روايات

رواية شمس الأقدار الفصل الخامس والعشرون 25بقلم دودو

رواية شمس الأقدار الفصل الخامس والعشرون 25 دودو

رواية شمس الأقدار الجزء الخامس والعشرون

رواية شمس الأقدار البارت الخامس والعشرون

شمس الأقدار

رواية شمس الأقدار الحلقة الخامس والعشرون

( و حتى لو عُدنا غُرباء من حيث بدأنا
تَذَكر دائمًا إني مَنحتك روحي
و هذا كان أقصى ما بإستطاعتي منحهُ )

ضامة رجليها لصدرها .. وتبكي بصمت .. في غرفة الضيوف في بيت اهلها .. كانت وحيدة رغم وجود كل العائلة وسط البيت ..
شريط حياتها كله يمر قدامها ..

( ع شن شايفة روحك .. لا لون لا عون ولا مضمون )
( – تحسابي روحك بتغريني يعني بلبستك هادي ؟
– علاش من حاسبك موجود اصلا ! )
( شوفي كيف شكلك بعد جبتي بديتي تقول غولة ؟ )
( انا مخليني صابر عليك راهو الولد يللي بينا .. وان شا الله نموت كان مازال جبت معاك صغار )

غمضت عيونها بصعوبة .. وغمت راسها بايديها وبدت تناجي الله ..
وحده المنقذ في مثل هذه اللحظات ..
سندت روحها ووقفت .. لبست ملاية الصلاة وصلت ركعتين استخارة ع قرارها ..

خلونا نرجعو لايام ماقبل هذا اللحظة ..
تمسح في الكمادينو لقت رسالة ورقية متهرية .. استغربت طلعتها ..
كان محتواها مُبكيها .. أثر في نفسيتها .. بدت تقرا كل حرف بتمعن اكثر ..
( شمس حبيبتي .. عارفك بتقولي هذا مايحبنيش مايكلمش فيا ولا معدل عليا .. راني والله ميت دونك وكل يوم مانكلمكش فيه نموت الف موتة ونتمنى بس نسمع صوتك .. اصلا مش عارف شن بنقولك لكن بالله عليك تصدقيني راني والله نحبك ..
حبيبك قصي .. 2018 )
ردت الرسالة في مكانها وغمت عيونها بكفوف ايديها الساخنات من حرارة الكلمات لاول مرة تقراها رغم انه ليها سنتين من ايام الخطوبة .. وبدت تبكي ..
تبكي لموقفها الحالي .. مش قادرة تحبه زي قبل ولا قادرة تكرهه .. مش قادرة تتقبل وجوده ولا تقدر ع فراقه .. قاعدة بين مد وجزر .. قاعدة بين البينين .. منه تبي راحتها وكرامتها .. ومنه تبي قلبها وضحكتها ..
هل الكرامة مسموحلها تفقّدنا من نحبو ؟!
( كرامتي فوق كل شي ) .. حتى لو كنت الخاسر ؟
سؤالين .. بس اجابتهم الأقدار تحكم ..
شافها قصي جاها يجري وثني ركابه ليها ..
قصي بخوف: شمس خيرك ؟
مسحت ع وجهها وابتسمت: شي تعبانة بس
ناض قصي وسندها وقفها .. وطلع من الدار للمطبخ .. جهزلها صفرة وقعمزها ع السرير ..
بحُب وحرص الحبيب المفقود: تربحي تاكلي وماتشغلينيش عليك
حركت راسها ايجاباً ..
ابتسم بخوف عليها وطلع ..

( وين خوفك لما نبات في داري بروحي ؟ .. وين خوفك لما تظلمني بعياطك وعصبيتك ؟ .. وين خوفك لما نشوف خيالك كل يوم وكل لحظة موجود معاي في الحوش ونتصل بيك نبكي .. تزيد تبكيني وتقول تتخايلي مافي شي يخوّف .. وين خوفك عليا لما جبت اول فرحة لينا قررت تخليها نقمة علينا ونكرهو بعضنا وانت السبب ؟ .. وين حبك ؟ ولهفتك ؟ وحنيتك ؟ ورجولتك ؟ وشهامتك لما بنت قلبك تنهان من امك واختك ومش حاسبينلك حساب لان عارفين والنتيجة واضحة ليهم .. ح تزيد تكرهني ! )
همست في قرارة نفسها .. وتنهدت وكملت يومها عادي جداً ..

بس قررت انها تاخد موقف .. وفعلاً .. التجاهل كان سيد الحلول .. واشتغلت عليه ..
خدمت ع نفسها وبدت تقرا وتقوي في شخصيتها .. واهملت وجوده معاها اساساً ..
تشغل اغاني تحبها وتستمتع بيهم وهو يخش ويطلع .. ولا تحس بيه
يستفزها بيزن وياخده وينزله لامه .. وهي تجهز لنفسها حاجات تحبها وتقعمز تاكل وتتفرج ..
داخلياً احترق .. وبدي يباعد بنفس بعدها ومسافتها .. ماعنداش القدرة يجازف ويتقرب ..

يمـا ديـريـلي شنبير ولبـة .. هـي
واعطيـني راجـل لنحبـه .. هـي

يمـا ديـريـلي دولاب مهـني .. هـي
واعطيـني راجـل وتهنـي .. هـي

وياريت تهنيتي يايما .. كانت تغني معاهم في سهرية حماتها بس قلبها ينبض بشكل مش طبيعي كل ماتتذكر انها الاغنية المفضلة في عرسها ..
وخـاب ظنـها بيه ..
كان ينادي ع امه وقت طلعت بتطمن ع يزن وشافها لابسة فستان لونه اسود قصير وفاتحة شعرها الكستنائي الطويل .. وبمكياج بسيط وحمرة الشفتين خلت عيونه عليه ..
قلبه انتفض وعيونه تعلقو فيها يحاول يتاكد انها زوجته هادي ! .. خسرها الباين لانها ولا تلمحاته ولا اصلاً تلفتتله ..
سكر باب الحوش وعطي بظهره .. اتصل بيها مراراً وتكراراً دون جدوى ..
في هالاثناء واقفة ع بنت خاله يللي تقول ..
: قسما بالله يشوفلي بطريقة مش طبيعية .. قصدي كلميه عيب ره
شبحتلها شمس باشمئزاز: قصي ؟ يشوفلك انتي ؟
بنت خاله تعصبت: اي والله .. ولما رفعنا هونا للحمام البخاري مع اخته قعد يغني معانا ويرقص ويقوللنا هيجو .. الجو هذا نحس فيه ماداراشّي حتى معاك ولاه !
شمس ضحكت بهزوة: اي .. لان قصي عارفني مش متاع العار انا
وركبت باستكراد واضح لشقتها .. اطمنت ع طفلها راقد في امان .. سكرت عليه الدار وشافت تليفونها لقت مسجات ومكالمات من قصي ..
( ردي عليا .. وين انتي ؟ )
تنهدت وأسرت في نفسها
( برا لبنت خالك تو تنفعك )
داخلياً مش مصدقة كلامها وحاسة بملعوب كبير منها .. بس شعور شمس حالياً طرف قصي مش واضح ومش مفهوم .. فلهذا مخلية الحيادية معاه في كل شي ..

تسمع في بنات العيلة كيف يسبو فيه لانه نكد عليهم وقرر يسكر المنظومة يللي تربخ ليل نهار دون احترام للجار .. اعتقدو انها هي السبب
بنت خاله: دبريله راجلك اهوا المنكدي
شمس تلعب بشعرها وتضحك باستفزاز: وانا شن دخلي برو كلموه .. مش يحب جوكم ؟
رتاج: تو نكلمه انا
شمس ضحكت ع جنب ومشت مع العوالة ..

حالياً قاعد يصنع سبلة باش يشوفها .. لان العرس بطوله كان يرقد مع الرجال بسبب حوشهم معبي نساء ومش قادرة يركب براحته لحوشه .. وهذا من فعل ايديه طبعاً ..
قصي: نزليهولي انا ناخده عليك وانتي هيجي في العرس شن رايك !
فرحت شمس: تم
بدلت ليزن ونزلتهوله .. وجت بتمدهوله خداته اخته وعطتهوله ..
بس ماعبرت اصلاً ..
وسط الكم الهائل من الحاضرين .. ونظرات الاعجاب الواضحة لشمس وشوفتهم ليها اول مرة اغلب الموجودين .. كانت رجوى تتفاخر بيها وتعرف بيها الناس
رجوى بحُب: هادي مرت خوي قصي
والكل معجب باطلالتها البسيطة .. ولا نشمل الكل ف أحياناً يكون في اطراف ذوقها يختلف .. او عديمة ذوق زي كوثر يللي قررت تنكد ع كنتها بـ ..
كوثر: يزن وين ؟
شمس بابتسامة عريضة: مع بوه .. قاللي خليه عندي
كوثر انفعلت وسرعت خطواتها ولحقتها شمس ..
شمس: شن في خيرك اللآي !
كوثر: بنمشي نجيبه ناقص غير يدورلي بيه بين التريس
شمس: مافي حد اصلا خوه وخواله بس
كوثر: ولدي انا نشده كان كايدة فيه
شمس تنهدت بضيق ..
وفعلاً نفذت مخططها وخدت يزن شمس وركبت قعدت بيه في الدار كالعادة ..
لان ظرف كورونا ومش حابة تنقله المرض لا سمح الله بوجود ناس مهملة لهالأزمة المؤقتة باذن الله ..
قصي اتصل بيها: علاش خديتيه ؟ كان راقد في السيارة !
شمس زفرت بضيق: امك قالتلي مش باهي واشبح شنو
قصي تنهد: المهم انتي غيرتي جوك ؟
شمس ضحكت بهزوة: لا مش مهم انا .. بنسكر بنبدل ليزوني وبنرقد
حس بيها قصي .. سكر الخط بدون آي اعتراض ..

قعمزت تغني ليزن ..
( يمـا ديـريـلي .. ديـريـلي خلخـال ذهـب .. هـي
خلخـال ذهـب ..
خلخـال ذهـب .. خلـالي ولـده وهـرب .. هـي
ولـده وهـرب .. )
ضحكت وغمرت ولدها بحنان بعد بدلتله حوايجه ورقدت في أمـان معـاه .. وكل من كسر خاطرها عندها رب ياخدلها حقها أكيـد ..

نرجعو لغرفة الضيوف .. رفعت ايديها تدعي وتتوكل ع الله في حسم قرارها ..
شافت يمينها .. طفل في عمر الخمس أشهر لا يعرف من الدنيا شي سوى أمه وهي مصدر الدنيا كلها بالنسبة ليه .. تنهدت وابتسمت ..
واذكرت .. وحرب الذكريات مازال تصارع في حسم قرارها داخل عقلها الباطن ..

تبكي خلفه وتتوسل بكل ماأوتيت من قوة: بالله عليك قصي لا خليلي ولدي .. قصي ( بتوسل كبير ) قصي تربح نكلم فيك
كان يفك في طفلها من وسط حضنها وبيبعدها عليه .. والعذر كان انها بترجع لاهلها بعد طلب منها .. حملت ولدها ولبست وتجهزت .. بس خداه منها تعصباً وحدة .. وهي .. !
ليس للضعيف سوى الدعاء لرب الأقدار ..

لحمكمة يجهلها البشر ومايعلمها الا الله .. صارت هالمواقف كلها .. وخدت شمس قرارها خوفاً وحرصاً ع طفلها .. فـ الطلاق أنسب حل وشرع الله .. وماوُجد ع هالكون الا لانه حل في بعض الظروف ..
قدرة شمس ضئيلة ع تحمل كل هالهمجية والغجرية من قصي واهله ..
بس قدرة الله اكبر من كل الدنيا ..

بين ايديها خدت طفلها وابتسمتله .. وكان كانه يحاور فيها ويخبرها عن مافي داخله من ألم ووجع بما تمر بيه والدته ومازالت فيه ..
حضناته: حبيبي والله مايقدر ياخدك مني واحد باذن الله .. انا معاك وانت غدوا بتكون معاي صح ولاه !
كان يناغي .. ويحادثها باصواته الناعمة البريئة .. غمراته اكثر وتنفست الصعداء ..
والصباح رباح ..

ثاني يوم فاقت ع اتصال من أب يزن .. فلم يعد له لقب غير هذا لشمس ..
شمس بالامبالاة: نعم !
قصي بصوت الباين انه سعيد: هي صحصحي ووتي روحك بنجي نروح بيك
شمس ضحكت بهزوة: ومن قالك بنروح معاك ؟
قصي مصدوم: شنو ؟؟
شمس: مكاني ووصلته .. ونبي ورقتي توصلني
قصي: انتي تتسهوكي ؟ انا جايك والله لما نهارك احرف ع هالكلام !
شمس عدلت جلستها: مازال عندك وجه وتهدد ؟
قصي بصوت عالي: اسمعيني جاي .. انا مش جايك مستاحش خليقتك .. هاتيلي الولد وبري في ستين داهية
شمس: اي حاضر .. غير راجي
سكرت الخط .. وكان قلبها ينبض خوف رهبة الموقف محاوطتها .. وع طول فطرت وركبت لبوها الحنون دون علم امها ..

بس كوثر مستحيل تفوتها واتصلت ع طول بامها ..
كوثر: ياسرها شن بايتة عندكم هذا كله خللي تروح !
حنان مصدومة: والله ؟ .. وكان باتت زيادة حرام والا شني ؟
بس لا نقاش مع الجاهل ..

بوها مصدوم بكل كلمة تقوله فيها شمس .. وقاعد مش مستوعب كمية المواقف الحقيرة اللي مرت بيها شمس ..
وفي قرارة نفسه ( بنتي اللي كبرتها وربيتها ودلعتها وعطيتها من الحب لين يسد العالم ويفضل .. يصير فيها هكي ! )
فاق من سرحانه لما شاف شمس متمسكة بولدها وتبكي ..
وبتوسل واضح: بابا .. بالله عليك كون معاي !
حضنها وفي داخلها عبرة مكنونة .. والصرخة ممكن تشيب يزن لو طلعت .. بس كتمها خوفاً ع بنته .. ولانه اكثر حكمة من هالافعال ..

اتخذ الاجراء وع طول بعت مسج لقصي ..
( السلام عليكم .. قصي لو فاضي اليوم تجي انت والوالد في أمر مهم )
تخضر وتصفر لما شاف المسج .. وبدي يلف في مكانه ومش عارف طريق الرجوع لعقله وين تحديداً ..

شمس تلبس في ملاية الصلاة : ماما والله لو قالولي روحي ماني مروحتها معاه .. مرض يرفعه
حنان اطبطب ع بنتها: اهدي سلم بنتي واسمعي شن يقولو وماتتكلميش لين بوك يسمحلك
شمس حركت راسها ايجاباً ..
قلبها ينبض .. ايدها ترجف .. والعين سارحة في الفراغ ..
بس انصدمت بكمية الحقد يللي في عيون بوه اول ماشافها .. ولا عبرها
قعمزت شمس بهدوء جنب بوها ..
صالح: انتي شن الكلام اللي تقولي فيه هذا ؟
بوها قاطعه بلُطف: راجي شويا ياصالح .. ( تلفت لقصي ) نوجهلك السؤال ياقصي .. عمرها بنتي قصرت معاك في حاجة ؟
قصي بأدب: شهادة لله ياعمي عمرها ماقصرت معاي
تلفتلها بوها: شنو ياشمس ؟
شمس تماسكت: بابا انا اللي شفته منهم ساد .. خلاص معاش نبي نرجع لا استقلالية ولا خصوصية …
قاطعها صالح: شن الخصوصية اهيا اللي تدوي بيها ؟ تبيني نطلق مرتي باش ترتاحي ؟
مصدومة شمس في اندفاعه: شن علاقة هذا بهذا ؟
صالح بتعصب: انتي ماتبيش اماليه ولا تبي حد يكلمه ولا تبي من يخش لحوشك ولا من يقرب ولدك .. هذا ولدك راهو ولدنا
أشرت شمس ع قصي وع نفسها: ولدنا
بوها فنص فيها: اسكتي شويا
قصي عيونه في شمس .. مش قادرة يواطي عيونه مصدوم .. مذهول في قوتها وفي صلابتها .. وفي قوة لسانها وحكمتها في نطق حروفها ..
لسان حاله يقول ( علاش ياشمس هكي صار ؟ )
تلفتت شمس ولاحظت سرحانه فيها .. واطت عيونها وعصرتهم بألم ..
وفي قرارة نفسها ( الله لا يسامح اللي خلانا غرباء ع بعض )
صالح وصوته عالي: انا حتى قهوتكم والله ماني شاربها
شمس مصدومة فيه: ماتشربهاش ياعمي
صالح: هادي اهانة ليكم ره !
حركت راسها بيأس .. وشافت لبوها بحسرة ..
صالح بنفس النبرة: هي نوضي لمي روحك وروحي
شمس ضحكت بنوع من الاستغراب: عمي كان نبي نروح راني روحت مع راجلي .. لكن انا خلاص فضوها سيرة وخليه يطلقني
قصي وقع الكلمة كبير عليه .. وقلبه عصره ..
( معقولة يابنت قلبي .. بعد وصلتك تبي تبعدي ؟ )
صالح باستحقار: تي شن تحسابي روحك بتتهني .. بتقعدي آهي جت المطلقة آهي مشت المطلقة
شمس بدون وعي وبدون تركيز وبدون اصلا حكمة بعد صرعتها الكلمة: شن عزارة هيا ! مطلقة ولا عيشة كلبة
وماكان من قصي الا ينبه بوه: ماتجيش يابوي الكلمة
بس لا حكم له عليه .. وطلعو وكمية التعصب يللي في داخلهم تحرق الدنيا ومافيها ..
شمس ركبت الدروج بصلابتها .. بس اول ماشافت امها انهارت .. وبدت تبكي

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس الأقدار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى