رواية شمس الأقدار الفصل الثامن عشر 18 بقلم دودو
رواية شمس الأقدار الجزء الثامن عشر
رواية شمس الأقدار البارت الثامن عشر
رواية شمس الأقدار الحلقة الثامنة عشر
( شعرت بقلبي ثقيلًا ،
شعرت أنّه ممتلئ إلى درجة الانفجار ،
وشعرت بالحزن ،
أردت البكاء حتّى تتساقط عيناي )
ع شاشة اللابتوب وجنبه وراقيها ومذكرتها و بسماعاتها تستمع بانتصات لمحاضرتها عن طريق برنامج ( zoom ) وفي ايدها قلمها تكتب ملاحظاتها ..
وطنجرة غداها ع النار ..
وقصي .. !
واقف ع السلّوم يزوق في ثنايا الجبس ويخفي عيوبه .. ويدندن مع أغاني حماسية يظن انها تساعده في انهاء عمله دون تعبٍ او كللٍ ..
في الضفة الاخرى .. او في الجزء السفلي من البيت كان أنور يشرب في قهوته ع رواق .. ومش مهتم بمعافرة خوه في انهاء عمله في اقصى سرعة وفي مدة زمنية قصيرة .. فلا يعنيه هالامر شيئاً ..
كانت تبتسم كل ماتشوف معافرته للحياة رغم خيبات الامل يللي تسمع فيها من قِبل امه
( عناد ع الفاضي .. اساساً مافيشي فايدة يللي قاعد يدير فيه ! .. خسارة السياج تلبز بالزواق والستوك .. المستّوِك يحساب روحه دار حاجة باهية بخبطة ايد يتكسر الجبس ويجي كدس )
يتردد ع مسامعها هلبا بس تحاول تنهيه النقاش في ذهنها بتنهيدة عميقة ..
ولا جدوى .. !
يغمز ويغازل ويساير .. نفسياً مستريح بس جسدياً طبعا لا .. اول ماوصل فيه الليل طايب ومش قادر يقاوم ولا يفتح عيونه .. وع طول خلد للنوم العميق
تمسح ع شعره بلطف وحُب وتردد في دعواتها كالعادة .. خوفاً عليه من عين حاسد او من ولاد الحرام يختلسو حياته ويخترقو الرابط اللي بينهم ..
ورمضـان هلّ ..
قصي: خللي نفطرو فوق حبيبي .. هكي خير ولاه !
شمس ابتسمت: اللي يريحك بس لازم نقول لامك
قصي: ماعليكش فيها انا نقوللها
وأول يـوم لشهرنـا الفضيـل كان بالنسبة لشمس انجاز ..
حطت البراك ع النار وطفت ع الشربة .. ومستمتعة ع الاخر بالاجواء الرمضانية مع حبيبها قصي .. وأول رمضان ويشوف ابداعاتها ع أرض الواقع ..
خش قصي حط السزوة ع النار
شمس باستغراب ومستمرة تحلّ في البيتزا: خيرك اللطف مستعجل !
شبحلها وضحك: تتسهوكي !
شمس وقفت ماتصنع: والله بجديات .. مازال وقت تو نديرهالك انا القهوة
مدلها تليفونه: شوفي يافالحة مازال خمس دقايق ع المغرب
شهقت وانصدمت .. وبدت تجري وتسرّع في خطواتها وهو يضحك .. ويحاول يساعدها
قصي: يابنتي بري دوشي مش قلتي نحب ندوّش قبل مانفطر ! بري تو نغسلهم انا الاماعيين
شبحتله ببراءة: بجديات آوسا !
ضحك: اقسم بالله ( دفها بايده بالشويا ) سقديلي روحك نبي نقعمز وانتي قدامي ره .. تفتحيلي نيتي ع الفطور
ضحكت: حاضر هي
وسهرات رمضان كانت تنزل ويشربو قهوتهم ويهدرزو مع بعض .. مرة في الجنان ومرة الداخل .. ومع الساعة 11 كانو البنات يركبو عندها وبتفرجو ع مسلسلهم المفضل ..
ومرّت الايـام ..
وفي يوم خشت شمس لدارها وقصي كان متكّي في مكانه ..
قصي بفُكاهة ويضحك: آهي جتني .. آهي جتني
ضحكت: قصي .. اسمع نبيك تجيبلي حاجات ناقصة في الحوش باش اندير الفطور
قصي: فوتيهم حبيبي توا ديري اي شي تاني .. نبي نستريح
قعمزت ع حافة السرير: قصدي قصي مش معقولة يعني النهار بطوله تصلي وتستريح والا خدمة بس بس
قصي عدّل تقعميزته: شن تبيني ندير مثلا ! نخش نعاونك ؟
رفعت ايديها: لا تربح مانبيلك عينة تقلبلي الكوجينا فوقي لوطي
رفع حاجبه: ماهو نغسلك في الاماعيين والله تقول صبية ؟
ضحكت: حشاك .. وشن قالولك الصبية بس اللي تغسل واضم ؟ ناسي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله ، وانا خيركم لأهلي )
ابتسم: لا متفكره .. قصدي توا شن تبي !
شمس تنهدت: نبي شوية سلق وحكيكة تن وجبنة مبشورة وحكة فطر بس بس
شبحلها: بس !
شمس ضحكت: اي
تنهد: مش ضروري ديري اي شي
عقدت حواجبها: قصي نوض بالله عليك
قصي رجع اتكى في مكانه: انتي اللي بالله عليك خليني في حالي .. صيام .. !
شبحتله باستغراب: انت بس اللي صايم ؟
فنص فيها: شمس نوضي في حالك وخليني في حالي
زفرت بضيق وخبطت الباب ..
سمعت صوته: شمس ( زاد علّى صوته ) شمس تعالي جاي
رجعت قارنة حواجبها .. وقف وقرّب منها
قصي بتعصب: شن الحركة اللي درتيها ؟
شمس عاقدة حواجبها: شن درت ؟
قصي: قربعتي الباب في وجهي
شمس تلبكت: مش في وجهك وبعدين انت مبعدك ع الباب .. وانت تتعصب عادي تفصل عليا عادي انا مش حقي نفصل عليك !
قرن حواجبها: اسمعي طول عمري نفهم فيك .. انا وانتي مش زي بعض
رفعت حواجبها: والله !
قصي تنهد: اي انا راجل وانتي مرآ .. انتي اللي بتوسعي بالك وبتتفاهمي معاي لما نتعصب ولما نهدا تاخدي عيوني
شمس اندفعت: وكان راجل اديري اي شي عادي ؟ هذا تفكير الجُهّال انا راجل ونننن
قصي فتح عيونه ع كبرهم: شنو ؟
شمس: اي قصي .. شن رمضان غير عليك ؟ شادلي من اول رمضان راني صايم راني صايم .. وبعدين انا قلتلك جيبلي حاجات باش تاكلهم انت مش باش نتسمسمهم انا
شبحلها .. وعيونه يتوسعو تدريجياً ..
قصي شدها من ذراعها: تمام .. ترا اطلعي وخليني في حالي .. اللهم اني صايم
دفتله ايده: داري ولاه ؟ بنقعد انا انت اطلع كان مش عاجبك وجودي
غمض عيونه وزفر بضيق: نطلع علاش لا !
وطلع قصي من الدار .. تنهدت ومازال قارنة حواجبها ..
شمس: شن هالعقلية هادي ؟
مشت للمطبخ وكملت بالموجود .. ورجعتله للصالة وين ماكان مقعمز ..
قصي: اطلعي برا
سكرت الباب وخشت قعمزت قريبة عليه: مادخلكش فيا
قصي شبحلها بطرف عينه: خيرك راسك وراسي يابنت
شمس: امالا بمن تبيني ندير راسي وراس ولد الجيران ؟
فنص فيها: شمس احترمي نفسك شويا
شمس تنهدت: حقيقةً انا محترمة نفسي .. بس صح مش محترماتك .. إي
تلفتلها مصدوم: شمس نقصي من لسانك خيرلك ره
تنهدت شمس وابتسمت: باه هي نوض عاونّي في البيتزا .. دير الصالصة
قصي: ماعنديش نية
ورجع يتصفح بتليفونه .. تعصبت وغمضت عيونها
شمس: قصي .. نوض .. دير .. معاي ( فتحتهم وابتسمت ) ومنه نهدرز عليك وتسايرني ونضيعو وقت
قصي مازال ع قعدته: ماخاطريش
خبطت ع رجليها بنفاذ صبر ووقفت: ملّح .. زيد ارقد
حذفت عليه المخدة ومشت .. وصلت للباب قربعاته من جديد ..
تعصب وحذف تليفونه: مافيش فايدة فيها
رتبت الصفرة وجهزتها وقصي طلع للجنان يسقي في غرساته .. وساوت صونية قنينة ونادت حماتها ..
شمس: رتاج !
رفعت راسها رتاج: جاية هي
شمس بابتسامة حلوة: وهادي حصتكم من فطوري
ابتسمت رتاج: شويا نجيبلك حصتكم
شمس: نراجي فيك
مشت وجابتلها صونية: تفضلي هي
شمس ابتسمت: يسلم ايديكم .. صحة فطوركم مقدماً
قعمزت شمس .. واستنت .. وراجت .. يشرّف حضرته ..
مازال ع المغرب تلات دقايق ..
دقيقتين ..
دقيقة ..
أذن المغرب .. الله اكبر .. الله اكبر
وارتفع صوت الحق .. وقصي مازال ماشرّف ..
قامت تليفونها واتصلت .. سمعت رنته في الحوش .. تنهدت وشقت فطرها
وبعدها نزلت لعزوزتها تتساءل ع قصي ..
كوثر: حي نهاري مافطرش قصدك ؟
شمس رفعت كتافها: طلع للجنان ومعاش خش
طلعت كوثر للجنان لقاته مهناش: ياحليلي وليدي قعد من غير فطور
شمس بقلق: بالك شن طلع يجيب وعطل ؟
كوثر: اتصلي بيه ؟
شمس: تليفونه مخليه هنا
صوت صالح من داخل الدار ياكل: تعالو تو يجي .. تلقيه اشبح وين مشي وجاي اطمنو
جت شمس وطبست: صحة فطورك عمي ( شافت للبنات ) صحة فطوركم
كوثر طبطبت ع ظهرها: خشي كملي فطورك معانا تو يجي
كيف بتخش .. سمعت صوت الباب .. وقصي أخيراً شرّف ..
ابتسمت: خلاص آهو جي
كوثر: وين كنت ؟
قصي بالامبالاة: هنا
صالح: بري سلم بنتي اركبي افطري .. والله ماتتحشم مخلي البنت من غير فطور وادوح ؟
لا تعليق .. وركب لشقته
لحقاته شمس .. خش للحمام وراجاته ..
طلع صلى المغرب بدون مايديرلها اي اعتبار ..
وهي مقعمزة ع الصفرة تراجي فيه ..
دار قهوته وجي قعمز في نفس الدار معاها .. بعد لبس حوايجه بيمشي لخدمته ..
شمس تنهدت: تعالى افطر
الفنجان في ايده: ماخاطريش
شمس رفعت حاجبها: غير تعالى بلا جو حرج زي الصغار
شبحلها بصدمة: اسكتي خير
شمس: باهي تعالى افطر راني مافطرتش
قصي يتابع في التلفزيون: افطري بروحك
شمس زفرت بنفاذ صبر وضحكت ع جنب: ع كيفك
وكيف بتاكل .. زفر بضيق
شمس: ياودي تعالى بلا هبال
قصي وقف: انا ماشي
وكيف بيطلع قالت باندفاع: ودرا وسيل حدرا
تلفت بصدمة وحذف الفنجان بقوته ع الحيط ..
شهقت بخوف: هييي خيرك هكي ؟
وبدت عينها ادمع خوفاً وقلقاً ..
قصي: من امبكري قلتلك فكيني من سوك
وقفت شمس بتعصب زيادة وخشت لدارها وخدت تيشرته الابيض شاريه مؤخراً .. ومسحت بيه كل أثار القهوة ع الحيط وتبكي ..
مصدوم في تصرفها بس التزم الصمت .. خدي بعضه وطلع ..
وسط بكاها: حسبي الله ونعم الوكيل فيك ياقصي ترعش فيا وانا حامل
في خدمته مقعمز مع زملائه .. الجثة معاهم والعقل معاها ..
سارح وقاعد يسِنّ في طرف لوحة صغيرة بين ايديه .. تنهد وبعتلها مسج
( شن الامور ! )
بين ايديها تيشرته الابيض اللي تلوّن ببقع القهوة البنية .. تبكي وواجعها خاطرها بعد صلت التراويح قعمزت وصارحت نفسها هل تصرفها صح او غلط !؟
وصلها المسج .. اضايقت اكثر .. مادام مابعتش آي صفة قبل السؤال معناها يطمن ع ولده مش أكثر .. سكرت تليفونه وغسلت وجهها .. ونادت البنات يتفرجو ع مسلسلهم .. وسخنت شوية حار وقعمزت تهدرز معاهم وتاكل ..
وبرضو .. الجثة معاهم والعقل معاه .. !
روّح متأخر للحوش لقاها متكية في سريرها وزعلانة ..
تنهد وقعمز ع طرف السرير: فداك التيشرت .. وفداك الحيط .. وفداك قصي بنفسه
فتحت عيونها ودمعو: متأكد !
قصي: اقسم بالله .. لو تبي عمري نعطيك بيوجعني التيشرت والا الحيط ؟
باعدت اليرغان وعدلت تقعميزتها: تو هذا مافكرت فيه انت ؟ التيشرت والحيط ؟
قصي ببلاهة: وفنجان القهوة واعصابي اللي انحرقو .. وسهرة الشباب اللي خليتها
رفعت حاجبها باستغراب: والله !
ضحك: شن تبي اكثر من هكي ؟
قرّب منها وباس راسها: عارفك شن تبي انا ؟
شمس مستغربة: شنو ؟
قصي ابتسم: آسف
تنهدت وابتسمت مسايرة ..
حضنها: قداش قلبك اسود .. وانا ياناري طيب وقلبي حليب
تباعدت عن حضنه: اي واضح حليب لين خليتني نبكي ومشيت
قصي: يارّاني ميت .. ياريت ضربتني سيارة ومُتت ولا خليتك تبكي
خبطاته ع صدره بالخفيف: بعيد السو عليك
ضحك قصي وغمرها في حضنه: احكيلي شن درتي اليوم في غيابي ؟
شمس تنهدت: نبكي وخلاص
قصي تنهد: غدوا نجيبلك السلق والجبنة وكل شي .. ( باعدها من حضنه ) اسمعي نوضي بدلي ناخدو قضية شن رايك ؟
شبحتله بيأس: مهبول اقسم بالله
قصي وقف وقامها معاه: والله ماني موخرها .. مازال ع الفجر ساعة بس وبنرفع معاي شوية من فطورك الباهي ماذوقتاش اليوم
شمس شهقت: حتى اللي رفعته معاك للعمل ماكليتاش ؟ وتقوللي قلبي ابيض ؟
ضحك قصي وحوّل سوريته ولبس تيشرت: والله عطيته للجماعة وهما ينقو عليا
شمس مستغربة: علاش ينقو عليك ؟
قصي يساوي في شعره ع المرآية: قالولي معقولة مرتك في السادس وقاعد اديرلك في الفطور ؟ واحد منهم مرته في الشهر الثاني وحالفة ماطيبله حاجة قالتله تاعبة واشبح شنو ؟
خبطت ع وجهها بصدمة: حي وان شا الله تحكو هكي قدام بعضكم ؟ مش عيب ؟
ضحك قصي وتلفتلها: لا مش عيب .. ( قعمز قربها ) انا فرحان بيك لكن والله ماندوي عليك الا لما سألوني ع الصغار قلتلهم مازال تلات اربع شهور مشي انصدمو وقالولي كيف مسكينة بطنها قدامها وتعوّل عليك ! .. وانا قلتلهم والله هي ماترضى اطلعني من غير فطور وسحور
شمس ابتسمت بفخر: وشن قالولك ؟
خبطها ع جيهتها بطرف صبعه: خلاص شن تبيني نهدرز بيك ؟ جت في الدوة بس والله
شمس تنهدت: متاكد بتطلع توا ؟ امك ماتقول شي ؟
بخ عطره: شن طالع مع صاحبتي ؟ هي وتي روحك بسرعة معاش مازال ع الفجر
شمس: نلقو محلات مفتوحة ؟
قصي: رمضان حبيبي نلقوهم مفتوحين .. غير سقديلي روحك
تنهدت شمس وابتسمت: حاضر هي
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس الأقدار)