رواية شمس ربحها القيصر الفصل الرابع عشر 14 بقلم بيلا
رواية شمس ربحها القيصر البارت الرابع عشر
رواية شمس ربحها القيصر الجزء الرابع عشر
رواية شمس ربحها القيصر الحلقة الرابعة عشر
قفزت شمس من فراشها بعدم تصديق وهي تفكر إن الله يحبها لدرجة أن ينتشر هذا الخبر قبل أن تتم الخطوبة رسميا ويرتديان الخواتم ودون أن يعلم أحدا بشأن الخطوبة ..
حملت هاتفها وقررت الإتصال به كي تخبره بالنبأ السعيد ..
ضغطت على إسمه وهي تفكر في ردة فعله بعد قرائته للخبر ..
لحظات قليلة وجاءها صوته البارد يسألها :
” ماذا تريدين ..؟! ”
ردت وهي تكتم ضحكتها بصعوبة :
” اهدأ من فضلك ..”
أكملت بهدوء مصطنع :
” أردتُ الإطمئنان عليك بعدما قرأت ذلك الخبر .. فكرت إنك ستنزعج منه كثيرا بالتأكيد ..”
سألها مستغربا :
” أي خبر ..؟!”
تجاهلت سؤاله وهي تسأله بدورها :
” الخبر غير صحيح .. أليس كذلك ..؟!”
عاد وسألها بنفاذ صبر :
” عن أي خبر تتحدثين ..؟! أنا لا افهم ..”
ردت مدعية الدهشة :
” أنت حقا لا تعلم شيئا عنه ..؟! يا إلهي ..”
أردفت بنبرة متأسفة مصطنعة :
” هناك خبر عنك وعن تلك المغنية .. تارا الهاشم .. يقولون إن هناك أخبار أكيدة عن زواجكما العرفي ..”
صاح منفعلا :
” من كتب هذا ..؟! تحدثي ..”
ابتلعت ريقها بتوتر من غضبه المخيف وهي ترد :
” لا أعلم .. قرأت الخبر في موقع شهير و ..”
وجدته يغلق الهاتف في وجهها لتمتعض ملامحها وهي تردد بحنق :
” الغبي أغلق الهاتف في وجهي ..”
أردفت بضيق :
” لم يتح لي الفرصة كي أشمت به كما كنت أتمنى ..”
هوت بجسدها على السرير وهي تفكر بما سيحدث بعد هذا الخبر الذي تتمنى بحق أن يكون لصالحها ..
…………………………………………………………..
اغلق الهاتف في وجهها ثم أخذ يقلب به وهو يقرأ الخبر الذي إنتشر بسرعة كبيرة فالخبر يتحدث عن ذلك الزواج العرفي بين المغنية المعروفة وأشهر نجمات جيلها و رجل الأعمال الشهير ..!!
الخبر إنتشر كالنار في الهشيم والأسوء من ذلك تأكيد بعض المواقع عن وجود عقد الزواج بحوزتهم ..
ضغط على الهاتف بقبضته ثم ما لبث أن بحث عن رقم أحدهم يعرفه جيدا وإتصل به ليأتيه صوت الرجل الذي يحفظه عن ظهر قلب يهتف به :
” قيصر باشا .. أعلم مدى غضبك لكن صدقني نحن نحاول أن نتصرف وننفي الخبر بطريقة مقنعة ..”
صاح بغضب مخيف :
“أين نجمتك المصون يا ناصر بك ..؟!”
رد ناصر بحذر :
” تارا لا علاقة لها بكل هذه الأخبار .. هي لن تستفيد شيئا من كل هذا .. على العكس تماما فخبر كهذا سينقلب ضدها ..”
” أين هي الآن ..؟!”
سأله قيصر بنفاذ صبر ليرد ناصر بحذر :
” هي في المنزل القديم .. طلبت منها عدم التواصل مع أي أحد الآن حتى نتصرف ونحذف الخبر بأسرع طريقة ..”
ضحك متهكما :
” تحذفه من أين بالضبط ..؟! من المواقع التي تناقلته بسرعة ..؟! أم من صفحات عامة الناس والذين تداولوا الخبر بسرعة كبيرة فأصبح محور حديثهم ..”
رد ناصر بجدية :
” أنت تعلم يا قيصر شعبية تارا في المنطقة كلها .. هي ليست مطربة عادية ولهذا خبر زواجها السري سينتشر بهذا الشكل خاصة عندما يكون الزوج رجلا معروفا في المنطقة بأعماله وثراءه وإسمه ..”
” طالما إنك تدرك هذا ، كيف ستحذفه أخبرني ..؟!”
سأله قيصر بحدة مخيفة ليقول ناصر بسرعة :
” يا باشا أنا أفعل ما بوسعي .. وأنت أيضا ساعدنا بذلك .. مهما بلغت سلطتي أنا وتارا ومهما كان لدينا من معارف لن نصل الى سلطتك ومعارفك الذين يستطيعون أن يتصرفوا بسهولة ..”
” إستمر فيما تفعله وأنا بدوري سأحاول التصرف ..”
قالها بإقتضاب وهو يغلق الهاتف في وجهه ..
اتجه مسرعا نحو الخزانة وارتدى ملابس الخروج ثم خرج من الجناح ..
قابل في طريقه سوزان التي أخذت تناديه وهي تسأله عن الخبر لكنه تجاهلها كليا ..
خرج من داخل القصر ثم اتجه الى الكراج مخبرا رجاله ألا يتبعونه فهو قرر الذهاب اليها ولا يجب أن يأتي أحد معه ..
قاد سيارته الى منزلها القديم الذي سبق وذهب اليه عدة مرات وهو يفكر بحل لما يحدث ..
دلف بسيارته الى داخل المنزل حديث الطراز ليفتح الباب ويخرج منه ..
ضغط على جرس الباب لتفتح له كارلا مساعدتها الباب وهي تهتف بملامح بدت لها خائفة قليلا :
” قيصر باشا ..”
” أين تارا ..؟!”
سألها وهو يدلف الى الداخل ليأتيه صوت تارا التي تتقدم نحوه بأناقتها المعهودة وملامحها الباردة تهتف به بهدوء :
” اهلا قيصر .. توقعت زيارتك ..”
نظر نحو كارلا التي هتفت بهما :
” سأترككما لوحديكما..”
ثم سارت متجهة الى احدى الغرف البعيده عنهما لتهتف به بنفس الهدوء :
” تفضل الى صالة الجلوس .. سنتحدث هناك ..”
هتف بعدم تصديق :
” ما بالك تتحدثين بهذه الطريقة ..؟! ألا تهتمين بذلك الخبر ..؟!”
ردت بضيق :
” بالطبع أهتم .. لكن ماذا سأفعل ..؟! أخبرني ..؟! ناصر سيتصرف .. وحتى لو لم يستطع أن يفعل شيئا سأتجاهل الأمر برمته .. ”
قال بحدة :
” تتجاهلين الخبر عندما يخصك لوحدك .. لكن هذا الخبر يخصني أنا ايضا .. ”
صاحت بنفاذ صبر من إسلوبه السخيف معها :
” وما ذنبي أنا .. ؟! هل تظن إني وراء الخبر ..؟! لا علاقة بكل هذا يا قيصر .. لست مجنونة لأفضح سرا قديما مرت عليه ثلاث سنوات .. كما إن الخبر يضرني أكثر مما يضرك .. ”
هتف معترضا :
” بل يضرني للغاية يا تارا .. إنه يخص مركزي وسمعتي في البلد ..”
قالت بنزق :
” حسنا ، ماذا أفعل لك ..،؟ لا علاقة لي بكل هذا .. لا تلقي اللوم كله علي وكأنني أجبرتك على هذا …. ”
أردفت بعصبية :
” كما إنني الأخرى لدي سمعتي التي سيضرها هذا الخبر كثيرا … سمعتي وإسمي ومكانتي في الوسط عموما … ولدي عائلتي الذين سيتأثرون بالطبع بهذا الخبر ..”
كظم غيظه بصعوبة وهو يخرج هاتفه ويجري عدة اتصالات مع أشخاص مختلفون بينما زمت تارا شفتيها بعبوس وهي تتجه نحو الكنبة تضع قدما فوق الأخرى تتابعه بملل ..
انتهى من مجموعة اتصالاته بعد مدة ليجدها تجلس على الكنبة تتناول مشروب النبيذ بملامح هادئة ليزفر أنفاسه بقوة وهو يردد بحنق :
” ليتني أمتلك قليلا من هدوئك ولا مبالاتك يا تارا ..”
ردت بتهكم :
” لو كانت العصبية ستغير شيئا لكنت تعصبت وصرخت وحطمت كل ما يمر أمامي حتى صباح اليوم التالي ..”
أخذ نفسا عميقا ثم قال :
” اسمعيني جيدا .. ستنفذين جميع ما أقوله إذا كنتِ تريدين تأكيد عدم صحة هذه الأخبار بسرعة ..”
نظرت إليه بلهفة صادقة وردت :
” بالطبع أريد .. تحدث ..”
سألها بجدية :
” قبلها .. أخبريني .. هل يعلم أحدا بشأن زيجتنا غيرنا أنا وأنتِ وناصر وكارلا و عادل ..؟!”
ردت بسرعة :
” كلا.. !! والله لا يعلم أحدا سوانا انا وانت وكارلا وبالطبع ناصر وعادل كونهما شاهدين على العقد ..”
اومأ برأسه وهو يرد :
” جيد .. اسمعيني جيدا اذا ..”
نظرت إليه بترقب حيث بدأت تركز في كل ما يقوله ..
………………………………………………………………..
في صباح اليوم التالي ..
استيقظت شمس على صوت رنين هاتفها لتتأفف بضيق وهي تفكر في هوية المتصل قبل أن تتسع عيناها بدهشة وهي ترى اسم قيصر يضيء أمامها لتبتلع ريقها وهي تجيب عليه :
” نعم ..لماذا تتصل بي مبكرا ..؟!”
رد بضيق مكتوم :
” مبكرا ..!! الساعة تجاوزت الحادية عشر وأنا إتفقت معكِ على هذا الموعد .. ”
قفزت من فوق سريرها تسأله بدهشة :
” أي موعد ..؟!”
صاح بغضب :
” لا تخبريني إنكِ نسيتِ الموعد بعدما أخبرتك به في رسالة البارحة .. ”
قالت بتلعثم :
” لقد ظننت إنك لن تأتي بعد خبر البارحة ..”
هتف آمرا :
” خمس دقائق وتكونين أمامي ..”
ثم أغلق الهاتف في وجهها من جديد لتلعنه في سرها قبل أن تركض نحو الخزانة وتخرج ملابس مناسبة لها ..
بدلت ملابسها في سرعة قياسية ثم رفعت شعرها بهيئة ذيل حصان بدا غير مرتبا بسبب الإستعجال ..
خرجت من المنزل ودلفت الى السيارة لتتفاجئ به أمامها بكامل أناقته وهيمنته المعتادة والغريب إن ملامحه كانت مسترخية للغاية وكأنه لا يوجد شيء يقلقه او يزعجه ..
تأملها قيصر بملابسها المكونة من بنطال جينز ازرق اللون وتيشرت أحمر ذو أكمام قصيرة تصل الى ربع ذراعها .. شعرها الناعم مربوط بشكل ذيل حصان متراخي حيث تحررت بضعا من خصلاتها خارجه ..
سمعها تلقي تحية الصباح عليه ليرد بهدوء قبل أن يهتف بها بجدية :
” أتمنى ألا يتكرر ما حدث يا شمس فأنا أحب الإلتزام بالمواعيد عموما ..”
هزت رأسها بلا مبالاة بينما كتم هو غضبه بصعوبة ليقود سيارته متجها الى محل المجوهرات ..
بعد مرور نصف ساعة ..
هبطت شمس من السيارة بعدما فتح قيصر لها الباب لتسير بجانبه متجهة الى محل المجوهرات الذي يعتبر أكبر وأشهر محل مجوهرات في البلاد والذي كانت تقرأ عنه في المجلات والأخبار وترى الإعلانات المنتشرة عن فخامة مجوهراته وروعة تصميمها ..
كان من المفترض أن تكون سعيدة منبهرة في هذه اللحظة لكنها حقا لم يكن لديها المزاج لذلك ..
” لماذا لم تأتِ والدتك معنا ..؟!”
توقف في مكانه للحظة ثم نظر إليها وهتف :
” لم أطلب منها المجيء .. فضلت أن نأتي هنا لوحدنا ..”
رفعت حاجبها مرددة بمكر :
” لم تطلب منها المجيء لهذا السبب أم لإنك لا تريد أن يحدث أي لقاء قريب بيننا ..؟!”
زفر أنفاسه ورد بهدوء :
” ولمَ لا أريد ذلك ..؟!”
حركت كتفيها وهي ترد مصطنعة الجهل :
” لا أعلم .. ربما لإنك تخشى أن لا يكون لقاءنا غير جيدا على الإطلاق .. ”
نظر حوله يتأكد من عدم وجود أحد ثم اقترب منها أكثر منحنيا ببطأ نحوها هاتفا بصوت قوي :
” انا لا أخشى شيئا يا صغيرة .. على العكس .. فأنا الجميع يخشاني وبشدة ..”
زمت شفتيها وهي ترد بعفوية :
” ولكنني لا أخشاك ..”
نظر إليها عن كثب ملتهما تفاصيلها الجذابة بالنسبة له وملامحها التي أصبحت تلقائية لأول مرة متخلية عن الكره والنفور اللذان دائما ما تحملهما له ..
هتف بصوت جذاب :
” مبدئيا هذا لا يعتبر أمرا سيئا بالنسبة لي .. ”
نظرت إليه بدهشة مما قاله ليردف مفسرا ما قاله :
” أنا لا أريدك أن تخافي مني يا شمس أبدا .. على العكس تماما .. أنا أريدك أن تشعري بالأمان معي والراحة بوجودي والحرية بين أحضاني .. أريدك أن تكوني كما كنتِ دوما .. عفوية .. منطلقة .. سعيدة ..”
نظرت إليه بصمت وعيناها تتأملان ملامحه الرجولية الوسيمة لأول مرة بتروي ..
ظل يترقب ردها على حديثه الذي يجزم إنه أصاب قلبها إجبارا عنها ليجد ملامحها تتغضن تدريجيا قبل أن يخرج صوتها المقتضب :
” أنت تبالغ قليلا .. كلانا يعرف إنه من المستحيل أن أكون سعيدة .. حرة طليقة بعد زواجي منك .. فأنت بالطبع تدرك مدى الفرق بيني وبينك وبين حياتي وحياتك والأهم سبب هذه الزيجة وكيف ستتم ..”
” سنرى يا شمس .. أعدكِ إنك ستشعرين بكل هذا وأكثر .. ”
قالها بثقة غريبة قبل أن يهتف بجدية :
“دعينا ندخل الآن …”
أومأت برأسها وهي تسير خلفه وكلماته ترن داخل أذنها بإستمرار وثقته تلك تخيفها ..
بعد مرور دقائق ..
كانت شمس تقف أمام مجموعة رائعة من خواتم الخطبة تتأملهم بصمت وهي محتارة في إختيار الخاتم المناسب خاصة إن جميع الخواتم رائعة التصميم و كل خاتم يمتلك تصميم مبهر يميزه عن الآخر ..
فوجئت بقيصر يمسك كفها و يدس احد الخواتم في بنصرها ..
” خاتم رائع .. يليق بكِ كثيرا ..”
قالها بصوته الرجولي قبل أن يرفع وجهه نحوها متأملا وجهها المنخفض نحو الأسفل يتمعن النظر في ذلك الخاتم الذي يحيط إصبعها بتملك ..
لا تنكر إنه رائع التصميم ولا تنكر إن ذوق هذا الرجل رائع لكنها لن تظهر له هذا ..
مطت شفتيها وهي تخلعه من إصبعها تهتف بعدم إهتمام :
” لم أحبه .. “
ثم أشارت الى خاتم آخر تصميمه أقل من عادي وقالت :
” أريد هذا ..”
حدق بها متعجبا من ذوقها الرديء فهي تختار أقل الخواتم جمالا ليهتف بجدية :
” شمس إنظري جيدا .. هذا أجمل بمراحل ..”
ردت بعناد :
” انا من سيرتديه ولستَ أنت ..”
أغمض عينيه وهو يعتصر قبضة كفه بقوة كي لا يرد عليها بما لا يليق بها بينما هتفت هي بإصرار:
” أريده .. لن أرتدي بسواه ..”
نظر إلى وجهها المتحفز للبدأ في وصلة عناد لا تنتهي ليومأ برأسه وهو يشير الى صاحب المحل يطلب منه أن يضع هذا الخاتم في علبته فهو سيشتريه ..
” اجلسي وارتاحي انتِ حتى ينتهي من تغليفه ..”
قالها بجدية لتهز رأسها بعدم إهتمام قبل أن تسير متجهة نحو احد الكراسي وتجلس عليه ..
أخرجت هاتفها من حقيبتها الصغيرة وبدأت تقلب به حيث وجدت رسالة من صديقتها سرعان ما ردت عليها ..
شعرت به بعد لحظات أمامها يهتف بها :
” هيا دعينا نخرج ..”
نهضت من مكانها وسارت أمامه متعجبة من تلك النظرة المقتضبة التي ألقاها على مسامعها لكنها لم تهتم ..
كانت تسير بجواره نحو السيارة حينما سمعت صوت فتاة تنادي عليها لتتجهم ملامحها وهي تستدير نحوها فتهتف الفتاة بها :
” شمس كيف حالك .. ؟! ما أخبارك .. ؟! لماذا لا تتواصلين معنا منذ أن بدأت الإجازة ..؟!”
نظرت بعدها الى قيصر الذي يقف بجانبها بوجه جامد فهتفت به وهي تتأمله بفضول :
” ألن تعرفينا ..؟!”
” قيصر خطيبي .. تقى زميلتي في الجامعة ..”
مدت تقى يدها نحوه بشكل تعجبت له شمس فتقى ليست من النوع الذي يتبادل السلام في الأيدي ..
” مرحبا .. تشرفت بمعرفتك .. أشعر بإني رأيتك مسبقا .. ”
بالكاد لامس كف قيصر كفها وهو يرد مجاملة :
” اهلا بك يا انسة ..”
مالت تقى عليها تهمس لها بصوت خافت :
” من هذا الوسيم ..؟! وجهه ليس غريبا أبدا .. أين وجدتيه يا فتاة ..؟! يا لكِ من محظوظة .. إنه يبدو من اولئك اللذين ينتمون للطبقات العليا اللذين نسمع عنهم ونراهم بالتلفاز ..”
ابتسمت شمس بتصنع وهي تبتعد عنها مرددة :
” سعدت كثيرا بلقائك يا تقى .. اعذريني فيجب أن أذهب الآن .. سأتواصل معك بالتأكيد ..”
ثم سارت معه وهي تشعر بالضيق من هذا اللقاء الغير متوقع ..
جلست شمس في السيارة وجلس قيصر بدوره في كرسي السائق ليعطيها الكيس الذي يحوي الخاتم فتتأمل تلك العلبتين داخله بدهشة قبل أن تسأل :
” هل إشتريت خاتمك ..؟!”
رد بهدوء :
” كلا ، خاتمي سأشتريه فيما بعد .. العلبتان لك ..”
فتحت العلبتين بسرعة لتجد الأولى تحتوي على الخاتم الذي إختارته والثانية تحتوي على الخاتم الذي أعجبه لتصيح :
” ما هذا ..؟! لمَ إشتريته ..؟!”
رد بفتور :
” لإنه أعجبني ..”
” لن أرتديه .. أنت لا تستطيع إجباري على هذا..”
قالتها بحدة ثم أكملت :
” خذه حالًا وإلا سأرميه في النفايات ..”
شهقت بفزع ما إن جذب ذراعها بقوة مقربا وجهها من وجهه مرددا بصوت صارم :
” الى هنا ويكفي .. تماديت كثيرا وصبري نفذ .. متى ستكفين عن تصرفاتك الطفولية الغبية ..؟! أخبريني ..؟!”
ابتلعت ريقها ورددت بخفوت :
” اتركني .. لا يجوز أن تقترب مني هكذا ..”
دفعها بعيدا عنه كشيء معدي ثم شغل السيارة وبدأ في قيادتها لتبتعد هي قدر المستطاع بجسدها عنه ..
بعد لحظات كانت السيارة تقف في الشوارع المزدحمة للغاية في هذا الوقت من اليوم ..
فتحت شمس هاتفها وبدأت تقلب في تطبيق الإنستغرام خاصتها حينما سألته فجأة :
” هل تمتلك حسابا على الإنستغرام .. ؟! ما اسمه ..؟!”
رد بأقتضاب معطيا إياها اسم الحساب لتبحث عنه فتجده مقفلا ..
زمت شفتيها وهي تردد :
” لماذا حسابك مقفل ..؟! أنت رجل وليس إمرأة كي تقفله ..؟!”
نظر لها بحدة لتتوتر ملامحها وهي تبرر حديثها :
” أقصد يعني أنك رجل لن تخاف إذا ما تابعك الغرباء ورأوا صورك كما إن صورك منتشرة في كل مواقع التواصل ..”
رد بهدوء :
” لا أحبذ أن يرى يومياتي سوى أصدقائي ومعارفي المقربين .. أحب أن يكون لدي خصوصية وألا تكون صوري الخاصة متاحة للجميع .. ”
هتفت بسرعة :
” تابعتك ..”
هز رأسه بعدم إهتمام لتصيح به بغيظ :
” إقبل الطلب ..”
ضغط على اعصابه بقوة قبل أن يخرج هاتفه ويفتح التطبيق ثم يقبل الطلب وهو يفكر إنها تختبر صبره بتصرفاتها تلك ..
نظر إليها فوجدها تقلب في حسابه بفضول استغربه قبل أن تهتف :
” أنت لا تتفاعل كثيرا كي لا تحب أن يرى أحدا يومياتك .. ظننتك تنشر تفاصيل حياتك بإستمرار ..”
أردفت بعدها غير منتبهة لسأمه من الزحام الذي لا يتحرك :
” تارا الهاشم .. هذا يعني إن تلك الشائعات صحيحة ..”
انتبه لحديثها ليجدها تتأمل صورته مع تارا في إحدى السهرات بتمعن قبل أن تسأله وهي ترفع وجهها نحوه :
” هل كنتما على علاقة حقا ..؟! هل كنت تنوي الزواج بها كما يقولون ..؟!أم إنكما بالفعل متزوجان كما يقولون البارحة ..؟!”
رد وهو يقترب منها لا إراديا متمعنا بتفاصيل وجهها المترقبة لجوابه ليقول :
” نعم .. كان هناك شيء من هذا القبيل لكن لم يصل الى الزواج بالتأكيد .. ما رأيك الأن ..؟!”
ردت وهي تمط شفتيها بأسف :
” ليته حدث .. ليتك تزوجت بها .. لم يكن ليحدث كل هذا وقتها ..”
نظر إليها مندهشا من لا مبالاتها وعدم إهتامها أبدا بما قاله ليسأل مندهشا :
” هل حقا ما تقولينه ..؟!”
ردت وهي تقرب وجهها من وجهه بعفوية :
” كنت الآن متزوج بها وربما لديك طفلا منها .. ”
زمت شفتيها وأكملت غافلة عن نظراته التي تركزت على شفتيها المزموتين ورغبته بتملكها تتصاعد :
” كيف تركتها لا أعلم ..؟! إنها فاتنة و ..”
انتبهت لنظراته الغريبة فإبتلعت ريقها وقبل أن تتحرك كانت شفتاه تعانق شفتيها بقبلة ناعمة رقيقة ..
قبلة كان يريدها منذ وقت طويل وها قد نالها ..
ابتعد عنها بعد لحظات بملامح منتعشة رغم الرغبة التي تسيطر عليها بعد هذه القبلة ليجد وجهها يشحب تدريجيا وملامحها جامدة تماما ..
رفعت كفها بنية صفعه لكنه كان أسرع منها وهو يقبض عليه ..
احتل الغضب ملامحه فقال بحدة :
” ألم أحذرك مسبقا من فعلتك هذه وتوابعها ..؟!”
صاحت بصوت مرتجف من ردة فعله :
” نعم حذرتني .. لكنك تستحق هذا .. أخبرتك مسبقا إنه لا يحق لك أن تلمسني بهذه الطريقة ..”
أردفت بعدها بحنق :
” إن كنت تظن إنك بخطبتك لي سوف تمتلكني كليا وتفعل بي ما تشاء فأنت مخطئ .. موافقتي على الزواج بك وحتى إرتدائي خاتمك يوم الجمعة لا يعني إنني سأسمح لك بفعل هذا ..”
قاد سيارته بعدما بدأت السيارات تتحرك ليهتف أخيرا :
” يوم الجمعة ستصبحين زوجتي يا شمس فهناك شيخ سيعقد قراننا وحينها يحق لي ما هو أكثر من القبلة بكثير ..”
ردت معترضة رغم خجلها وضيقها من حديثه :
” إنه عقد قران فقط وليس زفاف .. لهذا لا تظن ولو للحظة إنني سأسمح لك بلمسي او الإقتراب مني حتى بعد عقد قراننا ..”
سمعته يقول بصوت بدا لها ماكرا :
” لكنك ستفعلين وتسمحين لي بكل شيء بعد الزفاف .. أليس كذلك ..؟!”
لم ترد عليه بل أشاحت وجهها بضيق بعيدا عنه وهي تفكر إنه ينتظره منها الكثير بعد الزفاف لكن لتدعه يطمح الآن ويجهز نفسه لأشياء لن تحدث سوى في أحلامه ..
……………………………………………………………
جلست شمس أمامه في احد المطاعم الراقية بعدما أصر قيصر على قدومهما إليه كي يتناولان طعام الغداء سويا مؤكدا عليها إن والدها يعلم بهذا ووافق عليه ..
أخذت تتأمل المطعم بملامح شاردة بينما قيصر يعبث بهاتفه بتركيز شديد ..
تقدم النادل منهما واضعا أمامهما قائمتي الطعام لتبدأ في قرائتها مثله ..
سألها قيصر بجدية :
” ماذا ستتناولين ..؟!”
ردت وهي تغلق قائمة الطعام :
” لا أعلم .. حسنا إطلب لي اللزانيا ..”
اومأ برأسه وعاد وسألها :
” وماذا عن المشروب ..؟!”
هتفت بسرعة :
” كولا بالطبع ..”
أشار الى النادل وأخبره بطلبهما ثم عاد ينظر إليها متأملا ملامحها الشاردة ليتفاجئ بها وهي تسأله بعد لحظات :
” ماذا عن أخبار البارحة ..؟! هل هي صحيحة ..؟!”
نظر إليها قليلا ثم رد :
” بالطبع لا .. صحيح أنا أعرف تارا منذ سنوات لكنني لم أكن متزوج بها يوما ..”
حدقت به بشك شعر هو به لتسأله مرة أخرى :
” لماذا يقولون هذا إذا .. ؟!”
أجاب بثقة :
” لإن هناك من يحاول الإيقاع بي بهذه الطريقة .. استغل معرفة تارا بي منذ سنوات وإختيارها لتكون الموديل الخاص لأحدث منتوجات شركاتنا المتخصصة في مجال صناعة السيارات .. يبدو إنه علم بإجتماعي الأخير معها وقرر أن يطلق هذه الشائعة السخيفة مستغلا تلك الشائعات التي انطلقت منذ عدة سنوات ظنا منه إنه سيؤثر على سمعتي ومكانتي لكنني دوما له بالمرصاد ..”
نظرت إليه بتمهل قبل أن تسأل للمرة الثالثة :
” ومن هو هذا الشخص ..؟! وماذا يريد منك ..؟!”
رد وهو يرتشف القليل من الماء الموضوع أمامه :
” منافس لي في السوق .. ”
أردف بصوت ساخر :
” ثانيا لماذا أنتِ مهتمة الى هذا الحد بمعرفة حقيقة هذه الأخبار ومن ورائها ..؟!”
قالت بجدية :
” لإن خبر كهذا لن يكون جيدا لخطبتنا .. بابا سيتضايق كثيرا وربما ينهي كل شيء خاصة إن لا أحد من معارفنا يعلم بعد بأمر خطبتنا سوى عمي وخالتي ..”
” وهل يزعجك هذا ..؟!”
سألها بتهكم لترد بصدق :
” على العكس .. إنه يفرحني..”
قال بقوة :
” لا تفرحي أبدا لإنني سأتزوجك بكل الأحوال ..”
نفخت بضيق ليكمل :
” وعلى العموم لا تقلقي .. انا اعرف جيدا كيف أكذب هذه الشائعة بشكل لا يجعل هناك اي مجال للشك ..”
نظرت إليه بحنق من ثقته المفرطة بنفسه ثم أشاحت وجهها بعيدا عنه تنظر الى الحديقة الخارجية للمطعم من النافذة ..
…………………………………………………………..
كانت تتناول طعامها حينما فوجئت بشخص ما يقترب منهما هاتفا بعدم تصديق :
” قيصر عمران بنفسه هنا .. اهلا بك يا باشا ..”
نظر قيصر اليه بهدوء قبل أن يرد بإقتضاب :
” اهلا محمود ..”
هتف محمود به :
” سعدت كثيرا برؤيتك يا باشا .. ”
رد قيصر بإبتسامة متكلفة :
” وأنا أيضا ..”
ثم أردف وهو يعرف شمس :
” حبيبتي دعيني أعرفكِ .. محمود خطاب .. صحفي مشهور من أهم وأكبر الصحفيين في البلاد .. شمس عماد .. خطيبتي وزوجتي المستقبلية ..”
هتف محمود مندهشا :
” هل خطبت يا باشا ..؟!”
رد قيصر بهدوء متجاهلا ملامح شمس المضطربة :
” ما رأيك أنت ..؟! بالتأكيد لن أمزح معك بأمر كهذا يا محمود.. الآنسة شمس خطيبتي وزواجنا آخر الصيف ..”
حياها محمود بهدوء :
” اهلا بك يا هانم .. تشرفت بمعرفتك ..”
ردت شمس بصوت مبحوح وهي تقبض على كفه الممدود برقة :
” اهلا بك .. الشرف لي .. ”
” ماذا عن الأخبار التي إنتشرت مساء البارحة يا باشا ..؟!”
سأله محمود بفضول صحفي معتاد على ذلك ليرد قيصر بثقة :
” إشاعات كالمعتاد .. انا اعرف تارا منذ سنوات يا محمود .. هي نجمة معروفة ذائعة الصيت وأنا أحترمها للغاية .. لو كان هناك اي شيء بيننا ما كنت سأخفيه .. كما إن نجمة بحجم تارا وسمعتها التي لا تشوبها شائبة لن تقبل بزواج عرفي أبدا فهي لا ينقصها اي شيء لترضى بهذا .. تارا مجرد صديقة لا أكثر كما إنها كانت تعمل مسبقا موديل لمنتوجاتنا وستعمل مجددا ..”
” حقا يا باشا ..؟! هل ستعمل مع شركات عمران مجددا ..؟!”
اومأ قيصر برأسه وهو يرد :
” نعم .. تارا الهاشم هي نجمة الإعلان الجديد الخاص بأحدث مجموعة سيارات ستطلقها شركاتنا..”
ابتسم محمود وقد عرف ما يريده ثم ودع قيصر مستأذنا منهما ..
ليتابع قيصر رحيله وعودته الى طاولته بعينين تومضان بإنتصار حتمي فهو من خطط لكل هذا حيث أتى بشمس الى هذا المطعم بعدما تأكد من تردد محمود اليوم عليه في زيارة عمل ..
كان يعلم إن محمود سيأتي مسرعا إليه ليعرف ما يشاء ..
محمود خطاب صحفي معروف للغاية ومقالاته وأخباره حديث الساعة وبالتأكيد سينشر حديثه وتصريحه كاملا ليتناقله الناس بسهولة وكل شيء تم وكأنه صدفة ولصالحه فهو بهذا الخبر ضرب عصفورين بحجر واحد حيث نفى أخبار البارحة بوضوح شديد والذي سيعزز نفيه هذا ما ستقوم به تارا فيما بعد وفي نفس الوقت وضع شمس وعائلتها أمام الأمر الواقع بإعلان خطبتهما وهو متأكد مئة بالمئة إن هناك من إلتقط صورة لهما وهما سويا بعدما طلب محمود ذلك ..
هذا هو قيصر عمران .. يعرف كيف يقتنص الفرص ويحول كل شيء ضده لصالحه .. !!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس ربحها القيصر)