت في منتصف الطريق وضرب بكفها على جبهتها قائله : اه من حق حمزة بيبعتلك البوسة اللي على الهوا دي .
ارسلت له قبلة له على الهواء ، تجمدت انفاسه اثر حركتها البسيطة، والتي كانت بالنسبه له مثيرة، تنهد بصعوبة وقال لنفسه : ربنا يصبرني عليكي يا شهد، اصل انتي بالطريقة دي هتلبسيني في الحيط .
***************************
كانت صفاء جالسة في غرفتها وممسكة في يديها الهاتف ترى ميمي ابنتها صوت وصورة على احد برامج الانترنت، ضحكت صفاء بخفوت واردفت : اسكتي دول هايولعو في بعض، مبيعرفوش يقعدو الا لما يتخانقو.
قالت ميمي بخبث : ايوا بقى يا ماما وما محبة الا بعد عدواة .
ابتسمت صفاء بسخرية : لا انسي يا ميمي، اخوكي خلاص هايعيش عمره كدا، يالا بقى الله يجازي اللي كان السبب .
قالت ميمي بضيق : لا يا ماما استغفري ربنا اللي كان السبب روحه طلعت لربنا، وبعدين ما اتزعليش مني، رامي اخويا مأفورها اوي .
قالت صفاء موضحة : لا والله يا ميمي، انا كنت حاضرة وسامعة كل حاجه، واي حد مكانه هايعمل كدا يابنتي.
هزت ميمي رأسها برفض : لا يا ماما، اصل خلاص اللي مات مات، والحي ابقى من الميت، ورامي لو فكر يعملها ويتجوز، هو كدا مش هايعمل حاجة تغضب ربنا بالعكس، وبعدين لازم يفكر في مصلحته ومصلحة ابنه شوية .
تنهدت صفاء بقلة حيلة : ادعيله يا ميمي ربنا يهديله حاله .
******************************
في منزل زكريا .
دلفت مديحة الي غرفه زكريا، وجلست على طرف الفراش وقالت : اصحي يا زكريا، يالا علشان تروح شغلك .
تململ زكريا في فراشه واردف بضيق : مش عاوز اروح كلمتهم وقولتلهم هاخاد اجازة .
لوت مديحه شفتيها بتهكم وقالت : يوووه و دا كله علشان ايه، اوعى تكون يا واد يا زكريا محروق على المخفية اللي اسمها ليلى .
نهض زكريا وجلس نصف جلسة وقال : اه يا ما، انا محروق، بس عارفة ليه، علشان ملحقتش اخاد بتاري منها، انتي اتسرعتي وطردتيها .
لكزته مديحة في كتفه وقالت بغل : دا احسن حل ولا اتسرعت ولا حاجة، خليها تمشي من هنا وتقعد في الشوارع، وكلاب السكك تنهش في لحمها، وبعدين انا طردتها علشان اقعدك في بيتها، انا اخدت شقتهم من ام حسين ، وقبضت الجمعية وهابيع تلات فرد غوايش بتوعي، وهاوضبها احسن توضيب، هاجوزك فيها ومعاك احلى عروسة .
ابتسم زكريا بسخرية : وفين العروسة بقى .
غمزت له مديحة واردفت : عندي .
زكريا بفضول : مين يا ما .
اقتربت منه مديحة وقالت بصوت منخفض : ايه رايك في البت سلمى، بنت حسني .
ابتعد زكريا قليلا ونظر لها بصدمة : سلمي اخت شهد!!!.
هزت رأسها مؤكدة وقالت : اه هي ، ايه رايك فيها، البت جميلة وحلوة .
قال زكريا بجدية : يا ما انتي مركزة، انتي عارفة سلمى دي عندها ايه، دي عندها السكر .
ضربته مديحة بخفة على كتفه : ومالو يا عبيط، اهي دي تاخدها تكسر عينيها، ومتقدرش ترد معاك، وتعمل اللي انت عاوزه فيهاء واهو اسمك قدام الناس بتعمل ثواب فيها .
قال زكريا بحيرة : مش عارف يا ما، بس متهايئلي لا .
قال مديحة بصوت كفيحيح الافعى : لا ينفع، وينفع اوي يا زكريا، دايما يا واد خد اللي اقل منك، اللي تقدر تكسر عينيها .
نظر لها زكريا بتركيز، ثم ابعد ببصره عنها وشرد يفكر في امر زواجه من سلمى .
***************************
ارتشف جمال رشفة صغيرة من الشاي ثم قال : هو انت مش رايح المستشفى يا كريم .
رفع كريم بصره، ثم اغلق الكتاب الذي بيده واردف : لا يابابا واخد اجازة .
غمز له جمال وابتسم : اه علشان عريس جديد بقى وكدا .
ضحك كريم بسخرية : اه ومش اي عريس .
ثم استطرد قائلا : الا قولي يا بابا هي عمتو كريمة جاية فعلا .
قال جمال بهدوء : انا عارف يابني انك مش بطقيها، بس اعمل ايه دي اختي الوحيدة .
اغلق كريم عينيه بعصبية وقال : يابابا انا عارف هي جاية ليه، اكيد حضرتك اتصلت بيها وقولتلها كريم اتجوز، فهي تسكت لا طبعا تيجي وتخنقني وتخنق ليلى .
زفر جمال بقلة صبر : طب اعمل ايه يا كريم، لو معرفتش انك متجوز، وجت بعد كدا عرفت، هاتزعل مني.
نهض كريم من جلسته وجلس بجانب ابيه واخفض صوته : يعني هي لما تيجي وتقعد تضايق في ليلى، وليلى تزعل وتعيط، هاعمل ايه انا وقتها .
قهقه جمال على ابنه : انت خايف على زعلها من عمتك، لدرجادي بتحبها يا دكتور .
وضع كريم يديه وكمم فم جمال : اسكت يا بابا هاتفضحنا .
*******************************
كانت تجلس بجانب خالتها تتساير معاها في امور مختلفة، حتى قاطع حديثهم، صوت جرس الباب، قامت شهد و فتحت الباب، لتجد امامها شاب طويل ورياضي، وسيم، حمحم الشاب بحرج، لتنتبه هي وتفوق من تأملها .
_ احم، حضرتك عاوز مين .
ابتسم الشاب بتهذيب : انا عاوز رامي، انتي مين !.
هتفت شهد بإحراج : انا شهد بنت خالته.
رفع سامي حاجبيه باندهاش : بنت خالته!!، اخص عليه مقاليش انه عنده بنت خالة حلوة كدا .
اصطبغ وجهها باللون الاحمر لشدة خجلها : شكرا .
ثم تابعت قائلة : رامي مش هنا، في شغله .
ابتسم سامي بلطف وقال : طيب هاروحله شغله، ابقي سلميلي على طنط صفاء، سلام.
اغلقت شهد الباب وسندت راسها عليه وقالت لنفسها : اهدي يا شهد، اهدي هو اول واحد يعاكسك ولا ايه .
******************************
في منزل كريم .
وضعت ليلى صينية التقديم على المنضدة امام كريمة عمة كريم وجلست بجانب كريم بتوتر، رمقتها كريمة لها بنظرات كلها حدة وقسوة، بلعت ريقها بصعوبة، ثم شعرت بيد كريم تمسك بيديها، نظرت ليديه ثم رفعت بصرها لكريمة بإحراج، وجدتها تنظر لها بغضب، حاولت سحب يديها من يد كريم ولكن كريم أصر وثبت يديها جيدا، انتبهت على صوت كريمة الحاد .
_ ازاي يعني متعملش فرح يا كريم .
هتف كريم بهدوء : اصل والد ليلى لسه متوفي .
هتفت كريمة بقسوة : ما يموت، احنا عاوزين نفرح بيك .
ترقرقت الدموع في عينيها حاولت منعها، حين اردف جمال قائلا لتطليف الاجواء : بقولك يا كريمة هما حرين، يعملو فرح، ميعملوش براحتهم .
انتفضت كريمة بغضب وصاحت : انت بقيت نسخة منها يا جمال، الله يرحمها ماتت وسابت اثر كبير فيك، بقيت مهمل زيها يا جمال، وسمحت لابنك يتجوز واحدة معرفناش ليها اصل، انت مش شايفها عاملة ازاي، ولا حتى شايف لبسها، باين عليها بيئة اوي .
صاح كريم بغضب : عمتي، لاحظي انك بتهيني مراتي وبتهينها في بيتي .
اقتربت كريمة من كريم بغضب : انت بتكلمني انا كدا يا ولد .
صاح كريم بجنون هز صوته ارجاء المكان : انا الدكتور كريم، اوعي تكوني فاكرة للحظة ان ممكن اعديلك انك تهيني مراتي، لغاية هنا ولا لأ يا عمتي .
حولت بصرها لجمال وقالت : انا ماشية، وبيتك دا انا مش داخله تاني الا لما ابنك يجيلي ويعتذرلي .
خرجت كريمة من المنزل، ثم تحرك كريم بعصبية نحو غرفة مكتبه، بينما تحرك جمال نحو غرفته بكرسي، وبقيت هي وحدها، نظرت حولها لا احد، سالت الدموع من عينها وكتمت صوت شهاقتها .
********************************
كان رامي يجلس منهمك في عمله، قاطعه دخول سامي، رفع بصره وظهرت ابتسامة خفيفة على فمه وقال : يا اهلا يا عم سامي منور والله .
جلس سامي امامه وقال : انا روحتلك البيت على فكرة ومش لقيتك .
عقد رامي حاجبيه باستغراب : وانت تروحلي البيت ليه وانت عارف اني في الوقت دا بكون هنا في الشركة .
هتف سامي بجدية : اه بس كنت بحسب انك مش هاتروح بعد ما الشاي اتكب على الورق بتاع المشروع .
هتف رامي سريعا : وانت ايه اللي عرفك بان الشاي وقع على الورق .
ضحك سامي بخفة وقال : يابني انت نسيت انك كنت بتكلمني وقتها، وبعدها سمعت غلوشة جامدة وبعدها سمعتك انت وبنت بتتخانقو، وحقيقي يارامي مبطلتش ضحك، دمها خفيف اوي، وبعدها سمعتك وانت بتنادي على مامتك، فقولت اقفل كدا عيب .
هتف رامي بتهكم : وعيب ليه، ما كنت تكمل وتسمع بالمرة مانت ماشاء الله سامع الخناقة كلها .
ثم تابع حديثه : على العموم دي مش حد غريب، دي تبقى بنت خالتي .
هز سامي راسه مؤكدا : اممم منا شوفتها .
ساله رامي بحدة : شوفتها فين؟!.
ضحك سامي بصوت عالي : لا يا رامي ركز بجد، انت مالك شارب حاجة، منا لسى قايلك اني شوفتها لما روحت بيتكو .
هتف رامي بضيق : اه، وقولتو ايه ؟.
امسك سامي ببعض الاقلام الموضوعة امامه وحركهم بطريقة عشوائية واردف : مش حاجة اتعرفنا بس، بس حقيقي مزة، ما تجوزهالي يا رامي .
انتفض رامي من مكانه وقال بضيق : انت اتجننت يا سامي تتجوز ايه، انت ناسي انت ايه وهي ايه ؟.
مسامي مستغربا : انا ايه وهي ايه مش فاهم فهمني .
هتف رامي بضيق : شهد لسى صغيرة يا سامي، ومش هاتتجوز حد كان متجوز قبل كدا .
لوي سامي شفتيه بتهكم : مالي يعني ان كنت متجوز قبل كدا ومتفنقاش واطلقنا، اول مرة اشوف حد يعيب علي الراجل المتجوز قبل كدا .
زفر رامي بضيق : في ايه يا سامي، انت هاتحاسبني علي كل كلمة اقولها ولا ايه، انا قصدي انها لسى صغيرة ومش هاتتجوز دلوقتي .
هتف سامي بهدوء : والله دي حاجة تقررها هي مش انت، وبعدين مش باين عليها ولا صغيرة ولا حاجة .
صاح رامي بتحذير : سامي، الزم حدودك، على فكرة اللي واخد راحتك عليها في الكلام دي تبقى من لحمي ودمي، حاسب وانت بتتكلم عليها .
ابتسم سامي باستفزاز : اه قول كدا، اوع تكون بتحبها وغيران والجو دا، ايه نسيت وعدك لاميرة .
انتفض رامي من مكانه، وامسك سامي من ياقة قميصه بعصبية واردف بصوت مكتوم : واقسم بالله، لو مش حافظت على حدودك كويس، لاعرفك قيمتك، انا لغاية اخر لحظى عامل حساب الصحوبية اللي بينا، وبعدين يا محترم يا مؤدب انا عمري ما انسى وعدي لاميرة ولا عمري انسى اميرة نفسها، وانا بحب شهد فعلا بس زي اختي، وانا مسمحش ان حد مهما يكون مين هو يتكلم على اختي كدا.
ابعد سامي يد رامي بعنف واردف : وانت عيب تتكلم كدا مع المفروض انه يكون اخوك وصاحب عمرك، انا مش عيل لدرجادي، وبعدين عادي شوفتها وعاجبتني وطلبت اتجوزها، ومعرفش هي صغيرة ولا لأ، كان ممكن تتكلم معايا باسلوب احسن من كدا، انا ماشي يا صاحبي .
ترك سامي رامي وخرج، جلس رامي علي احد الكراسى، وضغط علي اسنانه بغيظ وقال : يعني يقول عليها حلوة وعاوزني اسكتله، والهانم اكيد حكت معاه، ماهي رغاية .
******************************
في منزل كريم .
وقفت ليلى امام مكتب كريم، واخذت نفس طويل، ثم طرقت الباب، سمعت صوت كريم يأمر الطارق بالدخول، فتحت الباب ودلفت بهدوء ووقفت على اعتاب الغرفة، وجدته يجلس على الاريكة مغلق عينيه .
هتفت ليلى بتلعثم : احم، هو انت زعلان مني في حاجة .
اجابها كريم وهو لازال مغمض عينيه : وانا ازعل منك ليه ؟.
هتفت ليلى بصوت مهزوز : اصل انت من وقت ما مشيت عمتك وانت متعصب ومضايق، وقافل على نفسك الباب، وكمان انت اتخنقت معاها بسببي .
فتح كريم عينيه ثم اشار لها ان تاتي، اعتدل في نومته، اتت عليه وجلست حيث اشار لها، ثم وجدت يديه تجذب يديها ويمسكها بتملك : ليلى، انا عمري ما اسمح ان حد يهينك، انا مش متجوزك علشان تتهاني، انا لو مكنتش وقفت عمتي عند حدها كانت كملت واتطاولت عليكي بزيادة و دا شئ غير مسموح بيه ابدا .
هتفت ليلى سريعا : بس عمي زعلان منك، ودي بردو عمتك ومهما كان ليها احترامها .
هز كريم رأسه برفض وقال : لا يا ليلى عمتي صعبة اوي، ودايما بتبص بنظرة تعالي للناس وانا مبحبش كدا، ولا بحب اعمل اتعامل معاها، وبابا عارف كدا كويس .
نهضت ليلى قائله : طيب تعال يالا نقوم نعتذرله.
ابتسم كريم، حاول جاهدا منع ابتسامته ولكنه فشل، وذلك بسبب يديها التي مازالت تمسك بيده دون ان تجذبها منه، نهض معها واخذها لغرفة والده طرق الباب بهدوء ودلفوا معا، نظر له جمال بغضب ثم تجاهله ووجه حديثه لليلى
_ خير يا ليلى كنتي عاوزة حاجة .
ابتسم كريم على والده، ثم ترك يد ليلى وذهب لابيه وجلس على ركبتيه امامه وهتف بهدوء : حضرتك زعلان مني .
هتف جمال بعتاب : دا ينفع يا كريم انا ربيتك على كدا، تهين عمتك كدا .
هتف كريم بعصبية مكتومة : يعني يا بابا عاوزني اسكت وهي بتهين مراتي، دا ميرضيش ربنا.
قال جمال بعصبية : تقوم ترد بالطريقة دي، دي عمتك ليها احترامها .
ثم رفع بصره نحو ليلى واستطرد قائلا : ليلى، الكلام دا مش ليكي طبعا، انا زعلان جدا من كريمة اختي وعلى كلامها، بس صدقيني يابنتي، هي كدا طول عمرها، حتى مع ناني ام كريم، بس انا عتبي على كريم ابني، اللي المفروض يرد بس بذكاء، وميحرجش نفسه، ولا يخليها تشرط على حضرته انه يروح يعتذرلها في بيتها .
طبع كريم قبلة على يد جمال وهتف : طب قولي ايه اللي يراضيك يا بابا واعمله، انا عمري ما زعلتك، ومقدرش على زعلك .
تنهد جمال بضيق : اللي يراضيني انك تروح لعمتك البيت وتراضيها وتاخد ليلى معاك كمان، هي لازم تعرف ان ليلى بقت جزء من حياتنا، ولازم تتقبلها، وانت بتحبها وهاتكمل حياتك معاها سواء برضاها ولا لا، وبعد كدا اتعود تتحكم في انفعالاتك يا كريم، وتكون اهدى من كدا .
قالت ليلى بتلعثم : لا، يا عمي انا مش هاروح في مكان، ولا هافرض نفسي على حد .
هتف كريم بحزم : لا يا ليلى كلام بابا صح، لازم الكل يعرف انك مراتي، واولهم عمتي وتعاملك حلو .
***************************
وقف رامي بمنتصف المنزل بغضب وصاح بصوت جهوري : اللي بقوله تسمعيه يا شهد احسنلك .
همست شهد لصفاء واردفت : ردي انتي يا خالتي، اصل باين عليه الجنونة طلعت ولا ايه .
هتف رامي بغيظ : ما تردي عليا يا هانم .
رفعت شهد حاجبيها باعتراض : لا حول ولا قوة الا بالله، مالك يا بن خالتي، ارد عليك واقولك ايه لامؤاخذة، هو انت قولت كلام يترد عليه .
اتسعت عيني رامي وقال بغيظ : بقى كل اللي قولته دا، وفي الاخر تقوليلي هو في كلام يترد عليه .
جلست شهد واردفت بلامبالاة : ايوة انا عندي حق، هو دا كلام واحد عاقل، ينفع تقولي متفتحيش باب الشقة تاني، يعني ايه مفتحش باب الشقة تاني، مش فاهمة، اديني سبب مقنع مفتحش بسببه باب الشقة تاني .
كان على وشك الرد ولكن منعه رنين هاتفه، نظر فيه وجده الموظف المسؤول عن مشروعه، ضغط على زر الاجابة سريعا وهتف : اهلا يا استاذ رأفت، خير .
رأفت : ………..
عقد رامي حاجبيه وقال : ايه، بتقول ايه!!!!.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شهد الحياة)