رواية شمس الأقدار الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم دودو

( مثل ما تعدي الأيام تعدي المشاعر
عظّم الله أجر المشاعر الي ماتقدرت )

الساعة 1:00 ليلاً ..
شمس تجري لدار امها وتبكي: ماما تعالي بالله عليك
فتحتلها امها الباب مخلوعة: خيرك اسم الله شن فيك !
شمس تبكي: زين .. زين ياماما حرارة ويهتري في نومه وسخون هلبا
شهقت امها ومشت معاها بفزعة: ربي يسلم يارب
جت قامت زين في حضنها ولقاته فعلاً سخون: ياحليلي ولدي سخون ) شافت لشمس بقلق ) اجري نوضي بوك نعاينوه
مشت تجري شمس نوضت بوها: بابا بالله عليك نوض زيون مريض وسخون حالة
ناض بوها مفزوع: بسم الله الرحمن الرحيم

في ممر المصحة تجري وحضنها حفيدها الصغير بمثابة الابن فهي كانت له ام وجدة ..
حنان بقلق: بالله عليكم شوفولي وليدي
خدت منها الممرضة زين: هاتيه هاتيه ماتخافيش
وخشو بيه للدكتور وكانت شمس وحنان وزوجها واقفين ع باب الدكتور ..
طلب من الممرضة تعطيه مضاد في الوريد لتخفيض حرارته ..
الدكتور تنهد بقلق: ماتخافوش مافيه شي باذن الله شن عطيتيه قبل !
شمس بارتباك: لما حسيته سخون عطيته شروبو حرارة بس
الدكتور ابتسم: تمام ( كتب وصفة ) الشروبو اعطيه كل اربع ساعات وباذن الله خير
بوها خدي الوصفة: باذن الله بارك الله فيك

شمس سارحة في منظر طفلها الصغير ع السرير الطبي بابرة في الوريد .. دموعها تنزل بلا رادة .. قلبها ينبض خوف .. اذكرت ..!
سندت ظهرها ع الحيط: حسبي الله ونعم الوكيل فيك ياقصي انت واماليك انتم السبب في كل شي
حنان حطت ايديها ع كتف شمس: يابنتي انسيهم حسيبهم ربي معاش تفكري فيهم
تمسكت بامها وقعدت تبكي: الله لا تربحه تزوج ولا كأن وراه ولاد .. عايش حياته بالطول وبالعرض وكأنه خالي مسؤولية .. الله لا تربحهم
حنان طبطبت: لا حول ولا قوة الا بالله

عائشة مقعمزة مع سماح في غرفة المعيشة وبينهم صفرة القهوة ..
عائشة ابتسمت: والله ياخالتي انا عارفة روحي ع شن خاشة ومن الاول قاللي راني مطلق وعندي ولاد وانا رضيت بيه والطلاق مستحيل نتطلق منه
سماح تنهدت: ربي مايجيبلكم سو
عائشة: والله لما يحلف براس ولده يللي ماشافه نصدقه طول نعرف انه يتكلم من قلبه
سماح ابتسمت: قداش ماخاطري نجيبله ولاده ونقوله هادم ولادك ياقصي شوفهم
عائشة: تو يكبرو ويجوه بروحه انا موضوع زي هذا مانخشش فيه
سماح تلفتت: ربي يجيب اللي فيه الخير
عائشة ابتسمت: انا عارفة انه معاش يبيها ولا عاد تهمه لانه كانه يبيها راهو ردها ليه سنة مطلق لما عرفته
سماح في داخلها
( يستر الله ياعائشة انتي خداك عناد فيها وتبيه ينساها ! )
تنهدت سماح: اي عندك الحق
ع خشة كوثر: ان شا الله تتكلمو ع هديكا المريضة .. يعطيها موت يرفعها هال&@$&@ .. مايبيهاش مايبيهاش ريحي راسك والله قصي ونعرفه لما يكره معاد يقبل حتى جيهته حطي رجليك في امية باردة واطمني
عائشة ابتسمت ع جنب: اي عارفة هادي اكيدة اصلا حتى كان ماقدرش ينساها مايتكلمش عليها ( تلفتت لسماح ) خللي انوضو نشوف البنات ونديرو العشي لخويلتي الباهية
ضحكت كوثر: يعطيك الصحة يمي
ناضت طلعت عائشة ..
تلفتت كوثر لسماح: اسمعي معاش تجبدي سيرتها البلوة هديكا
سماح بامتعاض: ماجبدتش سيرتها .. جت في الدوة وتكلمنا بس
كوثر زفرت بضيق: مرض معاد تبي تطلع من حياتنا
سماح: ماتقدريش اطلعيها لان بينكم ولاد
كوثر ضحكت ع جنب: اطمني اهو جايه ولد خللي ترقد هي وولادها .. انا الحق كل مانتفكر يزن يوجعني ونقول ولدي يتربى عند الغريب
سماح شهقت بالخفيف: غريب شني ! .. مادام امه شمس اطمني عليه الله يبارك عليها وبعدين تعالي جاي قصدك عائشة حامل ؟
كوثر غمزت: اي الحمد لله ربي جبر بخاطره
سماح تنهدت: وهو شن وضعه !
كوثر تأشر بايديها: والله فرحان وبيطير من الفرحة
غمضت عيونها سماح بآسى: ربي يتمم ع خير
كوثر خبطتها ع رجلها: وبعدين شن موضوعك مع شمس ! تكلم فيك قاعدة ؟
سماح نفت براسها: لالا شن تكلم فيا معاش تواصلت مع حد هي
كوثر ضحكت: راهي توا بتمووت بعد عرفت قصي تزوج
سماح: صدقيني ياكوثر لا .. شمس مش زي اي بنت شفتيها في حياتك .. مستحيل زواج قصي يكسرها لان هي طلبت الطلاق والا نسيتي ؟
كوثر تلفتت لسماح بغل: تقدري تسكري امه الموضوع ومعاش تفتحيه قدامي ولا قدام مرته فاهمة ولاه !
سماح حطت ايدها ع فمها: ها سكتت
كوثر خدت شربة من فنجانها: ان شا الله من هم لهم ماترتاح بكل
سماح قامت فنجانها بيأس وفي قرارة نفسها
( الله يهديك خربتي ع ولدك )

شمس مقعمزة جنب ولدها وتتأمل فيه .. وكل مايبكي تردد في نفس الكلمات الموجعة للقلب ..
شمس بحزن: خيرك ماما شن تبي حبيبي ؟ .. شن يوجع فيك بس ؟ .. معاك ياماما معاك ( تشد ايده اللي فيها الابرة وتبوس فيها ) ياريته فيا ولا فيك ياولدي ياعمري انت
حنان قعمزت قرب شمس: يابنتي خلاص حرام عليك تقطعيلي في قلبي عليك وعليه
شمس مسحت دموعها: مش قادرة ياماما .. راني مش حمل هذا كله ياريتني انا اللي مرضت ولا هما شافو مرض ياريتني انا ياماما
مسحت ع ظهرها بلُطف: لا يكلف الله نفساً الا وسعها .. تقدري يابنتي تقدري .. حطي بين عيونك الكلام هذا ربي ماحطك في هالموقف الا لانك قده معاش تعترضي ع القدر وارضي يابنتي بحياتك يرضيك الله
ابتسمت شمس رغماً عنها بألم: الحمد لله ع كل حال الحمد لله
حنان سندتها ووقفت: بري انزلي للكافتيريا كولي حاجة خليني انا نقعد معاه
شدت ايده وحضنتها: لالا خليني مرات يفيق يحتاجني
حنان عقدت حواجبها: حتى انا امه ره .. نوضي سلم بنتي
ابتسمت شمس وباست امها ع راسها: سامحيني ماما بالله عليك
حنان ابتسمت بحُب: معاش تقولي هكي .. شن فايدة العيلة كان كل واحد بيتحمل اوجاعه بروحه ؟
تنهدت: ربي مايحرمني منكم .. خللي نمشي ناكل حاجة تبي نحسبك في شي !
حنان: قهوة بس

الدكتور طبس ع زين وهوا راقد: الحمد لله توا وضعه مستقر
حنان مسحت ع وجهها وحمدت الله ..
شمس ابتسمت فرحاً: يعني نقدر نروح بيه ؟
الدكتور: اي باذن الله بس عندك شوية امور لازم تهتمي بيها
شمس بانتصات وتركيز كبير ..
الدكتور: اولا البخور عاد احني جونا كل مانلقو الجو يصقع انوضو نولعو البخور .. وكل انواع العطور يعني لا بودرة ولا صنة ولا حاجة زي هكي .. وحافظي عليه في تقلبات الجو ردي بالك .. وهادي عارضة باذن الله
تنهدت شمس: باذن الله
طلع الدكتور بعد ابتسملهم وسكر الباب ..
انهد حيلها ع كرسي بلاستيك جنب السرير وحطت ايديها ع وجهها وبدت تبكي بالعبرة ..
قربت منها امها: يابنتي احمدي ربي اهو الحمد لله تلات ايام وطلعنا واحتسبي اجرك لله
شمس تبكي: انا خايفة ( تلعثم لسانها وشرقت ببكيتها ) انا خايفة هذا عقاب من ربي ع اللي درته
حنان استغربت: شن درتي يابنتي انتي ؟
شمس تنهدت وسط بكاها: طلبت الطلاق وماعطيتاش فرصة لما جاني حرمتهم من بوهم .. خايفة يكون عقاب ياماما مش امتحان ( غطت وجهها وتبكي ) مش قادرة نوقف ع رجليا من جديد .. ولدي قاعد يتعذب ياماما وانا السبب ربي يعاقب فيا لاني تشفعت منه وتمنيت مايعيشش
حنان حضنت بنتها بالقوة: اهدي سلم بنتي اهدي .. مش للدرجة هادي .. ربي غفور رحيم وبعدين لما اطلقتي انتي اتقيتي الله في قرارك وصليتي استخارة هلبا مرات يابنتي .. ( شدتلها خدودها وابتسمت بعد خدت شهيق وزفير ) اسمعي انتي توا عمود ولادك وانتي مل شي بالنسبة ليهم .. انتي امهم وبوهم انتي اللي لما بيتعبو يستندو عليك .. انتي اللي لما يبو حاجة يجوك مايطلبوهاش من غيرك .. وين شمس يللي كانت قوية تتحدا كل شي وماتخاف الا من ربها .. وين شمس زمان ؟
شمس تبكي: غابت .. انطفت .. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب ياماما تزوج وعاش حياته ولا فكر فيا كيف انا متعدبة ونحاول ندير كل شي ونعاني في كل شي .. بيجوه ولاده متربيين شبعانين لابسين وعايشين عيشة عز واحسن عيشة معاي .. كل مايشكرهم حد بيقول هادم ولادي ريتي كيف ؟ اما انا قاعدة نصارع في كل شي
حنان تنهدت وقعمزت ع ركابها: انتي اديري في هذا كله لانهم ولادك ولاه ! .. ولو انتي مغصوبة عليهم خلاص اعطيهم لبوهم !
عيطت شمس لين فاق زين بدي يبكي .. قاماته تبكي معاه: لا ياماما لا .. والله مانقدر ع فراقهم لحظة لا خلاص معاش بنقول هكي .. هادم ولادي بنربيهم لان ربي أمرني هكي معاش نبي نفكر فيهم هدوكم الكلاب حسيبهم ربي
وقفت حنان جنبها وابتسمت: ومعاش تقولي بيلقاهم واتيين واشبح شنو .. انتي ماتندريش ع الدنيا ويارب مايصير كان الخير وبعدين حتى لو قال ولادي الناس كلها عارفينه شنو وعارفين انهم تربو عندنا فلهذا معاش تشغلي بالك في حاجات مستقبلية وعلمها عند الله
شمس ابتسمت راقت وهدت مع ولدها وضحك ولامست خدوده بحب: ربي مايحرمني من هالعوينات يارب
خشت عليهم شيراز ومعاها يزن: شن صار طمنوني ؟
حنان: آهو بوك جي
شمس تقربت من اختها وسلمت عليها: صحيتي شيراز وقفتي معاي وقعدتي مع يزن رغم ان عندك قراية !
شيراز خبطتها ع جبهتها: معاش تقولي هكي .. ولدي هذا

قصي فتح باب حوش اماليه وبيركب لشقته .. عائشة ناضت تجري واستقبالاته ..
عائشة ابتسمت: روحت !
قصي شاف لامه وتلفتلها ببرود: اي
عائشة وعيونها فيه: الحمد لله ع سلامتك ياغالي
فنص فيها وتلفت لامه .. وركب ..
لحقاته عائشة لشقته .. اما كوثر شافت لرتاج بامتعاض ..
كوثر: يموت في اللي تحقره هالمريض .. شوفيها كيف تزازي بيه وتفرح لما يروح ومش عاجبه زيادة
رتاج مركزة في تليفونها وضحكت: تبي الحق ولاه ! .. حتى انا مانحبش التزمزيك هلبا شن هذا !
كوثر فنصت فيها: سكري فمك انتي شن فهمك ؟
رتاج تضحك بهزوة: بالله عليك شوفيها قريب تشربه وتوكله .. هيا بلعاني ادير هكي خايفاته يرد شمس
كوثر ضحكت بهزوة: يرد طياح سعده ع اللي يرضاله
رتاج تنهدت: لكن تعرفي ولاه ! .. قداش مالصقة كنتك اهيا مبهاك ياشمس
كوثر حذفتها بالمخدة واستكردتها بنظرتها ليها ..

عائشة خدت منه حوايجه: نحطلك حوايجك في الغسالة ونجي نحطلك غداك .. تمام !
قصي يلبس في تيشرته: باهي
طلعت عائشة من الدار .. وفور خروجه اذكر انه بيعلمها شي ما ..
قصي: ياشمس
رجعت عائشة للغرفة وشبحتله ..
اربتك وتلعثم لسانه: عيوش جبتلك دواك هونا في المطبخ
عائشة واطت عيونها وابتسمت رغماً عنها: صحيت .. ربي يكثر خيرك
وطلعت ..
قصي خبط ع جبهته: الزفت الاحرف طلعها من راسك خلاص طلعها

شمس كانت بين ايدين الله .. سلمت ورفعت يديها داعية ..
( يارب نسيني فيه يارب طلعه من بالي .. نبي نعيش حياتي يارب تعبت من التفكير فيه خود فيه الحق يارب وخليني نعيش انا ووليداتي .. والله تعبت والله )
مسحت ع وجهها ( اللهم آمين )
وقفت وابتسمت وين شافت يزن يراجي فيها ..
يزن بصوت طفولي عذب: ماما نبي حليب
ابتسمت: حاضر
سخنتله حليب وقعمزت معاهم في دارها ..
واحد في حضنها والثاني جنبها تلاعب فيه ..
ابتسمت: والله راك محروم ياقصي من القعدة الحلوة هادي .. الله يسامحك وخلاص

كملت الكيكة وتنهدت: الحمد لله كملتها قبل ماينوضو
طق الباب بدر .. مشت تجري فتحتله بهدوء وأشرت بايدها ..
شمس: أوووشش راقدين
ضحك بدر: مليح هي وين الكيكة خللي نوصلهت ع طريقي
شمس ابتسمت: حاضر هي
حطت الكيكة في الصندوق الخاص بيها وحطت ستيكر علامة تخص مشروعها الجديد ..
وابتسمت .. مدتها لبدر: هي توكل ورد بالك
بدر خداها بحرص: تمام .. بكم قلتيلي ؟
شمس تحسب في دماغها: الكيكة ب 95 والتوصيل 15
بدر ابتسم: تمام هي بالسلامة
سكرت الباب .. وضحكت بينها وبين نفسها ..
شمس بفرح: والله لو قاعدة عندك راني مبلوطة في الحوش غير نعلف فيك .. الحمد لله تفكيت من زومتك
ضحكت ع روحها وع تفكيرها السطحي .. وخشت اطمنت ع ولادها .. وطلعت دارت قهوة ليها ولامها ..
وفيقتها من نومها: نوضي حنونة سادك نوم خللي نشربو قهوتها ع رواق قبل ماينوضو الفالحين معاد يخلو فيا بال نشرب بيه القهوة
ضحكت حنان ومددت ايديها تتكسل: جي بدر خدي الكيكة ؟
شمس حركت راسها ايجاباً وتصب في الفنجان قهوة: اي .. معليشي احني قهوتنا بلا حلو مش لازمنا توا المهم نكملوها قبل مايفيقو
ضحكت حنان: ربي مايغيبهم عليا وليداتي سكري فمك
تنهدت شمس: اي والله ياماما .. نتفكر يوم مرض زين اقسم بالله تي اما قصي واما خدمة وسواقة وبلي احرف .. كل الدنيا في كفة وولادي في كفة
حنان ابتسمت: الكبد حرفة
ناضت غسلت وجهها ورجعت لبنتها: حصلتها تكسيرة نوم باهية تخليني ناشطة
شمس شربت شويا من القهوة: ناشطة باش تسهري مع زين ولاه !
ضحكت حنان: حسيتك حاسدتيه الولد ؟
حطت الفنجان: تعرفي خاطري هكي نهدرز في موضوع يفدد
حنان أشرت بايديها بمعنى ( كملي ): عارفاته استرسلي
ضحكت شمس: قصدي شن يحس توا ؟ .. شن شعوره لما ولاده مش بحداه .. تي انا كل يوم انوض الصبح نحضنهم وندعي لله مايغيبو عليا لحظة .. والا لاني امهم والبو شعوره يختلف يعني ؟
حنان: لا .. شوفي بوك كيف يرعش عليكم ؟ .. هذا قصي نحس فيه مش طبيعي .. لا عاد شاف صغاره ولا حتى الاسم سماه كان مش من بوك راهو قعد وليدي هكي بلا اسم ولا هوية
شمس تنهدت: ديما نحمد في ربي ع بابا .. قد كل شي ومعاي في كل شي ربي يباركلي فيه
حنان: اللهم آمين
شمس نخصتها ع جنبها وضحكت: تدعي من قلبك .. سعدودك براجلك
حنان: ماهو انتي بوك معاش تنقي علينا
شمس بوجع: ياريته بوي جي زي قصي وراجلي جي زي بابا .. الله غالب
ابتسمت حنان: الحمد لله ديما قولي الحمد لله

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس الأقدار)