روايات

رواية شمس الأقدار الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم دودو

رواية شمس الأقدار الفصل  الحادي والثلاثون 31 دودو

رواية شمس الأقدار الجزء الفصل الحادي والثلاثون

رواية شمس الأقدار البارت الفصل الحادي والثلاثون

شمس الأقدار

رواية شمس الأقدار الحلقة الفصل الحادية والثلاثون

( وَالرُّوحُ يَا رَبَّاهِ طَالَ شَتَاتُها
وَالرُّوحُ مِنْكَ فَيَا مُعِينُ أَعِنِّي )

: تحبيه ؟
: لا مش حب .. تقدري تقولي تعوّد ؟
: تعوّد معاش يخليك تقدري تعيشي بدونه ؟
: مش قصة مانقدرش نعيش .. القصة اني مش قادرة نتخطى
: لازم تتخطي
: اي لكن تبيلها وقت
: انسان باعك .. لازم تتبرعي بيه ومعاش حتى تفكري فيه
: رحاب .. قلتلك انا مانفكرش فيه ولا يهمني موضوعه .. انا حالياً نبي نحوّل كل الذكريات من راسي خلاص تعبت دهشت في كل مكان طالعلي .. حتى نقرر مانفكرش فيه اليوم في حاجة لازم توقضني تقولي راك تنسيه
: هوا عندك الحق الذكريات صعب تنسيها .. تقعد ديما جرتك .. لكن خللي هدفك واضح
: واضح والله واضح .. حاليا نفسي ثم ولادي .. وكل شي بيني وبينه يشهد عليا ربي مسحته .. وبروفايله وكل شي يربطني بيه لا راقبته ولا دورت عليه خلاص تخلصت منه بالعين .. لكن البال صعب هلبا
: اكيد ديما اذكري ربي مافيش شي صعب ع رب العالمين
: وهذا اللي قاعدة اندير فيه .. بس معليشي يعني لو هدرزتلك وصارحتك معاش تعاتبيني ولا تلومي عليا الوضع اللي انا فيه مااعتقدش وحدة فيكم مرت بيه ف معليشي ياسايريني يا من توا قوليلي معاش تحكيلي شي
تنهدت رحاب وكتبت حروفها: لا حبيبتي احكي وانا في الاستماع

قصي: تبي حوش بروحها وهذا السبب
: علاش حوش بروحها ؟ والله محلاها لمة العيلة ولما يبدو قراب منك تحس بالونسة
قصي تنهد: هذا هوا .. توا فكينا منها وخلينا فيك
: والله ياقصي قلتلك انا ماعنديش مشكلة اميمتك زي اميمتي ووبيك زي وبيي مانفرقش بينهم .. وعاد هي راس وخية قعدت والله نديرها وخية واعز
قصي ابتسم: وهذا العشم .. توا خللي انوض ناكل نكلمك بعدين
: تمام ورد بالك ع روحك راك غالي عليا هلبا
ابتسم قصي: تمام
سكر الخط وخش لحساب شمس الشخصي ع الفيس بوك وقلبه وشاف اخر قصة دارتها وكانت لمة ولدها اللي من المفترض يكون ولده .. سكر تليفونه وحطه ع جنبه .. وحط صبعه السبابة ع فمه وتنهد بوجع .. وفي قرارة نفسه
( لما نخليك تندمي ياشمس )

بوها وقدامه الاوراق: وهادم يابنتي شهادة الميلاد ليك وليزن .. والثاني كلمت المحامية ع الاسم ومادارش ااي ردة فعل بوه وع اساس حددولي موعد لو ماجاش فيه بنسميه انا
شمس ضحكت ع جنب: بتسميه انت صدقني هذا قلبه مات
مدلها ورقة وتنهد بوجع: وهادي ورقة شهادة العايلة واسمك انتي وولدك فيها وبعدين بنضيف ولدك الثاني باذن الله
حدت الورقة وفي داخلها سكين قطع كل عروق قلبها ..
( بكري عليا والله بكري نكون انا رب الاسرة .. نكون انا المسؤولة .. نكون انا صاحبة عيلة وكل شي في راسي .. استغفر الله الحمد لله ياربي .. اللهم لا اعتراض )
ابتسمت وباست ع راس بوها: سامحني يابابا دخلتك في مخاشيش مش ليك
بوها ابتسم: الدنيا فيها كل شي ومافيش حاجة مش ليا في حاجة اسمها القدر ونصيب من ربي .. نقولو ديما الحمد لله

كوثر بنبرة التهديد والوعيد : والله غير يقول باهي لما نزوجه
سماح تنهدت: ياوخيتي اهدي وبالشويا الولد مازال جرحه مابراش
ضحكت كوثر بهزوة: اضحكي انتي كل ليلة نسمع فيه يميعد مع وحدة .. تي فاتها خلاص شن تحسابيها حاجة كبيرة .. من الاول اقسم بالله قلتله ماتستاهلك وين هوا ووين هيا شن جاب لجاب
سماح تنهدت: تو بالله شمس طلعت ماتنفعش توا ؟
كوثر: واللي تقوله مانبيش امك وخواتك وتكره فيه فيهم تنفع ياسماح ؟ وراس بوك اسكتي وخليني في حالي
تنهدت سماح: الله يهديهم والله انا بودي يرجعو لبعضهم
كوثر شهقت: ع جثتي .. ماصدقت طلقها انا
سماح بيأس: لا حول ولا قوة الا بالله

حنان ابتسمت: والله انا سجلتك ودبري راسك انتي ماشا الله عليك تبي شوية تدريب بس
شمس: صغاري صغيرين !
حنان تنهدت وصفقت بايديها بيأس: وكان صغيرين انا وشيراز شن قاعدين نديرو ؟ هي سويعة من زمان وتروحي
شمس ابتسمت: باه براحتك
حنان ضحكت: درت اللي يريحني اصلا
وسجلت شمس في دورة تدريبية للكيكات .. وبما ان شمس هاوية طبخ فـ التدريب بيكون بسيط اكيد ..

شمس حاضنة ولدها الصغير ويزن يبكي بحرارة لانه متعلق بامه .. وامه حالياً مشغولة بالصغير ..
طبست شمس عليه وبنبرة حادة: خلاص يايزن اسكت خلاص تعبتني
يزن مستمر في البكاء وينادي باسمها: ماما ماما
شمس تحاول ترقد زين: ياماما خلاص اسكتو اسكتو
وفجاءة .. !
وجت للمرة الألف لحظة الانهيار لشمس .. بدت تبكي معاهم ..
شمس بصوت عالي وتبكي: شن تبو مني حرام عليكم خلوني بالله عليكم خلوني في حالي خلاص تعبت راني والله تعبت
خشتلها شيراز تجري وخدت يزن في غمرها: حرام عليك صغار وين يعرفو
انهد حيلها ع سريرها وبدت تبكي: انا اللي بنموت ياشيراز .. انا اللي مش عارفة علاش صار معاي هكي ! علاش ياشيراز علاش !
شيراز تحاول تهدي يزن رغم معافرته ليها بان محتاج امه: حبيبي خلاص ياماما وجعتلي قلبي ( شافت لشمس ) حاسة بيك اقسم بالله ماذنبك شي ياوخيتي والله ذنبهم هما حسبي الله ونعم الوكيل فيهم ان شا الله مايربحو اللي كسرولك قلبك ياوخيتي
شمس غطت وجهها بايديها وبدت تبكي بالعبرة .. شيراز تبكي معاها .. وكانت مستمرة في الدعوات ع اهل قصي الغرباء ..

ومرّت الايام ..
وتحسنت شمس شويا وبدت منشغلة بالكورس وملتهية بيه .. وفي يوم كانت تخدم في مشروعها لاجتياز الكورس بنجاح وحطت الكيك في الفريز وغدوا يقعدلها التزيين ..
تنهدت بحُب وشغف للهواية: وخيتي محلاها كيكتي سلمها سلمها
سمعت صوت زين يبكي .. رفعت راسها فوق ..
شمس: وقتك يازيوني وقتك والله
ضحكت وركبت تجري وسكتاته ورقد .. وباست خد يزن وابتسمت بمحبة ..
شمس: ربي مايحرمني منكم غواليا .. والله اتعبو فيا طول اليوم لكن مانقدرش نعيش من غيركم اقسم بالله .. ( حضنت زين ) حبيبي انت ربي يباركلي فيكم الزوز
شطبت امورها .. ومقعمزة ع حافة السرير تتخايل في شكل الكيك النهائي ومبتسمة بسعادة .. وتدهن في وجهها بالكريم وتغني بهمس خوفاً من استيقاظهم وعكر لحظتها السعيدة ببكائهم المتواصل ..
وصلها مسج ع الواتساب ..
شمس بتذمر: واااك مني هذا مش وقته ايديا كريمة !
خدت تليفونها .. فتحت ع الواتس .. وهنا كانت الصدمة .. !
تفتح صورة ورا صورة .. بعدها صورة .. قلبها بيوقف .. عيونها دمعو لا ارادياً .. سكرت عيونها بصعوبة وفتحتهم بسرعة .. تمنت لو هو حلم .. تمنت مافتحت .. تمنت لو تليفونها كان وضع طيران .. هي كل يوم تحط فيه وضع طيران ليش اليوم لا .. !
وقفت ذهاباً واياباً في دارها بتوتر وارتباك .. عصرت ع قلبها وتدعي بهمس واضح ( يارب يارب ) .. توخر وتقدم باصابعها ع شعرها .. كان مفتوح وترها طوله وترها نوعمته لحظتها .. مش قادرة تعبر ع شي .. بس القلب خلاص فقد توازنه .. وبدت تحاول تتنفس طبيعي بس .. نبي الاكسجين بس مش طالبة اكثر .. قعمزت ع ركابها وايديها ع الارض في محاولة للاستيعاب .. محاولتها الفاشلة للتنفس وتوسيع الصدر .. صعب جداً وصف هاللحظات .. كل الكلمات يللي في اللغة مش ح توفي أثر النفسي يللي تعمق في نفس شمس ..
رجعت لتليفونها ع أمل يكون حلم بس وهذا المطلوب مش اكثر .. بس للاسف .. استنتجت انها حقيقة ولا يمكن انكارها ..
قصي تزوج .. !
( ياربي قصي تزوج .. ياربي كيف قدر ياربي كيف بس ؟ .. مش كان يحبني مش كان بيهبل عليا ومتمني اللحظة اللي نكون فيها مرته ! .. مش كنت حلمه وامله وكل حياته ؟ .. مش كان يموت ع التراب يللي نمشي عليه ؟ .. تي كيف قدر يتخطى انا بنسكر سنة وكأن امس بس فارقته .. ياربي يطلع كذب يارب .. انا كنت حاسة ياربي لكن مش بالسرعة هادي ! .. سرعة شنو ياشمس الراجل بيسكر سنة بروحه ! .. الرجالة مش زينا ياشمس مش ح يقعدو يبكو ع الاطلال مش ح تأثر فيهم ذكرى تافهة .. كله فات خلاص ماضي وانتهى معاش يفكر حتى فيك .. باهي ولاده ؟ .. اصلا مايبيهمش اصلاً ناكرهم ولاده .. ياربي اعطيني القوة بس نبي نتقبل مانبيش نتخطى بس نتقبل انا راني اللي طلبت الطلاق .. انتي اللي بعتيه ياشمس وفوتيه .. وراهو هوا الخاسر قسما بالله هوا الخاسر )
وقفت بثقل وسندت ايديها ع الدولاب وتنفست الصعداء .. شهيق .. زفير .. شهيق .. زفير ..
ابتسمت ولمت شعرها: طز فيه هوا الخاسر حق .. انا اصلا اللي مانبيشي وطلقته
مسحت ع وجهها بالقوة وكملت دربها للحمام .. توضت وفرشت سجادتها وكبرت ..
( الله اكبر )
معاش قدرت تقاوم وبدت تبكي .. كل تلاوتها بدموعها .. كل تسبيحاتها بدموعها .. كل تكبيراتها بشهقاتها .. سلمت من الصلاة .. وسلمت كل امرها لله .. كل امرها لله
رفعت ايديها ..
( اللهم أجرني في مصيبتي وأخلُف لي خيراً منها .. اللهم أجرني في مصيبتي وأخلُف لي خيراً منها )
رفعت عيونها فوق بتوسل ..
( اللهم صلِ على مُحمد وعلى آلِ مُحمد كما صليت على ابراهيم وعلى آلِ ابراهيم وبارك على مُحمد وعلى آلِ مُحمد كما باركتَ على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد )
مسحت ع وجهها وابتسمت بقوة .. واستمدت الطاقة من صلاتها .. من خشوعها وبكاها وتوسلها لله .. اكبر من قصي واكبر من كل اوجاعها ..
( اللهم آمين )

أذن الفجر .. ويامطوّل الليل ع شمس .. فاقت بنشاط مع ولادها والتهت بيهم كالعادة .. وخشت دوشت ..
ومع مرور المية ع كامل جسمها كانت الندبات النفسية تختفي .. كانت الأثر يتلاشى .. مع نزول المية لاخر الحوض كانت تراقب في اوجاعها وحزنها يتوارى .. تسترت بملامح القوة .. هي اقوى من خذلان قصي .. هي اقوى اكيد ..
وقفت قدام الكيك وتشبحلها بتمعن كبير .. وبدت في التزيين بس رجفة ايديها مااختفت من هول ماشافت من صور .. ومن قاصد يوجعها ويألمها اذا كان قصي ناسيها اصلا وتزوج غيرها !
مش مهم .. ولا يهم .. ولا حتى مجرد التفكير فيه خطر ..
ابتسمت: ياسلام عليك ياشمس
حنان قايمة زين في غمرها: شوف ماما الفالحة شن دارت !
جي يزن يجري ويأشر: نبي مم
ابتسمت: ياعيني .. درتلكم كيكة
حنان غسلت فم زين بلُطف بعد الفطور: تزلبح فيكم ره .. مدايرة الكيكة هادي للكورس وانتم بتاكلو كيكة جافة بتزلبحكم بتحط مربى
شمس ضحكت .. تحاول تخفي حزنها ورى ضحكتها: عادي صغيرين مازال باش يفيقو بيا
حنان حضنت شمس: الله يبارك عليك يابنتي
شمس تلفتت لامها حضنته بالقوة .. استغربت الام بس ماحبت تصدها .. حست انها محتاجة فعلا للحضن .. وقف يزن حضن امه من تحت وزين يشبحلها ويضحك بحُب ..
تباعدت ومسحت ع وجهها: الحمد لله ربي ابتلاني براجل والله مايستاهلني .. وعوضني بيكم .. بعيلة الكل متمني يكون منها عوضني بولادي .. الحمد لله يارب
حنان ابتسمت: ديما نقولك ربي مامنعك من حاجة الا باش يعوضك بخير منها

واختفـى قُصَيّـك ياشمـس .. واختـفت شمسُـك ياقُصـي .. وانقسـم الروح روحيـن .. رُوح تحاول أن تتجـاوز .. ورُوح تُكـابر فـتخـسر .. !

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس الأقدار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى